البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات أحمد إيبش

 17  18  19  20  21 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
الفصل الثلاثون    كن أول من يقيّم

الفصل الثّلاثون([1])
]أُورشَليم - الوَصيّة الإلَهيّة الكُبرى[
مَضى يسوعُ إلى أُورشَليم معَ اقترابِ المَظالّ([2])، وهو أحد أعياد أمَّتِنا.  فلمّا درى بذلكَ الكَتَبَة والفَريسيّون، تشاوروا لكي يُوقِعوا بِه في كلامِه([3]).  فلذلكَ، جاءَ إليه حكيمٌ قائِلاً([4]): »يا مُعلِّم، ماذا عليَّ أن أفعل حتى أحوزَ الحياةَ الأبَديّة؟«.
أجابَ يَسوع: »كيفَ هو مَكتوبٌ في الشَّريعة؟«.
أجابَ المُختَبِر: »أحبّ الرَّبَّ إلَهَكَ([5])، وقريبَكَ.  وتُحبُّ الرَّبَّ إلَهَكَ قبلَ كلِّ شيءٍ، من كلِّ قلبِكَ وعَقلِكَ، وقريبَك كنَفسِكَ«([6]). 
أجابَ يَسوع: »حَسَناً أجَبتَ، لذا اذهَبْ وافعَلْ ذلكَ، أقولُ لكَ، حتّى تنالَ الحياةَ الأبَديَّة«.
فقالَ لهُ: »ومَن هو قَريبي؟«.
*  *  *


([1]) في هامش المخطوط بالعربيّة: »سورة الحبّ الانسان«.
([2]) ترد التسمية في الأصل الإيطالي: سينوفيجيا la Senofegia، والعبارة يونانيّة ولهذا دلالة كبيرة جداً تدعم فرضيّتنا بكون الإنجيل مترجماً عن أصل يوناني قديم، والمُفترض أن يكون بارْنَبا كتبه باليونانيّة لزوماً.  هذا رغم أنها كانت وردت أعلاه في الفصل 15 بصيغة أخرى: tabernacholi.  وفي العبريّة يسمّى عيد المظالّ  חג הסכות »حَج هَسُّكّوت«، وهو أحد أهم أعياد اليهود، يقع بين 15-22 من الشهر السابع »تشري« תשרי (أكتوبر) ويخرج فيه اليهود من بيوتهم ليمكثوا تحت سقائف (مَظالّ) تكريماً لذكرى جدودهم الذين أقاموا تحت المظالّ 40 سنة في تيه سيناء عند خروجهم من مصر.  ورموزه سعف النّخيل مع أغصان الآس والصّفصاف والأترُج.  انظر كتابنا »التّلمود«، ص 384.
([3]) قابل على إنجيل متّى - 22: 15.
([4]) قابل على إنجيل لوقا - 10: 25-37.
([5]) في هامش المخطوط بالعربيّة: »الله سلطان«.
([6]) الفقرة من أشهر صـلاة في التّوراة: »اسمع يا إسرائيل« (شِماع يسْرَئيل  שמע ישראל)، سفر التّثنية - 6: 4-9، ونصّها الكامل: »اسمع يا إسرائيل، الرّبّ إلهنا ربٌّ واحد.  فتُحبّ الرَّبَّ إلهَك من كلّ قلبك ومن كلّ نفسك ومن كلّ قوّتك.  ولتكُن هذه الكلمات التي أنا أوصيكَ بها اليوم على قلبك، وقُصّها على أولادك، وتكلّم بها حين تجلس في بيتك، وحين تمشي في الطريق، وحين تنام، وحين تقوم.  واربطها علامةً على يدك، ولتكُن عصائبَ بين عينيك.  واكتُبها على قوائم أبواب بيتك وعلى أبوابك«.
     انظر تحليلها الهَجَدائي في التلمود، في كتابنا: »التّلمود كتاب اليهود المقدّس«، 299.

20 - مارس - 2008
إنجيل بارنبا: أهو حقاً الإنجيل الصحيح؟
الفصل الثلاثون - تتمة    كن أول من يقيّم

السّامِريّ البارّ[
أجابَ يَسوع، رافِعاً عينَيه: »كانَ ثَمَّةَ رَجُلٌ هابِطاً من أورشَليم يقصدُ أريحا، وهي مدينةٌ بُنيتْ مُجَدّداً تحتَ اللَّعنة([1]).  فوَقَعَ هذا الرَّجُلُ على الطّريق في أيدي اللّصوص، فجَرَحوهُ وعَرّوه، ثُمَّ رَحَلوا وتَرَكوهُ مُشرِفاً على المَوت.  فاتَّفَقَ أن مَرَّ كاهِنٌ بذلكَ المَكان، فلَمّا رأى الجَريحَ مَرَّ في طريقِه دونَ أن يُجيبَه.  وعلى النَّحوِ ذاتِه مَرَّ ليويٌّ([2])، دونَ أن ينبِسَ ببِنتِ شَفَة.
»وصادَفَ أن مَرَّ ]أيضاً[ رَجُلٌ سامِريٌّ، }100{ فلمّا أبصَرَ الجَريحَ تحَرَّكت بِه الشَّفَقة، وترَجَّلَ عن فَرَسِه وأخذَ الجريحَ، وغسَلَ جِراحَهُ بخَمرٍ ودَهَنَها بدُهنٍ، وبعدَ أن ضَمَّدَ جِراحَهُ وواساهُ طَرَحَهُ على مَتنِ فَرَسِه.
»وعندما وصَلَ في المَساءِ إلى النُّزُل، أسلَمَهُ إلى يَدِ صاحِبِه.  ولمّا أفاقَ في الصَّباحِ قال: »دُونَكَ فاعتَنِ بهذا الرَّجُل، وأنا أسَدِّد لكَ كلَّ شيء.  وبعدَ أن قدّمَ أربع قطع من الذّهب لصاحِبِ النُّزُل، قال: »تَهَلَّلْ، فإنّي أعودُ سِراعاً وأذهبُ بكَ إلى بَيتي«. 
قال يَسوع: »قُلْ لي، أيَّ هؤلاءِ كانَ القريبُ؟«.
أجابَ الحَكيمُ: »الذي أبدى الرَّحمة«. 
فقالَ يَسوع: »قد أجبتَ صَواباً، فاذهَب وافعَلْ ذلِك«. 
فانصَرَفَ الحَكيمُ خائِباً.
*  *  *


([1]) سفر يَشَعياه - 6: 26 ؛ وسفر الملوك الأول - 16: 34.
([2]) نفضّل في كتبنا عادةً أن نترجم العبارة إلى العربيّة: »ليوي« بدلاً من »لاوي« المستخدمة في التوراة والأناجيل المعرّبة.  فهي في العبريّة לוי، أي كلّ منحدر من سبط ليوي (ليڤي) المختصّ بالكهانة، ومنهم كان النبي موسى وأخوه هارون (عليهما السلام).

20 - مارس - 2008
إنجيل بارنبا: أهو حقاً الإنجيل الصحيح؟
الفصل الحادي والثلاثون - تجربة    كن أول من يقيّم

الفصل الحادي والثّلاثون([1])
]أُورشَليم - الجِزية لقَيصَر[
ثُمَّ دَنا الكَهَنةُ من يَسوعَ([2]) وقالوا: »يا مُعلِّم، أيجوزُ شَرعاً أن تُعطى جِزيَةٌ لقَيصَر؟«.
فالتَفَتَ يَسوعُ إلى يَهوداه وقالَ: »أمَعَكَ نُقودٌ؟«، فأخَذَ يسوعُ بيدِه فِلساً والتَفَتَ إلى الكَهَنة، وقالَ لهُم: »على هذا الفِلسِ صورةٌ، قولوا لي: صُورةُ مَن هي؟«.
أجابوا: »صورةُ قَيْصَر«.
فقالَ يَسوع: »أعطوا إذاً ما لِقَيصَر لِقَيصَر، وما هو لله فأعطوهُ لله«.  فعندها انصَرَفوا خائِبين.


([1]) في هامش المخطوط بالعربيّة: »سورة يشفي«.
([2]) قابل على سفر متّى - 22: 15-22.

20 - مارس - 2008
إنجيل بارنبا: أهو حقاً الإنجيل الصحيح؟
الفصل الحادي والثلاثون - تتمة    كن أول من يقيّم

]يَسوع يشفي ابن قائِد المِئَة[
}101{ فإذا بقائِد([1])ِ مئة([2]) يقتَرِبُ منهُ، قائِلاً: »يا سَيّد، إنَّ ابني مَريضٌ، فارحَمْ شَيخوخَتي«.
أجابَ يَسوع: »الرَّبُّ إلهُ([3]) إسرائيلَ يرحَمُك!«.
فلمّا كانَ الرَّجُل مُنصرِفاً قالَ يَسوع: »تمَهّلْ، لأنّي آتي إلى بيتِكَ لأُصلّي على ابنِكَ«.
أجابَ قائِدُ المِئة: »يا سيّد، إنّي لستُ أهلاً وأنتَ نَبيُّ اللهِ أن تأتي إلى بيتي، تكفيني كَلِمَتُكَ التي تكلَّمتَ بها لِشِفاءِ ابني.  فإنَّ إلَهَك قد صَيَّرَكَ سيّداً على كلِّ مَرَضٍ، كما قالَ لي مَلاكُهُ في المَنام«.
عندَها تعجَّبَ يَسوعُ كثيراً، والتَفَتَ إلى الجَمعِ وقال: »انظُروا هذا الغريبَ([4])، فلديه إيمانٌ أكثر من كلِّ ما وجَدتُ في إسرائيلَ«.  ثُمَّ التَفَتَ إلى قائِدِ المِئة، وقالَ: »امضِ بسَلام، لأنَّ اللهَ([5]) لأجلِ الإيمانِ العَظيم الذي وَهَبَكَ إيّاهُ، قد مَنَحَ العافيةَ لابنِكَ«.
فمَضى قائِدُ المِئة في طَريقِه([6])، وعلى الطَّريقِ التَقى بخَدَمِه فبَشَّروهُ بأنَّ ابنَهُ قد بَرِئَ.  أجابَ الرَّجُلُ: »في أيَّةِ ساعَةٍ غادَرَتهُ الحُمّى؟«، قالوا: »بالأمسِ، في السّاعةِ السّادِسةِ بارَحَتهُ الحُمّى«.
*  *  *


([1]) قائد مئة رتبة عسكرية في الجيش الرّوماني، تسمى باللاتينيّة: centurione  »تْشِنْتوريُونِه« أما في اليونانية فهي: ekatontarcoV »إيكاتونتارخوس«.
([2]) قابل على إنجيل يوحنّا - 8: 5-13.
([3]) في هامش المخطوط بالعربيّة: »الله سلطان«.
([4]) أي بأنّه كان رومانيّاً من قادة جيش الرّومان الذي كان محتلاً المشرق منذ عام 64 ق.م.
([5]) في هامش المخطوط بالعربيّة: »الله معطي«.
([6]) قابل على إنجيل يوحنّا - 4: 51-53.

20 - مارس - 2008
إنجيل بارنبا: أهو حقاً الإنجيل الصحيح؟
الفصل الحادي والثلاثون - خاتمة    كن أول من يقيّم

فعَلِمَ الرَّجُلُ أنَّهُ لمّا قالَ يَسوع: »الرَّبُّ إلهُ([1]) إسرائيلَ يرحَمُكَ« }102{ رُدَّت إلى ابنِه العافية.  لذلِكَ آمَنَ الرَّجُلُ بإلَهنا، ولمّا دَخَلَ بيتَهُ حَطَّمَ آلِهَتَهُ بِدَداً، قائِلاً: »لا إلَهَ إلاّ إلَهَ إسرائيلَ([2])، الله الحقيقي الحَيّ«.  لذلِكَ قالَ: »لا يأكُلُ خُبزي أحَدٌ لا يعبُدُ إلَهَ إسرائيل«.
*  *  *


([1]) في هامش المخطوط بالعربيّة: »الله سلطان«.
([2]) في هامش المخطوط بالعربيّة: »اله بن ]بني[ اسرائل واحد وحقّ حيّ الله - منه«.

20 - مارس - 2008
إنجيل بارنبا: أهو حقاً الإنجيل الصحيح؟
الفصل الثاني والثلاثون    كن أول من يقيّم

الفصل الثّاني والثّلاثون([1])
]العَشاء في بيت الحاخام[
دَعا أحَدُ المُتَفَقِّهين في الشَّريعَة يَسوع إلى العَشاء([2])، لكي يَمتَحِنَهُ.  فأتى يَسوعُ إلى هُناكَ مع تَلاميذِهِ، وكثيرونَ من الكَتَبَة انتَظَروهُ في البيتِ ليَمتَحِنوهُ.  فجَلَسَ التَّلاميذُ إلى المائِدة دونَ أن يَغسِلوا أيديهِم.  فدَعا الكَتَبَة يَسوعَ، قائلين: »لماذا لا يُحافِظْ تلاميذُكَ على الشَّريعة العُرفيّة لحُكَمائنا، بعَدَم غَسلِ أيديهم([3]) قبلَ أن يأكُلوا خُبزاً؟«.


([1]) في هامش المخطوط بالعربيّة: »سورة البدعة«.
([2]) قابل على إنجيل متّى - 15: 2-6 ؛ وإنجيل لوقا - 11: 37-46، 14: 1.
([3]) هذه إشارة ضمنيّة إلى الأحكام الفقهيّة للطّهارة، التي كان يضعها كَتَبَة الشَّريعة في خلال القرنين السّابقين لعهد المسيح u، والتي قاموا بتدوينها بعد خراب الهيكل عام 70 م وإثر إعادة تأسيس اليهوديّة الحاخاميّة في مدرسة (يَشيڤا) يَبنى  כרם ביבנה »كِرِم بيَبْنِه« (أي كَرْمُ يَبنى).  ولمّا تمّ جمع هذه الأحكام الفقهيّة في المِشناه، على يد يَهوداه هَنّاسي יהודה הנשיא وإضافة الجِمارا عليها، أضحت ما عُرف بالتَّلمود.  وفيما يخصّ أحكام الطهارة (المذكورة هنا) جُمعت الأحكام في مبحث (سلك أو »سِدِر«) يُعرَف بـ: سِدِر طَهَروت، الذي يختصّ بالطهارة الشعائريّة وأحكام الطهارة والنّجاسة لدى الأفراد والجماعات، ويضمّ 12 مقالة (مَسّيخِت)، هي: كِليم (الأواني والأوعية)، أوهالوت (الخيام)، نِجاعيم (البَرَص والطواعين والأوبئة)، پاراه (البقرة)، طَهَروت (التّطهيرات) مِقواؤوت (الآبار والخزّانات)، نِدّاه (الحائض والحيض)، مِكشِرين (الاستعدادات)، زاڤيم (الزّاب - السّيلان)، طِڤول يُوم (الغسل اليومي)، يَدَايْم (اليدان وتطهيرهما)، عُقتسين (سويقات الثّمار وقشورها).

20 - مارس - 2008
إنجيل بارنبا: أهو حقاً الإنجيل الصحيح؟
الفصل الثاني والثلاثون - تتمة    كن أول من يقيّم

أجابَ يَسوعُ: »وأنا أسألُكُم، لأيِّ سَبَبٍ أبطَلتُم وصايا اللهِ المَفروضة عليكُم، من خلالِ اتِّباعِ شَريعَتِكُم العُرفيَّة([1])؟  تقولونَ لأبناءِ الآباءِ الفُقَراء: »قَدِّموا، وأوفوا نُذوراً للهَيكَل«.
»فهُم يُقدِّمون نُذوراً من المالِ القليلِ الذي عليهم أن يعولوا به آباءَهُم.  فإن رَغِبَ آباؤهم أن يأخُذوا نُقوداً، يصيحُ الأبناءُ: »هذه النُّقودُ مَنذورَةٌ }103{ لله«.  فيُلاقي الآباءُ من جَرّاءِ ذلكَ عَنَتاً.  أيُّها الكَتَبَة الكَذّابون المُراؤون، أيَستَخدِمُ اللهُ هذه النُّقودَ؟  حتماً لا، فالله لا يأكُل([2])، كما يقولُ على لِسان عَبدِه داود النَّبيّ([3]): »هل آكُل لحمَ الثّيران وأشربُ دَمَ الغَنَم؟  أعطِني ذبيحَةَ الحَمدِ وقَدِّم لي نُذورَكَ، لأنّي إن جعتُ لا أطلُبُ منكَ شيئاً، لأنَّ كلَّ الأشياء في يدي، وعندي وفرةُ الجَنّة«.  أيُّها المُنافِقون!  إنَّكُم إنَّما تفعَلونَ ذلكَ لتَملَؤوا كيسَكُم، ولذلكَ تُعشِّرون السَّذابَ والنَّعنَع.
»يا لَكُم من بؤسَاء!  تُبيّنون للغير أوضحَ المَسالِك، ثُمَّ لا تسيرون فيها([4]).  أيُّها الكَتَبَة والحُكَماء!  إنَّكم توثِقونَ كواهلَ النّاسِ بأحمالٍ لا تُطاقُ أوزانُها، ولكنَّكُم أنتُم أنفُسُكم في الوقتِ ذاتِه غيرُ قائمين بتحريكِها ولو بأحَدِ أصابِعِكم.  الحَقَّ أقولُ لكُم، إنَّ كلَّ شَرٍّ دَخَلَ العالَمَ فهو من جَرّاءِ الحُكَماء الشُّيوخ.  قُولوا لي، مَن أوجَدَ عِبادَة الأصنام، إلاّ عبرَ شرائِعِ الشُّيوخِ العُرفيّة؟

»فإنَّهُ كانَ ثَمَّةَ مَلِكٌ أحَبَّ أباهُ كثيراً، وكان اسمُهُ بَعْلاً، فلمّا ماتَ الأبُ، أمرَ ابنُه بصُنعِ تِمثالٍ يُشبهُ أباهُ تعزيةً لنَفسِه، ونَصَبَهُ في سوقِ المَدينة.  وأصدَرَ أمراً بأنَّه كلُّ مَن }104{ يقتَرِب من ذلكَ التِّمثال إلى مَسافَة خمسةَ عشرَ ذِراعاً يكونُ آمِناً، فلا يحُقُّ لأحَدٍ أن يطالَهُ بأذى. 


([1]) في هامش المخطوط بالعربيّة: »قال عيسى لعلماء مني ]بني[ إسرائل: لم تحرفون أحكام الله تعلى ويتّبعون كم ]وتتبعون[ بدعةً تحدثون كم ]تحدثونها[ من عندكم - منه«.
([2]) في هامش المخطوط بالعربيّة: »الله لا يئكل«.
([3]) مزامير داود - 50: 13-14.  وفيها: (13) هل آكل لحم الثّيران أو أشرب دمَ التّيوس. (14) اذبَحْ لله حمداً وأوفِ العَليَّ نُذورَك.  والتتمّة من المزامير - 50: 11-12، ففيها: (11) قد علمتُ كلَّ طيور الجبال ووحوش البرّيّة عندي.  (12) إن جُعتُ فلا أقولُ لك لأنّ لي المَسكونةَ ومِلأها.
([4]) عبارة الأصل الإيطالي: per laqual non uollete uedere  تحتمل وجوهاً أخرى للقراءة: فإما ينبغي حذف حرف الجرّ per، أو إبدال فعل vedere (يرى) بفعل vadere (يذهب). 
     وهذا ما نراه أصحّ من أن تكون: »تُبيّنون للغير أوضح المسالك ثمّ لا ترونها«.

20 - مارس - 2008
إنجيل بارنبا: أهو حقاً الإنجيل الصحيح؟
الفصل الثاني والثلاثون - خاتمة    كن أول من يقيّم

فعلى ذلك، بدأ الأشرارُ بسبب الفوائِد التي يتجَنّونَها يُقدّمون للتّمثالِ ورداً وزُهوراً، ثمّ سُرعانَ ما تحوَّلت الهدايا إلى مالٍ وطَعام، حتّى سَمّوهُ إلَهاً، تكريماً لهُ.  فهذا الشّيء تحوَّلَ من عادَةٍ إلى شَريعة، حتّى أنَّ صَنَمَ البَعْل انتشرَ في العالَم كلِّه.  وكم نَدَبَ اللهُ على هذا الأمر([1]) على لِسان النَّبي يَشَعياه، قائِلاً: »حَقّاً إنَّ هذا الشَّعبَ يعبُدُني باطِلاً([2])، لأنَّهُم أبطَلوا شريعتي التي أعطاهُم إيّاها عَبدي مُوسَى، ويتّبعونَ تقاليدَ شيوخِهم«.
»الحَقَّ أقولُ لكم، إنَّ أكلَ الخُبزِ بأيدٍ غيرِ نَظيفة لا يُنَجِّسُ إنساناً، لأنَّ ما يدخُلُ الإنسانَ لا يُنجِّسُ الإنسانَ، بل إنَّ ما يخرجُ من الإنسانِ هو ما يُنجِّسُ الإنسان«.
فقالَ حينَئِذٍ أحَدُ الكَتَبَة: »إن أكلتُ لحمَ خِنزيرٍ([3])، أو لُحوماً أخرى نَجِسة، أفَلا تُنجِّس ضَميري؟«.
أجابَ يَسوع: »إنَّ العِصيانَ لا يدخُلُ الإنسانَ، بل إنَّهُ يصدُرُ عن الإنسانِ، من قَلبِه.  ولذلكَ فيكونُ نَجِساً متى هو نَوى وعَقَدَ العَزمَ على أكلِ طَعامٍ مُحَرَّم«([4]).
فقالَ أحدُ الحُكَماء: »يا مُعلِّم، إنَّكَ مِراراً }105{ ما تأتي بذِكر عِبادَة الأصنام مُنتَقِداً وكأنَّ عندَ شعبِ إسرائيلَ أصناماً، فهكذا أنتَ تُسيءُ إلينا«.
أجابَ يَسوع: »أدري تماماً أنَّهُ لا وُجودَ اليوم في إسرائيلَ لأصنامٍ من خَشَب، ولكنَّ ثَمَّةَ أصناماً من جَسَد«.
فأجابَ حينَئِذٍ الكَتَبَةُ جميعُهم بامتِعاض: »أنحنُ إذاً عَبَدَةُ أصنام؟«.
أجابَ يَسوع: »الحَقَّ أقولُ لكم، لا تقولُ الوصيّة([5]): »اعبُدْ«، »بل أحبّ الرَّبَّ إلهك([6]) بكلِّ نفسِكَ وبكلِّ قلبِكَ وبكلِّ عقلِكَ«.
قالَ يَسوع: »أصحيحٌ هذا؟«.
أجابَ الجميعُ: »إنَّهُ لَصَحيح«.
*  *  *


([1]) قابل على إنجيل متّى - 15: 7-20.
([2]) في هامش المخطوط بالعربيّة: »الله معبد«، أي: معبود.
([3]) نذكّر القارئ أن الخنزير محرّم في اليهوديّة إلى أبعد درجة، ولا يرد في متن الأناجيل تحليله (فقط بأعمال الرُّسُل)، لكن المسألة كلّها تعود إلى الصّراع بين تياري: كنيسة أورشليم التّوحيديّة، والكنيسة الأمميّة (بصبغتها الفكريّة واللاهوتيّة الهلّينيّة) التي أسّسها بولُس.  هذه الكنيسة الأمميّة هي التي جهدت لإلغاء سُنن التّوراة (الختان، السَّبت، تحريم الخنزير) رغم أنها بذلك تخالف إقرار يسوع الواضح: »ما جئتُ لأنقُض!«.
([4]) في هامش المخطوط بالعربيّة: »حرّم لحم الخنزير - منه«.
([5]) سفر التثنية - 6: 5.  وانظر أعلاه الفصل 30.  وهذا جزء من صلاة »شِماع« أهم صلاة في التّوراة، ويسوع يُقرّ بها حتّى في الإناجيل الإزائيّة، التي ما تزال تحمل بصمات بيّنة لكلام يسوع المُقرّ صراحةً بعدم جواز إلغاء سُنن التّوراة، وكان أتباعه الباكرون يهوداً مسيحيّين أقاموا شعائرها كاملة، ولم يخالفها إلا أتباع بولُس فيما بعد.
([6]) في هامش المخطوط بالعربيّة: »الله معبد«، أي: معبود.

20 - مارس - 2008
إنجيل بارنبا: أهو حقاً الإنجيل الصحيح؟
تم إدراج الفصول    كن أول من يقيّم

سيدتي الفاضلة ضياء خانم:
أخيراً تمكنت من إدراج بعض الفصول من باب التجربة، والآن سوف أنتقي الضروري جداً من مباحث هذا الإنجيل المثير للجدل، لئلا أطيل على القراء.
ما دمنا بانتظار الربيع الحقيقي.. ربيع الهدوء والوفاق والاستقرار. لكن لست أدري، الأفق لا يحمل سوى الغيوم الداكنة. يتولى الإنسان الحزن على هذا البلد الجميل والصغير، لا تكاد تظهر بارقة أمل حتى تطفئها أكوام من الأزمات والمصاعب الجديدة.
صرنا والله نفكر بالهجرة، يبدو المسألة طويلة حقاً.
يسعد مساكِ وإلى اللقاء.

20 - مارس - 2008
إنجيل بارنبا: أهو حقاً الإنجيل الصحيح؟
حول نشرة الإنصاف والتحرّي    كن أول من يقيّم

حضرة الأستاذ الأديب الأريب زهير ظاظا حفظه الله:
بالفعل، قام بإعادة نشر النص المتوفر من كتاب" الإنصاف والتحرّي في دفع الظلم والتجرّي عن أبي العلاء المعري" للحافظ كمال الدّين بن العديم الحلبي د. عبد العزيز حرفوش، وصدر عن دار الجولان للطباعة والنشر بدمشق في 184 صفحة، غير أنه لم يعثر على مخطوطة له، واكتفى بإعادة نشر ما كان ورد منه في كتاب "تعريف القدماء بأبي العلاء" (ص 483-578)، على نقصه وكونه ملخصاً من كتاب ابن العديم الضخم "تاريخ حلب". قام الباحث المذكور بتحقيق النص وأضاف إليه حواش موسعة، مع فهارس تفصيلية، ولكنه لم يأت بجديد في الموضوع بشكل أساسي.
يبقى أمر العثور على مخطوطة كاملة من "الإنصاف والتحرّي" رهناً بما تجود به الأيام، ولكن إلى ذيّاك الحين، هل يقوم البعض مقام الكلّ ويُكتفى من الصّبابة بالعُباب؟

22 - مايو - 2008
مسابقة الوراق (3)
 17  18  19  20  21