 | تعليقات | تاريخ النشر | مواضيع |
 | مقامة جميلة كن أول من يقيّم
أقول كما قالت أستاذتنا خولة في حق أستاذنا الدكتور العزيز مروان شاكرا له مقامته الجميلة الممتعة . وأرجو منه ، إن كانت تلبية الرجاء ممكنة ، أن يذكر لنا شرحا موجزا عن فحوى كتابه الذي ذكره للدكتور القرشي . | 20 - سبتمبر - 2008 | المقــــــــــامـة الحنـّاشـــــــــــــــيّـة !!! |
 | شكرا لك كن أول من يقيّم
لك الشكر العميق أستاذنا ، د/صبري أبو حسين على بسطك القول حول الإشكالية المذكورة ؛ فأسلوبك واضح جلي متقن . أرجو أن أتمكن من التعليق على ما ذكرت بعد ان أستجمع أفكاري حول موضوع هام له من الخطورة ما له كما تفضلت وبينت . | 20 - سبتمبر - 2008 | الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الموزونة عروضيًّا |
 | أصل الشعر النبطي وأصل تسميته كن أول من يقيّم
أسعد الله أوقاتكم بكل خير ، وتقبل الله منا ومنكم صيام الشهر الكريم ، خلال مطالعتي موضوع الشعر النبطي في صفحات الشبكة وفي صفحات بعض الكتب التراثية ، ومع شيء من إعمال الفكر في هذا الموضوع تكونت لدي قناعة شبه تامة بأن الشعر النبطي لا علاقة له بالأنباط سواء كان أولئك الأنباط عربا او آراميين استعربوا أو غير ذلك . ولعل من أهم الأسباب التي أدت بي إلى تلك القناعة هي أن الشعر النبطي معظمه شعر عربي بدوي ألفاظه فيها الكثير من الفصاحة في أصلها ، وأوزانه ، في معظمها ، هي أوزان الشعر الفصيح وعلى رأسها وزن بحر الطويل الذي كان أكثر الأوزان استخداما عند العرب العرباء . وما دام الشعر النبطي عربيا بدويا فلن يقبل البدو العرب بأية حال أن يدّعوا شعرا هو في الأصل من اختراع المنبوذين والمزدرين إلى درجة كبيرة في عيون العرب ألا وهم النبط . ويكفينا ما ذكره استاذنا زهير من بعض ما حفلت به كتب التراث من قصص احتقار العرب للأنباط . والشعر البدوي انتشر في المغرب العربي وليس في المشرق وحده ، وقد ذكر ذلك ابن خلدون في المقدمة قال : "وأهل أمصار المغرب من العرب يسمون هذه القصائد بالأصمعيات نسبة إلى الأصمعي راوية العرب في أشعارهم وأهل المشرق يسمون هذا النوع من الشعر البدوي ..." . إن كلام ابن خلدون يصلح مستندا يستند إليه من يقول بأن الشعر النبطي بدأ ظهوره في بني هلال سواء من بقي بالمشرق منهم ــ في منطقة حوران من بلاد الشام وأطراف العراق ــ أو من ارتحل منهم إلى المغرب العربي . ولو كان الشعر البدوي العامي معروفا ومنتشرا قبل الهلاليين ، لوصلنا منه ولو القليل . أصل التسمية : يبدو أن تسمية الشعر البدوي باسم النبطي ليست تسمية قديمة العهد كثيرا ، فلم يرد هذا الاسم في المصادر العربية القديمة التي تمكنت من البحث فيها ، كما أن قول ابن خلدون عن المشارقة بأنهم يسمونه البدوي لدليل على أن تسميته بالنبطي جاءت متأخرة عن عصر ابن خلدون . وأنسب رأي عندي حتى الساعة قرأته على الشبكة يقول بأن الشعر النبطي( بتشديد النون وفتحها ثم فتح الباء) مشتق من معنى الاستنباط ، فهو مستنبط ، أي مستخرج ، من الشعر العربي الفصيح ، وذلك بعد أن بعدت ملكة العرب اللغوية عن عهدها القديم . ولنا أن نتساءل : هل الذين أطلقوا على الشعر البدوي مسمى النبطي قصدوا من وراء ذلك التدليل على أصالته التاريخية ، وأنه سبق الشعر الفصيح في الظهوردون أن يكونوا متأكدين من علاقة الأنباط بهذا الشعر؟ أما ما يخص فن " المواليّا " الذي ذكرته أستاذتنا العزيزة ضياء حفظها الله ورعاها ، ونقلت لنا من الشبكة مقالة عنه وعن " العتابا " ، فإنه أجدر فيما أرى أن لا يكون نبطي الأصل ؛ فهو أقرب إلى الشعر الفصيح من قرب النبطي إليه . وكون صفي الدين الحلي ، وهو من أشهر من احثرفوا " المواليا " قال عنه إنه نشأ في واسط في العراق ، فإن قوله جدير بالاعتبار . والروايات التي ترجع بالمواليا إلى زمن نكبة البرامكة ربما تكون معقولة ، فقد قرأت موالا ذكره مصطفى صادق الرافعي في تاريخ آداب العرب يتضح منه رثاء ملوك الفرس ، وربما ذكره الرافعي عن السيوطي من كتابه المسمى " شرح الموشح " : | يـا دارُ أين ملوك الأرضِ أين iiالفُرُسْ | | أيـن الـذيـن حـموها بالقنا iiوالتُّرُسْ | | قالت تراهم رمم تحتِ الأراضي الدُّرُسْ | | سـكـوتِ بعد الفصاحه ألسنتهمْ iiخُرُسْ | وبمناسبة الحديث عن المواليا أقول لمن يحب هذا اللون من فنون الشعر المغناة : قد كتبت هذه المقالة وأنا استمع إلى الموال التالي بصوت عبد الحي حلمي من إحدى المواقع المعنية بالتراث الموسيقي العربي : | قوم في دجى الليل ترى بدرِ الجمالْ طالعْ | | مُـعـجِـبْ بِـتـيهُه وِبَعدُه بالعلا iiطالعْ | | يـا مدعي الحب خُدْ لكْ في الهوى iiطالعْ | | إن جـدّك الـشوق في كتب الغرامْ iiطالعْ | وقد غنى الموال المذكور ابن أخت عبد الحي حلمي ، وهو المغني الشهير صالح عبد الحي ، والذي بدا متفوقا على خاله بجمال الصوت وحسن الأداء . | 22 - سبتمبر - 2008 | الشعر النبطي: ما سبب هذه التسمية |
 | ملف مبارك في هذه الأيام المباركة كن أول من يقيّم
أجزل الله لك الثواب أستاذنا ولكل من يساهم في هذا الملف المبارك في هذه الأيام المباركة . ومشاهير القراء كما هو معلوم كثيرون ، وقد اخترت لمشاركتي هذه المرة ما يلي : وفي نوادر النصوص في الوراق نادرة تتحدث عن الشيخ ندا . تسجيلات قرآنية للشيخ علي محمود : طلع البدر علينا للشيخ علي محمود يسبقها حديث الشيخ أبو العينين عنه ،إليكم الرابط تسجيل من سورة النساء للشيخ الدمنهوري ، وهذا رابط التحميل | 23 - سبتمبر - 2008 | أعلام القراء ونوادرهم |
 | شكر الله لك كن أول من يقيّم
شكر الله لك حبيبنا د.مروان ، وأجزل لك الثواب ، فقد عرفتنا على كتاب ذي موضوع هام يتعلق بمفهوم القضاء والقدر ، والاتكال والتواكل ، والفقر بمعناه المذموم . وقد كنت أظن أن الكتاب يتضمن أخبارا عن المفلوكين تسير سير النوادر والطرائف وحسب ، فإذا به أهم من هذا بكثير . بارك الله جهودك الخيرة أيها العزيز الغالي . ونحن في ، هذا العصر ، ما زلنا في حاجة ماسة لأن نفهم عقيدتنا على وجهها الصحيح ، والكتاب المذكور يساهم دون أدنى شك في إفهامنا أصلا هاما من أصولها . | 23 - سبتمبر - 2008 | المقــــــــــامـة الحنـّاشـــــــــــــــيّـة !!! |
 | بحث يكفي ويشفي كن أول من يقيّم
أستاذنا العزيز الغالي ، عمر خلوف ، أسعد الله اوقاتك ، بحثك هذا في المواليا يكفي ويشفي ، فشكرا لك عليه جزيل الشكر . وقد لفت انتباهي النص التالي الذي أقتبسه من مشاركتك: بينما لم يرد الزحاف (فعِلن) بدلاً عن (فاعلن) إلاّ في شواهد الموال القديمة، عندما كان الموال أقرب إلى الإعراب منه إلى اللحن، فكأنّ (فعِلن) هذه هي من خواص القريض المعْرَب، كما في قوله: يا دارُ أينَ مُلُوك الأرضِ أين الفرْسْ أينَ الذينَ حَمَوْها بالقنا والتّرْسْ [5] أقول : غير مستبعد إذن أن فن المواليا نشأ بعيد نكبة البرامكة ، وهذا ما ملت إليه في تعليقي على موضوع نشأة الشعر النبطي وتسميته الذي طرحه أستاذنا زهير، وأن الشعر النبطي والمواليا لا علاقة لهما بالأنباط . ولعل خلو الموال المذكور من الجناس التام يسند الزعم الذي يقول بقدمه إضافة إلى ورود الزحاف (فعِلن) بدلا من (فاعلن) مثلما يحدث في بحر البسيط كما أفدتنا . وقد خطر لي أن الجناس التام أولع به المتأخرون عن عصر الرشيد. بارك الله علمك وموهبتك ، وشكرا على مواويلك الشجية المرهفة الإحساس . وإلى حضرتك هذان الموالان اللذان أجهدت نفسي حتى نظمتهما مغنيا إياهما غناء، فلست من الذين يمارسون هذا النوع من النظم ، وأرجو أن تصحح إن لزم التصحيح : | غنى لي(لِ) طيرِ الحمامِ وْقالْ ورّاقْ (أورق) | | غْـصـنِ الـمحبه وْنما في جْنينة iiِالورّاقْ | | يـامـن تـجـلـتْ محاسنهمْ على iiلِوْراقْ | | بـيـكـم تِهنى القَلِبْ من بعدِ غَصّه iiوْراقْ | | صـحـبـةْ أهالي الأدبْ تسعدْ لنا iiالخاطر | | كـلْـمـا خـطـرْ بالبالْ من حُبِّهُمْ iiخاطرْ | | أسـتـاذُنـا خـلـوفْ مـن أجله iiبنخاطرْ | | يـرخـصْ عـلينا الغلا وْنفديهِ من iiخاطرْ | ومن الملاحظ ان (فعلان ) جاءت في الحشو في الموال الثاني ، فهل هذا جائز؟ | 24 - سبتمبر - 2008 | فنّ الموّال - دراسة عروضية تأصيلية.. |
 | شرفتني والله بهذه التهنئة كن أول من يقيّم
هذا كتابي إليك والفرح يوحيه ، ودواعي المسرة تمليه ، والبشر حروف مبانيه والحبور غواني معانيه ، ،، كتاب من يتشرف بتقديم التهاني ؛ لمن نال الجائزة المتميزة في نادينا الحبيب ولمن لبس الفوز والنجاح بين الأخوان ، فلله الشكر على ما منحك من نعمه الوافرة وآلائه الفاخرة ، وأعطى القوس باريها ، وأسكن الدار بانيها يا اخي الحبيب، والدكتور النجيب الأريب مروان العطية حفظك الله ورعاك ، وجعلك وأمثالك من رواد هذا النادي الكريم منارا للعلم النافع ومنبعا للخلق الحسن . ولقد شرفتني والله بهذه التهنئة الغالية والتي هي وسام أعتز به أيما اعتزاز ، وأفخر به كل الفخر وكيف لا وقد صدر من فضل الدكتور الغالي مروان!. أشكر الله تعالى على أن عرفني بمن تطيب لمعانيه النفوس ، وتطرب لجرس ألفاظه القلوب ، وتلذ بعلمه وثقافته الثرية العقول ، والذي أرجوه تعالى أن يديمه لكل محبيه ، وأنا منهم ، ذخرا وسندا. ولك الشكر الجزيل على اهتمامك لموضوع الكتاب المنسوب للزجاج ، وتبيانك بشكل دقيق الخطأ في نسبته إليه ، فتحقيقك ، وتدقيقك بإيراد الاسم الصحيح للكتاب أزال كل شبهة ، وعاد بالحق إلى نصابه . | 25 - سبتمبر - 2008 | مسابقة دراسات قرآنية |
 | رعاية الفكر كن أول من يقيّم
رأي الوراق :     
أستاذتنا الكريمة العزيزة ضياء حفظك الله ورعاك ، وكل عام وانت والعائلة بخير ، وكذلك سراة الوراق وأصدقائه ، إنك بحق من رعاة الفكر النير ، وعلى اهتمام كبير بما له من القيمة العظمى في نهضة الأمم . وأشكرك على تعليقك المشجع ؛ فهو يشعرني بأن ما أقوم به ذو قيمة وفائدة ؛ فبارك الله علمك وأدبك وخلقك المثالي . | 28 - سبتمبر - 2008 | الأدب العربي بين أمسه وغده |
 | الأدب العربي بين أمسه وغده 1 كن أول من يقيّم
رأي الوراق :     
لست أدري أكان الناس يُلقون على أنفسهم في أعقاب الحروب الماضية مثل ما أخذوا يلقونه على أنفسهم من الأسئلة في أعقاب الحرب العالمية الأولى وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية . فلم تكد الحرب العالمية الأولى تدنو من غايتها حتى أخذ الناس يتساءلون عما يمكن أن يكون لها من أثر في الحياة الأدبية وفيما ينتج الأدباء من شعر ونثر. ثم لم تكد الحرب العالمية الثانية ترسل نُذرها إلى الأرض حتى أعاد الناس إلقاء هذه الأسئلة على أنفسهم . ولكل سؤال جواب ، كما قال جميل لصاحبته بثينة . ومن أجل هذا أخذ الناس يتنبئون بما ستصير إليه الحياة الأدبية من قوة أو ضعف ، ومن رقي أو انحطاط ، ومن تطور في بعض فنونها ينتهي به إلى النمو أو ينتهي به إلى الانقراض أو ينتهي به إلى تحول خطير أو يسير . وقد كذبت الحوادث كثيرا من هذه النبوءات وصدّقت منها كثيرا ، وانتهى بعض الأدباء الفرنسيين الممتازين إلى أن يجيب على سؤال من هذه الأسئلة ألقي عليه في أثناء الحرب العالمية الثانية بأنه لا يعلم أن للحرب أثرا في الأدب أو أن للأدب أثرا في الحرب . وليس هذا الجواب إلا نوعا من أنواع الشك وفنّاً من فنون التردد الذي يقضي به الاحتياط على من يريد أن تكون أحكامه صائبة غير مسرفة في تجاوز الحق . فليس من سبيل إلى ان ننكر أن للأحداث الجسام والخطوب العظام أثرها البعيد في حياة الناس . ومتى تأثرت حياة الناس تأثرت آدابهم ؛ لأن هذه الآداب آخر الأمر ليست إلا تعبيرا عن هذه الحياة وتصويرا لها ، فإذا تغير الأصل تغيرت الصورة ، وإذا تغير المعنى تغيرت العبارة التي تؤديه . ولو أن اليونان بلغوا من التعمق ما بلغنا والتمسوا من العلم ما نلتمس ، لجاز أن يسأل بعضهم بعضا عما كان يمكن ان تحدثه الحرب الميدية من الأثر في آدابهم ، ولكان من الممكن أن يتنبأ بعض الفقهاء من أدبائهم بأنها ستحدث آثارا بعيدة جدا لا في الأدب اليوناني وحده ولكن في أكثر الآداب التي سينتجها الناس على اختلاف العصور وتباين الظروف . ولكان من الممكن أن يتنبأ بعض الفقهاء من أدبائهم بأن هذه الحرب الميدية ستدفع الشعر التمثيلي إلى التطور دفعها عنيفا ، وستنتج للإنسانية كلها آيات ايسكولس وسوفوكل وأوريبيد ، وبأنها ستدفع أحاديث القصاص دفعا عنيفا إلى التطور ، فتنتج لهم تاريخ هيرودوت ، وتنشئ للإنسانية فنّاً من أجلّ الفنون الأدبية خطرا وهو فن التاريخ ، وتنشئ لليونان أنفسهم نثرهم الفني البديع ، وتضع لهم أصول الفلسفة اليونانية الرائعة التي أنتجت سقراط ومن جاء بعده من تلاميذه النابهين . ولو كان اليونان يبحثون عن مثل ما نبحث عنه ويتقصون من الأمر مثل ما نتقصى ، لجاز ان يتساءلوا عما سيكون لحرب البيلوبونيز من أثر في حياتهم الأدبية والعقلية ، ولكان من الممكن أن يتنبأ المتنبئون بأنها ستنتج لهم فقه التاريخ وفلسفته كما نراهما في كتاب توسوديد ، أو ستحول فن التمثيل التراجيدي إلى هذا اللون الفلسفي الذي نراه عند اوريبيد ، وستمكن أرستوفان من إنتاج آياته الكوميدية الخالدة ، وستحول سفسطة السفسطائيين اليسيرة إلى هذه فلسفة العميقة التي كان أرستوفان يهزأ بها وبزعيمها سقراط في قصة السحاب . ولكن اليونان لم يكونوا يحبون مثل هذه النبوءات ، وإنما كانوا يحبون نبوءات أخرى يسيرة تمس آمالهم وأعمالهم ، وكانوا يلتمسون هذه النبوءات كما كان العرب يلتمسونها عند السوانح والبوارح من الطير ، وفي آيات أخرى كانوا يذهبون في تفسيرها وتأويلها المذاهب ، فإذا احتفلوا بهذه النبوءات سافروا في التماسها سفرا قاصدا أو غير قاصد ، فطلبوها عند " أبللون " في " دلف " أو عند غيره من الآلهة في معابدهم تلك التي كانوا يلقون فيها الوحي على الأصفياء من الرجال والنساء . فأما مستقبل الأدب ومصير الفن فأشياء لم يكونوا يحفلون بها ولا يفكرون فيها . وحسبهم أن يستمتعوا بما ينتج الأدباء لهم من آيات الشعر والنثر ، وبما ينتج أصحاب الفن لهم من روائع التصاوير والتماثيل والبناء . مؤرخ إغريقي من مدينة أثينا، عاش ما بين 465 و 395 ق.م، كان حاكما عسكريا وشارك في "حرب البليبونيز" (بين إسبرطة وأثينا ) ، وكتب تاريخها. والبوارح من الطير، كما ذكر أبو الفرج في "الأغاني " : (ما جاء من ميامنك إلى مياسرك فولاك مياسره. والسوانح ما جاء من مياسرك فولاك ميامنه) . وكانت العرب تتشاءم أو تتيامن بها . | 28 - سبتمبر - 2008 | الأدب العربي بين أمسه وغده |
 | الأدب العربي بين أمسه وغده 2 كن أول من يقيّم
رأي الوراق :     
والشيء الذي لا شك فيه أن الحرب الميدية صدمت الشرق الآسيوي ببلاد اليونان ، وأن هذه الصدمة العنيفة المتصلة قد أثارت في عقول اليونان وقلوبهم وأذواقهم شررا أذكى نارهم العقلية المقدسة ودفعها إلى التوهج الذي ملأ الأرض علما ونورا . وان حرب البيلوبونيز صدمت اليونان بأنفسهم أولا وبأقطار أوروبية أخرى ثانيا ، فكشفت لهم عن ذوات أنفسهم وأظهرتهم من خلالها على ذات النفس الإنسانية أو على بعض النواحي من ذات النفس الإنسانية ، فأحسوا وشعروا وفكروا كما لم يكونوا يشعرون ويحسون ويفكرون ، ثم صوروا وعبروا كما لم يكونوا يصورون ويعبرون . وتستطيع ان تقول مثل هذا بالقياس إلى حروب الإسكندر ، ثم بالقياس إلى ما كان بين خلفائه من الحروب ، ثم بالقياس إلى حروب الرومانيين في إيطاليا وفي غير إيطاليا من أقطار الشرق والغرب . كل هذه الحروب أثرت في الآداب القديمة تأثيرا عميقا ، وأنتجت للإنسانية آيات أدبية خالدة ما نزال نستمتع بها إلى الآن ، وستستمع الإنسانية بها حتى يرث الله الأرض ومن عليها . وأي رمز لذلك أبلغ من ان الإلياذة والأوديسا إنما هما نتيجتان لحرب لا يكاد التاريخ يعرف من أمرها شيئا ، وهي حرب طرواده . ومثل هذا يمكن ان يقال بالقياس إلى أدبنا العربي القديم . فلو تكلف العرب المعاصرون لظهور الإسلام مثل ما نتكلف من البحث والتفكير والعمق لسألوا أنفسهم عما يمكن أن يكون لظهور الإسلام وما استتبعه من حرب داخل البلاد العربية ومن فتوح خارج هذه البلاد من التأثير في الأدب العربي ، ولكان من الممكن ان يتنبأ الأذكياء من شباب قريش وشيوخها بأن هذا كله سيذهب بالشعر العربي مذاهب لم تخطر لهم على بال ، وسينشئ لهم فنونا من النثر مختلفة متنوعة من العلوم والآداب . ولكن شيوخ قريش وشبابها لم يكونوا يفكرون في شيء من هذا ولا يقفون عنده ولا يحفلون بما يتصل به من النبوءات ، وإنما كانوا كاليونان والرومان يأخذون الأشياء من قريب فيستمتعون بما تقدم الحياة إليهم من خير ، ويشقون بما تقدم إليهم من شر . فإذا أبعدوا في التماس الغيب أسرفوا في الإبعاد فالتمسوا الغيب عند السوانح والبوارح من الطير ، وعند الكهنة ومن يتنزل عليهم من الشياطين ، وعند الأنبياء وما يلقى إليهم من وحي وما يهيأ لهم من معجزات . ثم هم كانوا كاليونان والرومان لا يلتمسون الغيب بالقياس إلى حياة العقل والقلب ، وإنما يلتمسونه بالقياس إلى حياة الأجسام في الدنيا وإلى حياة الأرواح في الآخرة . ومع ذلك فليس من شك في أن توحيد الأمة العربية بظهور الإسلام قد أنشأ لها أدبا واحدا ، ووجه هذا الأدب توجيها جديدا . وليس من شك في أن اصطدام العرب بغيرهم من الأمم قد أذكى في نفوسهم وفي نفوس هذه الأمم جذوة الأدب والفن والعلم ، فامتلأت الأرض معرفة ونورا ، بفضل هذا الاصطدام وما نشأ عنه من الاختلاط والامتزاج ، ومن معرفة العرب لغيرهم من الأمم ومعرفتهم لأنفسهم ، ومن تعارف هذه الأمم فيما بينها وتعاونها راضية أو كارهة على ما كانت مضطرة أن تتعاون من شؤون الحياة . ومن يدري! لعل القدماء كانوا أدنى منا إلى الحق واقرب منا إلى الصواب وأشد منا إيثارا للقصد والاعتدال ؛ فهم كانوا لا يكلفون أنفسهم ما لا تطيق ولا يحملونها ما لا تحتمل ، وإنما كانوا يتلقون الحياة ويحيونها ، ثم يسجلون ما يستطيعون استكشافه من الحقائق والظواهر . فقدماء العرب قد عرفوا ما كان من تطور الأدب العربي بعد وقوعه . كما عرف قدماء اليونان ما كان من تطور الأدب اليوناني بعد وقوعه . وهم قد سجلوا لنا ذلك تسجيلا مقاربا يسيرا لا تكلف فيه ولا إبعاد . وهم قد عصموا أنفسهم من التورط في نبوءات تصدقها الحوادث حينا وتكذبها أحيانا . وهم قد أراحوا أنفسهم من هذا الشك الذي أتاح لذلك الأديب الفرنسي أن يقول إنه لا يعلم أن للحرب أثرا في الأدب أو أن للأدب أثرا في الحرب . والأمر كله يرجع ، فيما يظهر ، إلى أن الرقي الذي أتيح لنا في حياتنا المادية والعقلية قد دفعنا إلى ألوان من الغرور وخيل إلينا أنا نقدر على شيء كثير مما لم يقدر عليه القدماء . وما دمنا قد استطعنا ان ننهب الأرض بالقطار والسيارة ، وننهب البحر بالسفن تجري على ظهره وتسبح في بطنه ، وننهب الجو بالطائرات ، وننهب الزمان والمكان بهذا كله وبالبرق والراديو ، ما دمنا قد استطعنا ان نقهر الطبيعة ونخترق حجبها ونكشف أستارها ونلغي ما كانت تستطيل به علينا من آماد الزمان والمكان ، فليس ينبغي لغرورنا أن يقف عند حد أو ان ينتهي إلى غاية ، وليس ينبغي لنا أن نتردد في التنبؤ بما سيكون ما دمنا قد استطعنا أن نعرف ما كان . وقد قيل إن التاريخ فن يعين على استكشاف المستقبل بفضل ما يعلم من حقائق الماضي . ونحن قد صدقنا ذلك واطمأننا إليه . وقليل جدا من بيننا أولئك الذين يشكون في أن التاريخ يعلمنا حقائق الماضي ثم يشكون بعد ذلك في أنه يستطيع أن يكشف لنا عن حقائق المستقبل . وأكبر الظن ان هؤلاء القليلين الذين ينظرون إلى التاريخ نظرة ساخرة مشفقة ، ويلحظونه لحظة باسمة مزدرية ، وينتظرون المستقبل كما ينتظرون المجهول – أكبر الظن أن هؤلاء القليلين هم المصيبون ، ولكننا لا نحب صوابهم هذا ولا نكلف به ، بل لا نطمئن إليه ؛ لأنه يضطرنا إلى التواضع ويردنا إلى الاعتدال ، ويحول بيننا وبين الغرور أو بيننا وبين الإغراق في الغرور . وما قيمة الإنسان إذا لم يعبث به الغرور فيخيل إليه أنه قادر على كل شيء ، وأنه من حقه بل من الحق عليه أن يحاول كل شيء !! | 28 - سبتمبر - 2008 | الأدب العربي بين أمسه وغده |