البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ضياء العلي

 16  17  18  19  20 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
شكر بريجيت للأستاذ زهير    كن أول من يقيّم

 
كنت قد أرسلت بترجمة الأشعار التي كتبها الأستاذ زهير حول رسالة بريجيت والموجهة إليها وتجدونها في هذا الملف ، وقد جاءني بالأمس الرد عليها ، وأنا أنقل لكم هنا نص الرسالة وترجمته كما تيسر معي وكما طلبت مني أن أفعل :
 
A toi o belle muse de remettre tes talents en evidence -- Voici ma reponse au chef d'oeuvre que monsieurr zaza m'a destine 
en comptant sur toi pour une parfaite traduction qui te fera honneur et qui mettra en valeur mes talents epistolaires!!!
 
Cher monsieur Zaza _
 
Je tiens a vous remercier du grand hommage que vous m'avez rendu et vous dire combien je suis touchee non seulement par la beaute de votre poesie, admirablement traduite je suis sure, par notre grande amie Dia, mais par la profondeur des sentiments exprimes qui sont aussi les miens.
 
Mes larmes de desespoir coulent autant pour un enfant juif  que pour un enfant musulman, un enfant noir ou jaune dont la vie dans toute son innocence a ete brutalement coupee comme une fleur qui  ne pourra jamais s'epanouir. Qui donc va expier  les peches de ses parents?  Quand donc l'homme deviendra-t-il digne de sa qualite d'homme et quand ne se raccrochera-t-il plus a de fausses valeurs qui le voue non seulement a sa propre destruction mais a celle de ses freres. Puissent de belles ames comme la votre projettent leurs rayons d'humanite autour d'elles et peut-etre feront-elles une difference.
                                                                           
                                                           
Love a tous
 
 
إليكم ترجمة الرسالة :
 
جاء دورك الآن ، ملهمتي ، لإبراز موهبتك . . هذا هو ردي على النص الأدبي الرائع الذي خصني به الأستاذ ظاظا وسأعتمد عليك في ترجمة تكون مثالية تزيدك فخراً وتضع موهبتي في المراسلة موضع التقدير .
 
عزيزي الأستاذ ظاظا :
 
أحرص بشدة على أن أشكرك للشرف العظيم الذي منحته لي وأن أبدي بالغ تأثري ليس فقط بجمال ما كتبته من شعر ــ  وأنا متأكدة من أن صديقتنا ضياء قد نقلته لي بطريقة بارعة  ــ  ولكن أيضاً لعمق المشاعر التي عبرت عنها والتي تشبه مشاعري تماماً .
دموع اليأس التي أذرفها هي بنفس القوة تجاه طفل يهودي أو مسلم أو أسود أو أصفر لأن حياته البريئة قد بترت كزهرة تم قطعها ولن تتمكن من التفتح يوماً . من الذي سيدفع ثمن خطايا الأهل ? متى سيصبح الإنسان جديراً بإنسانيته ، وإلى متى سيظل متمسكاً بقيم خاطئة تدفعه ليس فقط لتهديم ذاته بل وأيضاً للقضاء على إخوانه . وهل سيكون ممكناً للنفوس الجميلة ، كنفسك ، بأن تشع من حولها لتفيض بالقيم الإنسانية ، عندها ربما سيبدو الفرق ?
 
أحبكم جميعاً .
 

14 - أغسطس - 2006
رسالة بريجيت
انتفاضة الروح    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

 
 كل الشكر لك يا أستاذ أحمد على هذه اللوحات الأدبية الرائعة ، وعلى ورودك الافتراضية التي تشبه شيكات الأستاذ عبد الرؤوف . من جهتي لو كنت أعرف أين وجدت تلك الأيدي التي تصفق والتي زينت بها رسالتك الأولى  لصفقت بها طرباً .
 
 
وطن النجوم أنا هنا ***  حدق أتذكر من انا ?
 
أتذكر رائعة إيليا أبي ماضي رغم الفرق الكبير بين طفولة وأخرى  ......... إلا أن حدود العالم الذي ترسمه هذه القصائد هو الوطن الأول ، والوطن هو هذا ، هو الزمن الذي تنطبع فيه أحاسيسنا الأولى وهو بداية كل شيء . هو الفضاء الذي يحتصن ارتعاشات الحزن الأول ، والفرح الأول ، والخيبة الأولى ، وارتجاجات القلب في تبدله وانعطافه .  وربما تتغير الأحوال ، وربما تتبدل نظرتنا للأمور ، لكن الإحساس الكامن وراء العواطف والذي اكتشفناه لأول مرة لا يتبدل أبداً :
إلـى صـديقي الذي كانت iiصداقته مـثـل  الـوداعة في جلد iiاليعافير
لـم  تـخـتلف نظراتي في iiنبالتها وإنـمـا  اخـتـلفت فيها iiمعاييري
 
لكن جوهر هذه القصيدة الأولى : " بياع المحافير " هو بدون شك غرابة الموقف ، بل وطرافته ، وبعده الإنساني العميق ، في مشهد ذلك البائع الصغير جذلان بما حصل عليه من " ثروة " يلقي بمحافيره إلى الماء يستعيد منها حريته .
هي الفرحة بالتخلص من عبء عبوديتها ، لأنها تحولت إلى أصفاد ترمي بثقلها فوقه ويرغب بالتحرر منها . لو كانت العملية حسابية ، لكان عليه بيعها ليزيد من ربحه ، ولو كان الموقف علقياً ، لكان بإمكانه الإحتفاظ بها ليوم آخر ، إلا أنه رماها ! تمرد عليها ورماها مستجيباً لإحساسه العارم في تلك اللحظة بأنه قد استعاد حريته منها وأنه وحده من يملك القرار :
 
 
يـرمـي  محافيره في النهر مبتهجا يـرمي بصبارتي يرمي iiسحاحيري
أمـا  لـمـاذا فـهـذا مـا iiيفسره حـزن الـطفولة مشروحا iiبتفسيري
رأى  الفتى لقطة في الأرض iiقيمتها تـعـاسـة الشهر في بيع iiالمحافير
ولـلـطـفـولـة  أفـراح iiمجانبة لـلـعـقـل  يخطئ فيها كلُّ iiتقدير
 
نعم هي انتفاضة الروح وتمردها على ذلك الواقع الذي جعل منه رهينة للمحافير .
أما " بياعة الدبس " فلا شك بأنها أرجوحة أحلام المراهقة الأولى في بحثها عن السعادة . هي أغنية جميلة في امتداد الفضاء المسكون بالشقاء .
 

15 - أغسطس - 2006
أحاديث الوطن والزمن المتحول
درس في العروض    كن أول من يقيّم

 
كنت قد نشرت قصيدة لي بعنوان " وقت السفر " في ملف : أوقفوا الحرب على لبنان . كنت اعرف بأنها مكسورة الوزن ، لكنني لم أنجح في ضبط إيقاعها لوحدي ، مع هذا نشرتها في لحظة كنت شعرت فيها بأنها تعبر عن الموقف الذي أردت التعبير عنه بساعتها . وقد قام الأستاذ زهير مشكوراً بإبداء ملاحظاته عليها في رسالة خاصة ، وبين لي مواقع الخطأ في العروض ، وأحياناً في اللغة والإعراب ، وقمت بتصحيحها بناء على ملاحظاته وها أنا انشرها لكم اليوم سليمة معافاة من كل كسر أو تشويه ، أنشرها مع ملاحظات الأستاذ زهير ، رغبتي هي أن يستفيد بعض القراء من هواة الشعر والذين بعانون مثلي صعوبة في ضبط الوزن من هذه الملاحظات فلا بد لمن أراد أن يصبح شاعراً من تعلم أصول هذا الفن وأنا لا زلت أحاول :
 
سوف أعطيك فكرة عن العروض في قصيدتك هذه، فهي من مشطور الكامل، يعني أخذت شطرا من البحر الكامل، والتزمته، خاصة في أبياتك الأربعة الأولى، والبحر الكامل، هو (متفاعلن) ست مرات، ومجزوءه: أربعة تفعيلات، وهو ما التزمته أنا في (عقد تموز) والبحر الكامل من الأبحر السهلة، إذ ليس فيه من الجوازات إلا (الإضمار) وهو جواز تسكين الحرف الثاني من كل تفعيلة، أي التاء. ويمتاز هذا البحر بأنه يجوز فيه الترفيل، والترفيل زيادة (سبب خفيف) أو أقل أو أكثر إلى آخر البيت، والسبب الخفيف على وزن (قد).
وتعالي نزن القصيدة حسب ما سبق، ولكن سنميز الإضمار هكذا (مت فاعلن):
الوقت يمضي مسرعاً ، يِِخلي ، يخون
(الوقت يم) (مت فاعلن) (ضي مسرعا) (مت فاعلن) (يخلي يخو) مت فاعلن (والنون زيادة لا تؤثر على الوزن لأنها من الترفيل
وأنا اشتياقي ، مثل ريح الزيزفون
وأنا اشتيا (متفاعلن) قي مثل ري (مت فاعلن) ح الزيزفو (مت فاعلن) (والنون كما سبق)
الوقت يوغل في الدجى ، الدامي المتون
الوقت يو (مت فاعلن) غل في الدجى ال (متفاعلن) دامي المتو (مت فاعلن) (والنون ترفيل)
يغدو انتظاري ، طائراً ، ثمل العيون ...
 يغدو انتظا (مت فاعلن) ري طائرا (مت فاعلن) ثمل العيو (متفاعلن) (والنون ترفيل)
ليلي نهاري ، بكل شارع أو طريق
ليلي نها (مت فاعلن) ري بكل شا (هنا الياء زيادة منك انكسر بسببها الوزن) (رع أو طري) (متفاعلن) (والقاف ترفيل) الغلط في هذه التفعيلة نحوي وهو أنه ضاع التنوين من العين، ولو كانت كلمة (شارع) ممنوعة من الصرف لما كان فيه خطأ، ولو قلت  (ليلي نهاري في الطريق) تنتهي المشكلة.
أدور أبحث في الورى ، حتى أراك
إذا أضفنا (القاف) التي بقيت من البيت السابق، فإن هذا البيت ليس فيه أي خطأ، ولكن يقرأ كما يقرأ شعر التفعيلة، أما وزنه فهكذا (ق أدور أب) (متفاعلن) حث في الورى (متفاعلن) حتى أرا (مت فاعلن) (والكاف ترفيل)
أتلفت حولي ، كتائه أو غريق
هذا الشطر يا أستاذتي خرجت به عن البحر، وسبب ذلك أنك انقطعت أثناء تاليف القصيدة هنيهة، فدخلت روحك في بحر الخبب (أتلف) (فعلن) (فت حو) فعلن، ثم عدت إلى البحر بمجذاف هو (لي)
وصواب البيت ان تقولي (متلفتا في التيه حولي كالغريق) أو (متلفتا حولي بتيهي كالغريق) ولكن ذلك لن يقبل منك، ولن يقبل أبدا أن تقولي (متلفتا) وأنت امرأة !
والعين تشتاق ، وتأبى ما عداك .....
صواب هذا البيت ان تقولي (مشتاقة عيني وتأبى ما عداك)
فالعين حيرى ، لم تجد طيفاً ، بريق
هذا البيت ليس فيه خطا (فالعين حي) (مت فاعلن) رى لم تجد (مت فاعلن (طيفا بري) مت فاعلن (والقاف ترفيل)
والعين تأبى أن تجد دمعاً يراق
هذا البيت فيه خطا نحوي فقط، وهو أنك جزمت فعل المضارع (تجد) وهو منصوب بأن، ويمكن تجاوز ذلك في مثل هذه الحالة ان تستعملي فعلا تقدر فيه حركة النصب ولا تظهر مثل (ترى) فيصير (والعين تأ) (مت فاعلن) (بى أن ترى) (مت فاعلن) (دمعا يرا) مت فاعلن (والقاف ترفيل)
سدد خطاي ، أرشدني ، من أين المسير ?
سبب الخطأ في هذا البيت أنك أنشدته وأنت تكتبينه، فقلت (سدد خطاي) ثم وقفت ، ثم قلت (أرشدني) ثم وقفت، ثم قلت: (من أين المسير) والإنشاد غالبا ما يكون سببا لتقويض الوزن. والخطأ الأساسي في هذا البيت هو الياء في قولك (خطاي)، فبغض النظر عن المعنى نقول : (سدد خطا) (مت فاعلن) (أرشدني من) (مت فاعلن) (أين المسي) مت فاعلن (والراء ترفيل)
إرسم لعيني نورساً ، شبه الملاك
هذا البيت لا يوجد فيه أي مشكلة
فالوقت يسرق بهجتي ، حلم اللقاء
هذا البيت كسابقه مثل الضياء
والوقت يقتل فتنتي ، حلمي الصديق
وكذلك هذا البيت مثل النور
الوقت يشقيني ، بتكرار السنين
وكذالك هذا البيت مثل النسيم
ويعكر مائي ، ويمضي بي حزين
هذا البيت ينقصه سبب خفيف بعد الراء الأولى، وصوابه وزنا بغض النظر عن معناه (ويعكر المائي ويمضي بي حزين) فأي كلمة على وزن المائي يمكنك استخدامها، والوزن هنا ليس صرفيا، وإنما سمعيا، مثلا: الدنيا، الحلوى
أرتاح زمناً ، مقلقاً ، مثل العراك
الخطأ في هذا البيت تحريك ساكن الوتد، وتعرفين أن كل تفعيلة تنقسم إلى وتد وسبب أو وتد وسببين، ومتفاعلن وتدها (علن) والنون فيها تسمى (ساكن الوتد) لا يجوز أبدا أن تتحرك، ولا بأي شكل، وإذا تحركت سقط البيت على رأس ساكنيه، وساكن الوتد من التفعيلة الأولى في بيتك هو حرف الميم، ولذلك عليك أن تبحثي عن كلمة بدلا من زمن، يكون ثاني حروفها ساكنا، مثل (دهر) وبذلك يصبح البيت:
أرتاح ده (مت فاعلن) را مقلقا (مت فاعلن) مثل العرا (متفاعلن) والكاف ترفيل
والروح تنتفض  كما النبض الدفين
والغلط في هذا البيت واحد أيضا، ولكن هذه المرة: وتد الأوتاد، ولا تخافي من هذه المصطلح فهو من مبتكراتي. لأنه وكما قلت لك أن (علن) هو الوتد في متفاعلن حسب كلام الخليل، و(مت) سبب و(فا) سبب أيضا، وقد بني العروض على أن الجواز يقع على الحرف الثاني من السبب، إما بتسكينه إذا كان متحركا، أو بحذفه إذا كان ساكنا، ولكن يستثنى من ذلك الألف في (متفاعلن) وسميت (وتد الأوتاد) لأنه لا يجوز توالي خمس حركات في الشعر، وإذا حذفت الألف هنا توالت خمس حركات هكذا (متفعلن) يعني بالعربي الفصيح على وزن (تَفِضُ كما) في بيتك.
ووزن البيت: (والروح تن) (مت فاعلن) (تفض كما ال) (متفعلن) (نبض الدفي) (مت فاعلن) (والنون ترفيل)
والصواب أن تبحثي عن فعل تعيدين به وتد الأوتاد، ويكون على وزن (تستولي) أو (تهديني) وبذلك تنحل المشكلة.
مثل صغار العش ، باللحم الرقيق
ليس في هذا البيت خطأ عند العروضيين، ولكن الشعراء يرفضون كل الرفض، وإليك التفصيل: (الألف الذي سميناها هناك وتد الأوتاد، هنا تفقد هذا الاسم، والسبب سكون الحرف الثاني وهي هنا (الثاء) وتحركه هناك (في القاف) والعروضيون يسمون هذا (طي الكامل) والطي: حذف الحرف الرابع، والذي هو (وتد الأوتاد) نفسه، ولكنهم يجيزون (طي الكامل) بشرط أن يسبق بالإضمار، الذي هو (تسكين الحرف الثاني) وأما حذف الحرف الثاني في الكامل فيسمونه (وقص)، بل إنهم يجيزون فيه (الخزل) وهو اجتماع (الطي والوقص) ولله في العروضيين شئون. وأعود فأقول: بناء على ما تقدم، فإن قولك (مثل صغار العش باللحم الرقيق) لو كانت القصيدة من بحر الرجز، لما كانت فيه أي مشكلة، لأن طي الرجز مثل شرب اللبن، وأنت تعرفين أن تفعيلة الرجز هي نفسها تفعيلة الكامل المضمرة، يعني (مت فاعلن) والخلاف بين الرجز والكامل هو فقط في الجوازات
ونعود إلى وزن البيت: (مثل صغا) (مت فعلن) =أي أصابه طي الكامل= (ر العش بال) (مت فاعلن) (لحم الرقي) (متفاعلن) (والقاف ترفيل) ويمكنك الخروج من (طي الكامل) هنا بأن تستعملي أي كلمة أولها أداة تعريف، مثل (الصغار) (الصغير)
مثل ثنايا القلب ، باللون العقيق
وهذا البيت أيضا مثل البيت الذي سبقه
أرتاح وقتاً ضيقاً ، وقت السفر
البيت مثل السكر، ليس فيه أي خطأ
لا أنت نحوي ناظري ، لا نفسي معك !
عجبت يا ضياء من هذه الخاتمة إنها جميلة جدا. ولكن الخطأ فيه من الاسترسال في الإنشاد، وهو هنا (لا) الثانية، فلو سقطت صح وزن البيت، ولكن ضاع الرد على (لا) الأولى: وأنا أقترح عليك هذه الصور:
لا أنت منتظري ولا نفسي معك
هل انت نحوي ناظري نفسي معك
 
والقصيدة ، بعد هذه الورشة من الإصلاحات ، أصبحت على الشكل التالي ، أرجو ان تنال إعجابكم هذه المرة :
 
 
 
وقت السفر
 
الوقت يمضي مسرعاً ، يخلي ، يخون
وأنا اشتياقي ، مثل ريح الزيزفون
الوقت يوغل في الدجى ، الدامي المتون
يغدو انتظاري ، طائراً ثمل العيون
 
ليلي نهاري ، في مسارات الطريق
هيمى أفتش في الورى ، حتى أراك
ملهوفة في التيه ، حيرى ، كالغريق
مشتاقة عيني ، وتأبى ما عداك
فالعين ثكلى ، لا ترى نجماً يضيء
والعين تأبى أن ترى دمعاً يراق
هبني خطاك ، الدرب ، ألهمني السبيل
إرسم لعيني نورساً شبه الملاك
فالوقت يقتل بهجتي ، حلم اللقاء
والوقت يسرق فتنتي ، حلمي الصديق
الوقت يشقيني بتكرار السنين
في لوعة الشكوى ، ويمضي بي حزين
أرتاح دهراً مقلقاً ، مثل العراك
والروح نبض كامن ، نبض الحنين
مثل الفراخ الزغب ، باللحم الرقيق
وكما ثنايا القلب ، باللون العقيق
أرتاح دهراً مقلقاً ، وقت السفر
لا أنت منتظري ولا ، نفسي معك
 
شكري وتقديري لأستاذنا الكبير وتحياتي للجميع .
 
 

15 - أغسطس - 2006
أحاديث الوطن والزمن المتحول
تعليق متأخر فعذراً    كن أول من يقيّم

 
أسفة لتأخري بالتعليق على مشاركة الأستاذة الكريمة ختام والسبب هو أن الموضوع يقترب كثيراً من موضوع ملف : أوقفوا الحرب على لبنان ، والذي استنفد تعليقاتنا في هذا الباب . ولا بد من الإشارة للأمانة بأن الموضوع استوقفني كثيراً بالشكل الذي طرحته الأستاذة ختام واسترعى انتباهي أنها حاولت بأن تجعله أكثر شمولاً ، وهي فكرة صائبة لأن جوهر الصراع واحد .
قبل أن أقول كلمتي هذه للأخت الفلسطينية ، أريد التنويه بمستوى الكتابة الذي صيغت به مداخلة الأستاذة ختام لأنه من الأدب الرفيع وهو أول ما يسترعي الانتباه .
لا بد بأن الشعب الفلسطيني أصبح مسلحاً اليوم بتجربة مريرة شحذت وعيه وعمقت من رؤيته للأمور ، السياسية منها على وجه الخصوص . هذه التجربة ، وهذه الخيبات المتتالية تدفع بنا لكسر بعض الحواجز والاندفاع نحو مسافات أبعد ، وأنه في كل مرة ، وعند كل منعطف ، علينا إعادة تحديد مواقعنا بما يفيد المرحلة القادمة .
المواجهة : لا مفر منها ، وهي مفروضة علينا أصلاً بدون اختيار ، والسلم وهم ، بل هو خدعة كبيرة وقع فيها الكبار قبل الصغار . المواجهة ، نعم إنما من أي موقع ? وما هي الأرض التي نقف عليها ?
بوضوح أكبر: كيف نعد لهذه المواجهة ? وضمن أية مفاهيم ? هل المواجهة هي عسكرية فقط أم أنها يجب أن تتحول إلى استراتيجية شعب ، بل شعوب ? وهل التناقض الديني والعرقي الموجود بيننا وبين اليهود هو وحده جوهر هذا الصراع ، أم أن له أبعاداً أخرى تعرفونها أنتم كفلسطينيين أكثر منا لأنكم تعيشون بالقرب من المشكلة وترونها من كل جوانبها ?
حاسرون في زمن الجنون ، ونبحث عن غطاء فكيف سيكون في المرحلة القادمة ?
وقبل أن أختم ، أريد أن أشكرك على عواطفك النبيلة والصادقة ، وأن أشارك ببضعة أبيات اقتطعها من قصيدة للشاعر المصري محمد الفيتوري وهي بعنوان : " صرخة الميلاد " كتبها العام 2003 بمناسبة الحرب على العراق ونشرتها صحيفة النهار اللبنانية خلال مقابلة كانت قد أجرتها معه وقال فيها : بأن الشعراء ثلاثة ، منهم من رأى البحر ، ومنهم من ركب البحر ، ومنهم من غرق في البحر . أرجو أن نكون ممن ركبوا قارب الأستاذ زهير .
 
دعونا نغني لمن يستحق الغناء
ونبكي لمن يستحق البكاء
ومن تتناغم أطيافنا في رؤاه
ومن هو نافورة الضوء تحت السماء
......
............
لماذا يخون الذي خان أمته ?
ويهون من هان يوماً على نفسه أرض أجداده ?
ولماذا النبيون ، والشهداء المضيئون في الخلد
والشعراء المقيمون في الكلمات ?
ولماذا القرابين والتضحيات ?
ولماذا إذاً تلد الأمهات ?
ألكي تتلهى الشعوب بمن قد ولدن
وتصنع منهم عبيداً وآلهة وطغاة ?
ألم يلدن لكي تتألف شمس العراق
وتسطع روح العروبة في الكائنات ?
 
كل الشكر لك عزيزتي وإلى الأخت الكريمة يمامة السباقة دائماً بالتحية والعطاء .
 

16 - أغسطس - 2006
حاسرون في زمن الجنون
صولجان الشاعر    كن أول من يقيّم

 
شكري لكل الأصدقاء الذين يشاركونني في كتابة هذا الملف ويدفعون به للتوغل في كل يوم نحو آفاق جديدة : أحمد وعبد الحفيظ وسلوى والأستاذ زهير طبعاً ، والذين أشغلتهم أمورهم عنا فغابوا ، والأستاذ النويهي ( حمداً على سلامتك يا أستاذ عبد الرؤوف ) الذي يطرح علينا اليوم سؤالاً تعجيزياً :
 
 
هل يستطيع الشاعر أن يلمس كبد الحقائق المستورة بذواتنا ?
هل يستطيع الشاعر أن يرى مالايراه الأخرون ?
وقد قلت فى حديثى فى ملف الحرية عن الشاعر على يوسف قنديل ، كلاما كثيرا بل قلت لماذا يموت الشاعر مبكرا ??? 
يصعب علي الإجابة على هذا السؤال المحير ، لكني كنت قد طرحت هذا السؤال على نفسي ذات مرة بشكل آخر فولدت منه هذه البنت التي تشبه القصيدة :
 
صولجان الشاعر
 
الشاعر لا يكذب !
ربما يهذي ، ربما يتعب ......
ربما يتبلبل في صخب المسير 
ربما تسكنه أرواح المكان ، أو ينام ، أو يرتاح في جهل الصواب
لكنه لا يكذب !
 
هو دائري الشكل ، تسكنه الحروف ، يتفصد المعنى ويوغل في الرجوع طارحاً طميه في الأرض .... كالنهر ! كنز ، بابلي الشوق . أو يكون زمانه ، كاجترار الوقت من صمت وبرد ..........
تصطاده الأيام  فيطويها اضطراباً ، كالطريدة !
يحزن ، أو يهدس ، أو يمعن في الهوس : في ألق الفصول ، في احتساب الوقت ، أو ....... قصد الرواية ! فتراه
سائراً يطوي الظنون
يقسم بالسبعة الأفلاك ، أسماء النجوم
باسم التلال السندسيات ، الهوى
باسم القوافي ......
ويستعير منابر التاريخ ، ينشد لليقين !
تلقاه يمضي بخلجة يعلو الغمام
وبقفزة يهوي لقيعان البحور
هو مستبد ، جاهل ، عاصي الأهواء ، ليله مؤرق
آدمي الشوق ، عبء متعب .........
يعتريه الحر والقر وينسى ، ولا يبالي
في اتساع الأرض ، أو عمق الليالي
فتراه يهذي ، ثم يجري ، ثم يرغب
يستبيح المعنى ، استحالات الكلام ويتعب
لكنه ، لا يكذب !
 
 

17 - أغسطس - 2006
أحاديث الوطن والزمن المتحول
السفير اللبنانية 18 آب 2006    كن أول من يقيّم


من أجل المستقبل:
لا تحوّلوا بالسياسة النصر إلى هزيمة

نصر حامد ابو زيد
لبنان الوطن المنتصر بالدم والدمار والصمود رفع رايتنا جميعاً في كل مكان. وحين أقول <جميعاً> أعني كل الحالمين بوطن عربي صامد مقاوم عقلاني منفتح ليبرالي علماني، تسود فيه الآراء لأنها صحيحة وليس لأنها تمتلك القوة السياسية، أيا كانت هذه القوة السياسية. لبنان كان دائماً وسيظل قبلة الحرية وملجأ المضطهدين والهاربين من سجون الفساد والديكتاتورية في هذا الجزء أو ذاك من الأرض العربية. انتصر لبنان بثمن باهظ من دماء شعبه ومن خراب بنيته التحتية والفوقية، لكننا نعلم أن لبنان <الفينيق> سينهض من تحت الركام، سيضمد جراحه بنفسه ويستعيد عافيته.
اتفق مع المتواضعين من أهل لبنان حين يقولون إن لبنان بلد صغير، لا يمكن أن يقود الأمة العربية، لكن يكفي أن يكون <قدوة>. لكنهم يعلمون مثلي أن لا <قيادة> هناك، بل أبالغ على مسؤوليتي الشخصية بالقول إن الأمة العربية لا تحتاج إلى قيادة، تشرذمت القيادة عام 1978 بتوقيع اتفاقية <كامب ديفيد>، وتعددت القيادات بعد ذلك وتضاربت مصالحها؛ فصارت المصالح القطرية لها الأولوية. وعلى أساس هذا التشرذم الذي لا يعي أن <القطري> جزء من كل، لا يتحقق الجزء بانفصال عن الكل، حاول القطري أن يجد سندا خارج كُلِّه؛ فوجد هذا السند في القوة الكبرى، وكان الباب السهل لمغازلة هذه القوة هو التقرب <لإسرائيل>. كان ذلك على حساب الدماء؛ فدماء المصريين والسوريين في حرب 1973 فرشت الطريق إلى <كامب ديفيد>، التي وضعت كل الأوراق في يد أميركا. دفع لبنان الثمن باجتياحه عام ,1978 وما ترتب عليه من أوضاع. الانتفاضة الفلسطينية الأولى قادت إلى <أوسلو>، وتحول حلم الدولتين إلى كابوس بفضل الفساد والعجز الناتج عن انفصال الشأن <الفلسطيني> عن <الشأن العربي>. حدثت <الهرولة> وتمركزت القيادة العامة للعالم العربي في أيد أجنبية. لكن المآسي بلورت سلاح <المقاومة> في كل من لبنان وفلسطين.
لبنان <القدوة> هو لبنان <القائد>، أعني القائد من حيث هو قدوة. ولأن <القدوة> مسؤولية باهظة، فإنني كمواطن عربي أريد أن أوجه رسالة إلى أهل لبنان <القدوة>، إلى مثقفيه وإلى قياداته السياسية
والدينية. أريد أن أوجه رسالة أعبر فيها عن مخاوفي كمواطن عربي شهد عصور الهزائم الشاملة منذ وعت عيناه مظاهر الوجود. ومن المفارقات أن اسمي <نصر>، منحني إياه أبي لأنه كان يحلم بانتصار ما في الحرب الثانية. هل كان أبي يحلم بانتصار الحلفاء، أم بانتصار المحور? من الصعب معرفة الإجابة، لكن المؤكد أنه ككل المصريين آنذاك كان يحلم بانتصار يحققه آخرون آملا أن يكون لهذا الانتصار مردوده على وطنه <مصر>.
بالنسبة لي الأمر مختلف؛ فالانتصار الذي حققتموه هو انتصاري وانتصار وطني، الوطن الذي أحلم به. لا تجزعوا فأنا لا أدّعي انتصاركم كما تحاول أن تفعل بعض القيادات الرثة، لست قائدا ولا حاكما ولا أنتمي للنخبة إياها، وكلكم يعلم ذلك بلا شك. انتصار لبنان هو انتصار لنا جميعاً، وهو انتصار يجب الحرص عليه وتنميته واستثماره لا تبديده. تعودنا على تبديد الانتصارات في العالم العربي؛ فصار ما يتحقق بالدم والدمار يتبدد بالسياسة كما حدث على امتداد تاريخنا الحديث؛ لأن السياسة تمارسها دول تابعة، محكومة بأنظمة لا علاقة لها بمصالح الشعوب واختياراتها. الدولة اللبنانية هي الدولة الوحيدة التي يمكن أن تسمى دولة <حديثة>؛ لأنها مؤسسة على <عقد اجتماعي> واضح. هذا العقد الاجتماعي للدولة اللبنانية الحديثة تعرض لتحديات شتى واختراقات عديدة، ولعل الحرب الأخيرة كانت من أهم التحديات التي أثبت فيها صلابته.
الآن انتهت الحرب أو نأمل أن تكون انتهت وعاد اللبنانيون من <الجهاد الأصغر> إلى <الجهاد الأكبر>، ألا وهو تثبيت أركان <العقد الاجتماعي> للدولة اللبنانية الحديثة على أسس أشد صلابة. ولا سبيل لتحقيق ذلك إلا بالحوار والتفاوض بين جميع القوى السياسية والزعامات الدينية، تفاوض وحوار من أجل لبنان وعلى أرض لبنان. انتهى بلا رجعة ذلك الزمن الذي كان اللبنانيون فيه يحتاجون إلى <حكم> أو <وسيط> عربي أو أجنبي؛ فقد كان الثمن باهظاً. على اللبنانيين أن يدركوا أن ما يوحدهم ويشد أزرهم ليس هو ضعفهم لم يعد لبنان قوياً بضعفه بل بتلك القدرة الفائقة على التحمل والمقاومة بكل معانيها العسكرية والسياسية والثقافية والفكرية. من هنا لا سبيل لثبيت أركان الدولة المقاومِة، دولة <العقد الاجتماعي> إلا بالحوار والتفاوض.
أنا لست هنا من دعاة <الإجماع> على <ثوابت> يحددها هذا الطرف أو ذاك، فمثل هذا الإجماع كما علمنا وخبرنا في تاريخنا القديم والحديث يمكن أن يقوم على <الإذعان> من جميع الأطراف لطرف يمتلك قوة غير قوة <الإقناع> الفكري والسياسي. وهنا يصبح <الإجماع> قناعا يخفي <دوغما> السيطرة والاستبداد. أما <الإجماع> الذي يمكن الوصول إليه عبر آليات الحوار والتفاوض الدائمين فهو <الإجماع> الحر القادر على التطور والتطوير وفق متغيرات العالم التي لا أفق لها.
الذين يقولون إن <حزب الله> ورَّط لبنان في حرب لصالح أطراف أخرى خارجية إيران وسوريا تحديداً يجب أن يراجعوا مواقفهم؛ فالفارق واضح بين قبول المساعدات وبين <التبعية>، والتبعية لا تحقق انتصاراً أبداً. والذين يرون أن <الانتصار> انتصار حزب الله وحده، أو أنه انتصار لطائفة <الشيعة> وحدها، يجب أيضاً أن يراجعوا مواقفهم. إنه انتصار المقاومة اللبنانية بزعامة حزب الله. هذه اللغة القديمة يجب أن تستبدل بها اللغة الجديدة، لغة الانتصار الذي تحقق بفضل كل أفراد الشعب اللبناني. على الزعماء السياسيين والقادة الدينيين أن يعيشوا هذا الواقع الجديد، وأن يخرجوا من شرنقة المصالح السياسية والطائفية الضيقة حتى لا يتحول دم لبنان إلى ماء. وثمة مسؤولية باهظة تقع على أكتاف حزب الله وقيادته بوصفه القوة الأبرز في تحقيق هذا الانتصار. أعلم أنه تم إهداء <النصر> إلى لبنان رداً على التساؤل الذي أثاره خوف البعض، لكن <التطمين> ليس كافياً. لا بد من التسليم بأن قوة <الدولة> غاية يجب الوصول إليها، ولا بد من أن يكون هناك حوار حول الخطوات التي تحقق ذلك وفق جدول زمني يراعي المخاطر ويقدر الاحتمالات المتوقعة وغير المتوقعة من عدو غادر يربض على الحدود مجروحاً مجهضاً، ويتحين الفرصة للانقضاض.
لبنان يا أيها الوطن <القدوة>
لبنان أيها الوطن الذي ينتمي إليه كل الشرفاء /لبنان يا وطني /أنت وطني لأنك تحمي كلمتي / وأنت وطني لأنك تحمل صوتي وصورتي / أنا خائف عليك
خائف أن تحول السياسة انتصارك إلى هزيمة
لكني أثق فيكم يا أهل لبنان جميعاً /في مفكريكم ومثقفيكم
في شعرائكم وفنانيكم /أذوب عشقاً في أغانيكم
يا ساسة لبنان ويا قادته الدينيين /المستقبل بين أيديكم
فكونوا على قدر المسؤولية / وقدِّروا شرفها.
(?) مفكر مصري

18 - أغسطس - 2006
أوقفوا الحرب على لبنان...
بنت أفكاري تركب الهودج    كن أول من يقيّم

 
ماذا فعلت ببنت أفكاري يا أستاذ زهير ?
هي كانت بنت فلاحة تلبس الأحمر والأزرق ، وتتعثر في مشيتها على طريق وعرة ...... ألبستها القز والشال المدمقس وأركبتها الهودج تمشي تتهادى ومن حولها الزفة ........... هي كانت مجرد بنت من بنات أفكاري ، فلاحة بسيطة يعني والسلام .
على أية حال كسبنا منها قصيدتين ، والثانية أجمل من الأولى وأذكر منها :
 
 
 
أيـهـا الـواقـف في iiآمالنا مـثـلـمـا تلعب فينا يلعب
هـكـذا  تـغـتنالنا iiأقدارنا هـكـذا  أمـجـادنا iiتنتهب
قـد  حـسـبنا اننا iiنختارها وظـنـنـا  أنـنـا iiننتخب
كـلـمـا  أشـرق فيها iiامل أكـلـتـه ذئـبـة تـرتقب

18 - أغسطس - 2006
أحاديث الوطن والزمن المتحول
نحن والقمر    كن أول من يقيّم

 
إن ما تقولينه يا عزيزتي يمامة هو فيض كرمك الذي اعتدناه منك لكنه يطمئنني لجهة أنه يشعرني بأن ما أكتبه له وقع طيب في قلبك .
وتأكيداً على ما ذكرتيه وقالته أيضاً الأخوات صبيحة وأم الرضا ، فلا بد أن هبوط الإنسان على سطح القمر ودخول المرأة معترك الحياة العامة هما أهم ما حدث في القرن العشرين . خطوتان هامتان مشتهما الإنسانية ، الأولى ترمي من وراءها السيطرة على محيطها ، والثانية ستكون مفيدة ربما للسيطرة على نفسها ونزعة العدوانية الجارفة التي قادتنا ولا تزال تقودنا نحو الخراب .

18 - أغسطس - 2006
حاسرون في زمن الجنون
حرس الحدود    كن أول من يقيّم

 
كلمة ترحيب بالصديق الجديد الأستاذ توفيق الذي أصبحنا ندين له بصداقة مضاعفة ، الأولى : لجهة الأستاذ زهير الذي استدعاه حارساً أميناً على شطحات اللغة ومثالب الصرف والنحو . والثانية : لدخوله الصاخب المفاجىء علينا ، يحمل معه الهدايا النفيسة ،  " طامة كبرى " و " قال : فعل ماض " يقصها علينا بأسلوبه الجميل الذي اقتطعت منه هذه الجملة لأنها أعجبتني بشكل خاص : فقذفت بالجواب الثاني قبل أن يغادر الأستاذ مكان وقوفه بجانبي، وقبل أن تغادر عيناه المحسورتان وجهي المحمر، وقبل أن يغادر سمعه الكليل جوابي الأول الخائب،..
أهلا بك يا أستاذ توفيق صديقاً ، ونحن نشكر لك كلماتك الطيبة الودودة التي فاضت بها نفسك الكريمة ، وأدبك البالغ . وإذا كنت قد بكيت معنا أو علينا ، ولن نسألك عن السبب ، فمعناها بأنك قد سددت قسيمة الاشتراك وأصبحت عضواً في النادي ، فمرحباً .
 
أين عبد الحفيظ ? اختفى عبد الحفيظ ، هل لا زلت مصراً على حكاية السباق والسلحفاة والأرنب والسقف المرفوع وحكاية ال400 متر حواجز ? عليك يا صديقي منذ الآن وصاعداً أن تبحث لنا عن موتور فيراري أو ألفا روميو ...... وليس هناك من سيرشدنا في حقل الميكانيك هذا إلا ملك البرغي الألماني . هذا عدا أننا سننتبه إلى كل " الموضوعات " .
 
ولكي نعود إلى أجواء الأدب والشعر ، نستعيد به ألق المجلس ، أدعوكم إلى رحلة عبر البحار ...... عبر الزمان والمكان ، وإلى وقت آخر ، وقت الصفاء ، في قصيدة جديدة ، هي روح المكان كما أتخيله دائماً وأتمناه :
 
 
طائران
 
وحول المكان ، وكنت وكنا
كطيرين حول شراع مقيم
يعود المساء ، بقرصٍ ، شعاعٍ
ويغشى المساء ، سناءٌ حزين
 
وكنا جناحين ، كنا معاً
نطوف الفضاء ونطوي الزمان
نشق الهواء بنبض الأماني
ونرتاح بين ثنايا الأديم
 
يرف جناحان ، خفق الهوى
كما بيرقان بقلب النسيم
ولا تستكين الحروف ، الأمانيُّ
لا يهدأ القلب ، لا يستكين  
 

20 - أغسطس - 2006
أحاديث الوطن والزمن المتحول
مقتطفات من خبر ، جريدة السفير اللبنانية    كن أول من يقيّم

نقابيّون أوروبيّون في لبنان: فلتُجرَّد إسرائيل من سلاحها

ميليا بو جودة
في إطار <حملة المقاومة المدنيّة>، أنهت أمس مجموعة من النقابيّين الأوروبيّين (تسعة أتراك وأربعة قبارصة وثلاثة يونانيّين) جولة <لدعم الشعب اللبناني المقاوم، سياسيا>. وهؤلاء، حضروا قبل ثلاثة أيّام، عن طريق البرّ. لم يحملوا مواد إغاثيّة ولم يحصلوا على إذن إسرائيلي خاص ل<الهبوط> في بيروت.
 
بداية، تحدّث بيتروس قسطنطينو (اليونان) ممثّل <ائتلاف أوقفوا الحرب> ومنسّق مؤتمر جنوا في العام .2001 بعدما أدان <البربريّة الإسرائيليّة التي خلّفت كلّ هذا الدمار والموت>، شدّد على أن المقاومة اللبنانيّة التي حقّقت نصراً كبيراً. نحن نبارك هذا النصر للمقاومة ولحزب الله>. وأوضح أنهم غير مقتنعين بالقرار 1701 <فهو غير عادل ويطالب بتجريد المقاومة، التي تواجه هذه الآلة المدمّرة، من سلاحها>، معتبرا أن <الأمم المتّحدة من خلال القرار تفرض نوعاً من الحصار على لبنان في محاولة سياسيّة لتثبيت ما خسرته إسرائيل في معركتها العسكريّة>.
 
وأعلن عن <رفضنا لأيّ جيش احتلال من قبل الأمم المتّحدة أو حلف شمالي الأطلسي> مطالبا ب<فرض حصار دبلوماسي واقتصادي وسياسي على دولة إسرائيل العسكريّة والتي تنتهج الفصل العنصري>، محيّياً الرئيس الفينزوالي هوغو تشافيز على <قراره الجريء>. أضاف <نحن أتينا من أوروبا حيث حزب الله والمقاومة الإسلاميّة يحظيان اليوم بشعبيّة كبيرة>. وختم قائلاً <انزعوا سلاح إسرائيل وليس سلاح حزب الله. هذه هي الطريق إلى السلام>.
من جهتها، أيّدت يلدز أونن (تركيا) منسّقة <الإئتلاف الكوني للسلام والعدل> كلام قسطنطينو. وعبّرت عن <تضامن شعبنا مع المقاومة في لبنان وفي فلسطين وفي العراق>. وأشارت إلى التحرّكات التي تنظّم في تركيا لمنع الأتراك من المشاركة في القوات المتعدّدة الجنسيّات التي ستنتشر في جنوبي لبنان <حتى لا نكون جزءاً من احتلال جديد>. وشكرت الشعب اللبناني على <نصره>.
هؤلاء الناشطون في حركة عالميّة ضدّ الحرب، على الرغم من أنهم لم يتمكّنوا من منع العدوان على العراق، إلا أنهم نجحوا في حمل حكوماتهم على عدم المشاركة في القّوات العسكريّة العاملة هناك. وهذا ما يحاولون القيام به اليوم في ما يتعلّق بمشاركة بلادهم في القوّات الدوليّة التي ستنتشر في الجنوب اللبناني. فهم يعتبرون أيّ وجود عسكري أجنبي على أيّة بقعة من الأرض <احتلالا>.
ويقول قسطنطينو <جئنا إلى لبنان من أجل إشهار موقف علنيّ متضامن معه ومن أجل إعلان دعوة مشتركة إلى أسبوع دوليّ معادٍ للحرب بين 23 و30 أيلول المقبل>. وقرار هذا الأسبوع العالمي صدر عن المنتدى الاجتماعي الأوروبي في أثينا.

من جهة أخرى، وتحت شعار <ارفعوا أيديكم عن لبنان>، يعود هؤلاء مع زملاء لهم من حول العالم (من بينهم جورج غالاواي) في سفينة تنطلق من الاسكندريّة في 28 أيلول المقبل، على أن يكون لها محطّة في لارنكا قبل أن ترسو على الشواطئ اللبنانيّة.


 
* جورج غالاوي سياسي أنكليزي عضو في مجلس العموم الريطاني ومن أشد المعارضين للحرب على العراق وسياسة طوني بلير في مساندة سياسة جورج بوش الإستعمارية .

21 - أغسطس - 2006
أوقفوا الحرب على لبنان...
 16  17  18  19  20