البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ابو هشام العزة

 16  17  18  19  20 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
ما أجمل حرب المحبين     ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

أخي الأستاذ أحمد عزو ؛ ما أجمل حرب المحبين .. كما وصفها شاعرنا وأخونا الباحث الأستاذ زهير " فتعالوا نقتسم الحرب والحب" حربٌ الكل فيها مبتهج ومسرور ، سعادة ما بعدها سعادة وسيف الحب مشهور ، وتذكرت قصيدة زجلية تقول :
 
آه على أيامه
انزلت أحارب واجا النبوت فى ذراعى
أبكي على الحب والاَّ أبكي على ذراعى
انزلت احارب واجا النبــوت فى راسي
أبكى على الحب والاَّ أبكي على راسي
أبكي على الحب واقول بطيب ياراسى
انزلت احارب لقيـــت النازل محبوبى
اضرب أنا العدو والاَّ اضرب محبوبى
شـــــوحت وقلت ابعد عنى يامحبـوبى
معادنا اليـوم نتـقابــــــل على العـينى
مســيك بالخيــر يمســى كل طايفتــك
ومحبتك فى القلب من قبل ما عـرفتك
يمســـيك بالخيـــــــــر يمســي أوقاتـك
ومحبتــك فى القلب من غير محاكاتك
 
 كما أحيي فيك رحابة صدرك وطول نفسك ، والصبر الذي يحقق المعجزات ، كما أتمنى لك عودا بهيجا لثرى الوطن ومشاهدة الأهل والخلان .. ولكم مني كل تحيَّة ..

8 - يونيو - 2009
فلنطالب برجوع من فقدناهم
تحية طيبة    كن أول من يقيّم

صدقني يا أخي الأستاذ زهير أنا لم أعرف أقرض الشعر وحتى الآن لم أعرف كيف خرجت معي هذه الأبيات ارتجالا مع أنها ركيكة وسطحية في المعنى .. ولكم مني كل تحية وتقدير

8 - يونيو - 2009
فلنطالب برجوع من فقدناهم
الغربة نوعان     كن أول من يقيّم

نستطيع أن نصنِّف الغربة التي نعايشها في الحياة الدنيا ، إلى نوعين : غربة الدين وغربة اللغة ، فالذي يعاني من هاتين الغربتين الإنسان الغيور المحب لدينه ولغته ‘ فيحترق قلبه من مشاهدة إخوانه من بني جلدته الهاجرين للدين وهم في لهو وغفلة ، فيزيد حزنه كلما زاد الضياع ، ويعتصر قلبه كلما اغترب الدين بين الناس أو حتى اللغة ، وفيهما يتفطر القلب على الآخرين وعلى ما تؤول إليهما كل من الدين واللغة  من الاغتراب .. أما الغربة الثانية الغربة عن الوطن والغربة النفسية  : وهما غربتان مؤلمتان  أيضا ، يتحرّق الإنسان من لهيب الغربتين  ويشوى بدنه ، فتبكي منه العين ولا أحد يكفكف دمعه ، وينزف القلب ولا أحد يواسيه في غربته ، حتى إن الغربتين كل واحدة منهن توصل إلى الأخرى ، فإن طال الزمن في بلاد الغربة بعيدا عن أهله وخلانه ، يدخل الإنسان تلقائيا في الغربة النفسية .. وأيضا الغربة النفسية تجعل الإنسان غريبا بين أهله وأحبابه فلا يستطيع أن يتعايش معهم فيصبح منبوذا فإما أن يغادر وطنه باحثا عن سراب أهل جدد وخلان أوفياء في بلاد الغرباء . ويتمنى الموت للخلاص كما ظهر في شعر الأقدمين ..
عدي بن حاتم[1] فارس الفتوحات، وصاحب راية طيء في صفين وحامل لواءها.. لكنه كبر ورق عظمه، فإذا العامة يتولون عنه قبل الخاصة، ويتحول الكل من الإعظام إلى التضييع والإهمال، فيصير الرجل في حاجة إلى أن يستدر عطف القوم عليه، وبرهم به، وحنوهم عليه ، لقد أسن الرجل فاستأذن قومه في وطاءٍ، يجلس عليه، ومت إليهم في ذلك الطلب بكبره ورقة عظمه فقالوا: ننظر، فلما أبطأوا عليه ملأه الإحساس بالإهمال والتضييع ، وأنه صار كهلاً ، فأنشأ يقول:

أجيبوا يابني ثعل بن عمـــــرو
ولا تكموا الجواب من الحياء
فإني قد كبرت، ورق عطمي
وقلّ اللحـــم من بعــد النقـــاء
وأصبحــت الغداة أريــد شيئاً
يقيني الأرض من برد الشتاء
وطاءً! يا بني ثعل بن عمـرو
وليس لشــيخكم غيــر الوطاء
فإن ترضوا به فسرور راضٍ
وإن تأبـــوا فإنـــي ذو إبــــاء
سأتـــرك ما أردت لما أردتم  
وردك من عصاك من العناء
لأني من مســــاءتكم بعيـــــدٌ
كبعد الأرض من جو السماء
وإني لا أكــــون بغيـر قومي   
فليـس الدلــو إلا بالـرشـــــاء
 
مصاد بن جناب[2]، إحساسه باليأس حتى يتمنى الموت  إذ يقول:

ما رغبتي في آخر العيش بعدما   أكون رقيب البيت لا أتغيب؟!
إذا ما أردت أن أقوم لحاجةٍ        يقول رقيبٌ حافظٌ:أين تذهب؟
فيرجعه المرمى به عن سبيله      كما رد أفراخ الطائر المتربّبُ
 
والغربة النفسية مرعبة ، حتى إنني سمعت بعض الآباء يحكون لأولادهم الحكايات التي هم يتخوفون منها في مستقبل أيامهم " ان فلان رمى والده العجوز في نئر ، أو في دار العجزة  فعندما كبر هذا الابن أخذه أولاده ورموه في نفس الئر التي ألقى والده فيها أو ألقوه في نفس دار النسيان "دار العجزة التي ألقى والده  أو والدته فيها ..
الأم في دار العجزة تنادي ولدها  :
وين أنت يا حمدان أمــــك تناديك        وراك ما تسمــع شكايا وندايـا[3]
يا مسندي قلبي على الدوم يطريك     ما غبت عن عيني وطيفك سمايا
هذي ثلاث سنين والعين تبكيك             ما شفت زولك زاير يا ضنايا
تذكر حياتي يـوم أشيلك وأداريك             وألاعبك دايم وتمشي ورايا
ترقد على صوتي وحضني يدفيك        ما غيرك احدٍ ساكن في حشايا
واليا مرضت أسهر بقربك وأداريك     ما ذوق طعم النوم صبح ومسايا
ياما عطيتك من حناني وبعطيك               تكبر وتكبر بالأمل يا منايا
لكن خساره بعتني اليوم وشفيك         واخلصت للزوجه وانا لي شقايا
أنا أدري إنها قاسيه مـا تخليك              قالت عجوزك ما ابيهـا معايا
خليتني وسط المصحه وأنا أرجيك        هذا جزا المعروف وهذا جزايا
يا ليتني خدامة بين أياديك               من شان أشوفك كل يوم برضايا
مشكور يا ولدي وتشكر مساعيك              وادعي لك الله دايم بالهدايا
حمدان يا حمدان امك توصيك           اخاف من تلحق تشوف الوصايا
اوصيت دكتور المصحه بيعطيك             رسالتي واحروفها من بكايا
وإن مت لا تبخل علي بدعاويك          واطلب لي الغفران وهذا رجايا
وامطر تراب القبر بدموع عينيك              ما عاد ينفعك الندم والنعايا
 
 وتوجد حكايات كثيرة كلها تدور حول هذا المعنى التي تومئ من قريب أو بعيد تخوف بعض الآباء من هذه الغربة المرعبة التي هي أشد واقسى من غربة الجاهلي النفسية ؛ حيث إنه يعامل كمتاع أو حتى يقتله أولاده قبل أن يخرّف وتصبح سيرته على لسان الآخرين بعدما كان في شبابه فارسا يهابه الشجعان  .. دريد بن الصمة الجشمي[4] فارس العرب ، ينبذ لكبره ، ويطرح لشيبه ، ويهون على أهله حتى ليغدو على ما قال هو : "رهينة قعر البيت كل عشية" كأنه الطفل في المهد، فيصرخ مضطراً ذكريات الماضي:

فإن يكُ رأسي كالثغامة نسله   يطيف لي الولدان أحدب كالقرد
رهينة قعر البيت كل عشية،   كأني أوارى أن أصوب في مهد
فمن بعد فضل في شباب وقوة،  ورأس أثيث حلك اللون مسود


    - المعمرون والوصايا ص46-47، وفي خبر مكانة عدي في قومه، انظر: تاريخ الرسل والملوك 5/9. وعدي بن خاتم الطائي، الجواد بن الجواد، محي الدين ميتو.
 - المعمرون والوصايا لأبي حاتم ص30. [2]
   [3]     - وزارة الصحة / المملكة العربية السعودية / موقع الوزارة ..
 
 - ديوان دريد بن الصمة الجشمي ص54، الثغامة: شجرة تبيض كأنها الثلج. [4]

9 - يونيو - 2009
مفهوم دمعة غربة
الغربة مابين الحاضر والماضي     ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

الغربة مابين الحاضر والماضي
غربة عن الدين : هذه الغربة في عصور خلت وخاصة في العصر الجاهلي ( دين آبائنا وأجدادنا ) كما كانوا يزعمون لم تظهر ، وفي عصر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والصحبابة والتابعين ومن جاء بعدهم من العصر الآموي والعباسي ، لم تكن ظاهرة هذه الغربة أيضا ، وكان كل من يخرج عن منهجها يتهم بالزندقة ومصيره التعذيب أو حتى القتل .. إنما في عصرنا الحاضر ظهرت واضحة جلية ، بسب الظروف المهينة التي مرت بها أمتنا العربية ، من استعمار وتجزئة ، والحملات الإعلامية المعاصرة  المركزة  الممنهجة على محاربة الدين ، ومحاولة محوه من قلوب الشباب ، والقنوات الفضائية و السينما والمسرح وغيرها الكثير ،شواهد على ذلك.. وأصبح كثير من الناس يقضون حياتهم ويجتهدون من أجل محاربة هذا الدين الطاهر .. فالعلمانيون مثلا مازالوا يمارسون ويلعبون لعبتهم ومخططاتهم القذره وأفكارهم وآراءهم السامة ولا رادع لهم بل وجد لهم من يؤيدهم .. وقضايا هذه الأيام والمواقف التي نراها .. تؤكد قول المصطفى عليه الصلاة والسلام الذي رواه أبو هريرة حين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ثم بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء" وقال الشاعر الغيور على دينه :
إذا كان ترك الدين يعني تقدماً * * فيا نفس موتي قبل أن تتقدمي
والغربة عن الوطن كانت نادرة فيما خلت من عصور إلا إذا أهدرت القبيلة دمه وطردته ، أو إذا وقع في الأسر  ، إو إذا اختطف وبيع مع الرقيق في أسواق الجزيرة العربية هذا في العصر الجاهلي .. أما هذه الغربة في العصور الإسلامية كانت إما لقتال والذهاب مع جيش الفتوحات الإسلامية أو لتادية مناسك الحج .. أما في زماننا هذا حدث ولا حرج بسبب تقدم وسائل التنقل من طائرات وسفن عصرية أو سيارات وقاطرات ظهرت هذه الغربة تضم شريحة واسعة من الناس ..
والغربة بين الأهل كانت قدميا منتشرة بشكل ضيق تجمعهم فيها العصبية القبلية ،ثم جاء الأسلام وقضى على ما تبقى من هذه الغربة وصار الإخاء في الإسلام أقوى عرى من إي أخوة ، وإن رابطة الدين فوق رابطة الأخوّة والنسب ، ويتجلّى ذلك في موقف أبي بكر الصديق رضي الله الذي أظهر استعداده لقتل ولده المشرك في ساحة المعركة ، وموقف مصعب بن عمير رضي الله عنه عندما قال لآسر أخيه " شدّ يديك به ؛ فان أمه ذات متاع لعلها تفديه منك " ، فقال أخوه : " يا أخي هذه وصاتك بي ؟ " ، فردّ عليه : " إنه – أي الذي أسرك - أخي دونك " رواه ابن إسحاق وقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قضيّة الأسرى : " ولكني أرى أن تمكنني من فلان - قريباً لعمر - فأضرب عنقه ، وتمكن علياً رضي الله عنه من عقيل فيضرب عنقه ، وتمكن حمزة من فلان – أخيه - فيضرب عنقه ؛ حتى يعلم الله أنه ليست في قلوبنا هوادة للمشركين"..
وفي إصرار النبي – صلى الله عليه وسلم – على أخذ الفدية كاملة من عمّه العباس درسٌ آخر في عدم المحاباة أو المجاملة لأحدٍ كائناً ما كان ، إذا تعلّقت القضيّة بالدين.
أما في عصرنا هذا بسبب التفكك الأسري الذي حدث والبعد عن الدين ، وتشتت الآراء والمذاهب صارت العدوات داخل الأسرة الواحدة ، والمشاحنات والبغضاء وصارت غربة ما بين الأهل مستفحشة ..  
والغربة النفسية كانت قديما عند العرب في الجاهلية  تطلق على كبار السن والمعمرين لأنهم أصبحوا يعيشون في أزمان أجيال غير زمنهم وخاصة عندما يموت معظم أصحابه وخلانه وأقرانه ، أما في عصرنا الحاضر ظلت تعرف على ما تعرف عليه الجاهلي من كبر في السن ، ودور العجزة المعاصرة زادتها مرارة ، كما أخذت تظهر هذه الغربة بين الصغار أو حتى الشباب قبل الكهول ، حتى أصبحت تعد مرضا وهو ما يسميه الطب النفسي بالتوحد وهذا بسبب تعقيدات المدنية المعاصرة ، من انشغال الآبوين عن رهاية الصغير أو او يقع في حوادث عصرية توصله إلى هذا المرض ..
وغربة اللغة قديما لم تكن ظاهرة إنما كان العربي يعتز بلغته سواء في العصر الجاهلي أو الإسلامي فكان الشعر عندهم مقدس وهو ديوان العرب ، وبما امتازوا من فصاحة وبيان ، أما في عصرنا حوربت اللغة مع محاربة الدين وأحيانا بنفس الأدوات وصرنا نرى هذه الغربة متفشية بين الشباب المعاصر الذين رحبوا بلغات الغير على أصالتهم ، اللغة التي أُنزل بها القرآن الكريم ، واعتز بها أسلافنا الأقدمون .

9 - يونيو - 2009
مفهوم دمعة غربة
حرف النفي     كن أول من يقيّم

     بعد التحية لسفيرة السلام الوفية ، الأخت الأستاذة الصحافية حقيقة إن هذا الموضع هام وله وقفات..
    حرف النفي " لا " حرف ثقيل على النفس ، لذلك واجب التعامل معه بحذر ،  وعدم المبالغة في استعماله ، حتى لا يكون الإنسان مبغوضا منبوذا أمام أهله وأقاربه وأقرانه .. فهذا الحرف بالذات يجب التعامل معه بحذر .. نعرف كيف ومتى نقوله نصا أومعنى .. وولهذا علينا أن نعلم أطفالنا سبل التعامل مع هذا الحرف ..لأنه إذا أسأنا  استعماله ، ربما يوصلنا إلى درجة الوقاحة ، وهذا الذي لا نرتضيه لنا ، ولا لأولادنا .. ففي بعض الحالات يحتم علينا أن نقوله بالمعنى وبطرق دبلماسية  حتى لانجرح الآخرين ، لأن هذا الحرف للأسف يغضب منه الناس ..
     حج هشام بن عبد الملك فحاول أن يلمس الحجر الأسود فلم يستطع من شدة الازدحام فوقف جانباً، وإذا بالإمام مقبلاً يريد لمس الحجر فانفرج له الناس ووقفوا جانباً تعظيماً له حتى لمس الحجر وقبله ومضى فعاد الناس إلى ما كانوا عليه . فانزعج هشام وقال : من هذا ؟ وصادف أن كان الفرزدق الشاعر واقفاً فأجابه هذا علي بن الحسين بن علي ثم أنشد فيه قصيدته المشهورة التي يقول فيها:

هذا الذي تعرف البطحاء وطئته
والبيت يعرفه والحـــــلُّ والحرمُ
هذا بن خيــر عبـــــاد اللـه كُلُّهمُ
هذا التقـي النقي الطاهـــرُ العلــمُ
ما قال لا قـــط إلا في تشهـــــده
لولا التشــــهد كانــــت لاؤه نعم
 
وهذا إن دلَّ على ثقل قول حرف "لا" ومكانة نعم في إرضاء الناس .. وحتى حرف الجواب { نعم } يحتاج أيضا إلى وقفة لا تقل عن حرف النفي " لا " وكيف التعامل معه حتى لا نضر بأنفسنا ..
 تقول الكاتبة المبدعة " كورين سويت " :في كتابها :
"
إنَّ من يقول " نعم " طوال الوقت, بدلاً من " لا " عندما يريد قولها , لا يكون عادة سعيدا جدًا, ولا يشعر أيضاً بالرضا عن نفسه , وقد تبدو الحياة مليئة بالأعباء , وما يثير الحزن هو شعوره بأنه ينبغي عليه تجنب الآخرين وعزلهم عن حياته , بدلاً من أن يتعلم كيف يتعامل معهم جيدًا ".
ولكم من كل تحية ..

10 - يونيو - 2009
(لا) أداة للتأديب والتعليم وليس للعقاب
دمعة الغربة عن الوطن قديمة     كن أول من يقيّم

سلمت يمينك أخي الأستاذ ياسين على المداخلة الممتعة بما فيه من أبيات شعرية معبرة عن الحنين للأهل والمحبين ، أما أخي الأستاذ ياسين بالنسبة للدمعة التي تذرف من عيون الغيورين على شباب مسلم قد فرط وابتعد عن دينه  .. والموضوع  عن مفهوم دمعة الغرببة بأنواعها الخمسة وسادستها دمعة غربة الموت وهنا أهل الميت لأن الميت لا يبكي ..
 دمعة الغربة عن الوطن قديمة : قدم خلق سيدنا آدم عليه الصلاة والسلام ، حيث قال الله تعالى { قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون } سورة البقرة : الآية : 38 ، كما جاء في تفسير الطبري يعني هؤلاء الأربعة . وقيل : الهبوط الأول من الجنة إلى السماء الدنيا والهبوط ( الآخر ) من (السماء الدنيا إلى الأرض (.. وقد حدثني يعقوب بن إبراهيم قال : حدثنا هشيم ، قال : أخبرنا إسماعيل بن سالم ، عن أبي صالح ، في قوله" : اهبطوا منها جميعا" ، قال" : آدم وحواء والحية وإبليس" فهذا كان أول اغتراب نزل فيها سيدنا آدم علية الصلاة والسلام من الجنة واغترب في الأرض ، وبعدماكبر وصار على فراش موته، يروي أبي بن كعب، فقال: إن آدم لما حضره الموت قال لبنيه: أي بني، إني أشتهي من ثمار الجنة. قال: فذهبوا يطلبون له، فاستقبلتهم الملائكة ومعهم أكفانه وحنوطه، ومعهم الفؤوس والمساحي والمكاتل، فقالوا لهم: يا بني آدم ما تريدون وما تطلبون؟ أو ما تريدون وأين تطلبون؟ قالوا: أبونا مريض واشتهى من ثمار الجنة، فقالوا لهم: ارجعوا فقد قضي أبوكم. فجاءوا فلما رأتهم حواء عرفتهم فلاذت بآدم، فقال: إليك عني فإني إنما أتيت من قبلك، فخلي بيني وبين ملائكة ربي عز وجل. فقبضوه وغسلوه وكفنوه وحنطوه، وحفروا له ولحدوه وصلوا عليه ثم أدخلوه قبره فوضعوه في قبره، ثم حثوا عليه، ثم قالوا: يا بني آدم هذه سنتكم ..
 ومنذ ذلك الحين بدأ الاغتراب في كل الأزمنة ، وفي كل الأماكن ، والذي زاد حدة هذه الغربة التسلط السياسي وكثرة الحروب التي حدثت عبر التاريخ أو الهجرات من الجدب والجفاف عبر الزمن ، أو عندما تهدم سد مأرب ، وظلَّ الاغتراب .....
من مضار الغربة على جسد المغترب : إحساس الغربة أو الوحدة إحساس مؤلم, و قد يؤدي بالفرد إلى عدة صراعات وحالات مرضية كالاكتئاب أو العصاب أو العنف أحيانا ..الحزن وتلقي الصدمات ، وأبواب المعاناة كثيرة ...
للغربة بعض المحاسن بغض الطرف عن مآسيها :  يتعرف المغترب على بلاد جديدة بعادات وتقاليد ومفاهيم وحتى لغة جديدة ، وتساعد على تحسين نمط حياة المغترب معيشية ومادية ، ويساعد الشعور بالاغتراب الفرد على الابداع كطريقة للتعبير عما يعانيه, بكيفية مباشرة أو غير مباشرة, كالرسم و الشعر والكتابة... وهذا ما يككف قليلا من دمعة الغربة ويخفف ما على القلب من مآس وآلام . فالمغترب جسده في بلد الغربة وروحه تسكن مع أهله وخلانه على ثرى أوطانه ، ومن أمثلة ذلك أدباء المهجر منهم إليا أبو ماضي والحنين إلى العائلة والأرض شعراً:
 
(يا جارتي كان لي أهلٌ وإخوان،
فبتت الحرب ما بيني وبينهم،
كما تقطع أمراس وخيطان،
فاليوم كل الذي فيه مهجتي ألم،
وكل ما حولهم بؤس وأحزان،
وكان لي أمل إذا كان لي وطن)
ومن نسيب عريضة إلى فلسطين : من وراء البحار ألقاها في حفلة الجامعة العربية في بروكلن سنة 1938 لمناسبة وعد بلفور :

فلسطين من غربةٍ موثقةْ ُنراعيك في الكُربةِ المُطبِقةْ
فتعلو وتهبُطُ منّا الصّدورُ ونهفُو وأبصارُنا مُطرِقـــةْ
ومن خلفِ هذاالخضمِّّ البعيدِ نُحييّكِ بالدَّمعةِ المُحــرقةْ
جهادُكِ أورى زِنادَ النفــوسِ فطارت شرارتُها مُبرقـةْ
جهادٌ ملأتِ به الخافِقَيـــــنِ فضاقت به القوّةُ المُرهِقــةْ
وسَطّرتِ آياته في الخلـــــودِ بأرواحِ أبنائكِ المُزهََقَـــةََ

11 - يونيو - 2009
مفهوم دمعة غربة
مدارك الاستدلال والنظر ج1     كن أول من يقيّم

مدارك الاستدلال والنظر ج1 لشيخنا أبي إسحاق الزواوي حفظه الله
تعريف الاستدلال:    الاستدلال لغة عبارة عن طلب دلالة الدليل لأنه استفعال بالسين والتاء يراد به الطلب، فالاستفعال من الدليل كالاستنطاق الذي هو طلب النطق والاستنصار الذي هو طلب النصرة . يقال: استدل فلان على الشيء طلب دلالته عليه . ويقال استدل بالشيء أي على الشيء، أي اتخذه دليلا عليه. فإذا كانت لفظة الدلالة في اللغة تعني الإرشاد ولفظة الدليل تعني المرشد والموصل إلى المطلوب فالاستدلال عبارة عن:  "طلب الإرشاد والاهتداء إلى المطلوب" .
والملاحظ هنا أن الاستدلال قد يرد للطلب ، أي طلب الدليل ودلالته ، وقد يرد أيضا في معنى الاتخاذ  فيكون المعنى ما اتّخذ دليلا، وهذا المعنى الثاني هو الذي يظهر لي أنه الأنسب لموضوعنا لأنه يعني ما اتخذه العلماء دليلا وهذا الذي درج عليه الأصوليون في مصنفاتهم وإن لم يصرحوا به إذ أنهم يذكرون في باب الاستدلال ما اتخذوه دليلا خارجا عن الكتاب والسنة والإجماع وقياس العلة .
وهذا الرابط فيه بقية الموضوع : من موقع مراث السنة
ولكما مني كل تحية .. ولكما مني كل التقدير ؛ أستاذنا د. محمد .. وشيخنا د. يحيى ..

13 - يونيو - 2009
الفرق بين الاستدلال والاستئناس
النهاية ودون تعليق :    كن أول من يقيّم

النهاية ودون تعليق :
المغترب إن طالت به الغربة تصبح له أسرة وهذه الآسرة تمد جذور لها في ديار غربة الأب أما بالنسبة لهم لم تعد هذه البلاد بلاد غربة لأنهم نشأوا على ثراها ودرسوا في مدارسها وتخرجوا من جامعاتها ، وتزوجوا .. وانجبوا .. فأصبح الجدّ المغترب معلقا بين أهله وذوية في بلاده الأصلية وبين أهله الجدد الذين صاروا ينظرون إلى بلد أبيهم بلدة اغتراب ، وغالبا ( مغلوب على أمره ) أن يرضخ للواقع ويبقى عند أولاده حتى يأتي قضاء الله سبحانه وتعالى .. وهذه النهاية !!!... بسام دعيس أبو شرخ ، مقيم في الأردن ومغترب يعمل في منطقة الإحساء  وقد لمس مرارة الغربة ، الوحدة وهو بعيد عن ذويه ، حيث انه تجرع كاس الوحدة والبعد صار مثل الدم يجري في شراينه ، والذي يخفف عنه قليلا كتابة المقفى (الشعر) ويرى أن حياته اصبحت لا معنى لها حيث يقول في قصيدة " وَاحِدًا عِشْتُ ":

أشرب الوحدة بالكأس  صرْفَا   والجوى عبر الشّرايين  أغفـى
لم يفِ الأمس بوعـد  هنـاءٍ   لا ، ولا الحاضر من أمسِ أوفى
ونذير الغـدِ مـا  جـاء  إلاّ           بوعيدٍ يشعل النّفـس خوفـا
 
 
واحداً عِشْتُ وما زلتُ أحيا          أكتب الحرّ وأشدو المقفَّـى
 
كلّ ما عشتُ سرابُ  حياةٍ       دون معنى  فالمضامين  جوفا
أي عمرٍ مثقـلٍ  بالتمنِّـي                لعب الصدُّ بـه واستخفّـا
قدري أن أتبع العشق  وهماً        وأظلّ الدّهر أصحبُ  طيفا
أعصر الحرفَ  عُقَارَ  ضياعٍ    وسرابُ الوصل يبدو ويخفى
ثم أستدعي الخيـال نديمـاً          نتساقى الشّعر شهداً مصفّى
ثم أصحو فأرانـي وحيـدا        وسوافي البين تعصف عصفا
قَدَرِي أن أتْبَعَ العشقَ وَهْمًا         وأظلّ الدَّهْرَ أصحبُ  طَيْفَا
ثم أصحو  فأراني  وحيـدا       وسوافي البين تعصف عصفا
حلُماً غذّيتُه من  دمائـي              فتنامَى وأنا ازددتُ ضعفا
أيّها القلب كفانا ..  كفانـا         فمتى من علّة الوهم نشفى ؟؟

13 - يونيو - 2009
مفهوم دمعة غربة
مشاهد من المتشبعين :    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

مشاهد من المتشبعين :
شيخ لبس العمامة وصار يفتي بين الناس دون علم في مقاصد الشريعة وفقهها .. وما أكثرهم في هذه الأيام الذين يتسللون إلى الفضائيات ، ونسمع منهم العجب ..
وسيدنا عمر رضي الله عنه لم يخش أن يتهم بالجهل ، فقال (أصابت امرأة وأخطأ عمر ) ، على عكس ما نشاهده ، فيفتي الإنسان خوف أن يتهم بالجهل ويبعد عنه ناسه ..
قال الشاعر :
أيها العالم إياك الزلل ‍      واحذر الهفوة فالخطب جلل
هفوة العالم مستعظمة ‍      إن هفا أصبح في الناس مثل
إن تكن عندك مستحقرة ‍       فهي عند الله والناس جبل
أنت ملح الأرض ما يصلحه ‍      إن بدا فيه فساد وخلل
المعلم الذي يدعي العلم ويتسلل إلى حجرات العلم ويشرح لهم معلومة دون الرجوع إلى كنهها وأصلها ، والمقصود منها .. وهم الأن كثرة ، اقتحموا المجال بالشهرة ، لأن قريبه أو عشيرته لها حظوة ..
وقال الشاعر في تدريس من لا يصلح :
تصدر للتدريس كل مـهـوس *** جهول ليسمى بالفقيه المدرس
فحق لأهل العلم أن يتمثـلـوا *** ببيت قديم شاع في كل مجلس
لقد هزلت حتى بدا من هزالها *** كلاها وحتى سامها كل مفلس
من يجلس بين الناس ويدعي بأنه عمل كذا وكذا ويتفاخر ، وأنا ذهبت للمكان الفلاني ، وقدمه لم يطأه ، يريد أن يرفع من قيمته بين الناس .. وكل الذي قاله يخالف الحقيقة ..
الذي يلبس جلباب أبيه وهو غَيْر ..... روى الخطيب في الجامع من شعر على رضي الله عنه:
أجد الثياب إذا اكتسيت فإنهـا    *** زين الرجال بها تعز وتكرم
دع التواضع في الثياب تحرياً     *** فالله يعلم ما تجن وتـكـتـم
فرثاث ثوبك لا يزيدك زلـفة   *** عند الإله وأنت عبد مجـرم
وبهاء ثوبك لا يضرك بعد أن *** تخشى الإله وتتقي ما يحـرم
الذي لا تتساوى أقواله مع أفعاله ..كلام دون فعل .. أمثال زعيم المنافقين عبد الله بن سبأ كان يدعي الصلاح وقلبه فحمة سوداء يكيد للإسلام والمسلمين ..
من يضع على سيارته لوحة مميزة ، حتى يظهر أمام الناس مُهِمَّا وهو إذا تصارح مع نفسه كان لا شيء ..
 وكل تحياتي للدكتور محمد .

13 - يونيو - 2009
يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا
التخدير الإلاهي     كن أول من يقيّم

أحييك أخي د. يحيى  من كل قلبي ، وأنا معك فيما قلت ، فإن المؤمن الحق أينما حلَّ أو ظعن لا يشعر بوحشة من يشعر بها غيره ، لكنَّ لفيح الغربة ولهيبها لا بدَّ وأن يهبَّ على المؤمن من آونة لأخرى ، ربما يكون من باب الذكرى ، أو الشوق أو بالأحرى لمن ارتبط معهم وجدانيا   .. لكنَّ استحضاره وتعلقه بالخالق (عزَّ وجلَّ) ، ونظرته الدؤوب نحو الآخرة ، تمنحه تخديرا إلاهيا  فلا يشعر بالألم العميق للغربة  ، فتصبح عليه الغربة يسيرة ، هينة ؛ فذكرتني أخي بحادثة حدثت أيام الخليفة هشام بن عبد الملك ، حيث دعا من المدينة صديقا له ( لم تسعفني الذاكرة بذكر اسمه ، وأنت أعلم مني )  فجاء بصحبة ابنه الصغير ماشيا وفي الطريق أصيب الرجل بقدمه فتورَّم القدم  ، وواصل الطريق .. فلما وصل دمشق وإلاَّ بحرارته مرتفعة والألم  زاد ، والوضع سيء ، فأحضر له الخليفة أمهر الأطباء ، فقرروا بتر القدم ، لأنه مع المدة تعفن وتسمم ، وبأمر من الخليفة أحضروا له أفضل مخدر ، فرفض الرجل وقال : لا أريد أن  أُغيِّبَ عن ذكر الله تعالى  ، وطلب منهم أن ينشروا القدم وعينه تنظر إليهم دون خوف أو ندم  ،  وفمه عن ذكر الله لا يتوقف ، فكان التخدير الإلاهي عنده أقوى من أي مخدر ، وبعد أن أنهى الأطباء عملهم غسلوا الرجل وكفنوها وقدموها ، فتناولها ليودعها فقال : الحمد لله الذي أصابني في قدمي وعافاني في سائر أعضائي .. ابنه الصغير كان في شرفة قصر الخليفة  واقفا ينظر إلى الاسطبل والخيول ، فغلب عليه رأسه ، فسقط ، ومات .. فعلم أبوه بالخبر فقال آتوني به لأودعه ، فنظر إليه والدمعة تقفز من عينه ، فقال : الحمد لله الذي أصابني بإبني وعافاني في باقي أولادي .. فنحن يا أخي د. يحيى نتكلم عن الغربة الدنوية التي تذرف فيها الدموع سواقي وجداول ، إلاَّ غربة الموت ، لأن الميت لا يبكي .. إنما يبكي من ودَّعه ..   

15 - يونيو - 2009
مفهوم دمعة غربة
 16  17  18  19  20