البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات د يحيى مصري

 166  167  168  169  170 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
المؤمن كيّس فطِن ، وليس كيس قطن .    ( من قبل 9 أعضاء )    قيّم

لفوقِ الركبتين تشمّرينا ** بربِّك أيَّ نهرٍ تعبرينا
كأنّ الثوبَ ظِلٌّ في صباحٍ** يزيد تقلّصاً حِيناً فحينا
فيا ليت الحجابَ هوى فأمسى** يردّ السّاقَ عنا لا الجبينا
فإنّ الساقَ أجدرُ أن تغطّى** وإنّ الوجه أَولى أن يَبينا
 
رحم الله سيبويه : " أشقّ من الواضح توضيح الواضح".

20 - يوليو - 2009
مذاهب
كيف ؟    ( من قبل 11 أعضاء )    قيّم

ونحن ، وإن كان معظمنا على رأي الجمهور في هذه الواقعة العظيمة ، فإننا لا يمكننا القطع بأي الأدلة هي الصحيحة" .
 
 
*"... بعبده..." .  !!!!
 
هل بعد كلام الله كلام ؟

21 - يوليو - 2009
سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً........
الأزمة المالية العالمية    كن أول من يقيّم

http://www.alnahwi.com/portal/

22 - يوليو - 2009
شاهدوا انهيار الأسواق الأمريكية لحظة بلحظة
جزيت خيراً    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

بسم الله الرحمن الرحيم
أُخُوّة الإيمان
                           ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ... )            [ الحجرات :10]
  أُخُوّة الإِيمان ليست علاقة مصالح دنيوية آنيّة ، ولكنها عبادة وطاعة لله ، تمتد في حياة المؤمنين مع الدهر كله ، إنها رابطة ربّانية .
       أُخُوّة الإيمان ليست علاقة حزبيّة تُخْنَقُ في إطار ضيّق يُمزّق المؤمنين فئاتٍ وطوائفَ وجبهات .
       أُخُوّة الإِيمان ليست عصبيّة جاهلية ، ولا هي عبادة أشخاص ، ولكنها روح تسري في الأمة المسلمة .
       ولا تقوم أخوة الإيمان في الواقع إلا إذا صدق الإيمان والتوحيد ، وأخلصت القلوب ولاءها الأول لله وحده ، وعهدها الأول مع الله وحده ، وحبها الأكبر لله ورسوله ، وملأ القلوبَ العلمُ الصادقُ بمنهاج الله ـ قرآناً وسنةً ولغة عربية .
       وبهذا ينهض الأساس الذي تقوم به الأمة المسلمة في الأرض ، وبها يمنحها الله وجودها ، وقوّتها ، وعزّتها .
       وكلُّ مؤمن مسؤول ومحاسب بين يدي الله عن مدى مساهمته في تحقيق هذه الرابطة الربانية ، وبناء الأمة المسلمة الواحدة ، على نهج محدّد وخطة مدروسة ، وجهد صادق ، يلتزمه المؤمن التزاماً أميناً .
 
 عن علي رضي الله عليه عن الرسول r :
( المؤمنونَ تكافأُ دماؤُهم ، وهمْ يدٌ على من سِواهم ويَسعى بذمَّتهِم أدناهم ، ألاَ لا يُقتَلْ مؤمْنٌ بكافرٍ ، ولا ذو عهدٍ في عهدهِ ، من أحدثَ حدَثاً فعلى نفسهِ ، ومن أحدثَ حدَثاً ، أو آوى محْدِثاً ، فعليه لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين
[ أخرجه أبو داود ، النسائي ، الحاكم ]
 
عن النعمان بن بشير رضي الله عليه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال
( المؤمنونَ كرجلٍ واحدٍ ، إنِ اشتكى رأسُه ، تَداعى له سائر الجسدِ بالحُمّى والسَّهرِ )
[ صحيح الإمام مسلم ، مسند أحمد بن حنبل ]
 عن النعمان بن بشير رضي الله عليه عن الرسول صلى الله عليه وسلم:
( المؤمنونَ كرجلٍ واحدٍ ، إنِ اشتكى رأسُه ، اشتكى كلُّه ، وإن اشتكى عيْنُه اشتكى كلُّه )
[ صحيح الإمام مسلم ، مسند أحمد بن حنبل ]
 عن أبي هريرة رضي الله عليه عن الرسول صلى الله عليه وسلم :
( المسلمُ أخو المسلمِ ، لا يخُونُه ، ولا يكذبُه ، ولا يَخذلُه ، كلُّ المسلمِ على المسلمِ حرامٌ ، عِرضهُ ، ومالُه ، ودمُه ، التقوى ها هُنا ـ وأشار إلى القلبِ ـ بحَسْبِ امرئٍ من الشرِّ أن يَحقِرَ أخاهُ المسلمِ )
[ سنن الترمذي]
( المسلمُ أخو المسلمِ ، لا يظلِمهُ ولا يُسْلمُه ، ومن كانَ في حاجةِ أخيهِ كانَ اللهُ في حاجتِه ، ومَن فرَّج عن مسْلمٍ كربةً ، فرَّج اللهُ عنهُ بها كربةً من كرَب يومِ القيامةِ ، وَمَن سَتَر مسلماً ، ستَره اللهُ يومَ القيامة )
[  البخاري ومسلم ، مسند أحمد بن حنبل ]
 
 عن أبي هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :
( من سترَ أَخاهُ المسلمَ في الدنيا(1) ، سترَه اللهُ يومَ القيامةِ )
[ مسند أحمد بن حنبل ]
 
 عن أبي هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
( من سرَّه أن يجدَ حلاوةَ الإيمانِ ، فليحبَّ المرءَ لا يحبهُ إلا لله )
[ الحاكم ، مسند أحمد بن حنبل ]
 عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
( من ردَّ عن عِرضِ أخيه ، ردَّ اللهُ عن وجههِ النارَ يومَ القيامة )
[ سنن الترمذي ، مسند أحمد بن حنبل ]
 عن زيد بن ثابت رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
( من كانت همَّه الآخرة ، جمعَ الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدُّنيا راغمة ، ومن كانت همَّه الدُّنيا ، فرَّقَ الله عليه أمره ، وجعل فقرة بين عينيه ، ولم يأته من الدُّنيا إلا ما كَتَبَ الله له )
[ سنن ابن ماجه]
 

22 - يوليو - 2009
رسول الهدى والرحمة : الرحمة المهداة للناس من رب العالمين.
معاني ( ضرط)    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

البحث عن جذر ضرط في لسان العرب

الضُّراطُ: صوت الفَيْخِ معروف، ضَرَطَ يَضْرِطُ ضرْطاً وضِرطاً، بكسر الراء، وضَرِيطاً وضُراطاً. وفي المَثَل: أَوْدَى العَيْرُ إِلا ضَرِطاً أَي لم يَبْقَ من جَلَدِه وقُوّته إِلا هذا. وأَضرَطَه غيرُه وضَرَّطَه بمعنى. وكان يقال لعمرو ابن هند: مُضَرِّطُ الحِجارة لشِدّتِه وصَرامَتِه. وفي الحديث: إذا نادَى المُنادي بالصلاة أَدْبَرَ الشيطانُ وله ضُراطٌ، وفي رواية: وله ضَرِيطٌ. يقال: ضُراطٌ وضَرِيطٌ كنُهاقٍ ونَهِيقٍ.
ورجل ضَرّاطٌ وضَرُوطٌ وضِرَّوْطٌ، مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي.
وأَضْرَطَ به: عَمِلَ له بفِيه شبه الضُّراط. وفي المثل: الأَخْذُ سُرَّيْطَى، والقضاءُ ضُرَّيْطَى، وبعض يقولون: الأَخذ سُرَّيْطٌ، والقضاءُ ضُرَّيْطٌ؛ معناه أَن الإِنسان يأْخذ الدَّيْنَ فيَسْتَرِطُه فإِذا طالَبه غَرِيمُه وتَقاضاه بدينه أَضرطَ به، وقد قالوا: الأَكلُ سَرَطانٌ، والقَضاءُ ضَرَطان؛ وتأْويل ذلك تُحِبُّ أَن تأْخذ وتكره أَن تَرُدَّ. ومن أَمثال العرب: كانت منه كضَرْطةِ الأَصَمِّ؛ إذا فَعَلَ فَعْلةً لم يكن فَعَل قبلها ولا بعدها مثلَها، يُضْربُ له. قال أَبو زيد: وفي حديث عليّ، رضي اللّه عنه: أَنه دخل بيت المال فأَضْرَط به أَي استَخَفَّ به وسَخِرَ منه. وفي حديثه أَيضاً، كرَّم اللّه وجهه: أَنه سئل عن شيء فأَضْرَطَ بالسائل أَي استخفَّ به وأَنْكر قوله، وهو من قولهم: تكلم فلان فأَضْرط به فلان، وهو أَن يجمع شَفَتيه ويخرج من بينهما صَوتاً يشبه الضَّرْطة على سبيل الاستخفاف والاستهزاء.
وضَمارِيطُ الاسْتِ: ما حَوالَيْها كأَنّ الواحد ضِمْراطٌ أَو ضُمْرُوطٌ أَو ضِمْريط مشتقٌّ من الضَّرْطِ؛ قال الفَضِمُ بن مُسْلم البكائي:
وبَيَّتَ أُمَّه، فأَساغَ نَـهْـسـاً ضَمارِيطَ اسْتِها في غَيْر نارِ
قال ابن سيده: وقد يكون رباعيّاً، وسنذكره. وتكلم فلان فأَضرط به فلان أَي أَنكر قوله. يقال: أَضرط فلان بفلان إذا استخفّ به وسخِر منه، وكذلك ضَرَّطَ به أَي هَزِئ به وحكى له بفِيهِ فِعْلَ الضارِطِ.
والضَّرَطُ: خِفَّة الشعَر. ورجل أَضْرَطُ: خَفِيفُ شعرِ اللحيةِ، وقيل: الضرَطُ رِقَّة الحاجِبِ. وامرأَة ضَرْطاء: خفيفة شعر الحاجب رَقِيقَتُه. وقال في ترجمة طرط: رجل أَطْرَطُ الحاجبين ليس له حاجبان، قال وقال بعضهم: هو الأَضْرَطُ، بالضاد المعجمة، قال: ولم يعرفه أَبو الغَوْث.
ونعجة ضُرَّيْطةٌ: ضخْمة

22 - يوليو - 2009
استراحات
من كتابي : النحو القرآني ، الملخص من كتاب (دراسات....)    ( من قبل 10 أعضاء )    قيّم

(سوف) أشد تراخياً في الاستقبال من السين
في المُفَصَّل (2/210) : « وفي (سوف) دلالة على زيادة تنفيس ».
وفي شرح المفصل لابن يعيش (8/148-149) : « معناها التنفيس في الزمان ، فإذا دخلا على فعل مضارع خلصاه للاستقبال ، وأزالا عنه الشياع ، إلاّ أنّ (سوف) أشدّ تراخياً في الاستقبال من السين وأبلغ تنفيساً ».
وفي شرح الكافية للرضي (2/208) : « و(سوف) أكثر تنفيساً من السين... ».
مسألة في الاستثناء
إذا قال : له عليَّ عشَرةُ دراهمَ غيرَ درهمٍ [ بنصب غير ] ، فيكون قد أقرَّ له بتسعة. وإذا قال : له عليَّ عشَرةٌ غيرُ درهمٍ  [ برفع غير ] ، فيكون قد أقرَّ بعشَرة ؛ لأنّ غيراً مع النصب استثناء ، ومع الرفع صفة وليست باستثناء.
[منثور الفوائد للأنباري ، المسألة 101 ص52 ، المغني ص169 ط1 المبارك].
                                                                                                      [ لـقـد ]
يرى جمهور النحويين أن الفعل الماضي المثبت الواقع في جواب القسم حقُّه اللام و(قد) ، فإنْ ذُكر أحدهما ، قُدِّر الآخرَ :
في سيبويه (1/474 ب) : « ولكنه على إرادة اللام ؛ كما قال عزّ وجل : « قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا » وهو على اليمين . وكان في هذا حسناً حين طال الكلام ».
وفي المقتضب ( 2/335-336 ) : « فأما قولك : والله لكذب زيد كذباً ما أحسب الله يغفره له – فإنما تقديره : لقد ؛ لأنه أمر قد وقع ».
وفي ص337 : « فأمّا قوله : « وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا » فإنما وقع القسم على قوله : « قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا » ، وحذفت اللام لطول القصة ؛ لأن الكلام إذا طال كان الحذف أجمل ».
وفي المغني 2/170-171 : « وقال الجميع : حق الماضي المثبت المجاب به القسم أن يقرن باللام و(قد) ، نحو : « تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا » ... ».
وفي المغني 1/149 : « ذكر ابن عصفور أن القسم إذا أجيب بماض متصرف مثبت فإنْ كان قريباً من الحال جيء باللام و(قد) جميعاً ؛ نحو : « تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا » ، وإنْ كان بعيداً جيء باللام وحدها ، كقوله :
انظر : [ البحر 4/320 ، الكشاف 2/67 ].
اللام من ( لـقـد )
 هي لام التوكيد ، وتسمى لام الابتداء. ويحتمل أن تكون جواباً لقسم محذوف.
انظر : [ البحر 1/345 ، 3/130 ، 6/106 ].

22 - يوليو - 2009
سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً........
ضوء الصباح يغني عن المصباح    ( من قبل 27 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

" حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلـمة، قال: ثنا مـحمد بن إسحاق، قال: ثنـي مـحمد بن السائب، عن أبـي صالـح بن بـاذام عن أمّ هانىء بنت أبـي طالب، فـي مسرى النبـيّ صلى الله عليه وسلم، أنها كانت تقول: ما أُسري برسول الله صلى الله عليه وسلم إلاَّ وهو فـي بـيتـي نائم عندي تلك اللـيـلة، فصلـى العشاء الآخرة، ثم نام ونـمنا، فلـما كان قُبَـيـل الفجر، أهبَّنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلـما صلـى الصبح وصلـينا معه قال: " يا أُمَّ هانِىءٍ لَقَدْ صَلَّـيْتُ مَعَكُمُ العِشاءَ الآخِرَةِ كمَا رأيْتِ بهَذَا الوَادِي، ثُمَّ جِئْتُ بَـيْتَ الـمَقْدِسِ فَصَلَّـيْتُ فِـيهِ، ثُمَّ صَلَّـيْتُ صَلاةَ الغَدَاةِ مَعَكُمُ الآنَ كمَا تَرَيْنَ "

قال نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم:
" بَـيْنا أنا عِنْدَ البَـيْتِ بـينَ النائمِ والـيَقْظانِ، إذْ سَمِعْتُ قائلاً يَقُولُ، أحَدُ الثلاثَةِ، فأتِـيتُ بطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ فِـيها مِنْ ماءِ زَمْزَمَ، فَشَرَحَ صَدْرِي إلـى كَذَا وكَذَا قال قتادة: قلت: ما يعني به؟ قال: إلـى أسفل بطنه قال: فـاسْتَـخْرَجَ قَلْبِـي فغُسلَ بِـمَاءِ زَمْزَمَ ثُمَّ أُعِيدَ مَكانَهُ، ثُمَّ حُشِيَ إيـمَاناً وَحِكْمَةً، ثُمَّ أتِـيتُ بِدَابَّةٍ أبْـيَض " ، وفـي رواية أخرى: " بِدَابَّة بَـيْضَاءَ يُقالُ لَهُ البُرَاقُ، فَوْقَ الـحِمارِ وَدُونَ البَغْلِ، يَقَعُ خَطْوُهُ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، فحُمِلْتُ عَلَـيْهِ، ثُمَّ انْطَلَقْنا حتـى أتَـيْنا إلـى بَـيْتِ الـمَقْدِسِ فَصَلَّـيْتُ فِـيِه بـالنَّبِـيِّـينَ والـمُرْسَلِـينَ إماما، ثُمَّ عُرِجَ بِـي إلـى السَّماءِ الدُّنْيا " .. فذكر الـحديث
 
" بَـيْنا أنا نائمٌ فـي الـحِجْرِ جاءَنِـي جبْرِيـلُ فَهَمَزَنـي بِرجله، فجَلَسْتُ فَلَـمْ أرَ شَيْئا، فَعُدْتُ لِـمَضْجَعي، فجاءَنِـي الثَّانِـيَةَ فَهَمَزَنِـي بقَدَمِهِ، فَجَلَسْتُ فَلَـمْ أرَ شَيْئاً، فَعُدْتُ لِـمَضْجَعي، فجاءَنـي الثَّالِثَةَ فَهَمَزَنِـي بقَدَمِهِ، فَجَلَسْتُ، فَأخَذَ بعَضُدِي فَقُمْتُ مَعَهُ، فخَرَجَ بِـي إلـى بـابِ الـمَسْجدِ، فإذَا دَابَّةٌ بَـيْضَاءُ بـينَ الـحِمارِ والبَغْلِ، لَهُ فِـي فَخِذَيْهِ جَناحان يَحْفِزُ بِهما رِجْلَـيْهِ، يَضَعُ يَدَهُ فِـي مُنْتَهَى طَرْفهِ، فحَمَلَنـي عَلَـيْهِ ثُمَّ خَرَجَ مَعي، لا يَفُوتُنـي وَلا أفُوتُهُ " .( الطبري).
 
 
"...والظاهر أن هذا الإسراء كان بشخصه ولذلك كذبت قريش به وشنعت عليه، وحين قص ذلك على أم هانىء قالت: لا تحدث الناس بها فيكذبوك ولو كان مناماً استنكر ذلك وهو قول جمهور أهل العلم، وهو الذي ينبغي أن يعتقد. وحديث الإسراء مروي في المسانيد عن الصحابة في كل أقطار الإسلام، وذكر أنه رواه عشرون من الصحابة. قيل وما روي عن عائشة ومعاوية أنه كان مناماً فلعله لا يصح عنهما، ولو صح لم يكن في ذلك حجة لأنهما لم يشاهدا ذلك لصغر عائشة وكفر معاوية إذ ذاك، ولأنهما لم يسندا ذلك إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ولا حدّثا به عنه. وعن الحسن كان في المنام رؤيا رآها وقوله: { بعبده } هو محمد صلى الله عليه وسلم. وقال أبو القاسم سليمان الأنصاري: لما وصل محمد صلى الله عليه وسلم إلى الدرجات العالية والمراتب الرفيعة في المعارج أوحى الله إليه: يا محمد بمَ أشرِّفك؟ قال: يا رب بنسبتي إليك بالعبودية، فأنزل فيه { سبحان الذي أسرى بعبده } الآية انتهى. وعنه قالوا: عبد الله ورسوله، وعنه إنما أنا عبد وهذه إضافة تشريف واختصاص. وقال الشاعر:
لا تدعني إلا بيا عبدها
   
لأنه أشرف أسمائي
وقال العلماء: لو كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم اسم أشرف منه لسماه به في تلك الحالة". ( البحر المحيط).
 
" يمجد تعالى نفسه، ويعظم شأنه؛ لقدرته على ما لا يقدر عليه أحد سواه، فلا إله غيره، ولا رب سواه، { ٱلَّذِى أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ } يعني: محمداً صلى الله عليه وسلم { لَيْلاً } أي: في جنح الليل { مِّنَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ } وهو مسجد مكة { إِلَىٰ ٱلْمَسْجِدِ ٱلأَقْصَى } وهو بيت المقدس الذي بإيلياء؛ معدن الأنبياء من لدن إبراهيم الخليل عليه السلام، ولهذا جمعوا له هناك كلهم، فأمهم في محلتهم ودارهم، فدل على أنه هو الإمام الأعظم، والرئيس المقدم، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين". (ابن كثير).
الآن :
تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ): [ شيعي]
".....ثم ساق الحديث إلى أن قال " فلما انتهيت إلى بيت المقدس إذا ملائكة نزلت من السماء بالبشارة والكرامة من عند رب العزة وصليت في بيت المقدس, وفي بعضها, بشَّر لي إبراهيم في رهط من الأنبياء ثم وصف موسى وعيسى ثم أخذ جبرائيل (ع) بيدي إلى صخرة فأقعدني عليها فإذا معراج إلى السماء لم أر مثلها حسناً وجمالاً فصعدت إلى السماء الدنيا ورأيت عجائبها وملكوتها وملائكتها يسلّمون عليَّ, ثم صعد بي جبرائيل إلى السماء الثانية, فرأيت فيها عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا, ثم صعد بي إلى السماء الثالثة فرأيت فيها يوسف, ثم صعد بي إلى السماء الرابعة فرأيت فيها إدريس, ثم صعد بي إلى السماء الخامسة فرأيت فيها هارون, ثم صعد بي إلى السادسة فإذا فيها خلق كثير يموج بعضهم في بعض وفيها الكروبيون, ثم صعد بي إلى السابعة بأبصرت فيها خلقاً وملائكة ".
وفي حديث أبي هريرة " رأيت في السماء السادسة موسى ورأيت في السماء السابعة إبراهيم (ع) قال ثم جاوزناها متصاعدين إلى أعلى عليين " ووصف ذلك إلى أن قال " ثم كلَّمني ربي وكلمته ورأيت الجنة والنار ورأيت العرش وسدرة المنتهى ثم رجعت إلى مكة فلما أصبحت حدثت به بالناس فكذَّبني أبو جهل والمشركون " وقال مطعم بن عدي: أتزعم أنك سرت مسيرة شهرين في ساعة أشهد أنك كاذب.

قالوا: ثم قالت قريش أخبِرْنا عما رأيت فقال:
" مررت بعير بني فلان وقد أضلوا بعيراً لهم وهم في طلبه وفي رحلهم قعب مملوء من ماء فشربت الماء ثم غطيته كما كان فسألوهم هل وجدوا الماء في القدح قالوا هذه آية واحدة " قال: " مررت بعير بني فلان فنفرت بكرة فلان فانكسرت يدها " فسألوهم عن ذلك فقالوا هذه آية أخرى. قالوا: فأخبرنا عن عيرنا قال: " مررت بها بالتنعيم " وبيَّن لهم إجمالها وهيئاتها وقال: " تقدَّمها جمل أورق عليه قرارتان محيطتان ويطلع عليكم عند طلوع الشمس " قالوا: هذه آية أخرى " ثم خرجوا يشتدون نحو التيه وهم يقولون لقد قضى محمد بيننا وبينه قضاء بَيِّنا وجلسوا ينتظرون متى تطلع الشمس فيكذبوه فقال قائل: والله إن الشمس قد طلعت وقال آخر والله هذه الإِبل قد طلعت يقدمها بعير أورق فبهتوا ولم يؤمنوا.
وفي تفسير العياشي بالإِسناد عن أبي بكر عن أبي عبد الله (ع) قال: لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماء الدنيا لى يمر بأحد من الملائكة إلا استبشر قال ثم مرَّ بملك حزين كئيب فلم يستبشر به فقال: " " يا جبرائيل ما مررت بأحد من الملائكة إلا استبشر بي إلا هذا الملك فمن هذا " فقال هذا مالك خازن جهنم وهكذا جعله الله قال فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " يا جبرائيل اسأله أن يرينيها " قال فقال جبرائيل (ع) يا مالك هذا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شكا إليَّ فقال ما مررت بأحد من الملائكة إلا استبشر بي إلا هذا فأخبرته أن هكذا جعله الله وقد سألني أن أسألك أن تريه جهنم قال فكشف له عن طبق من أطباقها قال فما رئي رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكاً حتى قبض".
 
 
 

22 - يوليو - 2009
سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً........
سنة وشيعة وزيدية وإباضية !!!!!    ( من قبل 22 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

* تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ).
 ( زَيْدي).
قال الله سبحانه: { سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد } الآية، أسري به بعض الليل من مكة الى الشام مسيرة أربعين ليلة، واختلفوا في المكان الذي به أسري، فقيل: هو المسجد الحرام بعينه وهو الظاهر، وقيل: أسري به من دار أم هاني بنت أبي طالب، والمراد بالمسجد الحرام الحرم لإحاطته بالمسجد وعن ابن عباس: الحرم كله مسجد، وروي أنه أسري به بعد العشاء، وروي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: " أتاني جبريل وأنا بمكة، وقال: قم يا محمد، فقمت معه، وإذا بالبراق فوق الحمار ودون البغل، خده كخد الإنسان، وذنبه كذنب البعير، وعرفه كعرف الفرس، وله جناحان، خطوه منتهى طرفه فقال: اركب، فركبت، ومضيت حتى انتهيت إلى بيت المقدس، وإذا ملائكة نزلت من السماء بالبشارة، وصليت في بيت المقدس، ثم صعد بي إلى السماء فرأيت عجائب، ثم صعد بي جبريل إلى السماء الثانية فرأيت فيها عيسى ابن مريم، ثم صعد بي إلى السماء الثالثة فرأيت فيها يوسف، ثم صعد بي إلى الرابعة، ثم صعد بي إلى السابعة، فنظرت فيها خلقاً وملائكة، ورأيت الجنة والنار وما فيها، ورأيت العرش، ورأيت سدرة المنتهى، ثم رجعت إلى مكة، فلما أصبحت حدثت الناس فكذبني، أبو جهل والمشركون، فقال: فأخبرنا عن عيرنا، فقال: مررت بها في التنعيم يقدمها جمل أورق، وتطلع عليكم عند طلوع الشمس " وروي أنه ارتد جماعة ممن كان قد أسلم وسألوه عن صفة المسجد فوصفه لهم والتبس شيء فيه فرفع له حتى حكاه، وجلسوا ينتظرون مطلع الشمس فيكذبوه، فقال قائل: والله إن الشمس قد طلعت، وقال آخر: والله إن الإِبل قد طلعت يقدمها بعير أورق لونه مثل لون الرمان، وجاءتهم وقت طلوع الشمس فلم يؤمنوا إلا أن قالوا: هذا سحر مبين، واختلفوا هل كان رؤيا أو في اليقظة، وكان ذلك قبل الهجرة بسنة، قالوا: والوجه إنه لم يكن رؤيا إلا أنه أسري به وهو في اليقظة، السري والأسرى: الذهاب في الليل، تعليلاً للوقوف، وقيل: ليلاً دل على وسط الليل ذكره في الغرائب والعجائب أعني وسط الليل،..." .
 * تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ):
( إباضي)
" ذكروا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال:
" بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان إذ سمعت قائلاً يقول: أحد الثلاثة بين الرجلين. فأُتِيتُ، فَانْطُلِقَ بِي. فأُتِيت بطست من ذهب، فيها من ماء زمزم، فشُرِح صدري إلى مكان كذا وكذا. [قال قتادة: فقلت للذي معي: ما يعني] قال: يعني إلى أسفل بطني. فاستخرج قلبي فغسل بماء زمزم، ثم كنز أو قال حشي إيماناً وحكمة، ثم أعيد مكانه.
ثم أُتيت بدابة أبيض يقال له البراق، فوق الحمار ودون البغل، يضع خطوه عند أقصى طرفه، فحُملت عليه. ثم انطلقا حتى أتينا السماء الدنيا. فاستفتح جبريل؛فقيل:من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد عليه السلام. قيل: أوقد بعث إليه؟ قال: نعم. ففتِح لنا، فقالوا: مرحباً به، ولنعم المجيء جاء. قال: فأتيت على آدم، فقلت لجبريل: من هذا؟ قال أبوك آدم. فسلّمت عليه فقال: مرحباً بالابن الصالح والنبيّ الصالح. ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الثانية، فاستفتح جبريل فقيل: من هذا؟ قال: جبريل؛ قيل: ومن معك؟ قال: محمد عليه السلام. قيل: أوقد بعث إليه؟ قال: نعم. ففتح لنا، وقالوا: مرحباً به، ولنعم المجيء جاء. فأتيت على يحيى وعيسى، فقلت: يا جبريل، من هذان؟ قال: هذان يحيى وعيسى، وأحسب أنه قال: ابنا الخالة. فسلّمت عليهما فقالا: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح. ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الثالثة، فكان نحو هذا من كلام جبريل وكلامهم. فأتيت على يوسف، فقلت: يا جبريل: من هذا؟ قال: هذا أخوك يوسف، فسلّمت عليه، فقال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح. ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الرابعة. فأتينا على إدريس فقلت: من هذا يا جبريل، فقال: هذا أخوك إدريس، فسلّمت عليه، فقال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح "
وعندها قال:[قتادة] قال الله:وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِياً }[مريم:57] " فانطلقنا حتى أتينا السماء الخامسة، فأتينا على هارون، فقلت: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا أخوك هارون. فسلّمت عليه، فقال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح. ثم انطلقنا حتى أتينا السماء السادسة، فأتيت على موسى فقلت: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا أخوك موسى، فسلّمت عليه فقال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح. فلما جاوزته بكى؛ فقيل له: وما يبكيك؟ قال: رَبِّ، هذا غلام بعثته بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخل من أمتي. ثم انطلقنا حتى أتينا السماء السابعة فأتينا على إبراهيم، فقلت: يا جبريل من هذا؟ قال: هذا أبوك إبراهيم. فسلّمت عليه فقال: مرحباً بالابن الصالح والنبي الصالح. ثم رفع لنا البيت المعمور بحيال الكعبة فقلت: يا جبريل ما هذا؟ قال: هذا البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لا يعودون فيه أخر ما عليهم. ثم رفعت لنا سدرة المنتهى؛ فحدّثَ نبيُّ الله أن ورقها مثل آذان الفِيَلة، وأن نبقها مثل قلال هجر.
وحدّث نبيّ الله أنه رأى أربعة أنهار يخرجن من تحتها: نهران باطنان ونهران ظاهران. فقلت يا جبريل ما هذه الأنهار؟ فقال: أما النهران الباطنان فنهران بالجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات. وأُتِيت بإناءين أحدهما لبن والآخر خمر، فعُرِضا عليّ فأخذت اللبن؛ فقيل لي: أصبت، أصاب الله بك أمتك على الفطرة. وفُرِضَت عليّ خمسون صلاة، أو قال: أمرت بخمسين صلاة كل يوم. فجئت بهن، حتى أتيت على موسى فقال لي: بِم أُمرت؟ فقلت: بخمسين صلاة كل يوم. فقال: إن أمتك لا يطيقون ذلك؛ إني قد بلوت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، ارجع إلى ربك وسله التخفيف لأمتك. فما زلت أسأل ربي ويقول لي موسى مثل مقالته هذه حتى رجعت بخمس صلوات كل يوم. فلما أتيت عليه قال لي: بم أمرت. قال: فقلت بخمس صلوات كل يوم. فقال: إن أمتك لا يطيقون ذلك. إني قد بلوت الناس من قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، راجع ربّك واسأله التخفيف لأمتك. فقلت: لقد راجعت ربي حتى لقد استحييت، ولكني أرضى وأسلِّم. قال: فنوديت، أو نادى منادٍ: إني قد أمضيت فريضتي وخفّفت عن عبادي وجعلت الحسنة بعشر أمثالها
فانتهى هذا الحديث إلى ها هنا.
ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أُتِي بالبراق ليركبه استصعب، فقال له جبريل: اسكن، فوالذي نفس محمد بيده ما ركبك مخلوق أكرم على الله منه. قال: فارفضّ عرقاً وقرّ.
وذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" مررت ليلة أسري بي على رجال تقرض شفاههم بمقاريض من نار، فقلت من هؤلاء يا جبريل؟ فقال: هؤلاء خطباء من أمتك يأمرون الناس بالخير والبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون " .
" فماذا بعدَ الحقِ إلا الضلالُ" ؟

22 - يوليو - 2009
سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً........
منتدى التمويل الإسلامي    ( من قبل 15 أعضاء )    قيّم

 
أولاً : جزى الله خيراً أختنا العزيزة ( خولة)..... وثانياً : لي الشرف بالمشاركة ، وها هوذا الموقع الدسم .
 جزى الله خيراً فاعله والقائمين عليه ، والحمد لله رب العالمين الذي هدانا لهذا الدين القيّم ، وما كنا لِنَهتديَ لولا أن هدانا الله........ :

23 - يوليو - 2009
الخدمات المصرفية الإسلامية: طرق صحيحة للتمويل
ذاكرة الجسد....    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

ذاكرة الجسد والهوية
ترجمة : حميد السلاسي
إن الذاكرة هي الملكة التي نتصور بها الماضي؛ أي ما تعلمناه وما عشناه، وعلى وجه الخصوص ما شعرنا به. وكل ما يمت بصلة إلى هذه الآثار من الأوقات المنصرمة. إن كل شيء يسجل في العقل، كما يدون في اللاشعور بكل مرجعياته، ليظهر من جديد -عند الحاجة- على ساحة الشعور. إن الذاكرة هي مكان التذكر، وبكيفية جد دقيقة، مكان للذكريات. إن نوع وطبيعة هذه الأخيرة تكمنان في إمكانية الانمحاء الظاهري، وهنا بالذات نتحدث عن النسيان. والواقع أن هذه الذكريات تظل موجودة بكيفية قارة. فالإنسان ليس إلا كياناً من الذكريات التي تحدده في كل ما يوجد عليه.
إن هذه الذكريات تكون مسجلة في أعماق الكائن الإنساني، مع احتمال انبعاثها أحيانا بشكل غير مرتقب، بل في غير محلها. إننا نعرف كم هو مرهق عبء الذكرى لاسيما عندما تظهر - رغم من تواريها بكيفية جد عميقة- على غير استعداد. يتعلق الأمر هنا بالتجربة العبقرية للتحليل النفسي التي هي تجربة رهيبة في أغلب الأحوال وقاتلة أحياناً.
بيد أن كل فرد يتذكر -دائماً- ما كان عليه في استمراريته، على الرغم من التغيرات الظاهرية التي تلحقه. إن الذاكرة هي سند الهوية؛ أي إمكانية الاعتراف بالذات لأجل الذات قبل كل شيء. فلا أحد ينسى بتاتاً ماضيَه وحاضره ومستقبله. هكذا تُؤسس الذاكرة التصورالذي يكونه كل فرد عن ذاته، وأن ما نستحضره عندما نقول "أنا" هو: أي شيء ذاك الذي يجد الفرد فيه ذاته لأجل ذاته. إن الهوية تسجل في الذاكرة. إنها حدث هذه الأخيرة.
ليست الهوية مدونة في العقل فقط، ولكنها مطبوعة أيضا في الجسد، إنها تظهر في الإشارة، وفي وضع الجسد، وفي المظاهرالإيمائية، وهذه جميعها تعمل على قولبة الجسد والطلعة، وتجعل من كل فرد كائناً متميزاً. إننا نعرف أن لكل فرد طريقته الخاصة به في المشي أو في الجري، بل نمطه الخاص في كيفية لبوثه ثابتا أوفي ابتسامته أوتوليع سيجارته أواستخدام ملعقته. إن حتمية هذه الحركات تكون لاشعورية من حيث شكلُها، ومن ثم فهي حتمية تنتمي إلى ذاكرة الجسد.
حقا لكل من وضع الجسم والإيمائية دلالة يتم إدراكها من طرف الآخر إذا هي لم تتجل للفرد بكيفية تلقائية. هكذا نرفض لاشعورياً فكرة مكدرة لإشارة اليد، أو نبتسم لطلب سار. إن هذه الحركات لها غاية أصىلة تطبعها وتميزها أساسا عن الاستجابات الحركية التي ترتبط إما بالتفريغات العصبية كما هو الحال في الأزمة الصرعية، وإما برجة التيار الكهربائي. إن هذه الحركات تُكتسب أحيانا في سير نرجسي. إنها الحركات التي نتناول بها ما هو مرغوب فيه ونستبعد بها ما يؤذي أو نبتعد بها عنه. وفي موضع آخر تُتعلم بفعل التربية، أوتنقل عبر حركة تماهي. إنها في كل الحالات دليل انبثاق الماضي ومآثرالذكريات، وآثارالاستثمارات البعيدة، ومواضيع الذاكرة. إن هذه الحركات تبدو في شكل آثار عصبية لتصبح تقريبا، وفي زمن معين، شبه ارتكاس. إنها حركات قابلة للتغير من جهة أخرى، غير أنها تعن كلما استدعى الموقف ظروف اكتسابها. إنها كذلك -حسب الأصول- حركات أكثر حرية بحيث تدون بعمق في ذاكرة الجسد، وعندئذ تصبح مألوفة، كما تصير لاشعورية في نهاية المطاف. هكذا ألا تخطر ببالنا -أثناء قيادتنا للسيارة- الحركة التي ينبغي القيام بها لتغييرالسرعة، وأيضا عندما نكون على دراية بركوب الحصان، ألا يخطر ببالنا وضع الركوب على المطية؟ غير أن الحركة يمكن أن تكون غير ملائمة-نقول عنها حركة غير موفقة-ليس فقط لكونها لا تحوز على الإعجاب في حينها، ولكن أيضاً، وبالخصوص،عندما نستحضر ظروف اكتساب غير مرضية. هنا أيضا، وبالنسبة لمعنى الحركة الذي يوجد في ذاكرة الفرد، فإن تلك الحركة تستثمر بكيفية سلبية، ومن ثم يحمل الجسد في ذاكرته، الأثرالسلبي لذلك الاستثمار. فليس ثمة شيء مقبول إطلاقاً لا يتم تسجيله في آثار عصبية. وعلى هذا النحو نجد أن الطفل الذي يشكو -لسبب أو لآخر- من رُهاب ( phobie) (1) الحصان -أو إلى كل ما يرمز إليه- لا يمكن أن يصبح فارسا.
إذا تمعنا جيداً في هذا الوضع، نجد أن وظيفة إعادة التربية السيكوحركية، هي إعادة الهويةالكاملة للفرد، وذلك عبر الإيقاع على ذاكرة جسده، أو في مقابل ذلك نعمل على التأثير على العقل عبر الجسد، أوبواسطةالحركة، أو وضع الجسد، أوالإيمائية.
إن ما هو عقلي يترجم في الجسد وبالجسد. يتعلق الأمرإذن بإعادة مكانة الحيز الأساسي للذة الجسد في اكتماله. وعليه، فالمقصود هو العمل على استثمار -بكيفية إيجابية- ما لم يستثمر من الجسد أوما لم يوظف استثماره، أوما تمت عملية استثماره، على نمط سلبي. وبكيفية إجمالية، يتعلق الأمر هنا بتوليد اللذة حيث لا يوجد إلا الكرب. إن هذا الوضع يخلق رؤية جديدة (أخرى) للعالم توازي رؤية جديدة (أخرى) للذات.
يمكن أن نقول أيضاً إن الجسد، أياً كان المستوى الذي يوجد فيه، غير منفصل عن العقل، وإن الذاكرة والهوية غير منفصلين عنها أيضاً. إن هذا الوضع يبرهن وحدَه مفهوم السيكوحركية. فإذا كان من الضروري على عالم النفس، المختص في المجال السيكوحركي، أن يأخذ بعين الاعتبار معنى الحركة، فقد يستحيل عليه أن يتغاضى عن ذاكرة الجسد التي سجلت فيها تلك الحركة بالإضافة إلى الهوية التي هي انعكاس لتلك الذاكرة و بينتها (دليلها).
الهوامش
النص المترجم مأخوذ من كتاب:
Le Corps et sa mémoire, Actes du VIo congrès international de psychomotricté, La Haye, 1984, Doin Edition, Paris, 1986
* طبيب عقلي ، رئيس قسم بالمستشفى البيقروي ببلانجير، حي الطب العقلي ،طريق ميتري 206390 اولناي .
1) رهاب أو خواف أو ذعار: خوف مرضي من أشياء أو كائنات أو أماكن أو وضعيات لا يفترض أن تثيرالخوف عند الإنسان السوي (المترجم)
ترجمة : حميد سلاسي
المدرسة العلياللاساتذة مكناس
من موقع سعيد بنغراد

24 - يوليو - 2009
(جادك الغيث) بتحليل ٍ بياني وبديعي غر
 166  167  168  169  170