البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ابو هشام العزة

 15  16  17  18  19 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
تابع مشاهد من دمعة غربة عن وطن 3    كن أول من يقيّم

ـ مالك بن الريب المازني التميمي , شاعر كان قاطعا للطريق حتى طلب منه أمير خراسان (حفيد الصحابي عثمان بن عفان أن يتوب ويستصحبه ، فأطاعه وحسنت سيرته حتى قتل في غزو) وقد قال قبل موته يرثي نفسه وقد سبق علي القاسمي في ـ أبين نفسه ونوح النائحات عليه :
وأبصرتُ نارَ (المازنياتِ) مَوْهِناً * بعَلياءَ يُثنى دونَها الطَّرف رانيا
بِعودٍ أَلنْجوجٍ أضاءَ وَقُودُها *    مَهاً في ظِلالِ السِّدر حُوراً جَوازيا
غريبٌ بعيدُ الدار ثاوٍ بقفزةٍ *          يَدَ الدهر معروفاً بأنْ لا تدانيا
اقلبُ طرفي حول رحلي فلا أرى * به من عيون المُؤنساتِ مُراعيا
وبالرمل منّا نسوة لو شَهِدْنَني *       بَكينَ وفَدَّين الطبيبَ المُداويا
فمنهنّ أمي وابنتايَ وخالتي *           وباكيةٌ أخرى تَهيجُ البواكيا
وما كان عهدُ الرمل عندي وأهلِهِ *   ذميماً ولا ودّعتُ بالرمل قالِيا

7 - يونيو - 2009
مفهوم دمعة غربة
غُرْبَةٌ بَيْنَ الأَهْل     كن أول من يقيّم

غُرْبَةٌ بَيْنَ الأَهْل : هي تلك الجروح والآلام التي تلم بالإنسان  ، من اقرب الناس إليه ، فيشعر بوحدته بين زحمة الناس وبغربته بين أهله وخلانه مع أنه يحاول التقرب منهم فيلاقي الصدَّ والبعد فيصبح الإنسان غريب الجسد غريب القلب  فتحيط به الكآبة من كل الجوانب ..
وهي غربة قاسية يعيشها الإنسان ، هذه الغربه مؤلمة تأتي من الأهل والأقارب ، وخاصة عندما يطلب الإنسان حقا له فيهان ويطرد ويظلم، وقال بعض السلف: الأقارب عقارب. وأمسهم بك رحما أشدهم لك ضررا.. وقال الوليد[1] بن يزيد بن عبد الملك:

ربما سرك البعيد من النا ... س وكان القريب نارا وعارا
..الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد[2] يصف شدة ظلم الأقارب فكانت عنده أقسى من لدغ العقارب حيث قال في معلقته :
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة*على المرء من وقع الحسام المهند
وربما الطرد يوصله لنوع أخر من الغربة أشد وطأة وهي غربة الوطن ..
وأماالشاعر الطائي[3] يبين ما عمل ظلم أحبابه أصعب من ظلم أعدائه ، فتوجع كثيرا من هذا الظلم حتى أمطرت دمعا من عينيه  فقال: من الكامل

مطر من العبرات خدي أرضه    حتى الصباح ومقلتاي سماؤه
أحبابه ما يفعلون بقلبه                 ما ليس يفعله به أعداؤه
وكذلك الشاعرة العراقية نازك الملائكة[4] تشعر بشعور جميلة بحيرد من ظلم ذوي القربى لها فتقول :
هم حمّلوها جراح السكاكين في سوء نيّه
ونحن نحملّها – في ابتسام وحسن طويّه-
فيا لجراح تعمّق فيها نيوب فرنسا
وجرح القرابة أعمق من كلّ جرح وأقسى
فوا خجلتا من جراح جميلة !


 - ربيع الأبرار / الزمخشري/ الوراق ( 1/359)[1]
 - المعلقات السبع للزوزني [2]
 - التذكرة الحمدونية [3]
[4] - ( المصدر ) نازك الملائكة / ملتقى نخبة الإبداع
 

7 - يونيو - 2009
مفهوم دمعة غربة
مشاهد من دمعة غربة بين الأهل     كن أول من يقيّم

مشاهد من دمعة غربة بين الأهل :
ـ عندما يظهر لك من أحببت الابتسامة لتجد وراءها ألف طعنة وإنها مجرد حركة شفاة وكان مختبئا خلفها الكره والحقد عندها ... ستسقط ... دمعة دم وغدر..
ـ عندما تحتضنين أولادك .. وتقدمينهم على نفسك ..وتنظرين إليهم كما ينظر الرسام لما سيرسمه ..وتتأملين حركاتهم كما يتأمل العشاق القمر .. وعندما يكبرون ويشتد عودهم .. يتفننون بإنتقادك .. إذاً انت بينهم في غريبة .
ـ عندما تحب أناسا وتبحث عن رضاهم .. ويبادلونك نفس الاحساس .. وتصعد بكل إصرار رغم التعب الى قمة الجبل لتملي عينك بالنظر اليهم من بعيد ..وتعرف إنَّك حتماً ستسقط وتفقدهم ..إذاً أنت غريب
ـ عندما تحملين روحك على راحتك تقدمينها فداء لمن تحبين .. وتخافين بعينه وترين امرأه أخرى ...إذاً فأنت غريبه .         .
ـ تعيش والجميع حولك ..يعيرونك الاهتمام .. تجلس معهم تعيش معهم .ولكن لا تجد من يفهمك ...ولا تجد من يشعر بك من غير أن تلفظ ..
ـ يفرقون الجسد عن الظل ..يبعدونهم بعد أن كانوا معاً ..لعبوا معاً تراكضواً معا ..تقاسموا الفرحة والحزن ..وبكل سهولة يبعدونهم والسبب كبرتم !!..
ـ  غربة يعيشها شخصين كلاهما يحب الأخر كلاهما يريد البقاء مع الأخر ...ولكن لسكوت ضريبة ..فلا أحد يريد يفضح بشعوره ..فيبتعد كل منهما عن ..
ـ عندما يجلس الإنسان بين أهله وأصدقائه وجيرانه .. ويكون في نظرهم هو الغريب !!!.عليه حتى من نسمة الهواء.. وتحتملين لأجله أكثر مما تطيقين ..ثم تنظرين
ـ عندما يساعد هذا .. وينقذ هذا .. ويقف بجانب هذا .. وشاطر هذا في أفراحه وأتراحه .. ويضحي من أجل هذا .. وعندما يكبو حصانه .. فالكلُّ بعيد عنه !!!..
ـ عندما تترجم الطيبة غباء والحب مصلحة وأنت ضائع بين هذا وذاك !!!.                               .
ـ عندما يبتسم الإنسان ويضحك ، وكل من حوله يخالونه أسعد من في الدنيا ، ولكن في أعماقه جروح وآلام لم يستطع أقرب المقربين ترجمتها !!!.                      .
ـ عندما يعيش الإنسان في زمن الكذب والخيانة وأنت الوفي الصادق الوحيد !!!.
ـ الغربة أن ترى الدنيا بمن هم حولك بألوان الطيف وأنت تملك السعادة ولاتكتفي وترسم لهم قوساً يزاوج طيفهم مما بقى من الألوان .. فتجد نفسك في بستان تعجز أن تضع له عنوان .... وعندما تعييك الظروف وتشيح بوجهها الأيام عنك .. فتلتفت لمن كانوا حولك بتلك الألوان الكثيرة .. فلاترى إلا الأسود والأبيض  فأنت غريب..                            .
ـ أن تعيش عيشة الملوك .. فلا يبقى للأمنيات مكان كل ماتريده بين يديك ... أن تجوب العالم من أقصاه إلى أدناه تفرد أجنحتك لترتفع في الفضاء وترى كل من تحتك صغاراً ... والكل يلتمس رضاك ... وعندما تسقط ... يتشمتون بك ..إذاً أنت غريب ..

7 - يونيو - 2009
مفهوم دمعة غربة
تابع مشاهد من دمعة غربة بين الأهل    كن أول من يقيّم

ـ أن تكون متفاهما ...متجاوبا مع من هم حولك .. ويطلبون رضاك .. ويلبونك عند النداء ..ويفرشون لك الارض حريراً معطراً بريح الورد والمسك والعنبر  ..ومع ذلك تحس بقلبك يهيم مع غيرهم فوق السحاب .. إذاً أنت غريب    ..
ـ تكرس حياتك لإسعاد الآخرين ..وترمي لهم دوماً طوق النجاة .. وتجعل الإثار مبدأ لك بالحياة .. والكل يريد يدك الحانيه أن تربت على أكتافهم .. ثم يديرون ظهورهم لك دون أدنى كلمه.. أو حتى شكر ..إذاً أنت غريب         ..
ـ عندما يكبلك الحب الصادق بمشاعر قلبيه من حبيب يبادلك نفس المشاعر..وتكتبون على جذوع الشجر من قاموس لايفهمه إلا انتم امنياتكم وذكرياتكم ...ويقف جدار الزمن الزجاجي حائلاً بينكم ، إذاً انت غريب           ..
ـ عندما تقدم من مكان بعيد طال مكوثك فيه..فتسابق الريح وتغني مع الأطيار وترسم صورة الأحضان واللقاء الحار..وترمي بأعبائك على عتبات المطار..ثم لاتجد أحدا بإنتظارك ..فارجع فأنت غريب ..
الابن العاق:

    كان يتهرب منها ليهرب  من تعليقات وهمزات مرّة ، (هذا ابن العوراء ، لاحظ شكل وجهها ،أخذ الكلب عينها!!!) ،صار يتمنى الموت لها ،تمشي فترة الدراسة متثاقلة فتحملها على مضض ، حصل على منحه دراسية في الخارج ، الفرصة سانحةبالابتعاد عنها ، هناك أثر نسيان أن له أما ، والأم تعيش حرقتها ،خبر يبرِّد لهفتها  .. عاد متزوجا وله طفلان ، أبعد سكناه عنها .. ما زالت الأم تحلم برجوعه .. ، شاهدَهُ بعض معارفها ..أخبرها ، طارت صوب سكناه ، قد اكتملت فرحتها ، قرعت جرسا للباب مبتهجة ، تفاجأ صغيربمنظرها ، صرخ.. جاء المحبوب فلذتها. وقال لها على عجل : ( كيف تأتين يا مجنونه ، أفزعتي ولد الرومية )، وأغلق  الباب بعنف.. عادت المسكينة تبكي دهرا ، عينا ، حتى للعمر تنهي  ، تركت للإبن وصية.. قرأ الابن مقالتها : (تعرضْتَ وأنت صغير في حادث سير،فقدْتَ فيه عينك،ومات أبوك،فأعطيتك عيني لتراني فيها) ..

7 - يونيو - 2009
مفهوم دمعة غربة
غُرَبةٌ مَعَ النَّفْسِ     كن أول من يقيّم

غُرَبةٌ مَعَ النَّفْسِ : يعيش الإنسان وهو فاقد أغلى شيء عنده ، أحاسيسه ومشاعر، فعندها يشعر  بفقدان الثقة والأمان، فيحسُّ بفقد هويته وقد تضيع منه نفسة..فعندما يصبح الإنسان من العمر عتيا ويشيخ ويهرم ، ويكون قد فقد معارفه ومن أحبهم شعر بعزلة مخيفة مرعبة فيعيش بالتوحد مع نفسه ولا يستطيع أن يجاري الأجال الدخيلة عليه ، فيشعر بالغربة النفسية القاتلة ، وما يصاحبها من آلام الجسد من الكبر  وآلام النفس من التوحد ويشعر إنه أصبح حملا ثقيلا على كاهل من حوله ، فإما ينزع ألى الحنين إلى الماضي أو تصيبة الكآبة ويتمنى الموت ...                        

7 - يونيو - 2009
مفهوم دمعة غربة
*مشاهد من دمعة "غربة مع النفس"     كن أول من يقيّم

  *مشاهد من دمعة "غربة مع النفس"
   ـ أبو حيان التوحيدي[1] يتحدث عن بعض أسباب غربته في مجتمعه وما يصاحبها من آلام نفسية واجتماعية، ووجد نفسه حملا على المجتمع ، يقول : " [2] لأني فقدت كل مؤنس، وصاحب، ومرفق مشفق، والله لربما صليت في الجامع، فلا أرى إلى جنبي من يصلي معي، فإن اتفق فيقال أو عصّار.. و.. فقد أمسيت غريب الحال غريب اللفظ..الخ".
ـ مالك بن الربيب قال : يدعوني إليه العجز عن المعالي ، ومساواة ذوي المروءات ، ومكافأة الإخوان ..
 ـ الشاعر أشجع السلمي يتألم ويتشكى من الضعف والهزال واشتعال الشيب والجزع من الحياة ويلوم الدهر على ذلك ، فيقول :
غلب الرقاد على جفون المسعد ... وغرقت في سهر وليل سرمد
قد جد بي سهر فلم أرقد له ...       والنوم يلعب في جفون الرقد
ولطالما سهرت بحبي أعينٌ ...       أهدي السهاد لها ولما أسهد
    ـ يقول الخطيب التبريزي [3]: "كانت العرب - في الجاهلية - إذا أقحطوا عمدوا إلى الشيخ الكبير فخنقوه وقالوا: يموت ونحن نراه خير له من أن يموت هزالاً، كانوا أيضاً إذا رحلوا إلى مكان وفيهم شيخ تركوه حتى يموت مكانه"،
وفي المجتمع الجاهلي، فقد "..كان من عادة العرب[4] - في الجاهلية ـ إذا أسن فيهم كبيرا أن يتركوه ملقى في الدار كالمتاع ، ويجرون عليه طعامه، وشرابه، فإذا رحلوا حملوه، وإذا حطوا ألقوه هملاً، دون توفير.. ، ثم استدل التبريزي على هذه العادة بقوله عن الشاعر الذبياني: وإنما سمي مزرِّداً.................................
فقلت: تزَرَّدْها عُبيْدُ، فإنني لدُرْدِ الشيوخِ في السنين مُزَرِّدُ[5]
مُزرِّدُ = مُخَنِّقَ.                                                       .
ـ وقد صرخ ثعلبه بن كعب الأوسي أن صار معمراً يعيش بين من لا يشعر بينهم بالتواصل النفسي، إذ يخطف الموت من كان يشعر معهم بالتواصل والقرار، فصار كئيباً، منطوياً على نفسه، بائساً من كل خير:
                             
لقد صاحبت أقواماً، فأمسوا    خفاتاً، ما يجاب لهم دعاء!
مضوا قصد السبيل، وخلفوني  فطال عليّ -بعدهم- الثواء
فأصبحت الغداة رهين بثي،      وأخلفني من الدهر الرجاء
ولذلك تعلو دوماً نبرة اللهفة إلى الشباب الذي أدبر والجيل الذي قضى، وكل ذلك مستخلص من واقع شعر عمرو بن قميئة[6]، فهو يقول :

يا لهف نفسي على الشباب،         ولم أفقد به إذ فقدته أمما
قد كنت في ميعة أسر بها،        أمنع ضيمي، واهبط العصما
وأسحب الريط والبرود إلى        أدنى تجاري، وأنفض اللمما
لا تغبط المرء أن يقال له:             أمسى فلان لعمره حكما
إن سره طول عيشه، فلقد أضحى    على الوجه طول ما سلما
إن من القوم من يعاش به،            ومنهم من ترى به دسما


 - الصداقة والصديق.لأبي حيان التوحيدي.شرح وتعليق: علي متولي صلاح ص8-9. المطبعة النموذجية. [1]
 - مجلة رؤى/العدد الثالث /من حديث الشيب والإغتراب في الشعر الجاهلي [2]
 - شرح المفضليات للتبريزي(421-502هـ) تحقيق/علي محمد البجاوي1/243.دار نهضة مصر 1970م. [3]
 - المعمرون والوصايا لأبي حاتم السجستاني. تحقيق/عبد المنعم عامر ص(ف) طبع الحلبي. [4]
 - السابق ذاته.ودرد: جمع أدرد، والأدرد: الذي كبر حتى سقطت أسنانه، والأنثى:درداء. وفي كون معنى المزرد:المخنق انظر:لسان العرب(زرد) . [5]
 - )ديوان عمرو بن قميئة.تحقيق/حسن كامل الصيرفي 488-52نشر معهد المخطوطات العربية 1385هـ-1965م، والأمم:الشيء اليسير أو الحقير، والعصم الوعول تكون في أعالي الأرض، والدسم:الوضر والدنس . [6]

7 - يونيو - 2009
مفهوم دمعة غربة
تابع*مشاهد من دمعة "غربة مع النفس"     كن أول من يقيّم

وهذا أحد الذين أدركهم الكبر، فأحال نور العبيدي[1] الذي قتل الشيب فيه كل إحساس بالتواصل مع الحياة والأحياء فيها، فاندفع يقول[2]:

كفى حزناً أن لا أرد مطيتي لرحلي ،       ولا أغدو مع القوم في وفــد
وإن أفرعت قريان نجد، ونوّرت        من البقل لم أنظر بعيني في نجــد
وأن أسأل الأوغاد: ما كان شأنهم ،     ولا اشهد الشورى لغى ولا رشد
وقد كنت أعطي السيف -في الروع- حقه حياءً إذا جرّدت سيفي من الغمد
"وهذا دريد بن الصمة الجشمي[3] يفرده قومه في مكان معزول عن البيوت ، رغبة عنه، ونفوراً منه، وكراهية لوجوده على قيد الحياة ، ويوكلون به أمه أن تقوم على أمره، فإذا هي الأخرى تغدو غير عابئة به ، ولا محتملة له ، إذ كانت تقيده بقيد الفرس ثم تسير لحاجتها بعيداً عنه ، ومر يوماً - عليه بعض رجال قومه، فسأل عن حاله، فأنشأ يقول[4] :                       .
أصبحت أقذف أهداف المنــــون، كما يرمى الدريئة أدنــى فوقه الوتـر
في منصفٍ من مدى تسعين من مائةٍ كرمية الكاعب العذراء  بالحجر
في منزلٍ نازح أم الحي منتبذٍ كمـــــــــربط العير ، لا أدعى إلى خبـــر
كأنني ضرب جزت قوادمـــه ، أو جثـــــــــةٍ من بغاتٍ في يدي هصـــر
يمضون أمرهم دوني ، وما ققدوا مني عزيمــــــــة أمر ما خلا كبـــري
ونومةٍ لست أقضيها،وإن متعت،وما أمضى قبل من شأوي ومن عمري
وأنني رابني قيدٌ حبســــــت به ، وقد أكــــــون وما يمشي على اثـــري
إن السنيـــــن إذا قربن من مائةٍ لوين مرة أحــــــــــوال علــى مـــــــرر

      من هذا الذي يبكي؟ إنه دريد بن الصمة الذي قال عنه عمرو بن معد يكرب الفارس المشهور : "لو طفت نطعينة أحياء العرب ما خفت عليها ، ما لم ألق عبديها وحريها" ، يعني بالعبدين عنترة بن شداد العبسي ، والسليك بن السلكة، والحرين: دريد بن الصمة، وربيعة بن مكرم[5]..،فهو أحد المعدودين أو كان أحد الموهوبين في الجزيرة كلها...
ساعدة بن جؤية الهذلي[6]، إذ يعلن لك أن الندم، والتحسر على مضي الشباب ليس بدافع صاحبه أمام قهرية نزول الهرم والكبر، وأمام حقيقة أن الشيب - على حد تعبيره - : "داء نجيس لا دواء له".
وذلك إعلان يرسم الانهزام النفسي أمام ذلك الشيب الذي يصيب الجسد بالذبول والوهن، والحواس بالضعف والخور، حتى ليصير الإنسان غير قادر على فعل ا يجلب له الدفء في علاقته بالمجتمع، الذي لم يكن يرعى للكبير حرمة، فهو يقول:

يا ليت شعري، ألا منجي من الهرم أم هل على العيش بعد الشيب من ندم؟
والشيب داء نجيس ، لا دواء له للمرء كان صحيحاً صائب القحـــم
وسنان ، ليس بقاضٍ نومةً أبداً لولا غداة يسير الناس لم يقــــــم
في منكبيه، وفي الأصلاب واهنةٌ ، وفي مناصله غمزٌ من القســـــم
إن يأته في نهار الصيف لا تره إلا يجمع  ما يصلى من الحجــــــم
حتى يقال: وراء البيــــت منتبذاً : قم -لا أبا لك- ســـــــار الناس ، فاحتزم ..


- قشير بن عطي العبيدي: أحد بني ديسق بن معاوية بن قشير، جاهلي مقل، امتد به العمر حتى عمى ومل الحياة.انظر 1/314من: شعراء بني قشير في الجاهلية والإسلام حتى آخر العصر الأموي.د/عبد العزيز الفيصل طبع:عيس الحلبي 1398هـ/1978م. [1]
 - التعليقات والنوادر لأبي علي زكريا بن هارون الهجري1/223طبع دار الشؤون الثقافية-بغداد بتحقيق د/حمودي الأمير الحمادي، القريان جمع:قريٌ وهو مجرى الماء. [2]
 - د. شوادفي أحمد السيد علام   [3]
 
 - ديوان دريد بن الصمة الجشمي.تحقيق/محمد خير البقاعي ص66طبع دار قتيبة1401هـ-19881م، والخرب: ذكر الحبارى، جزت فوادمه :قصت وسائل الحركة فيه. انظر الحيوان5/449. [4]
 - ديوان دريد بن الصمة الجشمي ص14-15[5]
                                                                                                             [6]    - شرح أشعار الهذليين. ضنعة السكري. تحقيق/عبد الستار فراج، مراجعة. الشيخ  شاكر3/1122-1124  طبع المدني1384هـ- 1965م، الداء البخيس: الذي لا يكاد يبرأ من الأدواء والعسم:أليس سيصيب المفاصل، والحجمة: حر النار.

7 - يونيو - 2009
مفهوم دمعة غربة
مداخلة لطيفة     كن أول من يقيّم

مداخلة لطيفة
    الأستاذ سعيد جزاك الله كل الخير على هذه المداخلة اللطيفة التي تنبوا على علم غزير وإدراك واسع ، حاولت أخي أن أقدم قسما من مفهوم دمعة الغربة ، فهذا القسم أفرجت عنه مع أن باقي مفهوم الغربة وباقي المفاهيم الدمعية ستبقى مقيدة بأغلالها حتى يأتي وقتها المناسب .. وهذا من كتاب أنجزته بعنوام "مفاهيم دمعية " .. ولكم مني كل التحية والتقدير لشخصكم الكريم ولعلمكم الغزير ..

7 - يونيو - 2009
مفهوم دمعة غربة
سلمت يمينك د.يحيى     ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

سلمت يمينك  د.يحيى على هذه القصيدة التي تقوي القين وتعزز الدين ،  وهذه الحقيقة التي يتناساها بعض الناس في أيامنا هذه ، وهي الغربة الحقيقية ، لأننا لم نستعد لها ونجهز الزاد فالعهد قريب والسفر بعيد.. مر الأحنف بامرأة تبكي مَيتاً ورجل ينهاها فقال[1]‏:‏ دَعْها فإنها تَنْدُب عَهْداً قريباً وسَفراً بعيداً‏ ..‏ ومَر النبي  بنِسْوة من الأنصار يَبْكين مَيِّتاً فزَجَرهنَّ عمر فقال له النبي ‏:‏ دَعْهن يا عُمر فإن النفسَ مُصابة والعينَ دامِعة والعهدَ قريب‏ ...
 وندعو الله أن يحسن الخاتمة لجميع المسلمين .. آمين .. آمين .. آمين .


 [1]  - المصدر من ويكي مصدر، المكتبة الحرة العقد الفريد الجزء الثاني15

8 - يونيو - 2009
مفهوم دمعة غربة
أيهما أقسى غربة     كن أول من يقيّم

أخي د. يحيى أفادنا الله تعالى من علمك وجعل لكم في كل حرف تدوِّنه حسنة .. أيهما أقسى غربة ؟ .( أقصد غربة ما على الأرض ، في الحياة الدنيا ) "غربة الدين ، أم غربة الوطن والأهل والخلان ، أو غربة النفسس ؛ عندما يكبر الإنسان فينسى ، ونحن اليوم لسنا بأحسن حالا من الزمن الجاهلي ، حيث يُلقى الآن في دار العجزة ، الدَّار المنسية ، أم غربة اللغة ، لغتنا  شخصيتنا وكياننا ".. فأنا أراها كلها صعبة على النفس البشرية .. ولكم مني كل تحية.

8 - يونيو - 2009
مفهوم دمعة غربة
 15  16  17  18  19