الأستاذ عبد الحفيظ، أسعد الله أوقاتك، جميل هذا العزف الأنثوي والذكري على الكلمات، يبدأ كعزف منفرد لكل من قطبي الحياة، بلا أدنى نوع من الانسجام، ومع تصاعد الحدث، يتحول الى دويتو، جميل، متناسق. يستهويني هذا النهج، الذي يقود الى مثل هذه السمفونية الجميلة، الناطقة بالوئام والسلام. سلمت يمينك أستاذي.
كان التابعي الجليل سليمان بن مهران الملقب بالأعمش من كبار علماء التفسير والحديث والفقه. وقد كان يضيق بالثرثرة وكثرة الكلام، وحدث في إحدى السنوات أن عجز الناس عن رؤية هلال شهر رمضان بسبب كثافة السحب وفي صباح الثلاثين من شعبان أخذ الناس يتوافدون على مجلس الأعمش ليسألوه هل يصومون ذلك اليوم فضاق ذرعا بأسئلتهم المتتابعة في موضوع واحد فبعث أحد تلامذته ليحضر له رمانة من منزله، ولما جاءه بها قطعها نصفين ووضعها أمامه فإذا لمح إنساناً قادماً عليه ..تناول حبة من تلك الرمانة وعندما يراه وهو يأكل يعود من حيث جاء بدون أن يسأل .