البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات أحمد إيبش

 15  16  17  18  19 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
الفصل التاسع    كن أول من يقيّم

ولمّا قَرُب سفره واعتزم على الرحيل عن الشام، دخلتُ عليه ذات يوم، فلمّا قضينا المعتاد، التفت إليّ وقال: عندك بغلة هنا؟  قلت: نعم.  قال: حَسَنة؟  قلت: نعم، قال: وتبيعها؟  فأنا أشتريها منك.  فقلتُ: أيّدك الله!  مثلي لا يبيع من مثلك، إنما أنا أخدمك بها وبأمثالها لو كانت لي.  فقال: إنما أردتُ أن أكافئك عنها بالإحسان.  فقلتُ: وهل بقي إحسانٌ وراء ما أحسنتَ
به؟  اصطنعتَني وأحلَلتَني من مجلسك محلّ خواصّك، وقابلتَني من الكرامة والخير بما أرجو الله أن يقابلك بمثله.  وسكتَ وسكتُّ، وحُملت البغلة - وأنا معه في المجلس - إليه، ولم أرها بعد.
ثم دخلتُ عليه يوماً آخر فقال لي: أتسافر إلى مصر؟  فقلتُ: أيّدك الله، رغبتني إنما هي أنت وأنت قد آويت وكفَلت، فإن كان السّفر إلى مصر في خدمتك فنعم، وإلا فلا بُغية لي فيه.  فقال: لا بل تسافر إلى عيالك وأهلك.
فالتفتَ إلى ابنه، وكان مسافراً إلى شَقْحَب لمرباع دوابه، واشتغل يُحادثه.  فقال لي الفقيه عبد الجبَّار الذي كان يترجم بيننا: إن السّلطان يوصي ابنه بك، فدعوتُ له([1]).  ثم رأيتُ أن السفر مع ابنه غير مُستبين الوجهة، والسّفر إلى صَفَد أقرب السواحل إلينا أمْلَكُ لأمري.  فقلتُ له ذلك، فأجاب إليه وأوصى بي قاصداً كان عنده من حاجب صَفَد ابن الدُّويداري([2])، فوادَعتُه وانصرفت.
واختلفت الطريق مع ذلك القاصد، فذهب عني وذهبتُ عنه، وسافرتُ في جمع من أصحابي، فاعترضتنا جماعةٌ من العشير قطعوا علينا الطريق ونهبوا ما معنا، ونجونا إلى قرية هنالك عَرايا، واتّصلنا بعد يومين أو ثلاث بالصُّبَيْبَة فخَلَفْنا بعض الملبوس، وأجزنا إلى صَفَد فأقمنا بها أياماً.  ثم مرّ بنا مركب من مراكب ابن عُثمان سُلطان بلاد الرُّوم، وصل فيه رسولٌ كان سفر إليه عن سلطان مصر ورجع بجوار رسالته، فركبتُ معهم البحر إلى غزّة، ونزلتُ بها وسافرت منها إلى مصر، فوصلتُها في شعبان من هذه السنة وهي سنة ثلاث وثمانمائة.


([1]) ذكر ابن قاضي شُهبة في تاريخه (حوادث سنة 803 هـ) وجهاً آخر للرّواية نقلاً عن شاهد عيان: »وفي مُستهلّ شعبان وصل إلى القاهرة وليّ الدّين ابن خلدون المالكي، والقاضي صدر الدّين ابن العجمي كاتب الدّست، والقاضي سعد الدّين ابن القاضي شرف الدّين ايضاً، وكانوا من جُملة المنقطعين بالشام، وكان القاضي ابن خلدون قد خرج مع القضاة من دمشق إلى تمرلنك، ولمّا عرفه عظّمه كثيراً، وسأله أن يكتب له مُدُن المغرب والمفاوز بها، وأسماء قبائل العرب بها.  فلمّا قُرئت عليه بالأعجمي أعجبته وقال: صنَّفتَ أخبار المغرب فقط؟  فقال: لا، أخبار الشرق والغرب وأسماء الملوك، وقد كتبتُ ترجمتك وأريد أقرأها عليك، فما كان منها صحيحاً تركتُه، وما كان غير صحيح أصلحتُه.  فأذن له، فقرأ نسبته، فقال: من أين عرفته؟  فقال: سألتُ عنه التجّار الثّقاة الواردين.  ثم قرأ فتوحاته وأحواله وابتداء أمره ومنام (sic.) رآه والده، فأعجبه ذلك كثيراً، فقال: تهيّأ حتى تذهب معي إلى بلادي، فقال له: في مصر مَن يحبّني وأحبّه، ولا بدّ لك من قصد مصر في هذه المرّة أو في غيرها، وأنا أذهب وأهيّء أمري وأذهب في خدمتك.  فأذن له في الذّهاب إلى مصر وأن يستصحب معه مَن شاء.  هكذا حكى لي القاضي شهاب الدّين بن العزّ، وأنه كان حاضراً لبعض ذلك«.
([2]) في عجائب المَقدور لابن عَرَبْشاه (ص 113): وكان في صَفَد تاجر من أهل البلاد أجدّ الرؤساء والتجّار، يُدعى علاء الدّين ويُنسب إلى دَوادار، كانت تقدّمت له خدمة على السّلطان، فولاّه حجابة ذلك المكان.

11 - مارس - 2008
خيانة ابن خلدون !!!
الفصل العاشر    كن أول من يقيّم

وكان السّلطان صاحب مصر قد بعث من بابه سفيراً إلى الأمير تمُر إجابةً إلى الصُّلح الذي طلب منه، فأعقبني إليه.  فلمّا قضى رسالته رجع، وكان وصوله بعد وصولي، فبعث إليّ مع بعض أصحابه يقول لي: إن الأمير تمُر قد بعث معي إليك ثمن البغلة التي ابتاعها منك، وهي هذه فخُذها، فإنه عَزَم علينا من خلاص ذمّته من مالك هذا.  فقلتُ: لا أقبله إلا بعد إذن من السّلطان الذي بعثك إليه، وأمّا دون ذلك فلا.  ومضيتُ إلى صاحب الدّولة فأخبرته الخبر، فقال: وما عليك؟  فقلتُ: إن ذلك لا يجمُل بي أن أفعله دون إطلاعكم عليه.  فأغضى عن ذلك، وبعثوا إليّ بذلك المبلغ بعد مدّة، واعتذر الحامل عن نقصه بأنه أُعطيه كذلك.  وحمدتُ الله على الخلاص.
وكتبتُ حينئذ كتاباً إلى صاحب المغرب، عَرّفتُه بما دار بيني وبين سلطان الطَّطَر([1]) تمُر، وكيف كانت واقعته معنا بالشام، وضمّنتُ ذلك في فصل من الكتاب نصُّه:
وإن تفضّلتُم بالسّؤال عن حال المملوك، فهي بخير والحمد لله، وكنتُ في العام الفارط توجّهتُ صُحبة الرّكاب السُّلطاني إلى الشام عندما زحف الطَّطَر إليه من بلاد الرُّوم والعراق مع مَلكهم تمُر، واستولى على حَلَب وحَمَاة وحمص وبعلبكّ وخرّبها جميعاً، وعاثت عساكره فيها بما لم يُسمَع أشنع منه، ونهض السّلطان في عساكره لاستنقاذها، وسَبَقَ إلى دمشق، وأقام في مُقابلته نحواً من شهر، ثم قفل راجعاً إلى مصر.
وتخلَّف كثير من أمرائه وقُضاته، وكنتُ في المُخلَّفين، وسمعتُ أن سُلطانهم تمُر سأل عني، فلم يسَع إلا لقاؤُه.  فخرجتُ إليه من دمشق، وحضرتُ مجلسه وقابلني بخير، واقتضيتُ منه الأمان لأهل دمشق([2])، وأقمتُ عنده خمساً وثلاثين يوماً، أباكره وأراوحه.
ثمّ صَرَفني وودّعني على أحسن حال، ورجعتُ إلى مصر، وكان طلب مني بغلةً([3]) كنتُ أركبها فأعطيتُه إيّاها، وسألني البيع فتأفّفتُ منه لما كان يُعامل به من الجميل.  فبعد انصرافي إلى مصر بَعَث إلي بثمنها مع رَسول كان من جهة السّلطان هنالك، وحمدتُ الله تعالى على الخلاص من ورطات الدّنيا.
*  *  *


([1]) يصرّ المغاربة على إقلاب حرف التاء في الأسماء الأعجمية إلى طاء، لا ندري لماذا، إلا أنهم يستثنون منه اسم مدينة »تيزي أوزو« في الجزائر! أما هذه فندري لماذا لا يقلبونها طاءً.
([2]) وأيّ بطل والله!  فأين هو أمانه المزعوم هذا؟  لقد نسي حتى ذكر ما حدث للمدينة بعد.
([3]) الجميل في مؤرّخنا العظيم ابن خلدون أنه لا ينسى ذكر حديث البغلة، ويُغفل بالكلّيّة ذكر مصيبة أهل الشام الذين رزحوا تحت اضطهاد تيمورلنك وتنكيله.  لكن غاية الأمر لديه أنه يحمد الله على خلاصه - هو - من ورطات الدّنيا!  فما شأنه بالذين ماتوا والذين عُذّبوا والذين لاقوا ويلات الطاغية، الذي يُشيد بحُسن استقباله له؟!

11 - مارس - 2008
خيانة ابن خلدون !!!
الفصل الحادي عشر    كن أول من يقيّم

وهؤلاء الطَّطَر هم الذين خرجوا من المَفازة وراء النّهر، بينه وبين الصين، أعوام عشرين وستمائة مع مَلكهم الشهير جَنْكز خان، ومَلَكَ المشرق كلّه من أيدي السَّلجوقيّة ومواليهم إلى عراق العرب، وقَسَم المُلكَ بين ثلاثة من بَنيه، وهم: جَقْطاي، وطُولُى([1])، ودُوشي خان.
فجَقْطاي كبيرُهم، وكان في قسمته تُركستان وكاشْغَر والصّاغون والشّاش وفَرْغانَة، وسائر ما وراء النّهر من البلاد.  وطُولُى كان في قسمته أعمال خُراسان وعراق العَجَم والرّيّ إلى عراق العرب، وبلاد فارس وسجستان والسّند، وكان أبناؤه: قُبلاي وهُولاكو.  ودُوشي خان كان في قسمته بلاد قَبْجَق([2])، ومنه صَراي، وبلاد التُّرك إلى خُوارَزم.
وكان لهم أخٌ رابع يُسمّى أوكداي([3]) كبيرهم، ويسمّونه الخان، ومعناه صاحب التَّخت، وهو بمثابة الخليفة في مُلك الإسلام.  وانقرض عقبه، وانتقلت الخانيّة إلى قُبلاي، ثم إلى دُوشي خان أصحاب صَراي.
واستمرّ مُلكُ الطَّطَر في هذه الدّول الثلاث، ومَلَكَ هُولاكو بغداد وعراق العرب إلى ديار بكر ونهر الفُرات، ثم زحف إلى الشام ومَلَكَها، ورجع عنها([4]).  وزحف إليها بَنوه مراراً، ومُلوك مصر من التُّرك يُدافعونهم عنها، إلى أن انقرض مُلك بني هُولاكو أعوام أربعين وسبعمائة، ومَلَكَ بعدهم الشيخ حسن النُّويْن وبَنوه، وافترق مُلكُهم في طوائف من أهل دولتهم، وارتفعت نقمتُهم عن مُلوك الشام ومصر.
ثمّ في أعوام السّبعين أو الثمانين وسبعمائة، ظهر في بني جَقْطاي وراء النّهر أميرٌ اسمه تَيْمُور، وشُهرته عند النّاس تمُر، وهو كافل لصبيّ متّصل النَّسَب معه إلى جَقْطاي في آباء كلّهم مُلوك.  وهذا تمُر بن طَرَغاي هو ابن عمّهم، كَفَل صاحب التَّخت منهم اسمه محمود، وتزوّج أمّه صَرْغَتْمش، ومدّ يده إلى ممالك التَّتر كلّها، فاستولى عليها إلى ديار بَكر، ثم جال في بلاد الرُّوم والهند، وعاثَت عساكره في نواحيها، وخرّب حصونها ومُدنها، في أخبار يطول شرحها.
ثم زحف بعد ذلك إلى الشام، ففعل به ما فعل، والله غالبٌ على أمره.  ثم رجع أخيراً إلى بلاده، والأخبار تتّصل بأنه قصد سَمَرْقَنْد، وهي كرسيّه.
*  *  *


([1]) لا يستغربنّ القارئ تشكيلنا الكلمة بلام مضمومة تليها ألف مقصورة، ففي فرع اللغات الألطائية (وكانت تُكتب بالحرف العربي نقلاً عن الإيرانيين) تُرسم حروف العلّة الأخيرة كلها بألف مقصورة.  ونُطق الاسم المذكور: طُولُو Dolu، ومعناه البَدر.
([2]) في التُّركية: Kapçak.
([3]) في التركية: Oktay.
([4]) حول ذلك راجع ما تقدّم أعلاه من نصّ المملوك الأشرفي الصارم أُزْبك في مجلس سابق لنا على أديم الورّاق، وفيها روايات وتفاصيل شيّقة جديدة تُنشر للمرّة الأولى.

11 - مارس - 2008
خيانة ابن خلدون !!!
الفصل الثاني عشر    كن أول من يقيّم

والقومُ في عَدَد لا يَسَعه الإحصاء، إن قدّرتُ ألف ألف([1]) فغير كثير، ولا تقول أنقص، وإن خَيّموا في الأرض ملأوا السّاح، وإن سارت كتائبهم في الأرض العريضة ضاق بهم الفضاء، وهم في الغارة والنَّهب والفتك بأهل العُمران وابتلائهم بأنواع العذاب، على ما يحصّلونه من فئاتهم، آيةٌ عَجَبٌ، وعلى عادة بوادي الأعراب.
وهذا المَلك تمُر من زُعماء المُلوك وفراعنتهم، والناس ينسبونه إلى العلم، وآخرون إلى اعتقاد الرّفض لما يرونه من تفضيله لأهل البيت، وآخرون إلى انتحال السّحر.  وليس من ذلك كلّه في شيء، إنما هو شديد الفطنة والذكاء، كثير البحث واللّجاج بما يعلم وبما لا يعلم.  عمره بين الستّين والسّبعين، ورُكبته اليُمنى عاطلة من سَهم أصابه في الغارة أيام صباه، على ما أخبرني، فيجرّها في قريب المشي، ويتناوله الرّجال على الأيدي عند طول المسافة، وهومصنوع له.  والمُلك لله يؤتيه من يشاء من عباده.
 
(التعريف بابن خلدون ورحلته، 347-383)
 
*  *  *


([1]) في لغة عصرنا مليون جندي، عدد كبير للغاية لا قبَل به لأية مدينة آنذاك.  لكن المؤسف أن جيش المماليك الذي كان آنذاك أفضل جيش في العالم من حيث تدريبه وتعبئته القتالية هزم جيش تيمورلنك على أبواب دمشق، ثم قرّر النّاصر فَرَج سحبه إلى مصر.

11 - مارس - 2008
خيانة ابن خلدون !!!
ما زال عندي تتمة    كن أول من يقيّم

تحيّة إلى الأساتذة المحترمين من سراة الورّاق:
لا أدري إن كانت صدوركم تتسع لي بأكثر من هذا، النص الذي نقلته عن ابن خلدون لم يكن صغيراً، ولكن ثمّة نصاً آخر على جانب كبير من الأهميّة يختص بوصف الأحوال الشنيعة التي عانت منها دمشق على يدي تيمورلنك، وهو منقول عن شاهد عيان لبعض هذه الحوادث: الأمير تغري بردي الأتابكي، والد المؤرخ الشهير.
وأنبّه هنا إلى أن النص لم ينقله الابن عن أبيه، فالأب توفي حينما كان ابنه يوسف رضيعاً في المهد.
وأرى أن نص ابن خلدون لا يتم إلا بمعرفة تفاصيل ما جرى بعد ذلك.
فهل لي أن أتابع؟
وما هو رأي الأساتذة الكرام بما يرويه ابن خلدون بلسانه، وبخط يده؟
أهذا موقف من سَمَت همّته إلى رتبة العلم والقضاء؟
أينطبق ما بدر منه على ما تولاه في مقدمته من تعليم جيله أسس الاجتماع وفضائل الأخلاق؟
لا أرى ذلك أبداً. بل من الواضح أن الخوف والمصلحة الشخصية كانا محور تصرف الرجل.
وكان هو الشاهد على نفسه.

11 - مارس - 2008
خيانة ابن خلدون !!!
تخابث من باب الممالحة    كن أول من يقيّم

حضرة الأخ الأستاذ سعيد المحترم:
أرجو ألا تأخذ ما كتبته في حاشيتي على محمل اللمز، بل هو من باب الممالحة وإن كان فيها تماجن. الحقيقة أن الحادثة جرت مع صديق لي ديبلوماسي أمضى في الجزائر خمس سنوات، كان يتعجب أن يقرأ: طكسي، فوطوغراف، فوطوكوبي، إلخ.. فسأل أحد زملائه الجزائريين عن ذلك، فأجابوه ضاحكين بما كتبت. ممالحة فجّة بعض الشيء!
على أي حال عذراً، أصدقك أني ما قصدت إلا المزاح.
مع احترامي لجميع أخوتنا في بلدان المغرب، من عرب وأمازيغ وطوارق، وسواهم.
الشعب الأمازيغي شعب عريق جداً وأنا كمؤرخ أعلم أن وجوده في شمال أفريقيا لا يقل عن 20 ألف سنة، وصلتي بهذا الشعب لم تكن سطحية، فلقد سبق لي في عام 2000 أن تزوجت من فتاة إسبانية ذات أصل أمازيغي، تعود أصول أهلها إلى جزر الكنارياس، إبّان حكم الأندلسيين الموريسكوس. حتى أن هذه الفتاة بقيت على إسلامها، وكانت تؤدي فروضها كاملة، ولي معها ذكريات طيبة. رعى الله أيامها وطيّب منها بالعافية الأردان.

13 - مارس - 2008
خيانة ابن خلدون !!!
تحية إلى أخي الحبيب زهير    كن أول من يقيّم

أترى أخي زهير أن موضوعنا الحاضر عن ابن خلدون قد أثار زوابع من النقد؟ هذا كان متوقعاً، فالناس لا يحلو لهم القدح في كبار الأمّة. أنا وإن كنت لم أستعمل تعبير "خيانة" لوصف موقف ابن خلدون العلاّمة الجليل، فما زلت أرى فيه تقاعساً وإيثاراً للذات، وتنصلاً من مسؤولية مناصرة إخوته في الدين والعرق في أضعف الإيمان! وإذا كانت رتبة العلم لا تحمّل صاحبها مسؤوليّة قوميّة ووطنيّة كبرى وحرجة كهذه، فلا يبقى لها مطلق المصداقيّة مع الأسف.
برغم ذلك كله، يبقى علامتنا ابن خلدون في ضمائرنا وقلوبنا علماً عظيماً ونجماً من نجوم نهضتنا العلمية في القرون السالفة، وحسبنا أن نرى مدى تقدير الشعوب بأسرها لعلومه وأسبقيّته في السوسيولوجيا.
ثمّة أشياء كثيرة من هذا القبيل لا يعرفها إخوتنا الناطقين بالضاد، مثال ذلك أن الفلكي البولوني يوهان كوبرنيك لم يكن أبداً أول من اكتشف دوران الأرض حول الشمس، وثمة نصوص مخطوطة ثمينة باللغة التركية تبيّن ذلك في رسوم وأرصاد بديعة تسبق عصر كوبرنيك.
أنا بالمناسبة لست أتعصب للعرق التركي الذي أنتمي إليه، فأنا أولاً وأخيراً مسلم أعيش في بلاد الشام، وأسرتي هاجرت إلى دمشق وبيروت في عام 1200 هـ، وأحب أن أذكر لك يا أخي زهير أن أسرتي جاءت من ديار بكر (آمد) مدينتك الأصلية بالذات، فنحن إذاً أبناء مدينة واحدة. هذا ومدينة ديار بكر مدينة كرديّة بالإجمال شبه المطلق، وكل من عاش بها تربطه بالأكراد أطيب وأوثق الوشائج الأسرية: فجدي وأبي كانا يجيدان الكردية (رغم أنهما ولدا بدمشق)، وجدتي لأبي من آل "شيخو البرازي"، وخالها عمر آغا الملّي، كان فارساً وشاعراً. وأسرتنا قدمت ديار بكر من بورصة في مطلع القرن الحادي عشر الهجري.. أقامت بها إذن فترة ليست بالقصيرة أبداً، والأكراد الكرام أخوالي، أهل شجاعة ونخوة وأخلاق معروفون بذلك ولهم كل احترام. أما العملاق الكبير الناصر صلاح الدين، بطل الأبطال وسيّد الرجال، فله في القلب مكانة لا تعدلها مكانة (إلا اللهم مكانة نور الدين محمود والفاتح محمد خان)، وكنت قد نشرت عنه كتاباً رائعاً، وأذكر أن القلب كان يرتج حميّة وإكباراً لمواقفه البطولية والإنسانية العظيمة. فقمّة الشجاعة والرجولة التي لا يهتز لصاحبها جنان، في قمّة التقى والورع، وقمّة الرأفة والإنسانية بعباد الله، كائنين من كانوا. أقزاماً على أعتابك نقف يا صلاح الدين، وهيهات أن يطاول مجدك أحد.
فحيّا الله العرب والكرد والترك والأمازيغ، لا أرى فيهم جميعاً إلا أهلي وقومي ومبعث فخري على الدّوام.
وتحيتي الأخوية إليك أخي زهير، أنت أكثر من أخ، وسأقول لك بالكردية إذن: "شير شيران نازدكه".
 
سأتابع الآن نشر نص الأمير الأتابك تغري بردي، حول نكبة دمشق.
والكلمة التي أودّ أن أقولها هنا: ما أغضبني في موقف ابن خلدون، هو شناعة ما جرى لدمشق، وبخاصة الفقرة الأخيرة التي تدمي الفؤاد، حول أطفال دمشق الذين ماتوا، والآخرين الذين "سوف يموتون"!
كل شيء قد يستباح إلا الطفولة.. فما ذنب هؤلاء الضعاف المساكين؟
بالطبع لم يكن لعلامتنا ابن خلدون يد في ذلك، وهو حتى لم يكن أبداً يعلم إلام ستؤول إليه الأمور. وكان غادر دمشق قبل أن يدخلها الطاغية الغادر تيمورلنك. وسنرى في النص التالي كيف انطلت خدع تيمورلنك الغادر على ابن مفلح وطائفة كبيرة من الدمشقيين.
أنا من موضعي المتواضع جداً أقول ببراءة ابن خلدون.
فقط شناعة ما جرى تجعل نفس القارئ تشمئز، ولذا قد يقسو في حكمه على الرجل.
رحم الله الجميع، وسامح ابن خلدون، فلم يكن له في ذلك حول ولا طول.
ورحمنا جميعاً معه برحمته الواسعة.

13 - مارس - 2008
خيانة ابن خلدون !!!
التعريف بالأمير تغري بردي الأتابك    كن أول من يقيّم

الأمير تَغْرى بَرْدي الأتابك
(توفي 915 هـ / 1412 م)
رحلته وتجريدته الحربية إلى دمشق عام 803 هـ
 
الأمير تَغري بَرْدي مِن([1]) بَشْبُغا، الظاهري، نائب دمشق في أيام السّلطان النّاصر فَرَج 3 مرّات، ووالد المؤرّخ الشهير أبي المحاسن يوسف ابن تَغري بَرْدي صاحب المؤلفات الشهيرة، وأخصّها »النّجوم الزّاهرة في ملوك مصر والقاهرة«.  ومعنى اسمه بالتركية  Tanrı Verdi  »تانرى([2]) ڤرْدي« (بفتح الفاء): الله أعطى.  كانت لحملته الحربية والاستطلاعية إلى دمشق قبل أسابيع من اجتياح المغول للمدينة أهمية بالغة، خاصة أنه كان شاهد عيان وقد شارك في الأحداث بنفسه كنائب للمدينة إبّان سقوطها وكضابط مقاتل حارب بدمشق.
كان تَغري بَردي مملوكاً رومي الجنس على ما ذكر ابنه المؤرّخ، اشتراه الملك الظاهر بَرْقوق (أول سلاطين المماليك البُرجية الچراكسة)، وأعتقه وقرّبه لذكائه، وتزوّج أخته - وقيل بنت عمّه - (خُونْد شِيرين) فأنجبت له ابنه الأكبر فَرَج الذي صار سلطاناً باسم الملك النّاصر بعمر 11 سنة (والأحداث التالية تجري بعصره)، ومعنى ذلك أن تَغري بَردي كان خال السّلطان الفتى فَرَج، وكان السّلطان يخاطبه: »أطا« (الخال بالتركيّة: ata). 
رفّعه بَرقوق تباعاً إلى أرقى المناصب، فصار مُقدّماً سنة 794 هـ، ثم ولي نيابة حلب سنة 796 هـ، فسار فيها سيرة حَسَنة وأنشأ بها جامعاً وأوقف عليه قرية من عَمَل سَرمين.  ثم صُرف وطُلب إلى مصر، وعندما احتضر السّلطان الظاهر في شوّال عام 801 هـ، اختاره مع مَن اختار لوصاية المملكة بعد وفاته.
وفي أوائل عهد الملك النّاصر فَرَج ثار نائب الشام تَنِم الحَسَني الظاهري عام 802 هـ، وحالفه على الثورة جماعة من قادة الجيش قدموا الشام، منهم الأمير أيْتَمِش البجّاسي ومنهم تَغري بَردي نفسه، فحاربهم النّاصر ومزّقهم (كما طالعنا في نصّ ابن خلدون أعلاه)، وهذه كانت من تتمّات حوادث الثّورة ضدّ أبيه الظاهر بَرْقوق في وقعة الأمير المملوكي مِنْطاش، كما رأينا في نصّ رحلة ابن حجّة الحموي لدمشق عام 791 هـ، ورحلة الظاهر برقوق نفسه إليها عام 796 هـ.
أما تَغري بَردي فقد نُفى إلى القُدس، بعد أن عفا السّلطان عنه (بوساطة أخته خُونْد شيرين أم النّاصر)، وعيّنه في 20 ربيع الثاني سنة 803 هـ نائباً لدمشق، عوضاً عن الأمير سُودون، وذلك إبّان حملته إلى الشام لقتال تيمورلَنك.  وكان الرّجل في حاشية السّلطان بطريقهم للقتال، فاستهلّ منصبه بوضع خطّة جيّدة للدّفاع عن دمشق في وجه المغول، لكن سوء ظنّ الأمراء به - مع الأسف - أفشل مساعيه بأسرها.  ومع ذلك، فقد توجّه بحملته فوراً إلى المدينة قبل وصول السّلطان إليها، وقاد عمليات التحصين وأكّد أن دمشق كان بوسعها الصّمود، لولا انسحاب النّاصر المفاجئ خوفاً على مُلكه، ولولا سوء إدارة الموقف بعد ذلك على يد القاضي ابن مفلح، الذي لا يفقه من أمور الحرب والسّياسة شيئاً، فسلّم دمشق للغزاة لُقمة سائغة!


([1]) هذا من تعابير العهد المملوكي، ويعني أنه كان من مماليك فلان وليس ابنه.
([2]) تانرى بالتركية القديمة اسم الجلالة الله، وكان يكتب بالحرف العربي: تنڭرى.

13 - مارس - 2008
خيانة ابن خلدون !!!
التعريف بالأمير تغري بردي - تتمة    كن أول من يقيّم

وفي أعقاب سقوط دمشق بيد تيمورلنك (في 24 جُمادى الأولى 803 هـ)، استعفى تَغري بَردي من نيابتها وعُيّن مكانه آقبُغا الجمالي، فأعاد النّاصر في شعبان تعيينه ثانيةً نائباً عليها.  ثم في المحرّم من عام 804 هـ حاك أمراء مصر مكيدةً للإيقاع به بدمشق، ففرّ إلى دَمِرْداش نائب حلب ووقعت بينهما وبين المصريين وقعات، انتهت في العام التالي برضا السّلطان عليه وتعيينه قائداً للمَيْسَرة قبل خلعه - أي النّاصر - لمدّة شهرين في عام 808 هـ.  ثم أقام بالقدس، وتزوّج النّاصر من ابنته فاطمة، وعاد فاستدعاه ورفّعه أتابكاً للعسكر (أمير سلاح) وهو أرفع مناصب الجيش.  وفي أواخر عام 813 هـ ولاّه نيابة دمشق للمرّة الثالثة، فبقي فيها سنةً ونيّف حتى وفاته، قُبيل وفاة السّلطان عام 815 هـ.
وفي المحرّم من فاتحة سنة 815 هـ توفي الأتابك، وولده يوسف طفل لم يبلغ فطامه (وكان ولد بعد عام 811 هـ)، فربّاه زوج أخت أخرى له، هو قاضي القضاة ناصر الدّين ابن العديم، فلمّا توفي سنة 815 هـ، تولّى تربيته زوجها الثاني قاضي القضاة جلال الدّين البُلقيني.
*  *  *
من خلال النصّ الذي نقدّمه أدناه، نقرأ رواية حيّة لشاهد عَيان، كان حاكماً للمدينة إبّان الأحداث الدّامية التي عصفت بها، لا بل شارك في الأحداث بنفسه، ثم نقل روايته ابنه المؤرّخ يوسف، وهذا من نوادر الاتّفاق.  لكن ليس معنى ذلك أن الابن استقى تفاصيل الرّواية عن أبيه - الذي توفي وابنه لم يجاوز 3 سنين - بل كان سمع بها من آله ومن بعض مماليك أبيه من جهة، ثم نقل غالبية نصّها عن سواه من المؤرّخين، من جهة أخرى.  وأخصّ المؤلّفات التاريخية التي نقل عنها كانت كتاب مؤرّخ مصر الكبير تقي الدّين المقريزي (المتوفى في 845 هـ): »السّلوك لمعرفة دول المُلوك«.
لكن المؤسف من خلال ما يرويه الأتابك والد المؤلّف، أن دمشق كان يمكن بكل تأكيد الدّفاع عنها، بسبب حصانتها وكثرة مؤنها، هذا لولا عقابيل أزمة أيْتَمِش وخشية السّلطان المُراهق على مُلكه بمصر من جهة، وسذاجة القاضي ابن مُفلح من جهة أخرى.  ويلخّص الباحثون أسباب مأساة سقوط دمشق بأيدي المغول في 3 أسباب رئيسية:
1- الاختلاف والتّطاحن، وعدم التأهّب لقتال تيمور.
2- عدم الاستفادة من قوّة سلطان بغداد أحمد بن أويس، وجيشه البالغ سبعة آلاف جندي مدرّب.
3- عدم الاتفاق مع السّلطان العثماني بايزيد خان في قتال تيمور، فلمّا أرسل يعرض التحالف في وجه الخطر المغولي أجاب أمراء مصر: »فليقاتل عن بلاده ونحن نقاتل عن بلادنا«.
يذكر يوسف ابن تَغري بَردي نقلاً عن صديق له من رجال الحكومة، هو أسِنْباي الظاهري الزَّردكاش، أنه وقع أسيراً بيد تيمور فصرّح له الغازي الرّهيب أنه لم يكن يخشى سوى جيشين فقط: جيش المماليك وجيش العثمانيين.  يعلّق ابن تَغري بَردي على هذا القول: »فلو اتّفق هذان الجيشان أمام جيش تيمورلنك لاستطاعا صدّه!«.
*  *  *
هذا وثمّة ثلاثة نصوص لرحلات هامّة جداً إلى دمشق، يكمل أحدها الآخر انتهاءً بنصّنا هذا:  أولها رحلة ابن حجّة الحموي إبّان ثورة مِنْطاش بها عام 791 هـ، وثانيها رحلة السّلطان الظاهر برقوق لنجدة سلطان بغداد أحمد بن أوَيس عام 796 هـ، وثالثها رحلة ابن خلدون في ركاب السّلطان النّاصر فَرَج الذي توجّه إلى الشام لقتال تيمورلَنك عام 803 هـ.  وأما رابعها فهو نصّنا هذا في تفاصيل الحادثة المذكورة، وهي واحدة من 7 تجاريد قام بها إلى الشام حتى مقتله بدمشق عام 815 هـ وسنّه 24 عاماً فقط.
 
المصــادر:
النّجوم الزّاهرة لابن تَغري بَرْدي، 12: 106، 116، 213، 216، 227-245.
النّجوم الزّاهرة لابن تَغري بَرْدي (ترجمة أبيه تَغري بَردي)،  14: 115.
المنهل الصّافي لابن تَغري بَرْدي، ترجمة تَغري بَردي من بَشْبُغا الظاهري.
أنباء الغُمر بأنباء أبناء العُمر لابن حجر، ج 2 في حوادث سنة 803 هـ.
الضوء اللامع للسَّخاوي، 3: 29.
إعلام الورى لابن طولون الصّالحي، 34.
ولاة دمشق في عهد المماليك لمحمد أحمد دهمان، 187.
مؤرّخو مصر الإسلاميّة لمحمد عبد الله عنان، 114.
دائرة المعارف، بإدارة فؤاد أفرام البستاني، 2: 384.
Popper, W.: A History of Egypt, 1382-1469, California, 1909-1933.

13 - مارس - 2008
خيانة ابن خلدون !!!
النص - الفصل الأول    كن أول من يقيّم

[غزو المغول لدمشق بقيادة تيمورلنك]
وأما أهل دمشق، فإنه لمّا قدم عليهم الخبر بأخذ حَلَب، نُودي في النّاس بالرّحيل من ظاهرها إلى داخل المدينة، والاستعداد لقتال العدوّ المخذول، فأخذوا في ذلك.  فقدم عليهم المنهزمون من حَمَاة، فعَظُم خوف أهلها وهَمّوا بالجلاء فمُنعوا من ذلك، ونُودي: »مَن سافر نُهِب«، فعاد إليها مَن كان خرج منها.  وحُصِّنت دمشق، ونُصبت المجانيق على قلعة دمشق، ونُصبت المكاحل([1]) على أسوار المدينة، واستعدّوا للقتال استعداداً جيّداً إلى الغاية.
ثم وصلت رُسُل تَيْمور إلى نائب الغيبة بدمشق([2]) ليتسلّموا منه دمشق، فهّمَّ نائب الغيبة بالفرار، فرَدَّه العامّة ردّاً قبيحاً، وصاح النّاس وأجمعوا على الرّحيل عنها، واستغاث النّساء والصّبيان، وخرجت النّساء حاسرات لا يعرفن أين يذهبنَ، حتى نادى نائب الغيبة بالاستعداد.
وقدم الخبر في أثناء ذلك بمجيء السّلطان إلى البلاد الشاميّة، ففَتر عزم النّاس عن الخروج من دمشق ما لم يحضر السّلطان.
وأمّا أمراء الدّيار المصرية فإنّه لمّا كان ثامن عشر شهر ربيع الأول، وهو بعد أخذ تيمور لمدينة حَلَب بسبعة أيام، فُرِّقت الجَماكي على المماليك السّلطانيّة بسبب السّفر.
ثم في عشرينه نُودي على أجناد الحلقة بالقاهرة أن يكونوا في يوم الأربعاء ثاني عشرينه في بيت الأمير يَشْبِك الشّعباني الدَّوادار للعَرض عليه.
*  *  *
ثم في خامس عشرينه وَرَد عليهم الخبر بأخذ تيمور مدينة حَلَب([3])، وأنه يحاصر قلعتها، فكذّبوا ذلك، وأُمسك المُخبر وحُبس حتى يُعاقَب بعد ذلك على افترائه.  ووقع الشّروع في النّفقة، فأخذ كل مملوك ثلاثة آلاف وأربعمائة درهم.  ثم خرج الأمير سُودُون من زادة والأمير إينال حطب على الهُجن في ليلة الأربعاء تاسع عشرينه، لكشف هذا الخبر.
ثم ركب الشيخ سراج الدّين عمر البُلقيني وقضاة القضاة والأمير آقباي الحاجب ونُودي بين أيديهم: »الجهاد في سبيل الله تعالى لعدوّكم الأكبر تيمورلنك، فإنه أخذ البلاد ووصل إلى حلب، وقتّل الأطفال على صدور الأمّهات، وأخرب الدُّور والجوامع والمساجد وجعلها إسطبلات للدَّواب، وأنه قاصدُكم يخرّب بلادكم ويقتّل رجالكم!«.  فاضطربت القاهرة لذلك، واشتدّ جزع النّاس وكثر بكاؤهم وصراخهم، وانطلقت الألسنة بالوَقيعة في أعيان الدّولة.
*  *  *


([1]) مكاحل البارود هي المدافع المتوسّطة الحجم التي يُرمى عنها النّفط، وهي أنواع : فمنها ما يرمي بأسهُم كبيرة تكاد تخرق الحجر، وبعضها يرمي ببندُق من حديد زنته ما بين عشرة أرطال إلى ما يزيد عن مائة رطل.
([2]) يقول نائب الغيبة لأن نائب دمشق سُودون الذي وقع أسيراً في قتاله المغول بحلب، بعد أن صدرت عنه وعن الأمير عزّ الدّين أزْدَمِر شجاعة ونخوة هائلة.
([3]) كان سقوط حلب في يوم السبت 11 ربيع الأول من السنة، أي 803 هـ.  انظر »النّجوم الزّاهرة«، 12: 222.  وأقام تيمورلنك في حلب شهراً واحداً، جرت في خلاله فظائع وأهوال على أهل المدينة المنكوبة، لا تقلّ أبداً عمّا جرى بدمشق.

13 - مارس - 2008
خيانة ابن خلدون !!!
 15  16  17  18  19