البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ضياء العلي

 14  15  16  17  18 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
متى نعلن نهاية حضارة الكاوبوي ?    كن أول من يقيّم

 
دنيتنا الوعر الصخر الزهر الوردات .......
 
دنيانا كانت هذه ، بعطفها وقسوتها ، لكنها كانت دنيانا التي تشبهنا نحن ولا تشبه أحداً سوانا
هي كل ما نريد ، ولم نطلب أكثر
فلماذا نهجر ? ولماذا ندمر ? ولماذا تسحق أجساد أطفالنا تحت حجارة بيوتهم وبين أذرع أمهاتهم تحتضنهم من رأفة حضارة الكابوي ........ لماذا يهجمون علينا بدباباتهم ومدرعاتهم وطائراتهم وقنابلهم الذكية ويفجرون الأرض والبحر والسماء حقداً ورعباً ?
كل هذا لأن أحدهم قد تجرأ وقال لا ? ومن هوذا الذي سوف يقول لا ?
لنفرض بأنه على خطأ ? ولنفرض بأنه متهور ، أفلا يحق له بأن يبدي رأيه وهو في بيته ووطنه وعلى أرضه التي ولد عليها وقدم لها زهرة عمره وولده وورثها عن جدود جدوده بالتضحيات ? هل يحق لهذا الشعب بأن يقول رأيه ?
أم أننا مجرد خدم ? أم أننا اليوم عبيد الأرض ?
من هو إنسان هذه الحضارة التي يتشدقون بها ? وما هو شكله ? هو قطعاً ليس عربياً ولا يشبهنا أبداً
كفرنا بكل هذه الحضارة وبكل قيمها ومفرداتها  "الذكية "، سقط القناع عن القناع وبدت حقيقة الوحش السافرة
إنها حضارة الكاوبوي ، اللص المتمدن ، المجرم الذي يجيد القتل بدم بارد ، اللقيط القذر الذي لا يعرف من الشرائع إلا منطق القوة الغاشمة
متى نعلن نهاية حضارة الكاوبوي ?

31 - يوليو - 2006
أوقفوا الحرب على لبنان...
قانا الجليل    كن أول من يقيّم

 
(1) وفي اليوم الثالث كان عرس في قانا الجليل وكانت أم يسوع هناك . (2) فدعي يسوع وتلاميذه إلى العرس . (3) وفرغت الخمر فقالت أم يسوع له ليس عندهم خمر . (4) فقال لها يسوع ما لي ولك يا امرأة لم تأت ساعتي بعد . (5) فقالت أمه للخدام مهما يأمركم به فافعلوه . (6) وكان هناك ست أجاجين من حجر موضوعة بحسب تطهير اليهود كل واحدة منها مترين أو ثلاثة . (7) فقال لهم يسوع املأوا الأجاجين ماء فملأوها إلى فوق . (8) فقال لهم استقوا الآن وناولوا رئيس المتكإ فناولوا . (9) فلما ذاق رئيس المتكإ الماء المحول خمراً ولم يكن يعلم من أين هووأما الخدم الذين استقوا الماء فكانوا يعلمون دعا رئيس المتكإ العروس . (10) وقال له كل أنسان يأتي بالخمر الجيدة أولاً فإذا سكروا فعند ذلك يأتي بالدون أما أنت فأبقيت الخمر الجيدة إلى الآن . (11) هذه الآية الأولى صنعها يسوع في قانا الجليل وأظهر مجده فآمن به تلاميذه .
 
الكتاب المقدس ، إنجيل القديس يوحنا
 
هذه كانت أولى أعاجيب السيد المسيح ،  النبي عيسى بن مريم عليه السلام ، في قانا الجليل .
وسيكون لأطفال لبنان الفقراء في قانا ، زينب ورباب ومحمد وفاطمة ، ............. هاشم وشلهوب وأمهاتهم ، شرف الأعجوبة الثانية التي ستحطم حلقة الرعب . وهم بأذن الله في جنان الخلد .
 

31 - يوليو - 2006
أوقفوا الحرب على لبنان...
يمامة الصديقة الصدوقة    كن أول من يقيّم

 
شهادة إعجاب وتقدير لك أيتها العزيزة ، كلامك كالبلسم الذي يوضع على الجرح فيطيب ، وشجاعتك دليل ناصع على نبل أخلاقك لأن الشجاعة والأخلاق صنوان لا يفترقان . سلمت ودمت لنا صديقة صادقة .

2 - أغسطس - 2006
التعارف وبناء علاقة صداقة بالمراسلة هل تكفي لفهم الاخر ومقاصده وتقييم احاسيسه ومشاعرنا نحونا ?
قميص زهير    كن أول من يقيّم

 
لو كان الشعر قميصاً ، لكان اسمه اليوم " قميص زهير " . هو بك ساكن ومسكون . هو بك يتلألأ .

2 - أغسطس - 2006
أوقفوا الحرب على لبنان...
سعيد الإنسان    كن أول من يقيّم

 
كنت ذات يوم برفقة والدتي في منطقة ساحة النجمة نتسوق هناك . كانت أمي قد عادت من أميركا ، في أثناء عطلة الصيف ،  بعد غياب عشر سنوات . كنت أنا هنالك أيضاً في نفس الفترة ، أي في طرابلس ، لقضاء العطلة وتحين اللقاء .
وصادف أن دخلنا محلاً لبيع الأجهزة الإلكترونية والكهربائية لأن أمي كانت قد قررت تغيير هوائي التلفزيون في البيت ........
صاحب المكان كان شاباً ملتحياً وعلى عينيه نظارات طبية تخفي أكثر وجهه . عند دخولنا ، كان وصديق له ، يتحادثان حول " بضاعة " يزمع شراءها منه ويتناقشان في التفاصيل ، فلم ينتبه إلينا ........ صرنا ، أنا وأمي ، نتشاغل بالنظر إلى البضائع المعروضة في ذلك الدكان الصغير ريثما ينتهي من حديثه ، ويتفرغ لنا .
فجأة ، نراه يتوقف عن الكلام لينظر إلينا بتعجب وهو يهتف :
ـ خالتي " أم علي ? " ( وهو اسم والدتي ) ، أنت " أم علي ! " .....
نظرت إليه أمي باستغراب ، ثم نظرت إلي كأنها تسألني إذا كنت قد تعرفت إليه أم لا ? ، لكن ما ظهر على وجهي كان يقول بأنني لم أعرفه . ثم
لأسمع والدتي تسأله ببساطتها المعهودة :
ـ " مين حضرتك يا خواجة ? " . وهي تقول عادة " يا خواجة " لكل رجل تجاوز العشرين من العمر بغض النظر عن طوله أو عرضه أو مركزه الاجتماعي . فلكزتها لكي تصحح ، فتابعت :
ـ  " مين حضرتك بلا زغرة " .
ـ  " أنا سعيد ، أفلا تذكريني ? أنا سعيد ابن أبو سعيد رفيق علي ، كنا جيرانكم بالبعل ( بعل الدقور ، من حارات منطقة التبانة ) ...... " أضاف بحماس بالغ .
ـ  " ياه ، لا تواخذني ، تغيرت كثيراً منذ تلك الأيام ( كان عمره بوقتها ربما سبع أو ثمان سنوات ) . كيف أهللك ، انشالله مناح ، لكن كيف عرفتنا يا خواجة سعيد ? "
ولما لكزتها مرة أخرى صار يضحك ، وهو يقول : " ضياء ، أنت ضياء !" ، ثم أضاف :
ـ " ومن ينساك يا أم علي ? لو عشت عمري كله فلن أنساك لأنك صاحبة فضل علي لن أنساه أبداً ! "
عادت لتنظر إلي باستغراب ، لتسألني بعينيها إذا كنت قد فهمت شيئاً من حديثه . لكن لا شيء ! ثم لتقول :
ـ " والله لم أعد أتذكر ، فماذا فعلت ? خير انشالله ? "
  صار يتكلم ، بكل لهفة كان يتكلم ويقول :
ـ " كنا صغاراً ، وكان علي قد أنزل عجلته من البيت إلى الحارة ، فصرنا نلعب بها ، أنا وهو ومحمود ابن الأسمر إذا كنت تذكرينه . بيومها دهسته السيارة وأخذتوه إلى المستشفى ، فجبروا له رجله لأنها كانت مكسورة ثم أعدتموه في نفس اليوم إلى البيت . كنت أنا ومحمود في بالغ القلق والخوف ولم نكن نعرف ماذا جرى له ، فأتينا لعندكم ، وطرقنا على الباب ، وكنا بمنتهى الخجل والخوف من ردة الفعل ، لنسأل عن علي ونتفقده . لكنك أدخلتينا بيومها إلى غرفته ، ووضعت لنا كرسيين بقرب السرير لنجلس عليهما ، ثم أحضرت لنا كوبين من العصير البارد على صينية كما نفعل مع الضيوف الكبار تماماً . "
أمي تقول باستغراب شديد :
ـ " والله معقول ، لا أذكر ، وبعدين ? " .
ـ " هذا كل شيء ! هذا هو المعروف " ، يقول وهو يضحك وهي تتفرس في وجهه بكل تعجب ، فيضيف :
ـ " المعروف يا أم علي هو أنك احترمتينا ! لن تصدقيني ربما لو قلت لك ذلك وأفهم بأنك ستستغربين ، لكنها المرة الأولى في حياتي التي شعرت فيها بأنني أنسان وبأنني أستحق الإحترام مثلي كباقي البشر . كان أهلنا وكل المحيط الذي كنا نعيش فيه يتعاملون معنا بطريقة مختلفة ، لم أكن أشعر بأنني إنسان ، كنت أظن بأن الإحترام  للكبار فقط ، أي لفئة أخرى لا أنتمي إليها ، والمرة الأولى التي شعرت فيها بإنسانيتي هي في ذلك اليوم الذي قدمت فيه إلينا كوب العصير على صينية ، وقلت لي تفضل . هذا فضل كبير يا أم علي ، فضل كبير غير لي حياتي ، فضل كبير لن انساه لك ما حييت " .
 

2 - أغسطس - 2006
أحاديث الوطن والزمن المتحول
هيهات لهذا الوحش بأن يتراجع    كن أول من يقيّم

 
نعم ، الإرهاب هو أن لا تستطيع أن تقول رأياً آخرَ غير الرأي السائد ، الرأي الذي يراعي مصالح الكبار والمتنفذين في هذا العالم . الإرهاب هو أن لا يكون لديك حلم آخر غير الأحلام التي تعبئها لنا هوليود في علب خيالنا . الإرهاب هو أن لا تكون لديك إرادة أخرى غير إرادة الشركات العالمية الكبرى العابرة للقارات التي حولت العالم إلى قرية لبيع منتوجاتها ، وحولت خيرات الأرض إلى احتكارات كبيرة تتجاوز حدود اللغات والأوطان والأديان وغصة الأمهات .........
الإرهاب هو هذا ! أن يصبح العالم مزرعة للحيوانات الداجنة ، أشباه بشر يولدون ويموتون كما النعجة " دوللي " في مختبرات العالم الجديد ، يكدون ويعملون لإثراء أثريائه واحتقار ضعفائه ....... يلهثون وراء السلع التي تطرح لهم يومياً في الأسواق يبحثون من خلالها عن طيف للسعادة سمعوا عنه في إحدى الكليبات الصاخبة ولم يتبينوه بوضوح إلا أنه حرك لديهم إحساساً غامضاً يشوبه الكثير من الإثارة . بدون وعي ، بدون رأي ، بدون إرادة ، بدون عاطفة تعطي لهذه الحياة مغزاها ......... إنسان فرد لا يرتبط بدين ولا بوطن ولا بعائلة ولا بأخلاق : خلية مفردة وحيدة متنقلة تسعى لحماية ذاتها الصغيرة وعالمها الهش وهذا أقصى ما يمكن أن تطمح إليه .
إنها حرب على الإنسان وما تبقى لديه من إرادة . إنها حرب على كل من يعصي ويخالف الأوامر سواء كان لبنانياً أم فلسطينياً أم عراقياً أم كورياً ...... فهل سيكون لبنان هو الساموراي الأخير ?
أم أنه سيكون بداية النهاية لهذه الحضارة الزائفة التي تقود العالم بأسره إلى الدمار ?
في القلب جذوة أمل لا تزال تتقد !
 

4 - أغسطس - 2006
أوقفوا الحرب على لبنان...
صديقتي الأميركية اليهودية    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

 
هذا نص رسالة الكترونية وصلتني بالأمس من إحدى صديقاتي  ، وهي أميركية ـ يهودية من أصل فرنسي ، تعيش في نيويورك ، وهي تتصل بي بشكل شبه يومي منذ اندلاع الحرب على لبنان :
 
Ma chere Dia,
 
J'etais contente d'entendre ta voix aujourd'hui qui me semblait moins...desorientee. Crois-moi, je comprend bien ton inquietude . ton desarroi, ton rebellion, tes emotions que je partagent, mais tu vois, meme la ou je suis, avec tous les bourrages de crane auxquels on est d'ailleurs soumis de part et d'autre, je suis loin d'avoir perdu mon objectivite qui est indiscutablement  partagee par beaucoup d'americains y compris des juifs. Je deplore en particulier  la stupidite,l'entetementet le fanatisme de notre cowboy infernal qui resulte en de  si grandes pertes de vie. Esperons quand meme qu'il y a une lueur au bout du tunnel.....
Je t'embrasse fort,
 
Brigitte
 
وهذه ترجمة النص :
 
عزيزتي ضياء :
كنت سعيدة  بسماع صوتك اليوم الذي بدا أقل تشتتاً من قبل ...... صدقيني بأنني أفهم قلقك وحيرتك وثورتك وعواطفك التي اتقاسمها وإياك ، لكن وكما ترين ، وحتى من الموقع الذي أوجد فيه ، مع كل حشو الدماغ الذي نتعرض له كل من جهته، لا زلت بعيدة عن أن أفقد موضوعيتي التي ، وبدون شك ، يشاركني بها الكثير من الأميركيين وفيهم يهود . أنا آسفة على الأخص لشدة غباء وعناد وتعصب هذا الكابوي الجهنمي الذي عندنا والذي يتسبب بكل هذه الضحايا البشرية . دعينا نأمل بأنه لا يزال هناك بصيص أمل في نهاية النفق .
أقبلك . بريجيت .
 

4 - أغسطس - 2006
أوقفوا الحرب على لبنان...
عندما سيقصفون بيتي    كن أول من يقيّم


عندما سيقصفون بيتي

نيكيفوروس باباندريو ( مخرج مسرحي يوناني )
أمام ما يجري في لبنان، وأمام هذا الصمت الأوروبي الخفر، لا أستطيع إلا أن أقتبس بريشت بتصرف: عندما قصفوا بلغراد، لم أحتج لأنني لست صربياً. حين قصفوا لبنان لم أحتج، لأنني لست لبنانياً. وعندما سيقصفون بيتي، لن يكون هناك أحد ليحتج على ذلك...
عن السفير اللبنانية

4 - أغسطس - 2006
أوقفوا الحرب على لبنان...
ماذا يجمعني ببريجيت ?    كن أول من يقيّم

تعليقا على رسالة بريجيت بودي أن يعلم أصدقائي أنني أعيش هنا في منطقة من شرق باريس غالب ساكنيها من اليهود ، وتربطني ببعضهم علاقات جيرة وعمل وصداقة تجعلني على احتكاك دائم بهم . لهذه العلاقة وجوه مختلفة ، سلباً وإيجاباً ، وهي ككل العلاقات الإنسانية بحاجة إلى فهم ودراية لتفادي جانب الصراع فيها خصوصاً لما يعتمل في نفوسنا من انفعالات وأفكار مسبقة ، تأتي الأحداث ، على شاكلة ما يجري منها اليوم ، لتؤجج فينا حدة الشك والكره واحدنا للآخر ..... مع هذا نجد أنفسنا مجبرين على هذه العلاقة التي ليس منها بد .
ما تعلمته عن اليهودي بالخبرة ، هو أنه كسائر البشر الذين عرفتهم ولا يختلف عنهم بشيء . فيهم الصالح والطالح ، وفيهم المتدين والملحد ، اليميني واليساري ، الذكي والغبي ....... وعندما تقتصر هذه العلاقة على الناحية الفردية ، فهو إنسان عادي كبقية بني البشر .
المشكلة معهم تبدأ حين يصبحون مجموعة لأنهم ما إن يجتمعوا مع بعضهم ويكونوا فرقة ـ مهما كانت صغيرة ـ حتى يصبح وجودهم لا يطاق ، وحتى يذوب الفرد منهم في داخل هذه المجموعة ، رغم كل ما يبدو بينهم من تناقض في الميول والأفكار . بل إن هذه المجموعات هي غالبة ما تكون مقسومة على نفسها في الداخل ، غير أنها موحدة تماماً في الخارج . هناك نوع من التماهي العجيب بين اليهودي ويهوديته لا يرتبط فقط بالدين ، بل هو انتماء ابعد من الشعور الديني والعرقي نستغربه مثلاً لدى الملحدين واليساريين منهم . هذا ما جربت أن أفهمه وهذا ما سأحاول شرحه لاحقاً بحسب ما توصلت إليه من ملاحظات .
إلا أن بريجيت شيء مختلف . فبريجيت هي اليوم في السبعين من عمرها ، أو أكثر ، ولها خبرة في الحياة تعادل عمرها بأضعاف . لن أستطيع تلخيص حياتها بسطور، لكني سأعطي لمحة سريعة لأقول بأنها مثلاً عرفت أنشتاين وجان بول سارتر وكانت الوكيل التجاري لسلفادور دالي المخول ببيع لوحاته مدة طويلة من الزمن ، وأن أباها الروسي المولد كان وزيراً في حكومة " كارينسكي " الانتقالية التي سبقت مجيء البلاشفة إلى الحكم في روسيا العام 1917 . هي مع ذلك صديقتي أنا ، رغم كل ما أقوله أمامها من آراء سياسية ، ورغم كل ما أبديه من عاطفة متطرفة ، فأنا أقول لها تماماً ما أقوله لكم منذ شهور ، وبنفس الاندفاع والحماسة وبكل الصراحة التي عاهدت نفسي عليها .
فلماذا تريد بأن تكون صديقتي ? وما الذي يجمعنا ?
 
 

5 - أغسطس - 2006
رسالة بريجيت
الحرية ونجمة البحر    كن أول من يقيّم

 
عزيزي الأستاذ النويهي : نحن في اليوم السادس والعشرين من هذه الحرب القذرة على لبنان وفيه بالإضافة إلى كل ما أحرق من بيوت ، ودمر من جسور ، وأزهق من أرواح ، ثلاث ضحايا سوادنيين اليوم غير اللبنانيين ( عدا السبعة والعشرين كردي  سوري من العمال الزراعيين الذين قتلوا بالأمس )، وسبعة عشر في فلسطين هذا الصباح ، ورئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الذي انتخبه الشعب ، قادوه إلى السجن على مرأى ومسمع من العالم كله ......... وهم يقترحون علينا ليس وقفاً لإطلاق النار ، بل تعليقاً للعمليات العسكرية مؤقتاً ........
كيف يكون شعور الإنسان وهو يتعرض لهذا العنف منذ ثلاثين سنة ? ومئة سنة ? وألف سنة ?
 
شعوره الأول هو الخوف ! لا شيء أكبر من الخوف ! ونحن نحاول بأن ننتصر عليه مع أنه النتيجة وليس العلة  فنستبدل الأبطال بالأبطال والقرابين بالقرابين ......... نحاول بأن نمسك بمصيرنا ، لكننا في الحقيقة لا نمتلك منه شيئاً .
 
صدقني بأنني عندما قررت نشر هذه الرسالة ، كنت بحالة من الألم لم يكن همي منها الإشادة ببريجيت ، وهي أصلاً ليست نموذجاً لليهودي ولا للأميركي ولا للفرنسي ولا لأي شيء من النماذج التي نعرفها ، بقدر ما أردت من خلالها أن أقول ، بأن حالنا تقطع قلب الحجر ، لدرجة تجعل حتى هؤلاء الذين ليسوا بموقع التعاطف معنا ، يتعاطفون من منطلق إنساني . لا أنكر بأن إصرارها الشديد والملح على مؤازرتي في هذه الفترة أشعرني بأن شهادتي هذه ، هي نوع من الاعتراف بصداقتي نحوها ، والإقرار بوجود هامش ما ، مهما كان ضئيلاً ، من الشعور الإنساني بين بني البشر ، مهما باعدت بينهم المسافات . وبأن الإنسان يستطيع أن يكسر جدار الخوف والعزلة المضروب من حوله ، والذي تفرضه عليه الظروف ، إذا عرف كيف يصغي إلى حقيقة الإنسان الذي بداخله . أليست هذه هي الحرية التي نفتش عنها ?
 
إن القصيدة التي نظمها الأستاذ زهير " تذكار بريجيت " تجيب في طياتها على الكثير من التساؤلات التي طرحتها ، ومنها ما لم تطرحه . وكنت بالأمس قد كتبت إلى بريجيت معتذرة على نشري لرسالتها دون طلب الإذن منها مسبقاً فجاءني منها هذا البريد ، هذا الصباح :
Bravo, ma cherie, tu as bien fait!
 
Tu connais l'histoire des deux amis qui se promenent sur la plage ou il y a des milliers d'etoiles de mer qui ont echoue. Tous les quatre metres le premier ami se baisse, ramasse une etoile de mer et la rejette a l'eau. Ceci se repette de nombreuses fois et  le deuxieme ami  demande; " A quoi ca sert de remettre cette etoile de mer a l'eau alors qu'il y en a tellement qui sont echoue" A l'ami de repondre" Pour cette etoile de mer, ca fait une difference!
 
Beaucoup de bisous
 
ترجمة الرسالة :
برافو ، عزيزتي ، أحسنت :
أنت تعرفين حكاية الصديقين اللذين كانا يتنزهان على شاطىء البحر حيث يوجد الآلف من نجمات البحر التي لفظتها المياه على الشاطىء . كل حوالي الأربعة أمتار ، كان الأول ينحني ليلتقط نجمة ويعيدها إلى الماء . وصار يكرر ذلك مرات عديدة حتى سأله الثاني :
" بماذا سيفيد إعادة هذه النجمة إلى الماء في الوقت الذي هناك الألاف غيرها مرمية على الشاطىء ? "
فيجيبه صديقه : " سيفيد النجمة التي عادت إلى الماء ! "
قبلاتي
 

6 - أغسطس - 2006
رسالة بريجيت
 14  15  16  17  18