البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ابو هشام العزة

 14  15  16  17  18 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
الجنون و الإنفلونزا     ( من قبل 7 أعضاء )    قيّم

       كل التحية إلى شيخنا وأستاذنا وأخينا في الله د. يحيى على هذه المعلومات القيمة عن "نجاسة الخنزير" والأحكام الشرعية التعلقة في ذلك.. وعلى الروابط التي سهلت علينا مهمة الاطلاع ..
     أخي ..ألم يكن ملفتا للنظر إنّ جميع ( الجنون و الإنفلونزا ) تخرج من بقاع أجحفوا في المعاصي وظلم الإنسانية !!! وأحمد الله كثيرا إننا لم نسمع في يوم من الأيام خروج مثل هذه الأوبئة من ديارنا إلاّ إذا انتقلت كعدوى من منافذنا الواسعة لغيرنا الضيقة علينا !!..
     ألم تكن هذه الأمور تخرج لشيء في نفوسهم  لتمرير أمر ؟!!!...كبيع أدوية تدر عليهم الربح الوفير .. وما الذي نسمعه إلاّ ترويجا لبضاعتهم .. والمنظمات العالمية للصحة في أيديهم وتخدمهم .. ونحن نعرف إنهم قادرون على عمل الفيروس وبطلاته ..البداية كانت بالبقر وهم أصلا رعاة بقر .. ثم الدجاج والغنم واليوم الخنازير ولا ندري غدا... أفي الكلاب يصير؟!!

15 - مايو - 2009
أكرمكم الله : مصائب الخنزير
تابع للقصة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

المعرِسُ زارَ عروستهو             وبِحُزْنِ الْبِنْتِ فَلا يَعْلَمْ
الْبَيْتُ مَلِيئٌ بالنَّاسِي               حُزْنٌ في الْبَيْتِ فَقَدْ خَيَّمْ
تَعْرِيفُ الْجَدُّ عَلَى الْخَاطِبْ       اجْلِسْ فَتَعالَ أبو مَكْرَمْ
قَدْ قَامَ النَّاسُ وَعَزُّوهو                يَرْحَمْ رَبِي مَا فَاقَدْتُمْ
حُكْمُ الْبَارِي فِينَا نَافِذْ       اصْبِرْ.. الصَّبْرُ جَمِيلٌ للْمُسْلمْ
فِي الفِرْدوسِ الأعْلى يَنعمْ
فيقولُ الخاطبُ فِي النَّاسِ             ابْنِي جُزءٌ مِنْ أنْفاسِي
ابنِي يَتَهادى فِي موتهْ                يأْوي في عيني في سمعي
ابني رمزٌ ابني شرفٌ                الناسُ سَتَحْكي عَنْ اسمي
يَتَسَلَّلُ حُزْنٌ في فِكْري              يَتَغَلْغَلُ في عُمْقِ الصَّدْرِ
يا عيني جُودي بالدَّمعِ                 ابني مَدفونٌ فِي قَلْبِي
يا ربِّي زِدْني إيْمانا                    يا ربِّي قوِّيْ لِي صَبْري
ابني مقتولٌ مَظْلومْ
المعرسُ عادَ إلى بَيْتِهْ      عَبراتٌ تذرفُ مِنْ عَيْنِهْ
فَيُكَفْكِفُهَا وَيُداريها        حَتَّى يُخْفيها عَنْ أهْلِهْْ
دمعُ المحزونِ فَلا يُكتمْ
سَأَلَتْ الأمُّ عَن الدَّمْعِ:   لـِمَ  تَدْمَعُ عَيْنُكَ يَا وَلَدِي ؟!
فدموعُ أبِيٍّ منهمرةْ           مِنْ عين شُجَاعٍ في بيْتي؟!!
قد قالَ الخاطبُ : يا أمِّي      حاولْتُ على خبْتِ الدَّمعِ
لكنَّ العين قَدِ استعصتْ          هطلتْ دمعا جبرا عنِّي
مقتولٌ ابْني يا أمِّي                 والموتُ مُذيبٌ للنفسِ
موت مدهونٌ بالعلقم
هذا حالي حتَّى زوجيْ       والْقاتلُ مجروبٌ مُعديْ
أيامُ الخطبةِ قدْ تَمَّتْ     دعواتُ العرسِ عَلى وشكِ
تأتي المخطوبةُ في الهودجْ     صارتْ الزُّوجةُ فِي أملِ
أنْ تنجبَ طِفْلا مُنْتَظَراً        لِيُساعدَ أهلاً فِي كِبَرِ
ويكونُ لنا نورُ الظُّلَمْ
المدفعُ يقصفُ في بيتٍ            بقذيفةِ موتٍ مجنونةْ
حرقتْ أرضاً قتلتْ مكرمْ    لا تسلمُ سلمى المزيونةْ
بقرتْ بَطْنَاً.. قطعتْ رَأْسَاً        والْيَدُّ لبنتٍ مَبتورةْ
والعالمُ لا يسمعُ أبكمْ

17 - مايو - 2009
حِكَايَةٌ مِنَ حِكَايَاتِ الزَّمَنِ الْمُرِّ
يتبع القصة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

 
آآهٍ .. آآهٍ ..آهْ يَا أُمِّي           باتتْ العينُ لنا تدمعْ
أبكي ولدي دوما أنحب          ابْنِي يَتَقَطَّع مِنْ مَدْفَعْ
أشْجَانِي أحْزَنَنِي طِفْلي     وَعَلى حُكمِ الباري نَخْضَعْ
وأصلِّي ليلاً فِي الدُّلجِ          ولربِّ الكونِ أنا أركعْ
مَوْتُ الْمَدْفَعْ عِنْدَ الْمَوْلَى     فِي الخُلْدِ على فننٍ يرتعْ
الرحمة من رب منعم
وَجَمَتْ أمٌُّ لَمَّا سَمِعَتْ        سَكَنَتْ صَارَتْ الأمُّ حَزِينَةْ
لا يشفيني إلاَّ النصرُ               فيداوي جرح المكلومة
يَدْمِي قَلْبِي جُرح ٌ مُؤْلِمْ
وأَبٌ للْخَاطِبِ فِي الدَّارِ      دوما يَتَقَصَّى الأخْبارِ
فَيُشاهِدُ أحزانَ المعرسْ        فالحرقةُ تَحْرقُ كالنَّارِ
وَلَدِيْ افْتَحْ أُذُنَكَ واسْمَعْ    وانقلْ عنِّي  كُلَّ الخبرِ
الفجرُ سَمَا فوقَ الظَّالِمْ
زَوْجِي يَا أهلي  َيَا إبْنِي       ولَكُمْ مِنِّي كُلُّ البِشْرِ
اسْمَعْ مِنِّي . اثلجْ صَدْرَكْ     النصر يغذي أفكاري
ِقدْ ولَّى الليْلُ عَلى وَلَجٍ         وارفعْ أعْلاما للنَصْرِ
لِنُعيدَ لِحاضِرنا مَجْدا            قَدْ نَامَ عَدوٌّ فِي قَهْرِ
والشَّمْسُ تُنَوِّر لا تُظْلمْ
ابْنَكْ يَا إبْنِيْ سَيَعِيشْ             ويحققُ نَصْرا فِي نَصْرِ
ويُعيدُ مَحاسنَ ماضِينا               يُبْعِدْ عنّا كُلَّ الشَّرِ
أرضٌ يَزْرَعْ يركعُ غاصبْ       يَتَسامى فجرٌ عَنْ فَجْرِ
ثَكَناتُ عَدوٍّ مُخْترقَةْ            نَفَقٌ مُتَواصِلُ فِي الْحَفْرِ
فِي جُنْحِ الليْلِ وَظُلْمَتَهو        وَقَعَ الْجُنْدِيُّ عَلى أسْرِ
وَعَدوٌّ فِي تِيهٍ يَنْعَمْ
وَعَدوٌّ مُخْتالٌ أحْمَقْ            لا يَعرفُ شَعْبا لا يُقْهَرْ
قَدْ حَاولَ يَقْتُلُ أولادا             وَلَدٌ يَأتي فِيهمْ فَجَّرْ
وَلَنَا صٌاروخٌ نرجمهو      يَسْري فَوْقَ الشَّفَقِ الأحْمَرْ
وَبُيوتُ المجرمِ قَدْ تُهْدَمْ 
زَغْرِدِي ..زَغْرِدِي يَا سَلْمى   .. غَنِّي .. غَنِّي يَا هَاجَرْ
وارْقُصْ وافْرَحْ يَا وَلَدِي      وعروسك ما زالت هاجرْ
في هَذِي الْفَرْحَةِ .. يَا وَلَدِي     مجدٌ يَهْوَى فَجْرَاً مُقْمِرْ
قَدْ صَارَتْ هَاجَرُ لا تَحْلَمْ

17 - مايو - 2009
حِكَايَةٌ مِنَ حِكَايَاتِ الزَّمَنِ الْمُرِّ
** حرقة قلب :    كن أول من يقيّم

أقدم إليك تحياتي أخي عمر ، على  نسمات كلماتكم التي تعبق بالطيب والعنبر  حقيقة إنها بلسم  .. أخي عمر الذي بأمتنا ليس بالقليل ولا نعرف ماهو القادم ونرجو الله تعالى أن يكون خيرا ..
** حرقة قلب :
    اعتلى المنبرَ وفِي العينِ دَمْعَةْ، لخطْبَةِ صَلاةِ الجمْعَةْ ، المسجدُ مكتظٌ بالسمعةِ ، يحضرهُ رجالٌ وَنِسَاء ، واسمُ الْمَسْجِدِ" سهيل بن عويضة الخولي[1]"  في الدارِ البيْضَاء ، والخطبةُ عن براءٍ وولاء ، براءٌ مِنْ مَنْ يوالي الأعْدَاء ، وَمَنْ يُعَادي اللهَ ورسولَهُ فَمِنْهُم بَرَاء ، فكانَ على لبنان اعتداء ، والصواريخُ تمطرُ الأطفالَ والنِّساء .. مِنَ البحرِ الأرضِ والسماء ،فانفعلَ الإمامُ لما يحدثُ مِنْ تقتيلِ الأبْنَاء , وتمزيقٍ للأحْشَاء ، وحصدِ مئاتِ الأبْرْياء ،وما أصابَ العربُ مِنْ تخاذلٍ وَجَفَاء ..فَقَلْبُ الخطيبِ عبد السلام المودن[2] لم يتحملْ وَهْوَ يتكلمُ عَنْ مشاهدَ تقتيلِ الأطفالِ والشيوخِ والنساء ،فَسَقَطَ شَهِيدَاً مَعَ نِهايةِ خطْبَتِهِ العَصْمَاء.. وأسلم الروح لخالقها عن سن تناهز الثالثة والستين عاما.
وقال الصولي[3]: من الطويل
فلا تنكرن لون الدموع فإنها ... يبيضها تصعيدها من دم القلب
ومثله لأبي العباس الضبي: من البسيط
لا تحسبن دموعي البيض غير دمي ... وإنما نفسي الحامي يصعده



[1]  - عن موقع إسلام أون لاين بتصرف .     -   خطبة الجمعة 21-7-2006
 - منقول عن جريدة التجديد المغربية بتصرف [2]
[3] - التذكرة الحمدونية 

18 - مايو - 2009
حِكَايَةٌ مِنَ حِكَايَاتِ الزَّمَنِ الْمُرِّ
ألف ألف مبروك الأستاذ سعيد     كن أول من يقيّم

أقدم أجمل التهاني  والتبريكات إلى أخي الأستاذ سعيد ، وأدعو له ولزوجه العمر المديد ، وأرجو أن يكون ـ باذن الله سبحانه وتعالى ـ زواجا ميمونا فيه كل البركة والسعادة ، وأن يمنحهما عزَّ وجلَّ الذرية الصالحة وأن يجعلهم قرة أعين لهما  ... أما الذي قرأته من كتابة أستاذنا وشاعرنا كان بالنسبة لي صدمتين لا فاصل بينهما والمثل بقول :( ضربتين في الرأس ) ركنان مرة واحدة ، فركن واحد يتصدع منه البناء !!.. أخبار مفاجئة .. من السهل أن تبتعد عن إنسان لايهمك لكن من الصعب أن تبعد عمن أحببت ، فكنا يا أخي نستأنس بأشعارك الجميلة وتوجيهاتك الصائبة ، وموضعات أختنا ضياء القيمة وتعليقاتها الصادقة النابعة من القلب  وأصبحت  أخى روحك وروح أختنا ضياء قريبتين من أرواحنا لأنهما كانتا محبة في الله ، محبة صادقة لا زيف فيها ، فسفينة مجالس الوراق دون ربانها تهيم على صفحة الماء حتى تغرق .. ونرجو منكما أخي زهير ، أختي ضياء أن تتحملا على نفسيكما قليلا ، ونحن نعرف من جرب الغربة ومآسيها ، قلبه يتحمل من الهموم طباقا ، وهو صامت لا يتضجر ....القلب منه ينزف ويحترق ، ولا يبح ولا نشعر بأنه يتألم ...

3 - يونيو - 2009
الزوبعة والفنجان، والعصفورة والشجرة، ودار الوراق العامرة.
ثلاث ضربات في الرأس     ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

ثلاث ضربات في الرأس والضربات مؤلمة ( الأخ زهير / الأخت ضياء / وشيخنا د. يحيى ) ما الذي يحدث ؟!!! .وماذا بعد ؟!! . هذه هي الغربة الحقيقية .. التي نحاول فيها أن نخفف من زمهريرها بلقيا الأحبة في هذا المجلس ، الذي سوف يظل عامرا بأركانه إن شاء المولى العلي القدير  .. أتساءل هل فراق أحبابنا في الله هيّن ؟!!... حقيقة يا أستاذ سعيد إنها زوبعة ولكن ليس بفنجان .. قال الشاعر :
كأن هموم الناس في الأرض كلها ... علي وقلبي فيهم قلب واحد

3 - يونيو - 2009
الزوبعة والفنجان، والعصفورة والشجرة، ودار الوراق العامرة.
أضم صوتي مع الأخوة     ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

أضم صوتي مع الأخوة الأستاذ أحمد والأستاذ سعيد وشيخنا الأستاذ ياسين ..
زُهَيْرُ تُثِيْرُ أَشْجَانِي    فَشِعْرُكَ عَذْبُ رَوْحَانِي
وَبَحْرُكَ فِي أَصَالَتِنَا      شَذَا عَنْبَرْ وَرَيْحَانِي
وُجُودُكَ بَيْنَنَا حَقُّ
ضِيَاءُ سَمَتْ مَكَانَتُهَا     وَنُوْرِ الْحَقِّ رِفْعَتُهَا
مَعَارِفُهَا وَفِكْرَتُهَا       تُنَاجِينَا بِعَوْدَتِهَا
فَنَرْجُوا عَوْدَةً صِدْقُ
أَبُو بَشَّار رَائدُنَا   بِعِلْمِ الدِّينِ رَاوِينَا
فَنَنْهَلُ مِنْ مَنَابِعِهِ   وَعِلْمُ الشَّهْدِ سَاقِينَا
فَلا تُبْعِدْ فَنَفْتَرِقُ

5 - يونيو - 2009
الزوبعة والفنجان، والعصفورة والشجرة، ودار الوراق العامرة.
مَشَاهِدُ من دمعة غُرْبَة عن وطن    كن أول من يقيّم

مَشَاهِدُ من دمعة غُرْبَة عن وطن
ـ دمعة حنين وشوق ولوعة :  تنْزل من غريب يعيش في بلاد الغربة من اشتياق للأ هل والأحباب والوطن ؛ مشاعر الفراق والبعد عن الأوطان والمحبين مشاعر متجدده في كل عصر, فالأرواح واحده ،والشوق نار تكوي الصدور, واللقاء غيثها الشافي ..
ـ خير الدين الزركلي رحمه الله ،قد اغترب قهرا عن بلده سوريا بنفي من المستعمر ( الفرنسي ) وعاش غربته في مصر ، فكان قلبه يتحرق شوقا إلى الأهل والخلان ، وحتى أصبحت العين لا تعرف النوم ولا السهاد من شدة الوجد وكانت دائما باكية ، حيث قال في قصيدته " نجوى[1]"
العـين بعـد فراقهـا الوطنا     لاساكنا ألـفت ولا سكنا
ريانــة بالدمـع أقلقهــا     أن لاتحس كرى ولا وسنـا
ويقول ابن الدمية في قصيدة يحن فيها الى موطنه نجد:
الا يا صبا نجد متى هجت من نجد   لقد زادني سراك وجدا على وجد
إن هتفت ورقاء في رونق الضحى      على فنن غض النبات من الرند
بكيت كما يبكي الوليد ولم نك           جليدا وابديت الذي لم نكن نبدي
وحنَت قلوصي من عدان إلى نجد         ولم ينسها أو طانها قدم العهد
إذا سئت لاقيت القلاص ولا ار              لقدومي اشباها فيألفهم ودي
ـ قبل الوصول :
     كان سليما متعافى وزوجته متهالكة أقعدها المرض وأعماها .. وصل الخبر : "إنَّ أخاك قد مات" .. ردّ : "أخي أم زوجته المريضة" .. أجاب : "أخوك" ، كان ماشيا صوب صيدلية قريبة ـ لا أحد يعلم بخروجه ـ ليحضر الدواء لزوجته والوقت صباحا، ، وقبل الباب بخمسة أقدام وقع ..
وَقَعَـتْ الصَّدْمَةُ فِي رَأْسِي     نَالَتْ مِنْ قَلْبِي مِنْ عَيْنِي
شَلَّتْ فِكْرِي صَارَتْ نَفْسِي    لا تَدْري يَومِي مِنْ أَمْسِي
    ركبَ الطائرةَ على عجلٍ ، لكنّ طائرةَ الغربةِ جناحُها أسودُ ،عادة ما تحرمُ المحبَّ مِنْ لحظةِ الوداعِ الأخيرِ ، فدفن الجثمان قبل الوصول بربع ساعة ..
صَارَتْ عَيْني مِنِّي تَهْطُلْ     فَوقَ الدَّمْعِ دُمُوعٌ تَجْري
جُرْحٌ فَوْقَ جُروحٍ يَدْمي   فالصَّدْمَةُ قَدْ هَدَّتْ جِسْمِي
   قيل :حَمَلَهُ أهلُ النخوةِ وأوصلوه إلى مركز اسعاف وعند الكشف ..كل شيء متوقف "جلطة حادة"..الأهل يتكهنون .. ممكن قام في زيارة لأخيه ، فهو كثيرا ما يتردد عليه ..صار الوقت غروبا .. أعلمهم أخوه أنه لم يره طيلة اليوم.. وبعد البحث المضني .. وجد في ثلاجة الأموات ..
الدَّمْعَةُ جَفَّتْ مِنْ عَيْني    مِنْ كَثْرَةِ حُزْنِي مِنْ كَمَدِي
قَدْ مَاتَ غَريبَا عَنْ أَهْلِهْ   قَـدْ أَرْسَـى حُزْنَا فِي قَلْبي
وَثلاثُ نَوَائبُ أَحْمِلُهَا          مَوتٌ وَفِراقٌ وَالبُعْدي
..  لم ينتهي العزاءُ ليُفْتَحَ مِنْ جديدٍ لزوجتِهِ.. خوتْ الدارُ من الأبِ والأمِّ ..
والشاعر هنا يبين إن جميع هموم قلوب الناس موجودة في قلب واحد وهو قلب الشاعر[2]: وهذا من هول المصيبة ، فكيف يقدر هذا القلب على التحمل ، حيث قال   من الطويل

كأن هموم الناس في الأرض كلها ... علي وقلبي فيهم قلب واحد
ـ البيت الجديد :
     ..في أول يوم وَصَلَتْ ، سعدت هي وزوجها وأولادها بلقاء الأهل والأحبة بعد غياب طويل ، ومشاهدة بيتهم الجديد ، الذي لم يسكن بعد.. نام الجميع في بيتهم القديم ، قام زوجها وأولادها  ، وهي ظلت نائمة لم تستيقظ ، فظنوا أنها في غيبوبة ، لكن رأي الأطباء في المشفى مخالف ، قالوا لزوجها : ربنا يلهمك الصبر .. صعدت الروح مع الفجر.. الصدمة قوية أرقدت زوجها على سرير بجانبها .. لكن الله تعالى لطف فاق من غيبوبة ناسيا اسماء أهله إلاّ آيات من الفرآن الكريم يرددها  فثبتت العقل وصار يتذكر اسماء أولاده ...الموت حق ، سيف مسلط على كل الرقاب..  وهو مؤلم وموت الغفلة أشدّ إيلاما .. وتبعات موت الزوجة ، تخلف في كل يوم غصّة ..
وهنا الشاعر يذرف الدموع لأنها حق عليه ويجب أن تنزل لمثل هذا الموقف مع إن الدموع لا تحيي ميتا الشاعر قال:

بكت عيني وحق لها بكاها      وما يغني البكاء ولا العويل[3]
 أما العُتْبِيّ - محمدُ بن عُبيد اللّه[4] دموعه من شدة المصيبة تركت آثار مجراها على خده ، مع إنه حاول التجلد والصبر لكن لمثل هذة المصيبة يكون الصبر عليها غير محمود ، فقال:
أَضْحَتْ بخدي للدُّموع رُسُومُ   أسَفاً عليك وفي الفؤاد كُلُومُ
والصَّبْر يُحمد في المَوَاطن كلِّها       إلاّ عليك فإنّه مَذْمُوم


 - ديوان الزركلي/ القصيدة بخط الخطاط بدوي الديراني.[1]


 - التذكرة الحمدانية (2/174)[2]
 - قالها الشاعر كعب بن مالك في رثاء سيد الشهداء حمزة رضي الله عنه .[3]
 - العقد الفريد / المراثي /صفحة : 355[4]

7 - يونيو - 2009
مفهوم دمعة غربة
تابع مشاهد من دمعة غربة عن وطن    كن أول من يقيّم

ـ خمسة أيام :
      وصل خبر مرض الوالدة بعدما ودعها ابنها بخمسة أيام ، يهاتف يوميا مَنْ حواليها .. يقولون : إنها تحسنت ، اليوم أفضل من الأمس ، اليوم هذا  أفضل .... وفي اليوم الخامس من المرض ، وقبل صلاة العصر من يوم الجمعة ، هاتف ليسمع مايثلج صدره بالشفاء التام وإلاّ بزوجة أخيه ترد على مهاتفته قائلة : أخذوها ليصلّوا عليها صلاة العصر .. يرحم الله ما فقدنا ، ولك الصبر ..الابن لم يودع ولم يحضر دفن والدته .. ما أصعبها على النفس وما أقساها ..
الشاعر محمود سامي البارودي كان يتمنى الموت أولا حتى لا يرى موت امه لانه لا ينعم بالعيش بعدها ، فقال في رثاء أمه :
لَعَمْرِي لَقَدْ غَالَ الرَّدَى مَنْ أُحِبُّهُ   وَكانَ بودي أنْ أموتَ وَيسلما
وَأيُّ حياةٍ بعدَ أمًّ فقدتها كَمَا        يفْقِدُ الْمَرْءُ الزُّلاَلَ عَلَى الظَّمَا
وهنا كان الشاعر يخاف على أمه نت المرض ولا يحتمل أن يراها مريضة فكيف يكون الحال عندما يراها ميته ، فقال[1] أيضا :
وَكيفَ تلذُّ العيشَ نفسٌ تدرعتْ         منَ الحزنِ ثوباً بالدموعِ منمنما؟
تألمتُ فقدانَ الأحبة ِ جازعاً                  وَمنْ شفهُ فقدُ الحبيبِ تألما
وَقدْ كنتُ أخشى أنْ أراكِ سقيمةً    فكيفَ وَقدْ أصبحتِ في التربِ أعظما؟
ـ جُرْحٌ فِي نِصْفِ الليْلِ :
    انطفأ نور روحه وروح ابنته الرضيعة وهي بحضنه داخل سيارته مع الغروب ، إثر حادث سير كان له فيه شراك للموت منصوب ، في بلاد الغربة ..كان القدر مدوَّن فيها ومكتوب .. ونعيقُ البوم يُسَمع مع إنَّ صوته لا محبوب ولا مرغوب ، فسمع الصوت ذووه .. وصوتُ الموتِ مصدوقٌ لا مكذوب ..
وجموا للبنْتِ ووالدِهَا ..  واحْتَارُوا فِي وَصْلِ الخبرِ
لم يَتَأَنُّـوا حَتَّى فَجْـرٍ .. أوْ يَأْتِي الْيَوْمَ إلَى الظُّهْرِ
الفقيد له أمٌّ ..وبعد منتصفٍ من ليلٍ نقلوا لها خبر الشؤم ، فأيقظهوها ، بعدما كانت تنعم ، في سباتٍ وأحلام النوم ، فتوجست ، وفي نفسها قالت : زيارةٌ وفي منتصف الليل!! .. أعلموها بما هو محمولٌ في الصدر ..
وَهُـنَا كَأْسٌ للْحَنْظَـلِ     يُسْـقَى للأمِّ مَـعَ الْمُـرِّ
وَعُيُونٌ قَدْ صَارَتْ تمْطِر     فِي صَمْتِ الليْلِ عَلَى الْجَمَرِ
وكأنَّ شيئا من قلبها قفز لا يعود ولا يؤوب .. والدمع من قلب أمٍّ مسكوب .. لا أحد .. سوى الواحد الصمد .. في دجى الليلٍ ينزل السكينة ويصبر القلب..... فجرح في الليْلِ مازال يُدمي في كلِّ شروقٍ وغروبِ .. قالت  والعين منها تذرف:
فَلَوْلا فَضْلٌ مِنْ رَبِّي    لَطَارَ بِعَقْلٍ مِنْ رَأْسِي
  آآآه .. خبرُ موتٍ مفاجئٍ لابني وابنتِهِ فِي غربةٍ وفِي منتصفِ الليْلِ !!!....أهل النخوةِ في بلادِ الغربةِ ،حقيقة إنَّ للرَجُلِ وقفةً ، ساعدوا في عمل الإجراءات ..وساهموا في نقل الجثمانين إلى مثويهما الأخير .. وما زالت الرضيعة في حضن أبيها مدفونة وجرح نصف الليل ما زال ينزف.. إنها الدمعة القوية ؛ دمعة على غربته، ودمعة على موته ، ودمعة صدمة وصول الخبر في منتصف الليل..


 - الشاعر محمود سامي البارودي في رثاء أمه [1]

7 - يونيو - 2009
مفهوم دمعة غربة
تابع مشاهد من دمعة غربة عن وطن 2    كن أول من يقيّم

ـ  مفهوم دمعة الغربة عند الأستاذ علي القاسمي "الموت والغربة[1] ":عند الأستاذ علي القاسمي[2] الذي تغرّب عن وطنه زهاء خمس وثلاثين سنة، إلا أن هذه الغربة قد ازدادت حدّتها مع (الوحدة) وتضاعف الإحساس بها بعد تقدّم العمر في قصته (أوان الرحيل). فهي (غربة واقعية) يكشف عنها الواقع الشخصي للأستاذ علي القاسمي، حيث تجلت في الأحداث التالية :
إن الشاعر العربي "عبد الوهاب البياتي" عاش غريباً ومات غريباً ، ودُفن في بلاد الغربة بعيداً عن وطنه، وقد أبدى القاسمي في حديثة عن غربة البياتي في (ما يشبه القصة) إحساساً ممضاً تجاه هذا الشاعر وحرص على أن يفتتح بها هذه المجموعة القصصية برمتها. وتزداد مأساوية "غربة البياتي" حين لم يجد مَن ينقل رفاته إلى وطنه (العراق). وحين جاهد القاسمي نفسه ووقته من أجل (البحث عن قبر الشاعر البياتي) في إحدى ضواحي دمشق ، رفقة شقيقه الذي عمّق غربته الذاتية بعد أن استحضر معه ذكرياتٍ عن الأهل والوطن .. كان القاسمي يقرأ واقعه من خلال غربة البياتي خصوصاً وأنهما ينتميان إلى وطن واحد .                .
ـ إن كافة[3] حالات الموت التي صوّرها القاسمي في هذه المجموعة، قد تمّت في (وحدة) قاتلة ، وهي (الغربة) عن الأهل غالباً وعن الوطن أحياناً. فالأستاذ محمد أبو طالب ( في أقاصيص الساعة، والنداء، والقادم المجهول)، والرسام خالد الجادر (في أقصوصتي القارب والظمأ)، والمرأة العجوز (في أقصوصة الكومة)، والسائق (في أقصوصة النجدة) والجار (في أقصوصة النهاية) كلهم ماتوا وحيدين وفي غربة قاتلة . وقد أبى القاسمي في كافة هذه الحالات إلا أن يبدي إحساساً بالمسؤولية تجاههم ، والتزاماً بتشييعهم إلى مثواهم الأخير.
* إن القاسمي خلال استعراضه لحالات الموت في (الغربة) و(الوحدة)، استحضر واقعه الشخصي بوحدته وغربته، و(تخيّل) إمكانية موته في ذلك الواقع ، فقرّر أن يرتّب ظروف وفاته الخاصة، أن يتعاقد مع شركة متخصصة في الموضوع ، من أجل أن تلتزم ببنود ( عقد الوفاة ) ، الذي أبرمه معها (في أقصوصة النهاية) التي تبدو في ترتيبها ( الأخيرة ) ، وبعد المقدمة (ما يشبه القصة) حول عبد الوهاب البياتي ، بأنهما ( مفتاح ) و ( قفل ) المجموعة برمّتها.
* لم يقتصر "القاسمي[4]" على الإيماء إلى غربته ووحدته من خلال غربة الآخرين ووحدتهم فحسب ، بل كشف في سياقات سردية مختلفة عن ذلك بطريقة مباشرة نقتصر منها على أقواله التالية المقتبسة من أقصوصة النداء:

 ـ " عندما توفي صديقي سيدي محمد أحسستُ بالوحدة تحاصرني"
ـ " كنتُ كلّما ضاقت نفسي وشعرتُ بالغربة تهبط على روحي مثل غيمة سوداء، أُسرِعُ إلى شقته".         .
ـ " وبعد أن غيّبه الموت ، لا أرى أين اتجه إذا ما داهمني الشعور بالغربة والوحدة".                                     .  
ـ " كنتُ أتوقّع ما سيحل بي من وحدة وغربه بعد رحيله."
ـ " أشعر بالوحدة حتى عندما أكون محاطاً بعشرات الأشخاص."
ـ " تنوح وحدتي في أعماقي دون أن يسمعها أحد، وتئن جراحي بين ضلوعي من غير أن يدري بها مخلوق[5].
وقد كشف "القاسمي" نفسه عن هذه الواقعية المفرطة في (ما يشبه الخاتمة) عندما قال: " أعترف بأنني كاتب بلا خيال ، تنقصني القدرة على التخيّل، فأنا لا أستطيع الكتابة إلا عن تجارب خبرتها بنفسي وانفعلتُ بها[6]."
وضع "علي القاسمي"  فقرات على ظهر الغلاف ، ومنها قوله: " قررتُ مساء أمس أن أحدد تاريخ وفاتي بنفسي ، وأشيّع نعشي بنفسي ، وأسوّي مراسم دفني بنفسي ، وأدبّج كلمات رثائي الزائفة بنفسي...قررتُ أن يرافق موتي صخب لا يقلّ عن الصخب الذي صاحب ولادتي، ودويٌّ لا ينقص عن الدويّ الذي أعقب مجيئي إلى هذا العالم"[7].


 [1]- د.عبد العزيز جسوس /أستاذ النقد الأدبي / كلية الآداب بمراكش ( بتصرف )
 الأستاذ علي القاسمي أديب عراقي يعيش في غربة لأكثر من خمس وثلاثين سنة في المغرب [2]
 - باستثناء أقصوصتين : (ليلة وفاة جدي) و(الوصية) اللتين وقع فيهما الموت وسط الأهل والأقارب.[3]
         
ـ المصدر: مفاهيم العقل العربي علي القاسمي، دار الثقافة، الدار البيضاء، 2004، 308. ص [4]
 - هذا الاقتباس الأخير من أقصوصة (النهاية)، ص 112.[5]
 - ما يشبه الخاتمة، ص 127 [6]
 - أقصوصة (النهاية)، ص 111[7]

7 - يونيو - 2009
مفهوم دمعة غربة
 14  15  16  17  18