جماليات النص كن أول من يقيّم
الأســــــــالـــــيب الجمـــاليــــــــة.... v ثكلتُ... : جملة خبرية خرجت من معناها الحقيقي إلى معنى مجازي و هو الدعاء. يعلن سخطه ونفوره من هؤلاء الفاسدين. v فلم أر فيهم رجلا أمينا : أفاد حرف الفاء التعليل ، حيث جاء الشطر الثاني تعليلًا للشطر الأول. كأن سائلاً سأل: لماذا تدعو عليهم؟ فأجاب بالشطر الثاني. v يجوز في لفظ المستخدمين قراءتان: v المُسْتَخْدِمِينا : اسم فاعل و معناها طالب للخدمة v المستَخْدَمينا : اسم مفعول و معناها المطلوب للتوظيف، مقدم الخدمة . وهو المعنى المراد. v فقد عاشرتهم : أفاد حرف الفاء التعليل، حيث عاشرهم البوصيري لذلك تحدث عنهم حديث الخبير الدقيق ببواطن الأشياء، (فليس من رأى وجرب كمن سمع ). v فقد عاشرتهم و لبثت فيهم : هذا الشطر يذكرنا بقوله تعالى : ﴿ولقَد لبثَتُ فيكُم عمراً من قبلهِ ﴾ v عدلت بواحد منهم : هذا الشطر كناية عن احترافهم السرقة. و دليل على أنهم بلغوا الدرجة العليا في فنونها . v و النشو السمينا: وصف هذا الفاسد المسمى النشو بالسمين يوحي ببلوغه الغاية في أكل مال الناس بالحرام، فالموظف يستلم الوظيفة فقيرًا نحيفًا، ويخرج منها سمينًا مكرشًا كأنه بغل من البغال، وذلك غالبًا ما يكون من حرام وسحت ملأ به جسده، كما أن قانون (من أين لك هذا ؟؟) يكون مغيبًا غير مطبقٍ!!! . v فكتاب الشمال هم جميعًا: كتاب الشمال : تورية لها معنى بعيد و هو الملائكة الذين يكتبون السيئات، ومعنى قريب وهم كتاب المنطقة الشمالية ببُلبيس . v كتاب الشمال: فيه تشبيه حيث شبه اللصوص بكتبة السيئات (كتاب الشمال) وبين المشبه و المشبه به بون شاسع و تناقض تام إذ كيف يُشبَّه شيطان بملَك كريم ؟ وقد ندافع عن البوصيري فنقول: إنه أراد أن يبالغ في كون اللصوص لا يفعلون إلا السيئات والذنوب فقط ، وبالتالي كأنهم لا يعرفون من الكتبَة إلا كتبة الشمال. ويمكن القول: إن كتاب الشمال الذي قصدهم هم كتاب المنطقة الشمالية في بلبيس. § فلا صحبت شمالهم اليمينا: جملة خبرية خرجت عن معناها الحقيقي إلى معنى مجازي وهو الدعاء. يعلن عن كراهيته لهم وبغضه إياهم، مركزًا على الوسيلة الأولى للسرقة في الدواوين/المصالح الحكومية، وهي اليد!!! وجل الناس خوان ولكن أناس منهم لا يسترونا § خوان: صيغة مبالغة تدل على كثرة الخيانة. وهذا يدل على قائلاً قال للبوصيري: الخيانة فاشية في المجتمع، فلماذا تركز على هؤلاء؟! فأجاب بهذا البيت مشيرًا إلى نوعين من اللصوص: النوع الأول:يسرق في الخفاء. النوع الثاني:يسرق في العلن. وفي هذا البيت أسلوب يسمى التجريد كأن البوصيري جرد من نفسه شخصًا حاورهري فقال له: لماذا تفضح هؤلاء فقط من بين كل اللصوص؟ فأجابهم من خلال هذا البيت حيث قال لهم:إن هؤلاء أعلنوا خيانتهم وفضحوا أمرهم. ولولا ذاك ما لبسوا حريرا ولا شربوا خمور الأندرينا ولا ربُّوا من المردان قوما كأغصان يقمن وينحنينــــا في هذا البيت يعدد الشاعر دلائل كونهم فاسدين مغتصبين (حرامية) وهي مظاهر فيها تفاخرهم بالمال الحرام، وذلك من خلال: 1. تحولهم من الفقر حيث كانوا يلبسون الملابس الممزقة إلى لبس الحرير بين ليلة وضحاها. 2. شربهم لأجود الخمور. ومن قبل كانوا يكتفون بالماء، وما أرخصه حينئذٍ!!! 3. اتخاذهم غلمانًا ذوي صفات خاصة لأعمال خاصة!!!! ولا شربوا خمور الأندرينا : تضمين من معلقة عمرو بن كلثوم في البيت الذي يقول: الأهبي بصحنك فاصبحينا ولاتبقي خمور الأندرينا كأغصان يقمن وينحنينا : تشبيه حيث شبه هؤلاء الفتية بالأغصان التي تتمايل مع الريح؛ للدلالة على ليونتهم ونداوة أجسادهم، كأنهم إناث!!!! هذا وقد طغى على الأبيات الأسلوب الخبري باستثناء بيت واحد وهو: فخذ أخبارهم مني شفاهًا وأنظرني لأخبرك اليقينا حيث أسلوب الأمر. وفي هذا البيت دليل على أن هذه النونية خطبة شعرية، ومن ثم ناسبها الأسلوب الخبري الذي يناسب الحقائق والوقائع. كما جاءت هذه القصيدة في تسعة و تسعين بيتًا؛ فكانت هذه الأبيات جزءً أوليًّا منها، يدور حول موضوع ذم الموظفين في العصر المملوكي . إعداد الطالبة/ عزة بنت ناصر بن علي المعولي . والطالبة : جوخة بنت سعيد بن علي المعولي . مراجعة د/صبري أبوحسين كلية الدراسات الإسلامية و العربية بدبي |