البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ياسين الشيخ سليمان أبو أحمد

 14  15  16  17  18 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
أبو الزهور الفلسطيني    كن أول من يقيّم

رأي الوراق :

أستاذتنا الكريمة ضياء ،
وما اعتذرت إلا لأن الواجب رايته يقضي علي بان لا اغفل سفرا ضخما رائعا من هذه المشاركات القيمة التي ساهم فيها أصحابها من مشاركين ومشاركات ، وفيها من الشعر ومن النثر ما يشفي الغليل ، ويبريء السقيم العليل ، فكان اعتذاري عن غفلتي وتقصيري ، فمثل " أحاديث الوطن والزمن المتحول " لا يحق لي ان اغفل عنها .
ومن المشاركات التي اطلعت عليها مشاركتك بعنوان : مجنون (1) : زهير " أبو الزهور" ، التي أوحت لي بالمشاركة التالية عن ابي زهور طبق الأصل عن الذي ذكرته ، والتي استعرت لها في أولها بعضا من سطور مشاركتك القيمة :
 
 أبو الزهور الفلسطيني
 
كنا نرى " أبو الزهور " الفلسطيني دائماً نظيفاً ، حليقاً ، متأنقاً في لباسه . كان يرتدي عادة البدلة والطربوش ويزين نفسه بأنواع من الزهور مختلفة ، يضعها في جيب سترته ، فوق صدره ، ويضع منها خلف أذنيه ، ويشكل أخرى على طربوشه .
كان مزهرية متنقلة ، يذرع رصيف الشارع الرئيسي في مدينة نابلس أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات، جيئة وذهابا ، منتصب القامة مرفوع الهامة ، وكانت مشيته أقرب ما تكون إلى مشية عسكري في طابور . وكان لا يكلم أحدا إلا بحساب ، و إذا طرحت عليه سؤالا أجابك بسرعة وباقتضاب .  وكانت قسمات وجهه المعبرة تعبر اكثر ما تعبر عن تبرمه بالناس من حوله ، وعن ضيقه بأفقهم الثقافي الضحل مقارنة بما يمتلكه هو من آفاق ثقافية واسعة رحبة  ، وأن عقولهم دون مستوى عقله في الفهم والتفكير ، ودون ثقافته المنقطعة النظير . كان هذا آخر عهدي به لما كنت فتى يافعا .
وتمر الأعوام ، ويشاء الله أن التقي " أبو الزهور" بعد انقطاع دام عشرة أعوام اختفى خلالها " أبو الزهور" حتى كاد الناس أن ينسوه . التقيته في " جنين" حين انتقل عملي إليها ، فإذا هو هو ، إلا أنه يرتدي الحطة والعقال بدلا من الطربوش ، وقد قلل من عدد الزهور والورود التي يزدان بها . كان الرجل حكيما فعلا ، فقد استبدل الحطة بالطربوش ، فكل بيئة لها ما يناسبها من الزي ، فوق أن الطربوش أخذ يؤول إلى الزوال .
وكنت أفسر سبب قلة زهور" أبو الزهور" بأنها قلة الخير بين الناس ، وقلة هدأة البال بل انعدامها ، فقد كان الاحتلال قد ضرب أطنابه الغليظة فيما كان تبقى من أرض فلسطين . وتبين لي بعد مدة أن تفسيري كان صحيحا لمّا علمت أن " أبو الزهور " مر من أمام سور جنينة مدرسة للبنات في المدينة ، وكان متلهفا ، بالطبع ، إلى قطف بعض من زهور  تلك الجنينة الجميلة كي يتزين بها كما يحب ويهوى . ولم يكن " أبو الزهور " لصا ولا يرضى لنفسه أن يكون كذلك ؛ فاستأذن مديرة تلك المدرسة في قطف ما يرغب ، فأبت عليه أن يقطف زهرة واحدة ، فما كان منه إلا أن خاطبها قائلا : " والليل إذا عسعس " ، ولم يزد على هذا الخطاب  حرفا واحدا .
وبدا أن مديرة المدرسة لم تفهم معنى ما خاطبها به " أبو الزهور " ، أو أنها استبعدت  أن يفعل ما نوى على فعله . المهم أنها فوجئت في اليوم التالي بجنينة المدرسة وقد صارت خرابا بلقعا خالية من أية زهرة .
لم أكلم " أبو الزهور " في حياتي ولا مرة ، إلا مرة واحدة طرحت عليه فيها السلام وأنا أمر من جانبه ، فقد كنت أخشى أن يظنني من العابثين ؛ ولكني كنت أشاهد الكثير من أحواله ، وأنصت باهتمام إلى ردوده على من كان دأبهم ممازحته من أجل تسلية أنفسهم لا غير . وكنت كثيرا ما أتتبع أخباره ممن يُعنون به أولا بأول . ولم يكن "أبو الزهور" ليسلم  من ممازحة جنود الدوريات الإسرائيلية الذين كانوا وقتها من العرب الفلسطينيين الدروز . كانوا يثقلون عليه بالألفاظ النابية متعمدين ذلك تعمدا كي يستمتعوا بردوده المنفعلة من مثل : " يا أولاد الفاعلة ، روحوا ل ... "غولدا مائير" اسألوها بدلا مني ." وبما أن " أبو الزهور" عند الناس ،  مجنون ، فلا عليه من أحد بأسا ولو كان من جند الاحتلال ، وتلك نعمة انفرد بها المجانين دون العقلاء . وكان إذا ضايقه بعض الفتية من أهل المدينة وعبثوا به ، يطير صوابه ويأخذ يقذفهم بأقذع الألفاظ ، والتي كان أقلها قذعا تلك التي تنفي عنهم جنسيتهم العربية ، وتصفهم بأنهم نسل المغول والططر أيام اجتاحوا بلاد العرب اجتياحا ليس أشد وأقسى منه تاريخا على " أبو الزهور " إلا تصرفات هؤلاء "الوضعاء" الذين لا يألون جهدا في التفكه والتندر بمعاناته متخذين منه هدفا سهلا .
لما مات أبو الزهور ماتت الحكمة المجنونة معه  ، ولم تعد لنا حكمة نأخذها من أفواه المجانين . نعم ، الحكمة المجنونة ماتت وبقيت بعدها الحكمة العاقلة المدّعاة ادعاء . حكمة مبهرجة تنطق بها الأفواه دون ان يكون لها في النفوس أثر حميد يرجى ، أو هدف صادق خلا من النفاق ، فما هي إلا تشدق بالألفاظ الخالية من أي بصيص للحياة .
وها أنا ، والحمد لله ، قد عرفت أبوين للزهور : أبا الزهور اللبناني ، وأبا الزهور الفلسطيني ، ولعل هذين البلدين أولى من غيرهما بآباء الزهور ، على الأقل قبل أن ذبلت وذوت زهور العراق . وليتني أعرف أبا زهور عراقي ، وآخر سوداني ، وأخر... ، وآخر.... 
والمجنون " أبو الزهور" مجنون حقا لا ريب في ذلك . نعم ، هو مجنون بحب الجمال ، مجنون بحب الطبيعة الصادقة الأليفة المحبوبة البهية الطلعة... طبيعة تمنحك قبسا من بهجتها المشتعلة مرحا ، وتهبك جذوة تعيد اشتعال ما خبا فيك من حب الحياة الزاهرة السعيدة بعد أن طغت على مشاعرك الآلام والأحزان ، وبرّحت فؤادك تباريح بنات الدهر . وكلما قست عليك الحياة بقسوة الأحياء من بني الإنسان ــ وربما كان من أولئك القساة من هم من بني جلدتك ــ  كلما احتضنتك الطبيعة الساحرة تروح عنك ما تعاني من قسوة .
 ومن زهور الطبيعة وورودها أصناف تجل عن الحصر ، فمنها صنف يدعى الحب ، وهو على أنواع  وأشكال وألوان ، ومنها آخر يدعى الإيثار ، ومنها زهر التضحية ، ومنها ريحان الحنان ، ومنها ورد الوفاء ، ومنها أقحوان المودة ، ومنها نرجس الرقة والوداعة ، ومنها ياسمين الصداقة ، ومنها فلّ التقوى ، ومنها ومنها الكثير من أصنافها البارعة الجمال .
ولعل أشواك الطبيعة لا تقل عطاء عن زهورها ، فهي تعبق بالحكمة أضوع ما يكون العبق ، وهي إن أدمت أصابعك العابثة ، فإنها تقول لك : احذر وخزات الحاقدين ، واستعذ بالله من همزات الشياطين ، وكن صبورا على غدر السنين ، وانظر إلى  أمورك كلها بعين المبالاة ، فلا تحقرن صغيرا وإن دق ، فربما يأتيك الخطر من الدقيق ، ولا أدق من رأس شوكة .
ولقد سمت العرب  أبناءها وبناتها بمشتقات زهر : زهير ، وزاهر ، وزهر وزهر الدين وزهري وزهرية وأزهر وأزهري ومزهر وازدهار وأزهار وزاهرة ، وزَهرة ، وزُهرة ، وزهّار ، وزهراء ، وزهور ، وزهيرة ، وزهران ... والمكان الذي نضع فيه ما نقطفه من زهور سميناه "مزهرية " . أسماء كلها تحمل معنى النضارة والصفاء والضياء والإشراق والنور ، فهل بعد المجنون ، أبي هذه الزهور كلها ، من يفوقه من العقلاء إشراقا ونورا وعقلانية!
لقد انتقل أبو الزهور إلى رحمة الله من زمان ، وأنا ما زلت حتى هذه اللحظة أجهل اسمه الحقيقي ، وسوف اظل به جاهلا ، فلا حاجة بي إليه .
قلنا إن " أبو الزهور " مات وماتت معه حكمته ، ولكن ما بقي من زهوره الذابلة تنتظر بفارغ الصبر " أبو زهور " آخر يقوم بريّها لعل نضارتها تعود من جديد ، ولتنبض قلوبها بالحياة الزاهرة . 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

16 - أغسطس - 2008
أحاديث الوطن والزمن المتحول
الخليفة العباسي : الواثق بن المعتصم    كن أول من يقيّم

وفيها:(232هـ) كانت وفاة الخليفة الواثق بن محمد المعتصم بن هارون الرشيد أبي جعفر هارون الواثق. كان هلاكه في ذي الحجة من هذه السنة بعلة الاستسقاء، فلم يقدر على حضور العيد عامئذ، فاستناب في الصلاة بالناس قاضيه أحمد بن أبي داؤد(دؤاد) الإيادي المعتزلي. توفي لست بقين من ذي الحجة ، وذلك أنه قوي به الاستسقاء فأقعد في تنور قد أحمي له بحيث يمكنه الجلوس فيه ليسكن وجعه ، فلان عليه بعض الشيء اليسير، فلما كان من الغد أمر بأن يحمّى أكثر من العادة فأجلس فيه ثم أخرج فوضع في محفة فحمل فيها وحوله أمراؤه ووزراؤه وقاضيه ، فمات وهو محمول فيها، فما شعروا حتى سقط جبينه على المحفة وهو ميت ، فغمض القاضي عينيه بعد سقوط جبينه ، وولي غسله والصلاة عليه ودفنه في قصر الهادي ، عليهما من الله ما يستحقانه . وكان أبيض اللون مشرباً حمرةً جميل المنظر خبيث القلب حسن الجسم سيء الطوية ، قاتم العين اليسرى، فيها نكتة بيضاء ، وكان مولده سنة ست وتسعين ومائة بطريق مكة، فمات وهو ابن ست وثلاثين سنة، ومدة خلافته خمس سنين وتسعة أشهر وخمسة أيام.(البداية والنهاية ، نشرة الوراق ،ص480ص481)
 

16 - أغسطس - 2008
حلية الأعلام
بوركت    كن أول من يقيّم

بوركت على هذا الدعاء الطيب أخي الكريم slim ، وجزاك الله تعالى خيرا ، ووفقنا وإياك لما يحب ويرضى .

17 - أغسطس - 2008
مسابقة دراسات قرآنية
أبو مسلم الخراساني    كن أول من يقيّم

اسمه عبد الرحمن بن مسلم ويقال عبد الرحمن بن عثمان بن يسار الخراساني الأمير صاحب الدعوة وهازم جيوش الدولة الأموية والقائم بإنشاء الدولة العباسية.كان من أكبر الملوك في الإسلام كان ذا شأن عجيب ونبأ غريب من رجل يذهب على حمار بإكاف ( ببرذعة) من الشام حتى يدخل خراسان ثم يملك خراسان بعد تسعة أعوام ويعود بكتائب أمثال الجبال ويقلب الدولة ويقيم دولة أخرى .
ذكره القاضي شمس الدين بن خلكان فقال كان قصيراً أسمر جميلاً حلوا نقي البشرة أحور العين عريض الجبهة حسن اللحية طويل الشعر طويل الظهر خافض الصوت فصيحاً بالعربية وبالفارسية حلو المنطق وكان راوية للشعر عارفا بالأمور لم ير ضاحكاً ولا مازحاً إلا في وقته وكان لا يكاد يقطب في شيء من أحواله. تأتيه الفتوحات العظام فلا يظهر عليه السرور وتنزل به الفادحة الشديدة فلا يرى مكتئبا وكان إذا غضب لم يستفزه الغضب إلى أن قال وكان لا يأتي النساء في العام إلا مرة يشير إلى شرف نفسه وتشاغلها بأعباء الملك. (سير أعلام النبلاء ، نشرة الوراق : ص665 ) .

17 - أغسطس - 2008
حلية الأعلام
جهد مشكور    كن أول من يقيّم

جهدك مشكور أستاذة لمياء ، ويستحق المتابعة بجدارة ؛ فهو فريد في بابه ، وتعليقاتك عليه دقيقة ومتقنة . ولعل منا من تهمه معرفة الألفاظ العامية الجزائرية أو المغربية عموما وصلتها باللغة الفصحى ، ومقارنتها بعامية بلاده .

17 - أغسطس - 2008
الأمراض والعاهات والعيوب وما يتصل بها في عاميتنا
شكر الله لك    كن أول من يقيّم

 
    شكر الله لك أستاذنا الحذيفي ما تفضلت به علي من تعليق مفيد ، هذا ، وإني أعتذر عن تأخري بالشكر، كوني لم أطالع الموضوع منذ مدة طويلة . وبمناسبة الحديث عن الدقة أذكر أني قرأت مرة عن تردد نواة ذرة الآزوت ، وأنه يبلغ أربعة وعشرين مليار ( على اعتبار أن المليار = 1000 مليون ) مرة في الثانية الواحدة ؛ فسبحان الخالق " بديع السموات والأرض ".
     

17 - أغسطس - 2008
الكوارتز والدقة في قياس الوقت
الحمد لله ، فقد أسعدتم حالي    كن أول من يقيّم

 أستاذنا الفاضل الأكبر ، زهير ظاظا ، حفظكم الله ورعاكم ،
   الحمد لله على ما أسعدتم به حالي ،  لما نقلتم إلي مباركة أستاذنا الجليل محمد السويدي ،  والذي أشكره الشكر الجزيل على تفضله باعتبار بحثي يستحق أن يكون من منشورات دار السويدي . بارك الله جهودكم الخيرة في خدمة العلم والمعرفة .
  

20 - أغسطس - 2008
مسابقة دراسات قرآنية
لا يبكي من الحجاج وإنما يبكي عليه .    كن أول من يقيّم

حياك الله أستاذة ضياء، وحيا كل المشاركات والمشاركين . ومن مشاركتك أفدت أمرا هاما من قولك : "وبما أن البخل كان طبعاً متأصلاً في نفوسهم فإنهم لم يتمكنوا من تغيير طبيعتهم تلك رغم ما ألحقت بهم من الخسارة ." هذا الأمر هو التفكير في معنى الطبع والتطبع ، وهل من طبع على صفة أو خصلة يمكنه أن يستبدلها بأخرى إذا شاء. وقد انتهيت إلى أن الصفة المرذولة تأتي من النفس الأمارة بالسوء وفقا لمعنى الآية : " ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون " من سورة الحشر . ويمكن للمتصف بهذه الصفة ان يستبدلها إذا عزم على ذلك . ولكن الحديث الذي خاطب به النبي الكريم أشج عبد القيس يوحي بأن الله تعالى هو من يطبع الناس على صفات يشاؤها : " يا أشج إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة فقال: خلتان تخلقتهما أو خلقان جبلت عليهما؟ فقال "بل خلقان جبلك الله عليهما" فقال: الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله ورسوله " متفق عليه .. ولو حاول أشج عبد القيس ان لا يكون حليما ولا متأنيا لما استطاع . والتعارض الذي يمكن أن يكون متوهما بين الآية والحديث يمكن الخروج منه إلى أن الصفات الحميدة من الله ، وأن الصفات الخبيثة من نفس الإنسان ، وواجبه مقاومة نفسه في مثل هذه الحال . ومما يؤيد هذا المعنى قوله تعالى : "ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا"من سورة النساءوالله أعلم .
ومن قصص البخلاء إلى قصص المغفلين ، حمانا الله من البخل والغفلة :
"ومن المنقول عن المغفلين على الإطلاق قال بعضهم دخلت مسجد دمشق فإذا أنا بجماعة عليهم سمة العلم فجلست إليهم وهم ينقصون من علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقمت من عندهم مغضبا فرأيت شيخاً جميلا يصلي فظننت به الخير فجلست إليه فقلت له يا عبد الله أما ترى هؤلاء القوم يشتمون علي بن أبي طالب وينقصونه وهو زوج فاطمة الزهراء وابن عم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقال لي يا عبد الله لو نجا أحد من الناس لنجا منهم أبو محمد رحمه الله تعالى(الغريب انه لم يقل : رضي الله عنه) قال فقلت ومن أبو محمد قال الحجاج بن يوسف وجعل يبكي فقمت من عنده وحلفت لا أقيم بها." (ثمرات الأوراق ، نشرة الوراق ، ص59)
أما ( رضي الله عنه ) فقد ذكرتني بحكاية حكاها لي صديق كان يعمل في شبابه في الفرقة الموسيقية الملكية في إحدى الممالك العربية ممن تحكمها الأسر التي تنتسب للنسب الشريف ، قال : لمّا كان يقام احتفال يحضره الملك وأفراد الأسرة ورجال الحاشية ، فإن رجلا كانت وظيفته الإعلان عن قدوم الشخصيات بصوت عال ، فما إن تطل الشخصية قادمة حتى يصيح : سمو الأمير فلان رضي الله عنه ، ثم سيادة الأمير علان رضي الله عنه... وهكذا.. ولما يأتي دور الملك ، يصيح الرجل : جلالة الملك فلان صلى الله عليه وسلم ..
 

20 - أغسطس - 2008
استراحة، وابتسامة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته    كن أول من يقيّم

شكرا لك أخي ، الأستاذ يوسف الزيات ، وحفظك الله تعالى ورعاك . مع صادق المودة والاحترام .

23 - أغسطس - 2008
مسابقة دراسات قرآنية
أبو الأسود الدؤلي :    كن أول من يقيّم

   أبو الأسود ظالم بن عمرو … بن بكر الديلي، ويقال: الدؤلي، وفي اسمه ونسبه ونسبته اختلاف كثير؛ كان من سادات التابعين وأعيانهم، صحب علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وشهد معه وقعة صفين، وهو بصري، وكان من أكمل الرجال رأياً وأسدهم عقلاً. وهو أول من وضع النحو، قيل إن علياً، رضي الله عنه، وضع له: الكلام كله ثلاثة أضرب: اسم وفعل وحرف، ثم رفعه إليه وقال له: تمم على هذا.. .(وفيات الأعيان، نشرة الوراق :ص313)
 وحكى أبو غفر الدؤلي- وكان شاعراً- قال: كنت عند عبد الملك بن مروان إذ دخل عليه أبو الأسود الدؤلي- وكان أحول دميماً قبيح المنظر- فقال له عبد الملك : يا أبا الأسود، لو علقت عليك عودة من العين، فقال: إن لك جواباً يا أمير المؤمنين، وأنشد:
     
أفنى  الشباب الذي أفنيت جدته كر  الجديدين من آت iiومنطلق
لم يتركا لي في طول اختلافهما شـيئاً أخاف عليه لذعة iiالحدق
 
أما والله لئن كانت أبلتني السنون وأسرعت إلي المنون لما أثبت ذاك إلا في موضعه، ولرب يوم كنت فيه إلى الآنسات البيض أشهى منك إليهن...انتهى .(وفيات الأعيان، نشرة الوراق :ص314)
   وفي قصة وضع أبي الأسود علم النحو روايات متعددة غير تلك التي ذكرت عنه مع علي (ر) ، منها   ما ذكره ابن خلكان أيضا  :
قيل إنه كان يعلم أولاد زياد بن أبيه وهو والي العراقين يومئذ، فجاءه يوماً وقال له: أصلح الله الأمير، إني أرى العرب قد خالطت هذه الأعاجم وتغيرت ألسنتهم، أفتأذن لي أن أضع للعرب ما يعرفون أو يقيمون به كلامهم? قال: لا، قال: فجاء رجل إلى زياد وقال: أصلح الله الأمير، توفي أبانا وترك بنون، فقال زياد: توفي أبانا وترك بنون!! ادعوا لي أبا الأسود، فلما حضر قال: ضع للناس الذي نهيتك أن تضع لهم .
وقيل: إنه دخل بيته يوماً فقال له بعض بناته: يا أبت، ما أحسن(أحسَنُ) السماء، فقال: يا بنية نجومها، فقالت له: إني لم أرد أي شيء منها أحسن، إنما تعجبت من حسنها، فقال: إذن فقولي ما أحسن(أحسَنَ) السماء، وحينئذ وضع النحو ( وفيات الأعيان ، نشرة الوراق ، ص314).
ويمكن القول : إن مثل هذه الروايات عن سبب وضع علم النحو لا تصمد أمام النقد . فزياد ابن أبيه يرفض أن يأذن لأبي الأسود بوضع علم النحو دون أن يبين السبب في ذلك ويكتفي بقول "لا " . ثم إن اللحن في اللغة إن كان وقتها قد فشا بين الناس ، فزياد ابن أبيه لا بد ويعلم ذلك ، وليس بحاجة إلى " توفي أبانا وترك بنون" حتى تكون دافعا له لاستدعاء أبي الأسود وأمره إياه بوضع ما كان نهاه عن وضعه ، وكأنه يسمع اللحن في اللغة لأول مرة .
أما ما قيل عن واحدة من بنات أبي الأسود من أنها لحنت فقول مردود ؛ لأن ابنة أبي الأسود حين تسأل مستفهمة لن تكون نبرتها نبرة المتعجب . وما دامت تتعجب من جمال السماء ، فلن تكون النبرة نبرة المستفهم . وإذا كانت ابنة أبي الأسود ، وأبوها هو من هو في الفصاحة والإعراب ، تلحن في كلامها بكل هذه البساطة ؛ فمعنى ذلك أن اللحن كان قد شاع شيوعا كبيرا بين الناس في ذلك الزمن العربي الإسلامي الباكر ، وهذا أمر مستبعد ، ويؤكد استبعاده أن عهد بني أمية امتاز الناس فيه بالتعصب للعرب وبقلة الاختلاط بغيرهم من الموالي والأعاجم .
 
 
 

26 - أغسطس - 2008
حلية الأعلام
 14  15  16  17  18