البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات د يحيى مصري

 149  150  151  152  153 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
رحمها الله رحمات تسع السموات والأرض .    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

أخي الفاضل الأستاذ محمد عثمان حفظك ربي ورعاك ...
سلام الله عليكم ورحمة منه وبركات . " كل نفس ذائقة الموت " . عظّم الله أجركم ، ورحم الله والدتكم رحمة واسعة ، وأنا أجِلُّك وأوقّرك ؛ لِبِرّك بها ، فهنيئاً لك ولكل ابن يبَرّ بأبويه ، ولاسيما الأم......أدعو الله بأسمائه الحسنى وصفاته العُلا أن يتغمدها  برحمته ، وأن يدخلها جنته ، وبارك الله في إيمانك ، وجمعنا الله في الجنة على سرر متقابلين ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ، والحمد لله على كل حال . وجزى الله خيراً أستاذنا زهيراً أبا المروءة والخيرات .

17 - يونيو - 2009
تذكار بنات
وأد    كن أول من يقيّم

البحث عن جذر وأد في لسان العرب

الوَأْدُ والوَئِيدُ: الصوتُ العالي الشديدُ كصوت الحائط إذا سقط ونحوه؛ قال المَعْلُوط:
أَعاذِل، ما يُدْرِيك أَنْ رُبَّ هَجْمَةٍ، لأَخْفافِها، فَوْقَ المِتـانِ، وئِيدُ?
قال ابن سيده: كذا أَنشده اللحياني ورواه يعقوب فَديدُ. وفي حديث عائشة: خرجت أَقْفُو آثار الناسِ يومَ الخندق فسمعتُ وئيدَ الأَرض خَلْفِي.
الوئيدُ: شِدَّةُ الوطءِ على الأَرض يسمع كالدَّوِيّ من بُعد. ويقال: سمعت وَأْدَ قوائمِ الإِبلِ ووئيدَها. وفي حديث سواد بن مطرف: وأْدَ الذِّعْلِبِ الوجناء أَي صوتَ وَطْئِها على الأَرض. ووَأْدُ البعير: هَدِيرُه؛ عن اللحياني.
ووأَدَ المَؤُودةَ، وفي الصحاح وأَدَ ابنتَهُ يَئِدُها وأْداً: دَفَنها في القبر وهي حية؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
ما لَقِيَ المَوْءُودُ من ظُلْمِ أُمّه، كما لَقِيَتْ ذُهْلٌ جميعاً وعامِرُ
أَراد من ظُلْمِ أُمِّهِ إِياه بالوأْدِ. وامرأَة وئيدٌ ووئيدةٌ: مَوْءُودةٌ، وهي المذكورة في القرآن العزيز: وإِذا المَوءُودةُ سُئِلَتْ؛ قال المفسرون: كان الرجل من الجاهلية إذا ولدت له بنت دفنها حين تضعها والدتها حية مخافة العار والحاجة، فأَنزل الله تعالى: "وَلا تقتلوا أَولادكم خشية إِملاق نحن نرزقهم وإِياكمْ". وقال في موضع آخر: "فَإِذا بُشِّر أَحدهم بالأُنثى ظل وجهه مسودّاً وهو كظيم يتوارى من القوم من سُوء ما بُشِّر به أَيُمْسِكه على هُونٍ أَم يَدُسُّه في التراب". ويقال: وأَدَها الوائدُ يَئِدُها وأْداً، فهو وائدٌ، وهي موءُودةٌ ووئيدٌ. وفي الحديث: الوئيدُ في الجنة أَي الموءُودُ، فَعِيلٌ بمعنى مفعول. ومنهم مَن كان يَئِدُ البَنِين عن المَجاعةِ، وكانت كِنْدَةُ تَئِدُ البناتِ؛ وقال الفرزدق يعني جدّه صعصعة بن ناجية:
وجَدّي الذي مَنَعَ الوائداتِ، وأَحْيا الوئيدَ فـلـم يُوأَدِ
وفي الحديث: أَنه نهى عن وَأْدِ البناتِ أَي قَتلِهِنَّ. وفي حديث العزل: ذلك الوَأْدُ الخَفِيُّ. وفي حديث آخر: تلك المَوْءُودةُ الصغرى؛ جعل العَزْلَ عن المرأَة بمنزلة الوأْد إِلا أَنه خفي لأَنَّ من يَعْزِلُ عن امرأَته إِنما يعزل هرَباً من الولد، ولذلك سماها الموءُودة الصغرى لأَن وأْدَ البناتِ الأَحياء الموءُودةُ الكبرى. قال أَبو العباس: من خفف همزة الموءُودة قال مَوْدةٌ كما ترى لئلا يجمع بين ساكنين.
ويقال: تَوَدّأَتْ عليه الأَرضُ وتَكَمَّأَت وتَلَمَّعتْ إذا غَيَّبَته وذهبَت به؛ قال أَبو منصور؛ هما لغتان، تَوَدَّأَتْ عليه وتَوَأْدَتْ على القلب.
والتؤْدةُ، ساكنة وتفتح: التَّأَنِّي والتَّمَهُّلُ والرَّازنةُ؛ قالت الخنساء:
فَتىً كان ذا حِـلْـمٍ رَزِينٍ وتـؤْدةٍ، إِذا ما الحُبى مِن طائِفِ الجَهْلِ حُلَّتِ
وقد اتَّأَدَ وتَوَأَّدَ، والتَّوْآدُ منه. وحكى أَبو علي: تَيْدَكَ بمعنى اتَّئدْ، اسم للفعل لا فعلاً، فالتاء بدل من الواو كما كانت في التُّؤدة، والياء بدل من الهمزة قلبت معاً قلباً لغير علة. قال الأَزهري: وأَما التُّؤدةُ بمعنى التأَنِّي في الأَمر فأَصلها وُأَدَةٌ مثل التُّكَأَةِ أَصلها وُكَأَةٌ فقلبت الواو تاء؛ ومنه يقال: اتَّئدْ يا فتى، وقد اتَّأَدَ يَتَّئِدُ اتَّئاداً إذا تَأَنَّى في الأَمر؛ قال: وثلاثيه غير مستعمل لا يقولون وَأَدَ يَئِدُ بمعنى اتَّأَدَ. وقال الليث: يقال إِيتَأَدَ وتَوَأَّدَ، فإِيتَأَد على افتَعَلَ وتَوَأَّدَ على تَفَعَّل. والأَصل فيهما الوأْد إِلا أَن يكون مقلوباً من الأَوْدِ وهو الإِثقالُ، فيقال آدَني يَؤودني أَي أَثقلني، والتَّأَوُّد منه. ويقال: تَأَوَّدَتِ المرأَة في قيامها إذا تَثَنَّتْ لتثاقلها؛ ثم قالوا: تَوَأَّدَ واتَّأَدَ إذا تَرَزَّنَ وتمَهَّلَ، والمقلوبات في كلام العرب كثيرة. ومَشى مَشْياً وئيداً أَي على تُؤْدَةٍ؛ قالت الزَّبَّاءُ:
ما للجِمالِ مَشْيُها وئِيدا? أَجَنَدَلاً يَحْمِلْنَ أَم حَدِيدَا?
واتَّأَدَ في مشيه وتَوَأَّدَ في مشيه، وهو افتَعَلَ وتَفَعَّل: من التُّؤدة، وأَصل التاء في اتَّأَدَ واو. يقال: اتَّئدْ في أَمرك أَي تَثَبَّت.

17 - يونيو - 2009
الموءودة ليست أنثى فقط
ابن عباس ، رضي الله عنهما ، والموءودة .(1)    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ)
( التكوير81/8) :" وإذا الموءودة سئلت"
 " حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، قال: جاء قيس بن عاصم التميميّ إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: إني وَأَدت ثماني بنات في الجاهلية، قال: " فأعْتِقْ عَنْ كُلّ وَاحِدَةٍ بَدَنَةً "
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي يَعلى، عن الربيع بن خيثم { وَإذَا المَوْءُودَةُ سُئِلَتْ } قال: كانت العرب من أفعل الناس لذلك.
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي يعَلى، عن ربيع بن خيثم بمثله
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: { وَإذَا المَوْءُودَةُ سُئِلَتْ } قال: البنات التي كانت طوائف العرب يقتلونهنّ، ..."
تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ)
 " جاء قيس بن عاصم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إنى وأدت ثمانَ بنات كنّ لي في الجاهلية، قال: «فأعتِق عن كل واحدة منهن رقبة» قال: يا رسول الله إني صاحب إبل، قال: «فأهْدِ عن كل واحدة منهنّ بَدَنة إن شئت» " وقوله تعالى: «سُئِلت» سؤال الموءودة سُؤال توبيخ لقاتلها، كما يقال للطفل إذا ضُرِب: لم ضُرِبت؟ وما ذنبك؟ قال الحسن: أراد الله أن يُوبِّخ قاتلها؛ لأنها قُتِلت بغير ذنب. وقال ابن أسلم: بأي ذنب ضُرِبت، وكانوا يُضربونها. وذكر بعض أهل العلم في قوله تعالى «سئلت» قال: طُلِبت؛ كأنه يريد كما يُطلب بدم القتيل. قال: وهو كقوله:وَكَانَ عَهْدُ ٱللَّهِ مَسْئُولاً }[الأحزاب: 15]؛ أي مطلوباً. فكأنها طُلِبت منهم، فقيل أين أولادكم؟! وقرأ الضحاك وأبو الضُّحا عن جابر بن زيد وأبي صالح «وإِذا الموءودة سَألت» فتتعلق الجارية بأبيها، فتقول: بأيّ ذنب قتلتني؟! فلا يكون له عذر؛ قاله ابن عباس وكان يقرأ
 { وَإِذَا ٱلْمَوْءُودَةُ سألت } وكذلك هو في مصحف أُبيّ. وروى عِكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن المرأة التي تقتل ولدها تأتي يوم القيامة متعلقاً ولدُها بثدييها، ملطخاً بدمائه، فيقول يا ربّ، هذه أمي، وهذه قتلتني " ..."
تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ)
 وقيل: كانت الحامل إذا أقربت حفرت حفرة فتمخضت على رأس الحفرة؛ فإذا ولدت بنتاً رمت بها في الحفرة، وإن ولدت ابناً حبسته فإن قلت: ما حملهم على وأد البنات؟ قلت: الخوف من لحوق العار بهم من أجلهنّ. أو الخوف من الإملاق، كما قال الله تعالى:وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَـٰقٍ }[الإسراء: 31]، وكانوا يقولون: إن الملائكة بنات الله، فألحقوا البنات به، فهو أحق بهنّ. وصعصعة بن ناجية ممن منع الوأد؛ فبه افتخر الفرزدق في قوله:
وَمِنَّا الَّذِي مَنَعَ الْوَائِدَاتِ
   
فَأَحْيَا الْوَئِيدَ فَلَمْ تُوأَدِ
فإن قلت: فما معنى سؤال الموءودة عن ذنبها الذي قتلت به؛ وهلا سئل الوائد عن موجب قتله لها؟ قلت: سؤالها وجوابها تبكيت لقاتلها نحو التبكيت في قوله تعالى لعيسى:
{ أأنت قلت للناس... } إلى قوله:...سُبْحَـٰنَكَ مَا يَكُونُ لِى أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِى بِحَقّ }.
تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ)
{ وَإِذَا ٱلْمَوْءُودَةُ } المقتولة المدفونة { سُئِلَتْ } أي سألت أباها { بِأَىِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ } بأي ذنب قتلتني ويقال وإذا الوائد يعني القاتل سئل بأي ذنب قتلتها.
تفسير المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز/ ابن عطية (ت 546 هـ)
و { الموءودة }: اسم معناه المثقل عليها، ومنه:
ولا يؤوده }[البقرة: 255] ومنه أتأد، أي توقد، وأثقل وعرف هذا الاسم في البنات اللواتي كان قوم من العرب يدفنونهن أحياء يحفر الرجل شبه البر أو القبر ثم يسوق ابنته فيلقيها فيها، وإذا كانت صغيرة جداً خدّ لها في الأرض ودفنها، وبعضهم: كان يفعل ذلك خشية الإملاق وعدم المال، وبعضهم: غيرة وكراهية للبنات وجهال.
 
تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ)
يقال: وَأَدَ وَلَدَهُ، أي: دفن
وَمِنَّا الَّذِي مَنَعَ الوَائِدَا
   
تِ فَأَحْيَا الوَئِيدَ وَلَمْ يُوأَدِ
يعني: صعصعة بن صوحان، وهو جَدّ الفرزدق.
 قال ابن عباس: كانت المرأة في الجاهلية إذا حملت، فكان أوان ولادها حفرت حفيرة، فتمخَّضت على رأس الحفيرة، فإن ولدت جارية رَمَتْ بها في الحفيرة، وإن ولدت غلاماً حبست.
تفسير غريب القرآن / زيد بن علي (ت 120 هـ)
وقوله تعالى: { وَإِذَا ٱلْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ } معناه المدفونةُ حَيةً.
تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ)
أي: طلب منها من قتلها؟ توبيخاً له، أي: وقيل لها: من قتلك؟ ولأي شيء قتلت بغير 1ذنب؟ توبيخاً لقاتلها. وأصل الوأد في اللغة: الثِّقْلُ. يقال: وَأَدَهُ [يَئِدُهُ] وَأْداً: إذا أثقله، فكأنه يُثْقِلُ المولودة بالتراب. ومنه:وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا }[البقرة: 255].
 وكان أهل الجاهلية يقتلون بناتهم، فوبخهم الله بذلك. [وقرأ] ابن عباس وجابر ابن زيد:
{ وَإِذَا ٱلْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَىِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ } ، أي: سألت قاتلها: بأي ذنب قتلها.

17 - يونيو - 2009
الموءودة ليست أنثى فقط
المرحوم ، إن شاء الله تعالى، العلامة الشنقيطي    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم

تفسير أضواء البيان في تفسير القرآن/ الشنقيطي (ت 1393 هـ)
{ وَإِذَا ٱلْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ } * { بِأَىِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ }الوأد: الثقل، كما في قوله تعالى:
وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا }[البقرة: 255].
والموءودة: المثقلة بالتراب حتى الموت، وهي الجارية، كانت تدفن حية، فكانوا يحفرون لها الحفرة ويلقونها فيها، ثم يهيلون عليها التراب.
وقوله تعالى: { بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ } إشعار بأنه لا ذنب لها، فتقتل بسببه، بل الجرم على قاتلها.
ولكن لعظم الجرم يتوجه السؤال إليها تبكيتاً لوائدها.
وقد جاء عن عمر رضي الله عنه قوله: أمران في الجاهلية. أحدهما: يبكيني والآخر يضحكني.
أما الذي يبكيني: فقد ذهبت بابنة لي لوأدها، فكنت أحفر لها الحفرة وتنفض التراب عن لحيتي وهي لا تدري ماذا أريد لها، فإذا تذكرت ذلك بكيت.
والأخرى: كنت أصنع إلهاً من التمر أضعه عند رأس يحرسني ليلاً، فإذا أصبحت معافى أكلته، فإذا تذكرت ذلك ضحكت من نفسي.
أما سبب إقدامهم على هذه الجريمة الشنيعة وما دفعهم على ارتكابها، فقد ناقشه الشيخ رحمه الله تعالى علينا وعليه بتوسع، عند قوله تعالى من سورة النحل:
وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ٱلْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَّا يَشْتَهُونَ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِٱلأُنْثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَىٰ مِنَ ٱلْقَوْمِ مِن سُوۤءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي ٱلتُّرَابِ أَلاَ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ }[النحل: 57-59].
وبهذه المناسبة، فإنّ هنا تنبيهين لا بد من إيرادهما.
الأول منهما: ما يشبه الوأد في هذه الآونة الحديثة، وهو التعرض لمنع الحمل بأي وسيلة كانت.
وقد بحثت هذه المسألة قديماً وحديثاً. أما قديماً ففي عملية العزل، وجاء فيه حديث جابر
" كنا نعزل والقرآن ينزل " رواه مسلم. زاد إسحاق قال سفيان: لو كان شيئاً ينهى عنه لنهانا عنه القرآن. وجاء فيه: فبلغ ذلك النَّبي صلى الله عليه وسلم فلم ينهنا.
كما جاء التحذير الشديد في حديث حذامة بنت وهب أخت عكاشة قال: حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناس قال:
" " لقد هممت أن أنهي عن الغيلة فنظرت في الروم وفارس فإذا هم يغيلون أولادهم فلا يضر أولادهم ذلك شيئا " ، فسألوه عن العزل، فقال: " ذلك الوأد الخفي "
زاد عبد الله في حديثه عن المقري زيادة وهي: وإذا الموءودة سئلت.
ففي الحديث الأول: ما يفيد التقرير.
وفي الثاني: ما يفيد شدة النكير.
وجاء في صحيح مسلم أيضاً
" عن أبي سعيد " غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة بني المصطلق، فسبينا كرائم العرب، فطالت علينا الغربة، ورغبنا في الفداء، فأردنا أن نستمتع ونعزل، فقلنا: نفعل ذلك؟ ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا، لا نسأله، فسألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " لا عليكم ألا تفعلوا ما كتب الله خلق نسمة هي كائنة إلى يوم القيامة إلا ستكون " ". وفي رواية: " إن الله كتب من هو خالق إلى يوم القيامة ".
وفي رواية: " فقال لنا: " وإنكم لتفعلون، وإنكم لتفعلون، وإنكم لتفعلون. ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا هي كائنة ".
وفي رواية: " لا عَليكم ألاَّ تفعَلوا، فإنما هو القدر ".
قال أبو محمد: وقوله: لا عليكم أقرب إلى النهي.
وقال الحسن: والله لكأن هذا زجرٌ.
فأنت ترى قوله صلى الله عليه وسلم: وإنكم لتفعلون، مشعر بعدم علمه سابقاً، مما يتعارض مع الزيادة في حديث جابر، فبلغ ذلك النَّبي صلى الله عليه وسلم فلم ينهنا، نبقي قول جابر، مما يستدل به المجوزون، ويعارضه: وهي الموءودة، أو الوأد الخفي.
وكان للوأد عند العرب في الجاهلية سببان:
الأول: اقتصادي، خشية إملاق، ومن إملاق حاضر.
والثاني: حمية وغيرة.
وقد ردّ القرآن عليهم في السبب الأول، في قوله تعالى:

وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً }[الإسراء: 31]. وقوله:وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَوْلاَدَكُمْ مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ }[الأنعام: 151].
وأخيراً كان هذا التساؤل شديد التوبيخ لهم، { وَإِذَا ٱلْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ }.
وفي هذه الآية أثيرت مرة أخرى وبشكل آخر أثارها أعداء المسلمين مكيدة للسذج، فأثيرت من الناحية الاقتصادية.
وكان مبدؤها المعروف عند كتاب هذا العصر بنظرية " مالتس " والآن لغرض عسكري لتقليل عدد جنود المسلمين، حينما علم العدو أن الإسلام يبيح تعدد الزوجات مثنى وثلاث ورباع، فأرادوا أن يوقفوا هذا النمو.
ويكفي أن نورد هنا قوله صلى الله عليه وسلم:
" تناكحوا تناسلوا فإنِّي مباه بكم الأمم ".
وفي رواية " مكاثر بكم الأمم ". وفيه " تزوجوا الولود الودود " ونحو ذلك.
وقد كنت جمعت في ذلك بحثاً في محاضرة وافية في هذا الغرض، من حيث السياسة والاقتصاد، والدفاع مع عمل إحصائيات للدول التي تطالب بهذا العمل، مما يدفع رأي كل قائل به.
والذي يهمنا في هذا المقام تنبيه المسلمين، إلى أن هذه الدعوة إلى تحديد أو تنظيم النسل منشؤها من اليهود، وتشجيعها في الشرق من دول الغرب، وكثير من الدول الغربية تبذل المال الطائل لتفشي هذا الأمر في دول الشرق الأوسط وخاصة الإسلامية والعربية.
التنبيه الثاني
وهو حول ما يصرِّح به دعاة تحرير المرأة في صورة مناصرة لها، والواقع أنهم دعاة شقائها ومعاداة لها، وهدم لما مكنها الله منه في ظل الإسلام.
وذلك أن المرأة في الجاهلية كانت هذه حالة من حالاتها توأد حية، وتورث كالمتاع، ومهملة الشخصية إلى غير ذلك. فحباها الإسلام ما يثبت شخصيتها ابتداء من إيفائها حقها في الحياة كالرجل، ثم اختيارها في الزواج، وحقها في الميراث إلى غير ذلك.
وقد تقدم الحديث عن ذلك في عدة محلات، منها للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه، عند قوله تعالى:
ٱلرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى ٱلنِّسَآءِ }[النساء: 34].
أخي د/ محمد : السلام عليكم . هل لك إلى توثيق ما جئتَ به ؟

17 - يونيو - 2009
الموءودة ليست أنثى فقط
الجنين و الظلمات الثلاث    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم

آيات الإعجاز:
قال الله تعالى: {يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} [الزمر: 6].
التفسير اللغوي:
قال ابن منظور في لسان العرب: الظُلمة: الظلمة بضم اللام: ذهاب النور، وهي بخلاف النور.
وجمع الظُلمة ظُلَمٌ وظُلُمات وظُلْماتٌ.
فهم المفسـرون:
قال إمام المفسرين ابن جرير الطبري في تفسير الظلمات الثلاث: "يعني: في ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة"، وهو قول ابن عباس وعكرمة ومجاهد وقتادة والضحاك، وورد ذلك أيضاً عن الألوسي والقرطبي في تفسيريهما.
حقائـق علمية:
تمر عملية تخلّق الجنين في بطن الأم عبر ظلمات ثلاث هي:
1.    الظلمة الأولى: ظلمة جدار البطن.
2.    الظلمة الثانية: ظلمة جدار الرحم.
3.    الظلمة الثالثة: ظلمة المشيمة بأغشيتها.
التفسير العلمي:
قال الله تعالى في كتابه العزيز: {يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} [الزمر: 6]. تشير الآية القرآنية الكريمة إلى أن الجنين يمر تخلقه عبر ظلمات ثلاث في بطن أمه، ولقد ذكر علماء التفسير قديماً بأن الظلمات الثلاث هي: "ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة"، وهو قول ابن عباس وعكرمة ومجاهد وقتادة والضحاك.
تأخذ البويضة الملقّحة المعروفة بالـ "زيجوت" (Zygot) بعد عملية الإخصاب مدة ثلاثة أسابيع لتكوّن أول كتلة بدنية تُعرف بالحميل، ثم ينمو هذا الحميل ليتحول إلى جنين مع مطلع الأسبوع التاسع، بعدها ينتقل الجنين في نموه من مرحلة إلى أخرى داخل ظلمات ثلاث.
ولم يتوصل العلم إلى الكشف عن هذه الظلمات إلا مؤخراً في القرن العشرين، حيث قامت الثورة التكنولوجية وبواسطة آلات التنظير الجوفي (endoscopies) بالكشف عنها ورؤيتها. من بين هؤلاء العلماء الدكتور "كيث مور" صاحب الكتاب الشهير (The Developing Human) - تُرجِم إلى (الفرنسية والإسبانية والبرتغالية والألمانية والإيطالية واليابانية)- حيث ذكر: "أن الجنين ينتقل في تخلّقه من مرحلة إلى مرحلة داخل ثلاثة أغطية وهي:
  •  جدار البطن.
  •  جدار الرحم.
  •  المشيمة مع أغشيتها".
إن الآية الكريمة تدل كما فسرها علماء التفسير على أن (الظلمات الثلاث) هي تلك الأغطية المحاطة بالجنين خلال مراحل تخلقه (ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة).
فجدار البطن يحتوي الرحم وجدار الرحم يحتوي المشيمة والتي بدورها تحيط الجنين بأغشيتها. هذه الظلمات التي تحيط بالجنين ترافقه خلال نموه (خلقاً من بعد خلق) وتتأقلم مع حاجاته ريثما يخرج إلى النور، إذ يزداد حجم البطن والرحم وكذلك المشيمة مع ازدياد حجم الجنين، فهي تحيط به وتحفظه من الصدمات. كما تقوم بنقل الغذاء والأكسجين له من الأم ونقل ثاني أكسيد الكربون والفضلات (البولينا) منه إلى الأم.
كل هذه الحقائق العلمية الجنينية تتطلب وجود مجهر وآلات تنظير جوفي وهو ما لم يكن متوفراً للإنسان قبل القرن العشرين.
فمن علّم النبي محمد صلّى الله عليه وسلم العربي الأمي علم التشريح وعلم الأجنة؟ وأي أجهزة متطورة كانت عنده لكشف هذه الحقائق؟ فلندع لبقية آية الظلمات الإجابة على ذلك: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} [الزمر: 6].
مراجع علمية 
" ينتقل الجنين من مرحلة تطور إلى أخرى داخل ثلاثة أغطية التي كانت قد ذكرت في القرآن الكريم بـ: "الظلمات الثلاث"، هذه الظلمات هي مرادفة للمعاني التالية:
  •  جدار البطن.
  •  جدار الرحم.
  •  المشيمة بأغشيتها الكوريونو - أمنيونية. "
وجه الإعجاز في الآية القرآنية :
ووجه الإعجاز في الآية القرآنية الكريمة هو إشارة القرآن الكريم إلى أن عملية تخلّق الجنين تتم في بطون الأمهات عبر ظلمات ثلاث فقال تعالى: {يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ}، وهذا ما كشف عنه علم الأجنة الوضعي.
 

18 - يونيو - 2009
من الإعجاز العددي في القرآن الكريم
النطفة الأمشاج وتحديد جنس الجنين (1)    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم

آيات الإعجاز:
قال الله تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا * إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [الإنسان: 1-2].
وقال عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [سورة الحجرات: 13].
 
حديث الإعجاز:
أخرج الإمام أحمد في مسنده أن يهودياً مر بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يحدث أصحابه فقالت له قريش: يا يهودي، إن هذا يزعم أنه نبي فقال: لأسألنه عن شيء لا يعلمه إلا نبي، فقال: يا محمد، مِمَّ يُخلق الإنسان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا يهودي، من كلٍّ يخلق: من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة، فقال اليهودي: هكذا كان يقول مَن قبلك" (أي من الأنبياء).
التفسير اللغوي:
قال ابن منظور في لسان العرب: "نطفة: النطفة هي صغار اللؤلؤ والواحدة نَطَفةُ ونُطَفَةٌ شبهت بقطرة الماء".
وقال الزبيدي في تاج العروس: "ونطفت آذان الماشية، وتنطفت: ابتلّت بالماء فقطرت.
أمشاج: جمع مشج وهي الأخلاط، يقال: مشجت هذا بهذا إذا خلطته وهو مشوج به ومشيج أي مخلوط".
فهم المفسـرين:
قال ابن جرير الطبري المتوفي سنة (310 هـ) في تفسير قوله تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا * إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [الإنسان: 1-2]. 
"إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج: إنا خلقنا ذرية آدم من نطفة يعني: من ماء الرجل وماء المرأة، والنطفة كل ماء قليل في وعاء، وقوله أمشاج: يعني أخلاط واحدها مشج ومشيج يقال منه إذا مشجت هذا بهذا، خلطته، وهو مشوجٌ به، ومشيج أي مخلوط، وهو اختلاط ماء الرجل بماء المرأة".
وقال الحسن البصري: "مشج (أي) خلط ماء الرجل مع ماء المرأة".
وقال مجاهد: "خلق الله الولد من ماء الرجل وماء المرأة، وقد قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى}".
وقال ابن كثير المتوفى سنة (774 هـ) في تفسير آية سورة الإنسان: "يقول الله تعالى مخبراً عن الإنسان أنه وجد بعد أن لم يكن شيئاً مذكوراً لضعفه وحقارته، فقال تعالى: "هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً" ثم بيّن ذلك فقال جل جلاله: {إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ} أي أخلاط والمشج والمشيج، الشيء المختلط بعضه في بعض".
قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: من نطفة أمشاج: "يعني ماء الرجل وماء المرأة إذا اجتمعا واختلطا ثم ينتقل بعد من طور إلى طور، ومن حال إلى حال، ومن لون إلى لون"،
وهكذا قال عكرمة ومجاهد والحسن البصري والربيع: "الأمشاج هو اختلاط ماء الرجل بماء المرأة".
وقال سيد قطب في ظلال القرآن في تفسيره للآية أيضاً: "الأمشاج الأخلاط، وربما كانت هذه إشارة إلى تكوّن النطفة من خلية الذكر وبويضة الأنثى بعد التلقيح، وربما كانت هذه الأخلاط تعني المورثات الكامنة في النطفة، والتي يمثلها ما يسمونه علمياً "الجينات"، وهي وحدات الوراثة الحاملة للصفات المميزة لجنس الإنسان أولاً ولصفات الجنين العائلية أخيراً، وإليها يُعزى سَير النطفة الإنسانية في رحلتها لتكوين جنين إنسان لا جنين أي حيوان آخر كما تُعزى إليها وراثة الصفات الخاصة في الأسرة، ولعلها هي هذه الأمشاج المختلطة من وراثات شتى".
وهكذا نرى أن أغلب المفسرين من قدامى ومعاصرين متفقون على أن النطفة الأمشاج هي النطفة المختلطة من ماء الرجل وماء المرأة.
أما آية سورة الحجرات وهي قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}، فقد قال ابن جرير الطبري في تفسيره لها: "يقول الله تعالى: يا أيها الناس إنا أنشأنا خلقكم من ماء ذكر من الرجال، وماء أنثى من النساء". وقال ابن كثير في تفسيره لها أيضاً: "يقول تعالى أنه خلقهم من نفس واحدة وجعل منها زوجها وهما آدم وحواء".
فهم علماء الحديث:
قال الإمام ابن حجر العسقلاني المتوفي سنة (852 هـ) في فتح الباري -كتاب القدر- "والمراد بالنطفة المنيّ وأصله الماء الصافي القليل، والأصل في ذلك أن ماء الرجل إذا لاقى ماء المرأة بالجماع وأراد الله أن يخلق من ذلك جنيناً هيّأ أسباب ذلك". ثم قال: "وزعم كثير من أهل التشريح أن منيّ الرجل لا أثر له في الولد إلا في عقده وأنه إنما يتكون من دم الحيض، وأحاديث الباب (أي الموضوع) تُبطِل ذلك".
قال الإمام ابن قيّم الجوزية المتوفى سنة (751 هـ) في كتابه "التبيان في أقسام القرآن": "ومني الرجل وحده لا يتولد منه الولد ما لم يمازجه مادة أخرى من الأنثى". وقال أيضاً: "إن الأعضاء والأجزاء والصورة تكوّنت من مجموع الماءين، وهذا هو الصواب".
يتبيّن لنا مما ذكرناه أن ما اكتشفته البشرية في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين قد تحدّث عنه القرآن الكريم والسنة النبوية، واعتقده الصحابة والتابعون وسائر علماء التفسير والحديث تماماً كما نفهم نحن اليوم ما تذكره الاكتشافات العلمية

18 - يونيو - 2009
من الإعجاز العددي في القرآن الكريم
النطفة الأمشاج وتحديد جنس الجنين (2)    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

مقدمة تـاريخيـة:
لم تكن البشرية تعرف عن النطفة الأمشاج شيئاً فقد كان الاعتقاد السائد لدى الفلاسفة والأطباء أن الجنين إنما يتكون من ماء الرجل، وفي القرن الرابع قبل الميلاد، كان أرسطو أول من أفرد علم الأجنة ببحث خاص بناه على ملاحظاته على كثير من أجنة الطيور والحيوانات، وقد لخّص أرسطو في بحثه عن معتقدات أهل زمانه، وحصرها في نظريتين:
الأولى: وهي أن الجنين يكون جاهزاً في ماء الرجل، فإذا وصل ماء الرجل إلى الرحم، نما كما تنمو البذرة في الأرض آخذاً غذاءه من الرحم.
الثانية: أن الجنين يتخلق من دم الحيض حيث يقوم المني بعقده مثلما تفعل الأنفحة باللبن، فتعقده وتحوله إلى جبن وليس للمني في إيجاد الولد دور وإنما له دور مساعد مثل دور الأنفحة في إيجاد اللبن.
وقد أيد أرسطو هذه النظرية الأخيرة ومال إليها.
ومنذ أن لخص أرسطو النظريات السائدة في عصره بالنسبة لتخلق الجنين، استمر الجدل بين أنصار نظرية الجنين الكامل المصغّر الموجود في ماء الرجل، وأنصار الجنين الكامل المصغر في بويضة المرأة ولم يتنبّه أحد من الفريقين إلى أن كلاً من الذكر والأنثى يساهمان بالتساوي في تكوين الجنين.
وبعد اختراع الميكروسكوب، قال العالم "ليفين هوك" (Leeuwen Hoek) وزميله "هام" (Hamm) باكتشاف الحيوان المنوي في مني الإنسان عام 1677، كما قام العالم "جراف" (Graaf) بوصف حويصلة البويضة التي سُمّيت باسمه إلى اليوم "حويصلة جراف" وذلك عام 1672.
وفي سنة 1839 وصف "شوان" (Schwann) و "شليدن" (Schleiden) خلايا الإنسان وقالا بأنها الأساس لجسم الكائن البشري.
وفي عام 1859 عرف العلماء أن الحيوان المنوي ليس إلا خلية حية وكذلك البويضة.
وفي عام 1875 استطاع "هيرتويج" (Hertwig) ملاحظة كيفية تلقيح الحيوان المنوي للبويضة، وأثبت بذلك أنهما يساهمان في تكوين البويضة الملقحة، وكان بذلك أول إنسان يشاهد عملية التلقيح ويصفها.
وفي عام 1883 تمكن "فان بندن" (Van Beneden) من إثبات أن كلاً من البويضة والحيوان المنوي يساهمان بالتساوي في تكوين البويضة الملقحة، كما أثبت "بوفري" (Boveri) بين عامي 1888 و 1909 بأن الكروموسومات تنقسم وتحمل خصائص وراثية مختلفة، واستطاع "مورجان" (Morgan) عام 1912 أن يحدد دور الجينات في الوراثة وأنها موجودة في مناطق خاصة من الكروموسومات.
وهكذا يتجلى لنا أن الإنسانية لم تعرف أن الجنين يتكون بامتشاج واختلاط نطفة الذكر ونطفة الأنثى إلا في القرن التاسع عشر، ولم يتأكد لها ذلك إلا في بداية القرن العشرين.
بينما نجد القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة قد أكدا بصورة علمية دقيقة أن الإنسان إنما خُلق من نطفة مختلطة سماها "النطفة الأمشاج" فقال تعالى في سورة الإنسان: {إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا}.
وقوله صلى الله عليه وسلم لليهودي: "يا يهودي، من كلٍّ يُخلق من نطفة الرجل ونطفة المرأة" أخرجه الإمام أحمد في مسنده.
وقد أجمع أهل التفسير على أن الأمشاج هي الأخلاط، وهو اختلاط ماء الرجل بماء المرأة.
حقائـق علمية:
- يحوي السائل المنوي ما بين مائتين إلى ثلاثمائة مليون حيوان منوي، واحد منها هو المسؤول عن تلقيح البويضة.
- البويضة الملقحة أو النطفة الأمشاج هي نتيجة تلقيح الحيوان المنوي لبويضة المرأة.
- إذا لقح البويضة حيوان منوي ذكر (Y) فإن الجنين يكون ذكراً، أما إذا لقح البويضة حيوان منوي أنثى (X) فإن الجنين سيكون أنثى.
مراجع علمية 
" النطفة الأمشاج Gamete = مشيج خلية جنسية تناسلية تحتوي وحدة واحدة مختلفة من الكروموسومات أو نصف المادة الجينية اللازمة لتكوين كائن كامل (haploid) خلال عملية الإخصاب، تندمج أمشاج الذكر والأنثى لتؤلف خلية واحدة تحتوي على عدد مزدوج من الكروموزومات تسمى اللاقحة.
الأمشاج يمكن أن تكون متشابهة بالشكل، مثل القالب الأسود (Rhizopus) أو يمكن أن يكون هناك أكثر من شكل مورفولوجي (Heterogamy). أمشاج الحيوانات تظهر أشكالاً متطورة (Heterogamy) تُسمى (Oogamy). والأمشاج الذكرية صغيرة وحَرِكة ويطلق عليها الحيوان المنوي، والأمشاج الأنثوية كبيرة وغير متحركة ويطلق عليها اسم البويضة."
وجه الإعجاز في الآية القرآنية :
وجه الإعجاز في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية هو تقريرها بأن النطفة الأمشاج هي نتيجة تلقيح الحيوان المنوي لبويضة المرأة، وأن تحديد جنس الجنين يعود إلى نوعية الحوين المنوي ذكراً أو أنثى، وهذا ما كشف عنه الطب الحديث.

18 - يونيو - 2009
من الإعجاز العددي في القرآن الكريم
تصويب كلمة واحدة ، مع شكري وتقديري واحترامي    كن أول من يقيّم

الإعجاز العلمي : تحت عنوان = الجنين والظلمات الثلاث ، السطر السابع ، عنوان الفقرة : فهم المفسرون
 
 والصواب  فهم المفسرين .

18 - يونيو - 2009
من الإعجاز العددي في القرآن الكريم
جولة في فكر الدكتور محمد أركون    كن أول من يقيّم

 
نعم ، حارَ الناس في فكره ! أما أخونا د/ محمود علي عكام ، خطيب جامع التوحيد في حلب ، فقد وصفه بأنه عالي الثقافة ؛ لأنه كان أستاذه المشرف على رسالته لنيل الدكتوراه من باريس . كان ذلك قبل ربع قرن ،أو يزيد .

18 - يونيو - 2009
ندوة المرتابين في كتاب الله !!
سيد قطب وأخلاؤه    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

في ظلال القرآن لسيد قطب
{ وإذا الموءودة سئلت: بأي ذنب قتلت؟ } وقد كان من هوان النفس الإنسانية في الجاهلية أن انتشرت عادة وأد البنات خوف العار أو خوف الفقر. وحكى القرآن عن هذه العادة ما يسجل هذه الشناعة على الجاهلية، التي جاء الإسلام ليرفع العرب من وهدتها، ويرفع البشرية كلها. فقال في موضع:
{ وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم. يتوارى من القوم من سوء ما بشر به. أيمسكه على هون أم يدسه في التراب؟ ألا ساء ما يحكمون! }

وقال في موضع:{ وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمـن مثلاً (أي البنات) ظل وجهه مسوداً وهو كظيم. أو من يُنَشّأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين؟ } وقال في موضع ثالث:
{ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم }
وكان الوأد يتمّ في صورة قاسية. إذ كانت البنت تدفن حية! وكانوا يفتنون في هذا بشتى الطرق. فمنهم من كان إذا ولدت له بنت تركها حتى تكون في السادسة من عمرها، ثم يقول لأمها: طيبيها وزينيها حتى أذهب بها إلى أحمائها! وقد حفر لها بئراً في الصحراء، فيبلغ بها البئر، فيقول لها: انظري فيها. ثم يدفعها دفعاً ويهيل التراب عليها! وعند بعضهم كانت الوالدة إذا جاءها المخاض جلست فوق حفرة محفورة. فإذا كان المولود بنتاً رمت بها فيها وردمتها. وإن كان ابناً قامت به معها! وبعضهم كان إذا نوى ألا يئد الوليدة أمسكها مهينة إلى أن تقدر على الرعي، فيلبسها جبة من صوف أو شعر ويرسلها في البادية ترعى له إبله! فأما الذين لا يئدون البنات ولا يرسلونهن للرعي، فكانت لهم وسائل أخرى لإذاقتها الخسف والبخس.. كانت إذا تزوجت ومات زوجها جاء وليه فألقى عليها ثوبه. ومعنى هذا أن يمنعها من الناس فلا يتزوجها أحد فإن أعجبته تزوجها، لا عبرة برغبتها هي ولا إرادتها! وإن لم تعجبه حبسها حتى تموت فيرثها. أو أن تفتدي نفسها منه بمال في هذه الحالة أو تلك.. وكان بعضهم يطلق المرأة ويشترط عليها ألا تنكح إلا من أراد. إلا أن تفتدي نفسها منه بما كان أعطاها.. وكان بعضهم إذا مات الرجل حبسوا زوجته على الصبي فيهم حتى يكبر فيأخذها.. وكان الرجل تكون اليتيمة في حجره يلي أمرها، فيحبسها عن الزواج، رجاء أن تموت امرأته فيتزوجها! أو يزوجها من ابنه الصغير طمعاً في مالها أو جمالها..
فهذه كانت نظرة الجاهلية إلى المرأة على كل حال. حتى جاء الإسلام. يشنع بهذه العادات ويقبحها. وينهى عن الوأد ويغلظ فعلته. ويجعلها موضوعاً من موضوعات الحساب يوم القيامة. يذكره في سياق هذا الهول الهائج المائج، كأنه حدث كوني من هذه الأحداث العظام. ويقول: إن الموءودة ستسأل عن وأدها.فكيف بوائدها؟!
وما كان يمكن أن تنبت كرامة المرأة من البيئة الجاهلية أبداً؛ لولا أن تتنزل بها شريعة الله ونهجه في كرامة البشرية كلها، وفي تكريم الإنسان: الذكر والأنثى؛ وفي رفعه إلى المكان اللائق بكائن يحمل نفخة من روح الله العلي الأعلى. فمن هذا المصدر انبثقت كرامة المرأة التي جاء بها الإسلام، لا من أي عامل من عوامل البيئة.
وحين تحقق ميلاد الإنسان الجديد باستمداد القيم التي يتعامل بها من السماء لا من الأرض، تحققت للمرأة الكرامة، فلم يعد لضعفها وتكاليف حياتها المادية على أهلها وزن في تقويمها وتقديرها. لأن هذه ليست من قيم السماء ولا وزن لها في ميزانها. إنما الوزن للروح الإنساني الكريم المتصل بالله. وفي هذا يتساوى الذكر والأنثى.
وحين تعد الدلائل على أن هذا الدين من عند الله، وأن الذي جاء به رسول أوحي إليه.. تعد هذه النقلة في مكانة المرأة إحدى هذه الدلائل التي لا تخطئ. حيث لم تكن توجد في البيئة أمارة واحدة ينتظر أن تنتهي بالمرأة إلى هذه الكرامة؛ ولا دافع واحد من دوافع البيئة وأحوالها الاقتصادية بصفة خاصة لولا أن نزل النهج الإلهي ليصنع هذا ابتداء بدافع غير دوافع الأرض كلها، وغير دوافع البيئة الجاهلية بصفة خاصة. فأنشأ وضع المرأة الجديد إنشاء، يتعلق بقيمة سماوية محضة وبميزان سماوي محض كذلك!
 
تفسير التحرير والتنوير/ ابن عاشور (ت 1393 هـ)
خص سؤال الموءودة بالذكر دون غيره مما يُسأل عنه المجرمون يوم الحساب. ذلك لأن إعادة الأرواح إلى الأجساد كان بعد مفارقتها بالموت، والموت إما بعارض جسدي من انحلال أو مرض وإما باعتداء عدواني من قتل أو قتال، وكان من أفظع الاعتداء على إزهاق الأرواح من أجسادها اعتداء الآباء على نفوس أطفالهم بالوأد، فإن الله جعل في الفطرة حرص الآباء على استحياء أبنائهم وجعل الأبوين سبب إيجاد الأبناء،فالوأْد أفظع أعمال أهل الشرك وسؤال الموءودة سؤال تعريضي مراد منه تهديد وائدها وَرُعْبِهِ بالعذاب.
وظاهر الآية أن سؤال الموءودة وعقوبة من وأدها أول ما يُقْضَى فيه يوم القيامة كما يقتضي ذلك جعلُ هذا السؤال وقتاً تعلم عنده كل نفس ما أحضرت فهو من أول ما يعلم به حين الجزاء.والوأْدُ: دفن الطفلة وهي حيّة.
تفسير الوسيط في تفسير القرآن الكريم/ طنطاوي (مـ 1928م - )
وقد حكى القرآن فى كثير من الآيات، ما كان يفعله أهل الجاهلية من قتلهم للبنات، ومن ذلك قوله - تعالى -:{ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِٱلأُنْثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ. يَتَوَارَىٰ مِنَ ٱلْقَوْمِ مِن سُوۤءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي ٱلتُّرَابِ أَلاَ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ }
ولم يكن الوأد معمولاً به عند جميع قبائل العرب، فقريش - مثلا - لم يعرف عنها ذلك وإنما عرف فى قبائل ربيعة، وكنده، وتميم. ولكنهم لما كانوا جميعاً راضين عن هذا الفعل، جاء الحكم عاماً في شأن أهل الجاهلية.
تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ)
{ وإذا المَوْءُوْدَةُ } وهي الجارية تدفن حيَّةً.
تفسير أيسر التفاسير/ أسعد حومد
 وَإِذَا سُئِلَتِ المَؤْءُودَةُ أَمَامَ وَائِدِهَا يَوْمَ القِيَامَةِ.
(وَكَانَ العَرَبُ فِي الجَاهِلِيَّةِ يَدْفنُونَ بَنَاتِهِمْ وَهُنَّ أَحْيَاءٌ وَيُسَمُّونَ ذَلِكَ وَأْداً).
تفسير صفوة التفاسير/ الصابوني (مـ 1930م -)
أي وإِذا البنت التي دفنت وهي حية سئلت توبيخاً لقاتلها: ما هو ذنبها حتى قتلت؟ قال في التسهيل: الموءودة هي البنت التي كان بعض العرب يدفنها حيَّةً من كراهته لها أو غيرته عليها، فتسأل يوم القيامة { بِأَىِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ }؟ على وجه التوبيخ لقاتلها.
تفسير تيسير التفسير/ القطان (ت 1404 هـ)
واذا أُتي بالموءودةِ وسُئِلت عن السبب الذي لأجْله قُتلت.. (وكانت هذه العادة عند العربِ من أسوأ العادات، وكانت فاشيةً عندهم في الجاهلية، فكان بعضهم يدفنون البناتِ وهن أحياء، وبعضُهم يقتلونهنّ بشتى الوسائل: إما للغِيرة والحميّة، وإما من الخوف من الفقر والإملاق). فجاء الاسلامُ وأبطلَ هذه العادةَ السيئة، وأكرم الأنثى، وأعطاها حقوقها واحترمَها غاية الاحترام، وحلّت الرحمةُ محلّ الفظاظة، والرأفةُ محل الغِلظة بفضل هذا الدين القويم. فما أعظمَ نعمةَ الإسلام على الإنسانية بأسرها.
 
 
 
أخي د/ محمد. قصدي من التوثيق الاستئناس ليس غير. وأنا أعلم أن التفسير بالرأي حرام مالم يكن المفسِّر( أمثالك) عارفاً باللغة وبالشرع. ألهمك الله، وفتح عليك .
 
 
 









18 - يونيو - 2009
الموءودة ليست أنثى فقط
 149  150  151  152  153