البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات د يحيى مصري

 135  136  137  138  139 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
لا تحزن إنّ الله معك.    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم

أخي الذواقة الأديب الشاعر: رزاق عزيز مسلم الحسيني
سلام الله على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ، وعليك أيها الأخ الكريم. أنا من حلب الشهباء ، ووالدي، رحمه الله، قال لي مرة:
ياولدي ! بين العينين عِرْقٌ ،اسمه عِرق الحياء إذا [طَق] أصبح
الشريف وضيعاً ، والحرّة بغياً.....فلا تحزن ، فإنّ الله معك.

22 - أبريل - 2009
أجلّ من الردى شعب العراق
التفسير وأسباب النزول أولاً .    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

قال – تعالى - :
* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) .
" الـمُـحكم من آي القرآن: ما عرف العلـماء تأويـله، وفهموا معناه وتفسيره؛
 
 والـمتشابَه: ما لـم يكن لأحد إلـى علـمه سبـيـل مـما استأثر الله بعلـمه دون خـلقه، وذلك نـحو الـخبر عن وقت مخرج عيسى ابن مريـم، ووقت طلوع الشمس من مغربها، وقـيام الساعة، وفناء الدنـيا، وما أشبه ذلك، فإن ذلك لا يعلـمه أحد. وإنـما سمى الله من آي الكتاب الـمتشابه الـحروف الـمقطعة التـي فـي أوائل بعض سور القرآن مِن نـحو (الـم، والـمص، والـمر، والر...)، وما أشبه ذلك، لأنهن متشابهات فـي الألفـاظ، وموافقات حروف حساب الـجُمّل. وكان قوم من الـيهود علـى عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، طمعوا أن يدركوا من قبلها معرفة مدة الإسلام وأهله، ويعلـموا نهاية أُكْلِ مـحمد وأمته، فأكذب الله أحدوثتهم بذلك، وأعلـمهم أن ما ابْتَغَوْا علـمه من ذلك من قبل هذه الـحروف الـمتشابهة لا يدركونه ولا من قبل غيرها، وأن ذلك لا يعلـمه إلا الله. وهذا قولٌ ذكر عن جابر بن عبد الله بن رئاب أن هذه الآية نزلت فـيه.
وهذا القول الذي ذكرناه عن جابر بن عبد الله أشبه بتأويـل الآية، وذلك أن جميع ما أنزل الله عز وجل من آي القرآن علـى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنـما أنزله علـيه؛ بـياناً له ولأمته وهدىً للعالـمين، وغير جائز أن يكون فـيه ما لا حاجة بهم إلـيه، ولا أن يكون فـيه ما بهم إلـيه الـحاجة، ثم لا يكون لهم إلـى علـم تأويـله سبـيـلٌ. فإذا كان ذلك كذلك، فكل ما فـيه لـخـلقه إلـيه الـحاجة، وإن كان فـي بعضه ما بهم عن بعض معانـيه الغنى، وإن اضطرته الـحاجة إلـيه فـي معان كثـيرة...."( موجَز من دون تصرّف).
 
* تفسير القرآن الكريم/ ابن كثير (ت 774 هـ) .
" يخبر تعالى أن في القرآن آيات محكمات، هن أم الكتاب، أي: بينات واضحات الدلالة، لا التباس فيها على أحد، ومنه آيات أخر فيها اشتباه في الدلالة على كثير من الناس، أو بعضهم، فمن رد ما اشتبه إلى الواضح منه، وحكم محكمه على متشابهه عنده، فقد اهتدى، ومن عكس، انعكس، ولهذا قال تعالى:
 { هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَـٰبِ } أي: أصله الذي يرجع إليه عند الاشتباه { وَأُخَرُ مُتَشَـٰبِهَـٰتٌ } أي: تحتمل دلالتها موافقة المحكم، وقد تحتمل شيئاً آخر من حيث اللفظ والتركيب، لا من حيث المراد. وقد اختلفوا في المحكم والمتشابه، فروي عن السلف عبارات كثيرة، فقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس رضي الله عنهما: المحكمات: ناسخه، وحلاله وحرامه، وأحكامه وحدوده وفرائضه، وما يؤمر به، ويعمل به. وعن ابن عباس أيضاً أنه قال: المحكمات قوله تعالى: { قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً } والآيات بعدها. وقوله تعالى:
وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ إِيَّـٰهُ }[الإسراء: 23] إلى ثلاث آيات بعدها. ورواه ابن أبي حاتم، وحكاه عن سعيد بن جبير، به قال: حدثنا أبي، حدّثنا سليمان ابن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن إسحاق بن سويد أن يحيى بن يعمر، وأبا فاختة، تراجعا في هذه الآية، وهي: { هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَـٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَـٰبِهَـٰتٌ } فقال أبو فاختة: فواتح السور، وقال يحيى بن يعمر: الفرائض، والأمر والنهي، والحلال والحرام. وقال ابن لهيعة عن عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير: هنّ أمّ الكتاب، يقول: أصل الكتاب، وإنما سمّاهنّ أمّ الكتاب لأنهنّ مكتوبات في جميع الكتب. وقال مقاتل بن حيان: لأنه ليس من أهل دين إلا يرضى بهنّ. وقيل في المتشابهات: إنهن المنسوخة، والمقدم منه والمؤخر، والأمثال فيه، والأقسام، وما يؤمن به ولا يعمل به، رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس. وقيل: هي الحروف المقطعة في أوائل السور، قاله مقاتل بن حيان، وعن مجاهد: المتشابهات يصدق بعضها بعضاً. وهذا إنما هو في تفسير قوله:ٱلْحَدِيثِ كِتَـٰباً مُّتَشَـٰبِهاً مَّثَانِيَ }[الزمر: 23].
 هناك ذكروا أن المتشابه هو الكلام الذي يكون في سياق واحد، والمثاني هو الكلام في شيئين متقابلين؛ كصفة الجنة وصفة النار، وذكر حال الأبرار وحال الفجار، ونحو ذلك. وأما ههنا، فالمتشابه هو الذي يقابل المحكم، وأحسن ما قيل فيه هو الذي قدمنا، وهو الذي نص عليه محمد بن إسحاق بن يسار رحمه الله حيث قال: منه آيات محكمات، فهن حجة الرب، وعصمة العباد، ودفع الخصوم والباطل، ليس لهن تصريف عما وضعن عليه، قال: والمتشابهات في الصدق، ليس لهن تصريف وتحريف وتأويل، ابتلى الله فيهن العباد؛ كما ابتلاهم في الحلال والحرام ألا يصرفن إلى الباطل، ولا يحرفن عن الحق".
 
* تفسير المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز/ ابن عطية (ت 546 هـ)
" قوله تعالى:
 { فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ }.
قوله تعالى: { الذين في قلوبهم زيغ } يعم كل طائفة من كافر وزنديق وجاهل صاحب بدعة، والزيغ الميل، ومنه زاغت الشمس، وزاغت الأبصار، والإشارة بالآية في ذلك الوقت كانت إلى نصارى نجران لتعرضهم للقرآن في أمر عيسى عليه السلام، قاله الربيع، وإلى اليهود، ثم تنسحب على كل ذي بدعة أو كفر، وبالميل عن الهدى فسر الزيغ محمد بن جعفر بن الزبير وابن مسعود وجماعة من الصحابة ومجاهد وغيرهم، و { ما تشابه منه } هو الموصوف آنفاً - بمتشابهات - وقال قتادة في تفسير قوله تعالى: { وأما الذين في قلوبهم زيغ }: إن لم يكونوا الحرورية وأنواع الخوارج، فلا أدري من هم؟ وقالت عائشة: إذا رأيتم الذين يجادلون في القرآن فهم الذي عنى الله فاحذروهم، وقال الطبري: الأشبه أن تكون الآية في الذين جادلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مدته ومدة أمته بسبب حروف أوائل السور، وهؤلاء هم اليهود، و { ابتغاء } نصب على المفعول من أجله، ومعناه طلب الفتنة، وقال الربيع، { الفتنة } هنا الشرك، وقال مجاهد: { الفتنة } الشبهات واللبس على المؤمنين، ثم قال: { وابتغاء تأويله } والتأويل هو مرد الكلام ومرجعه والشيء الذي يقف عليه من المعاني، وهو من آل يؤول، إذا رجَع، فالمعنى وطلب تأويله على منازعهم الفاسدة"
* تفسير القرآن/ التستري (ت 283 هـ) .
قوله: { فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ٱبْتِغَاءَ ٱلْفِتْنَةِ } [7] يعني الكفر. { وَٱبْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ } [7] يعني تفسيره على ما يوافق هوى نفوسهم. { وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ ٱللَّهُ } [7]
 قال ابن عباس رضي الله عنهما: أنزل القرآن على أربعة أحرف، حلال وحرام
 لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير تفسره العرب، وتفسير تفسره العلماء، ومتشابه لا يعلمه إلاَّ الله تعالى، فمن ادعى علمه سوى الله عزَّ وجلَّ فهو كاذب.
قوله: { وَٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ } [7] قال: حكي عن علي رضي الله عنه: هم الذين حجبهم العلم عن الاقتحام بالهوى والحجج المضروبة، دون الغيوب لما هداهم الله وأشرفهم على أسراره المغيبة في خزائن العلوم فقالوا: { آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا } [7] فشكر الله تعالى لهم وجعلهم أهل الرسوخ والمبالغة في العلم زيادة منه لهم، كما قال الله تعالى:
وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً }
[طه:114]. قال سهل: استثنى الله تبارك وتعالى الراسخين في العلم بقولهم:
 { كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا } [7] يعني الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه، وهم الكاشفون عن العلوم الثلاثة إذ العلماء ثلاثة: الربانيون والنورانيون والذاتيون، وبعد العلوم الأربعة: الوحي والتجلي والعِندي واللدني، كما قال تعالى:
آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً }[الكهف:65]،وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ }[البقرة:269]؛ أي وما يتذكر إلاَّ أولو الفهم والعقول الذين يقولون:
{ رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا } [8] ؛أي لا تُمل قلوبنا عن الإيمان بعد إذ هديتنا بهداية منك، { وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ ٱلْوَهَّابُ } [8] لمن رجع إليك بالافتقار والتضرع والمسكنة. ثم قال سهل: ليس للعبد حيلةٌ سوى أن يواظب في جميع عمره على قول: " رب سلِّمْ سلم، الأمانَ الأمان، الغوثَ الغوث ".
قال الله تعالى:
كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ }[الأعراف:29]: يعني ينبغي للموحد أن يعلم يقيناً أنه ليس كل من أحب الحق أحبه، لأن إبليس قابله بعلاء الحب فقال:
أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً }[الإسراء:61] وأنت الله لا يجوز أن يعبد غيرك، حتى لعنه. فليس كل من تقرب إليه قبله، وليس كل من أطاعه قبل طاعته، إنه بصير بما في الضمير، فلا يأمن أحد أن يفعل به كما فعل بإبليس لعنه بأنوار عصمته، وهو عنده في حقائق لعنته، ستر عليه ما سبق منه إليه حتى عاقبه بإظهاره عليه، فليس للعبد إلاَّ استدامة الغوث بين يديه. وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
 " يا ثابت المثبتين ثبتني بثباتك، يا ثابت الوحدانية لا إله إلاَّ أنت، سبحانك إني كنت من الظالمين " وكان يقول: " يا ولي الإسلام وأهله ثبتني بالإسلام حتى ألقاك به " ، قال: وموضع الإيمان بالله تعالى القلب، وموضع الإسلام الصدر، وفيه تقع الزيادة والنقصان.
 
فائدة :  " تقول العرب: " قد إلْنا وإيل علينا " أي: سُسْنا وساسَنا غيرُنا، وكأنَّ المؤوِّلَ للكلامِ سائِسُه والقادرُ عليه وواضعُه موضعَه، نُقل ذلك عن النضر بن شميل. وفَرَّق النَاس بين التأويل والتفسير في الاصطلاح: بأن التفسيرَ مقتصَرٌ به على ما لا يُعْلم إلا بالتوقيف كأسباب النزول ومدلولاتِ الألفاظ، وليس للرأي فيه مَدْخَلٌ، والتأويل يجوز لمَنْ حَصَلَتْ عنده صفاتُ أهلِ العلم وأدواتٌ يَقْدِرُ أن يتكلَّم بها إذا رَجَع بها إلى أصولٍ وقواعدَ."
 ( تفسير الدر المصون/السمين الحلبي : ت 756 هـ).
 
 
 

23 - أبريل - 2009
المحكم والمتشابه
غيري جنى....    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجَوزي (ت 597 هـ) .
قوله تعالى: { من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه } أي: له ثواب اهتدائه، وعليه عقاب ضلاله.
قوله تعالى: { ولا تزرُ وازرةٌ } أي: نفس وازرة { وزر أخرى }
قال ابن عباس: إِن الوليد بن المغيرة قال: اتبَّعوني وأنا أحمل أوزاركم، فقال الله تعالى: { ولا تزر وازرة وزر أخرى } ،
قال أبو عبيدة: والمعنى: ولا تَأثَمْ آثمة إِثم أخرى. قال الزجاج: يقال: وزَر، يَزِرُ، فهو وازِر، وَزراً، ووِزراً، ووِزْرةً، ومعناه: أثِم إِثماً.
وفي تأويل هذه الآية وجهان.
أحدهما: أن الآثم لا يؤخذ بذنب غيره.
والثاني: أنه لا ينبغي أن يعمل الإِنسان بالإِثم، لأن غيرَه عَمِلَه كما قال الكفار:

إِنّا وجدنا آباءنا على أمة }[الزخرف: 22].
 ومعنى { حتى نبعثَ رسولاً } أي: حتى نُبيّنَ ما به نعذِّب، وما من أجله نُدخلُ الجنة.

فصل:
قال القاضي أبو يعلى: في هذا دليل على أن معرفة الله لا تجب عقلا، وإِنما تجب بالشرع، وهو بعثة الرسل، وأنه لو مات الإِنسان قبل ذلك، لم يقطع عليه بالنار. قال: وقيل معناه: أنه لا يعذِّب في ما طريقه السمع إِلاَّ بقيام حجة السمع من جهة الرسول، ولهذا قالوا: لو أسلم بعض أهل الحرب في دار الحرب ولم يسمع بالصلاة والزكاة ونحوها، لم يلزمه قضاء شيء منها، لأنها لم تلزمه إِلاَّ بعد قيام حجة السمع، والأصل فيه قصة أهل قُباء حين استداروا إِلى الكعبة ولم يستأنفوا، ولو أسلم في دار الإِسلام ولم يعلم بفرض الصلاة، فالواجب عليه القضاء، لأنه قد رأى الناس يصلُّون في المساجد بأذان وإِقامة، وذلك دعاء إِليها.
 
الحمد لله الذي هدانا لهذا الدِين  ، الذي ليس فيه :
غيري جنى وأنا المعذَّب فيكمُ ** فكأنني سبّابة المتندّمِ

24 - أبريل - 2009
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
في رحاب الآية 29 من سورة الشورى (42)    ( من قبل 8 أعضاء )    قيّم

* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ).
 
{ وَمِنْ آيَاتِهِ } ، أن تعرفوا توحيد الرب وصنعه، وإن لم تروه، { خَلْقُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَآبَّةٍ } ، يعنى الملائكة في السموات والخلائق في الأرض، { وَهُوَ عَلَىٰ جَمْعِهِمْ } فى الآخرة،{ إِذَا يَشَآءُ قَدِيرٌ } [آية: 29].
 
* تفسير تفسير مجاهد / مجاهد بن جبر المخزومي (ت 104 هـ)
 
أَنبا عبد الرحمن، قال: نا إِبراهيم، قال: نا آدم، قال: نا ورقاءُ عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد في قوله:
 { وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَآبَّةٍ } [الآية: 29]. يعني: من الناس والملائكة.
 
  • تفسير روح المعاني/ الالوسي (ت 1270 هـ) .
{ وَمِنْ ءايَـٰتِهِ خَلْقُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ } على ما هما عليه من تعاجيب الصنائع فإنها بذاتها وصفاتها تدل على شؤونه تعالى العظيمة، ومن له أدنى إنصاف وشعور يجزم باستحالة صدورها من الطبيعة العديمة الشعور. { وَمَا بَثَّ فِيهِمَا } عطف على { ٱلسَّمَـٰوَاتِ } أي ومن آياته خلق ما بث أو عطف على { خُلِقَ } أي ومن آياته ما بث. و { مَا } تحتمل الموصولية والمصدرية والموصولية أظهر ولا حاجة عليه إلى تقدير مضاف أي خلق الذي بث خلافاً لأبـي حيان { مِن دَابَّةٍ } أي حيوان له دبيب وحركة.
وظاهر الآية وجود ذلك في السمٰوات وفي الأرض وبه قال مجاهد وفسر الدابة بالناس والملائكة، ويجوز أن يكون للملائكة مشي مع الطيران، واعترض ذلك ابن المنير بأن إطلاق الدابة على الأناسي بعيد في عرف اللغة فكيف بالملائكة؟ وادعى أن الأصح كون الدواب في الأرض لا غير. وما في أحد الشيئين يصدق أنه فيهما في الجملة، فالآية على أسلوب{ يَخْرُجُ مِنْهُمَا الُّلؤْلُؤُ وَالمَرْجَانُ }
[الرحمن: 22] وذلك لقوله تعالى في
[البقرة: 164]:{ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلّ دَابَّةٍ } فإنه يدل على اختصاص الدواب بالأرض لأن مقام الإطناب يقتضي ذكره لو كان لا للعمل بمفهوم اللقب الذي لا يقول به الجمهور.
والجواب أن التي في البقرة لما كانت كلاماً مع الغبـي والفهم والمسترشد والمعاند جىء فيه بما هو معروف عند الكل وهو بث الدواب في الأرض وأما هٰهنا فجىء به مدمجاً مختصراً لما تكرر في القرآن ولا سيما في هذه السورة من كمال قدرته على كل ممكن فقيل: { وَمِنْ ءايَـٰتِهِ خَلْقُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا } مؤثراً على لفظ الخلق ليدل على التكثير الدال على كمال القدرة وبين بقوله تعالى: { مِن دَابَّةٍ } تعميماً وتغليباً لغير ذوي العلم في السماوي والأرضي تحقيقاً للمخلوقية فقد ثبت في صحاح الأحاديث ما يدل على وجود الدواب في السماء من مراكب أهل الجنة وغيرها، وكذلك ما يدل على وجود ملائكة كالأوعال بل لا يبعد أن يكون في كل سماء حيوانات ومخلوقات على صور شتى وأحوال مختلفة لا نعلمها ولم يذكر في الأخبار شيء منها فقد قال تعالى:
{ وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }[النحل: 8]
وأهل الأرصاد اليوم يتراءى لهم بواسطة نظاراتهم مخلوقات في جرم القمر لكنهم لم يحققوا أمرها لنقص ما في الآلات على ما يدعون، ويحتمل أن يكون فيما عدا القمر ونفي ذلك ليس من المعلوم من الدين بالضرورة ليضر القول به.
وقيل: المراد بالسمٰوات جهات العلو المسامتة للأقاليم مثلاً وفي جو كل إقليم بل كل بلدة بل كل قطعة من الأرض حيوانات لا يحصي كثرتها إلا الله تعالى بعضها يحس بها بلا واسطة آلة وبعضها بواسطتها، وقيل: المراد بها السحب وفيها من الحيوانات ما فيها وكل ذلك على ما فيه لا يحتاج إليه، وكذا لا يحتاج إلى ما ذهب إليه كثير من أن المراد بالدابة الحي مجازاً إما من استعمال المقيد في المطلق أو إطلاق الشيء على لازمه أو المسبب على سببه لأن الحياة سبب للدبيب وإن لم تكن الدابة سبباً للحي فيكون مجازاً مرسلاً تبعياً لأن الاحتياج إلى ذلك عدول عن الظاهر ولا يعدل عنه إلا إذا دل دليل على خلافه وأين ذلك الدليل؟ بل هو قائم على وجود الدواب في السماء كما هي موجودة في الأرض.
 وَهُوَ عَلَىٰ جَمْعِهِمْ } أي حشرهم بعد البعث للمحاسبة { إِذَا يَشَآء } ذلك { قَدِيرٌ } تام القدرة كاملها، و{ إِذَا } متعلقة بما قبلها لا بقدير لأن المقيد بالمشيئة جمعه تعالى لا قدرته سبحانه وهي كما تدخل على الماضي تدخل على المضارع، ومنه قوله:
 
وإذا ما أشاء أبعث منها
   
آخر الليل ناشطاً مذعوراً
وقول صاحب «الكشف»: لقائل أن يفرق بين إذا وإذا ما الظاهر أنه ليس في محله وقد نص الخفاجي على عدم الفرق وجعل القول به توهماً، وكذا نص على أنها تدخل على الفعلين ظرفية كانت أو شرطية، وقيد ذلك الطيبـي بما إذا كانت بمعنى الوقت كما هنا. وضمير { جَمْعِهِمْ } قيل للسمٰوات والأرض وما فيهما على التغليب وهو كما ترى، وقيل: للدواب المفهوم مما تقدم وضمير العقلاء للتغليب المناسب لكون الجمع للمحاسبة، وقيل: للناس المعلوم من ذلك ولعله الأولى.
 
*تفسير في ظلال القرآن/ سيد قطب (ت 1387 هـ).
 
{ ومن آياته خلق السماوات والأرض، وما بث فيهما من دابة. وهو على جمعهم إذا يشاء قدير. وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم، ويعفو عن كثير. وما أنتم بمعجزين في الأرض، وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير }..
وهذه الآية الكونية معروضة على الأنظار، قائمة تشهد بذاتها على ما جاء الوحي ليشهد به، فارتابوا فيه واختلفوا في تأويله. وآية السماوات والأرض لا تحتمل جدلا ولا ريبة. فهي قاطعة في دلالتها، تخاطب الفطرة بلغتها، وما يجادل فيها مجادل وهو جاد. إنها تشهد بأن الذي أنشأها ودبرها ليس هو الإنسان، ولا غيره من خلق الله. ولا مفر من الاعتراف بمنشئ مدبر. فإن ضخامتها الهائلة، وتناسقها الدقيق، ونظامها الدائب، ووحدة نواميسها الثابتة.. كل أولئك لا يمكن تفسيره عقلاً إلا على أساس أن هناك إلها أنشأها ويدبرها. أما الفطرة فهي تتلقى منطق الكون تلقياً مباشراً، وتدركه وتطمئن إليه، قبل أن تسمع عنه كلمة واحدة من خارجها!
وتنطوي آية السماوات والأرض على آية أخرى في ثناياها: { وما بث فيهما من دابة }..
والحياة في هذه الأرض وحدها ـ ودع عنك ما في السماوات من حيوات أخرى لا ندركها ـ آية أخرى. وهي سر لم ينفذ إلى طبيعته أحد، فضلاً على التطلع إلى إنشائه. سر غامض لا يدري أحد من أين جاء، ولا كيف جاء، ولا كيف يتلبس بالأحياء! وكل المحاولات التي بذلت للبحث عن مصدره أو طبيعته أغلقت دونها الستر والأبواب؛ وانحصرت البحوث كلها في تطور الأحياء ـ بعد وجود الحياة ـ وتنوعها ووظائفها؛ وفي هذا الحيز الضيق المنظور اختلفت الآراء والنظريات.
 فأما ما وراء الستر فبقي سراً خافياً لا تمتد إليه عين، ولا يصل إليه إدراك.. إنه من أمر الله. الذي لا يدركه سواه.
هذه الأحياء المبثوثة في كل مكان. فوق سطح الأرض وفي ثناياها. وفي أعماق البحر وفي أجواز الفضاء ـ ودع عنك تصور الأحياء الأخرى في السماء ـ هذه الأحياء المبثوثة التي لا يعلم الإنسان منها إلا النزر اليسير، ولا يدرك منها بوسائله المحدودة إلا القليل المشهور. هذه الأحياء التي تدب في السماوات والأرض يجمعها الله حين يشاء، لا يضل منها فرد واحد ولا يغيب!
وبنو الإنسان يعجزهم أن يجمعوا سربا من الطير الأليف ينفلت من أقفاصهم، أو سرباً من النحل يطير من خلية لهم!
وأسراب من الطير لا يعلم عددها إلا الله. وأسراب من النحل والنمل وأخواتها لا يحصيها إلا الله. وأسراب من الحشرات والهوام والجراثيم لا يعلم مواطنها إلا الله. وأسراب من الأسماك وحيوان البحر لا يطلع عليها إلا الله. وقطعان من الأنعام والوحش سائمة وشاردة في كل مكان، وقطعان من البشر مبثوثة في الأرض في كل مكان.. ومعها خلائق أربى عدداً وأخفى مكاناً في السماوات من خلق الله.. كلها.. كلها.. يجمعها الله حين يشاء..
وليس بين بثها في السماوات والأرض وجمعها إلا كلمة تصدر. والتعبير يقابل بين مشهد البث ومشهد الجمع في لمحة على طريقة القرآن؛ فيشهد القلب هذين المشهدين الهائلين قبل أن ينتهي اللسان من آية واحدة قصيرة من القرآن!
 
 
نصيحة : إخوتي الكرام ! السلام عليكم . حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسَبوا [ نحن أمة اقرأ ، فأرجوكم أن تقرؤوا ماتيسر لكم من كتاب الله ولو ربع ساعة] ، ثم اختاروا آية واحدة من الآيات التي قرأتموها ، وادخلوا (غوغل)، واكتبوا تفاسير القرآن الكريم، واختاروا ثلاثة تفاسير متنوعة على الأقل واقرؤوها، واحفظوها في ملف خاص.( وهذا لن يأخذ أكثر من ربع ساعة) . واسألوا أنفسكم بعد أيام ....! شتان بين سَوق النظرية ، وبين التطبيق العملي لها!
 إن قراءة القرآن : ثوابية ، وتدبرية ، وتطبيقية . قال تعالى :
 " وذكّر فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين".صدق الله العظيم.
 
 
 
 
 
 

25 - أبريل - 2009
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
في رحاب الآية 30 من سورة الشورى (42)    ( من قبل 8 أعضاء )    قيّم

* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ)
 فيه قولان:
أحدهما: أنه الحدود على المعاصي، قاله الحسن[ رضي الله عنه].
الآخَر: أنها البلوى في النفوس والأموال عقوبة على المعاصي والذنوب.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " مَا يُصِيبُ ابنَ آدَمَ خَدْشُ عُوْدٍ وَلاَ عَثْرَةُ قَدَمٍ وَلاَ اخْتِلاَجُ عِرْقٍ إِلاَّ بِذَنبٍ وَمَا يَعْفُو عَنهُ أَكْثَرَ "
وقال ثابت البناني:
 كان يقال ساعات الأذى يذهبن ساعات الخطايا.
ثم فيها قولان:
أحدهما: أنها خاصة في البالغين أن تكون عقوبة لهم؛ وفي الأطفال أن تكون مثوبة لهم.
الثاني: عقوبة عامة للبالغين في أنفسهم وللأطفال في غيرهم من والدٍ أو والدة، قاله العلاء بن زيد.
{ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ } فيه وجهان:
أحدهما: عن كثير من المعاصي أن لا يكون عليها حدود، وهو مقتضى قول الحسن.
الثاني: عن كثير من العصاة وأن لا يعجل عليهم بالعقوبة.
قال [ أمير المؤمنين ]علي بن أبي طالب، رضي الله عنه:
 " ما عاقب الله به في الدنيا فالله أحلمُ مِن أن يُثنيَ عليه العقوبة يوم القيامة، وما عفا الله عنه في الدنيا فالله أكرمُ من أن يعودَ في عفوه يوم القيامة".
 
* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ).
 قوله تعالى: { وما أصابكم من مصيبة } وهو ما يلحق المؤمن من مكروهٍ
{ فبما كسَبَتْ أيديكم } من المعاصي. وقرأ نافع، وابن عامر: " بما كسَبَتْ أيديكم " بغير فاء وكذلك [هي] في مصاحف أهل المدينة والشام { ويعفوا عن كثير } من السَّيّئات فلا يُعاقِبُ بها. وقيل لأبي سليمان الداراني: ما بال العقلاء أزالوا اللَّوم عمَّن أساء إليهم؟ قال: إنهم علموا أن الله تعالى إنما ابتلاهم بذنوبهم، وقرأ هذه الآية.
قوله تعالى: { وما أنتم بُمْعِجِزين في الأرض } إن أراد الله عقوبتكم، وهذا يدخل فيه الكفار والعصاة كلُّهم.

25 - أبريل - 2009
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
في رحاب الآيات 6-9 من سورة الانشقاق(84)    ( من قبل 8 أعضاء )    قيّم

* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ).
 
قال تعالى :
 
يقول تعالى ذكره: يا أيها الإنسان إنك عامل إلى ربك عملاً فملاقيه به: خيراً كان عملُك ذلك أو شرًّا يقول: فليكن عملُك مما يُنجيك من سُخْطه، ويوجب لك رضاه، ولا يكن مما يُسخطه عليك فتهلك. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس { يا أيُّها الإنْسانُ إنَّكَ كادحٌ إلى رَبِّك كَدْحاً فَمُلاقِيهِ } يقول: تعمل عملاً تلقى الله به خيراً كان أو شرًّا.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { يا أيُّها الإنْسانُ إنَّكَ كادحٌ إلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ } إن كدحك يا ابن آدم لضعيف، فمن استطاع أن يكون كدحه في طاعة الله فليفعل، ولا قوّة إلا بالله.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: { إنَّكَ كادحٌ إلى رَبِّكَ كَدْحاً } قال: عامل له عملاً.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: وسمعته يقول في ذلك { إنَّكَ كادحُ إلى رَبِّكَ كَدْحاً } قال: عامل إلى ربك عملاً، قال: كدحاً: العمل.
وقوله: { فَأمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ } يقول تعالى ذكره: فأما من أُعطي كتاب أعماله بيمينه،
 { فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً } بأن ينظر في أعماله، فيغفر له سيئها، وَيجازَى على حَسنها. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل، وجاء الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا جرير، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الواحد بن حمزة، عن عباد بن عبد الله بن الزُّبير، عن عائشة، قالت: سمعت النبيّ صلى الله
عليه وسلم يقول: " اللَّهُمَّ حاسِبْني حِساباً يَسِيراً " قلت: يا رسول الله ما الحساب اليسير؟ قال:
" أنْ يَنْظُرَ فِي سَيِّئاتِهِ فَيَتجاوَزُ عَنْهُ، إنَّهُ مَنْ نُوقِشَ الْحِسابَ يَوْمَئِذٍ هَلَكَ "

حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن عُلَية، عن محمد بن إسحاق، قال: ثني عبد الواحد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير، عن عباد بن عبد الله بن الزُّبير، عن عائشة، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بعض صلاته:
" اللَّهُمَّ حاسِبْنِي حِساباً يَسِيراً " ، فلما انصرف قلت: يا رسول الله، ما الحساب اليسير؟ قال: " يَنْظُرُ فِي كِتابِهِ، وَيَتَجاوَزُ عَنْهُ، إنَّهُ مَنْ نُوقِشَ الْحِسابَ يَوْمَئِذٍ يا عائِشَةُ هَلَكَ "
حدثنا نصر بن عليّ الجَهْضَميّ، قال: ثنا مسلم، عن الحريش بن الخرّيت أخي الزبير، عن ابن أبي مليكة،
 عن عائشة، قالت: من نُوقش الحساب، أو من حوسب عذّب، قال: ثم قالت: إنما الحساب اليسير: عَرْض على الله وهو يراهم. حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الوهاب، قال: ثنا أيوب، وحدثني يعقوب، قال: ثنا ابن عُلَية، قال: أخبرنا أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " مَنْ حُوسِبَ يَوْمَ الْقِيامَةِ عُذّبَ " ، فقلت: أليس الله يقول: { فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً } قال: " لَيْسَ ذلكِ الْحِسابُ، إنَّمَا ذلكِ العَرْضُ، وَلَكِنْ مَنْ نُوقِشَ الْحِسابَ يَوْمَ الْقِيامَةُ عُذّبَ "
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا روح بن عبادة، قال: ثنا أبو عامر الخزاز، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إنَّهُ لَيْسَ أحَدٌ يُحاسَبُ يَوْمَ الْقِيامَةِ إلاَّ مُعَذَّباً " ، فقلت: أليس يقول الله: { فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً } قال: " ذَلِكَ الْعَرْضُ، إنَّهُ مَنْ نُوقِشَ الْحِسابَ عُذّبَ " ، وقال بيده على أصبعه كأنه ينكته.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: { فَسَوْفَ يُحاسَبُ حساباً يَسيراً } قال: الحساب اليسير: الذي يغفر ذنوبه، ويتقبَّل حسناته، ويسيرُ الحسابِ: الذي يعفى عنه، وقرأ:

وَيخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ }، وقرأ:{ أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أحْسَنَ ما عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ فِي أصحَابِ الجَنَّةِ }...".
 
*   تفسير تفسير القرآن الكريم/ ابن كثير (ت 774 هـ).
 
قوله: { يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَـٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحاً } أي: إنك ساع إلى ربك سعياً، وعامل عملاً
{ فَمُلَـٰقِيهِ } ثم إنك ستلقى ما عملت من خير أوشر. ويشهد لذلك ما رواه أبو داود الطيالسي عن الحسن بن أبي جعفر عن أبي الزبير عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال جبريل: يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب ما شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك ملاقيه " ومن الناس من يعيد الضمير على قوله: ربك، أي: فملاق ربك، ومعناه: فيجازيك بعملك، ويكافئك على سعيك، وعلى هذا، فكلا القولين متلازم، قال العوفي عن ابن عباس:
{ يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَـٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحاً } يقول: تعمل عملاً تلقى الله به، خيراً كان أو شراً.
وقال قتادة: { يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَـٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحاً } إن كدحك يابن آدم لضعيف، فمن استطاع أن يكون كدحه في طاعة الله، فليفعل، ولا قوة إلا بالله. ثم قال تعالى: { فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً } أي: سهلاً بلا تعسير، أي: لا يحقق عليه جميع دقائق أعماله، فإن من حوسب كذلك، هلك لا محالة. وقال الإمام أحمد: حدثنا إسماعيل، أخبرنا أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من نوقش الحساب، عذب "
 قالت: فقلت: أفليس قال الله تعالى: { فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً }؟ قال:
 " ليس ذاك بالحساب، ولكن ذلك العرض، من نوقش الحساب يوم القيامة، عذب "
 وهكذا رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير من حديث أيوب السختياني به.
وقال ابن جرير: حدثنا ابن وكيع، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا أبو عامر الخزاز عن ابن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إنه ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا معذباً " فقلت: أليس الله يقول: { فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً }؟ قال: " ذاك العرض، إنه من نوقش الحساب، عذب " وقال بيده على إصبعه كأن ينكت، وقد رواه أيضاً عن عمرو بن علي عن ابن أبي عدي عن أبي يونس القشيري، عن ابن أبي مليكة عن القاسم عن عائشة، فذكر الحديث، أخرجاه من طريق أبي يونس القشيري، واسمه حاتم بن أبي صغيرة، به. قال ابن جرير: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، حدثنا مسلم عن الحريش بن الخريت أخي الزبير، عن ابن أبي مليكة عن عائشة، قالت: من نوقش الحساب ــــ أو: من حوسب ــــ عذب. قال: ثم قالت: إنما الحساب اليسير عرض على الله تعالى، وهو يراهم. وقال أحمد: حدثنا إسماعيل، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثني عبد الواحد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير عن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بعض صلاته:
 " اللهم حاسبني حساباً يسيراً " فلما انصرف، قلت: يا رسول الله ما الحساب اليسير؟ قال:
 " أن ينظر في كتابه، فيتجاوز له عنه، إنه من نوقش الحساب يا عائشة يومئذ، هلك ".
 صحيح على شرط مسلم.
وقوله تعالى: { وَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ مَسْرُوراً }؛ أي: ويرجع إلى أهله في الجنة، قاله قتادة والضحاك: مسروراً، أي: فرحاً مغتبطاً بما أعطاه الله عز وجل. وقد روى الطبراني عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" إنكم تعملون أعمالاً لا تعرف، ويوشك الغائب أن يثوب إلى أهله، فمسرور أو مكظوم " وقوله تعالى: { وَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَـٰبَهُ وَرَآءَ ظَهْرِهِ } أي: بشماله من وراء ظهره، تثنى يده إلى ورائه، ويعطى كتابه بها كذلك، { فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً } أي: خساراً وهلاكاً { وَيَصْلَىٰ سَعِيراً إِنَّهُ كَانَ فِىۤ أَهْلِهِ مَسْرُوراً } أي: فرحاً لا يفكر في العواقب، ولا يخاف مما أمامه، فأعقبه ذلك الفرح اليسير الحزن الطويل، { إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ } أي: كان يعتقد أنه لا يرجع إلى الله، ولا يعيده بعد موته، قاله ابن عباس وقتادة وغيرهما، والحور: هو الرجوع، قال الله:
 { بَلَىٰ إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً } يعني: بلى سيعيده الله كما بدأه، ويجازيه على أعماله خيرها وشرها؛ فإنه كان به بصيراً؛ أي: عليماً خبيراً.
 
 
 

25 - أبريل - 2009
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
لن يضيق ذرعاً لساننا العربي مادام الاشتقاق والنحت حيين.    ( من قبل 16 أعضاء )    قيّم

* موقع أسعد الريفي
 
" ...بنية نحنية تزداد تهالكاً..."
منذ سنة 2007
 
* موقع ( مدونة محمد بشير النُّعَيمي):
 
إشكالية الوطني والقومي في الخطاب السياسي
 
                                                       جاد الكريم الجباعي
 
" تنفرد الأمة العربية أو تكاد تنفرد في التباس مفهومي الوطنية والقومية وتعارضهما في خطاب النخب السياسية؛ بحكم التجزئة الاستعمارية الحديثة التي قطعت أوصال الأقاليم العربية: المغرب العربي ووادي النيل وبلاد الشام والجزيرة العربية واليمن السعيد وبلاد الرافدين، من دون أن تفلح في تقطيع الروابط الاجتماعية والثقافية والقيمية بين أهل هذه الأقاليم، وما نشأ فيها من دول قطرية، كان من أبرز سماتها الانغلاق على الذات والتبعية للخارج. فمنذ نشوئها كانت الدولة القطرية، ولا تزال تناقضاً في ذاتها بين الشكل السياسي والمحتوى الاجتماعي، فضلاً عن كونها شكلاً سياسياً وحقوقياً (حديثاً) لبنية اجتماعية اقتصادية وثقافية تقليدية، هو أقرب ما يكون إلى استطالة سياسية وحقوقية للدولة الحديثة في المراكز الاستعمارية، وخاصة في المرحلة القصيرة التي تلت الاستقلال الهش والمثلوم، الذي لم يكن ، على العموم، أكثر من جلاء الجيوش الاستعمارية عن أراضيها. وهذا ما يفسر علاقة التخارج المزمنة بين المجتمع والدولة في كل منها، وقد آلت هذه العلاقة في كثير من الأحيان إلى وضعية مأزقية غدت معها "الدولة ضد الأمة"، وهو ما يعادل قولنا "الدولة ضد المجتمع".
الوطني في اللغة نسبة إلى الوطن أو اسم منسوب إلى الوطن، والوطنية مصدر صناعي يدل على شعور الفرد  بالانتماء إلى الوطن، ويحيل على عاطفة حب الوطن والتعلق به والدفاع عنه والعمل في سبيل منعته وقوته واستقلاله وتقدمه، وعلى الحنين إليه. والوطن في العربية اسم يدل على مكان الإقامة، (راجع لسان العرب والقاموس المحيط) قبل أن تتطور دلالته إلى الرقعة الجغرافية التي تقوم عليها الدولة التي قوامها أرض وشعب وسلطة سياسية، وعلاقات جدلية بين هذه العناصر، بما هي عناصر جملة حية أو كلية عينية، وتتجلى هذه العلاقات بصورة خاصة في القانون العام أو النظام العام ونظام الحكم. ومن ثم فإن مفهومي الوطن والوطنية مفهومان حديثان لا تزال دلالة كل منهما ملتبسة بالدولة القطرية ونزعة الانتماء الحصري إليها، حتى لتكاد الوطنية تعادل النزعة القطرية من جهة، وبمفهوم الدولة الوطنية الحديثة التي ترتسم معالمها في أفق تطور الدولة القطرية إلى "المستقبل الماضي"، أي إلى مستقبل هو ماضي الشعوب المتقدمة التي نستعير منها بعض العناصر البنيوية، كالتبنين الطبقي والتصنيع والعلمانية والديمقراطية وغيرها، من جهة أخرى. وملتبسة من جهة ثالثة بمفهوم القومية، أي بشعور الأفراد بالانتماء إلى أمة، حتى لتكاد صفة الوطنية تعادل صفة القومية أو ترقى إليها، حين نقول: الوطن العربي والمجتمع العربي والأمة العربية والدولة القومية، وفي هذه الحال تتعادل النزعة الوطنية والنزعة القومية. وهذا الالتباس الأخير يتجلى بوضوح في تعارض الممارسة العملية القطرية والأيديولوجية القومية، ولا سيما حيث يستأثر حزب قومي كحزب البعث العربي الاشتراكي بالسلطة والثروة والقوة ويحتكر لنفسه الحقيقة والوطنية وينفيهما عن الآخرين، حتى عن الأحزاب القومية الأخرى في الوقت الذي يعزز فيه القطرية ويعمقها. ويبدو لنا أن الوطنية معادلة للقطرية في الواقع، ومعادلة للقومية في الأيديولوجية، أو في الوعي الأيديولوجي؛ ومن ثم فليس لها بعدُ ارتسام واقعي في سائر الأقطار العربية. (لعله من الواضح أننا نعارض الدولة القطرية القائمة بالفعل بالدولة الوطنية الممكنة، والموقف القطري بالموقف الوطني، والمنطق الوضعي بالمنطق الجدلي).
نحن إذن إزاء ثلاثة مفاهيم مختلفة تحدد ثلاثة مجالات متباينة في الفكر والممارسة؛ هذه المفاهيم الثلاثة هي القطرية والوطنية والقومية، والمجالات الثلاثة التي تحددها هي الدولة القطرية والدولة الوطنية والدولة القومية. الدولة القطرية التي وصفناها بالانغلاق على الذات والتبعية للخارج نعني بها الدولة التي انبثقت عن التجزئة الاستعمارية الحديثة ولا تزال تتكيف مع منطق التجزئة بوصفها حجر الزاوية في استراتيجية عمل الإمبريالية في العالم العربي. وهذا التكيف يعني تعميق الاندماج في النظام الرأسمالي العالمي والاندراج في استراتيجية الدول الكبرى ونظام أمنها القومي، وهو ما يعمق الهوة باطراد بين الدولة والمجتمع ويفرض أن تكون الدولة القطرية دولة استبداد محدث واستلاب لفاعلية مجتمعها وشعبها. ولذلك لا يزال العالم العربي جزءاً أساسياً من منطقة "الشرق الأوسط" في استراتيجيات الدول الكبرى وموضوعاً مطاوعاً لإراداتها، ولم يتحول بعد، ولا بد أن يتحول، إلى ذات حرة ومستقلة تقف إزاء الخارج موقف الند المكافئ، وآية ذلك أن الطغم الحاكمة وبطانتها جزء رث وتابع من الطغمة العالمية تشاركها مشاركة التابع الذليل في نهب ثروات أوطانها وقوة عمل شعوبها؛ (قد تكفي في هذا المجال مقارنة أرصدة هذه الطغم العربية في الخارج بمديونية دولها للخارج، وهاتان الأرصدة الهاربة والمهربة والمديونية الخارجية خلاصة مكثفة لسياساتها الوطنية ولعلاقتها بأوطانها ومواطنيها).
الدولة القطرية هي الواقع القائم بالفعل، أو الموجود بالفعل، والدولة الوطنية هي الممكن، أو الموجود بالقوة، والدولة القومية هي الواجب، أو الأفق الذي تسعى إليه الدولة الوطنية. سمتا الدولة الوطنية الرئيستان هما التعبير عن الكلية الاجتماعية في الداخل والاستقلال إزاء الخارج؛ وبمقدار ما تكون تعبيراً فعلياً عن الكلية الاجتماعية وعن نزوعها إلى الحرية والاستقلال والتقدم تنمو فيها الميول الوحدوية التكاملية التي تلبي الحاجة إلى الحرية والاستقلال والتقدم. ومن ثم فإن الأساس الطبيعي الذي تقوم عليه هو الفرد / المواطن، بصفته ذاتاً حرة وفاعلة أو منتجة ومسؤولة؛ ومقدمتاها الضروريتان هما العائلة (الأسرة الحديثة) و المجتمع المدني ، وتجريد عموميتها هو القانون الذي مضمونه الحق ومعياره العدالة، ومشرعيتها وسيادتها تستمدان من شعبها، لا من عقيدة أرضية أو سماوية؛ فالشعب هو المصدر الوحيد للشرعية والسيادة والمصدر الوحيد لجميع السلطات.
العلاقة النوعية التي تميز الدولة الوطنية من الدولة القطرية، في الوضع العربي، هي المواطنة، وتعني الموافقة أو التوافق والمشاركة والاعتماد المتبادل، لأن كل مواطن يقوم بوظيفة ضرورية للآخرين. المواطنة علاقة أو رابطة حديثة ذات محتوى اجتماعي اقتصادي وسياسي وثقافي وأخلاقي، تتعدى العلاقات والروابط ما قبل الوطنية أو ما قبل القومية كالعشائرية والمذهبية والمحلوية أو الجهوية وما إليها، وتقوم بإزاء هذه التحديدات الذاتية تحديداً موضوعياً يشمل سائر أفراد المجتمع المعني والدولة المعنية.
المواطنة صفة موضوعية لا تقبل التفاوت والتفاضل، كالإنسانية سواء بسواء، فليس بين أبناء الوطن الواحد وأعضاء المجتمع المدني الواحد والدولة الوطنية الواحدة من هو مواطن أكثر من الآخر، أو إنسان أكثر من الآخر؛ ومن ثم فلا سبيل إلى أي نوع من أنواع الامتيازات المعروفة في الدولة ما قبل الوطنية، (والدولة القطرية، من هذه الزاوية، دولة ما قبل وطنية وما دون وطنية؛ فهي إما دولة طغمة أو دولة عشيرة أو دولة حزب أو دولة طائفة، أو كل هذه مجتمعة، ولذلك كانت دولة امتيازات، لا دولة حقوق، وعلاقاتها الداخلية علاقات ولاء وتبعية شخصية ومباشرة، لا علاقات مدنية دستورية وقانونية). الدولة الوطنية دولة حق وقانون لجميع مواطنيها على السواء. وعدم التتفاوت والتفاضل في المواطنة وفي الإنسانية هو الأساس الواقعي لمساواة المواطنين أمام القانون.
قوام المواطنة منظومة من الحقوق الطبيعية الثابتة والحقوق المدنية المكتسبة والالتزامات المتبادلة، والحريات الأساسية، تعينها جميعاً، في كل مرة، نسبة القوى الاجتماعية وعلاقاتها المتبادلة وموقع كل منها على سلم الإنتاج الاجتماعي الذي تتجلى فيه ماهية المجتمع المعني أو الأمة المعنية، وتتحدد في ضوئه وعلى أساسه الهوية الوطنية أو القومية، فماهية مجتمع ما هي ما ينتجه هذا المجتمع بالفعل على الصعيدين المادي والروحي. ومن ثم فإن مفهوم المواطنة مرادف لمفهوم المشاركة في الإنتاج الاجتماعي وفي الشأن العام؛ وهو، على صعيد الفرد نزوع أصيل إلى الكلية التي تتعين في المجتمع المدني والدولة الوطنية، وفي الجماعة الإنسانية التي هي مستقبل الجميع.
في ضوء هذا التحديد تبدو لنا المواطنة حكم واقع، لأنها انتماء موضوعي إلى وطن، إلى مجتمع ودولة؛ والوطنية حكم قيمة وتحديداً ذاتياً للفرد والمجتمع والدولة؛ فلا وطنية بلا مواطنة، ولا مواطنة بلا حقوق مدنية وحريات أساسية؛ ومن ثم فإن نفي حكم الواقع هو نفي حكم القيمة المرتبط به أوثق ارتباط، وبالمقابل فإن نفي صفة الوطنية عن فرد أو مجموعة أفراد أو عن جماعة دينية أو مذهبية أو إثنية أو ثقافية أو لغوية يضمر نفي صفة المواطنة عن ذلك الفرد أو هذه الجماعة أو تلك، وينفي في الوقت ذاته صفة الوطنية عن الدولة وعن سلطتها السياسية التي تفعل ذلك.
في ضوء هذه الحيثية تبدو لنا الدولة الوطنية، دولة الحق والقانون التي يرى فيها جميع مواطنيها بلا استثناء صورتهم السياسية وموطن اعتزازهم الأدبي، تبدو لنا شكل التوسط الضروري بين الدولة القطرية القائمة والدولة القومية المنشودة، فقد أثبتت تجربة القرن الماضي ضرورة هذا التوسط الذي لا بد أن ينتج دلالة جديدة لمفهوم الأمة معادلة لمفهوم المجتمع المدني، بما هو منظومة حاجات ومصالح، وبما هو وحدة التنوع والتعدد والاختلاف والتعارض، أي بما هو فضاء الحرية وميدان التاريخ، ولا بد أن ينتج دلالة جديدة لمفهوم القومية بصفتها انتماء إلى المجتمع المدني والدولة الديمقراطية المنبثقة عنه، لا بصفتها عقيدة قومية ذاتية لهذا الحزب أو ذاك تنفي مواطنية الآخر المختلف أيديولوجياً أو إثنياً أو ثقافياً أو لغوياً، وتنفي من ثم عضويته في الدولة. الدولة القومية الحديثة ليست قومية على مواطنيها، بل هي لا تبدو لمواطنيها من الداخل إلا بصفتها دولة حق وقانون، في حين تبدو لغير مواطنيها من الخارج بصفتها القومية. لذلك بتنا لا نرى في المشروع القومي سوى مشروع ديمقراطي يعيد إنتاج  الاندماج القومي والاجتماعي الذي تنجزه الدولة الوطنية، ولا بد أن تنجزه، في الحقل السياسي العام المشترك بين جميع القوى والفئات والطبقات، بما فيها الجماعات غير العربية التي تنتمي إلى هذه الدولة القومية التي تعادل صفتها القومية صفتها الديمقراطية، وإلا فلا وحدة عربية ولا من يحزنون.
القومية المعتقدية الدوغماتية، أو العقيدة القومية التي تعيد إنتاج مقولة "شعب الله المختار" ولا تعترف بحقوق متساوية للمواطنين المختلفين اختلافات لا حصر لها، ولا سيما للمواطنين غير العرب، ولا تقوم من ثم على مبدأ المواطنة الديمقراطي هي مرض القومية الخبيث، وقد جر هذا المرض الخبيث على الأمم التي ابتليت به ويلات وكوارث هي من أهم دروس التاريخ الحديث، ولم تنج منه أمتنا بكل أسف. العقيدة السياسية القومية كالعقيدة السياسية الدينية أو الاشتراكية تنطوي بداهة على جميع خصائص العقيدة (الدوغما) من حصرية وتمامية واحتكار للحقيقة والمشروعية تتناسل منه جميع أنواع الاحتكار الأخرى، ومن تطرف وأوهام ذاتية وعدم اعتراف بالآخر المختلف، بل عدم الاعتراف بأفرادية الواقع ومعقولية العالم. وليس بوسع مثل هذه العقيدة أن تنتج سوى التطرف والعنف وثقافة الفتنة.
يلفت النظر أن النخب، بل الطغم، السياسية العربية الحاكمة، ولا سيما "التقدمية والثورية" منها، تتحدث عن الوطنية والقومية بمناسبة وبلا مناسبة، على الطالع والنازل، من دون أن تلتفت إلى جذرهما الواقعي، الموضوعي، أي المواطنة، بل إنها لا تعترف بهذا الجذر، لأنها لا تعترف بالواقع الفعلي، بل بالواقع الذي صنعته رغباتها وأوهامها الذاتية، حتى غدت صفتا الوطنية والقومية صفتين إقصائيتين وطاردتين لصفة المواطنة خاصة، ومعاديتين لـ الآخر ولفكرة الاختلاف والمغايرة، ومن ثم لحرية الفرد وحقوق الإنسان والمواطن، ولفكرة الاجتماع المدني ولمفهوم المجتمع المدني الذي يطارده اليوم رجال المخابرات ومثقفو الدولة الشمولية التسلطية ومثقفو الأحزاب الأيديولوجية العقائديون الذين خفضوا الوطن وقلصوه حتى غدت حدوده مطابقة لحدود السلطة الاستبدادية أو الحزب الأيديولوجي أو القائد الملهم. النخب السياسية عامة والسلطات الاستبدادية خاصة كإله إسرائيل اختارت شعوبها وقضي الأمر. ولم يبق سوى أن تختار الشعوب "نخبها" السياسية، وتنتخب حكامها. الدولة الوطنية في الأفق، وهذا الأفق يقترب منا بقدر ما نسعى إليه، والمشروع القومي الديمقراطي برمته يتوقف على هذا المسعى.
في الوطنية المعتقدية والقومية المعتقدية اللتين لا تعترفان بجذرهما الواقعي، وفي مختلف الأيديولوجيات / العقائد الشمولية، الاستبدادية، تتضخم الـ نحن، الكتلة المتجانسة، تضخماً ورمياً على حساب الـ أنا والـ أنا أفكر خاصة، فتَنتُج  عن هذا التضخم عقيدة التكفير والتخوين، وتغدو حرية الفكر والضمير كفراً ومروقاً وهرطقة وخروجاً على الجماعة وخيانة يعاقب عليها "القانون" الذي خفض إلى مستوى إرادات فردية اعتباطية ونزوية ترى الوطن والوطنية من منظور مصالحها الخاصة فحسب؛ وتنتج من ثم هوية نحنوية : (كتلية أو جماهيرية) وهمية وفارغة من أي مضمون سوى العدم، عدم وجود الفرد الذات الحرة المستقلة الفاعلة والمسؤولة، عدم وجود الأنا أفكر، ومن ثم عدم وجود الآخر وعدم الفردية وعدم الحرية وعدم الاستقلال والذاتية وعدم وجود الواقع الفعلي وعدم الأخلاق وعدم الضمير وما شئتم من صنوف العدم التي محصلتها عدم الإنتاج وعدم التقدم.
دمشق، تلفاكس   6711599 11 00963
ُE.Mail   jebaae@ scs-net.org ".
 

27 - أبريل - 2009
النحنية
تباين آراء القدماء !    ( من قبل 16 أعضاء )    قيّم

إن علوم العربية اثنا عشر علماً، جمعها الناظم في قوله:
 
نحوٌ وصرفٌ عروضٌ  ثم قافيةٌ           وبعـدها لغـةٌ قرض وإنشاءُ
خط بيـانٌ معانٍ معْ محاضرة              و(الاشتقاقُ) لها الآداب أسماءُ
 
لقد" أجمع أهل اللغة إلا من شذ عنهم أن للغة العرب قياسًا، وأن العرب تشتق بعض الكلام من بعض .... وعلى هذا سائر كلام العرب، علِم ذلك من علم وجهِله من جهل ... وليس لنا اليوم أن نخترع ولا أن نقول غير ما قالوه ولا أن نقيس قياسًا لم يقيسوه؛ لأن في ذلك فساد اللغة وبُطلانَ حقائقها ". 
( ابن فارس ،الصاحبي، ص33).
   وهاهي ذي مناظرة جرت بين (أبي إسحاق الزَّجَّاج) و(يحيى بن علي المنجم) في الاشتقاق:
المنجم:      من أي شيء اشتق الجرجير؟
الزجاج:             لأن الريح تجرجره.
المنجم:       وما معنى تجرجره؟
الزجاج:     تجرره ومن هذا قيل للحبل الجَرير؛ لأنه يجر على الأرض
المنجم:     والجرة لم سميت جرة؟
الزجاج:    لأنها تجر على الأرض.
المنجم:    لو جرت على الأرض لانكسرت!! والمجرة لم سميت مجرة؟
الزجاج :     لأن الله جرها في السماء جراً.
المنجم :    فالجرجور الذي هو اسم المئة من الإبل لم سميت به؟
الزجاج:    لأنها تجر بالأزِمَّة وتقاد.
المنجم:    فالفصيل المجر الذي شق طرف لسانه لئلا يرضع أمه، ما قولك فيه؟
الزجاج:     لأنهم جروا لسانه حتى قطعوه.
المنجم:    فإن جروا أذنه فقطعوها تسميه مجراً؟
الزجاج:             لا يجوز ذلك؟
المنجم: قد نقضت العلة التي أتيت بها على نفسك ومن لم يدر أن هذا مناقضة فلا حس له. (المزهر354  ). فلعل الرجل يجوّز اشتقاق ألفاظ جديدة !!! ، مع أن  ابن فارس في مقاييسه كثيراً ما يقول:
 (ولا أدري مِمّ اشتقاقه)! ،كما في ( حصم،  وردج )...
 
 
 
 
 

27 - أبريل - 2009
النحنية
إلى العزيزة SARA    ( من قبل 15 أعضاء )    قيّم

يا سارة : لن أتركك متشوقة ، وسأفترض أن ابنتنا سارة تلميذة في الصف الخامس الابتدائي ، وسأسألها :
أولاً : ( نحن) ، ماهو ؟ قالت سارة : هذا ضمير بارز منفصل ، وهو من المعارف السبعة .
ثانياً : ( زَرَعَ) ، ماهو ؟ قالت سارة: هذا فعل ماضٍ ، وهذا الفعل وشقيقاه = الحَدَث + الزمن .
ثالثاً : ما مصدر ( زَرَعَ) ؟ قالت سارة : ( زِراعة) ، والزراعة = الحدَث من دون زمن .
رابعاً : ما اسم الفاعل من ( زَرَعَ ) ؟ قالت سارة : ( زارِع).
خامساً: ما اسم المفعول من ( زُرِعَ ) المبني للمجهول ؟ قالت سارة : ( مزروع) .
نعم ، سارة تلميذة ممتازة ، وتستحق مِئة من مئة .... تهانينا يا SARA
والآن بارك الله فيك يا سارة ، وفتح الله عليك : هل اتضحت لك الحقيقة ؟
أقبّل قدميك سيدي سيبويه ! تكرّم وارجِعْ إلى قبرك ، عِشتَ ملكاَ ، ومتّ غريباً ، فطوبى لك وللغرباء أمثالك الذين أخذوا كتابك بقوة ..... أما ترى البغايا يظهرن عياناً ؟ إنهن ( النحنية ، والنحنوية ، وبالإضافة إلى ، وبالنسبة لِ أو إلى، لا بد وأن ، كما وأن ، كلما صبرتَ كلما احترقتَ ، كان له مالاً ، إنّ له شأن ...) : هذه هي أساليب اليوم يا رائحة التفاح ؛ سيدي سيبويه .
 
 

28 - أبريل - 2009
النحنية
المصادر الصناعية (1)    ( من قبل 11 أعضاء )    قيّم

 المصدر الصناعي : قيا سي، ويطلق على كل لفظ (جامد أو مشتق، اسم أو غير اسم) زِيد في آخره حرفان هما: ياء مشددة بعدها تاء تأنيث مربوطة، ليصير بعد هذه الزيادة اسماً دالاً على معنىً مجرد لم يكن يدل عليه قبل الزيادة. فهو يدل على صفة في اللفظ الذي صُنع منه، أو على ما فيه من خصائص، أو على أشياء أخرى كما سنرى.

وقد ورد عن العرب بضع عشرات من المصادر الصناعية، منها: الجاهلية، الأريحية، الفروسية، العبقرية، العبودية، الألمعية، الألوهية، الربوبية، الوحدانية...
وكثير من المصادر الصناعية قد تحوّلت في الأصل عن أسماء منسوبة أُنزلت منزلة الصفات المشتقة للدلالة على حال الموصوف وهيئته، واستُعملت كذلك، نحو قولك: (إنسانيّ، حيوانيّ، كَمِّيّ، كيفيّ، جزئيّ، كلّيّ…). فإذا أُريد التعبير بها عن جوهر حال الموصوف ومجرّد حقيقته، أُحيل الوصف إلى (مصدر صناعي) بإلحاق تاء «النقل من الوصفية إلى الاسمية» نحو: الإنسانية، الحيوانية، الكمية، الكيفية، الجزئية، الكُلِّية
وقد أكثر المولَّدون من هذه المصادر بعد ترجمة العلوم بالعربية. وقرر مجمع اللغة العربية بالقاهرة قياسيّة صوغ هذا المصدر؛ لِسَدِّ حاجة العلوم والصناعات إلى ألفاظ جديدة تعبِّر عن معانٍ جديدة.
ولكن متى نصنع مصدراً من المصدر الأصلي؟ أو من اسم المعنى عامةً؟
الجواب: لا معنى لإلحاق الياء والتاء بالمصدر إذا كنت تبغي معنى المصدر، أو الاسم، وحَسْب. فإن اتخاذ (العدلية) بمعنى العدل، و(الخيرية) بمعنى الخير، غير سائغ، واللغة تأباه، والعرب لم تَجْرِ به وإنما قالت: فَعَلَ ذلك على جهة العدل، وعلى جهة الخير… ولم تقل: على العدلية، ولا على الخيرية… لذلك كان الأصل في إلحاق الياء والتاء بالمصدر أو اسم المعنى عامةً، أن تزيد في معناه شيئاً، أو تبتغي خصوصية في دلالته.
        ·       فـَ (الإنتاج) مثلاً مصدر. فإذا قلت (الإنتاجية)، فلا بد أنك أردت به شيئاً آخر لا يمكن التعبير عنه بمجرد لفظ (الإنتاج). والإنتاجية في الاقتصاد: العائد من سلعة أو خدمة في مدةٍ مّا، مقدّراً بوحدات عينية أو نقدية، منسوباً إلى نفقة إنتاجه.
        ·       وَ(الاتفاق) مصدر، وهو ما تَمَّت الموافقة عليه، ويقابلهagreement . أما (الاتفاقية) فيراد بها صكُّ ما اتُّفق عليه، ويقابلها convention.
        ·       و(الاشتراك) مصدر، معناه معروف. أما (الاشتراكية) فتعني المذهب السياسي والاقتصادي القائم على سيطرة الدولة على وسائل الإنتاج وعدالة التوزيع والتخطيط الشامل…
        ·       و(التقدم) مصدر معناه معروف. أما (التقدمية) فتعني المذهب السياسي والاقتصادي الذي يدافع عنه أنصار التطور (التقدميون).
        ·       و(الشيوع) مصدر معناه معروف. أما (الشيوعية) فمذهبٌ يقوم على إشاعة الملكية، وأن يعمل الفرد على قدر طاقته، وأن يأخذ على قدر حاجته..
        ·    و(الرأسمال) اسم، وهو المال المستثمر في عمل ما. أما (الرأسمالية) فتعني النظام الاقتصادي الذي يقوم على الملكية الخاصة لموارد الثروة.
        ·    و(الشخص): كل جسم له ارتفاع وظهور، وغَلَبَ في الإنسان. أما (الشخصية) فهي مجموعة الصفات التي تميز الشخص من غيره. يقال: فلان ذو شخصية قوية.
        ·    و(الإباحة) مصدر أباحه: أَحَلَّهُ وأطلقه. أما (الإباحية) فتعني التحلل من قيود القوانين والأخلاق.
        ·    و(العقل): ما يقابل الغريزة التي لا خيار لها؛ وما يكون به التفكير والاستدلال، وتركيب التصورات والتصديقات. أما (العقلية) فهي مجموعة الصفات المميزة للعقل. يقال: عقلية فلان تختلف كلياً عن عقلية أخيه. [هناك كتاب عنوانه (خطاب إلى العقل العربي). وواضح أنه لا يقال في هذا المقام (خطاب إلى العقلية العربية‍)].
        ·    و(الخاص): خلاف العام. أما (الخاصية) فهي صفة لا تنفك عن الشيء وتُميّزه من غيره.
        ·    و(الإحصاء) مصدر أحصى الشيءَ: عَرَف قَدْره. أما (الإحصائية) فهي إحصاءٌ مبني على منهج علم الإحصاء، لحالةٍ تقع تحت الإحصاء، كإحصائية السكان في بلدٍ ما.
        ·    و(الخصوص) مصدر. ولكن (الخصوصية) تدل على معنى (الخصوص) وزيادة. وقد أشار الأئمة إلى هذا بقولهم: التاء فيه للمبالغة، (المراد: تاء النقل).
ولعل من السائغ أن نكرر قول الأئمة هذا في توجيه بعض المصادر الصناعية التي استُعملت حديثاً، مثل: الاحتفالية والجمالية…
فقد بدأت مجلة (العربي) التي تصدر في الكويت، احتفالها في عدد كانون الأول 1998 بمناسبة مرور 40 عاماً على صدورها. وتوالت الكلمات والمقالات عن هذه المناسبة بلا انقطاع حتى تاريخ كتابة هذه المقالة (آب 1999). وجرى في الكويت (لقاء الأشقاء) دُعي إليه من البلاد العربية، الذين شاركوا في ميلاد هذه المجلة وتابعوا مسيرتها. هي إذن احتفالات استمرت تسعة أشهر (حتى الآن)، وليست احتفالاً واحداً. ولعل هذه المبالغة في الاحتفال تُسوِّغ صوغ (الاحتفالية)! فقد كُتب على غلاف عدد حزيران 1999: (لقاء الأشقاء: احتفالية العربي بأربعين عاماً من عمرها).
        ·       و(المنهج): الخطة المرسومة. أما (المنهجية) فهي نظام طرق البحث.
- ويؤدي المصدر الصناعي أحياناً معنى (القابليّة لـِ…) كما في المصطلحات الآتية مثلاً: التطورية (قابلية التطور) evolvability؛ الصيانيّة maintainability؛ الأدائية performability؛ تَحَمُّليّة الكلفة affordabiltiy، الالتصاقية، النفاذية
- ويكون أحياناً أخرى مصطلحاً يعبّر عن حالة الشيء واتّصافه بكونه كذا… مثل: مُتاحِيّة الشيء (أي كونه مُتاحاً) availability؛ الموثوقية reliabilty الجاهزية؛ السُّمّيّة؛ الحمضية، القلوية
- ويستعمل المصدر الصناعي أيضاً للتعبير عن أسماء بعض الفروع أو المقادير المميِّزة العلمية، نحو: المِطيافية spectrometry؛ المِجراعية dosimetry؛ المِضوائية photometry؛ المِحْساسية sensitometry؛ المعلوماتية information technology؛ التأثرية؛ الاستقطابية؛ النفوذية؛ التحريضية؛ المقاومّية، الناقلية، الأنتروبيةالبرمجية (الحاسوبية).
وفيما يلي بعض الأمثلة على استعمال المصدر الصناعي:
1- إن ما حدث يؤكد ضرورة استقلال القضاء عن السلطة التنفيذية.
أما استقلالية القضاء (أي: كون القضاء مستقلاً) فيضمنها الدستور!
2- … وتَفْرِض هذه الاتصالية العالمية الواسعة… (أي: قابلية الاتصال العالمية الواسعة…)
3- إن مركزية الإدارة هي السبب في بطء العمل. (أي كون الإدارة مركزية).
4- لا مجال في العمل العام للمجهولية والتستر وراء الأسماء المستعارة (أي: لا مجال لأن يكون الإنسان الفاعل مجهولاً أو مستتراً وراء…).
5- أخرج (كورساوا) السينما اليابانية من إسار المحلّية إلى رحاب العالمية. (أي من كونها محلّية إلى كونها عالمية).
6- إن تمييز السلعة الجيدة من الفاسدة أمر سهل غالباً.
إن تمييزية هذا الاسم واضحة. (أي: كونه تمييزاً منصوباً من حيث الإعرابُ).
7- … ويجمع هذا الكاتب بين عصرية التوجّه وجِدّة التعبير. ونلاحظ بسهولة موسيقية أسلوبه النثري البليغ
8- … ويمتاز هذا البحث العلمي بمنهجه الفذ… وكان منهج عمله كما يلي…
وهذا أمرٌ لا تُقِرِّه منهجية البحث العلمي، ولا ترضاه منطقية التأليف
(منهجية البحث العلمي: كون البحث العلمي ذا منهج في طرائق إجرائه).
9- جرى افتتاح المؤتمر في جوٍ متوتّر.
كانت افتتاحية العدد (أي المقال الرئيسي في صحيفة أو مجلة) هجوماً موفقاً على الفساد والمفسدين.
10- ما كان هذا الإشكال ليحْدُث لو أن…
 
 

 

28 - أبريل - 2009
النحنية
 135  136  137  138  139