البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ضياء العلي

 12  13  14  15  16 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
القرار ليس عندنا    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

 

أحيي فيك شعورك النبيل يا أستاذ يوسف ومن جهتي أتمنى تحقيق فكرة كهذه مع أننا لسنا بعيدين عنها فيما نفعله اليوم في مجالس الوراق . سيكون من دواعي فخري لو أتيحت لي فرصة المشاركة بمشروع من هذا النوع  إلا أنني أعي بأن دونها صعوبات أساسية لا تتعلق بموقف سراة الوراق منها . 

8 - يوليو - 2006
انشاء مجلة أدبية بحتة لسراة الوراق
هذا هو زيدان ، كل زيدان    كن أول من يقيّم

 

عندما وجه زيدان هذه اللطمة للاعب الإيطالي ، وكنا جميعاً نشاهد المباراة ، نظرت إلى جواد ، ونظر إلى وانفجرنا بالضحك ....... كانت لطمته قوية ، عبر فيها عن شعورنا بالضيق .

جواد رياضي ويلعب الباسكت بول وهو هادىء بطبعه وليس إنفعالياً ، ولقد قال : هذا غباء ، لكنه كذلك !

لا أعلم إذا كان ذلك الإيطالي الأرعن قد سب الإسلام ، أو أم زيدان ، أو صلعته ، المهم أنه تجاوز الخطوط الحمراء التي يتحملها ، فقام بردة فعله . هي ردة فعل عنيفة وغير مدروسة طبعاً ، وكانت نتائجها خطيرة على بقية المباراة ، لكن المباراة كانت هي زيدان وأسلوبه في اللعب ، وزيدان هو هذا وهي ليست المرة الأولى التي نراه فيها على هذه الصورة . زيدان الذي يربح بمهارته التقنية ، ولكن أيضاً بذهنية القائد الذي يشبه الأب ، يفكر على مستوى كل اللعبة ، يدير وينظم ويوزع الطابة ولا يستأثر بها ، وبذهنية الرجل المتفوق ، الذي جعلته تهكمات الصحافة الإسبانية يفيق من سباته ، ويتجاوز خلافاته مع دومينيك ، ويتجاوز وضعه الصحي ( لأن زيدان يشكو من مرض وراثي ) ويعود ليثبت للجميع بأنه سيد اللعبة وأنهم لا يستطيعون بأن يربحوا المونديال ـ أو يخسروها ـ من دونه .

زكريا يحبه لدرجة أنه يبحث له عن تبريرات وهذا هو المهم . نحن لا نستطيع تجزئة الشخصية الواحدة وهذه الشخصية التي أمامنا قد وجدت توازنها بأن وضعت لنفسها خطوطها الحمراء التي لا تسمح لأحد بتجاوزهاعلى هذا المستوى ، يعني بأن العقل يتوقف عندها وما تلاه فهو الغريزة وردة الفعل . وعلى هذا المستوى يكون الفرق بين إنسان وآخر ولاعب وآخر .

   لا أرى ما يخجل في الموضوع يا عبد الحفيظ المثالي ، وزيدان هو من فرسان الطاولة المستديرة ، شاء من شاء ، وأبى من أبى .

 

10 - يوليو - 2006
أحاديث الوطن والزمن المتحول
لحظة حرية    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

 

  الصيف عاد ، وآذن الوقت بالرحيل ......... العطلة الصيفية دقت على أبوابنا وأمرتنا بأن نتجهز : نفضت سجادتي الوحيدة ، ووضعت بداخلها ألواحاً من الصابون المعطر ، هي آخر طريقة وجدتها لحمايتها من العت والحشرات الضارة دون اللجوء إلى النفتالين برائحته المزعجة ، ثم طويتها ، وركنتها إلى جنب ، حتى أيلول القادم .

  ستكون هذه أخر مشاركاتي ، إذاً ، قبل أيلول المقبل .

  حتى ذلك الحين ، كونوا بخير ، سأستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ، وأتمنى للجميع صيفاً سعيداً .

 

لحظة حرية 

  سأحكي اليوم سيرة آخر معركة حضرتها في طرابلس العام 1983 ، وذلك قبل أن نغادر جميعنا لبنان ، تباعاً  ، في العام الذي تلاه . كانت المعركة هذه المرة بين أبو عمار والسوريين ، ولقد ذهب ضحيتها عشرات القتلى ، ودمرت فيها أجزاء من هذه المدينة العريقة ، لكن هذا كله تحصيل حاصل لا يقتضي ربما التنويه ........ إلا أنني تذكرته ، وتذكرت ذلك الشعور المحبط بالقسوة ، واليأس من رحمة الإنسان ، وأنا أقرأ كلمات الأستاذ زهير التي هزت وجداني في قصيدته : عقد تموز ، وبشكل خاص عندما قال :

حـدثـان  لا iiأنـسـاهـما ما عشت في عصر الكسوف
قـصـف المنازل في iiالظلا م  ومـشـهـد الرد iiالعنيف
فـي  رقـبـة الصحفية iiال شـقـراء تـذبح iiكالخروف
وفـضـيـلـة  iiمـصلوبة فـي  ثـوب عاهرة iiعيوف

  تلك الذكرى ، التي سأروي بعضاً من تفاصيلها ، هي شهادة التاريخ على ما عشناه ونعيشه في واقعنا من عبث يومي . لأن هذه الواقعة ، حدثت بعد عام واحد فقط من الإجتياح الإسرائيلي لبيروت ، والذي كان بنتيجته ترحيل المقاومة الفلسطينية عن لبنان .....  حملوهم بيومها على مراكب في البحر ، كما نحمل عندنا في طرابلس صناديق البرتقال على السفن المهاجرة ، إلى تونس ، الخضراء هي أيضاً ، كمثل ربوعنا . وقع هذه المأساة كان جرحاً في قلوبنا وفي  وجداننا ، عشناه ولا نزال كطقوس ملحمة كبرى أرجو أن أنجح بالتعبير عنها يوماً .

  لكن عرفات ، كان قد عاد إلى طرابلس ، بإيعاز من الخميني هذه المرة ، لمحاربة " المارقين "  ، أي السوريين وتحت شعار طائفي ???   لو سعيتم إلى تفسير هذه الشعارات فلن تفلحوا أبداً ، صدقوني ، لأنها " ضحك على الذقون " ، ولأنها مجرد شعارات للإستهلاك الوقتي ، وهي الشجرة التي تخفي وراءها غابة المصالح وشبق السلطة والنفوذ الذي لا يعرف من العقائد إلا منطقه الخاص ، وهو منطق القوة الغاشمة ....... كانت طموحات الخميني بتلك الفترة ، أكبر من الدور السوري في لبنان ، وكان يريد تجاوز حاجته إليهم . الباقي هو للتعمية وإثارة الأحقاد .

  كان القصف قد اشتد على المدينة لدرجة لا تطاق ، حتى غادرها اكثر أهلها إلى المناطق المجاورة ، عكار ، الضنية ، الكورة ، وسوريا ..... جميع أهلي كانوا قد غادروا ، وبقي أخي الكبير بهدف حماية البيت من السرقة ، فقررت البقاء معه لأنني لم أكن أطيق هذا الترحال القسري ، ولقد اضطر بأن يذعن لعنادي مجبراً .

  وفي هذا اليوم الذي أردت الحديث عنه بالذات ، كان القصف قد تركز على شارعنا بشكل مخيف في منطقة الزاهرية ، وذلك لعلمهم بوجود عرفات فيه . فعرفات كان قد عاود إحتلال مركز       " قوات الصاعقة " التابعة للسوريين ، واحتمى في منزل صغير ، في زقاق بين البيوت ، في شارع لطيفة ، وأصبح خلال إقامته في جيرة الأهالي ، يفتي ويحكم في قضايا الزواج والطلاق والخلافات الزوجية والعائلية . وحاكت مخيلة الناس البسطاء في حينا أساطيرها حول عرفات الداعية في هذه المرة ، وحكايا تقواه وورعه ، وكيف يصوم ويفطر على سبع تمرات ، ومنهم من قال تسع حبات من الزيتون ...... والله أعلم .

  لم يعد البقاء في البيت ممكناً ، وتيرة القصف كانت قد اشتدت لدرجة أننا بتنا نشعر بأن البناية برمتها كانت تهتز وتتداعى . كنا في الطابق الرابع ، وكان قد أصبح من الخطورة بمكان البقاء في الطوابق العالية . اضطررنا للنزول إلى الملجأ ، وكانت تلك المرة الأولى بعد عشر سنوات من الحرب الضروس أن نضطر للنزول إليه . 

  كان ملجأ بنايتنا قد تحول ، ومنذ زمن طويل ، في القسم الأكبر منه ، إلى برادات للسمك واللحوم المجلدة . وكان هدير المحركات اللازمة لتشغيل هذه البرادات ، ومن ثم هدير مولدات الكهرباء اللازمة لتشغيل هذه المحركات ، بما أن الكهرباء كانت مقطوعة ، تصم الآذان ........ ملجأ كئيب بأنوار خافتة وهدير محركات ، وروائح سمك وعفونة تختلط برائحة نفاذة ، قاتلة ، عرفت فيما بعد بانها رائحة السم الذي يضعونه لقتل الجرذان .

  هناك ، رأيت جمعاً من الناس لا أعرفهم . بمجملهم ، كانوا من عائلات المقاتلين الفلسطينيين الذين رافقوا عرفات في مغامرته تلك ......... نساء وأولاد يتصايحون ليسمعوا بعضهم البعض ،  ويعجون بالمكان . لم أشأ النظر إلى وجوههم في ذلك اليوم ، لم يكن عندي طاقة لأن أرى أو أتعاطف مع أي مخلوق . كان الضيق الذي يعتريني أكبر من الحزن ، واكبر من العطف ، واكبرمن الشفقة ، وأكبر من العقل حتى ، بل كان ذلك الضيق من النوع الذي يدفع بالإنسان للقيام بتصرفات جنونية .

  نظرت إلى أخي الذي كان بقربي ، يستند بمؤخرته إلى جرة غاز فارغة ، يتلفت حوله وبيده رزمة من المفاتيح هي كل ما نملك ، يعبث بها وينقلها من يد لأخرى بعصبية ظاهرة . كان بجلسته ، يستطيل بجذعه إلى الأمام بوضعية من يتأهب للقيام ، و يستدير برأسه من حوله بوضعية من يبحث عن مخرج . ولما التقت عينانا في ذلك الجحر المظلم ، رأيته ينهض بدون كلام ، وأنا أتبعه بصمت ، لا مبالية بكل ما كان يجري من حولنا في ذلك المكان القذر والمزدحم بالخوف والبؤس .....

  في مدخل البناية ، كان " خليل الوزير " أبو إياد ، الذي اغتاله الموساد في العام التالي في تونس ، يدلي بتصريح لصحافيين أجانب يحملون على اكتافهم كاميرات ضخمة ، ويتحلقون من حوله وهو واقف بباب سيارة مرسيدس ، من حولها مرافقيه . كان ما يقوله هو آخر ما يهمنا في هذه اللحظة المصيرية التي كنا نسعى فيها للخروج من هذا الجحيم .

  لا أدري بأية أعجوبة استطاع أخي إخراج السيارة الرينو 5 الصغيرة من الكاراج وذلك عائد بدون شك لصغر حجمها . إنطلقنا بها باتجاه مستشفى البيسار ، ثم مبنى البلدية ، ثم ساحة التل . لم نر في طريقنا غير الصحافيين المتلطين في مداخل البنايات ، ببشرتهم التي لونتها شمسنا السخية ، وشعورهم الشقراء ، وكاميراتهم الهائلة ، وعيونهم النهمة التي ترصد أدنى حركة في الشارع .

 لم يكن في الشارع غير تلك السيارة المجنونة التي كنا بداخلها ، نقايض الموت بالحرية . وعندما وصلنا إلى مفرق البحصاص ، بعد أن قطعنا الأوتوستراد العريض المكشوف تماماً للقنص ، والتففنا بحركات بلهلوانية من حول الثقوب التي كانت القذائف قد أحدثتها في أسفلت الشارع ، والتي كانت لا تزال تتساقط من حولنا كالعناقيد الناضجة . عندها فقط ، ولبرهة وجيزة ، اجتاحني إحساس عارم بالخلاص . لحظة الحرية هذه ، المشبوبة بالتوتر ، كانت إحساساً فريداً عشته في حياتي أذكره بارتياح ، رغم كل ما خالطه من الحماقة .

وطـنـي أقـلـني من وقو

 

فـي طال يا وطني iiالوقوف

لـمـا  رأيـتـك في iiالهوا

 

ن خرجتُ من كل iiالصفوف

  هذه الكلمات الخالدة أيضاً ، لن انساها ما حييت .

  إلى اللقاء .

 

 

11 - يوليو - 2006
أحاديث الوطن والزمن المتحول
عودة سريعة لابد منها    كن أول من يقيّم

 

الأستاذ عبد الرؤوف : أعتذر عن إرسال صورة السجادة الآن على أثير الأنترنيت لأنها كما سبق وأشرت ، مطوية حالياً . لكنني أعدك بأنني سأحكي لك كل قصتها لتراها بكامل بهجتها ، بعد عودتي من العطلة . وأنا أشكرك على وداعك الرقيق وأرجو تبليغ سلامي لبسمة ويوسف وأم يوسف خصوصاً . 

 أما الأستاذ زهير ، فهو خبير في السجاد ، ويعرف أسراره ، لأنه ورث خياله من شعوب تجيد حياكته وتعرف كيف تلونه بأزهار خيالها ، لذلك استدرك مقطع الشعر الأول الجميل والبارع ، بالمقطع الثاني الذي هو أقوى وأبلغ .

 ليس عندي أغلى من حنان وجواد يرثان قطعة مني ، وهذا كل ما أبتغيه لنفسي .

 

11 - يوليو - 2006
أحاديث الوطن والزمن المتحول
زيدان والعقاد    كن أول من يقيّم

 
أكتب إليكم مجدداً من باريس لأنني وللأسف ، لم أستطع المغادرة نظراً للظروف التي تعرفونها وتسمعون عنها ...... حقائبي جاهزة ، وسجادتي مطوية ، لكني بقيت هنا معها ومع كل المرارة والأسى اللذين يعتريانني . كل ما أتمناه اليوم هو أن ينزل الله  في قلوبنا العزاء والسكينة ، وأن يرسل إلينا بطاقة الفرج الممكنة ......... شكري ومحبتي لسلوى والأستاذ زهير الذي ما زال يقول شعراً فريداً في عصره ، هو أندر من عطر الساكورا ، وأحلى من ماء رشعين ، وأصفى من أديم بحرنا ساعة الغروب ( في الأيام العادية ) .
شكري أيضاً لعبد الحفيظ المصر بقوة على تحميل زيدان خطيئة النطحة التاريخية التي قام بها ، والتي اعتذر عنها بهدف تربوي ، لكنه قال بأنه غير نادم عليها لأن إعلانه عن ندمه يعني بأنه يعطي الحق للإيطالي ماتراتزي بأن يقول ما قاله . ولقد أضاف : أما هذه فلا ، قطعاً لا ! ( surtout pas ) ......... وعندما سأله المذيع عما إذا كان مستعداً لتكرير ذلك لو تكررت تلك الظروف أجاب : لا أريد الإجابة على هذا السؤال ، لقد قلت كل ما عندي !
أعود لأقول بأن الشخصية لا تتجزأ : إن احترام زيدان الشديد لنفسه ، ووضعه لها فوق الشبهات ، وفوق كل ما يمكن له بأن ينال من كرامتها ، واحساسه العميق بتميزه وتفوقه وترفعه عن هذا الكلام المسيء والبذيء ، هو ما يجعل من ردة فعله عنيفة وغير مدروسة لأن الكلام المؤذي الذي طالها ، تمكن من الذات الحميمة ، الداخلية ، التي لا يفصح عنها ، ولا يكشفها للناس ، والتي هي في الحقيقة نقطة البداية واللبنة الأولى في بناء شخصيته . لو لم يكن زيدان هكذا ، لما استطاع أن يكون زيدان الذي نعرفه .
لا يمكن لأي كان بأن يتفوق إذا لم يكن لديه اعتداد بنفسه وقناعة تامة بتميزه وترفعه عن مستوى البشر العاديين ، لذلك فإن أي مساس بهذه القناعات الخاصة والحميمة هو عدوان سافر على الشخصية ككل لأنه يمس مقدساتها التي بنت عليها صرح وجودها ، وهذه المقدسات يمكن أن تكون قناعات دينينة ، أو مبادىء أخلاقية ، أو مجرد قناعات خاصة ونرجسية . عندما قرأت اليوم ما كتبه السعدي والنويهي عن العقاد رأيت في هذا مثالاً آخراً . 

15 - يوليو - 2006
أحاديث الوطن والزمن المتحول
fبين قوسين خاص بفادي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

العزيز فادي : سأحاول شرح كلمتي : أيديولوجيا وابستمولوجيا بحسب معرفتي بهما ، إنما أود الإشارة إلى أنني لم أستخدم كلمة ابستمولوجيا أبداً وأن من يستخدمها عادة هو الأستاذ وحيد ، وان الأستاذ يحي لا يلجأ عادة إلى هذه الإصطلاحات .
الأيديولوجيا : هي المنظومة الفكرية التي تنحو إلى تحقيق ذاتها وفق خطة وهدف مرسوم ممكن تحقيقه في التاريخ العام . هي غالباً ما تستخدم إستخداماً سلبياً للتدليل على الطابع الدعوي والتعبوي في نقد توجه فكري معين وذلك بإتهامه بأن الفكري لديه ليس منزهاً ، بل انه يحمل طابعاً نفعياً ويهدف إلى التضليل والإستئثار بالرأي العام .
ظهر هذا المصطلح في القرن الثامن عشر ليدلل به على عصور الجهل والإستعباد والإستغفال من قبل المؤسسات الدينية والتي كانت سائدة من قبل . ثم تطور بحيث أصبحت كلمة أيديولوجيا تدل على القناع الذي يوظف في المناظرات السياسية والثقافية ليخفي وراءه الأهداف الفعلية .
إن اللفظة الأقرب من حيث المعنى في اللغة العربية هي كلمة : " الدعوة " بمعنى الدعوة السياسية أو الدينية أو العقائدية ، إلا أن هذه اللفظة مثقلة تاريخياً بالكثير من الحساسيات والأفكار المسبقة ، ثم انها لا تغطي كل المساحة الفكرية من ناحية المفهوم الواسع لمنطق الدعوة التي من الممكن لها بأن تكون أشياءاً كثيرة غير الدين أو السياسة .  أنا ألجأ إليه لأنه أكثر حيادية . 
 
ابستمولوجيا  : وتعني التفكير النقدي حيال العلوم . ويدرس أصل الفكرة ، أو الأصل الذي جاء منه المفهوم ، او العلم الذي هو موضوع الدراسة بكل وجوهه : شروطه ، إمكاناته ، تطوره ، ومنهجه ...... والهدف من هذا هو تحديد الأصل المعرفي الذي انبثق عنه ( والذي يفترض بانه مضمر وغير معلن ) وذلك بغية تحديد أهدافه وتطلعاته .
 

15 - يوليو - 2006
صراع حضارات أم حوار ثقافات....??
لو لم يكن النويهي موجوداً    كن أول من يقيّم

لو لم يكن النويهي موجوداً ، لكان علينا أن نخترعه . أستعير هذا المثل الفرنسي الذي يقال للتدليل على اهمية شيء ما أصبح ضرورة لا غنى عنها . لكن الحمد لله بأن النويهي موجود وهو من روح ودم ، واننا لسنا بحاجة لأن نخترعه ، وأنه ينفخ فينا في كل يوم شعلة الإيمان بأن الدنيا " لسه بخير " رغم كل ما يحيط بنا من الدمار .
موقف الأستاذ زهير من العقاد هو موقف أدبي ناقد لما يمثله العقاد من انتاج فكري وفني . وهذا حقه طبعاً في نقده ، بل وأن نقده في صميم الموضوع . على أن هناك فرقا ربما تجدونه بسيطاً لكنه مهم من وجهة نظري وهو أن النويهي يحاسبه على مسألة محددة ، هي موقفه من الاحتلال والاستعمار . هذا يعني بأنكما تزنان نفس البضاعة ولكنكما تستخدمان ميزانين مختلفين .
لا شك بأن العقاد من أعلام المرحلة ، وأنه كان متفوقاً . سنختلف على مستوى عبقريته ربما ، أم على ما تطويه عبقريته من أفكار غير معلنة ??? كيف نحاسب ?
هذا سيقودنا إلى سؤال آخر : كيف استخدمت وتستخدم هذه الطاقات وهذه العبقريات ?

17 - يوليو - 2006
مثقفونا الرواد الكبار ومواقفهم من الإحتلال والإستعمار
سلبوني كل شيء    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

هذه قصيدة للشاعر الفلسطيني توفيق زياد ، أكتبها من الذاكرة البعيدة ـ القريبة جداً اليوم ......
 
سلبوني الماء والزيت وملح الأرغفه
وشعاع الشمس والبحر وطعم المعرفه
وحبيباً منذ عشرين مضى
أتمنى ساعة أن أعطفه
سلبوني كل شيء
عتبة البيت وزهر الشُرُفَه
سلبوني كل شيء
غير قلب ، وضمير ، وشفَه
كبريائي وأنا في قيدهم
ردها أعنف من كل جنون العجرفه
في دمي مليون شمس
تتحدى الظُلَم المختلفه
وأنا أقتحم السبع السموات
بحبي لك يا شعب المآسي المترفه
فأنا إبنك ، من صلبك
قلباً ، وضميراً ، وشفه
يدنا ثابتة ، ثابتة ، ويد الظالم
مهما ثبتت ، مرتجفه

17 - يوليو - 2006
أحاديث الوطن والزمن المتحول
العقاد وروح العصر    كن أول من يقيّم

عزيزي الأستاذ زهير : لا شك بأن ما استشهدت به من نصوص لا يدل على تقنية منهجية عالية في البحث التاريخي ، وأنا شخصياً لم أعد أذكر من النصوص المتناثرة التي قرأتها عن العقاد في أزمان مضت الشيء الكثير . ما علق بذهني عنه هو أسلوبه الأدبي ، بينما بقي عندي الشيء الكثير عن طه حسين ونجيب محفوظ مثلاً . ثم أنني أمتنع بثقافتي الأدبية المحدودة عن الحكم بمنظار الناقد المتخصص ـ وهذا غير حالك وحال النويهي ـ لأن قراءتي للأدب محدودة من الناحية الكمية ، ومزاجية بمعنى الكلمة ، وكم من مرة بدأت فيها بقراءة كتاب ما ، ثم ألقيته جانباً قبل إتمام الصفحة الأولى منه لأنه لم يستهوني .
أذكر في هذا السياق أيضاً ، تغير المعطيات التي نحكم من خلالها على أديب أو نص أدبي ما . أذكر مثلاً أنني كنت مولعة في صباي بجبران خليل جبران ، بينما أرى أفكاره اليوم بمنتهى السذاجة والبدائية ، هذا إذا أحسنا الظن فيها . يمكنني إعطاء أمثلة كثيرة على هذا للتدليل على تأثرنا بالدعاية المحيطة بنا ( أبي كان مولعاً بجبران ) ، ولكن أيضاً بمستوى النضج العقلي والذوق الفني الذي يتعلق بحكمنا .
لا أميل ـ شخصياً ـ ( للأسباب التي ذكرتها ) للحكم على أديب ما ، أو فيلسوف ما ، من منطلق توافقي أو اختلافي معه في وجهات النظر ، خصوصاً إذا كان قد أعطانا عمره وتحول إلى أيقونة يستشهد بها الناس ويتباركون منها ،  تماماً كما يتبارك عامتنا بأضرحة الأولياء والقديسين . لا أميل إلى تعرية الحقائق ( هنا أيضاً أذكر السعدي الذي قال شيئاً يشبه هذا عن نفسه ) بقدر ما أميل إلى رصد الميزان الذي ننظر منه إلى تلك الحقائق .
وجهة نظري هي ، أن ننظر للموضوع نظرة شاملة ، وأن نستطلع روح العصر بكل تناقضاتها ، تماماً كما نتستطلع الشخصية الواحدة بكل تناقضاتها ، لأن الإستغراق في محاكمات مطولة مفيد للدارس المتخصص ، لكن من غير المفيد أن نتأخر عنده مطولاً لكي لا نقطع سياق الفكرة الرئيسية .   

17 - يوليو - 2006
مثقفونا الرواد الكبار ومواقفهم من الإحتلال والإستعمار
ليس بي إلا الخيبة    كن أول من يقيّم

 
هذه قصيدة للشاعر سعدي يوسف ، تعبر عن جزء من خيبة سحيقة أشعرها ، وتعاودني عند كل منعطف ، أهديها لهذا الملف الذي أصبح يكتب نفسه بنفسه :
 
يا لَهذا العُمْرِ الذي طالَ!
في يوم الأحدِ، السادسِ من تشرينَ الثاني، في العام الخامسِ بعدَ الألفَينِ  ...
وكان المطرُ الصامتُ
يدخلُ في القرميدِ، كما يدخلُ زيتٌ صَدِءٌ  في خشبِ المركبِ،
في هذا اليومِ ، تكونُ السنواتُ السِتُّ هنا استكملَت العَدَّ، لكي تستقبلَ  عامِي
السابعَ. ليس لديَّ، و لا عندَ رفاقي، ما يوجِبُ أن نحتفلَ. الليلةَ لن أتلقّى باقةَ
ورْدٍ  أحمرَ حتى لو كانت ذاويةً ( أنتَ الأعرَفُ بالأمرِ ! ). ولكني قد أتتبَّعُ أطولَ فِيلْمٍ أمَريكيٍّ يُعْرَضُ هذي الأيامَ، بدارِ القريةِ  للأفلامِ المستورَدةِ.
المطرُ الصامتُ
يشتدُّ الآنَ  ليغدوَ ذا صوتٍ ، يشتدُّ  لِيُنبِتَ خَمْسَ  أكُفٍّ تَطرقُ
كلَّ نوافذِ بيتي الرطبةِ. أنظرُ : كان العالَمُ  خارجَ بيتي ملتبِساً، لا يُقرأُ؛
كان ركاماً مِمّا انتعلَ الجُنْدُ الرومانيون، وممّا افتعَلَ الأحباشُ وهُم
ماضونَ إلى مكّةَ. كان صيارفةُ الهيكلِ والتجّارُ الأوغادُ اعتمَروا تيجاناً ذهباً
وصفيحاً ذا لَمَعانٍ. كان الكتّابُ مُكِبِّينَ على ألواحِ الطِينِ ( يُسَمّى
الواحدُ من تلكَ الألواحِ رقيماً ) ، كانوا ( أعني الكتّابَ ) يُسَمّونَ أخِسّةَ سادَتِهِمْ
ذهَباً؛ أَمّا الأوباشُ السادةُ  ( هل أذكُرُهم ? ) فلقد كانوا مشدودينَ بحَبْلٍ سُرِّيٍّ
يمتدُّ إلى روما وإلى إرَمٍ ذاتِ عِمادٍ. يا عُمراً طالَ بلا معنىً أو مَغْنىً :
هل تسمحُ لي لحَظاتٍ أن أُنصِتَ للمطرِ ?
 
لندن    6/11/2005
 

20 - يوليو - 2006
أحاديث الوطن والزمن المتحول
 12  13  14  15  16