البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات د يحيى مصري

 124  125  126  127  128 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
المرأة أمي وززجتي و......    كن أول من يقيّم

أدب المرأة في العالم العربي
دراسة وبحث وتقديم: يحيى الصوفي
 
الأدب النسائي في الوطن العربي.؟.... أدب المرأة.؟....المرأة والأدب.؟.... الأدب النسوي.؟... المرأة في الأدب والقصة العربية.؟
عناوين كثيرة وكبيرة قد تثير انتباه القارئ أكثر مما تحتويه من فكر وفائدة.!؟....
ولهذا أوقعتني هذه المهمة في الكتابة عن أدب المرأة أو الأدب النسائي في الوطن العربي في حيرة كبيرة والتباس في المدلولات والرموز حتى أنني وقفت عاجزا عن اختيار العنوان المناسب لها.!
خاصة بعد أن اطلعت على أكثر من مقالة ودراسة ورأي حولها. وكدت أن استسلم واترك الموضوع وشأنه، لأنني لم اعتد على الكتابة إلا بدافع الحاجة... وحاجتي كانت دائما وقبل كل شيء تتصل في العثور على الحقيقة، وتفسير الغامض منها، والفهم عبر الكتابة عنها.؟.... ولهذا  تأتي كتاباتي مختلفة في صيغتها عما يطرحه الآخرون، لأنها لم تكن في أي حال من الأحوال إلا محاولة بريئة وصادقة في البحث عن جواب شفاف وصادق.!...
1- والسؤال الأساسي والأول المطروح هو: هل يوجد حقا أدب نسائي.؟... وبالتالي يفترض أن يكون هناك أدبا رجاليا بالمقابل.؟ وما هي خصائصه وصفاته ومميزاته التي تدل عليه.؟ أي بمعنى هل يكفي أن تكتب المرأة موضوعا أدبيا حتى نصنفه بأنه أدب نسائي.؟...  أو تصنيفها ككاتبة أو أديبة نسوية.؟... وهل يصح ويكفي الكتابة في شؤون المرأة ( على تنوعه ) حتى نصفه بأنه عمل يتعلق بالأدب النسوي.!؟...
أرجو ألا يكون كذلك. وإلا تحتم علينا إنشاء نقابات وأندية خاصة بالأدب النسوي مع ما سيفضي إليه هذا التصنيف من ملحقات وتشعيبات وقوانين تميزه عن غيره وتضع له شروطه.؟ وقد يؤدي في النهاية إلى ضم كل من كتب عن المرأة تحت لواءه حتى وان كان رجلا.!؟؟؟
بحيث يعيدنا مرة أخرى إلى نقطة الصفر. والبحث عن مسميات جديدة له تحفظ خصوصية ( أدب وكتابة وربما ثقافة المرأة كوحدة خاصة مميزة بمفردها ).!؟؟؟
 
ومن ثم ماذا سيكون موقفنا من الدراسات الاجتماعية والتاريخية والطبية والفلسفية والفنية وكل ما يمت للعلوم الأخرى -والتي لا تتصل بالأدب- بصلة.!؟ وتكتب فيها المرأة بحكم اختصاصها وموهبتها ومهنتها.؟... وهل نصنفها تحت الكتابات العلمية التاريخية الفلسفية الفنية النسائية... أيضا.!؟؟؟... أم أن لها تصنيفات أخرى لا نعرفها.!؟
وهل إذا بدأنا على هذا المنوال ستصل الحال بنا إلى طب وسياسة وفلاحة وهندسة وفنون نسائية..الخ..الخ..الخ.!؟
 
2- أنا أتصور وبكل بساطة بان هناك علم وأدب إنساني فقط، يشارك في بناءه وتطوره ونجاحه ذلك المخلوق الرائع الذكي الوحيد الذي استطاع أن ينتصر على كافة المخلوقات ألا وهو الإنسان.... وبان الإنسان بتناوبه في ثوب الذكر أو الأنثى -(( أنا استعضت بالذكر والأنثى عن الرجل والمرأة حتى لا احرم ما دونهما من حقوق (كالأطفال والفتيان) ولما لا الملتبسين في الخلقة والتكوين والجنس ( كالمخنثين) ))- لا يعكس بأي حال من الأحوال إلا هموم جنسه وقد يتجاوزه بدافع روحي وأخلاقي وديني بحت إلى الاهتمام والحماية والدفاع عما يحيط به من خلائق سواء بيئية أو حيوانية لأنه يدرك بحسه الفطري بأنه ينتمي إليها بطريقة أو بأخرى.!
وتصوري ذاك يقودني إلى الاعتقاد بعدم وجود جنسين من الأدب ( أدب ذكوري أو أنثوي) (أنا لا اتفق على ما جاء به البعض من تشبيه الأدب النسائي بالأدب الخليجي أو أدب المهجر.؟؟؟... تمهيدا لتكريسه والاعتراف به .؟؟؟ لان الموضوع يتعلق بجنس الكاتب وليس موطنه إلا إذا اعتبرنا بان المهاجرين والخليجيين من جنس واحد.!!!؟؟؟....) وبان الفارق الوحيد الذي يثير اللبس في وصف وتحليل وكتابة كل منهما تعود في الدرجة الأولى إلى الطريقة التي يعالجا فيها المشكلة التي يتحدثان عنها ونظرتهما الخاصة إليها. والتي تشبه في بعض أوجهها الفرق بين نظرة كاتب صحفي وطبيب كاتب.الخ... وهي تعتمد بدرجة كبيرة على الثقافة والتربية والبيئة الاجتماعية.
وأنا اعتقد بأن التسميات الحديثة التي التصقت بكتابات الأديبات العربيات ( أدب المرأة، أدب نسوي، أو أدب نسائي.!؟..الخ.) لم تكن أكثر من صفات أطلقت على أعمالهن لمحاولة إظهاره والدلالة على وجود أديبات عربيات وأدب يكتبه ويبدع به مثقفات ومتعلمات وكاتبات من الوطن العربي لا أكثر.!؟
خاصة بعد الاستقلال وحملات محو الأمية، والاعتماد على المرأة ومشاركتها في كافة المجالات التنموية، بعد إن كانت مهمشة وأمية وبعيدة عن الأضواء.
وتلك الحالة لم تكن بعيدة عن وضع الرجل سوى انه كان سباقا إلى الانخراط في البيئة الثقافية بصورة نسبية تتناسب مع حجم تفاعله ومساهمته في الميادين الأخرى.
وهذه الصورة بالتالي تختلف من بلد عربي إلى آخر كل حسب تاريخ انعتاقه من الاحتلال ووضع محو الأمية وتحرر المرأة فيه.
ولهذا لا يصح اعتماد تلك الصفات للدلالة على أدب مميز وخاص بعينه لأنها تفرغه من مضمونه وتجرد المرأة الكاتبة الخلاقة من حقوق تداولها للشأن العام ( الغير نسوي ) خاصة إذا ما وضعت في حالة الند والمنافسة مع الرجل في مواضيع ( نسوية ) قد يكون الرجل فيها أكثر إبداعا وقربا في تصويره للحقيقة منها.!؟
 
فقد يقترب الذكر في وصف حالة ما من مشاعر الأنثى لدرجة أكثر جراءة وصدقا مما يمكن أن تفعله هي ولأسباب تتعلق في الحفاظ على الحد الأدنى من أسرارها الأنثوية.!
وفي المقابل قد تقترب هي في طرحها وتناولها لموضوع اجتماعي أو سياسي أو عاطفي من عقل وخيال وحقيقة الذكر أكثر منه وذلك لأسباب تتعلق إلى إحجام هذا الأخير عن الإفصاح عنها لأسباب تتعلق بالعيب والسمعة والخوف من ربط الحدث بكاتبه.!؟     
وقد لا يصيب التوفيق أي منهما في الوصول إلى تمثيل ووصف مشاعر الطرف الآخر بحيث يقف كل منهما مذهولا أمام الحقيقة إذا ما أنيط اللثام عنها.؟
إذا يقترب كل منهما من الصدق في وصف مشاعر وهموم الآخر بدرجة اقتراب أي منهما من صفاة الآخر.!...
فنجد عند الذكور من يتصف بدفء ورقة المشاعر ورهافة الإحساس وشدة التأثر والتعلق والإخلاص للعائلة والأطفال. كما نجد عند الإناث من يتصف بالخشونة في المعاشرة وحب المغامرة والخروج عما هو مألوف في طبيعتها ومعاملتها للغير.  
ويقتربا كثيرا من طرحهما ووصفهما للحدث إذا ما تناولاه بصيغته الأكاديمية والبحثية المجردة.
 
3- أن يتم طرح الموضوع بعيدا عن الجنس والاستعاضة عنه بمراحل العمر المختلفة وتقسيمها إلى ثلاث مراحل بارزة ومتفق عليها ألا وهي:
 
ا- الفتوة: وفيها يبدأ الإنسان باكتشاف ذاته ومحيطه وموهبته. ولا يختلف الكاتب عند أي من الجنسين في نظرته الحالمة البريئة والمثالية للعالم الذي يعيش فيه.! بحيث تبدو الكتابة عنه لا تعدو أكثر من نزهة للمشاعر في حديقة الحياة الغناءة. وهو يمارسها دون أي تحمل للمسؤولية أو أي شعور بوزر وثقل الضوابط الاجتماعية، فأي مشكلة قد تعترضه لا تحتاج أكثر من بضع كلمات أو سطور في قصيدة... بحيث تعود الأمور بعدها إلى نصابها وكما كانت من قبل.؟... فالحياة لديه لا تتجاوز حدود غيمة عابرة تتمدد وتتشكل لترسم الصورة الجميلة التي يحلم بها.!؟
 
ب- الشباب: وفيها يبدأ الإنسان (من الجنسين) بالكتابة ورسم العالم الذي يحيط به بشيء من الشاعرية والخيال ولا يخلى في بعض الأحيان من الثورة.؟...
لقد بدأ يكتشف العوائق التي تحيط به والمتمثلة بالقوانين والأعراف والعادات والتقاليد الاجتماعية...هذا بالإضافة إلى سلسلة طويلة من الإشارات والرموز القابعة هاهنا في عقله ووجدانه تتربص به وتحد من طموحه.!؟... وفي بعض منها انعكاس لأمر صارم من أب يهابه.؟ أو دمعة دافئة سخية كانت قد سرت على وجنيني أمه الناعمتين تهزه.؟ وبينهما تتجسد تلك التعاليم الدينية التي تربطه بالخالق وتجمع بينه وبين ملائكته ورسله المبجلين والمفضلين لديه....ولا يستطيع مواجهة أي منهم وتحت أي عذر. فهم يسكنون كيانه ويشكلون جزءا لا يتجزأ من شخصيته واسمه وضميره ولا بد من التعايش معهم ولو كان ذلك على حساب حريته الذي تمناها واشتهاها.؟... ولهذا لا يتأخر من بث لواعجه ومشاعره ومآسيه على الورق دون أن يقترح حلولا لها.؟... فهو مستسلما في كل الأحوال لقدره لا حول له ولا قوة.!؟
وبعض كتاباته الحالمة الخجولة قد تطفق بالمعاني النبيلة والحب المفعم بالصدق.... والأمل بمستقبل طيب ومشرق حر.... جاهز لكي يغدق بكل ما لديه من عطاء لمجرد أن ينتهي من العبودية التي يعيش فيها،... متوجها لبناء حياة مشتركة مع الطرف الآخر.!؟ فهم يتشابهون بقدر ما في الصيغة والطرح.!
  
ج-سن الحكمة أو الرشد: حيث يبدأ كل من الجنسين باختبار معرفته لذاته وكشف مشاعر الطرف الآخر بحكم المعاشرة والخلطة ويبدأ بنقل خبرته ومهاراته إلى الغير.؟
فقد آن الأوان لكل من الجنسين الاقتراب -في تطرقهما للمواضيع المطروحة- من الحقيقة بشيء من التجرد والصدق والشجاعة.!... فلقد انتهت فترة المناورة والاختبار وبات كل طرف على دراية كافية بالآخر لدرجة يستطيع بها الحلول مكانه والتحدث بلسانه بشيء من الثقة والإصرار على لعب دوره كاملا. لقد اكتملت معارفه، ونضجت خبراته، وبدأت فترة العطاء الحقيقي في تدريب وتعليم ونقل النصيحة والمعرفة للغير.! وربما تخطي حاجز المؤازرة والدفاع ورد الظلم عنهم إلى المواجهة، مع كل ما يحمله ذلك من عواقب.؟... فهو الصادق مع نفسه المخلص لمبادئه.
 
4- إن سبب ازدهار فكرة الأدب النسائي يعود بالدرجة الأولى إلى عمل البعض على تحجيم دور الكاتبات العربيات وإبعادهم عن أخذهم الدور والمكانة الطبيعية التي يستحقونها. واعتباره أدبا خاصا يراعي نموذجا واحدا وهو النظرة الأنثوية وطريقة معالجتها للأشياء من ناحية وإلباسها صورة المدافعة عن حقوق المرأة -مع ازدهار حركات تحرر المرأة في العالم بشكل عام وفي العالم العربي بشكل خاص- من ناحية ثانية.
ومما أعطى للمدافعين عن هذه الفكرة المصداقية هو اندماج بعض الباحثات عن الشهرة من كاتبات وأديبات الوطن العربي إلى تبني أفكار تلك الحركات بدلا من البحث عن أسباب تخلف وجهل وأمية المرأة في الوطن العربي والتي تعود إلى نفس الأسباب التي يعاني منها الرجل وهم في هذا سواء.!
وكان من نتيجته ازدهار ما يسمى بالأدب النسائي لما كان يتمتع به من حماية ودعم من السلطات الرسمية وفسح المجال واسعا أمام أعمالهن وكتاباتهن لإعطاء المصداقية لبعض الحكومات في الوطن العربي أمام العالم حول إعطاء المرأة حقوقها واندماجها بالحركة الثقافية العالمية.!؟
 
ولهذا بدأنا نشهد نشاطا متزايدا لترجمة كتاباتهن -عن غير وجه حق- إلى اللغات الأجنبية لأنهن يشتكين فيها من ظلم الرجل والزواج بالإكراه وحرمانهن من العمل...الخ الخ الخ ( وهو ما يثلج قلب الغرب ويفرحه لأسباب معروفة ) وكلها مشاكل اجتماعية عامة للرجل فيها ما للمرأة من نصيب في القهر.
هذا بالإضافة إلى إنهن لا يضفن إلى الأدب العالمي أي جديد سوى قراءة أعمالهن وكأنه خبر في جريدة ووصف لحالة إنسانية متخلفة ومزرية دون إظهار أي بعد عاطفي أو إنساني أو أدبي لأعمالهن.؟
وهذا ما شجع المصنفين لهن ولإعمالهن على الإصرار بوجود أدب خاص بالمرأة حتى يحافظون على احتكارهم للأدب وملحقاته( الصحافة والإعلام ودور النشر ) بصيغته الذكورية المعروفة.
 
5- وأخيرا أنا أعلق الآمال على جيل جديد من الكتاب من الجنسين تجاوزوا مرحلة الخوف أو الحرج أو الخجل من تناول أي موضوع ومن أي نوع ومن أي مستوى كان لما تمنحه وسائل  التعلم والاتصال مع الغير من حرية في التعبير وبلاغة وجراءة في الوصف تجعل من كتاباتهم وأدبهم عملا واحدا موحدا بذائقة فنية متنوعة وملونة بألوان ثقافية وموهبية جديرة بالاحترام. وتؤهلهم للحاق بالآخرين دون تردد وهذا ما أتوقعه وأتمناه.

21 - مارس - 2009
الأدب النّسويّ
حوار ، ومحاور    كن أول من يقيّم

حوار مع د. رجاء عودة
شمس الدين درمش
 
الدكتورة "رجاء محمد عودة" مثال رائع للمرأة المسلمة الواعية، المجاهدة، التي تحرص على الإسهام في نهوض مجتمعها، ورفعة بنات جنسها.
تزوَّجت الدكتورة رجاء قبل حصولها على الشهادة المتوسطة، ورُزقت خمسة أولاد، ورغم ثقل مسؤولية الحياة العائلية، ومتطلباتها، وتربية الأولاد، إلاَّ أنَّها لم تتردد عندما سنحت لها الفرصة في مواصلة الدراسة التي أقبلت عليها تنهل من العلم وتتزوَّد بالمعرفة.
وحينما  طرحت الرئاسة العامة لتعليم البنات نظاماً جديداً لاختبار الشهادة المتوسطة، وهو نظام (السنة الواحدة) حيث يُتاح للطالبة امتحان الثلاث سنوات بامتحان واحد، كانت من أُولى المتقدِّمات للاختبار. وممَّا بعث الطمأنينة في نفسها واستئناسها بالدراسة، وجود ابنتها الكبرى "جمانة" معها في المرحلة نفسها ضمن النظام العادي، فكانت رفيقة دربها العلمي لعدَّة سنوات، حيث حصلتا على الشهادة المتوسطة معاً، ثمّ الثانوية، إلى أن حصلتا على درجة الدكتوراه، مع اختلاف التخصص، فحصلت جمانة على الدكتوراه في أمراض النساء والولادة، وحصلت الدكتورة عودة على الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها.
موقعنا "لها أون لاين" التقى الدكتورة رجاء محمد عودة، فكان هذا الحوار الثري:
* لم يكن الزواج عقبة في سبيل التحصيل العلمي، إذا توفَّرت العزيمة الصادقة، ومساعدة الزوج وتشجيعه، ثمَّ تنظيم الوقت واستغلاله في حقل الدراسة، ومن واقع تجربتي الذاتية لم يكن الزواج عائقاً لي؛ لأنَّ الدراسة كانت أمنية غالية في حياتي، فحرصت على اغتنامها عندما سنحت لي الفرصة، وكان زوجي ـ جزاه الله خير الجزاء ـ خير مشجِّع لي ومسانداً على تجاوز العقبات التي صادفتني. وكنتُ أستغل كلّ دقيقة من وقتي للدراسة والتحصيل، حتى عندما أقوم بأعمالي المنزلية كانت كراسة المحاضرات والكتاب الجامعي يرافقاني إلى المطبخ، حيث لم يكن لديَّ وقت كاف للدراسة دون إنجاز الأعمال المنزلية، ولم تكن لدي حينئذٍ مُساعِدة في المنزل تتحمَّل عبئاً من هذه الالتزامات، هذا فضلاً عن العناية بأولادي الستّة تربوياً ودراسياً، وكانوا (بحمد الله) متفوقين دراسياً.
وإلى جانب ذلك كنت بعيدة عمَّا يشغلني عن جوّ الدراسة، فمثلاً كنت لا أزور ولا أُزار إلاَّ للضرورة القصوى، حيث كنت أعتبر ذهابي للجامعة منطلقاً ترويحياً يغنيني عن النزهات الأخرى، وكنتُ أستمتع حقَّاً في أجواء الجامعة، وأشارك في معظم الأنشطة الثقافية، ونلت بعض جوائزها في مسابقة القرآن الكريم، والقصّة القصيرة.
وكان حبُّ المنافسة العلمية ميداناً ممتعاً لإثبات الذات، واستثمار الوقت، وعدم الإحساس بالفارق العمري مع الزميلات.
* كان اختياري لموضوع الماجستير ثمرة بحث دائب حول نوع من الشعر يتجاوز المواقف الرسمية، وشعر المناسبات، إلى شعر يتغلغل في أعماق الحياة، ويؤدِّي وظيفته فيها، بعد أن كانت غالبية الدراسات تتناول موضوعات تقليدية عامة، كالمديح، والهجاء، والرثاء، والغزل، وغير ذلك، أو بعض القضايا التي لا تمتُّ بكبير صلة إلى داخليات الشاعر الخاصة، التي تتطلَّب معاناة من نوع خاص، تقتضي التعبير عنها بصورة ملحّة.
ومن هنا وضعتُ يدي على نوعٍ من الشعر له صلة بالحياة، ويتفاعل معها، وهو: "شعر الأسرة في العصر الأموي". وقد اخترت العصر الأموي لسببين رئيسيين، الأول: أنَّ هذا العصر قريب العهد من عصر التدوين، فهو يقوم على دعائم أكثر اطمئناناً من سابقه، والسبب الآخر: هو الكشف عن وجه آخر للعصر الأموي في شعر وجداني مداره الصدق، لم تطمس معالمه الأحداث التاريخية، والصراعات السياسية.
وقد أفضت هذه الدراسة إلى نتائج مهمة، كان منها: أنَّ العصر الأموي ساده الوئام الأسري، بخلاف ما عُرف عنه من الصراعات السياسية، والثورات المتعددة. وهذا يعكس مدى دور الأسرة في ضبط موازين الحياة والمجتمع. كما يدلّ على أنّ شعر الأسرة كان متطلباً وجدانياً من متطلبات الحياة، حيث وجد فيه الشعراء السكن النفسي، والدفء العاطفي الذي يتفيؤون ظلاله كلّما أعيتهم متاعب الحياة وهمومها.
وقد سعدتُ جداً بهذه الدراسة؛ حيث قادتني ـ عن طريق الصدفة ـ إلى اكتشاف معلم أدبي جديد، وهو "غزل الحليلة"، وهو غزل لم يُسلِّط أحد الضوء عليه، وهو غزل واضح المعالم، يُعدُّ بحق: البُعد الثالث للغزل في الأدب العربي، إزاء اللونين الآخرين: العذري والصريح، لا سيما وهو معاصر لهما زمانياً ومكانياً، وقد أطلقتُ عليه "غزل الحليلة" مقابل "غزل الخليلة" الذي يمثّله الغزلان الآخران، سواء كان عذرياً أم صريحاً، فهما غير جائزين شرعاً، ولهذا يندرج هذا الغزل بقوّة في ثنايا الأدب الإسلامي شكلاً ومضموناً. وهو قد شكَّل متطلباً حيوياً، ومنطلقاً مشروعاً للتعبير عن مشاعر الحب والود؛ ولا غرابة أن تحتل الزوجة هذه المكان من قلب زوجها وعطفه، فهي النصف الجميل المكمل للرجل، فبها تكتمل سعادته، ومعها ينشأ مجتمعه الصغير، وبمساندتها يتغلَّب على صعاب الحياة، وإليها يُفضي عندما تثقل كاهله هموم الحياة، وهي عونه في السرَّاء والضرَّاء، وهي فوق هذا وذاك سكن نفسه، يتفيأ معها ظلال المودَّة والرَّحمة، قال تعالي: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودَّة ورحمة...}.
غزل الحليلة
* قد يستغرب بعضهم تغزُّل الزوج بزوجته، إذ من المعروف أنَّ الغزل يحتاج إلى معاناة وجدانية تلهب خيال الشاعر وأحاسيسه؟
* هؤلاء أردّ عليهم من واقع النصوص التي تقول إنَّ أوضح ظاهرة في شعر الأسرة، سواء على صعيد النصوص الشعرية أم على صعيد الشعراء، كانت ظاهرة "غزل الحليلة"، إذ بلغ عدد الشعراء القائلين فيها ثلاثة عشر شاعراً كان منهم ستّة من المشهورين.. حتى إنَّ أحدهم وهو "هدبة بن الخشرم العذري" قد صدّر أكثر شعره رسائل ودِّية مع زوجته، حيث قضى في السجن عدة سنين، كانت مصدر بثّه وسلواه. هذا إضافة إلى أنَّ كثيرين منهم كان يستشعر الحنين والشوق لزوجته وصغاره، وهو بعيد عنهم، إمَّا في ميادين الجهاد، أو لطلب الرزق، أو السعي لنيل العلم، وسوى ذلك.
وممَّا لفت نظري أنَّ هذا الشعر تميَّز بخصائص فنية عن الغزلين الآخرين، فمثلاً كان شاعر غزل الحليلة يعتدُّ بنسب زوجته وأصالتها، وحبِّها له، وحنانها عليه، بحيث لا يطول غيابها عنه، في حين كانت توصف الأخرى بهجرانها وإخلافها وعدها، فضلاً عن أنَّه لا يعتدُّ بنفسها وكرم منبتها!!
* من النتائج التي أبرزتها الدراسة: شخصية المرأة في العصر الأموي، وهي: شخصية المرأة الفصيحة البليغة، ذات الشخصية القوية التي حدَّدت مسار حياتها وفق إرادتها، وتحقيق إنسانيتها، ممَّا جعلها معلماً بارزاً لمرحلة حضارية متطوِّرة، سبق فيها كلّ المؤتمرات الدولية للمرأة بعدَّة قرون.
ولعلِّي قد أطلتُ في الحديث عن مضمون رسالة الماجستير، لكنِّي أجد أنَّ بيان هذه السمات ضرورية لإبراز مكانة تراثنا الأدبي الإسلامي ومعالمه الحضارية في عصر العولمة!!
ملامح من أدب البنوة
* رسالة الدكتوراه التي وسمت بعنوان "أدب البنوّة في نثر العصرين الأموي والعبّاسي الأول" معلم آخر من معالم تراثنا الحضاري الإسلامي، ولن أطيل في بيان ما أفضتْ إليه من نتائج، لكنِّي سأشير إلى ملمحين بارزين؛ الأول: أنَّ هذا الأدب الذي مرَّت عليه مئات السنين من (41ـ232هـ) ما زال أخضر ندياً يعايش حياتنا، ويخالج وجداننا، ويمسّ قضايانا، ففي الوقت الذي عنى فيه بعلاقات الآباء بأبنائهم، وحكى حكمتهم وتجاربهم من خلال: الوصايا، والرسائل، والخطب، والأمثال، والحوارات، عُني أيضاً بتكوين الناشئة الذين هم حجر الزاوية في بناء الحضارة، وأجال نظره في ميادين نشاطهم كافّة ، فعبَّر بذلك عن مرحلة ناضجة للفكر الإنساني في تشكيل الشخصية السويّة المتوازنة.
وإذا كانت قيمة التراث تُقاس بمدى ما يستطيع رفد الحياة المعاصرة بمقوِّمات بناء حاضرها ومستقبلها، فأحسب أنَّ هذا الأدب قادر على الإسهام في ذلك؛ لأنَّ له سابقة ومثالاً، فقد عُني بتكوين أولئك الروّاد الأوائل للحضارة الإسلامية، أمثال:عبدالملك بن مروان، وابنه الوليد، وعمر بن عبدالعزيز، وهارون الرشيد، وابنه المأمون، وسواهم؛ لأنَّ هذا الأدب دار حول هذه الشخصيات وصدر عنها، فكان كثير من الخلفاء والولاة والقوّاد مستقبلاً ومرسلاً للرسالة النبوية. إلى جانب أنَّ هذا الأدب قد شكَّل ركيزة من ركائز التراث الأدبي؛ لاحتوائه على غالبية الألوان النثرية التي شكَّلت النثر العربي في حقبة نضج النثر العربي وازدهاره.
أمَّا الملمح الثاني لأهمية أدب البنوة، فهو: القيمة المرجعية للنصوص البنوية على صعيد الدراسات الإنسانية الأخرى: التاريخية والاجتماعية والتربوية، فعلى صعيد الدراسات التاريخية تُعدُّ النصوص البنوية وثائق تاريخية سياسية مهمّة، شكّلت أحداث العصر، وأنظمة الحكم فيه، وقدَّمت الأطروحة المنهجية للسلطة النموذجية لقيادة الأمّة، على مستوى صلاح الراعي والرعيَّة.
وعلى صعيد الدراسات الاجتماعية عُنيتْ النصوص بالتنشئة الفردية والاجتماعية، كما طرحت قانون التكافل الاجتماعي، يعزّزه قانون العقوبات لصيانة هذا القانون من التهاون والإهمال، فضلاً عن كشفها عن التغيّر الاجتماعي الذي واكب مسيرة المجتمع العربي من العصر الأموي إلى العباسي.
وعلى نطاق الدراسات التربوية، استطاعت النصوص البنوية التأصيل لمنهج تربوي متكامل على مستوى النظرية والتطبيق؛ إذ حققت المفهوم الشامل للتربية باعتبارها عملية تنمية للشخصية المتكاملة المتوازنة. وهذا المنهج التربوي سوف يحقق تطلعات خبراء التربية الإسلامية وآمالهم في إيجاد مناهج تربوية إسلامية، دون اللجوء إلى النظريات الغربية التي تتنافى مع قيمنا الإسلامية، وهو على هذا يُعدُّ موضوعاً خصباً لدراسة تربوية مقارنة.
* نعم، هناك ارتباط وثيق بين موضوعي شعر الأسرة وأدب البنوة، والحياة، فالأسرة نواة المجتمع، والبنوة أساس الأسرة، وهي علاقة وطيدة مثّلت العلاقة بين الخاص والعام، وقد اتضح هذا التواصل جليّاً من خلال حديثي عن موضوع الرسالتين.
هوية المسلم
* هل تقول د.رجاء إنَّ الأدب الإسلامي له وجوده القوي في أغراض أخرى غير أدب الدعوة الإسلامية المباشر؟ ومن ثم: هل يمكن أن نقول: إنَّ الدعوة إلى الأدب الإسلامي اليوم ليست دعوة إلى شيء جديد، بل هي إبراز لما هو موجود؟
 أولاً: إنَّ الأدب الإسلامي هو أدب الحياة؛ لأنَّ الأدب لا ينفصل عن الحياة، بل هو مرآتها، وصورتها التقويمية بصورة فنية موحية. وليس هناك أفضل من معيار تقويمي للحياة سوى الإسلام؛ لأنَّه منهج الله الذي {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه}، وهو منهج الخالق لخلقه الذي هو وحده ـ سبحانه ـ يعلم ما ينفعهم وما يصلحهم، وهل هناك أحد يستطيع أن يضع منهجاً لصنعة أفضل من صانعها؟
فالأدب الإسلامي هو هويّة الأديب المسلم، وعندما ينطلق هذا الأديب في تعبيره ـ أيّاً كان موضوعه ـ من رؤية إسلامية، وبصورة تعبيرية موحية، يُعدُّ هذا الأدب أدباً إسلامياً بكلّ أبعاده الجمالية، حتى وإن لم يستخدم فيه أيّة عبارات أو مفردات إسلامية، طالما أنَّه لم يخالف التصوُّر الإسلامي فيما يعبِّر عنه، وهذا يوضِّح لنا أنَّ الأدب الإسلامي لا ينحصر في إطار الدعوة الإسلامية، شعراً كان أم نثراً.
ثانياً: إنَّ الدعوة للأدب الإسلامي ليست بدعاً من القول، أو بعبارة أخرى: ليست دعوة إلى شيء جديد، بل هي إبراز ومعايشة وتفاعل لما نؤمن به من عقيدة، وسلوك، ونظام حياة. فكما قلت إنَّ الأدب الإسلامي هو هوية المسلم، أيَّاً كان موقعه، ودرجة استقامته، فيكون معبِّراً عن ذاته وانتمائه ورؤيته ونظرته للحياة، وإن لم يكن الأدب كذلك فيكون شيئاً مستغرباً، حيث يفقد الأدب هويّته، وأصالة منشئه، وصدق انتمائه لعقيدته.
ـ يُعدُّ هذا المؤتمر معلماً بارزاً من معالم الأدب الإسلامي، ورسوخ قدمه على الساحة الإسلامية والعالمية، فهذا المؤتمر الدولي (الذي عُقد لأوَّل مرَّة على مستوى العالم الإسلامي) قد حقّق ثماره الطيبة بتفعيل دور المرأة المسلمة على مستوى التنظير والتطبيق.
ومن الناحية الأدبية فقد حقّق هذا المؤتمر لأوَّل مرّة الفرصة لتقويم أدب المرأة المسلمة سلباً أو إيجاباً، أو بعبارة أخرى: تقويم هذا الأدب: ما له وما عليه. وقد تمَّ ذلك من خلال ثلاثة محاور:
المحور الأوّل: بيان أنَّ الحركة الأدبية النسائية ـ بوجه عام ـ لم تنهض على أسس إسلامية، فبدأت هذه الحركة تتجاذبها التيّارات الفكرية الغربية بشتّى توجهاتها تلك، التي كان منها الدعوة لتحرير المرأة، ومساواتها بالرجل، ونبذ الحجاب، والدعوة للاختلاط، وما إلى ذلك. فكان هذا المؤتمر وسيلة لتسليط الضوء على هذه التوجهات الأدبية وتيّاراتها الفكرية، وما آل إليه حال المرأة نتيجة لذلك..!
والمحور الثاني: تمثَّل في تقديم نماذج أدبية لبعض الأديبات الإسلاميات اللواتي كان أدبهن منبثقاً عن المنطلق الإسلامي، فكان لأدبهن تأثير بالغ على تنشئة الأجيال.
أمَّا المحور الثالث: فطرح من خلاله تحديد الأدوار الأدبية الإسلامية، وتذليل ما قد يعترض طريقها من صعوبات.
وقد طرح في هذا المؤتمر أكثر من ثلاثين بحثاً ـ إلى جانب تقويم أدب المرأة: ما له وما عليه ـ موضوع "الأديبة الإسلامية وأدب الطفل"، طُرحتْ من خلاله عدّة بحوث تبرز ضرورة اقتحام ميدان الكتابة للأطفال بصياغات جديدة تخاطب الأطفال برؤية معاصرة مواكبة لمتغيرات الحياة، بحيث تكون مبشِّرة بالإسلام، ومحافظة على ثوابته وقيمه.
وقد سعدتُ بالمشاركة في هذا الملتقى ببحث عنوانه: "الأديبة الإسلامية وقضايا الأمَّة، سهيلة زين العابدين ـ نموذجاً ـ
وقد حقَّق هذا الملتقى (بفضل الله، ثمَّ بجهود القائمين عليه) أهدافه التي فاقتْ كلّ التوقعات، وأخصُّ بالذكر جهود الأستاذ الدكتور "عبدالقدوس أبوصالح" الذي بذل جهداً جبَّاراً لعقده، وترتيبات نجاحه، وكذلك الأخت سهيلة زين العابدين حمّاد، رئيس لجنة الإديبات الإسلاميات، ورئيس اللجنة التحضيرية للملتقى.

22 - مارس - 2009
الأدب النّسويّ
تحليل !!!!    كن أول من يقيّم

 
 
النقد النسائي
بين فيرجينيا وولف وجوليا كريستيفا
 
في إحدى محاضراتها حول " مهنة النساء" تطرقت فرجينيا وولف إلى الصعوبات التي تعترض المرأة عندما تريد أن تكون كاتبة، فعند كتابتها هذه المقالة لاحظت أنه عند الشروع في النقد الأدبي كان عليها مواجهة المقدّس...مواجهة الأشباح...مواجهة الجنس الجميل، ولما تمكنت من معرفته جيّداً ، حدّدت تسميته في " ملاك البيت" تيمُّنا بأشهر الأشعار التي تقف حائلاً بينها وبين الورقة، تقول" إنكم لا تعرفون "ملاك البيت" أنتم الذين تنتمون للأجيال الصغيرة والسعيدة ، لذلك سأصفه لكم".مهنة النساء.
فالمرأة عندها وبتلك التحديدات الربانية التي وُصفت بها جعلتها داخل المقدس كملاك وديع ـ جميلة إيجابياًـ كاملة معطاءة ، تضحي وتتقدّم داخل الفن الصعب، فن الحياة، فن العيش داخل العائلة،.. فوق المائدة إذا كانت الأكلة دجاجة فهي تكتفي بقطعتها المهمّشة، إذا كان هناك تيار هواء فهو مكانها الذي تجلس فيه ، وفي النهاية تُحرم من التفكير ومن اللذة الخالصة، فهي تفضل مشاركة الآخرين فِكَرَهم ومشاعرهم.
فملاك البيت عند (وولف) هو الصفاء الخالص، فصفاء المرأة واحمرار وجهها يلخصان جمالها وكل جمالياتها.
وتتابع الكاتبة وصفها لملاك البيت بأواخر العصر الفيكتوري لتقول إن هذه الصورة هي التي كانت من وراء خوض غمار الكتابة ،تقول " لقد رأيت ظل جناحيها يغطّي صفحاتي، وأستمع إلى حفيف ملابسها بغرفتي".
لقد قتلت (فرجينيا وولف) المرأة داخلها كي تتحرر كتابتها وتُناقض التصوُّرات الكتابية لعصرها والتي كانت  تطبع عصرها و تجعل الكاتبة هي : المتفهمة، المرتخية، المستخدمة أنوثتها، المستخدمة خصائصَها الجنسية في التعبير، والمبتعدة عن رأيها الخاص.
وقد اعتبر خروج (فرجينيا وولف) عن النسق الكتابي لعصرها؛ دفاعاً عن النفس قافزة على كل الخصائص الكتابية السابقة من حيث أنها اعتبرت تلك المميزات قد تُفرغ كتابتها من كل خاصية وخصوصية وتجذر. وقد تحدثت الناقدة  Showalter Elaine عن خصائص الكتابة النقدية لفيرجينيا وولف حيث تقول:  "الكتابة عند وولف تهرب باستمرار من النقد الوصفي و دائماً ترفض الخضوع له وتوحيد وجهات النظر حوله " (1).
فالكتابة لدى وولف حدث ثوري تقيم بها علاقة مملوءة بالرعب مع الأشياء المحيطة بها والتي تحدد وجودها المادي وتضغط عليه عبرعلاقة تجاذب تحيل
هامِشيَّتَها إلى مركز داخل المركزي والفاعل وبذلك يصبح همّ المجتمع من خصوصيات همّها كامرأة.
أمّا المحللة النفسانية والروائية جوليا كريستيفا(2)، فعند استقرارها بفرنسا سنة 1966 شاركت في تنشيط التنظير الأدبي واللساني مع مجموعة تيل كيل ومشاهير النقد الحديث كرولان بارت وزوجها فيليب سوليرس، من كتبها "أبحاث سيميولوجية  " 1969  " النص الروائي"1970، " ثورة اللغة الشعرية" 1974و "معبر العلامات" 1975.
إن النص الأدبي عند كريستيفا يعد كنسيج لإنتاج مادة اللاشعور التي تعكس شبكة للدلالات المبنية على إرثها الأيديولوجي المشبع بالتقاليد والعادات ل "أنا" الكاتبة التي تعكسها الحقول الدلالية للنص، فهي كما قال عنها بارت " تغير أماكن الأفكار" (3)
إن فيلسوفة النساء الفرنسيات قد تعرضت بالنقد للشعرية الحديثة لملارميه ولوتريامون من تحقيقها للثورة على صعيد الكتابة وهي تعد أن قطيعة هذه الكتابة مع المنطق تحقق نوعية الكتابة المعتمدة على إيقاع الجسد.
أمّا مناقشاتها " الجندرية" فقد ناقشت فيها البديهيات التي لا تجعل أي أحد يملك جنسه البيولوجي، من ثم كانت وجهة نظرها حول الأدب النسائي ترتكز على.
أولاً :  رفضها للتحديدات البيولوجية التي تعتبر أساسية في التمايز الجنسي، فالمرأة تطلب الانخراط المتساوي واقعياً ورمزياً للتعبير عن التحرر الحقيقي للنساء.
ثانياً: النساء من وجهة نظرها يرفضن التراتب الرمزي الذكوري باسم التمايز.
أما الوضعية الخاصة التي تحدد معالم النقد الأدبي النسائي لجوليا كريستيفا، فهو رفضها للتقسيم الحاصل بين الذكورة والأنوثة على المستوى البيولوجي.
وقد أصبحت هذه الخاصية هي المسيطرة على كتابات كريستيفا وتحدد هويتها كناقدة وهي بذلك تفهم الثنائية رجل/ امرأة  انطلاقاً من رصدها للمنظار الميتافيزيقي عليها.
الهوامش
1 -TORIL MOI, sexual /textual politics : Feminist Literary Theory,Methuen and Co.Ltd in ,1985 , introduction الترجمة منّي.
2 - من أصل بلغاري (صوفيا) متخصصة في نقد الأدب النسائي، محركة التحول بالسيميائيات الفرنسية، عضوة مجموعة (تيل كبل) تدرس منذ 1972 بالجامعة الفرنسية باريز 7.
-3 -TORIL MOI, Ibid, p: 150.

22 - مارس - 2009
الأدب النّسويّ
نِعم الأم أنتِ ياضياء.    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم

ياست ضياء خانم : أنت عظيمة ؛ لأنك من اللائي يحملن بطيختين في كل يد؛ متحدية ظروف الحياة : نعم أربع بطيخات ، العمل داخل البيت ، والوظيفة خارج المنزل، وغربة الغالي أبي الأنغام والإحساس المرهف السيد آريان، وصبرأيوب....فضلاً عن هذه الثقافة الخِصبة باللغتين العربية والفرنسية.....ثم قناعة صديقك الحميم أخي وأخيك الشاعر زهير بأنك شرف له ولنا ولكل شهم أصيل صاحب مبدأ ، وأعني
هذا الديوان الشامخ : (ضياء نامه).....
حفِظك الله الحفيظ وأسرتك الميمونة يا ضياء خانم، وأكثر الله من أمثالك ، وأحمد الله الذي شرفني بك وبالإخوة: أستاذي زهير وعمر خلوف ومروان وياسين وبياع الورد وزين الدين ومحمد هشام الهمام وأبي هشام ، وعبد الحفيظ وخولة ولمياء وفاطمة وولادة...........أما واسطة العقد فهو الأديب محمدالسويدي الذي أدعو الله له بطول العمر ، والتوفيق ، وتحقيق كل ما يصبو إليه.

22 - مارس - 2009
الأم : كفى بها أن تكون عيداً
من أخ حبيب وصديق حميم    ( من قبل 8 أعضاء )    قيّم

قال أبو أسامة :(الأستاذ الدكتور صالح حسين العايد الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في المملكة العربية السعودية):

 أمّي إذا نـاديـتُ يــا أمّي تـَضَـاءلتِ الحروفُ مِنْ جَلالِكْ
أمّي إذا حَـمَلَـتْـنِيَ الأشواقُ طارتْ بيَ وَحلّتْ في جَنَابكْ
أنتِ الحـنانُ وأيُّ تَـحـنــانٍ سِـواهُ فـإنّهُ فَــيْـضُ حَـنانكْ
أنتِ الــنـقـاءُ إذا تَكَدّرتِ القلوبُ فلا نـقـاءَ سوى نقائكْ
أنتِ الضياءُ إذا ادْلَهَمُّ الكَرْبُ أَشْرَقَ حَوْلَنَا نُوْرُ ابْتِهَالِكْ
 
حكمتي التي يسرني إهداؤها إليك مع التحيّة :
( شـَرُّ الناسِ مَنْ خَسِرَ الدُنْيَا ولم يَرْبَحِ الآخِرَةَ ).

22 - مارس - 2009
الأم : كفى بها أن تكون عيداً
حبيبة القباني في حوار1     كن أول من يقيّم

طموح نزار قباني منعنا من الزواج
 
 
 
أجرى الحديث: سامي كمال الدين
 
كوليت خوري كاتبة سورية كبيرة‏، أقامت الدنيا ولم تقعدها حين فجرت براكين استعباد الأنثى العربية على صفحات روايتها الأولي (أيام معه) والتي لاتزال تجد قارئاً يبحث عنها كلما أعيد طباعتها‏،‏ وواصلت خوري في أعمالها المختلفة التغني بمعاني الحرية من خلال‏:‏ رعشة‏،‏ ليلة واحدة‏،‏ أنا والمدى‏،‏ كيان‏، دمشق بيتي الكبير‏، ومرصيف‏، ومعك على هامش روايتي‏.‏ وقصة كوليت خوري مع الشاعر العربي الكبير نزار قباني تشبه رعشة اليد في لحظات الحب ولحظات الفراق‏، فهي تختصر حال الأنثى العربية حين تحب وحين يتخلي عنها الجميع ليتركوها وحيدة في مواجهة الطوفان‏.‏ ومع ذلك ظلت خوري التي تنتمي إلي إحدى الأسر السورية العريقة مقيمة في دواوين نزار قباني لا تبرحها حتى الآن‏، ‏ وهاهي ذي ذكرى رحيله الثامنة تمر في صمت يشبه اللحظة العربية الراهنة‏.‏ الأهرام العربي تجدد الذكرى بالحوار مع كوليت خوري التي ارتبطت بعلاقة حب شهيرة مع نزار قباني‏..‏ فإلي تفاصيل الحوار‏.‏
 
‏*‏ ريم بطلة أولى رواياتك أيام معه‏..‏ هل كانت قيودها التي تمردت عليها من صنع وهمها كفتاة شرقية؟
 
هي قيود فرضها مجتمعنا علي المرأة‏، ولاتزال قائمة حتى الآن‏، فصحيح أن المرأة صارت تعمل من دون أن ينتقدها المجتمع‏،‏ لكن حتى الآن هناك قيود اجتماعية وأسرية‏،‏ ودوماً هناك نقد من داخل البيئة التي تعيش فيها الفتاة‏.‏
هناك فتيات يأتين إليّ ويقلن لي إن (أيام معه) كتبت لهن‏،‏ رغم أن الفارق بينهن وبين الرواية‏40‏ سنة‏،‏ هي عمر صدور الطبعة الأولي‏.‏
 
‏*‏ هل أجهدتك المغامرة العنيفة ذات يوم مثل ريم‏..‏ هل كسر قلبك مثل قلبها؟
 
كل يوم يكسر قلبي‏،‏ وذلك منذ ولدت حتى الآن‏؛ لأني دائماً أبحث عن الأفضل‏،‏ وفي كل يوم يخيب أملي بطريقة ما‏،‏ لكنني طموحة في البحث عن الأفضل وأسعى لتحقيقه لي ولمن حولي‏.‏
 
*‏ في نهاية( أيام معه) تقولين إن النار الآكلة خمدت والرجل الذي طالما ودت أن تتلاشي في ظله و تضمحل بين ذراعيه أمسى غريباً عليها وكأنها تراه لأول مرة‏..‏ لماذا تبدو الغربة وكأنها مستوطنة في أدب كوليت خوري؟
 
لأنني صديقة دائمة للغربة‏،‏ إن لم تبحث عني بحثت عنها؛ لأني أعرف أنها سوف تجيء‏،‏ عايشتها كفتاة تريد أن تعيش حياتها‏، وأن تعمل وأن تحقق ذاتها‏، كانت هناك غربة ؛لأن الأجواء التي عشت فيها في البداية لم تكن تسمح لي بالعمل‏، كما أنني ولدت وصوتي جميل‏، ولكم تمنيت أن أصير مطربة‏، لكن المجتمع لم يسمح لي بأن أغني‏،‏ وهذه إحدى خيباتي وجزء من دلائل غربتي‏.‏ إنني أسمح الآن لبنات ابنتي بأن يغنين ؛لأنني كنت في زمن لم يسمح لي بالغناء‏، منذ ولدت وأنا أعيش في غربة‏،‏ أحسستها أكثر حين منعت من السفر والدراسة في الخارج‏،‏ إن وصفي لريم في رواية (أيام معه) ليس إلا وصفاً لكل فتيات مجتمعنا‏، فحين حاولت أن أعمل اجتمعت الأسرة لإقصائي عن ذلك الأمر‏.‏ ومن دلائل هذه الغربة أنني كنت مع التقدميين واعتبرت نفسي ضمن الطليعة‏،‏ فجاءت أحزاب اليسار لتصنفني رجعية‏،‏ فأصبحت أعيش الغربة غربتين‏.‏
 
*‏ كانت ريم تمثل حواء الشرق‏، ‏ وتحتمل الإذلال مغمضة العينين‏، ثم إذا بكلمة بسيطة تصدمها فجأة فتتمرد‏،‏ وربما يكون هذا ما أعجب بنت الشاطئ التي كانت متحمسة لإبداعاتك‏..‏ فماذا عن علاقتك بها؟
 
التقيت بنتَ الشاطئ في سوريَة‏، وذهبت إليها فعانقتني‏، وقالت لي‏:‏ أنت موهوبة‏،‏ وقد انتقدتك حقيقة‏،‏ وأتمنى أن يفيدك هذا النقد‏،‏ أحبت بنت الشاطئ رواية (أيام معه) وأحبتني كثيراً وزرتها في مصر‏،‏ وأعجبتها بعد ذلك ليلة واحدة‏،‏ وقالت‏:‏ يخطئ من يظن أن كوليت لن تستمر في الكتابة‏،‏ فكوليت خوري طفلة كبيرة لُعبتها الحرف‏، وهي تجيد هذه اللعبة‏، وبنت الشاطئ أديبة كبيرة وسيدة محترمة‏،‏ وكان مديحها لي عظيماً‏؛‏ لأن الذين مدحوني كانوا قلائل في ذاك الزمان‏.‏
 
‏*‏ روايتك( أيام معه) صدرت في الخمسينيات‏، وحققت لك شهرة كبيرة‏، وكنت في بداية العشرينيات من عمرك‏..‏ ما السِّر في تحقيق هذه الرواية لكل هذه الشهرة؟
 
المجد لا يأتي من عمل واحد‏،‏ فلو لم أقدم أعمالاً أخرى لكان انطفأ مجدي إذا لم أمده بالنار دائماً‏، فقد قالوا وقتها إن كوليت خوري كتبت (أيام معه) وهي مذكرات خاصة وانتهى الأمر‏،‏ ولن تستطيع أن تكتب شيئاً آخر فجاءت ليلة واحدة وظللت أغذي هذه الشعلة حتى الآن‏، وقد أحب الناس أيام معه واشتهرت؛ لأن لغتي كانت صافية‏، فأنا من عشاق اللغة العربية‏,‏ والأديب الذي لا يتقن العربية ليس أديباً، كما أنني أصوغ لغتي علي طريقتي‏،‏ فلا أحب الجمل الطويلة‏،‏ ولا أريد إجهاد القارئ معي‏، أحب أن يتنفس وهو يقرأني‏ ، ولابد أن يكون لدى قارئي وقتٌ لكي يتمتع‏.
 
*‏ روايتك الثانية (ليلة واحدة) عبارة عن خطاب تكتبه زوجة إلى زوجها بعد أن تخونه‏..‏ ثم تصدمها سيارة وتموت‏..‏ كيف استطعت تجسيد حياة كاملة في ليلة واحدة‏..‏ ولماذا قتلت البطلة؟
 
نستطيع أن نكثف عملاً كبيراً في ساعة‏,‏ يقولون إن المرء في لحظات الموت تمر حياته مثل شريط كامل أمامه‏,‏ فتكثيف القصة في ليلة و احدة شيء بسيط وعادي‏،‏ لكن سؤالك لماذا جعلتيها تموت يحيرني كثيراً‏، لكني أقول لك إنني بطبعي أكره الخيانة ولا أرضى بأن تخون امرأة زوجها‏،‏ ولا أن يخون صديق صديقه‏،‏ أرفض الخيانة تماماً‏،‏ لذا كنت أشفق على هذه المرأة‏،‏ وقلت يجب أن تعود إلى زوجها‏،لكن لا أريد أن أجعل منها خائنة مستمرة في الحياة مع زوجها‏،‏ كما أنني أرى أن المرأة إذا أرادت أن تخون زوجها‏، فالأفضل لها أن تتركه‏،‏ لكنها ليست من النوع الذي يستطيع أن يترك الزوج‏،‏ فهي تعيش في بيت أهلها جبانة ومجبرة على الزواج‏،‏ ومِن ثَم فإنها لا تستطيع أن تبني حياتها من جديد‏، لذا كان من المستحيل أن تترك زوجها‏.‏
 
*‏ لقد خنتك ياسليم‏!‏ إن الكلمة قذرة‏،‏ لكنها تهون أمام خيانتي لنفسي إحدى عشْرةَ سنةً قضيتها في بيت رجل لا أحبه‏،‏ هل تريدين أن تذهب كل امرأة شرقية لتقضي ليلة واحدة مع رجل آخر إذا كانت لا تحبه أو حسب تبرير( رشا ) بطلة الرواية للخيانة؟
 
كتبت هذه الرواية لأقول إن المرأة التي لا تملك حريتها تقع في أول إغراء تصادفه في حياتها‏.‏ حين كتبت (أيام معه) كان الجميع يقولون: هذه الفتاة لا تعبر عن المرأة الشرقية‏،‏ هي فتاة متمردة‏،‏ لكنني أردت أن أوصل إليهم رسالة وهي أن المرأة المتحررة لا تخون زوجها‏، لكن المرأة غير المتحررة تقع من أول إغراء في المصيدة‏،‏ وتخون زوجها‏،‏ المرأة التي يحرمونها من الخروج والاحتكاك بالآخرين ستقع رأساً‏.‏ المرأة المتحررة لا تخون‏،‏ في حين أن الأخرى تخون من دون أن تدري أنها تخون‏،‏ فهي تخون نفسها‏، لذا جاءت (ليلة واحدة)‏.‏
 
‏*‏ هل المرأة المتحررة الآن لا تخون زوجها؟
 
لقد مر على هذه القصة زمان طويل‏،‏ لكنني أريد أن أوضح مَن هي المرأة المتحررة. المرأة المتحررة هي المسؤولة عن نفسها والتي تربح معيشتها‏، فلا أستطيع أن أفهم أن هناك امرأة متحررة وزوجها أو أبوها أو أخوها ينفق عليها‏، المتحررة أولاً هي المتحررة مادياً‏،‏ التي تملك المال‏،‏ وثانياً المثقفة‏،‏ وثالثاً أن تكون مسؤولة عن نفسها‏،‏ فالتحرر مسؤولية‏. وحتى هذه اللحظة هناك نساء يعتبرن أنفسهن متحررات‏. التحرر شئ والانحلال شيء آخر ‏،‏ المتحررة تقول لا أريد‏، غير المتحررة تقول نعم لكل شئ‏,‏ فمثلاً يأتي رجل ويدعوها إلى العشاء فتقول نعم‏، لكن المتحررة تقول لا أريدك‏،‏ لا أريد أن أخرج معك‏.‏
 
‏*‏ في روايتيك الأوليين تصفين قسوة والد البطلة بشكل تقريري‏، فوالدها حنون وقاس ‏، لكن دون موقف واحد لها معه يكشف عن هذه القسوة أو هذا الحنان؟
 
الأب الشرقي دائماً يحب بناته‏،‏ وقاس لا يهتم بأي شيء حتى دراسة البنات‏، كما كان يحدث وقتها‏.‏
 
‏*‏ هل كانت هناك استجابات نقدية تواكب أعمالك الإبداعية؟
 
لم آخذ حقي من النقد‏،‏ لكن القراء كرموني‏، فكتبي مقروءة بشكل كبير وتطبع عدة طبعات‏، والأجيال الجديدة تقرأني كثيراً‏، لذا لا يعنيني النقد‏، فالناقد هو السباح الماهر الذي يدور حول اللآلئ‏،‏ ويحاول أن يستمد من الإبداع ما يكتبه‏،‏ ويبقي الإبداع إبداعاً رغم أن النقد يفيد في أحيان كثيرة‏.‏
 
‏*‏ لماذا كلما كتبت قصة ثارت ضجة كبيرة حولها وهوجمت؟
 
لا أعرف لكنني أعتقد أن هناك شيئاً في شخصي وفي كتاباتي يثير الآخرين‏، يثيرهم حباً أو نقمة‏،‏ هناك شيء لا أعرفه‏،‏ فحتى مقالاتي في الصحف تحدث نقاشات ومشاكل‏، والحمد لله علي كل شيء‏.‏
 
*‏ وصَفك النقاد بأنك تمزقين في رواياتك أستار الحياء وتخرجين عن التقاليد؟
 
من قال هذا الكلام لم يقرأني‏،‏ فأنا أؤمن بالروحانيات‏،‏ والحب عندي روحاني قبل أن يكون جسدياً‏،‏ ورواياتي تحمل تحليلاً نفسياً وروحياً‏، ولا توجد جملة في رواياتي تعبر عن وصف جسدي سيىء أبداً‏.‏ أحياناً أقرأ قصصاً لنساء يصفن فيها الجسد العاري فأحس بالخجل‏، حتى في حياتي العادية‏، أنا امرأة خجول‏،‏ وكنت دوماً أدخل في نقاشات وجدل‏، وكان زكريا تامر يتناقش مع المتناقشين ثم يقول لهم‏:‏ هل تريدون أن نسكتها؟ إذن قولوا لها‏:‏ ساقاك جميلتان‏، فستَحمَرّ خجلاً وتصمت‏، وبالفعل كان هذا يحدث معي‏، لست إباحية‏،‏ ولا أحب الكتابة الإباحية‏،‏ كتاباتي تحمل السياسة بين اليمين واليسار‏، والتقدمي والرجعي‏، وبها الروحانيات والحب والسعي نحو مجتمع أفضل‏.‏
 

22 - مارس - 2009
الأدب النّسويّ
طلع البدر علينا    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم

الحمد لله الذي بنعمته تتِم الصالحات....... اللهم صلّ وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد الذي تنحلّ به العقد وتنفرج به الكرب وتقضى به الحوائج وتنال به الرغائب ويستسقى الغمام بوجهه الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين إلى يوم الدين.............ورضي الله تبارك وتعالى عن مولانا الحسن بنلفقيه الذي أثلج صدورنا ، وبرّد قلوبنا واطمأننا عنه أنه بخير وعافية....
 
فيا أهلاً ويا سهلاً ويا مرحباً بالغالي أبي البركات والخيرات والمسرات. إني أحبك في الله ، وأهنئك بديوان
زهير ، الموسوم بِ ( ضياء نامه). والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

22 - مارس - 2009
ديوان زهير
إنه واللهِ لَيعجِز القلم عن وصف الأم.    ( من قبل 7 أعضاء )    قيّم

                        من هي الأم ؟

الأم هي مصدر الحنان والرعاية والعطاء بلا حـدود ...

هـي الجندي المجهول الذي يسهر الليالي ، ليرعى ضعفنـا ويمرض علتنـا ...

هـي الإيثـار والعطـاء والحـب الحقيقـي الذي يمنـح بلا مقابـل ويعطـي بلا حـدود أو منــّـة.

هـي المرشـد إلى طريق الإيمان والهدوء النفسي .

هي المصدر الذي يحتوينا ليزرع فينا بذور الأمن والطمأنينة.

هـي البلسـم الشافـي لجروحنـا والمخفف لآلامنـا.

هـي إشـراقة النـور في حياتنـا.

هي نبـع الحنـان المتدفـق، بل هي الحنـان ذاتـه يتجسد في صورة إنسـان.

هـي شمـس الحيـاة التي تضيء ظـلام أيامنـا وتدفـىء برودة مشاعـرنا.

هـي الرحمـة المهـداة مـن الله تعالـى.

هـي المعرفـة التي تعرفنا أن السعادة الحقيقية في حـب الله.

هي صمّام الأمان ...

ولن تكفينا سطور وصفحات لنحصي وصف الأم وما تستحقه من بِر وتكريم وعطاء  ؛امتنانا لما تفعله في كل لحظة.

ولقد عني القرآن الكريم بالأم عناية خاصة
وأوصى بها حيث إنها تتحمل الكثير كي يحيا ويسعد أبناؤها

وقد أمـر الله سبحانه وتعالى ببرها وحرّم عقوقها، وعلق رضاه برضاها
كما أمر الدين بحسن صحبتها ومعاملتها بالحسنى رداً للجميل
وعرفانــــاً بالفضل لصاحبه.

وحث النبي ،صلى الله عليه وسلم ،على الوصية بالأم
لأن الأ م أكثر شفقة وأكثر عطفاً ، فهي التي تحملت آلام الحمل والوضع والرعاية والتربية.....
فهي أولى من غيرها بحسن الصحبة ورد الجميل.

ثم يأتي دور الأب ؛ لأنه هو المسؤول عن النفقة والرعاية
فيجب أن يرد له الجميل عند الكبـر.
 
المنتدى

23 - مارس - 2009
الأم : كفى بها أن تكون عيداً
الطائر يطير بجناحيه ، فكيف إذا قُصّ الجناح !!!    ( من قبل 7 أعضاء )    قيّم

  
 
 
 
 
 
                       يظل الرجل طفلاً حتى تموت أمه
 
أين أنت يا أمي ..
أين أنت يا حناني ..
أين أنت يا روحي ..
كيف يهنأ العيش بعدك ،، وكيف تطيب لذةٌ بعد رحيلك عني
ما كنت أعلم أن الفراغ الكبير الذي تركتيه سأعاني منه أبداً حتى مماتي.
لقد زادت الهموم والأحزان والآلام ... كيف يهنأ مَن تموت أمه ويضحك ويعيش بهدوء.
حينما نظرت إلى أمي حين قدمت من سفري .. وكانت في الثلاجة يرحمها الله، ينتظرونني لرؤيتها فإنني لم أتركها إلا عشَرة أيام فقط. قبلها ودعتها والدموع في عينيها كعادتها دائماً وقلت لها أنا بانتظارك وأعددت لك مفاجأة ،، ولكن بشرط أن تتعافي بسرعة يا قلبي ..
حتى ابنتي الصغيرة ظلت تبكي كثيراً لفراقها .. . ماكنت أعرف ياأمي أنه آخر لقاء وآخر نظرة..
تجمدت الدماء في عروقي ،توقف بكائي، ذهبت أنفاسي وأنا أحدّق بشدة حينما كشفوا عنها كفنها .. آآه يااأمي
كشفوا عن وجهها الجميل الحنون وإذا بها تفتح عينيها من أول نظرة لي .. حسبتها .. ولكن !! أقفلت عينيها بيدي وقبلت جبينها وعادت عيناي للبكاء والبكاء والقلب أحسه مدمعي بفراقها ..
كنت أشمها وأشمها فما زالت نفس الرائحة الحنونة التي كنت أشمها منذ طفولتي وشبابي ..
كيف السبيل لعودتك ياااأماه
أعزي نفسي بقولي لها عندما وضعناها في قبرها (جعله الله لها روضة من رياض الجنة ) سقطت دمعة مني على جبينها وجعلته آخر شيء يلامس وجهها الطاهر الحنون
وهمست في أذنها بقولي .. موعدنا الجنة إن شاء الله
هناك سأجلس معك وأبقى إلى جانبك
لا أريد أحداً غيرك ..
انقطع دعاؤها لي وحنانها ورقتها
لم ولن يعوضني شيء عنها، لا الزوجة، ولا الأولاد فلكل درجته ..
أين أنت يا أمي ..
لقد كبرت فجأة بل وهرمت
لأنه يظل الرجل طفلاً حتى تموت أمه، فإن ماتت شاخ فجأة
تقول لي عاهد ني بأن تحافظ على صلاتك لكي أسمع دعاءَك ولاتنساني......
كيف أنساك وأنت الدم الذي يجري في عروقي ؟
فهنيأً لمن كانت عنده أمه، أو والداه، أو والده
هنيئاً له الجنة والفوز بسعادة الدارين.
 
* من كلمات أبي أسامة،( أخي أ. د/ صالح حسين العايد....). في أمه ، رحمة الله عليها.
 

23 - مارس - 2009
الأم : كفى بها أن تكون عيداً
الإمام ابن الجوزي والناسخ والمنسوخ (1)    ( من قبل 7 أعضاء )    قيّم

                                    الإمام ابن الجوزي ، رحمه الله تعالى
بعد أن عاش، رحمه الله، داعياً مرشداً كاتباً بارعاً زاهداً مخلصاً، قرابة تسعين عاماً، انتقل إلى جوار ربه ببغداد . وكانت وفاته ليلة الجمعة (12 رمضان 597هـ) بين العشاءين، فغسل وقتَ السَّحَر، واجتمع أهل بغداد وحملت جنازته على رؤوس الناس، وكان الجمع كثيراً جداً، وما وصل إلى حفرته إلا وقت صلاة الجمعة، والمؤذن يقول: الله أكبر، ودفن بباب حرب، بالقرب من مدفن الإمام أحمد بن حنبل وكان ينشد حال احتضاره يخاطب ربه:
يـــا كثـــير العفـــو عمــن
 
كــــثـر الــــذنب لـديـــهِ
جــــاءك المـــذنب يرجـــو
 
الصفـــح عـــن جــرم يديــه
أنـــــا ضيـــف وجــــزاء
 
الضيــــف إحســــان إليـــه
فرحمه الله رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته ونفعنا بعلومه آمين.
 
 
مـا زلـت تـدأب فـي التاريخ مجتهداً
 
حتى رأيتك في التاريخ مكتوبا

24 - مارس - 2009
علم الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم
 124  125  126  127  128