البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ابو هشام العزة

 11  12  13  14  15 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
صناعة النبابيت في البلدان العربية تعتبر حرفة يتوارثها الأبناء عن الأجداد :    كن أول من يقيّم

صناعة النبابيت في البلدان العربية تعتبر حرفة يتوارثها الأبناء عن الأجداد :
    صناعة النبّوت في مصر:
         يأخذ المصريون النبوت من شجر الليمون  ويعالجونه بطريقة خاصة .. يوضع في زيت شديد الحرارة لكي لا يصيبه الرطوبة بأي نوع من أنواع الليونة ثم يجفف فكل من ضرب به ضربة واحدة يفقده الحياة ..

   صناعة النبّوت في منطقة الخليج:

        تستخدم في صناعة النبوت المواد المحلية كالحناء والسمن المحلي لإضفاء الرونق والجمال عليه ، وأقوى أنواع النببابيت يتم استخراجه  من أشجار العتم , كما قد يكون من القصب أو الخيزران أو خشب الأبنوس حيث تحفر وتنقش بأشكال وطرق فنية مختلفة وفي أغلب الأحيان تجهز بمقايض فضية أو من العاج والتي تشكل بذاتها تحفة فنية. أن صناعة النبوت بأنواعه يمرّ بعدة مراحل فمثلا عود القرط[1] والذي يستخرج من باطن الأرض يتم كيه بالنار ومن ثم يتم استخراج القشرة وتسوية العود بقطعة من الزجاج على حسب المطلوب وتضع عليه بعض الشحوم ويصهر بالنار ويتم تعديل التعرجات منه ويصبح بشكل معتدل ويتم سقيه بالسمن المحلي وهناك نوع آخر من النببابيت فهو المعروف باسم العتم نبوت المستخرج من اشجار العتم وهو أقوى أنواع النببابيت.

      تمسّك العرب بالنبوت ومنهم أهل الخليج فله أشكال و أنواع فمنه يحمله، الكبار يكون النبوت كبيرا في الحجم، أما الشباب فيكون نبوتهم ناعما، و بعضهم قد يخضبه بالحناء أو يسقيه بالسمن أو الخل.
      كما يصنّع من عدة أشجار منها الخيزران، و عرق السمر، و عرق الارطاء،و عرق الغاف، و جريد النخيل .
طريقة أخرى في صنع النبوت[2]:
     يُصنع العود من شجر اللوز أو شجر القصب. يوضع مع زيت في (سقّايا) (ماسورة اسطوانية طويلة، قطرها خمسة عشر سنتيمتراً). تغلق (السقّايا) من الجهتين، وتدفن في الأرض لعام إلى ثلاثة. ويفضل كثيرون سمن اللية أو شحم الغنم بدلاً من الزيت. وفي هذه الحال تصل كلفة العود إلى أكثر من ألف ريال. لكن في الغالب تباع الأعواد بمبالغ تبدأ من ألفين ريال..

    (يُدهن ويُجَلّب) العود بقلوب البقر، بعدما يخرج من السقايا، ليكون جاهزاً. حينها فقط يصعب كسر هذا العود حتى لو بارز صاحبه أحداً يحمل حديدة، بل ويكون ليناً ومرناً.
      أما النببابيت المصنوعة من الخيزران فتستورد من نيوزلاندا والهند وشكلها جميل ووزنها مقبول ويعتبر من أجمل الأنواع.


[1] القرط بالضم : نبات كالرطبة  إلاّ  إنه أجل منها وأعظم ورقا ، تعتلفه الدواب ، نقله أبو حنيفة . قال : فارسيته الشبذر كجعفر./AL-HAKAWATI

7 - أبريل - 2009
انضَرَبَ أبو النبّوت بالْمِذْرَاة والشّلّوت
لك مني الف تحية وتحية     كن أول من يقيّم

شيخنا وأستاذنا أدعو الله عزّ وجل أن يبقيك لنا ذخرأ ولعثرات الزمن سندا ، أخي الأستاذ ياسين لا أريد الآن أن استعمل الترادف خوفامن أن تشك إنني مؤمن بالترادف التام لفظا ومعنى في اللغة .. لك مني كل تحية وتقدير لإستاذ قدير على القصيدة الجميله ولك مني الف تحية وتحية ..

8 - أبريل - 2009
الترادف اللغوي بين النفي والإثبات
طول العود (النبوت ) يختلف من مدينة إلى أخرى     كن أول من يقيّم

طول العود (النبوت ) يختلف من مدينة إلى أخرى[1] :
       طول العود (النبوت ) يختلف من مدينة إلى أخرى. فأعواد المدينة مثلاً : اشتهرت بالقصرحيث لا يتجاوز عادة طولها المتر وربع المتر. يقول ، أحد لاعبي العود والمزمار من الجيل الجديد: (كانت المسافة بين البيوت في المدينة قريبة. إذ أن الأزقة كانت ضيقة. ما جعل معظم أعواد( نبابيت ) أهل المدينة قصيرة على خلاف أعواد مكة وجدة). في الغالب تكون العصا (العود) بحسب طول الشخص. وتبدأ من نهاية القفص الصدري إلى الأرض.  وأحياناً يكون (طول عود اللاعب بقدر المسافة بين السرة وقدمه) .

8 - أبريل - 2009
انضَرَبَ أبو النبّوت بالْمِذْرَاة والشّلّوت
عادات وتقاليد لاستعمال النبوت     كن أول من يقيّم

    عادات وتقاليد لاستعمال النبوت :
     يُمْسَك النّبُّوتُ عادة من فوق ولا يزيد عن الحزام  )الخصر  ( لذلك قيل عنه ( المخصرة ) بحيث  يخطو الرجل خطوة و يخطو النبوت مثلها عند المشي وُيمْسَك النَُّّبوتُ باليمين و يمسك الخطام باليسار عند ركوب الدّابة ، و يتحول النّبُّوت من اليمين إلى اليسار عند السَّلام وملاقاة الأحباب أوعند استقبال الضيوف والجيران  .

8 - أبريل - 2009
انضَرَبَ أبو النبّوت بالْمِذْرَاة والشّلّوت
تكميل قصّة (نَزْرَعُ وَنَدْرُسُ لِبُطْرُس).    كن أول من يقيّم

   لكنَّ آغا الجيشِ لا يُرْوي ظَمَأَهُ إلاّ من دمِ الشيخِ الذي هزمَهُ ، فَصَارَ يَتَتَبَّعُ أَثَرَهُ، ويَبْحَثُ عَنْه فِي كُلِّ حيٍّ وَ( زُقَّة ) ،  فَضَاقَ عَلَى الشَّيْخِ الخِنِاقُ، فاخْتْبْأ وَخَادِمه في مَغَارَةٍ ، ولَكِنَّهُ خَافَ إنْ مَكَثَ طَوِيلاً في مَكْمَنِهِ فقَدْ يُكْشَفُ أَمْرُهُ ، ويَلْحَق به ما حدث لأخويه ، فخفف الشيخ محمد من عَارِضَيْهِ[1] ، وحَلَقَ شَارِبَهُ وشوَّهً وجْنَتَيْهِ ، ولوَّحَ للشَّمْسِ وَجْهَهُ حتّى اسمرَّتْ بَشْرَتُهُ  ، وَتَنَكّر بملابسِ الفلاحينَ ، وَرَمَى العَبَاءَةَ والعَمَامَةَ والصَّوْلجانَ ، وخَرَجَ فارّا هُو وخَادِمُهُ بِأَمَانٍ ، مُتَّجِهَاً صَوْبَ الصَّحْرَاءِ ، لِيَعِيشَ بَقِيَّةَ حّيَاتِهِ بَيْنَ العُرْبَانِ ، يَرْعَى الإبِلَ وَالقُطْعَانَ .....
     وَطَّدَ "آغَا الجيْشِ" دعائمَ الحُكْمِ عَلَى السَّاحِلِ والجبْلِ ، بما عَمِلَ مِنْ مُنَاوَرَاتٍ وَحِيَلٍ ، فاسْتَقَامَتْ لَهُ الأمُورُ ، وَعَاشَ فِيهِمَا بهنَاءةٍ وَسُرُورٍ ، وَخَفَّ الطَّلَبُ عَنِ الشَّيْخِ الَّذِي دَمُهُ مِنَ السُّلْطَانِ مَهْدُورٌ   ..وبمرُورِ الأيَّامِ والشُّهُورِ ، ازْدَادَتْ عَلَى "الآغا" نَفَقَاتُ الجنْدِ ، فأرَادَ أنْ يَغْزُو القَبَائلَ البَدَويَّةَ المتَواجِدَةَ فِي الصَّحْرَاء ، لِيسَْلبَ مِنْهُم أغْنَامَهُمْ ومُطِيَّهُمْ .....
     جَهَّزَ جَيْشَهُ وَقَادَ بِنَفْسِهِ حَمْلَتَهُ ، نَزَلَ الْجَبَلَ وَدَخَلَ الصَّحْرَاءَ ..فَقَابَلتْهُ أولُ قبيلةٍ ، وهي بِعَدَدِ رِجَالِها ليْستَْ بِقَلِيْلَةٍ ، حَيْثُ كَانَتْ مَضَاربُهَا مِنَ الدَّرْبِ الَّذي سَلَكَهُ جُنْدُ "الآغا" قريبةً ، وكانت هي للشَّيْخِ محمَّدٍ مُجِيَرةً ، وَخَيْمَتُهُ مشرَّعَةٌ  هُناَكَ عِنْدَ المسَاكِنِ البَدَويَّةِ..
    اقْتَرَبَ "الآغا" وجيشُهُ مِنَ  الحِمَى مِنَ الدِِّيَارِ ، وَكَانَ الوَقْتُ أوَّلَ النَّهارِ ، وَعَلَى مُرْتَفَعٍ مِنَ الأرْضِ نَصَبَ القَائدُ خَيْمَتَهُ ، والشَّيْخُ محمَّدٌ وَخَادِمُهُ كَانَا مِنْ بَعِيدٍ  يَرْقُبَانِ الميْدَانَ ..أخَذَ "آغَا الجيْشِ" يُدِيرُ مَعْرَكَتَهُ ، فَكَانَتْ رَحَى المعْرَكَةِ حَامِيَةً ، وَعَلَى جَيْشِهِ قَاسِيَةً ، فاشْتَدَّ عَلَيْهُم مِنَ الصَّحْرَاء وقت الهجير لهيبٌ ، واستمرتْ الْمُطَاحنَةُ من الصُّبْحِ حتى المغيب ، فقاتَلَ مِنَ القَبِيْلَةِ شَبَابٌ وَشِيْبٌ  قتالَ الأسُودِ ، آثروا الصُّمُودَ ، ذَوْدَا عَنِ الحِيَاضِ ، دِفَاعَا عَنِ الإِبْلِ والجِْيَادِ ، وَخَوْفَا عَلَى شَرفِهِمْ مِنَ الْجُنُودِ ، والموْتُ عِنْدَهُم فِي مِثْلِ هَذَا محْمُودٌ.. فَهُزِمَ "الآغا" شَرّ هَزيمةٍ ، وكبّدتْهُ القبيلةُ خسائرَ جسيمةً ، سَلَبَتْ مِنْهُ البَنَادِقَ والْخُيُولَ غَنِيمَةً .. أما "آغا الجيش" وما تبقى مَعَهُ مِنْ جُنْدٍ بَعْدَ الغُرُوبِ تقهْقَرَ ، وخيمتْ وَحْشَةُ الظّلْمَةِ وَكَانَ الليْلُ غيرَ مُقْمِرٍ،  .. فظلَّ سَائرا طِيلَةَ الليْلِ ، لِيُحَافِظَ عَلى الْجُنْدِ والخَيْلِ..
     أمَّا الشَّيْخُ محمَّدٌ تَوَجَّهَ إلَى خَيْمَةِ "الآغَا" المهْزُومِ { أثْنَاءَ مَا كَانَتْ القَبِيلَةُ تُسْعِفُ المكْلُومَ ، وتحْصِي القَتْلَى ، وتجْمَعُ ما خَلَّفَهُ الجْنُودُ ؛ مِنْ خُيُولٍ و(بَارُودٍ[2] )}،  فَوَجَدَ فِي الْخَيْمَةِ بُنْدٌقِيَّةً وَدَلَّةً وَفَنَاجِينَ وَصِينِيَّةً كُلَّهَا ذَهَبِيَةً ، وما تبقَّى  مِنْ سُكَّرٍ وَقَهْوَةٍ ، فأخذها ولحق مُسْرِعَاً ليلحقَ بالجيشِ المهزومِ ..


[1] عارضيه : لحيته .المعجم الوسيط
[2] البارود:مسحوق البارود يتألف من نترات البوتاسيوم "Potassium Nitrate"، والكبريت "Sulfur"، والفحم "Carbon"،برهان، محمد حسين بن خلف التبريزي، برهان قاطع، تحقيق محمد معين، طهران - 1951، 1952، ص1308  وهنا المقصود البنادق .

16 - أبريل - 2009
(نَزْرَعُ وَنَدْرُسُ لِبُطْرُس).
تكميل (نَزْرَعُ وَنَدْرُسُ لِبُطْرُس).    كن أول من يقيّم

     عِِنْدَمَا اشْتَدَّ عَلَى الجيْشِ وَ"الآغَا" النَّصَبُ[1] ، أمرَهُمْ القَائِدُ بالتَّوقُّفِ بعدَ طُولِ المسِيرِ ، وما تبقّى مِنْ نهايةٍ الليلِ إلاَّ اليسير ، نَصَبَ الجنْدُ  له خيمةً كيْ يسْتَرِيحَ ،ثم جلسَ القائدُ فيها وحولَهُ من الجنْدِ المقَرَّبِينَ ، ومع الفَجْرِ أدْرَكَ الشَّيْخُ محمدٌ الجنودَ المنهكينَ ، فتسللَ متنكرَاً هو وخادمُهُ  وجلسَ بينَ الجندِ وقَرِيْبَاً مِنَ الأمِيرِ ، فطابَتْ الراحةُ للقائِدِ بعْدَ هذا الجَهْدِ المريرِ، فتنهَّدَ ، وقالَ : آآهٍ .. آآهٍ ..آه .....على فِنْجَانِ قَهْوَةٍ !!.. قالها بِشَوْقٍ وَلهْفَةٍ .....
    قالَ الشيخُ محمدٌ : أذهبْ واحضرْ لقائدِنَا مَا تمنَّى ، مُوَجِّهَاً كَلامَهُ لخَادمِهِ .. عندما سمع "الآغا" هذا الكلامَ ، ردتْ له نفسُهُ التي غابَتْ عنه إثْرَ المجالَدَةِ وَطُولِ الْمَسيرِ  ، وانْفَرَجَتْ مِنْهُ الأَسَاريرُ .... دخلَ الخادِمُ بالقهوةِ والدلَّةِ والفناجينِ والصينيةِ  .... وتقدَّم نحْوَ "الأمِيرِ" ـ وَهْوَ مُنْهَمِكٌ فِي الهزيمةِ مَعِ الشَّرْحِ وَالتَّبْريرِ ـ وقدَّمَ إليهِ الفنجانَ  ..شَاهَدَ "آغا الجيشِ" الفنجانَ ، فرفعَ بصرَهُ صَوْبَ الخادمِ ، فرأى الصينيَّةَ والفناجينَ والدَّلَّةَ الذَّهبيَّةَ الآغاويةَ ، فَعَرَفَهَا ..  فقال للخادم : فِنْجَان "الآغا".. قدِّمْهُ لِصَاحِبِ النَّدَى الذي جَلَبَ عِدَّةَ القَهْوَةِ ‘ فهْوَ مِنَ القائِدِ أوْلى ، وأصَرَّ القَائِدُ وأبَى .... فَشَرِبَ "آغا الجيشِ" الفنجانَ الثَّاني ، وشَرِبَ الشَّيْخُ محمدٌ فنجانَ القائِدِ ..وبعد الانْتِهاءِ مِنْ شُرْبِ القَهْوَةِ ،قال الشيخ : أريد ـ سيدي ـ أنْ أُقَدِّمَ لَكَ بَعْدَ القَهْوةِ هَدِيَّةً .. وأمَرَ الخَادِمَ أنْ يحْضِرَ البُنْدُقِيَّةَ الذَّهَبِيَّةَ .. ففرح بها "الآغا" لأنها كانت مع عدّة القهوة "شعارا للآغاويَّة ورمزا للسُّلْطانيَّة" ..وعندها طلب "آغا الجيش" من الشيخ أن يعرفه على نَفْسِهِ .. فقال الشَّيْخُ: أتَعْطِيني ـ يا سيدي ـ الأمَانَ ، حَتَّى أَقُولُ لَكَ مَنْ أَنَا ؟؟..فَزَادَ هَذَا الكَلامُ الفُضُولَ..فَقَالَ لَهُ : مَنَحْتُكَ الأمَانَ ، وَأنْتَ لِي الآنَ مِنَ الأصْحَابِ والخلاّن  .. فَقَالَ لَهُ : أنَا الشَّيْخُ محمَّدٌ الَّذِي أهْدَرْتَ دَمَهُ ، وَحَكَمْتَ عَلَيْهِ بِالإعْدَامِ ،...
    قال "آغا الجيش" : عَفَوْتُ عَنْكَ يَا "شَيْخَ الجبَلِ" وَسَأرْجِعُكَ إلى أهْلِكَ لِتَعِيشَ بَيْنَهُمْ وَمَعَهُمْ بِسَلامٍ وَوِئَامٍ ...
    بالفِعْلِ رَجَعَ الشَّيْخُ بِصُحْبَةِ "الآغا"  ، الَّذِي أَرْجَعَ لَهُ الحكْمَ والسَّطْوَةَ كَمَا كَانَ ، لَكِنْ هذه المرَّة أصْبَحَ مُوُالِيَاً  لـ "الآغا" وللسُّلْطانِ.. صَارَ الشَّيْخُ مُنَفِّذَاً لِلأوَامِرِ ، على حِسَابِ أهْلِهِ وَكُلِّ القُرَى الجبَلِيَّةِ ،.. فزادَ الضَّرَائبَ ..الضَّريْبَةُ صَارَتْ ضَريْبَتَين الأولى للدَّولةِ السُّلْطانيِّةِ ، والثَّانِيَةُ لَهُ وَلمنْ تجنَّدَ عِنْدَهُ فِي العَسْكَريَّة ،  فَثَقُلَ الأمْرُ عَلَى النَّاسِ ( والأتَاوَاتُ كَسَّرَتْ ظُهُورَ الفَلاَّحِينَ ،وخَيَّمَ عَلَيْهِم شَبَحُ الْجُوعِ اللَّعينُ ) ...تَحَوَّلَ الشَّيْخُ ـ بِضَغْطٍ مِنْ آغَا الجيْشِ أوْ لِيُرْضِي السُّلْطَانَ ـ إلى نبُّوتٍ يحطّمُ الرؤوسَ ويكسّر العظامَ ، فألهبَ السَّوْطَ والنَّبُّوتَ فِي سَاكني القُرى الجبَليَّةِ  حتَّى صَاروا كلُّهُمْ عِنْدَهُ مِنَ الذُلِّ مَطِيَّةً ..


[1] النصب :التعب الشديد .

16 - أبريل - 2009
(نَزْرَعُ وَنَدْرُسُ لِبُطْرُس).
تابع (نَزْرَعُ وَنَدْرُسُ لِبُطْرُس).    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

       الفَلاَّحُونَ ـ مِنْ شَبَابٍ وَكُهًولٍ ـ فِي الليَالِي الشَّتْوِيَّةِ وَهُمْ يَتَسَامَرُونَ فِي المجَالِسِ والحَاراتِ القَرَويَّةِ.... فَقَالَ أحَدَهُمْ : لا نعرفُ .. هَلْ هَذَا يُعَدُّ مِنَ الوفاءِ ؟!!.. أمْ الخوفُ عَلَى النَّفْسِ ضَيَّعَ الْحَمِيَّةَ ، وصَارَتْ الرُّوحُ دنيَّةً ، أو الحفاظ على الكرْسِيِّ صَارَ عَلَى الشَّعْبِ بَلِيَّةٌ ، يحْجِبُ الأنْظَارَ عَنْ قَهْرِ الشَّبَابِ ، وَذُلِّ الانْكِسَارِ ، وَجُوعِ الثَّكَالَى ، وَآهَاتِ الصِّغَارِ ، وآلامِ الفقرِ وأنَّاتِ أمراضٍ عصيّةٍ ،يَرْحَمُ أيَّامَ أبِي نَبُّوتٍ ، يَا لَيْتَ مَا ضَرَبْنَاهُ بالمِذْرَاةِ والشَّلُّوت !!!. فردَّ عليه آخرُ: أولتثبيت الحكْمِ في المنْطقةِ الجبَليَّةِ ، فالسُّلْطَانِيَّةُ صَارَتْ عَلَيهِ وَصِيَّةً ؟!!!.. ، أو لِيَلْحَقَ بالرَّكْبِ مِثْلَ غَيْرِهِ فِي زَمَنِ التَّبَعِيَّةِ ؟!!!..أمْ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ وَصَارَتْ مِنَ التَّارِيخِ مَنْسِيّة !!!...صار حالنُا أعجبَ مِنَ العِجَابِ !!! عيْشُنَا عيش كِلابٍ ، صِرْنَا خيالاتٍ كالسَّرابِ .. وقال ثَالِثٌ : أم جعلتْهُ الأحْدَاثُ الجِسَامُ ضَحِيَّةً !!!!، أمْ شَبَحُ الموْتِ الَّذِي طَارَدَهُ فِي المغَارَةِ أوْ فِي الأَرْضِ البَدَوِيَّةِ  !!! .. هلْ بفعالِهِ خَانَ أهْلَهُ ، خَانَ أخَوَيِّهِ وَكُلِّ المنْطِقَةِ الجبَلِيَّةِ ؟!!!. نشقى ونتعب ، و(نزرع وندرس لبطرس)، يرحم أيام أبي نبوت ..
     فكان من ضمن الجالسين رجلٌ كهلٌ عجوزٌ فقال : قولكم "يرحم أيام أبي نبوت" ذكرني "بِسَارِقِ الأكْفَانِ" .. فكان عندما إنسان يموت ـ من ذكر أو أنثى ـ ينبش قبرَهُ ، ويَسْرِقُ كَفَنَهُ ، وبحفنات من التراب يغطي بدنه ، ويتركه ويمشي .. فعندما يزورُ الأهلُ القبورَ ، يلاحظون إنّ القبْرَ مَنْبوشٌ محْفُورٌ ، وكفن الميّتِ مسروقٌ ، فيلعنون ويشتمون السارق ، ويوكلون أمره للخالق ، فعندما كَبِرَ وانقضت أيامه الشقيِّة ودنت منه المنية ، قال لابنه : يا ولدي أنا فعلت الكثير من الدنية ، وذنوبي وفعالي عصيّة ، وآثامي عند الناس غير مَنْسِيَّةٍ ، لأن سرقة الأكفان مهنة غير مَرْضيَّةٍ ، والعاقبة وخيمة عند رب البرية .. فيا ولدي اعمل أي شيء لتجعل أهل قريتي يترحمون عليّ على أبيك ، لعل رحمة واحدة تقبل عند ربَّي ، فتنفعني في آخرتي ، وتشفع لي في قبري ، وهذه مني لك وصيّة ، قالها ثمّ لفظ أنفاسه ومات ..
    حفظ الولد الوصية ، وأول عمل قام به اشترى "خوازيق[1]" حديدية .. وصار الفتى كلما مات إنْسٌ يذهب إلى قبره وينبش عنه التراب ويسرق الكفن ويضع للميت خازوق ـ وأنتم تعرفون أين يوضع الخازوق ـ ويترك الجثة بالعراء ويمشي ، فيأتي أهل الميت للزيارة فيشاهدوا....... ..!!!!. فيقولون : يرحم الله سارق الأكفان القديم ، إنه أفضل من ابنه اللئيم ... وهذا هو حالنا "يرحم الله أبا نبوت ، أيامه أفضل ..  
    وعجائز القرى وهنّ يخبزن حول الطابون يتندرن بالأمثال ، فواحدة منهنَّ تقول : ( حالنا حالك يا زبيبة[2] .....) ، والثانية ترد عليها :(نحن مثل الحيطة الواطية ينطوا عليها الكلاب[3]) ،وأخرى تقول : (والذي يهرب من الدلف ينزل عليه مزراب[4] ) !!! ، أفضل لنا لو متنا وأسْدَلْنا على ما تبقى منا التراب ، خير من عيشة كلها فقر وكدّ وعقاب !!!. عيشنا في عهد كله قتل وجوع وفقر وتشريد وعري في الأجساد !!!  الله يرحمك يا أبا نبوت  أيامك خير ونعمة ، إذا قسناها بأيامنا ، هذه أيام النقمة !!!...
      أما الشيخ محمد ثبّت حكمه بكامل البعبودية للسلطانية ، وبدعم أكيد من الآغاوية  ، حتى مات ... وورّث الحكم لأبنائه ومعها الوصية ، الذين حفظوها وَسَارُوا عَلَى التَّبَعِيَّةِ ، نهْجُهُمْ نَهْجَ أبِيْهِمْ  الشَّيْخِ محمَّدٍ الموْلُودُ خَارِجَ أصْوَارَ التَّارِيْخِ. ....
أبو هشام


[1] الخازوق : عمود مدبب الرأس . كانوا يجلسون عليه المذنب في الأزمان الغابرة ، فيدخل من دبره ويخرج من أعلاه /المعجم الوسيط ص 232
[2] المثل :" طول عمرك يا زبيبة في قفاكي هالعودة "
[3] مثل عامي يقال في مصر وبلاد الشام
[4] المزراب : الميزاب ، وهو أنبوبة من الحديد ونحوه تركب في جانب البيت من أعلاه لِيَنْصَرِف منها ماء المطر المتجمع ./الوسيط ص391

16 - أبريل - 2009
(نَزْرَعُ وَنَدْرُسُ لِبُطْرُس).
تنويه:    كن أول من يقيّم

الشَّيْخِ محمَّدٍ الموْلُودُ خَارِجَ أصْوَارَ التَّارِيْخِ.   فمحمد بدل من كلمة الشيخ  ، المولود يجب أن تكون مجرورة لأنها صفة لمحمد.. أمّا كلمة خارج يجب أن تكون بالرفع بدل النصب ؛ فنقول : المولودِ خارجُ .. لأن اسم المفعول يأخذ نائب فاعل .. أصوار : مفعول به لاسم الفاعل .فنقول : الشَّيْخِ محمَّدٍ الموْلُودِ خَارِجُ أصْوَارَ التَّارِيْخِ....

16 - أبريل - 2009
(نَزْرَعُ وَنَدْرُسُ لِبُطْرُس).
ليس بعد الظلم إلاّ فجر يتسامى    ( من قبل 10 أعضاء )    قيّم

 أقدم كل تحياتي إلى الأخ الغالي د. يحيى الذي أثار شجونا كامنة في ثنايانا ، شجونا محفورة في قلوبنا تسري في دمانا، مطبوعة في عقولنا نمشي فتمشي معانا .. جرح ربما يكون فيه شفانا ،كبوة طالت في حمانا!!!....
افتتح الشاعر العراقي: رزاق عزيز مسلم الحسيني قصيدته بالتفاؤل عندما قال :
أجلُّ منَ الرّدى شعب العراقِ    يزولُ الظالمونَ وأنتَ باقِ
كتبتَ على جبينِ الدّهرِ سِفراً    سموتَ بهِ إلى السَّبعِ الطِّباقِ
إلى أن قال :
لقد لاحَ الصباحُ لناظريهِ        كسيفِ الحقِّ يلمعُ بامتشاقِ
ومن ثمّ اخذ يعتز ويفتخر بوطنه العزيز الباقي الخالد مهما حل به ومهما أصابه من الظلم ، فالظلم يزول وهو الباقي ، هذا العراق العظيم الشامخ الذي هو أثبت من ثبوت الجبال على المحن والمصائب ، ويذكرالشاعر بعضا من مناقبه بطريقة رائعة ، ويطلب من الشعب العراقي الأبي الوفي بالعطاء عطاء نهر الدم الزاكي الذي هو أوفى من عطاء مياه نهر دجلة والفرات من أجل الحرية ، أن يكون يدا واحدة ، ويدوس كل من يقف في طريقه طريق العلا والنصر ، وهو يلعن كل من قدم الشرور لهذا الوطن ، ويلعن الساريقين الذين عاثوا فسادا في كل حقول البترول سرقة ونهبا ولم يتركوا للشعب إلاّ الفتات ،كما أنه يتساءل مستغربا هل سيظل الوطن نهبا لسارقين لخيراته ؟!!! ، وهل سيظل مرتعا للحكام الظلمة لهذا الوطن المعطاء ؟!!! ، لذلك يطلب من الشعب التمسك بالسلاح الذي يخلصهم من قبضة السارقين والظلمة  ،وبهذا السلاح والصمود  سوف يخرج هذا الشعب شامخ الرأس الرأس مرفوع الجبين رغم المحن والمصائب التي حلّت به ،وستظل أيها الوطن محاطا بالمجد والعز كما يحيط النطاق بالجسم ، في رفعة العلم وعز الحضارة والقوة والمنعة وطيب الأصل وسيرة الأجداد ، وحاضرك مثل ماضيك ، فأنت يا وطني شامخ على الدوام ..                      
     ثم اتقل الشاعر إلى الشوق والحنين لموطنه وكم لاقى في بلاد الغربة من ألم البين ولوعة الفراق واحتراق القلب من شدّة الشوق وعذاب الوحدة حيث لم يكن لي نديم يخفف عني إحتراق القلب  ...وكم كان مشتاقا لأحبابه وأهله وذويه في بغداد  وكان عقله حاضرا هناك حيث إن بغداد وأهلها  لا يفارقان مخيلته أبدا ، حيث إن دموعه لم تنقطع ليالي طوال  حيث قال :
عبيرُ الشوقِ أم طِيبُ المغاني      يهُبُّ عليَّ من أرضِ العراقِ
فيضرمُ بينَ أضلاعي لهيباً          لذيذاً كالهوى فيهِ احتراقي
    وهذا مثل ما لاقى خير الدين الزركلي رحمه الله تعالى من حنين واشتياق وألم ولوعة  إلى بلده سوريا أثناء نفيه إلى مصر :
العين بعد فراقها الوطنا             لا ساكناً ألفت ولاسكنا
ريـانـة بالدمع أقلقها             أن لا تحسَّ كرى ولا وسنا
كانت ترى في كل سانحة            حُسناً , و باتت لا ترى حَسنا
والقلب لولا أنةٌ صعدت           أنكرتُه وشككت فيه أنا
ليت الذين أحبهم علموا            وهم هنالك ما لقيت هنا
ما كنت أحسبني مفارقهم          حتى تفارق روحي البدنا
 يا موطناً عبث الزمان بـه          من ذا الذي أغرى بك الزمنا
قد كان لي بك عن سواك غنى       لا كان لي بسواك عنك غنى
ما كنت إلا روضةً أُنُفاً              كرمت و طابت مغرساً وجنى
عطفوا عليك فأوسعوك أذى         وهم يسمون الأذى مننا
وحَنَوا عليك فجردوا قضباً          مسنونةً و تقدموا بقنا
يا طائراً غنى علـى فنن              والنيل يسقي ذلـك الفننا
زدني و هِجْ ما شئت من شجني      إن كنت مثلي تعرف الشجنا
أذكرتني ما لست ناسيه               ولرُبَّ ذكرى جدَّدتْ حَزَنا
أذكرتني بردى و واديه               والطيرَ آحاداً به و ثُنا
وأحبةً أسررت من كلفي              وهواي فيهم لاعجاً كمنا
كم ذا أغالبه ويغلبني                  دمعٌ إذا كفكفته هتنا
لي ذكريات في ربوعهم                هنَّ الحياة تألقاً وسنا
إن الغريبَ معذَّبٌ أبداً                 إن حلَّ لم ينعم وإن ظعنا

16 - أبريل - 2009
أجلّ من الردى شعب العراق
شرح وتصنيف للقصيد    ( من قبل 8 أعضاء )    قيّم

       أقدم كل تحياتي لأخي الأستاذ أحمد عزو وله بالتحديد ، على حسك الوطني التليد ،  وعلى ترتيبك وتنصيفك للقصيد ، وعلى شرح في ذهنك عتيد ، حيث ألبست القصيدة من حلاك وزينتها بثوب جديد ،وأبهى من ذلك تعريجك على تراث الأجداد المجيد ،أمّا  إبدال (النهيق) الذي كان في السياق فريد  ، ( باختلاس  واستراق ) عند البعض عديد  ، فأضفى جمالا على البيت والمعنى بابتكار وتجديد ، دون أن يخلَّ بالمعنى من قريب أو بعيد ... أما تعلقك الأخير  فيه لعزة العرب تمجيد ولأشرار هذا الكون تنديد .. أليس بغريب هذا الزمان يا أخي أن نرى القرود ، ترقص على أجساد الأسود !!!...                                                            

17 - أبريل - 2009
أجلّ من الردى شعب العراق
 11  12  13  14  15