ليس بعد الظلم إلاّ فجر يتسامى     ( من قبل 10 أعضاء ) قيّم
أقدم كل تحياتي إلى الأخ الغالي د. يحيى الذي أثار شجونا كامنة في ثنايانا ، شجونا محفورة في قلوبنا تسري في دمانا، مطبوعة في عقولنا نمشي فتمشي معانا .. جرح ربما يكون فيه شفانا ،كبوة طالت في حمانا!!!.... افتتح الشاعر العراقي: رزاق عزيز مسلم الحسيني قصيدته بالتفاؤل عندما قال : أجلُّ منَ الرّدى شعب العراقِ يزولُ الظالمونَ وأنتَ باقِ كتبتَ على جبينِ الدّهرِ سِفراً سموتَ بهِ إلى السَّبعِ الطِّباقِ إلى أن قال : لقد لاحَ الصباحُ لناظريهِ كسيفِ الحقِّ يلمعُ بامتشاقِ ومن ثمّ اخذ يعتز ويفتخر بوطنه العزيز الباقي الخالد مهما حل به ومهما أصابه من الظلم ، فالظلم يزول وهو الباقي ، هذا العراق العظيم الشامخ الذي هو أثبت من ثبوت الجبال على المحن والمصائب ، ويذكرالشاعر بعضا من مناقبه بطريقة رائعة ، ويطلب من الشعب العراقي الأبي الوفي بالعطاء عطاء نهر الدم الزاكي الذي هو أوفى من عطاء مياه نهر دجلة والفرات من أجل الحرية ، أن يكون يدا واحدة ، ويدوس كل من يقف في طريقه طريق العلا والنصر ، وهو يلعن كل من قدم الشرور لهذا الوطن ، ويلعن الساريقين الذين عاثوا فسادا في كل حقول البترول سرقة ونهبا ولم يتركوا للشعب إلاّ الفتات ،كما أنه يتساءل مستغربا هل سيظل الوطن نهبا لسارقين لخيراته ؟!!! ، وهل سيظل مرتعا للحكام الظلمة لهذا الوطن المعطاء ؟!!! ، لذلك يطلب من الشعب التمسك بالسلاح الذي يخلصهم من قبضة السارقين والظلمة ،وبهذا السلاح والصمود سوف يخرج هذا الشعب شامخ الرأس الرأس مرفوع الجبين رغم المحن والمصائب التي حلّت به ،وستظل أيها الوطن محاطا بالمجد والعز كما يحيط النطاق بالجسم ، في رفعة العلم وعز الحضارة والقوة والمنعة وطيب الأصل وسيرة الأجداد ، وحاضرك مثل ماضيك ، فأنت يا وطني شامخ على الدوام .. ثم اتقل الشاعر إلى الشوق والحنين لموطنه وكم لاقى في بلاد الغربة من ألم البين ولوعة الفراق واحتراق القلب من شدّة الشوق وعذاب الوحدة حيث لم يكن لي نديم يخفف عني إحتراق القلب ...وكم كان مشتاقا لأحبابه وأهله وذويه في بغداد وكان عقله حاضرا هناك حيث إن بغداد وأهلها لا يفارقان مخيلته أبدا ، حيث إن دموعه لم تنقطع ليالي طوال حيث قال : عبيرُ الشوقِ أم طِيبُ المغاني يهُبُّ عليَّ من أرضِ العراقِ فيضرمُ بينَ أضلاعي لهيباً لذيذاً كالهوى فيهِ احتراقي وهذا مثل ما لاقى خير الدين الزركلي رحمه الله تعالى من حنين واشتياق وألم ولوعة إلى بلده سوريا أثناء نفيه إلى مصر : العين بعد فراقها الوطنا لا ساكناً ألفت ولاسكنا ريـانـة بالدمع أقلقها أن لا تحسَّ كرى ولا وسنا كانت ترى في كل سانحة حُسناً , و باتت لا ترى حَسنا والقلب لولا أنةٌ صعدت أنكرتُه وشككت فيه أنا ليت الذين أحبهم علموا وهم هنالك ما لقيت هنا ما كنت أحسبني مفارقهم حتى تفارق روحي البدنا يا موطناً عبث الزمان بـه من ذا الذي أغرى بك الزمنا قد كان لي بك عن سواك غنى لا كان لي بسواك عنك غنى ما كنت إلا روضةً أُنُفاً كرمت و طابت مغرساً وجنى عطفوا عليك فأوسعوك أذى وهم يسمون الأذى مننا وحَنَوا عليك فجردوا قضباً مسنونةً و تقدموا بقنا يا طائراً غنى علـى فنن والنيل يسقي ذلـك الفننا زدني و هِجْ ما شئت من شجني إن كنت مثلي تعرف الشجنا أذكرتني ما لست ناسيه ولرُبَّ ذكرى جدَّدتْ حَزَنا أذكرتني بردى و واديه والطيرَ آحاداً به و ثُنا وأحبةً أسررت من كلفي وهواي فيهم لاعجاً كمنا كم ذا أغالبه ويغلبني دمعٌ إذا كفكفته هتنا لي ذكريات في ربوعهم هنَّ الحياة تألقاً وسنا إن الغريبَ معذَّبٌ أبداً إن حلَّ لم ينعم وإن ظعنا |