البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات صبري أبوحسين أبوعبدالرحمن

 11  12  13  14  15 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
فساد الحاكم في مرآة الشعر    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

فساد الحكم المملوكي في مرأة الشعر
من الدلائل النصية على تصوير الشعر لفساد الحكم المملوكي قول الشاعر:
الصالح المرتضي أيوب أكثر من    تـُرك بـدولتـه, يا شـرَّ مجلوب
قد آخذ الله أيوبًا بفعلته               فالناس قد أصبحوا في ضر أيوب
 
فالسلطان الصالح أيوب آخر حاكم أيوبي،  تسبب في جلب هؤلاء القُساة الغلاظ الذين نهبوا أموال الناس وجعلوا حياتهم قاسية وصعبة.
 
تحليل النص :
 الشاعر يسجل لنا حادثًا تاريخيًّا  وهو جلب المماليك،  من قبل السلطان الصالح أيوب .
تعبير (يا شر مجلوب) : وهو نداء خرج من معناه الحقيقي إلى معنى مجازي هو التعجب، يتعجب: كيف يجلب السلطان شرًّا يقع عليه وعلى رعيته الكادحة . والمعروف أن الجلْب[الاستيراد] المفروض أن يكون للخير!!! ويمكن أن يكون للاستنكار، يستنكر عليه أن يجلب شره بيده وماله!!!
أطلق على المماليك لفظ (ترك) على سبيل التغليب؛ فمعظم المماليك كانوا من الجنس التركي. وإن وجد من كانوا من أجناس شرقية وأوربية أخرى، لكنهم قلة.
·      ما علاقة البيت الثاني بالبيت الأول؟
يوجد بلا شك رابط بين البيتين؛ فالبيت الثاني جاء نتيجة للبيت الأول، أو تفصيلًًا للإجمال في لفظه (شر)، أو تفسيرًا للإبهام الحادث في هذه اللفظة. فبين البيتين ما يسمى بلاغيًّا شبه كمال الاتصال. وجاء عجز البيت الثاني نتيجة لصدره. فسلوك الحاكم وسياسته مؤثر -بلا ريب - في سلوك المحكومين.
·      (يا شر مجلوب): لماذا كان هذا الجلب شرًّا؟
لأنه أضرَّ أيوبًا ورعيته: أضر أيوبًا؛ لأن المماليك تسببوا في قتله وقتل ابنه، وبالتالي القضاء على دولة بني أيوب. وأضروا الرعية لأنهم قُساة جُفاة فرضوا الضرائب ونهبوا الأموال، وبغَّضوا الشعب في بني أيوب.
 
التقييم:
البيتان نقد جريء شجاع للحاكم، و السهولة التعبيرية التي تكفُل للنص السيرورة على الألسنة و الثبات في الذواكر .
المآخذ على النص:
1-    خلو النص من الجماليات البديعية و البيانية والأسلوبية، باستثناء تعبير(يا شر مجلوب)
2-    تكراره لاسم أيوب بلا فائدة نحسها . وذكره للقب (المرتضى) مع عدم ثبوته تاريخيًّا أو عدم قيمته الفنية، فقد أتى به فقط لأجل الوزن!!!
3-    وقوعه في الضرورة وإن كانت جائزة لغويًّا إلا أن الشاعر المميز هو مَن لا يقع فيها. ولا يلجأ إليها!!!
إعداد الطالبة/زينب عبدالله آل بشر
الفرقة الثالثة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي
2007/2008م
مراجعة الدكتور/ صبري أبوحسين

11 - فبراير - 2008
معالم الأدب العربي في العصر المملوكي
تقرير علمي عن(نونية شمس الدين الواعظ في رثاء بغداد)    كن أول من يقيّم

نونية شمس الدين الواعظ في رثاء بغداد
( دراسة تحليلية فنية )
 
إشراف الدكتور: صبري فوزي أبو حسين
إعداد الطالبة : فاطمة بنت أحمد البراشدي
الرقم التسلسلي : 36
الرقم الجامعي : 2057661
السنة والشعبة : 3 / 5
اسم المقرر : الأدب المملوكي
بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم
المقدمة:
        
  الحمد لله المنعوت بجميل الصفات ، ولي النعم الباطنة والظاهرة ، والصلاة والسلام على رسوله الأمين سيدنا محمد البعوث بالهدي ودين الحق وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين .                                             
أما بعد ،،،
لكأنما سُطِّر في لوحات القدر أن نعبر بفكرنا وخيالنا عن المدينة العامرة بالعلم والعرفان، مجد العرب التي ضاعت من بين أيدينا، وسقطت على يد الاستعمار الخارجي: يد الطمع وأصحاب النفوس التي استقر فيها الحسد والحقد على العرب. إنها بغداد أرض العلماء والأدباء .
لقد سقطت والعين تذرف، مهما ظللنا نعبر بحبرنا على ورقنا هذا لن نفي، ولو بالقليل عن بغداد المجد التي مدَّتنا بكنوز العلم الثمينة التي لا يمكن أن نوازنها بغيرها من المُدُن والقُرى .
ولقد رثاها كثير من الشعراء، فوقفوا على عتَباتها يتذكرون ماضيهم الذي قضوه فوق أرضها الطيبة. من أبرزهم شمس الدين الواعظ الذي ترك أصحابه فيها على أمل العودة إليهم، فيتفاجأ بالفاجعة واندثار مبانيها وهلاك أهلها؛ لذلك سأطل في تقريري عن هذا الشاعر شمس الدين الذي وقف على أرض بغداد، ورثاها بقصائد ذات موسيقى رائعة ، وألفاظ سهلة، ومعانٍ واضحة .
ولقد قسمت تقريري هذا إلى نقاط مرتبة ترتيبًا منطقيًّا، النحو التالي:
المبحث الأول: التعريف بغرض الرثاء .
المبحث الثاني: التعريف بالشاعر وشعره .
المبحث الثالث: تحليل النونية
ومنهجي تحليلي تاريخي إذ أمهد للتقرير بحديث عن مفهوم الرثاء، ثم بتعريف المتلقي بشخصية شمس الدين الكوفي، ثم أقوم بشرح غامض النونية، واستخراج جمالياتها، وتعديد قسمات بنائها، حسب طاقتي في التحليل .
وأخيرًا:
أدعو الله العلي القدير أن يوفقني في كتابته، وأشكر أستاذي المشرف الذي طوَّرنا وشد من أزرنا وأدخلنا عالم الإنترنت الساحر في هذا الموقع النتي العظيم: الوراق، بارك الله في جهود القائمين عليه.

11 - فبراير - 2008
معالم الأدب العربي في العصر المملوكي
تعريف الرثاء وتتبع مسيرته    كن أول من يقيّم

توجد عدة تعاريف لفن الرثاء، فمنهم من يعرف الرثاء بأنه:"غرض استمر عبر العصور؛ لأن مكوناته نابعة من تركيب الإنسان الغريزي؛ فهو فن البكاء على الميت".
وهذا يقتضي ذكر المحاسن والمحامد ومختلف الشيَم والأوصاف الخلُقية والنفسية والاجتماعية، مصوغة بقالب تعبيري رقيق الحواشي، نابض الأحاسيس متقد العواطف ..
 
وهناك من جانبَه التوفيق تمامًا في جعل الرثاء في الشعر مدحًا ماضيًا بمعونة ألفاظ معينة من نحو:" كان ، وتولى ، وقضى نحبه ، وما أشبه ذلك . وقد يومئ الشاعر إلى الرثاء بأن يقال مثلاً:" ذهب الجود ، أو من للجود بعده ، أو تولى الجود "وهذا ما رآه قدامة بن جعفر في كتابه " نقد الشعر".
لكن قدامة وفق تمامًا في دفع الشاعر ليس إلى مجرد البكاء الذاتي على الميت ، وإنما كذلك إلى إشراك أشياء الميت في البكاء عليه، سواء كانت هذه الأشياء مادية أم معنوية ..
ومن البكاء الرثائي في شعر التراث قول أوس بن حجر يرثي فضالة بن كلدة الأسدي :
أبا ذليجة من يكفي العشـيرة إذ       أمسَوْا منَ الخطْب في نارٍ وبلبال
    أم من يكون خطيب القوم إذ حفلوا          لدى الملوك ذوي أيد إفضال
    أم من لأهل لـواء في مسكعـة            من حقهم لبسوا حقًّا بأبطال
 
فقد بكى الشاعر مَيْتَه بفضائل نفسية وخلُقية، ولو أكملنا القصيدة للاحظنا إشراك الشاعر في البكاء على مرثيِّه كل من كان يحسن إليهم في حياته ..
 
      وأخذت نماذج هذا الغرض تشيع، فوجد الرثاء الشخصي في ديوان الشعر العربي التراثي؛ إذ كثيرًا ما نجد  الشعراء يتناولون في مرثياتهم خلفاء الدول العربية والإسلامية الكثيرة والمتنوعة ووزراءها وعلماءها وغيرهم من الأجواد ذوي المروءة والمواقف النبيلة التي تفرض الوفاء على كل شاعر مخلص، ذي عاطفة صادقة... كما أفاض الشعراء في رثاء الأقارب والأرحام كرثاء الأبناء عند ابن الرومي، وعند أسامة بن منقذ الذي رثى ابنه عتيق الملقب بأبي بكر فقال فيه عددًا من المقطعات وقصيدتين شعريتين...إلخ
وهناك لون آخر فريد في ديوان الشعر العربي، يسمى فن رثاء المدن والممالك، فهناك من الشعراء مَن تعدَّى في رثائه الأشخاص مهما كانت مكانتهم أو درجة قرابتهم إلى الأماكن السامقة الساحرة حين تُبْتَلى بالغارات والكوارث. من هذه الأماكن مدينة بغداد التي عُرفت بعلمها ومجدها وجمالها وروعة آثارها،
ألا تستحق الرثاء ؟!!!!!!
بلى تستحق الرثاء ..
إن هذه المدينة الزاهية التي طمع فيها القلب القاسي الذي تفوح منه روائح الطمع من الغاشمين" التتار" تعد مجد المسلمين ولؤلؤة العرب قبل الأندلس وبعدها!!!...
ومن الشعراء الذين بكوا حزنًا على ضياع بغداد شمس الدين الواعظ الكوفي, فقد كان له فيها صحب وأصدقاء، وفارقهم على أمل العودة واللقاء بهم إلى أن نهض بعد الفاجعة، ورأى الديار خرائب ودمارًا..
 
وسأعرض عددًا من قصائده بعد التعريف به في قادم الصفحات إن شاء الله تعالى .
إعدادالطالبة/فاطمة البراشدي
كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي
مراجعة الدكتور/ صبري أبوحسين 

11 - فبراير - 2008
معالم الأدب العربي في العصر المملوكي
المقامات: قراءة في المفهوم والقيمة     كن أول من يقيّم

المقامات: نشأةً وتطورًا
المفهوم
للمقامة تعريفات كثيرة ،تختلف تعبيرًا وتتفق تفكيرًا، يمكن الخلوص إلى مفهوم شامل لها نصه: هي حكاية قصيرة، قد تكون في صفحتين أو أكثر قليلاً، بحيث تُلقَى في مجلس واحد، وأسلوبها متصنِّع بيانيًّا وبديعيًّا،   وتشتمل على عِظَة أو مُلحَة أو نادرة أو مغامرة، وتنتهي عادة بمفاجأة غير متوقعة، لها راوٍ، وبطل يعتمد على الحيلة ووسائل الخداع والتلون ليحقق غرضه، وهو الكدية( الشحاذة) غالبًا.
وهذا المفهوم جمع بين متطلبات شكل المقامة ومضمونها، ويمكن تفكيكه إلى الأركان الآتية حسب ورودها في النص المقامي:
1-الراوي    2- المجلس    3- الحكاية    4- اللغة المتصنعة   5- الحوار   6- البطل  7- النُّكتة أو الفكرة أو العظة أو المفاجأة (المغزى).
 
نشأة المقامة ورائدها
والمقامة فن عربي أصيل في بيئته ومخترعه وشكله. وليس كما يزعم أحد الباحثين من أنه فارسي !! ذلك لأن أول نص مقامي عُرِف عند الأعاجم كان بعد ترجمة مقامات الحريري إلى السريانية، كما أن رائد المقامة الفارسية القاضي حميد الدين البلخي (ت 559هـ) اعترف بتقليده للحريري في إبداعه، كما اعترف كثير من مؤرخي الأب المحدثين : مستشرقين وعربًا، بعروبة هذا الفن النثري الحكائي الرائع . وقد جاءت المقامة مزيجًا رائعًا من تيارين مُسَيْطِرَيْنِ في القرن الرابع الهجري: تيار اجتماعي حيث شيوعُ الحِرْمان والفقر والتسوُّل في الطبقات الوسطى والدنيا، وتيار فني حيث شيوعُ مذهب التصنُّع والتكلف الأسلوبي في طبقة النُّخْبة المثقفة المبدعة أدبيًّا . وقد اختلفت كلمة المؤرخين في رائدها على النحو التالي :
v أرجع ابن عبد ربه (ت 382هـ) المقامات إلى عهد أبعد من القرن الرابع الهجري معددًا نصوصًا ذُكِرتْ فيها لفظة المقامة، ويمكن تأويلها على المدلول اللغوي لا الاصطلاحي .
v يذهب الحصري ( ت نحو 413هـ) صاحب (( زهر الآداب )) إلى أن بديع الزمان الهمذاني  تأثر بأبي بكر بن دريد الأزدي في أحاديث الأربعين، ويؤيد ذلك د/زكي مبارك، ود/شوقي ضيف ـ رحمهما الله تعالىـ لأن من معاني المقامة الحديث، كما أن أحاديث ابن دريد مصوغة في شكل رواية وسنَد يتقدمها، ثم هي غالبًا مسجوعة، وتمتلئ باللفظ الغريب، وهي أحاديث أُلِّفت لغرض تعليم الناشئة اللغة، بالضبط كما حاول بديع الزمان في أحاديثه، وان كانت خفيفة رشيقة . 
v يذهب الحريري والقلقشندي (ت831هـ)إلى أن الهمذاني له فضل السبق في ابتداعها وعملها، فهو سبّاق غاياتٍ وصاحب آيات، وان المتصدي بعده لإنشاء مقامه، ولو أُوتِي بلاغة قدامة، لا يغترف إلا من فُضالَته، ولا يسري ذلك المسرى إلا بدلالته .
v أما المحدثون من مؤرخي الأدب فقد اختلفوا أيضًا، فقد ذهب كارل بروكلمان مذهب ابن عبد ربه إلى أن المقامات ـ كلفظ ـ موجودة في التراث العربي منذ وجوده، ففي الجاهلية كانت تعني "مجتمع القبيلة"، وفي العصر الأموي كانت تدور حول مفهوم ديني خصوصًا لدى طبقة الزُّهَّاد والمتصوِّفة، ثم تطورت إلى المدلول الأدبي في القرن الثالث الهجري وما بعده.
v ويذهب جرجي زيدان إلى أن أحمد بن فارس ( ت 395 هـ ) شيخ الهمذاني هو رائد المقامات ومخترعها، ولا دليل له على ذلك!!!
والرأي الراجح 
والرأي الراجح، المقبول تاريخيًّا وعقليًّا أن الهمذاني هو رائد المقامات، اخترعها مصطلحًا ونصًّا، متأثرًا في ذلك بثلاثة أدباء أعلام، هم :
*ابن دريد الذي وجَّه الهمذاني وجهةً شكليةً تعليمية بأحاديثه .
* الجاحظ الذي ألهم الهمذاني المضمون الأساسي لمقاماته وهو الكُدْيَة، وذلك عن طريق رسالته التي تحدث فيها عن الكُدْيَة والمُكْدِين من حيث وسائلُها وأقاصيصُها .
* الشاعر أبو دُلَف الخزرجي، المعاصر لبديع الهمذاني، والذي قدم له نموذجًا واقعيًّا لبطل مقاماته (أبي الفتح الإسكندري) فهو جوَّال جوَّاب محتالٌ في كسب الرزق بالأدب والشعر...
 وقد تبع الهمذاني وقلده في هذا الفن جمهور غفير من أدباء العصر العباسي والمملوكي والعثماني والحديث . من أشهرهم: الحريري، وصلاح الدين الصفدي، والسيوطي، وشهاب الدين التلمساني، وحافظ إبراهيم، ... و غيرهم.  مع تطور ـ إلى درجه كبيرة ـ في طريقة بنائها تعبيريًّا وتفكيريًّا.
ورغم هذا الحضور الإبداعي لفن المقامة إلا أنه لم يحظَ  باهتمام نقدي تراثي، فقد تجاهله كبار النقاد، ولم يشيروا إليه أية إشارة ايجابية على الإطلاق، ويُستَثْنَى من ذلك عبارة أو عبارات موجزة خاطفة عند ترجمة الهمذاني أو الحريري، على النحو الذي نجده عند القلقشندي في موسوعته "صبح الأعشى" الذي وصف المقامات بأنها "في الغاية من البلاغة وعلوِّ الرتبة في الصنعة"!!
بل إن ناقدًا كابن الأثير ازدرى المقامة، وفضّل فنَّ الكتابة عليها، متجنيًا على الحريري وناقمًا عليه !! ولم يُعرَف فضل المقامة نقديًّا إلا في العصر الحديث على يد د/ زكي مبارك، ود/ شوقي ضيف، والباحثين في الأدب المقارن مثل الدكتور محمد غنيمي هلال، والدكتور عبدالحكيم حسان، والدكتور الطاهر مكي... وغيرهم ممن ألفوا في فن المقامة من حيث تاريخه وأعلامه وقيمته .
قيمة المقامة
رغم أن هذا الفن متكلف الأسلوب، يتجاهله الكثيرون بسبب ذلك إلا أن هنا نجد له آثارًا طيبة اجتماعيًّا وثقافيًّا ونقديًّا، على النحو التالي:
·  المقامة مُعَلِّّمةٌ : المقامة بين أجناس النثر كالمنظومات العلمية في أجناس الشعر، تُعلّم متذوقها وحافظها غريبَ اللغة، وجليل العبارات، وكيفية بناء الأسلوب المسجَّع المتصنِّع، فهي تقدم رصيدًا معجميًّا رائعًا، ووسيلة للتمرن على الإنشاء المتأنق بيانيًّا وبديعيًّا، ومستودعًا للحِكَم والتجارب الإنسانية المؤثرة.
·  المقامة مُثَقِّفةٌ: كانت في البداية مُوسعةً لغوية أو جمهرة أدبية، ثم تطورت إلى مُوسِعة علمية متخصصة، منها الطبية، والتاريخية، والجغرافية، والدينية، والفكرية . وتتبُّع أسماء مقامات الهمذاني والحريري ـ فقط ـ يدل على ذلك .
·  المقامة مُصَوِّرة:تعد المقامة وثيقة تاريخيةـ إلى حد ما- تسجل جزءًا من عالمنا الإسلامي زمانيًّا ومكانيًّا وحياتيًّا، فهي وصف للعادات والأحداث والتقاليد البارزة في الطبقات الوسطى والدنيا .
·  المقامة مُمْتِعةٌ: جاءت المقامة في أطار قصصي فكاهي غالبًا، وعقلي أحيانًا كإطار ترغيبي مُشَوِّق، ينتهي بمفاجأة هزلية . وقد وصلت بعض المقامات إلى درجة عالية من الحَبْكة بين أجزائها، وإحداث عقدة مثيرة ومؤثرة .
·  المقامة مشرِّفةٌ نقديًّا : شرّفت المقامة الأدب العربي القديم، إذ كانت دليلًا نصيًّا على إدراك العرب للفن القصصي، بل إن بعض المقامات وصلت إلى مستوى عالٍ من الفن، يجعلها قصة عصرية – بكل تِقْنِيَاتِها – تنوء عن مضارعتها اليوم (القرن الحادي والعشرون) أية قصة في تحليل الشخصيات ودرس النفسيات. وتعد المقامة الأسدية، والمقامة البشرية من الأقاصيص ذوات العُقَد . ولو استدعى نظر الأدباء قديمًا في المقامة من خيال أكثر من الصياغة، لكان يمكن أن تكون أساسًا لفن القصة القصيرة . وكان يمكن أن تكون أخصب جنس أدبي عربي لو لم  تنحرف عن النقد الاجتماعي في مضمونها، إلى ميدان المُماحكات اللفظية والألغاز اللغوية والتصنُّع التعبيري الذي لا طائل وراءه . وتعد ـ كذلك ـ نواة للمسرحية  العربية الفُكاهية[الملهاة]، إنها في هذا الميدان تحتاج ـ فقط ـ إلى سيناريست  مبدع أصيل .
كذلك للمقامة تشريف للعرب بتأثرها في الآداب الشرقية من فرس وسريان وعبرانيين، وفي الآداب الأوروبية، إذ هي المؤثر الحقيقي في وجود قصص الشُّطَّار عند الأسبانيين وغيرهم من الأوروبيين. كما يقرر دارسو الآداب دراسة مقارنة .
 
صياغة وتنسيق الطالبة :زينب بنت حمود بن عبدالله الراشدي
 
الفرقة الثالثة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي
2007-2008م
فكرة ومراجعة د/صبري أبوحسين

11 - فبراير - 2008
مدارس النثر العباسي
شكر واجب    كن أول من يقيّم

أقدم خالص شكري إلى الجهد الطيب لأخي يحيى الذي يتحفنا بكل تراث طيب، ويعلن عن تنوع معارفه وثقافاته. د/صبري أبوحسين

11 - فبراير - 2008
مفهوم الأدب المقارن ومدارسه
أبرز مدارس الأدب المقارن    كن أول من يقيّم

توجد للأدب المقارن ثلاث مدارس بارزة، أهمها:
 *المدرسة الأولى: المدرسة الفرنسية، ومن أشهر أقطابها "فان تيجم"، و"فرنسو جويار"، و"أناساينيا ريفنياس".
 *المدرسة الثانية: المدرسة الأمريكية، وعلى رأسها "رينيه ويليك"، الذي يرى ضرورة أن يدرس الأدب المقارن كله من منظور عالمي، ومن خلال الوعي بوحدة كل التجارب الأدبية والعمليات الخلاقة؛ أي يرى أن الأدب المقارن هو الدراسة الأدبية المستقلة عن الحدود اللغوية العنصرية والسياسية. ثم بين جوهر الاختلاف بين المدرستين الأمريكية والفرنسية، وأعاد جوهر الاختلاف بين المدرستين إلى أن المدرسة الفرنسية تحصر الأدب المقارن في المنهج التاريخي، بينما تتسع الرؤية الأمريكية لتربط بين المنهج التاريخي والمنهج النقدي، باعتبارهما عاملين ضروريين في الدراسة المقارنة.

ويرى "عبد الحكيم حسان" أن أهم ما يتميز به المفهوم الأمريكي للأدب المقارن أنه قد استجاب للمتغيرات الفكرية والمنهجية التي تطورت خلال النصف الأول من القرن العشرين، ولكنه عاب عليهم طابع الازدواجية، وكذلك القومية التي عابوها على الفرنسيين.
*المدرسة ثالثة: المدرسة الشرقية، التي عكست رد فعلها تجاه المدرستين السابقتين .

11 - فبراير - 2008
مفهوم الأدب المقارن ومدارسه
قيمة دراسة الأدب المقارن    كن أول من يقيّم

قيمة دراسة الأدب المقارن
 
 
     يجب على من يدرس الآداب الحديثة أن يقف وقفة خاصة مطولة عند الأدب المقارن؛ ذلك أنه أدب زاخر زاهٍ بين علوم الآداب الأخرى، برز فيه شعراء وأدباء كبار مجيدون، واتضحت عن طريقه مذاهب أدبية مختلفة، واتسع نطاق النثر الفني باستكمال أدواته، وتعدد  مجالاته ، وازدهر النقد الحديث، فهو علم يدرس مواطن التلاقي بين الآداب في لغاتها المختلفة، وصلاتها الكثيرة المعقدة، وما لهذه الصلات التاريخية من تأثير وتأثر.
    فليس في مقدور أي مثقف أن ينكر ما لهذا الأدب من أهمية في تغذية شخصيتنا القومية، وتنمية نواحي الأصالة في استعداداتنا، وتوجيهها توجيهًا رشيدًا، وتوضيح مدى امتداد جهودنا الفنية والفكرية من التراث الأدبي العالمي، إلى جانب ذلك تظل للأدب المقارن رسالة إنسانية أخرى، هي الكشف عن أصالة الروح القومية في صلتها بالروح الإنسانية العامة في ماضيها وحاضرها، فلا نستطيع تقويم الأدب القومي حق التقويم، ولا توجيهه خير توجيه إلا بالنظر إليه في نسبته إلى التراث الأدب الإنساني جملةً؛ كي يُتاح له أن يقوم بوظيفة الإنسانية في ثنايا قوالبه الفنية.
 
   وقف شاعر الهند: رابندرانات ناجور عام 1908م، في إحدى الجامعات يتحدث عن الرسالة الإنسانية للأدب المقارن حيث قال:" الأدب ليس مجرد مجموعة أعمال أدبية صاغتها أيدي الكتاب المختلفين، بل علينا أن نجاهد؛ كي ننظر في عمل كل مؤلف بوصفه كلاًّ، وننظر في هذا الكل بوصفه- جزءًا من خلق الإنسان العالمي- وننظر إلى هذا الروح العالمي في مظاهره من خلال الأدب العالمي".
 
    وكذلك يفيد الكتاب والنقاد من نتائج بحوثه ومصطلحاته الفنية دون أن يكونوا من المتخصصين فيه، فالدراسات المقارنة من نوع الدراسات الإنسانية التي من شأنها أن تزدهر في عصور النهضات.
 
 ويمكّننا من دراسة التيارات الأدبية العالمية كـ( الكلاسيكية، والرومانسية، والواقعية، والسريالية...) ، فمحورها دائمًا الأدب القومي في صلته بالآداب العالمية وامتداده بالتأثير بها والغنى بسببها. وأيضًا التعمق في الكشف عن طبيعة التجديد واتجاهاته في الأدب القومي والآداب العالمية. ثم إن الأدب المقارن أساس لا غنى عنه في النقد الحديث، فقواعد النقد الحديث ثمرات لبحوثه العميقة.
 
     هذه كلمة انجر القلم إليها، أردت فيها أن أستحث الأدباء والكتّاب والباحثين، وأثير هممهم، علهم يقبلون على هذا المنجم البكر فيستخرجوا كنوزه، ويعرضوا على الناس جواهره.
  
                               جابر بن سالم بن خميس المصلحي
                                                                                                  
      الفرقة الرابعة من كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي
                       مراجعة د/صبري أبوحسين
 

11 - فبراير - 2008
مفهوم الأدب المقارن ومدارسه
عجبي    كن أول من يقيّم

من أعجب ما سمعتُ في هذا الإنجاز الرياضي أن نائبًا بمجلس الشعب المصري دعا إلى أن توفر الحكومة كرة لكل مواطن!!!
هل الكرة هي التي ستحل مشاكل مصرنا؟ هل ستحل مشكلة الفقر المدقع؟ أو الأمراض الفتاكة؟ أو البطالة المفترسة؟ أو العنوسة المستشرية؟ أو البيئة الملوثة؟ أو، أو، أو!!!
ونائب ثانٍ يدعو إلى تدريس وطنية محمد أبوتريكة ومحمد زيدان في المدارس والجامعات!!!

12 - فبراير - 2008
أبوتريكة موحد العرب!!!
التعريف بشمس الدين الكوفي    كن أول من يقيّم

شمس الدين محمد بن أحمد بن عبيد الله الكوفي الواعظ، عالم فقيه من شعراء عصر المماليك توفى سنة 676هـ ـ 1277م على وجه التقريب ..
له شعر رقيق يميل إلى الحنين والاتعاظ، ويتميز بعذوبة ألفاظه وسهولة معانيه، ولذاذة موسيقاه، وحلو الدخول إلى القصيدة وسهولة الخروج منها ..
    وعندما اجتاح التتار بغداد سنة 656ه دمروها وهدموا كثيرًا من معالمها الحضارية وأحرقوا خزائن الكتب فيها وأفنَوْا تراثها الأدبي والعلمي، فكان للشعراء دور مهم في التعبير عن ألم المأساة والحدث الذي نزل ببغداد وبالخلافة العباسية، وفي هذا الصدد نرى الكوفي الواعظ باكيًا بأكثر من قصيدة خص فيها بغداد وذكر ما جرى بأهلها، وتلك المراثي التي مثلت حس العالم والفقيه الذي يراقب دمار بلده ولا يستطيع أن يعمل شيئًا ..
إعداد الطالبة/فاطمة البراشدي

12 - فبراير - 2008
معالم الأدب العربي في العصر المملوكي
شعر شمس الدين الكوفي    كن أول من يقيّم

وللشاعر شمس الدين الكوفي أربع بكائيات، تنهج نهجًا واحدًا، وينتظمها فكر واحد وشعور واحد من مطلعها إلى خاتمتها، يقول من قصيدة كافية:
بانوا ولي أدمع في الخد تشتبك       ولـوعة في مجال الصبـر تعترك
بالرغم لا بالرضا مني فراقهم         ساروا ولم أدرِأيَّ الأرض قد سلكوا
يا صاحبي ما احتياجي اليوم بعدهم    أشـر عـليَّ فإن الرأي مشـترك
عز اللقاء وحالت دونه خِيَلي          فالقلب فـي أمـره حيـرانُ مرتبك
يَعُوقُني عن مُرادي ما بُلِيت به        كما يعوق جنـاحي طائـر شـرك
أروم صبرًا وقلبي لا يطاوعني        وكيف ينـهض مَن خـانه الورك
إن كنت فاقد إلف نُحْ عليه معي             وإنـنـا كلنـا فـي ذاك نـشتـرك
فهذا المقطع البكائي سار فيه شاعرنا سير الشعراء الغَزِلين في تصويرهم رحيل الأحباب، وتعبيرهم عن أثر هذا الرحيل عليهم، وتحس فيه بأنه بكاء شاعر هادئ النفس، بكاء خارجي، لا أثر فيه، ولا دليل، على أنه نابع من نفسه على بغداد بسبب هذه النكبة التي صورها في شكل الشرَك المقيِّد أو المعوِّق للطائر الذي وقع فيه . إنه يحاور صاحبه ويصف حالته النفسية السيئة بسبب رحيل الأحباب. وعدم نيله مراده، فبكاؤه بكاء إنسان عاشق غَزِل، لا بكاء إنسان ابتُلي وطنه متفجع عليه . ودليل ذلك مفردات المقطع وتراكيبه.
ونجد النهج نفسه في بكائياته الثلاثة الأخرى..
ويقول في قصيدة نونية على بحر الرمل يشكو فيها فراق أحبته وفقد ديارهم وحنينه إلى الوطن، في قوالب هادئة الجرس، راعشة العاطفة:
حنت النفس إلى أوطانه         وإلـى مَن بان مِن خلانها
تلك دار كان فيها منشئي        مـن غريبها إلى كوفانها
ليس بي شوق إلى أطلالها      إنـما شوقي إلى جيرانها
شقيت نفسي بالحزن فمَن       يسعد النفس على أحزانها
وهناك قصيدة أخرى نظمها الشاعر الكوفي في بغداد وأهلها، ولكنه أضاف فيها قصده إلى رسم لوحة فنية تتلألأ بألوان من المحسنات البديعية الرائعة فيقول فيها:
إن كنت مثلي للأحبة فاقدًا              أو في فؤادك لوعة وغرام
قف في ديار الظـاعنين ونادها:       "يا دار ما صنعت بك الأيام"
أعرضت عنك لأنهم مذ أعرضوا        "لم يبق فيك بشاشة تُستام"
يا دار أين الساكنون وأين ذيـَّ         ـاك البهاء وذلك الإعظام
يا دار أين زمان ربعك مونقًا          وشعـارك الإجلال والإكرام
فلبعدهم قرب الردى ولفقدهم          فقد الهدى وتزلزل الإسـلام
فمتى قبلت من الأعادي ساكنًا        بـعد الأحـبة لا سقاك غمام
يا سـادتي أما الفؤاد فشيق           قـلق وأمـا أدمعي فسجام
والدار مذ عدمت جمال وجوهكــم    لم يبق في ذاك المقام مقام
لا حظ فيها للعيون وليس للـ         أقـدام في عـرصاتها إقدام
وحياتكم إني على عهد الهوى        بـاقٍ ولم يخفـر لديَّ ذمام
فدمي حلال أن أردت سواكم          والـعيش بعـدكم عليَّ حرام
يقف الشاعر الكوفي على عتبات لوحة الرسم المشتملة من ألوان فنية رائعة وهذه الألوان عبارة عن بكاء الشاعر وهيمنته عندما رأى خراب بغداد.      
 وعلى الرغم من أن الشاعر الكوفي يذكر قصيدته هذه في خراب بغداد على يد التتار إلا أنه لم يبين في النص اجتياح التتار إلى بغداد، وإنما ظل يرثي أحبابه وأصحابه، ولعل ذلك بسبب خوفه من بطش التتار وقسوتهم.... أو لعله رجل وجداني النزعة، رومانسي الرؤية والاتجاه، ودلائل هذا التعليل واضحة في مفردات النصوص السابقة وتعابيرها. وتزداد وضوحًا في المبحث التالي:
إعداد الطالبة/فاطمة البراشدي

12 - فبراير - 2008
معالم الأدب العربي في العصر المملوكي
 11  12  13  14  15