البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ياسين الشيخ سليمان أبو أحمد

 11  12  13  14  15 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
32    كن أول من يقيّم

6ـ تختص "هل" بالاستفهام عن النسبة الإيجابية( تحتاج إلى إجابة) ، مثل : "هل قام زيد؟" فيكون الجواب بنعم او لا . ولا يقال " هل لم يقم زيد " . فإن أريد الاستفهام عن النفي جيء بالهمزة فيقال : " ألم يقم زيد؟" .< وفي القرءان الكريم : " هل ترى من فطور" والجواب : كلا ، لا أرى من فطور . " ألم ننهك عن العالمين " ، نعم ، نهيتموني> .
فائدة حول الآية : ( إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) 112من سورة المائدة :
ورد في كتاب "دراسات لأسلوب القرءان الكريم" [1]  للمرحوم محمد عبد الخالق عضيمة حول هذه الآية ما يلي :
( في البحر (البحر المحيط لأبي حيان) 53:4 : " : قال ابن الأنباري : لا يجوز لأحد ان يتوهم أن الحواريين شكوا في قدرة الله ، وإنما هو كما يقول الإنسان لصاحبه: هل تستطيع ان تقوم معي ، وهو يعلم أنه مستطيع له ، ولكنه يريد : هل يسهل عليك . " )
ويمكن القول :  إن الشك في القدرة غير الجهل بها ، وربما كان الحواريون في تلك المرحلة من الإيمان لم يكونوا قد قدروا الله حق قدره بعد ؛ فالإيمان ، حتى يبلغ بصاحبه درجة اليقين ، لا بد له أن يتأصل في النفس ويستقر فيها بعد معاناة صادقة تفرضها متطلبات ذلك الإيمان ، وهذا لا يحصل في يوم وليلة . والأنبياء ، عليهم السلام ، أنفسهم تربوا على منهج الله بالتدريج حتى بلغوا قمة الصدق في الإيمان فأسلموا لله  وأطاعوا ، ولم يعد يضرهم ما يلقونه من الأهوال والعقبات ، مهما عظمت ، وهم يعملون على تبليغ رسالة الله .
إن الأمثلة التي ضربها أبو حيان عن ابن الأنباري لا تنطبق ، فيما أرى ، على الحواريين ، فهم ، بالفعل ، قد استفهموا استفهاما حقيقيا لا مجازيا ، وذلك لجهلهم بعظم قدرة الله تعالى ، فإيمانهم بقدرة الله وصفاته لم يكن على تلك الدرجة التي يستغنون عندها عن الاستفهام الحقيقي . والإيمان بوساطة الرؤية أشد ما يكون لدى الإنسان ، ولا عذر له بعد الرؤية أن يجهل أو يرتاب ، ولهذا فإن الله تعالى قال : " إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين "115 المائدة ، وعلى هذا ، فإن هذا الوعيد بالعذاب المتميز في شدته عن عذاب العالمين من غير الحواريين  يدل على أن إيمان الحواريين لم يكن وقتها إيمانا يقينيا مرتكزا على العلم الحق ، وأنهم كانوا يتطلعون إلى تحقق نزول المائدة عيانا حتى يؤمنوا باستطاعة الله عز وجل ومقدرته . ويتضح من نهاية الآية ( اتقوا الله إن كنتم مؤمنين) أن الحواريين لو كانوا حينها مؤمنين حق الإيمان ما قالوا الذي قالوه ، ولا طلبوا الذي طلبوه بتلك الصيغة الاستفهامية ، وكان بإمكانهم القول ، مثلا ، : هل يرضى ربك؟ ، هذا ، والله أعلم .
 
 
 
 


[1] دراسات لأسلوب القرءان الكريم ، مصدر سابق ، ج3ص486

5 - أغسطس - 2008
مسابقة دراسات قرآنية
33    كن أول من يقيّم

أسماء الاستفهام
 
ما [1]
 
أغراضها ومعانيها :
جاءت في القرءان للاستفهام الحقيقي : ( قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لّنَا مَا هِيَ ...68البقرة) ، ( قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ... 23القصص)
التعظيم : (فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ8الواقعة) . التكرار دلالة التعظيم والتهويل . (عَمَّ يَتَسَاءلُونَ 1 عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ 2النبأ ).< لتفخيم الشأن> .
وضع الظاهر المضمر :( وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ) 3الحاقة ، ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ )8المطففين . < للدلالة على عظم هول المخفي> .
التحقير والتصغير :( مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ) 52الأنبياء. <أي لا قيمة لها ولا نفع يرجى منها ولا ضرر يخشى من جانبها .>
الاستهزاء والسخرية : (مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ7الفرقان)
الحث والتحريض : ( وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ ...75. حث وتحريض على الجهاد في سبيل الله .
التعجب :(… مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ )41غافر.
8ـ تعجب وإنكار :( مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ )154الصافات .
للتقرير : (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى) 17. ليقر موسى ويعترف بأنها عصا .
10ـ للإنكار : (...لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ ... )164الأعراف . هذا النوع من الاستفهام يتضمن إنكار ما استفهم عن علته ، وأنه ينبغي أن يوجد مقابله . فإذا قيل لك : ما لك قائما؟ فهو إنكار للقيام ، ومتضمن أن يوجد مقابله . < ومقابله هو أنك لا يجب أن تقوم ؛ وفي الآية : المقابل هو أن لا يعظوا قوما الله مهلكهم> .
11ـ توبيخ وتحذير وتوعد : (فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ) 87الصافات . أي أيّ شيء ظنكم يفعله معكم من عقابكم ، إذ عبدتم غيره؟
 


[1] كل ما يتعلق بما الاستفهامية ، قمت بنقله ، بتصرف قليل ، من " دراسات لأسلوب القرءان الكريم " للشيخ عضيمة ، من الجزء الثالث ، ابتداء من الصفحة 94

5 - أغسطس - 2008
مسابقة دراسات قرآنية
34    كن أول من يقيّم

أحكامها :
كل ما جاء في القرءان من (وما يدريك) فغير مذكور جوابه ، وكل ما جاء من (وما أدراك ) فمذكور جوابه . (…وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ )17الشورى  ، (وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ 10 نَارٌ حَامِيَةٌ ) 11 القارعة .
2ـ تحذف ألف ما الاستفهامية إذا جُرّت : (إلام ، حتام ، علام...) في اللغة . وفي القرءان : ( ممّ ، عمّ ، فيمَ ، بمَ ، لمَ؟ )  : (... فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ) 35النمل . (...لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ ...) 71 آل عمران .
ماذا : تحتمل أن تكون كلها اسم استفهام مفعولا مقدما ، وتحتمل أن تكون (ذا) اسم موصول خبرا عن (ما) عند سيبويه في : (...وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـذَا مَثَلاً ... ) 26البقرة ، (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ ... ) 215 البقرة .
أجاز الزمخشري ان تكون (ماذا) كلها مبتدأ أو مفعولا به. وتحتمل أن تكون ماذا كلها اسم موصول في :( ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ) 28النمل ، أو أن تكون (ما) استفهام ، و(ذا) موصول بمعنى الذي .
مواقع ما الاستفهامية من الإعراب :
مفعولا به مقدما في آيتين :( إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي)133البقرة ، ( إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ) 70الشعراء .
2ـ وقعت مجرورة بحروف الجر كما مر معنا في أحكامها .
3ـ وقعت (ما) في القرءان مبتدأ خبره معرفة : (مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ) 50يوسف ، أو خبره جملة فعلية فعلها ماض : ( مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا ...) 142البقرة ، أو فعلها مضارع : (...لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ ...) 8هود .
4ـ مبتدأ خبره اسم إشارة : ( مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ) 52الأنبياء
5ـ وقعت مبتدأ خبره الجار والمجرور: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ...) التوبة38
 
متى
1ـ هي اسم استفهام يستفهم بها عن الزمان نحو : (مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ ) 214البقرة([1]) ، ولم تجيء متى في القرءان إلا استفهامية ، فلم ترد شرطية([2])
2ـ في اللغة تختص "متى الاستفهامية" بالماضي وبالمستقبل ، أما في القرءان فلا تقع إلا للمستقبل ([3])


[1] معجم القواعد العربية ، مصدر سابق ، باب الميم .
[2] دراسات لأسلوب القرءان الكريم ، مصدر سابق ، ج3ص147
[3] نفس المصدر والجزء والصفحة .

6 - أغسطس - 2008
مسابقة دراسات قرآنية
35    كن أول من يقيّم

3ـ جاءت "متى" في جميع مواقعها في القرءان خبراً للمبتدأ الذي هو مصدر ، أو مصدر بدل من اسم إشارة ، أو عن ضمير المصدر لأنها اسم زمان . فلا تكون خبرا عن الجثة ( الذات او الجسم) ، وكانت جملتها محكية بالقول [1] :
خبرا لمبتدأ الذي هو مصدر:( حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ)  214البقرة ، خبرا لمبتدأ مصدر بدل من اسم إشارة :( وَيَقُولُونَ مَتَى هَـذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) 48يونس .
خبرا لمبتدأ عن ضمير المصدر(ضمير البعث)  : (...وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا) 51الإسراء .
 
كيف
تأتي "كيف" استفهامية بالمعنى الحقيقي استفهاما عن الحالة ، نحو قوله تعالى : ( أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى ) 260 البقرة [2] ، وهي ، بهذا ، لا يستفهم بها عن الذات ،  ولهذا لا يجوز أن يقال في الله كيف. [3]   ويخرج الاستفهام بها عن حقيقته إلى معناه المجازي فيما يلي :
التعجب : (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ)28 البقرة [4] . ومن العلماء من قال في هذه الآية أن "كيف" فيها للتعجب والتوبيخ ، وللإنكار والتعجب ، وللتقرير والتوبيخ [5]
2ـ الجحد : ( كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْمًا كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ )86 آل عمران . أي لا يهدي الله..ومثلها الآية : (كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ …)7 التوبة ، أي لا يكون لهم عهد . وقال الشاعر :
كيف نومي على الفراش ولمّا = تشمل القوم غارة عشواء [6]
< وفي الموسوعة الشعرية : تشمل الشام .. والشاعر عبيد الله بن قيس الرقيات.>
3ـ التهدد( التهديد) والوعيد : (فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ…) 25آل عمران ، وعدّه بعضهم تقريعا[7]  
4ـ توبيخ وتقريع :( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ…)41 النساء [8]
5ـ إنكار واستبعاد ، وهو بمعنى النفي :( كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ..)7التوبة [9]، (وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا) 68 الكهف : استبعاد ، أي إن صبرك على ما لا خبرة لك به مستبعد[10] 
                     


[1] دراسات لأسلوب القرءان الكريم ، مصدر سابق ، ج3ص147
[2] نفس المصدر ، ج2ص410
[3] البرهان ، مصدر سابق ، ج4ص330
[4] نفس المصدر والجزء والصفحة .
[5] دراسات لأسلوب القرءان الكريم ، مصدر سابق ، ج2ص410
[6] نفس المصدر والجزء والصفحة .
[7] نفس المصدر والجزء، ص411
[8] نفس المصدر والجزء والصفحة .
[9] دراسات لأسلوب القرءان الكريم ، مصدر سابق ، ج2 ص411
[10] نفس المصدر والجزء ص413

6 - أغسطس - 2008
مسابقة دراسات قرآنية
36    كن أول من يقيّم

 
كم
توصف " كم " بأنها إما استفهامية أو خبرية ، أو تحتمل الوصفين . والمقصود بالاستفهامية التي تستعمل في الاستفهام الحقيقي ، والخبرية التي تستعمل في الاستفهام المجازي .
أغراض ومعاني وأحكام "كم" :
1ـ تستعمل لمعرفة العدد ؛ فتحتاج إلى جواب ، فينصب ما بعدها نحو : كم رجلاً ضربت؟ وتستعمل خبرية لا تحتاج إلى جواب ؛ فيُجرّ ما بعدها نحو : كم عبدٍ ملكت[1]
2ـ تستعمل الخبرية على الأغلب في غرض الافتخار والمباهاة لأن معناها التكثير[2] : (وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ) 11الأنبياء ، ( أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيم ٍ) 7الشعراء.
والتحريض على القتال واستشعار الصبر: (... كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) 249البقرة . وفي قولهم رضي الله عنهم: "كم من فئة قليلة" الآية ، تحريض على القتال واستشعار للصبر واقتداء بمن صدق ربه[3]
3ـ جاءت كم في القرءان الكريم متعينة للاستفهامية في ثلاث آيات ، ومحتملة للاستفهامية والخبرية في خمس آيات [4]
آيات كم الاستفهامية هي :
 (...قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ... ) 259البقرة
(...قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ...)19الكهف
( قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ 112 قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ ) 113المؤمنون .
 
 احتملت (كم) أن تكون استفهامية وأن تكون خبرية في قوله تعالى :
( سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ) 211البقرة
( أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ ...) 6الأنعام
( أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ) 31يسن.
( أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ ...) 26السجدة.
( أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ ...) 128طه.
4ـ يجب دخول (مِن) على ( كم) الاستفهامية و الخبرية لتفصل بين تمييزهما وبين الفعل المتعدي لئلا يلتبس ذلك التمييز مع مفعول الفعل المتعدي[5]؛ ففي الاستفهامية : (سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ) 211البقرة ، وفي الخبرية : ( وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ ...) 26النجم .
5ـ تتحد الاستفهامية والخبرية في وجوه الإعراب من جر ونصب ورفع ، والاثنتان مبنيتان على السكون[6]


[1] البرهان ، مصدر سابق ، ج4ص 328 (أبقيت أمثلة الزركشي كما هي ؛ فهي تبدو كأنها مرآة لعصره )
[2] نفس المصدر ، ج4ص328
[3] القرطبي ،الجامع لأحكام القرءان / تفسير سورة البقرة أية249.
 [4]دراسات لأسلوب القرءان الكريم ، مصدر سابق ، ج2ص396
[5] نفس المصدر والجزء والصفحة .
[6] معجم القواعد العربية ، مصدر سابق ، باب الفاء .

6 - أغسطس - 2008
مسابقة دراسات قرآنية
37    كن أول من يقيّم

مواقع كم من الإعراب : جاءت مفعولا به وظرف زمان ومبتدأ ومنصوبة على الاشتغال.([1])
أمثلة على مواقع كم من الإعراب :
كم مفعولا به : (وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ) 17الإسراء . كم في موضع نصب لأهلكنا.
وقعت كم مفعولا ثانيا : (سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ)211البقرة
وقعت ظرف زمان :(...قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ... )  259البقرة
وقعت كم مبتدأ : (قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً ... ) 249البقرة
 
أنّى
 
للبحث عن الحال والمكان، ولذلك قيل: هو(أي اسم الاستفهام أنّى) بمعنى كيف وأين ، قال الله عز وجل:( أَنَّى لَكِ هَـذَا ُ) 37آل عمران ، أي: من أين، وكيف.[2]
وأنّى : " مشتركة بين الاستفهام والشرط ففي الشرط تكون بمعنى أين نحو : أنى يقم زيد يقم عمرو ، وتأتي بمعنى كيف كقوله تعالى:( أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا)259البقرة ، (فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ...) 223البقرة ، أي كيف شئتم مقبلة ومدبرة [3]... وتجيء بمعنى من أين نحو: {أَنَّى لَكِ هَذَا}... وتكون بمعنى متى كقوله تعالى: {أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا}...< وفي الآية معنى التعجب والاستبعاد> والحاصل أنها للسؤال عن الحال وعن المكان... ، (ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ )75المائدة بمعنى كيف أو من أين ،( قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ ... ) 8 مريم ، أي من أين < تحمل معنى التعجب والاستبعاد أيضا > ، ( أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا ... ) 165آل عمران، متى أو من أين" [4] (وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَكَانٍ بَعِيدٍ )52سبأ ، من أين لهم [5] ، < وأنى لهم التناوش يمكن أن تتضمن غرض الاستبعاد> .
دراسة (أنى) في القرءان الكريم من كتاب "عضيمة" [6] :
1ـ ذكر سيبويه (في الكتاب) لأنّى معنيين : كيف ، وأين
2ـ قال الرضي ( شرح الكافية) : لا يقال : أنى زيد بمعنى أين زيد [7] ، ويُرد عليه بقوله تعالى :( أنى لكِ هذا) < من ينظر في الحاشية رقم 7 يتبين له أن الرد على الرضي غير مقنع تماما>
3ـ أبو حيان في البحر(تفسير البحر المحيط ) : أنى تأتي بمعنى متى ولكنه لم يخرّج على ذلك المعنى آية من الآيات ، بل كان يكتفي بكيف ومن أين . وقال بذلك الرضي أيضا ، وأجاز في قوله تعالى : (فأتوا حرثكم أنى شئتم) ، أن يكون بمعنى كيف ، أو من أين ، أو متى . وقال بذلك العكبري في قوله تعالى :(أنى


[1] دراسات لأسلوب القرءان الكريم ، مصدر سابق ، ج2ص396
[2] مفردات ألفاظ القرءان ، مصدر سابق ، ج1ص54
[3] في موضع الحرث(النسل) أي من حيث أمرنا الله .
[4] البرهان ، مصدر سابق ، ج4ص249ص250
[5] لسان العرب
[6] دراسات لأسلوب القرءان الكريم ، مصدر سابق ، ج1ص639
[7] (والفرق بين أين ومن أين، أن أين سؤال عن المكان الذي حل فيه الشيء، ومن أين سؤال عن المكان الذي برز منه الشيء) الإتقان للسيوطي ص180 نشرة الوراق
 

6 - أغسطس - 2008
مسابقة دراسات قرآنية
38    كن أول من يقيّم

يحيي هذه الله بعد موتها) . والأزهري في التهذيب خرّج على ذلك قوله تعالى :( قلتم أنى هذا) ، وكذلك البرهان ، والقاموس
3ـ قال الرضي : ولا يجيء بمعنى متى وكيف إلا وبعده فعل. ويرد عليه بقوله تعالى : (أنى لهم الذكرى) ، (أنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم) . قيل فيها بمعنى كيف . أهـ
                                                                                
 
                                                                                     أي
 
 
 يستفهم بها عن العاقل وغيره ، ويطلب بها تعيين الشيء ، وتضاف إلى النكرة والمعرفة نحو (... أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا …) 38النمل ، وهي لا يعمل فيها ما قبلها وإنما يمكن أن يعمل فيها ما بعدها قال الله عز وجل:( ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا) 12الكهف ، فَأَيُّ : رُفعَ بالابتداء، وأَحْصَى هي الخبر، وقال تعالى: ( ...وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)  227الشعراء،  فـ "أَيَّ" هنا مفعولٌ مُطلَق لـ " يَنقلِبون" التَّقْدير يَنْقَلِبُون انْقِلاَباً أيَّ انْقِلابٍ ، فعمل فيها ما بعدها.[1]
تحتمل (أي) أن تكون اسما موصولا في قوله تعالى : (فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا)19الكهف ، (أيها) استفهام مبتدأ ، ( أزكى) خبره ، أو (أيها) موصولا مبنيا مفعولا لينظر على مذهب سيبويه ، و(أزكى) خبر مبتدأ محذوف[2].
أضيفت (أيّ) إلى المفرد المذكر النكرة في سبع آيات منها قوله تعالى )... فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ) 185الأعراف ، وأضيفت إلى المفرد المؤنث النكرة في آيتين : (فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ)8الانفطار ، (...وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ... ) 34لقمان. وأضيفت إلى المثنى المعرفة :(... أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ ... ) 73مريم ، وإلى الضمير : (...أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا...)19 الكهف ، وأضيفت في مواقع غير التي ذكرناها . وتجريد (أيّ) من التاء مضافة إلى المؤنث أفصح من التاء : بأي أرض تموت[3] ( لا بأية أرض) .
 
 
 
 


[1] معجم القواعد العربية ، مصدر سابق ، باب الهمزة .
[2] دراسات لأسلوب القرءان الكريم ، مصدر سابق ، ج1ص671
[3] نفس المصدر والجزء، ص673ص675

6 - أغسطس - 2008
مسابقة دراسات قرآنية
39    كن أول من يقيّم

 
أين
أيْنَ الاستِفهامِيَّة: اسمُ استِفهامٍ عن مكانٍ، وهي مُغْنِيَةٌ عنِ الكلامِ الكثير، وذلكَ أَنَّكَ إذا قُلتَ: "أَيْنَ بَيْتُكَ". أغناكَ عن ذِكْرِ الأَمَاكِنِ كُلِّها، وهو سُؤالُ عنِ المَكَانِ الَّذي حَلَّ فيه الشيءُ، وإذَا دَخَلَتْهُ "مِنْ" كان سُؤالاً عن مَكانِ بُرُوزِ الشيءِ تقول: "مِنْ أَيْنَ قَدِمْتَ" وهو مبنيٌّ على الفتح في الحالات كلِّها.[1]
وأين الاستفهامية كانت في جميع مواقعها ظرفا مكانيا متعلقا بالخبر المحذوف إلا في آية واحدة لم تقع فيها خبرا للمبتدأ ؛ وإنما تعلقت بالفعل بعدها ، وهي قوله تعالى : فأين تذهبون . وجملة(أين) وما بعدها كانت في جميع مواقعها مفعولا للقول أو نائب فاعل له إلا في آية واحدة وقعت بعد الفعل (ينادي) في قوله تعالى : ( …وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي) 47فصلت [2]
ومن أغراض (أين) : الخطاب بالشيء عن اعتقاد المخاطب دون ما في نفس الأمر كقوله سبحانه وتعالى(... أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ) 22الأنعام . وقعت إضافة الشريك إلى الله سبحانه على ما كانوا يقولون لأن القديم سبحانه أثبته [3]  < (.. أين المفر) 10 القيامة ، وتحمل معنى النفي أي لا مفر
وكذلك معنى اليأس والقنوط لأن المفر يوم القيامة محال ، ويشبه ذلك قولنا في العامية : " وينَ اروحْ وينَ اَلَقّي ، وَيّا بْلادِ اللّي تَسَعْني؟! " ، ففيه معنى اليأس واضح بيّن.>
مََن
 
مَنْ الاستفهاميّة: نحو:( قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ... ) 52يسن [4] ، " والاستفهامية التي أشربت معنى النفي ومنه : ( ...وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ ... ) 135آل عمران و ( قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ) 56الحجر " [5] ، وتفيد الإنكار والتوبيخ أيضا : ( وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ... ) 130البقرة .
 
 من ذا : (مَن) تستخدم ، في الأساس ، للعاقل ، و(ذا) تستخدم لكل شيء ، وبهذا لا يجوز ان يتركب منهما اسم واحد ، أما (ما) و (ذا) فيمكن اجتماعهما ليكونا اسما واحدا هو (ماذا) . ولم يقع في القرءان( من ذا) إلا أن تتبعها ( الذي) ، أما في لغة العرب فيقع ذلك [6] .
 
(من ذا الذي ) جاءت في خمس آيات:
(مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا)245البقرة


[1] معجم القواعد العربية ، مصدر سابق ، باب الهمزة .
[2] دراسات لأسلوب القرءان الكريم ، مصدر سابق ، ج1ص668ص669
[3] البرهان ،مصدر سابق ، ج4ص55
[4] معجم القواعد العربية ، مصدر سابق ، باب الميم
[5] البرهان ، مصدر سابق ، ج4ص411
[6] دراسات لأسلوب القرءان الكريم ، مصدر سابق ، ج3ص272ص273

6 - أغسطس - 2008
مسابقة دراسات قرآنية
40    كن أول من يقيّم

(مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ... ) 255البقرة بمعنى النفي والتعظيم ولذلك دخلت إلاّ في الكلام
(...فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ) 160آل عمران يتضمن النفي
( قُلْ مَن ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُم مِّنَ اللَّهِ ... ) 17الأحزاب أي لا أحد يعصمكم
( مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ) 11الحديد < للحث على عمل الخير>
 
 (مَن) بعد العلم تحتمل الاستفهامية والموصولية [1] :
(...إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدِّارِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ) 135الأنعام
يمكن ان تكون (مَن) في الآية اسما موصولا على انه مفعول به ، أو اسم استفهام مبتدأ خبره (تكون) . وهناك آيات أخرى تقع فيها (مَن) على الوجهين .
وقع أفعل التفضيل خبرا عن (مَن) الاستفهامية في مواضع كثيرة ، وأريد بالاستفهام به معنى النفي [2]  :
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) 114البقرة
وقعت مَن الاستفهامية بعد القول وذكر جواب السؤال [3] :
(...قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ )  16الرعد  .
 وقعت (مَن) الاستفهامية بعد الفعل (سألتهم) وذكر جواب السؤال في مواضع [4] ، منها :
(وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ... ) 25لقمان
مواقع (مَن) الاستفهامية من الإعراب [5] :
مجرورة بعلى : ( هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ ) 221الشعراء ، والجار والمجرور خبر مقدم
مبتدأ خبره نكرة : ( قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلّهِ)12الأنعام .
أو الخبر اسم معرفة عند سيبويه : ( مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ... ) 14الصف.
4ـ أو الخبر جملة اسمية : ( قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ ... ) 88المؤمنون
5ـ أو الخبر جملة فعلية فعلها مضارع : ( فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدِّارِ ... ) 135الأنعام
6ـ أو الخبر جملة فعلية فعلها ماض :( قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُورًا ... ) 91الأنعام
7ـ تستعمل (مَن) للعاقل في الخبر والاستفهام والجزاء .
 
 
 


[1] دراسات لأسلوب القرءان الكريم ، مصدر سابق ، ج3 ص274
[2] نفس المصدر السابق ، ج3 ، ص278
[3] نفس المصدر ، ج3 ،ص281
[4] نفس المصدر ،ج3 ص282
[5] نفس المصدر ، ج3ص285

6 - أغسطس - 2008
مسابقة دراسات قرآنية
41    كن أول من يقيّم

أَيَّانَ
هي ظرف بمعنى متى ويختص بالمستقبل ، وهي تختص بالأمور العظام [1] ،  وفي (أيان) تعظيم ، ولا تستعمل إلا في موضع التفخيم بخلاف متى ، قال تعالى: {أَيَّانَ مُرْسَاهَا}187 الأعراف،{أَيَّانَ يُبْعَثُونَ}21 النحل،{أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ}12 الذاريات،{أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ}6 القيامة .  وهي " تستعمل في الاستفهام عن الشيء المعظم أمره " [2] . (يسأل أيان يوم القيامة) : استهزاء وتكذيب وتعنت، (يسألونك أيان يوم الدين) تكذيب واستهزاء [3]
جاءت (أيّان) خبرا مقدما في قوله تعالى : (يسألونك عن الساعة أيّان مرساها) ، وجاءت ظرفا للفعل المضارع بعدها : (وما يشعرون أيّان يبعثون) [4]
 
 
كَأيِّنْ
 
 
مر معنا أن (كأيّن) لم يعدّها استفهامية (استفهامية على المعنى الحقيقي للاستفهام لا على معناه المجازي) إلا ابن قتيبة وابن عصفور وابن مالك على وجه الندرة . و" كأيّن بمعنى كم للتكثير لأنها كناية عن العدد قال تعالى : ( وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ ... ) 8الطلاق [5]  ،< أي: وكم من قرية عتت عن أمر ربها ورسله.> " وفيها قراءتان : كائن على وزن قائل وبائع ، وكأين بتشديد الياء . قال ابن فارس ( في الصاحبي في فقه اللغة ): سمعت بعض أهل العربية يقول : ما أعلم كلمة تثبت فيها النون خطأ غيره هذه [6] < كلام ابن فارس هذا يدل دلالة بينة على أن من النحويين ، كما سبق وبيّنا ، من تطاولوا على القرءان الكريم واتخذوا من عقولهم القاصرة ، وعلومهم المخترعة التي لا تثبت على حال حكما على القرءان ، وكأنهم يرتابون في أنه وحي من الله . وكأيّن من مدّعٍ للعلم لا يفقه مقدار ثلث الثلاثة ، يتشدق بألفاظ كلها غثاثة في غثاثة . ونحن نعجب لابن فارس وغير ابن فارس كيف ذكروا أقوالا مثل القول السابق عن تخطئة كتابة ( كأين ) بإثبات النون كما وردت في القرءان الكريم! ولو قالوا : إن رسم المصحف رسم اصطلح عليه في عهد تدوين القرءان ، وانه ليس توقيفيا ، لقلنا لهم : هبوا ما تقولون صحيحا ، فهل قواعد كتابة اللغة التي قعدتموها أعلى منزلة وأعظم شأنا وأصحّ رسما مما كتبه الصحابة ، والنبي ، عليه الصلاة والسلام ، بين ظهرانيهم ؟! والاصطلاح الشرعي لا مُشاحّة فيه ، ولو كانت كتابة (كأين) في  المصاحف تخالف الشرع ما كتبوها كما كتبوها ، ولو جاز أن تكتب على شكل " كأيٍّ " لكتبت >. جاء في تفسير القرطبي ما يلي : " و"كأين" بمعنى (وكم). قال الخليل وسيبويه: هي (أيّ) دخلت عليها كاف التشبيه وبنيت معها فصار في الكلام معنى (وكم) وصورت في المصحف نونا ؛ لأنها كلمة نقلت عن أصلها فغير لفظها لتغير معناها ، ثم كثر استعمالها فتلعبت بها العرب وتصرفت فيها بالقلب والحذف..." [7] ،< وهذا هو القول المعقول ؛ فأين من قالوا بالتخطئة منه؟! واعجب أيها القاريء الكريم أكثر من عجبك مما حكاه ابن فارس حينما تقرأ بعد قليل ما جاء في تفسير القرطبي حول : " إن هذان لساحران " . والملاحظ في ما تورده الكثير من الكتب السابقة أنه يختلط فيه الغث بالسمين ، وكأنّ هم المصنف جمع العدد الأكبر من الأقوال والروايات التي يمر عليها مرور الكرام مكتفيا بإيرادها دون التعقيب عليها ولو كانت من سخيف القول المعادي للدين . >


[1] دراسات لأسلوب القرءان الكريم ، مصدر سابق ، ج1ص669
[2] البرهان ، مصدر سابق ، ج4ص251
[3] دراسات لأسلوب القرءان الكريم ، مصدر سابق ، ج1ص670
[4] نفس المصدر والجزء والصفحة
[5] البرهان ، مصدر سابق ، ج4ص311
 [6]نفس المصدر ، ج4ص312 ( نقلا عن ابن فارس الذي توجد ترجمته وكتابه " الصاحبي في فقه اللغة" في مكتبة الموسوعة الشعرية ، الإصدار الثاني ، المجمع الثقافي ، أبو ظبي )
[7] تفسير القرطبي ، ص805 ، مكتبة الوراق التراثية .

6 - أغسطس - 2008
مسابقة دراسات قرآنية
 11  12  13  14  15