هل كان ما تنبأ به الرسول، صلى الله عليه وسلم، لنا قدراً لا فكاك لنا فيه يصحبنا إلى يوم القيامة، تتضاءل فعاليتنا في اطراد عكسي كلما ازداد عددنا؟ أم هو سنة من سنن الله تعالى وقوانينه في تداول الحضارات بين الأمم؛ بزوغِها وصعودِها، واسترخائها وأفولها.. وهل في سنن الله تعالى وقوانينه فرصةٌ لاستئناف أمة خرجت من دورة الحضارة أن تعود إليها، فيستعيد كل فرد فيها قيمته وقدرته ليصبح رقماً موجباً فوق الصفر، بعد أن كان غثاءً كغثاء السيل؟! هاهوذا الجواب يأتينا في قانون آخر من قوانين الله تعالى التي تتعاضد لتؤكد لنا ترتيب الأسباب على المسببات، واعتماد النتائج على المقدمات : ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [ الرعد 13/11] ،﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ وَإِنّا لَهُ كاتِبُونَ﴾ [ الأنبياء 21/49]. أنت تعيش الآن عصر المعرفة وثورة المعلومات والاتصالات، تستطيع من خلالهما أن تخاطب الملايين وتتواصل معهم.. تستطيع من موقعك أن: 1-تَدرسَ قضيتك بعمق، بكل أبعادها؛ جذورها، ومآلاتها.. كيف بدأَت؟ وكيف تسللت؟ وأين كان الخلل؟! 2-تُنظم وتشارك في حلقاتِ دراسة ومناقشة، في أي مستوى تقدر عليه: الأسرة، الأصدقاء، المراكز الثقافية، الوسائط الإعلامية.. 3-تبقى على صلة بالمعلومات المتعلقة بقضيتك، وتحيط الآخرين علماً بها، فمعرفتك تقابل الجهل واللامبالاة.. 4-ترتدي زِياً أو ترفع شعاراً يرمز إلى قضيتك.. 5-توجّه رسائل احتجاج أو تأييد مُعدَّة بعناية؛ لمرتكبي الجرائم بحق قضيتك، أو للمدافعين عنها، وبلغاتهم، إن كنتَ تتقنها، أو تستعين بمن يُتقنها.. 6-تغتنم أي فرصة للتحدث عنها، ولإثارتها في كل لحظة، ومن دون مناسبة، ومع كل إنسان.. لتكن قضيتك هاجسَك.. 7-تحثّ أصدقاءك على فعل ما تفعله؛ كُلاً بأسلوبه، تأكيداً لصدقية التنوع والتعدد وتجنباً للتكرار الممل.. 8-تصومَ تضامناً مع المجوَّعين، فتوفِّر ثمن وجبةٍ؛ تتبرع بها لإطعامهم.. 9-تمتنعَ عن شراء حاجةٍ، مشاركةً للمحرومين؛ تتبرع بثمنها لسَدّ حاجاتهم.. 10-تُقاطع، وتحرّضَ من يلوذ بك على مقاطعة بضائع المعتدين ومن يناصرهم ويواليهم.. 11- تنظم استفتاءات حول قضيتك، بالوسائل المتاحة لك؛ شفهياً، أو كتابياً، أو إلكترونياً.. لترصد وتقيس مدى نجاحك في جمع التأييد والنصرة لقضيتك.. 12-تجهز أرشيفاً، وتفتح ملفات ورقية أو إلكترونية، تعينك على الوعي بقضيتك.. 13-تكتب مذكراتٍ ويوميات لمراقبة تطور قضيتك، ولقياس ما تحقق لك من أهدافك.. 14-تُبقي على قضيتك حاضرة في ذهنك، وفي أذهان الآخرين، ولا تدع عدَّوك يرتاح ويضلِّل. 15- لا تستخفَّ أو تستصغرْ جَهدَك، فإنما الأعمالُ بالنيات، وسيبارك الله جُهد المقلّين، ويجعل منه الكثير المؤثر بإذنه.. 16- تستخدم مواهبك الخاصة لدعم قضيتك: فإن كنتَ قانونياً فلتحرك دعاوى ضد المجرمين أعداء القانون الدولي، وإن كنتَ ممثلاً فأنشئ مسرحاً متنقلاً في الشوارع يفضح العدوان، وإن كنت شاعراً نثرت قصائدك، وإن كنتِ تحوكين الملابس فأرسلي قبعات لأطفال غزة.. اللهم اِجزِ خيراً مَن كتب وقرأ وطبّق ودعا... |