مرحبا بروح الحب .. كن أول من يقيّم
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنام وآله وصحبه العِِظام ... أما بعد ... مرحبا بروح الحب .. لماذا أستشعر شروق الشمس في أوردة الكلمات حارا ، متدفقا كا لحياة ..، يكاد يحترق به السكون ويتأرج به صدر الحكايات المبهمة على ضوء القناديل المعلقة في رحابة الانتظار ..??!!! لماذا أستشعر صهيل الأشواق أصيلا في حنجرة الصدق ..??!! أترى معي أشرعة الحنين تزجيها تنهيدة البوح السخي تتجه شرقا فيعلو إيقاع النبض المتلفع ببرودة الموت ...!!، وتدب الحياة أغنية شجية ترقص على أنغامها النوارس .. لكن نورسا واحدا هزج بها أكثر من غيره ...!! أتعرف لماذا ..? لأ نه شعر أنه وحده معني بها ..!! أتدري .. أستشعر طفلا حييا يختبئ خلف أحجية الحروف ..!! يتأرجح في الحاء ، وينام قرير العين في الباء .. ما أحلاك ..!! وما أحلى كلماتك المعبرة ..!!! وما أحلى هذا الانشطار اللذيذ ..كما وجه الأرض ليتيح الحياة لبذرة صغيرة مطمورة ، تنمو وتظهر لضوء الشمس الحاني لتتحقق معجزة الخلق وآية الإبداع ..!! وهذا النورس لم يكن يوما بعيدا .. كان في الأماني .. والرؤى ..والأحلام السائحة في عوالم الوجود المنظور وغير المنظور .. كان مختبئا في الحنايا المنهكة ..والأفئدة المكلومة ..والمرايا المشروخة ..والزوايا المعتمة .. كان منكفئا على الجراح يخيط منها أجنحته وينتظر فرصة ...فرجة ..يمد من خلالها أجنحته ويحلق .. ويالها من دمعات غاليات .. ربما لها نكهة الحياة والرِّي والصفاء ، لأنها بنكهة وجدانك النقي ، ولكن لا أعتقد أن الشاعر فهم هذا الأمرعلى حقيقته حينما قال لمحبوبته : ياظبية البان ترعى في خمائله ليهنك اليوم أن القلب مرعاك .. الماء عندك مـبذول لشاربـه وليس يرويك إلا مدمعي الباكي ..!!! وفي عالم النوراس نحلم بأعين مفتوحة حيث يعاد صياغة الآمال والأحلام ، وحيث نقترب من أنفسنا اقترابا حبيبا ، حميما ، نتعلم كيف ندافع عن حقنا في الحب ، والعشق ، والتلون بألوان الطيف المبهجة.... نحاور فراشات الربيع الزاهية حوار فن وجمال ، ونتتلمذ في مدرسة أمّنا الشمس ، كيف نشرق كل يوم رغم أحزاننا ، فنهب الدفء والحنان والضياء ، وكيف نطهر مسام عقولنا ، كما أرواحنا وأجسامنا .. ونتعلم من همس البحيرات الناعمة نعمة البوح الهادئ وبَرَكة السكينة .. ونتعلم أكثر فن احترام الحزن .. أتحب قواقعى ..??!! أرجوك أحبها ..وخذها تذكارا ..وتعلم منها فن الوشوشة الوادعة ينسيك عبوس الأيام االقاحلة .. لاتُنسيني ..سآخذك إلى حقول القمح المذهبة ، وسأهديك قمحة عزيزة أبية كروحك .. وسأدلك فيه أين أخبَّئ أحزاني .. وأهمس في أذنك بأسراري الصغيرة البريئة .. وسآخذك معي إلى الكهف المسحور حيث تدور الخرافات والحكايا الغامضة عن أصل الحزن ومنبع الفرح ..!! مرحبا بك حرا طليقا محبا محبوبا في عالم النوارس .. |