البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات زهير ظاظا

 108  109  110  111  112 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
سراة الوراق    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

قائمة بأسماء سراة الوراق، مرتبة حسب الأبجدية يضاف إليها من بعثنا إليهم برسائل، ونسينا إثبات اسمه هنا وننبه إلى أن هذه القائمة مفتوحة، نضيف إليها من وقت إلى آخر من تأتينا رسالة بترشيحه، أو نكون قد نسينا إثبات اسمه.


الأستاذ أبو النصر

الأستاذ إسماعيل الربيعي

الأستاذة إلهام

الأستاذة أم الرضا

الأستاذ جميل لحام

الأستاذ جوزيف

الأستاذ حسن زيتون المنجد

الأستاذة ختام محمود نصر

الأستاذة خولة

الأستاذ داود أبا زيد

الأستاذ الزبير مهداد

الأستاذ زين الدين

الأستاذ سامي محمد خاطر

الأستاذ السعدي

الأستاذ سعيد الهرغي

الأستاذ سلطان بن مبارك أبو هاجر

الأستاذة سلوى

الأستاذ سليمان أبو ستة

الأستاذة شفاء

الأستاذة صبيحة

الأستاذ الطيب

أستاذتنا ضياء

الأستاذ عبد الحفيظ

الأستاذ عبد الرؤوف النويهي

الأستاذ عبد الكريم محمد حسين

الأستاذ عبد اللطيف

الأستاذ عبد الله

الأستاذ العتيبي

الأستاذ علاء الدين الصغير (الحلبي)

الأستاذ علي النمر

الأستاذ عمر عمر

الأستاذ عمر الكحلاوي

الأستاذ عمرو علي بركات

االأستاذة فاطمة

الأستاذ فهد

الأستاذ لحسن بنلفقيه

الأستاذة لينة ملكاوي

الأستاذ محمد أبو القاسم

الأستاذ محمد جبر سلومة

الأستاذ محمد عبدلة

الأستاذ محمد الغضبان

الأستاذ محمود الدمنهوري

الأستاذ محمود نقيسة

الأستاذ مروان عطية

الأستاذ معتصم زكار (المدير الفني للوراق)

الأستاذ منصور مهران

الأستاذ مهدي

الأستاذ وحيد

الأستاذة وفاء

الأستاذ يحيى باشا رفاعي بك سرور

الأستاذة يمامة 
 

 

 

1 - مايو - 2006
إعلان عن مشروع سراة الوراق
هدية من أمي لضياء خانم    كن أول من يقيّم

أنا متحير كثيرا يا أستاذتي ضياء من مشكلة الصورة، فإن أمي اتصلت بي وقالت إنها تريد أن ترى ضياء قبل أن تموت، وحدثتها عنك كثيرا، وهي تهديك هذه المواويل مما تحفظه من مواويل بكر المصطفى. وكانت أمي حبيبة عمتي (سارة) كما ذكرت لك في بطاقة سابقة، وعمتي سارة زوجة أبي شاكر خالد حبيب (ت 1973م) أشهر الكركوزاتية في دمشق، وهو ابن عمة جدتي أيضا، وأخوه أبو صياح مشهور أيضا بهذه الصنعة، وكان أبوهما علي حبيب (ت1914م) شيخ الكار، ورثه عن آبائه في سلالة عمرية، معروفة من عصر ابن تيمية في دمشق، وقد زرت بيتهم بصحبة والدي عام 1997م فرأيت تراثا ضخما من جلود خيال الظل، منها ما يعود إلى أكثر من 600 سنة، وكان والدي يحفظ معظم بابات أبي شاكر، وأما الموال الذي تهديه أمي لحبيبتها ضياء فهو هذا:

يـا  بـلبل الروض لي غنى iiنواحينا والله  يـا قـوم شـرفـتـو iiنواحينا
طرابلس ونابلس وسبعْ براجْ عل مينا بـيـروت  ست الملاح صيدا iiتسلينا
رحـنـا على الشام وقلنا الشام iiتكفينا جـارت  عـلينا الليالي وبعنا iiطواقينا
ومن المواويل الطريفة التي أوصتني أمي أن أحملها لضياء خانم هذا الموال الذي أنشده بكر المصطفى في الجامع الأموي في دمشق لما عينه السلطان إماما =والعهدة على أمي=:
شاب العذارْ يا خليلي من مُقابلتْ الوِزَر وَعْيانْ
فـيـن الـشـباب اللّي تنادي بصوت وعيانْ
لاضرِبْ بسيفي على أد ما تطول إيدي iiوتصِلْ
يـخـسا خسيس الندل إيدو فوق راسي iiتصِلْ
أنـا  الـمـنـية تحوش العدو قَبلْ ما iiيوصلْ
شـاروا بـقتلي جميعْ وزارها وعيان .. iiياباه
شرح المفردات: وعيان في البيت الأول تعني (يقظ) وفي البيت الثاني من المعاينة، وفي القفلة تعني: الأعيان.
ومما حفظته من مواويل بكر المصطفى قديما من أمي:
راخي العذار فوق جبينه نرجس وما شا الله iiعليه
مـا عـدت طيق iiالجفا يـا مـنيتي داخل iiعليه
عـلـمتني نوح iiالحمام وسـقيتني صافي iiالمدام
زرنـي ولـو في المنام رايـتـي البيضا iiعليك
وأقول أيضا والشيء بالشي يذكر: ليس فقط أبو شاكر قريبنا، بل السبع بحرات أيضا وهي أكبر معلم في دمشق نفذها هي وشارع بغداد جدي لأمي المهندس عثمان طورسون الذي استدعاه شاه إيران في الأربعينات فنفذ عدة مشاريع فيها. وأحتفظ بوثائق حول كل هذا.

1 - مايو - 2006
البنت التي تبلبلت
مشروع شاعر    كن أول من يقيّم

عندما أتذكر أيامي الغالية في المعهد الشرعي للدعوة والإرشاد بدمشق يلوح لي أنني كنت في نظر القائمين على هذا المجمع (مشروع شاعر) وربما كان ذلك بتخطيط من كفتارو رحمه الله، الذي خصني بساعة كل يوم أحد، أزوره فيها في مكتبه في دار الفتوى، ويكون كل حديثنا عن الشعر، وما هو الشعر الذي ينتظره مني الناس، وبقيت أتردد عليه في هذه الجلسة الخاصة مدة عامين. وكان قد أقام على تربيتي شيخين جليلين، هما الشيخ بشير الرز (سلمه الله) والشيخ محمد سعيد بغدادي (حفظه الله) فأما الشيخ بشير الرز فيعود له الفضل الأكبر في العناية بموهبتي والسهر على صقلها وتوجيهها الوجهة الحسنة، وأما الشيخ سعيد بغدادي فلولاه لكنت ضعت في ظلمات الحياة، فهو الذي كان يمد لي يد العون بشتى أنواعه، ويأخذني إلى بيته، ويفتح لي مكتبته، ويقول لي: خذ ما تريد يا زهير.

وكان هو مديرنا في المعهد، فأوعز للأساتذة أن يتركوني وشأني متى أردت الخروج من الصف، لأنني لا أخرج إلا لكتابة قصيدة، فأختار زاوية نائية من زاويا المعهد وأكتب القصيدة، ثم أعود إلى الصف، ثم كان الأساتذة عندما يقدمون لنا ورقة الفحص، يقول الأستاذ: (أما أنت يا زهير فأجب على السؤال كذا، بعشرة أبيات وخذ العلامة التامة) وكانت المفاجأة التي لا يزال بريقها يلمع في عيوني لما قررت إحدى قصائدي في المنهاج الدراسي، على كل المعهد، بما فيهم صفنا، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل، جاءتنا هذه القصيدة في الفحص النهائي: (اذكر قصيدة الشاعر زهير ظاظا و...إلخ) وصار الطلاب يصفرون ويصفقون، وأحدهم واسمه نضال رنكو ينادي : (بص شوف زهير بيعمل إيه) وكان الأستاذ الذي يدرسنا قصيدتي هو صاحب دار الرشيد الأستاذ الأديب محمد حسن الحمصي. وقد نوهت هنا إلى هذا الفضل الذي اختصتني به هذه الجماعة الطيبة، لأنني أخشى أن يفهم من بعض شعري أنني أعاديها، ولا والله، يأبى ذلك ما فطرني عليه الله من محبة الوفاء وكراهية الجحود، وإن كان لم تعد تربطني بهذه الجماعة إلا أواصر الصداقة، حيث لا تزال معظم أصدقائي في دمشق من أبنائها.

وأعود هنا لأتذكر حياتي الأولى مع الشعر، والتي بدأتها في حضن أمي (مد الله بعمرها) والتي كانت تحفظ (ألف ليلة وليلة) عن ظهر قلب، فتجتمع أقاربنا في بيتنا كل مساء للاستماع إلى أمي وهي تروي لهم حكاياتها. وكان لها أسلوبها الخاص في قراءة الشعر، حيث كانت تغنيه لنا غناء، فكان غناؤها ذاك هو إيقاع شعري حتى اليوم. وما زلت حتى هذه اللحظة أسمع منها ما لم أسمعه من قبل، وكلما اتصلت بي على الهاتف تقول لي (خذ هذه) فتنشدني بيتين أو ثلاثة، من نوادر الشعر.

ثم إنني اليوم أتذكر أساتذتي في المرحلة الابتدائية فأكاد أجزم أنني كنت أحفظ من الشعر أكثر منهم مجتمعين، ما عدا الأستاذ الفذ (محمد حوا) الذي درسنا في الصف الرابع، فكان عجبا من الأساتذة، وأحسب أنه كان ينفق علينا كل راتبه، وقد حفظنا على يديه من نوادر الشعر =خارج المنهاج= ما يطول ذكره، ولكنني أكتفي بأن أقول إنني حفظت من فمه قصيدة محمود غنيم (وقفة على طلل) وهي زهاء خمسين بيتا، فكان يأمرني أن أصعد جبل قاسيون وأنشدها، ويقول لي: عندما تبلغ هذا البيت يجب أن يسمعك الجامع الأموي، وهو قول غنيم:

وانزل دمشق وسائل صخر مسجدها عـمـن بـنـاه لعل الصخر iiينعاه

وكنت كسولا جدا في حفظ الشعر المفروض علينا، بل لا أسيغه أبدا، وأذكر أنني كنت في الصف الثالث وأخي في الصف السادس، فكنت آخذ كتابه وأقرأ ما فيه من الشعر، وأشربه مثل الماء، وكانت فيه قصيدة (الحطاب والموت) وهي من روائع الشعر، حفظتها كلها ولا أزال، ولكن كانت الكارثة أنه عندما صرت في الصف السادس تغير المنهاج ولما فتحت الكتاب ولم أر القصيدة اسودت الدنيا في وجهي.

وأما الشاعر الأول الذي بسط جماله وفتنته على قلبي، فهو بلا شك عنترة العبسي، إذ كنت في أيام العيد أحضر فيلم عنتر بن شداد، بطولة فريد شوقي، كل يوم ثلاث مرات، حتى حفظت كل شعره في الفيلم، وكنت وقتئذ في العاشرة، آخذ معي شقيقي الأصغرين، وكان أحدهما في الثانية من العمر، والآخر في الخامسة. ولا أزال أحتفظ بصورة دفعت ثمنها للمصور من عيديتي وتصورنا في المرجة برفقة بعض الجيران بعد خروجنا من فيلم عنتر.

لم أستطع حتى اليوم أن أجمع شعري، وكلما سألني سائل لم لا تجمع شعرك أحس بالاضطراب وأرغب بعدم الجواب. وأريد هنا أن أختم هذه البطاقة بتقديم أسمى آيات الامتنان والعرفان لسعادة الأستاذ محمد السويدي (صاحب الوراق وراعيه) على ما أكرمني به من تعليق قصيدتي (قصر الشعر) في المجمع الثقافي منذ نيسان 2004م  وذكرتني هذه القصيدة بطرفة وهي أن ولدي فداء طلب مني قصيدة عن مدرسته وكان في الصف الرابع الابتدائي، ومدرسته هي مدرسة الفارابي في أبو ظبي، فكتبت له قصيدة جميلة جدا، لأنني قفيت الشطر الأول على وزن الفارابي، وأولها:

مدرسة الفارابي يا شعلة iiالذهب

وألقى فداء القصيدة، ولكنه بعد أسبوع جاءني وهو يبكي بكاء مريرا، فسألته عن سبب بكائه ? فقال لي بصوت متقطع: (علقوا القصيدة في المدرسة) فقلت له: وهل هناك خبر أحلى من هذا الخبر? فقال لي: ولكن كتبوا تحتها أنها تقدمة ابن الأستاذ (الفلاني) ولم يذكروا اسمي نهائيا. فقلت له: والله في هذه معك حق يا ابني.

 

1 - مايو - 2006
البنت التي تبلبلت
الإماراتية العاشقة    كن أول من يقيّم

هذه قطعة من قصيدة تقع في زهاء ثلاثين بيتا، لا أريد أن أذكرها بتمامها، وهي من نوادر معلقاتي =الكثيرة جدا= في بيوتات الإمارات.
ولم أكن أعلم عندما ذهبت للحديقة لأكتب هذه القصيدة أنني على موعد مع الدموع، التي كسرت ظهري، وسببت لي مرضا ما زلت أعاني منه حتى الآن، وكان ذلك في خريف عام 1998م وأنا والله  لا أذكر أنني بكيت في حياتي كلها، أيا كان السبب، كما بكيت أثناء كتابة البيتين: (آثارك اليوم) والبيت الذي يليه. فتركت القصيدة وبكيت زهاء ساعتين. وكانت الدموع تخرج من أنفي وعيني وفمي. أكتب هذه الكلمات الآن والدموع تطفر من عيوني أيضا.
ولكنني مع كل هذا لا أعرف من هي صاحبة هذه القصة، ولا سمعت صوتها، وإنما حكى لي قصتها أحد أصدقائي، ورجاني أن أكتب له قصيدة تعلقها في غرفتها تحت صورة محبوبها التي كتبت هي تحتها معنى البيتين الأول والثاني من هذه القطعة.

علقت  رسمك محفورا على خشب بـالـنار،  يا تاركي فيها iiلأنساكا
ولو نظرتَ إلى عيني حفرتُ على سـواد  عـيني تباريحي iiوذكراكا
قـال الـغـوافل: من هذا فحيرني مـاذا  أجـيبُ وفي عيني مُسمّاكا
فـكلما  قيل من هذا وضعتُ iiيدي عـلـى  عيون من الدنيا iiمراياكا
والله  مـا نظرت عيني إلى فرس إلا  تـمثلتُ في المضمار iiمجراكا
تـجري وقلبي على أعرافها iiفرحاً يـكـاد يخرج من صدري iiليلقاكا
آثـارك اليوم أغلى ما ملكت، iiوقد جـمـعتها عنك من هذا ومن ذاكا
أحـنـو  عليها وأدنيها إلى iiكبدي فـكـيـف  لو أنها كانت iiهداياكا
وقـفتُ أنظر من فرقي إلى iiقدمي لـمـا  نظرتُ إلى أحلى iiصباياكا
تـعطى السعادة من كانت لها قدرا فاضحك كما شئت من أقدار iiدنياكا

2 - مايو - 2006
البنت التي تبلبلت
غذاء للمرض    كن أول من يقيّم

الجمعة 10/ 10/ 1978

قال: لما تعرف شيخنا الوالد على الشيخ عيسى الكردي كان الوالد من كبار العلماء، وكان الشيخ عيسى من كبار العلماء العارفين في بلاد الشام، فأمره بترك الاشتغال بالعلم وتدريسه، وأن ينقطع إلى ذكر الله ليل نهار. فترك كل شيء، حتى قراءة القرآن. وكان مثل الشيخ في ذلك مثل الطبيب ينهى المريض عن أطايب الطعام، ليس لعدم منفعته، ولكن لعدم قدرة المريض على الانتفاع به، لأن الغذاء في جسم المريض غذاء للمرض وليس للجسم. فكان الشيخ الوالد يقول: فلما رجعت بعد تلك المدة إلى قراءة القرآن صار القرآن يسري في خلقي كما يسري النور في العين.

3 - مايو - 2006
عبير النقشبندية
بكاء العارفين    كن أول من يقيّم

الجمعة 18/ 12/ 1979

قال: سمعت الشيخ الوالد يقول: دخلت على شيخنا الشيخ عيسى الكردي رحمه الله ورضي عنه فوجدته يبكي، فجلست انتظر التفاتته إلي.. فلما سكن ما كان فيه سألته عن سبب بكائه ? فقال: أبكي على أنني ما عرفت ضعف إيماني حتى اليوم. فقلت له: يا مولانا نحن ما عرفنا حقيقة الإيمان إلا بصحبتك ? فقال لي: هو ما سمعت، فقلت له: ومن أين عرفت ذلك ? فقال: تصدقت اليوم بصدقة فلم أبرح من مكاني حتى ردها الله علي عشرة أضعاف. ثم غلبه البكاء فبكى. فقلت له: ثم ماذا ? فقال: يا ولدي وهل بعد هذا ضعف في الإيمان، ? لو علم الله في قوة الإيمان ما عجّل لي الثواب بهذه الصورة.

3 - مايو - 2006
عبير النقشبندية
كيف نعمل بالقرآن    كن أول من يقيّم

الجمعة 27/ 12/ 1979
قال: لما كان شيخنا في مرضه الأخير دعاني وقال لي: إن لنا على عمك فلان أربعين ليرة ذهبية، وقد رد إلينا منها ثلاث عشرة ليرة، فانزل إلى كاتب العدل وسامحه بالباقي. وكان يمكن أن نشتري بالباقي في ذلك الوقت بيتين مثل بيتنا، فقلت له: أليس أولادك الصغار أحق بذلك ? فقال: يا ولدي فما نفعل يوم القيامة بقوله تعالى (وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة) فقلت له: ننظره حتى يتمكن من ذلك، قال: فما نفعل بقوله تعالى (وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون) دعنا نعمل بها في عمرنا ولو مرة واحدة. فلما رأيت العزم منه على ذلك نزلت من غدي إلى كاتب العدل وتنازلت عن بقية القرض، فضاعفه الله تعالى لنا في الدنيا أضعافا مضاعفة (إن الله لا يضيع أجر المحسنين)

3 - مايو - 2006
عبير النقشبندية
رائحة المسك    كن أول من يقيّم

6/ 3/ 1980م
قال في صدد حديثه عن تقاعس أثرياء المسلمين: (كان سعيد باشا شمدين جد عبد الرحمن باشا اليوسف لأمه يملك غالب القرى من القنيطرة إلى فلسطين، مع ما له من الأملاك في الغوطة، وكان شيخنا =أي الشيخ أمين= يذكره بالخير والصلاح وأعمال البر والتقوى. وكان قد أجرى الأرزاق لكل عالم من علماء الشام، فلما توفي والد شيخنا يعني جدي، حجبوا المعاش عن أبنائه، فذهب الوالد بصحبة عمي الشيخ صالح، وكان الوالد أمرد، لم يطرّ شاربه، فلما دخلوا قصر سعيد باشا قال الباشا: من هذا الشيخ الصغير ? فقيل له: ابن الشيخ موسى. وتقدم الشيخ أمين وقال له: (يا باشا كيف تقطعون المعاش عنا ونحن طلاب علم ? فقال الباشا: وكيف نعلم أنكم طلاب علم ? فأخذ الشيخ في قراءة عشر من القرآن، وكان حسن الصوت عذب القراءة. قال الشيخ أمين: فلما انتهيت من العشر نظرت إلى الباشا فإذا دموعه تقطر من لحيته، ثم دعا بوكيله، وأمره بإجراء معاش الشيخ موسى على أولاده، وقال للشيخ أمين: وأنت أيضا كل يوم تجيء إلى عندنا وتسمعنا عشرا من القرآن، وإذا لم أكن هنا تأتي إلى حرستا، وإذا لم أكن في حرستا تأتي إلى دوما. وقال لوكيله: أعطه حمارة بيضاء، وكانت في ذلك الوقت من أفخر ما يركب، تقيّم بثلاثين إلى أربعين ليرة ذهبية. وكان الشيخ أمين وقتئذ أمرد، ما سال على وجهه عذار، فلما أنشأ الباشا جامعه في آخر الجهة الشرقية من ركن الدين، تشوفت مشايخ الشام إلى أن يعهد إليها به، وكان الشيخ أمين قد تأخر عن اجتماعهم في قصره، فلما أتى وهو راكب حمارة الباشا البيضاء قال الباشا: جاء إمام جامعنا. قال =أي الشيخ أمين=: وكان يقول لي الباشا: (اختر من تشاء من بنات الشام وأنا أزوجك إياها)
قال: وكان شيخنا في مرتبة العشق من طلب العلم، فاعتذر من الباشا بالاشتغال بالعلم، ثم كان فيما بعد يلوم نفسه على اعتذاره.
قال: ثم إن قبر الباشا انخسف بعد عام من وفاته فكانت رائحة المسك تفوح من القبر

3 - مايو - 2006
عبير النقشبندية
فروة نادرة    كن أول من يقيّم

22/ 5/ 1980
قال: كان عمي الشيخ صالح قد بدأ سلوكه على الشيخ عيسى الكردي، وأتم سلوكه على الشيخ أمين الزملكاني، فكان مرة يعبر سوق الحميدية فرأى فرّاءً وبيده فروة نادرة، فاشتهاها أن تكون لشيخه، فسأل الفراء عن ثمنها فقال بعشر ليرات ذهب، وكانت العشر ليرات في ذلك الوقت تكفي للزواج على أتم وجه. ولم يكن يملك غير ثلاث عشرة ليرة، فاشتراها وبقي معه ثلاث ليرات. وحملها إلى الشيخ أمين الزملكاني. فقال له: ما هذا يا ولدي ? فقال: سيدي، فروة رأيتها في السوق فاشتهيتها لك. فلبسها الشيخ فأعجبته وقال له: (ولكن الفروة لا تلبس بلا وجه قماش). فذهب الشيخ صالح من فوره إلى السوق واشترى قماشا للفروة، ودفع ثمنه ثلاث ليرات ذهبية، وعاد، لا يملك لا أحمر ولا أبيض. قال: فكان يحكي لنا أنه لما عاد إلى (ببيلا) وكان خطيبا فيها، لم يستقر به المجلس حتى دخل عليه أحد إخوانه وكان من وجهاء البلدة، واسمه (عطا الضبع) فقبل يده ووضع صرة بين يديه، وقال: هذا كل ما أملك، وكان في الصرة ألف ليرة عثمنلية. فقال له الشيخ صالح: وما الذي تريد أن تصنع به ? فقال: هو هدية لك، تجعله حيث شئت، فأبى الشيخ صالح أخذها، وأصر صاحبنا على ذلك. ولم يزالا يتراجعان حتى انتهوا إلى أن أخذ الشيخ صالح منها مائة ليرة وأعاد إليه الباقي.

3 - مايو - 2006
عبير النقشبندية
اعمل مع من لا تعجز ميزانيته    كن أول من يقيّم

19 / 6 / 80
قال: أتى إلى شيخنا مدير الأوقاف وكان برتبة الوزير آنئذ، وعرض عليه الوظيفة فاعتذر الشيخ، فقال له: نجعلها للشيخ أحمد، فأخذني معه، وبعد ستة أشهر اعتذروا لنا بعجز الميزانية، فلما رآني الشيخ قال: يا ولدي اعمل مع من لا تعجز ميزانيته.
قال: ومات الشيخ وما ترك لنا لا أحمر ولا أصفر ولا أبيض. ما ترك لنا إلا حبنا له وبرنا به.

3 - مايو - 2006
عبير النقشبندية
 108  109  110  111  112