البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات زهير ظاظا

 107  108  109  110  111 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
وشكرا لك ولكن    كن أول من يقيّم

وشكرا لك يا أستاذ عبد الرؤوف، ولكن ما رأينا تعليقك على القارب الذي صنعناه لك، ما هو رأيك هل ركبته.

20 - أبريل - 2006
البنت التي تبلبلت
شكرا للأستاذ عبدلة    كن أول من يقيّم

شكرا للأستاذ محمد عبدلة من مراكش ولكنه يبدو لم يقرأ قصيدتنا عن مراكش في دوحة الشعر، والتي منها:

مراكشٌ يا iiهوى يا ليتها لي وطن

22 - أبريل - 2006
البنت التي تبلبلت
فادي: مسك الختام    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

فـادي سـلامـا من عبير iiالوادي مـا  زلـت أحـمل شوقه وأنادي
غـازلـت كـل الرافلين iiبحسنهم لـم يـبـق إلا أنت في iiالمرصاد
مـسـك  الختام وقد تركتك iiعامدا إذ  كـنت من إرمي وذات iiعمادي
كـلـفـت أوكـرانيا، ويبدو iiأنها لـم تـكـتـرث بمحبتي iiوودادي
لـو  كـنت صيادا رميت iiنجومها لـتـصـيـر أوسـمة لبزة iiفادي
الـنـاعـم  الأخـلاق لـولا iiأنه رجـل  يـخـاطبني لقلت iiفؤادي
بـلّـغ  تـحـيـتنا الملاك iiوباقةً تـجـري دمشق وراءها iiبسوادي
مـا  كـان في ظني أطوّل iiغربة حـرمت صغاري من خيال بلادي
لا شيء أصعب من دمشق أزورها يـومـا ومـا لـعبت بها iiأولادي

25 - أبريل - 2006
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
مرحبا    كن أول من يقيّم

ضـيـاء  مـعلمتي iiمرحبا أجـبـتك  مضطربا iiمُرعَبا
أجـبـتـك لكنني ما فهمت وما  زلت أحمل عقل الصبا
ومـا أطيب النصح iiأرسلته ومـا أعذب الرفق ما iiأعذبا
ولـكـن  شـعري بما iiقلته يـسـيـر بهم مذهبا iiمذهبا
وأدعو إلى الحب لا للخصام وأهـفـو  كطفلي لأن iiألعبا
وإن كـان يوجد خلق iiرقيق يـسير  كظلي فريح iiالصبا
وليس  السياسة من iiصنعتي أصـاب  مـراقـبها أم كبا
ووالله يُـذكَرُ عندي iiالوزير يـسـمّـى  فأحسبه iiمطربا
تـبـيـن لـي أنني iiشاعر وإلا عـن الـحب لن iiأكتبا
وقـدما  وقفت أغني iiالنشيد فـقـلـت بـآخـره iiمتعبا
فـمـنا  الوليد ومنا iiالرشيد ومـنـا  مـؤسسة iiالكهربا

26 - أبريل - 2006
البنت التي تبلبلت
نويهية    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

عـرفنا  iiالسببْ فـزال iiالـعجبْ
ومـن ذا iiالـذي يـبـيع  iiالعنب
فـيـا  iiشـيخنا بـحـفظ  اللقب
أجـب iiصـادقا أجـبتَ  iiالطلب
وقــدّم  لـنـا نوالَ iiاللهب
ومـن iiمـنـكما يـلـمُّ  iiالحطب
لـدى مـشـعلٍ مـنـارِ  الحقب
ولِـمْ لَـمْ تـكن مـع iiالـمنتخب
هـوى  iiصرحه وبـان  iiالخشب
وسـعدي iiاختفى ويـحيى  iiهرب
وأسـتـاذتـي ضـيـاء iiالأدب
أصـابـت iiبـه بـمـا لم iiأصَب
وبـلـبـلـتها لـفـوق iiالركب
فـدا iiوجـهـها مـلف  iiالغضب
رمـيـنـا iiبـه وخـفنا  iiالعطب
فـداهـا iiالـذي إلـيـكـم iiكتب
ولـو أبـصرت هـواه  iiانـقلب
غــدا  رأسـه مـكـان  iiالذنب
وقـالـوا  الفتى غوى واضطرب
ولـسـت  الذي يـحـب الشغب
أريـد  الـعـلا وتـأبـى النوَب
ومــن زارنـا رأى عـن iiكثب
جـراح iiالـصبا ودفق الكرب
عـلـى  iiوجهه وأقـسى  iiالنُدَب
وأحـلى  iiالهوى وأغـلى iiالطرب
وشـعري  iiالذي يـهـز  iiالعرب
عـتـبـنا  iiوما شـفـينا iiالعتب
وسـقـنـا  iiلكم قـصيد iiالخطب
نــويـهـيـةً كـثوب iiالقصب
فـهـات  iiالمنى وهـاك  iiالذهب
مَـنِ  الـعمُّ iiمَن وفـيـم iiاحتجب
تـتـبـعـتـُهُ فـقـالوا iiسرب
وفـي  iiكـفـهم بـريـقُ iiالسلب
فـقـولـوا iiلهم أجـل: iiمغتصب
وطـورا iiونـى وطـورا غـلب
وهـيـهات  iiأن يـضيع iiالحسب

كان مجرد صدفة أن تكون هذه القصيدة من مشطور المتقارب، لينشطر قاربنا بين عبد الرؤوف وحرمه المصون. وهذا الوزن (فعولن فعو) من نوادر الأوزان، وقد غنته أم كلثوم في فيلم (سلامة) في أغنية راعية الغنم، والتي مطلعها:

أبوس  iiالقدم وأبدي  الندم
على غلطتي بـحق iiالغنم
 

30 - أبريل - 2006
الدكتور محمد النويهى 0ثورة الفكر0
عقد أيار    كن أول من يقيّم

وقـفـتُ  على أيار ملتحفا iiوجدي ألـمـلـمُ  من نيسان منفرط العقد
وأسـحـب ثوب الثلج أحمر iiقانيا أجيلت  حواشيه على مرهف iiالنقد
كـذلـك  عهدي بالحياة إذا iiصفت فـعـادتـها أن لا تدوم على iiعهد
مـعـنفتي  في مهجة الحر لم iiأجد مـهانا  كعقل الحر في مهجة iiالعبد
إذا اسـود وجـهي بيضته iiبنورها وثـوب  عـلى الأيام ليس iiبمسودّ
ومـا ضـاع ودي كله في دموعها تنوس مع الأحزان في صفحة الخد
مـعـنفتي  ما أعذب الرفق iiشاقها تـراقـب  فـي تعنيفها جهة iiالود
بـنـفسي  يديها في شعاع iiزمانها ودرعا  شريفا من ضفائرها iiالجعد
أغـالـط  فيها الشوك أني عرفتها ومـا  ذبـلـت والله باقتها iiعندي
وكيف  عزاء العين أحسن ما iiرأت أتـاهـا  بلا وعد وضاع بلا iiوعد
تـردد  بـين الهزل والجد iiطرفها ومـا  كل يوم يعرف الضد iiبالضد
أعـلـل  فـيك النفس أنك iiدفؤها إلـى  أن يفيق القلب من ألم الصد
أتـانـي كـتاب منك يقطر iiلوعة نـظـرت إلـيه لا أعيد ولا أبدي
تـؤدب فـيـه الـفيلسوفة شاعرا على  قلبه أقسى من الحجر iiالصلد
ولـيس يعيب الشمس أن iiضياءها ينير  إذا جارت على الأعين الرمد
تـذكـرت لـمـا جـاء أول مرة طريا كمثل الصبح في ورق iiالورد
ومن  جاءه من صدره السهم iiناشبا عـلى  صدره أحرى يسامح iiبالرد
لأفـرح  مـن أم وأفـخر من أب وأطـرب من خدن وأشمخ من iiجد
فـتـحـت لـها أبواب أيار iiواقفا بمصراعه  أرنو إلى ثوبها iiالنهدي
بـقـطـر دمـائي لونته iiووهجها تـشع  ضياء كالوشاح على iiزندي
أعـلـقـه  أعلى طرابلس iiهيكلا بـمـا عـلقت في بعلبكَّ يدُ iiالخلد

1 - مايو - 2006
البنت التي تبلبلت
بكر المصطفى    كن أول من يقيّم

بعد الاعتذار من أستاذتنا ضياء خانم فقد رأيت الأنسب  أن أرد في ملفها هذا على قصيدة السعدي التي زج بها في ملف النويهي الجديد. وبكر المصطفى والمدلل وطرمان: من شخصيات كركوز وعواظ، ويمثل بكر المصطفى الرجل السكير الأبله، بينما يمثل (المدلل) أهم شخصيات القصة إغراء.

لا  يُـقـبـلُ السعديُّ يمدح iiظاظا بـك  كـان وراقـا فصار iiعُكاظا
وأراك تـصـرخُ مـاردا في قمقمٍ وشـرارُه مـلأ الـسـماء iiشواظا
فـإذا  كـتـبت إلى زهير فقل iiله يـا أبـشـع الـمـتسولين حفاظا
يـومـا  عـلى يوم تزيدك iiغلظةً أحـلـى وأفـتن من رنت iiألحاظا
وتـريـد نـظـرتها فتثبتُ حاكما مـا  رابـهـا مـن قاتليك وغاظا
الـلاعـبـيـن أدقُّ مـنك iiكياسة والـكـالـحـين أرقُّ منك iiغلاظا
بـلـبـلـتـها وزعمت أنك iiبلبلٌ فـبـمـثـل  ذلـك بَلبَلَ iiالحفاظا
فـي خـيـط بُـلبلها ندور iiأمامها كـركـوزَ  لاعـبـة بنا iiوعواظا
طـرمـانُ: أخفاك (المدللُ) iiمرهفاً وحـسـبـتـه بـالـوظةً ولُماظا
ومشيت (بكرَ المصطفى) في سكره وأضـفـت  سكرك أحولا iiجحّاظا
مـا لـي أرى دنـياك دنيا iiراهب وأشـم  مـن آدابـك iiالـوعـاظا
وتـبـيـع  ملحا من يبيعك iiسُكّراً مـتـقـبـلا  مـا قلت أم iiمغتاظا
وتـخـاف  في طلب المعالي نوّما مـن  شـاخـريـن أمامها iiأيقاظا
هـذي طـبيعة كل شعب iiأوشكت أن تـنـتـهـي أمـجـاده iiألفاظا
أهـديـتـني  ديكا يبيض iiفخانني وسـألـتـه فـي أن يصيح iiفباظا

1 - مايو - 2006
البنت التي تبلبلت
سراة الوراق    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

قائمة بأسماء سراة الوراق، مرتبة حسب الأبجدية يضاف إليها من بعثنا إليهم برسائل، ونسينا إثبات اسمه هنا وننبه إلى أن هذه القائمة مفتوحة، نضيف إليها من وقت إلى آخر من تأتينا رسالة بترشيحه، أو نكون قد نسينا إثبات اسمه.


الأستاذ أبو النصر

الأستاذ إسماعيل الربيعي

الأستاذة إلهام

الأستاذة أم الرضا

الأستاذ جميل لحام

الأستاذ جوزيف

الأستاذ حسن زيتون المنجد

الأستاذة ختام محمود نصر

الأستاذة خولة

الأستاذ داود أبا زيد

الأستاذ الزبير مهداد

الأستاذ زين الدين

الأستاذ سامي محمد خاطر

الأستاذ السعدي

الأستاذ سعيد الهرغي

الأستاذ سلطان بن مبارك أبو هاجر

الأستاذة سلوى

الأستاذ سليمان أبو ستة

الأستاذة شفاء

الأستاذة صبيحة

الأستاذ الطيب

أستاذتنا ضياء

الأستاذ عبد الحفيظ

الأستاذ عبد الرؤوف النويهي

الأستاذ عبد الكريم محمد حسين

الأستاذ عبد اللطيف

الأستاذ عبد الله

الأستاذ العتيبي

الأستاذ علاء الدين الصغير (الحلبي)

الأستاذ علي النمر

الأستاذ عمر عمر

الأستاذ عمر الكحلاوي

الأستاذ عمرو علي بركات

االأستاذة فاطمة

الأستاذ فهد

الأستاذ لحسن بنلفقيه

الأستاذة لينة ملكاوي

الأستاذ محمد أبو القاسم

الأستاذ محمد جبر سلومة

الأستاذ محمد عبدلة

الأستاذ محمد الغضبان

الأستاذ محمود الدمنهوري

الأستاذ محمود نقيسة

الأستاذ مروان عطية

الأستاذ معتصم زكار (المدير الفني للوراق)

الأستاذ منصور مهران

الأستاذ مهدي

الأستاذ وحيد

الأستاذة وفاء

الأستاذ يحيى باشا رفاعي بك سرور

الأستاذة يمامة 
 

 

 

1 - مايو - 2006
إعلان عن مشروع سراة الوراق
هدية من أمي لضياء خانم    كن أول من يقيّم

أنا متحير كثيرا يا أستاذتي ضياء من مشكلة الصورة، فإن أمي اتصلت بي وقالت إنها تريد أن ترى ضياء قبل أن تموت، وحدثتها عنك كثيرا، وهي تهديك هذه المواويل مما تحفظه من مواويل بكر المصطفى. وكانت أمي حبيبة عمتي (سارة) كما ذكرت لك في بطاقة سابقة، وعمتي سارة زوجة أبي شاكر خالد حبيب (ت 1973م) أشهر الكركوزاتية في دمشق، وهو ابن عمة جدتي أيضا، وأخوه أبو صياح مشهور أيضا بهذه الصنعة، وكان أبوهما علي حبيب (ت1914م) شيخ الكار، ورثه عن آبائه في سلالة عمرية، معروفة من عصر ابن تيمية في دمشق، وقد زرت بيتهم بصحبة والدي عام 1997م فرأيت تراثا ضخما من جلود خيال الظل، منها ما يعود إلى أكثر من 600 سنة، وكان والدي يحفظ معظم بابات أبي شاكر، وأما الموال الذي تهديه أمي لحبيبتها ضياء فهو هذا:

يـا  بـلبل الروض لي غنى iiنواحينا والله  يـا قـوم شـرفـتـو iiنواحينا
طرابلس ونابلس وسبعْ براجْ عل مينا بـيـروت  ست الملاح صيدا iiتسلينا
رحـنـا على الشام وقلنا الشام iiتكفينا جـارت  عـلينا الليالي وبعنا iiطواقينا
ومن المواويل الطريفة التي أوصتني أمي أن أحملها لضياء خانم هذا الموال الذي أنشده بكر المصطفى في الجامع الأموي في دمشق لما عينه السلطان إماما =والعهدة على أمي=:
شاب العذارْ يا خليلي من مُقابلتْ الوِزَر وَعْيانْ
فـيـن الـشـباب اللّي تنادي بصوت وعيانْ
لاضرِبْ بسيفي على أد ما تطول إيدي iiوتصِلْ
يـخـسا خسيس الندل إيدو فوق راسي iiتصِلْ
أنـا  الـمـنـية تحوش العدو قَبلْ ما iiيوصلْ
شـاروا بـقتلي جميعْ وزارها وعيان .. iiياباه
شرح المفردات: وعيان في البيت الأول تعني (يقظ) وفي البيت الثاني من المعاينة، وفي القفلة تعني: الأعيان.
ومما حفظته من مواويل بكر المصطفى قديما من أمي:
راخي العذار فوق جبينه نرجس وما شا الله iiعليه
مـا عـدت طيق iiالجفا يـا مـنيتي داخل iiعليه
عـلـمتني نوح iiالحمام وسـقيتني صافي iiالمدام
زرنـي ولـو في المنام رايـتـي البيضا iiعليك
وأقول أيضا والشيء بالشي يذكر: ليس فقط أبو شاكر قريبنا، بل السبع بحرات أيضا وهي أكبر معلم في دمشق نفذها هي وشارع بغداد جدي لأمي المهندس عثمان طورسون الذي استدعاه شاه إيران في الأربعينات فنفذ عدة مشاريع فيها. وأحتفظ بوثائق حول كل هذا.

1 - مايو - 2006
البنت التي تبلبلت
مشروع شاعر    كن أول من يقيّم

عندما أتذكر أيامي الغالية في المعهد الشرعي للدعوة والإرشاد بدمشق يلوح لي أنني كنت في نظر القائمين على هذا المجمع (مشروع شاعر) وربما كان ذلك بتخطيط من كفتارو رحمه الله، الذي خصني بساعة كل يوم أحد، أزوره فيها في مكتبه في دار الفتوى، ويكون كل حديثنا عن الشعر، وما هو الشعر الذي ينتظره مني الناس، وبقيت أتردد عليه في هذه الجلسة الخاصة مدة عامين. وكان قد أقام على تربيتي شيخين جليلين، هما الشيخ بشير الرز (سلمه الله) والشيخ محمد سعيد بغدادي (حفظه الله) فأما الشيخ بشير الرز فيعود له الفضل الأكبر في العناية بموهبتي والسهر على صقلها وتوجيهها الوجهة الحسنة، وأما الشيخ سعيد بغدادي فلولاه لكنت ضعت في ظلمات الحياة، فهو الذي كان يمد لي يد العون بشتى أنواعه، ويأخذني إلى بيته، ويفتح لي مكتبته، ويقول لي: خذ ما تريد يا زهير.

وكان هو مديرنا في المعهد، فأوعز للأساتذة أن يتركوني وشأني متى أردت الخروج من الصف، لأنني لا أخرج إلا لكتابة قصيدة، فأختار زاوية نائية من زاويا المعهد وأكتب القصيدة، ثم أعود إلى الصف، ثم كان الأساتذة عندما يقدمون لنا ورقة الفحص، يقول الأستاذ: (أما أنت يا زهير فأجب على السؤال كذا، بعشرة أبيات وخذ العلامة التامة) وكانت المفاجأة التي لا يزال بريقها يلمع في عيوني لما قررت إحدى قصائدي في المنهاج الدراسي، على كل المعهد، بما فيهم صفنا، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل، جاءتنا هذه القصيدة في الفحص النهائي: (اذكر قصيدة الشاعر زهير ظاظا و...إلخ) وصار الطلاب يصفرون ويصفقون، وأحدهم واسمه نضال رنكو ينادي : (بص شوف زهير بيعمل إيه) وكان الأستاذ الذي يدرسنا قصيدتي هو صاحب دار الرشيد الأستاذ الأديب محمد حسن الحمصي. وقد نوهت هنا إلى هذا الفضل الذي اختصتني به هذه الجماعة الطيبة، لأنني أخشى أن يفهم من بعض شعري أنني أعاديها، ولا والله، يأبى ذلك ما فطرني عليه الله من محبة الوفاء وكراهية الجحود، وإن كان لم تعد تربطني بهذه الجماعة إلا أواصر الصداقة، حيث لا تزال معظم أصدقائي في دمشق من أبنائها.

وأعود هنا لأتذكر حياتي الأولى مع الشعر، والتي بدأتها في حضن أمي (مد الله بعمرها) والتي كانت تحفظ (ألف ليلة وليلة) عن ظهر قلب، فتجتمع أقاربنا في بيتنا كل مساء للاستماع إلى أمي وهي تروي لهم حكاياتها. وكان لها أسلوبها الخاص في قراءة الشعر، حيث كانت تغنيه لنا غناء، فكان غناؤها ذاك هو إيقاع شعري حتى اليوم. وما زلت حتى هذه اللحظة أسمع منها ما لم أسمعه من قبل، وكلما اتصلت بي على الهاتف تقول لي (خذ هذه) فتنشدني بيتين أو ثلاثة، من نوادر الشعر.

ثم إنني اليوم أتذكر أساتذتي في المرحلة الابتدائية فأكاد أجزم أنني كنت أحفظ من الشعر أكثر منهم مجتمعين، ما عدا الأستاذ الفذ (محمد حوا) الذي درسنا في الصف الرابع، فكان عجبا من الأساتذة، وأحسب أنه كان ينفق علينا كل راتبه، وقد حفظنا على يديه من نوادر الشعر =خارج المنهاج= ما يطول ذكره، ولكنني أكتفي بأن أقول إنني حفظت من فمه قصيدة محمود غنيم (وقفة على طلل) وهي زهاء خمسين بيتا، فكان يأمرني أن أصعد جبل قاسيون وأنشدها، ويقول لي: عندما تبلغ هذا البيت يجب أن يسمعك الجامع الأموي، وهو قول غنيم:

وانزل دمشق وسائل صخر مسجدها عـمـن بـنـاه لعل الصخر iiينعاه

وكنت كسولا جدا في حفظ الشعر المفروض علينا، بل لا أسيغه أبدا، وأذكر أنني كنت في الصف الثالث وأخي في الصف السادس، فكنت آخذ كتابه وأقرأ ما فيه من الشعر، وأشربه مثل الماء، وكانت فيه قصيدة (الحطاب والموت) وهي من روائع الشعر، حفظتها كلها ولا أزال، ولكن كانت الكارثة أنه عندما صرت في الصف السادس تغير المنهاج ولما فتحت الكتاب ولم أر القصيدة اسودت الدنيا في وجهي.

وأما الشاعر الأول الذي بسط جماله وفتنته على قلبي، فهو بلا شك عنترة العبسي، إذ كنت في أيام العيد أحضر فيلم عنتر بن شداد، بطولة فريد شوقي، كل يوم ثلاث مرات، حتى حفظت كل شعره في الفيلم، وكنت وقتئذ في العاشرة، آخذ معي شقيقي الأصغرين، وكان أحدهما في الثانية من العمر، والآخر في الخامسة. ولا أزال أحتفظ بصورة دفعت ثمنها للمصور من عيديتي وتصورنا في المرجة برفقة بعض الجيران بعد خروجنا من فيلم عنتر.

لم أستطع حتى اليوم أن أجمع شعري، وكلما سألني سائل لم لا تجمع شعرك أحس بالاضطراب وأرغب بعدم الجواب. وأريد هنا أن أختم هذه البطاقة بتقديم أسمى آيات الامتنان والعرفان لسعادة الأستاذ محمد السويدي (صاحب الوراق وراعيه) على ما أكرمني به من تعليق قصيدتي (قصر الشعر) في المجمع الثقافي منذ نيسان 2004م  وذكرتني هذه القصيدة بطرفة وهي أن ولدي فداء طلب مني قصيدة عن مدرسته وكان في الصف الرابع الابتدائي، ومدرسته هي مدرسة الفارابي في أبو ظبي، فكتبت له قصيدة جميلة جدا، لأنني قفيت الشطر الأول على وزن الفارابي، وأولها:

مدرسة الفارابي يا شعلة iiالذهب

وألقى فداء القصيدة، ولكنه بعد أسبوع جاءني وهو يبكي بكاء مريرا، فسألته عن سبب بكائه ? فقال لي بصوت متقطع: (علقوا القصيدة في المدرسة) فقلت له: وهل هناك خبر أحلى من هذا الخبر? فقال لي: ولكن كتبوا تحتها أنها تقدمة ابن الأستاذ (الفلاني) ولم يذكروا اسمي نهائيا. فقلت له: والله في هذه معك حق يا ابني.

 

1 - مايو - 2006
البنت التي تبلبلت
 107  108  109  110  111