البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات زهير ظاظا

 106  107  108  109  110 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
عمتي سارة: البنت التي تبلبلت    كن أول من يقيّم

هذا ملخص قصة عمتي سارة في (الدمع المدرار) وكانت قد انتحرت في الأردن يوم (1/ 1/ 1941م) شربت السم  بكل بطولة في يوم زفاف زوجها بعد حياة مليئة بالقمع والإرهاب.
ولم تقع عين أمي =مد الله بعمرها= كما تذكر لنا على أجمل من سارة طيلة حياتها. 

يـا  عـمـتـي سارة يا iiدموعي ويـا  ظـلال الله فـي iiضلوعي
لا بـد أن أكـتـب عنك ما iiكتبْ وذاك  فـي الإسلام واجب iiالأدبْ
أكـتـب عـنـك أعـلن iiالحدادا سـتـيـن عـامـاً خـلفه رمادا
كـأنـنـي  أكـتـب عن iiمدينهْ فـيـا  لـهـا مـن قصة iiحزينهْ
كـم  ذُكـرت لـسـامـعٍ iiفكبّرا وكـم  بـهـا مـن عبرة iiفتذكرا
سـارةُ كـانـت أطـول iiالصبايا وأجـمـل  الـنـساء في iiالمرايا
ومـضـرب الأمـثال في iiالشقاءِ بــجـور  آدمٍ عـلـى iiحـواءِ
زوَّجــهـا والـدهـا iiأمـيـرة فـأنـجـبـت  ولم تزل iiصغيرة
وافـتـرعـت بـطـفلها iiالآمالا تـرضـعـه  الأسـمار iiوالدلالا
ومــرت الأيــام والأعوامُ ودبَّ  فـي مـهـجـتـه iiالسقامُ
واشتد فـيـه الـداء iiوادلـهمَّا واخـتـطـفـته من يديها الحُمَّى
فـجـاءهـا  عـشـيرها يصيحُ والـشـر  مـن أعـيـنه iiيطيحُ
ولـم  يـراعِ الـمـحنة iiالمريعهْ ومـا تـعـانـيـه مـن الفجيعه
ولـم يـراقـب صـلـةً لرحمها وأنــه ابـن عـمـةٍ iiلأمـهـا
ولـم  يـزل بـكـفـه iiورجـله يـضـربـهـا عـلى وفاة iiنجله
حـتى  هوت من لكمات iiالعاتي وقـضّـت الـلـيـلة في iiسباتِ
واسـتـيـقظت من الأذى iiعقيما ولـم تـجـد فـي ثـكلها رحيما
وأصـبـحت تطوف في iiالأشياخِ تـبـحـث عـن مشعوذٍ iiمواخي
وتـبـذل  الأعـلاقَ iiوالـتـلادا ولـو  يـصـح تـبـذل iiالفؤادا
حـتـى  إذا لـم يـفـلح iiالمعوِّذ ولـم  يـفـد فـي عقمها iiمشعوذ
طـلـقـهـا  عـشـيرها iiاللئيمُ وخـانـهـا طـالـعـهـا iiالأليمُ
وكـثـرت  خـطـابـها iiالذئابُ والـعـقـم نـعـمـةٌ لها طلابُ
وبـعـد مـدةٍ مـن iiالـفـضولِ زُفَّـت إلـى ابـن عمها المسلولِ
وبـعـد  مـا مـات بـها iiوعاثا آلـت  إلـى ابـن عـمه iiميراثا
فـسـرّه  وقـد رأى iiعـقـيـما يـقـيـمـهـا  ما شاء أن iiتقيما
ولـم يـكـن يـرغـب iiبالعلاجِ وكـان فـيـهـا أظـلم iiالأزواجِ
فـلا يـزال شـاربـاً سـكـيرا مـقـابـلاً  إحـسـانـها iiنكيرا
وبـعـد كـل ذلـك الـشـقـاءِ أضـرَّهـا بـضـرةٍ شـمـطاءِ
ولـم  تطق صبراً على iiالإجحافِ وزوجـهـا فـي لـيـلة الزفافِ
وأخـفـقـت  فـي ضعفها يداها واحـتـسـت  السمَّ الذي iiأرداها
وأرخــيـت سـتـارة iiالآثـامِ وأبـرقـوا لأهـلـهـا في iiالشام
فـيـمـمـوا  الأردنَّ في iiذهولِ ذهـاب مـقـتـولٍ إلـى iiمقتولِ
وكـانـت  الـمـشـايخُ iiالزهادُ قـد  فـرغـوا من دفنها iiوعادوا
واخـتـلـفـوا على الصلاة iiفيها وتـركـوا الـوزر عـلى iiمفتيها
ولـم يُـجـزْ لـهـم مدى iiالأيامِ تُـدفَـنُ  فـي مـقـابر iiالإسلامِ
وغـادروهـا فـي قـفـار iiالبيدِ وحـيـدةً فـي قـبـرها iiالوحيدِ
تـقـول أمـي: عـنـدما iiسمعتُ بـمـوتـهـا مـن أمـها iiوقعتُ
أضرب في الأرض على الطرّاحهْ كـأنـنـي أنـوح فـي iiمـناحهْ
ومـا بـكـت عيني على مخلوقِ كـمـا  بـكت لصوتها iiالمخنوقِ
فـقـد رأيـتُ يـأسـهـا iiبراها آخــر  مــرة بـهـا iiأراهـا
كـانـت  تقول: إن زوجها iiسُحرْ وإنـهـا  إن رجـعـت iiستنتحرْ
مـا  كـان بـيـن ذلك iiالرجوعِ وبـيـن  مـوتـها سوى iiأسبوعِ
سـارة كـانـت أجـمـل iiالعوّادِ أحـبّ  مـخـلـوقٍ على iiفؤادي
نـخـلـة أحـلام، وخـدٌّ iiأزهرُ وأعـيـنٌ خـضـرٌ وشعرٌ iiأشقرُ
ولـسـت أنسى رقصها إذ iiتقصَعُ والـشـمـعـدان فـوقها لا iiيقعُ
ولا  حـكـايـاهـا ولا iiمـغناها ولـم  تـكـن لـي جارة iiسواها
يـفـصـل فـيـمـا بيننا iiجدارُ تـعـانـقـت  من فوقه الأشجارُ
أضـرب فـيـه عـندما iiأدعوها مـن  أجـل أن يـبـعثها iiأبوها
وكـم  أعـادت قـصـةً iiتحكيها تـخـطـبـنـي  فيها إلى أخيها
أيـامـهـا  جـمـيـعـا iiأمامي فـي الـسـوق والجامع iiوالحمّام

15 - أبريل - 2006
البنت التي تبلبلت
لغز (7)    كن أول من يقيّم

قـال  الحكيم إليك مني iiحكمة تـبـني الحياة وتسحر iiالألبابا
الـشـيخ  فيما ليس يعلم iiقائلٌ ما ليس يُفهَمُ في الجواب جوابا

15 - أبريل - 2006
البنت التي تبلبلت
وحق لك أن تحتار    كن أول من يقيّم

إلـى  شـاهد ليس iiبالغائب وإن  تـاب مـا هو بالتائب
عـزيزيَ داود ملء iiالورود سـلامـا من الأفق iiاللاهب
لـك الـحق تحتار في iiأمره وتـسـأل عن سره السارب
وأمـر عـظيم وحتما عظيم وراء تـوجـعـه iiالصاخب
وقـلـب يـئن أنين iiالجبال ويـغـلي  كخف أبي طالب
ولـكـنه مات شيخي الكبير وكـانـت يداه على iiشاربي
وذلك  في الحق رأي iiالزمان رأى ترك حبلي على غاربي
لأنـي أحـبك أخشى iiعليك

وأرجوك تنزل من iiقاربي

 

15 - أبريل - 2006
قارب المتقارب
السهم الأخير    كن أول من يقيّم

القرآنيون: قطعة من تاريخ الضلال

ونـادانـي  إلـى القرآن iiداع فقلت  عسى يكون رأى iiطريقا
فـلـما أن سمعت سمعت iiظنا أضـاف  إلـيـه فلسفة iiبريقا
تـجـاوز  كـل إسـلام iiرآه ونـاصـر مـن أقاربه iiفريقا
ولـم  يـكـسر سفينتنا iiرحيمٌ لـيـنـقـذنـي بقشته iiغريقا
ولـيس  سوى دخان من iiرماد يـراه  الـجهل أطولها iiحريقا

 

ونـادانـي  إلـى القرآن iiداع

 

فقلت عسى يكون على صواب

فـلما أن سمعت سمعت iiزعما وإسـلامـا تـمـرغ بالتراب
عـقـائد مذهب جسدا iiوروحا ولـكـن  الـثياب من الكتاب
كـلانـا  مـمسك بعرى iiأبيه فـدعـهـا  للحياة بلا iiجواب

 

ونـادانـي  إلـى القرآن iiداع

 

فـقـلت: نراك تكرم أم iiتهونُ

ألـم  يك في غمار الألف iiعام دم حـر وإيـمـان iiمـصونُ
طـعـان  في غبار الكفر iiمرٌّ وأيـام مـن الإسـلام iiجـونُ
ونـادانـي  إلـى القرآن iiداع فـلـما  قال أضحكت iiالزعومُ
تـلاه عـلـى هواه ولا iiأبالي كـذاك  كـذاك تتلوه iiالخصومُ

 

حـديـث لـلـبكاء إذا iiأردتم

 

ولـلـسـهم  الأخير iiحملتموه

تـعـلـق نصله قلبي iiفحظي مـن الإسـلام حيث iiجعلتموه
هـو الـسهم الأخير iiتفحصوه فـقالوا  خاب سهما في iiالسهام
ولـم يـك لي بهذا الصيد علمٌ ولـكـن رمية من غير iiرامي
هو  السهم الأخير أشاب iiرأسا وأسـهـر  مـقلة ونكى iiفؤادا
ومـا نـادى مـسـدده iiولكن أزاح  خـنـاقـه عنه iiونادى
هـو  السهم الأخير وكل iiسهم يـحـدث  عـن مرام iiمثقفيه
ولـلـمشنوق قبل الموت iiحق يـصـيح  بما أراد بملء iiفيه
هو  السهم الأخير أردت iiهمسا فأحوجني  السفاه لترك iiهمسي
فـإن تر فرصة لبنيك iiفاهرب هروب الصعو من أنياب نمس
هـو الـسهم الخير إليه iiسهما رجوع  الناس في كل iiالمرامي
وقـد  جربته في الصخر iiقدما فـكـيف يكون في مهج iiالأنام
هـو الـسـهم الأخير iiتجنبته أنـاس في غبار الدهر iiساروا
ومـا  كـل الغبار غبار iiخيل ولا كـل الـخـيول لها iiغبار
إذا  شـاب الفتى في أهل iiدين تـعـذَر أن يرى ما لم iiيقولوا
فـلا  تـنـظر لكثرة ساكتيهم فـقد  عرفوا حديثك كم iiيطول

16 - أبريل - 2006
البنت التي تبلبلت
سامحيني يا ضياء    كن أول من يقيّم

سامحيني يا ضياء
أنا مشغول كثيرا
صدفة والله شاهدت البطاقة
وتفاجأت بها منشورة هذا المساء
وغدا سوف أجيبك
وغدا سوف ترين الحب إعصارا وتاريخا جديدا
وغدا سوف أغني للسماء

16 - أبريل - 2006
البنت التي تبلبلت
عقد نيسان    كن أول من يقيّم

مـا  أرى ? الله iiأكـبر وُلـدَ الـفـنُّ iiلـيسحر
مـا أرى ? أثـمن حب مـا أرى أبـهى iiوأبهر
مـا أرى ? أجمل iiشهر فـي حـيـاتي iiيتبختر
فـي  قميص من iiحرير أزرقٍ  أبـيـضَ iiأحمر
عـلـمـا  فوق iiفرنسا نـاشـرا  أجمل iiمنظر
اسـمـه  عندي iiضياءٌ وطـرابـلـسُ  iiلتفخر
يـا مـلاكـي في هواه ألـفُ مـحراب iiومنبر
ربـمـا  يـعـلم iiيوما مـا الذي أخفى وأضمر
فـعـلـت  فيه iiالليالي فـعـلـةَ الدهر iiبجعفر
يـا  ملاكي في قميصي زغَـبٌ مـنها iiمعصفر
قـائل لي: كيف iiتخشى بـالذي  راهنتَ iiتخسر
لـو تـرى لون عيوني عـنب  الخمرة iiأخضر
هـي يـا أجمل iiشعري عـلمتني  كيف iiتعصر
وأنـا الـيـوم ضـياءٌ مـن  غـوازيها iiمزنر
وعـلـى الـكنزة ظلي وعـلى الصدر iiالمزرر
وبـهـا  في صدر أمي مـثـل  ديواني سأنشر
وجـديـدي  في iiحياتي أنـنـي أصبحت iiأسمر
أنـا في روضك iiغصنٌ أنـا  فـي كفك iiخنصر
حـيـن صفيت حسابي لـم أكـن أحـمل دفتر
وأنـا الـيـوم iiسأشفي حـقـده  من كل iiمتجر
ربـمـا  كـنـت غبيا ربـمـا  أكـبو iiوأعثر
لـكـن الشيء الذي iiلا ربـمـا فـيـه سيُحفَر
بـإبـائـي وذكـائـي بـيـدرا  من بعد iiبيدر
يـا  مـلاكي iiسامحيني زائـرا  أشـعث iiأغبر
كـلـما سرحت iiشعري هـب  ريـح iiفـتبعثر
ولــمـاذا iiأتـغـاوى ولـمـاذا  أتـعـطـر
لـيـس  لـي إلا iiمرام واحـد،  فـيـه iiسأقبر
مـثـلـه مـثل iiضياء فـي جبيني حين iiأحشر
لـيـس يـفتي فيه iiإلا أحـول الإيـمان iiأعور
يـا  ملاكي ليس iiشوقي فـيك  من شاعر iiمهجر
هـو شوك ملء iiعمري سـاح  في قلبي iiوأبحر
تـارة  يـهـتاج iiوخزا تـارة يـسـجو iiفأخدر
لا  تـظني شعر iiشوقي عـنـدمـا  يذكر iiيذكر
غـزلـي  والله أحـلى وأنـا أذكـى iiوأشـطر
وإذا  لـم أك iiفـيـهـا أكـتَـبَ الـقومِ iiفأشعر
مـعـه  في الشعر iiتاج ومـعـي  تاج iiومزهر
وعـلـى  تاجي iiضياء ثـلـجـه iأزهر أصفر
كـيف لا أسمى iiوأغلى كـيف لا أحلى iiوأعطر
يـا  مـلاكي iiسامحيني أمس من شعري المكسر
واسـمـحي لي iiبرجاء وافـتحي عندك محضر
وهـو  عندي كل iiشيء خـائـف مـنه iiوأحذر
مـلأ  الـخوف iiفؤادي وهـو  فيما خاف iiيعذر
عـزَمَ الـورّاق يـبدي خـدمـات سوف تشهر
فـاسـتـجيبي iiلرجائي إنـنـي والله iiمُـجـبَر
ابـعـثي  صورة iiكأس ابـعـثي صورة iiمجمر
ابـعـثـي  صوة iiبحر مـن طـرابلس iiلعنجر
ابـعـثي ما شئت لكن: حـاذري  وجهك iiيظهر
أنـا  أيـضـا iiسـلفيٌّ وأرى الـتصوير iiمنكر
صـدقـنـي  iiصدقيني هـكـذا أحـلى iiوأستر
أنـت في الدنيا iiضيائي مـسـتـحيل أن iiيعكّر
وجـهـك  اليوم iiخيالي مـعـه  أغـفو iiوأسهر
إنـه عـنـدي iiجـمال مـطـلـق  ليس يفسَّر
وإذا  قـدّرتِ iiوضـعي لـك  مـا لـيس iiيقدّر
صـدقـيـني كل iiشهر لـك مـني عقد iiجوهر
حـاذري الإعصار iiإني مـثـلـه فـيك iiوأكبر
أنـا  قـد هيأت iiرحلي وقـضـى  الله iiوقـدّر
قـادمٌ  فـانـتـظريني ومـعـي جفتٌ iiوخنجر
وحـصـانٌ  لي iiكُمَيْتٌ وحـصـانٌ لـكِ iiأشقر
ضـاع حبي في iiدمشق أتـحـداهـا iiوتـسخر
والـدمـشـقيات iiكانت فـوقـه لـمـا تـبخّر
فـدعـي الـشام iiلريما تـشـهق اليوم iiوتشخر
لـم  ترَيْ كيف iiتشظى نـجـمُـهـا لما iiتكسّر
صـدقـيني  كل iiشيء فـي  حـياتي قد iiتغير
وأنـا  أعـرف iiقـلبي وأراه  كـيـف iiيـكبر
وأحـب  الـورد جـدا وأحـب  الـشعر iiأكثر
كـيـف  لا يشمخ iiعبد كـان  عـبـدا iiفتحرر
مـطـعـما  من iiكتفيه كـل ذي ظـفر ومنسر
بـطـر  الـسادة iiشوم مـثـل هولاكو iiوأغدر
هل  عرفت الآن iiسري ولـمـاذا  كـنت iiأزأر
ولـمـاذا مـنـذ كانت غـرتـي  زيتا وزعتر
لـم أحـب iiالـمـتنبي مـثـلما  أحببت iiعنتر
أنـت يـا مولاتي iiيبدو لـم تري فيلم iiالغضنفر
أولـم  يـخـبرك قبلي أحـد  شـاهـدَ iiقيصر
كـيف  كسرت iiبشعري تـاجـه  لـمـا iiتجبّر
اسـألـي  الـحانة iiعنا فـهـي  بالإسلام iiأخبر
مـا  الـذي يحدث فيها عـنـدما الواعظ iiيسكر

17 - أبريل - 2006
البنت التي تبلبلت
خيرو    كن أول من يقيّم

أرجو من أستاذتي ضياء أن تسمح لي =خارج السرب= أن أخصص هذه البطاقة لأخي خيرو، واسمه في الهوية (محمد خير) وهي عادة أهل الشام فيمن اسمه (محمد خير) أو (خير الدين) أو (خير الله) فيقال له (خيرو) لقبا لا اسما، ويمكن أن ترجعي لمسلسل (أبو كامل) لتعرفي منزلة هذا الاسم عند أهل الشام.
ولكن لم يكن أحد منا يعرف أن اسم خيرو (محمد خير) حتى كبرنا، وهو الذي تدحرج بأخيه فرزت فكان سببا لموته، وأنا أحب أخي (خيرو) جدا، بل لا أعتقد أن في خلق الله تعالى من يحب أخاه كما أحب أخي (خيرو) وليس هذا شعوري وحدي بل هو شعور كل إخوته وأصدقائه ومعارفه عن بكرة أبيهم. وهو ثاني إخوتي من حيث الترتيب، ولما بلغ السابعة عشرة لحق بأخيه للعمل في لبنان، وكان بطلا من الأبطال، تمكن عام (1970) من انتزاع كأس دمشق في المصارعة من أول دقيقة. ولم يكن أحد في حارتنا كلها يجرؤ على الاعتداء علينا خوفا من خيرو (الأسمر الحليوه) وقد مضى عليه ردح من الدهر صار لقبه فيه (سانتو) = بطل الأفلام المشهورة في ذلك الزمان = لأنه إذ كان خياطا صنع لوجهه قناعا مثل قناع (سانتو) وثوبا مثل ثوبه أيضا. وكان يمشي بهما (ولا أبالي) وأذكر أنه رأى مرة أزعرين يهمان بضربي وكان يساعد أبي في بناء الجامع، فقفز من أعلى الجامع، وصار الأزعران في قبضته مثل فرخي الحمام، ولو لم يتدخل والدي لأكلهما بلا ملح. وكلما رأى الناس أمي في الحارة دلوها على مكان وجود خيرو، يقولون: (خالة بدك خيرو) لعلمهم أن أمي لا تخرج من البيت إلا للبحث عن خيرو. ولكنه لما خرج من ميعة الصبا صار قسا، مثله مثل أبي عبد الرحمن القس، وأقول: بالله ووالله لم تقع عيني على أطهر منه، ولا أتقى، ولا أسلم صدر ولا أنقى، شهادة يسألني الله عنها يوم الحساب. ومن عجائب نفسه الرقيقة وروحه الصافية أن أمي إذا رأت رؤيا، فغالبا ما يرى خيرو نفس الرؤيا بالكامل، يجلسان ويقصان على بعضهما الرؤيا من أولها إلى آخرها، ونحن نعجب من ذلك، وقد خصصت لهذه العجيبة فصلا في الدمع المدرار.
وكان في السباحة شيئا عجيبا، يقفز من أعلى شجر الحور إلى نهر بردى، وقد رأيته مرة في المسبح، يتبارى مع طائفة من السباحين في البحث عن ربع ليرة في أرض المسبح، وبعدما خرج السباحون كلهم بقي خيرو دقيقتين، فاحمرّ وجهي خشية أن يكون قد جرى له مكروه. ثم إذا به يخرج وهو يحمل قفة، وكانت الربع ليرة داخل القفة. وأستطرد هنا لأشكر الله تعالى على ما  أنعم به علينا من حياة في غاية الاستقرار، على ما كان فيها من الفقر، الذي لم نكن نشعر بقسوته بفضل تدبير أمي، وندرة أخلاق والدي، الذي لم أره يوما من الأيام في خلاف يذكر مع أمي، وكان أكثر ما يمكن أن يقوله إذا طفح معه الكيل: (حسبي الله ونعم الوكيل) ولم أكن على علم بما يقع في بيوتات الناس حتى دخلت مرحلة الشباب. ولم يكن لأبي =مد الله بعمره= هوى غير بناء أسرته، فلا أصدقاء، ولا هم يحزنون. وكنت أخجل منه كما أخجل من الغريب، ولا أذكر أنني تمكنت من أن أمد له يدي لأخذ الخرجية، فقد كان ذلك من مهام الوالدة =سلمها الله= بل كان هو يأخذ خرجيته من والدتي مثلنا، إذ يضع في يدها راتبه كله أول الشهر، وأذكر أنني زرته في بعض الأعياد في مكان عمله، فهمس في أذن صاحب له، ثم أخرج من جيبه ليرة ليعطيني إياها، فأخفقت معه كل المحاولات، وصاحبه يضحك، ويفحص برجليه في الأرض.
وأعود إلى القصيدة التي سوف أهديها لكل من اسمه (خيرو) وأتبعها بواحدة من طرائف خيرو في الدمع المدرار.

سـئـلت عن أسماء أهل iiالشام فـقـلـت  أحلاها على iiالدوام
خـيرو، وخيرو أجمل iiالأسامي إن لـم تقل خيرو فلست iiشامي
يـسـير  في دمشق في iiالظلام ولـيـس يـحـتاج إلى iiأختام
كـالـتوت  كالمشمش iiكالشمّام كـالآس  كـالـنارنج iiكالحمام
ومـا هـو اسـم إنـما iiتسامي يـطلب  عند الرجل iiالعصامي
كـالـسعد  أو كالفأل في الكلام يُـعـدُّ  مـن مـصطلح iiالأنامِ
أجـرَوه  مجرى الحفزِ iiوالإلهامِ يـدعَـى  به الفتى إلى iiالإقدامِ
وربـمـا  فـي الحب iiوالرئامِ يـقـال  لـلـغـلامـة الغلامِ
ومـن  عجيب الدهر في iiأيامي كـثـرة  ما شاهدتُ في iiالكرامِ
مـا  فـيـهـمُ خيرو بلا iiمقامِ وذمــمٍ وهــمـمٍ iiجـسـامِ
حـتى لقد أصبحتُ في iiسلامي إذا تـعـرفـت عـلـى iiهمام
وقـيـل: خيرو، عدتُ iiباهتمام أعـيـد مـا ألقيتُ من iiسلامي
أفـحـص فـي خصاله iiأمامي وكـان مـدعـاة إلى iiاحترامي
وقـد  تـعـصبتُ له iiأعوامي وقـمـتُ  فـيـه أحسن iiالقيامِ
تـعـصُّبَ الجاحظ في iiالإسلامِ لإسـم عـمـروٍ مطمح iiالعظام
وقـلـت لـما أكثروا iiخصامي من  مثل خيرو صاحب الأعلام

 

خـيـرو: نـسيتُ ما نسيتُ لمّا

 

أتـيـتـنـا  والـليلُ قد iiأحمّا

تـدقُّ  فـي الباب وفي iiالشباكِ فـي سـاعة الخوف من الفُتّاك
ولـم  نـكـن نقوى لكي iiنردّا ولـم  نـجـد من الصراخ iiبدّا
وأشـرفـتُ  أمـك iiتـستغيثُ تـصـرخ في الشباك يا iiمغيثُ
وجـاء  عـمـك الـذي iiرآكا وأكـمـل الـحلم الذي iiأغراكا
وقـال:  مـسـكـين بلا iiطعامِ لا رأس عـفـريتٍ ولا iiحرامي
وأدخـلـوك  الدار في صخاب تـلـبـس أكـواماً من iiالثيابِ
وتـحـت إبطيك عصا iiلجدتكْ لـم نـنـتبه لها لفرط iiخدعتكْ
ووقـفـت  أمـك خلف iiالبابِ تـفـرك  عـينيها من العجابِ
ورحـت فـي رطـانـة رديَّهْ تـسـألـهـا  بـاللغة iiالكرديّه
فـأسـرعت وهي تصكُّ iiخدَّها تـعـطيك من مونتها ما iiعندها
فقمت  نحو الصحن قومة iiالأسدْ وهـرب الـكـل ولم يبقَ iiأحدْ
وصـرخـت جـارتنا iiالكتعاءُ تـركـضُ وهي زمنةٌ iiعرجاءُ
ووقـفـت  أمـك فـي iiذهولِ وفي يديها الصحنُ صحنُ الفولِ
ولـم  تـخـف روعتَها iiعليها تـأكـل مـنـه وهو في iiيديها
حـيـن استرطتَهُ وقلت: iiغيرو تـبـيـنـوا  أنك كنت iiخيرو

17 - أبريل - 2006
البنت التي تبلبلت
استعتاب    كن أول من يقيّم

أداود داودُ مـاذا iiجـرى لـتـنزل للتوّ من iiقاربي
فـهلا سألت وهلا iiعتبت وهلا رجعت إلى صاحب
ومـن  أنا فيها أمام iiالكبار لأرفـع عيني على حاجبي
ولـكـنني خفت مما iiتقول وذلـك  في قولك iiالغاضب
فـإن بذخت أسلات اليراع صرفنا النيوب إلى iiالكاتب
وقـائـل بيت كهذا iiخطير وأكـثـر من شاعر iiكاتب
وهـبـنـا زللنا وهبها iiلنا فـإعـتابنا  فضلة iiالعاتب
سأنزل عن قاربي فرسخين لـتـزرع ذلك في iiشاربي
ولـسـت  براكبه أو تعود وذلـك  فـي حقكم واجبي
وإن كـنتَ صدقتَ ما iiقلتُه فـذلـك من شعريَ الخائب

17 - أبريل - 2006
قارب المتقارب
حلق وعلق    كن أول من يقيّم

أعـيـديـه إلـى حدقكْ فـسـبـحان الذي خلقكْ
ويـا ألـلـه: ما أحلى يـضيع  العمر في iiنفقك
بـأي بـيـان iiكـاتـبة رمى صدري على حرقك
ومـا خوفي على iiفرسي مـن الحراس في iiطرقك
فـلـم أركـبه iiمجروحا ولـو شـاهـدتِه صعقك
أغـار  عليك من iiفرسي فـيـبـدو  أنـه iiعشقك
ويـلـعب (بوكرا) iiمثلي إذا لـم تـحذري iiسرقك
مـعـي  بـنتٌ iiوختيارٌ وأصٌّ:  فاكشفي  iiورقك
ومـا ضحكت على ذقني رجـال تـشـتهي iiألقك
زمـان  خلقت من iiعلقي أقـدّمُـهـا  على iiطبقك
إذا مـا خـار iiمـعترفٌ

نـصبُّ  عليه من iiمرقك

 

ومـا  فـي عالمي امرأة يـنـغص  وجهها iiشفقك
وإن هـو قـال iiكـذابٌ سـوى هـذا فما iiصدقك
بـعـثـت إليك iiصندوقا وفـيـه جميع من iiسبقك
وفـيـه من فمي ii(شال) فـلـفـيـه  على عنقك
إذا  قـلـبـت iiديـواني فـلـيس به سوى iiعبقك
طـرابـلـسٌ  iiطرابلسٌ أخـاف  عليه من iiزهقك
ضـيـاء حبيبتي: iiشكرا لأشـرف والـد iiرمـقك
فـهـل صدّقتِ iiتاريخي وهـل عبّرتُ عن iiنزقك
بـلاد  الـعرب iiأوطاني مـن الـشـام إلى حَلَقِك

 

18 - أبريل - 2006
البنت التي تبلبلت
ذكريات مسموم    كن أول من يقيّم

مـن الـكـروان إلى iiالبلبل وصـاحـبة  الأدب المخملي
ألـم تـفـهـمي كل ما iiقلته فـردي سـهـامك أو أجملي
خـطـبـتـك سيدتي iiللحياة عـروسا  تزغرد في iiمحملي
خطبت  العلا من أبيها iiالبيان ولـيـس  ضياء سليم iiالعلي
وشـوقـي إلى كحل iiأهدابها ولـيـس إلى طرفك iiالأكحل
وأغـرق  فـي قاع iiوجدانها كما تغرق الشمس في الجدول
وكـم ربـة من نساء iiالخيال نـظـرت  إلـيها ولم iiأحفل
أحـبـك  أكـثـر مما iiأقول ومـهـما وصفت فلن iiتعقلي
إذا اسـتسلمت مهجتي iiللونى رجـعـت لـتـعليقك الأول
نـعـم  أنـا صـياد iiثعبانها وصـلت  إلى نابه iiالأعصل
ومـا  زال ينفث فينا iiالسموم ويـمـرح في شعبه iiالأعزل
تقولين:  شعري بريء بريء وقـفـت على دائه iiالمعضل
ومـثـلـك يـفهم ماذا iiأقول وإلا فـيـضـرب في iiمندل
ومـا كـنـت فيهم أبا iiحامد لأكـسـر فـي حبهم iiمغزلي
لأنـك  أنـت فتحت الجراح فـتـحت الجراح ولم iiتكملي
دخـلـت  بحبك هذا iiالجحيم وقـد  كـنت قبلك في معزل
خـطـبتك للمجد مجد iiالحياة ولـكـنـنـي غير مستعجل
ودمـعـك أشرس ما iiتملكين إذا مـت يـومـا ولم iiتبذلي
نـعـم  أنـا صـياد iiثعبانها ومـا  زال سما على مفصلي
ووالله شـاهـدت iiأصـنامها تـعـيـث بـقرآنها iiالمنزل
ومـا  زلت أرمقهم منذ شبت بـنـظـرة صعو إلى iiأجدل
خـلـقـت لأدخل في iiكهفها وأكـشف عن سترها iiالمسبل
وفـتـشـت أثـوابـها كلها فـأرجوك  أرجوك لا iiتسألي
وما  كنت فيها وعندي iiالكثير لأنـشـرهـا وهي لم iiتغسل
فـلا تـصرفينا لحكم iiالزمان ذهـبـنـا إلـيـه فلم iiيعدل
ولـسـت أقـول iiلـفرسانها إذا أنـا لـم آت لـن iiتنجلي
ولـكـنـه  قدري في iiالحياة مـتـى تـركبيه فلن iiتنزلي
ولـيـسـت خيولا iiبتاريخها إذا هـي في العمر لم iiتصهل
ألـم تـدمـعي لدمار العراق وباب  الجحيم على iiالموصل
إلـى  مـن سـأحمل iiآلامها إلـى  حـسّدي أم إلى iiعذلي
وفـي الـدهر ناس لهم iiقيمة أهـز بـأوبـاشـهم iiمنخلي
إذا  أنـا عـلـمـتهم iiمادحا نـزلـت إلى الأسفل iiالأسفل
ولـمـا سـئـمـت iiبهاليلها نـظرت إلى الشرف الأطول
وقـمـت  على رأس iiتيارها أدحـرج  أمـجادها من iiعل
دعيني  أروي الشباب iiالكريم وصـحـبا  يئنون iiكالمرجل
دعيني  فلا كان هذا iiالسحاب إذا  هـو في المحل لم يهطل
أظـنـك لـم تجهلي من iiأنا فـقـولي  وداعا ولا iiتخجلي


 

19 - أبريل - 2006
البنت التي تبلبلت
 106  107  108  109  110