البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات زهير ظاظا

 105  106  107  108  109 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
ما هذا يا عبد الرؤوف النويهي    كن أول من يقيّم

في كل مرة أقرأ مشاركة أو مداخلة أو تعليقا أو تعقيبا للأستاذ عبد الرؤوف النويهي أتذكر قول شيخنا أبي العلاء:

أعـوم  اللجَّ والحيتان iiحولي وما أنا محسن في ذاك عومي
ومـا كان المهيمن وهو iiعدل ليقصر  حيلتي ويطيل iiلومي

أنت رائع أيها النويهي، ولكن اعتراضي هذه المرة أنك جعلت هذا الموضوع الذي هو أكبر مواضيع الحياة، مجرد تعليق على موضوع عابر. لذلك أرجوك وأتوسل إليك = مع تقديم واجب الاعتذار لأخينا السعدي= أن تعيد نشر هذا التعليق كموضوع مستقل في مجلس الأدب، وحبذا لو يكون بعنوان (ملف الحرية) فلا أرى مثل الحرية فضيلة ترسف في أغلال الاستعباد، مسحوقة ممحوقة مهانة، مبصوقا عليها، مداسا على وجهها. وقد تذكرت هنا قطعة من خطبة خطبتها يوما من الأيام في حضور نخبة من مشايخ دمشق، وكنت في مقتبل الشباب، لم أبلغ العشرين بعد.. ولا أعرف لماذا رسخ في مخيلتي هذا المقطع، وكأنه بيت القصيد: (لكأني بالشباب ناكصة على أعقابها، تُنادَى فلا تَسمع، وتُسأل فلا تجيب، مشغولةً باليأس بعدما شُغلت بالرجاء، تبني نفسها بنفسها وترثي دولة الشيوخ) وهكذا كنت أخطب على نهج محمد عبده... ولك أن تضحك كما شئت 

(محرنبيا إن شئت أو مزلوقا)

وتقبل مني هدية تجدها إن شاء الله في مجلس دوحة الشعر بعنوان (قارب المتقارب)

11 - أبريل - 2006
فهل من مدّكر?
لزوميات أبي العلاء    كن أول من يقيّم

يـد صفرت ولهاة iiذوت ونفس تمنت وطرف رنا
أعـائـبة جسدي iiروحه وما زال يخدم حتى iiونى

ترى العلجَ في قفره معتقا ولاقى  الهوان جوادٌ iiمُلِكْ
وما  حظه من حزامٍ iiيشد ليُركَب  أو من لجامٍ عُلِكْ
ألـكني إلى من له iiحكمةٌ ألـكـني إليه ألكني iiألِكْ

 

تـلوا  باطلا وجلوا iiصارما

 

وقـالـوا صدقنا فقلتم: iiنعم

أفـيـقـوا فـإن iiأحاديثهم ضـعـاف القواعد iiوالمُدَّعم
زخارفُ ما ثُبّتت في العقول

عـمّـى عـليكم بهن iiالمُعَم

 

 

 

11 - أبريل - 2006
قارب المتقارب
إقبال    كن أول من يقيّم

يقولون: بحر عميق iiعميق وما أضيع البحر ما أضيعهْ
بـحـثتُ  به موجة iiموجة وقـلـبـت  قوقعةً iiقوقعه

ترى النشء يملأ وجه الطريق بـغدوات صقر وروحات iiباز
ومـفـتي  المدينة واد iiسحيق يـضـج بمصطلحات الحجاز
فـوا أسـفا كيف هذي iiالسهام تـطيش بلا هدف في iiالوجود
بـرأي الـفـقيه وحكم iiالإمام وعجز الأمير وفوضى iiالجنود
إذا  ضـاع عـشٌّ فلا iiتكتئب فـفـي روضنا ألف عش iiلكا
ولـولا بـساتين أخرى iiهناك لـكـنـت بـكـيتُ له iiمثلكا
فـطر  ليس للباز أن iiيستريح ولا تـبـك عشا رماه iiالقضاء
فـفـي دربنا ألف قلب iiجريح وألـف  مـنـاسـبـة للبكاء
وسـر  الـلآلـئ خلد البريق وإلا فـمـعـدنُـها من iiحجر
وما هي جدوى دم في iiالعروق إذا كـان يـطـفئ نار iiالفِكَر

11 - أبريل - 2006
قارب المتقارب
لزوميات أبي العلاء (2)    كن أول من يقيّم


بـطـول  سُـراك iiوترحالكَ وتـمـك  مـن بـعد iiإنحالكَ
تـكـلـم  فـخـبر بني iiآدم بـمـا  عـلـم الله من iiحالكَ
سـريـنـا  وطـالبنا iiهاجعٌ وعـند الصباح حمدنا iiالسرى
لـيـفـتـنَ في صمته iiناسك إذا افـتـنّ فيما يقول iiالورى
زمـان يـخـاطـب أبـناءه جـهـارا  وقد جهلوا ما عنى
يـبـدل بـالـيـسر iiإعدامه وتـهـدم  أحـداثـه ما iiبنى
ألـم  تـرنـي وجميع iiالأنام فـي دولـة الـكـذب iiالذائل
مـضـى قَيلُ مصر إلى iiربه وخـلّـى الـسـياسة iiللخائل
سـتصغي إلى المين iiأسماعنا ونـصبو  إلى زخرف iiالقائل
وقـد يـفـسد الفكر في iiحالة فـيـوهمك الدرَّ قطر iiالسُرى
سـقـاك الـمـنـى iiفتمنيتها وصاغ لك الطيف حتى انبرى
تـسامت قريش إلى ما iiعلمت واسـتـأثـر الـترك iiوالديلمُ
وهـل يـنكر العقل أن iiتستبدَّ بـالـمـلـك غـانـية iiغيلمُ
يـعـود  أخـوك إلـى iiغيه وإن حـج مـن نسك iiواعتمر
وخـالـفك  الناس في iiمذهب فـقـلـت  علي وقالوا iiعمر
إلـه الأنـام ورب iiالـغـمام لـنـا  الفقر دونك والملك لك
ولـست كموسى أهاب iiالحمام ولـكـن أود لـقـاء iiالـملك
إذا  مـدحـوا آدمـيا iiمدحت رب الـمـوالي ومولى iiالأمم
ويـا  لـيـتني هامد لا iiأقوم إذا خـرجـوا يـنفضون iiاللم
وددت وفـاتـي فـي iiمـعلَم بـه لا مـع لـيـس iiبالمعْلَمِ
أمـوت بـه واحـدا iiمـفردا وأدفـن فـي الأرض لم تظلم
أحـاذر  أن تجعلوا iiمضجعي إلـى  كـافـر خان أو iiمسلم
إذا  قـال ضايقتني في المحل قـلـتـ:  أسـاءوا ولم iiأعلم
فـيـا لـلنصارى إذا iiأمسكوا ويـا  لـلـيـهود إذا iiأسبتوا
وقـد  سـئـلوا عن عباداتهم فـمـا أيـدوهـا ولا iiثـبّتوا
حـديـث على العالمين iiالتبكْ فـبـكِّ إذا شـئت أو لا iiتُبَك
سـألـت الـمحدث عن شأنه فما  زال يضعف حتى iiارتبك
لـعـمري  لقد فضح iiالأولين مـا  كـتـبـوه وما iiسطروا
كـأنـهـمُ لـقـديم iiالضلال جـمـال عـلى نهجها iiتُقطَرُ
إذا  هـاجك الدهر فاصبر iiله وعـش ذا وقـار كأن لم تهَج
أعـن  بـاكـيا لج في iiحزنه وسـل ضاحك القوم مم iiابتهج
تـنـافـس  قـوم على رتبة كـأن  الـزمـان يديم الرتب
وكـم مـن بعير قضى iiدهره بـشـد البطان وعض iiالقتب
غـدا الـنـاس كلهمُ في iiأذى فـزجّ  حـيـاتك فيمن iiيزج
ولا  تـطلبن اللباب iiالصريح فـقـد سـيط عالمنا iiوامتزج
لـقد شرب الدهر صفو iiالأنام ولم يبق في الأرض إلا iiالعكر
ومـا  عـند خلك غير iiالنفاق ومـا  خـلـتـه ناسيا iiفادكر
فـيـا والي المصر لا iiتظلمن فـكـم جاء مثلك ثم iiانصرف
ولا  تـرسـلن حبال iiالرجاء وأمـسـك  بكفك منها iiطرف
بـعـثـت  شفيعا إلى iiصالح وذاك  مـن الـقوم رأي iiفسد
فـيـسمع  مني هديل iiالحمام وأسـمـع  مـنه زئير iiالأسد
أرى حـلـبـا حازها iiصالحٌ وجـال سـنـانُ عـلى iiجُلّقا
وحـسـان  فـي سلفي iiطيئٍ يـصـرّف مـن عـزه iiأبلقا
فـلـمـا  رأت خيلهم بالغبار ثـغـامـا  على جيشهم iiعُلّقا
رمت  جامع الرملة iiالمستضام فـأصـبـح بـالـدم قد خُلّقا
مـسـاجـدكـم  iiومواخيركم سـواء فـبـعدا لكم من iiبشر
أرى أربـعـا آزرت iiسـبعة وتـلك  نوازل في اثني iiعشر

 

12 - أبريل - 2006
قارب المتقارب
عزمو    كن أول من يقيّم

          


وصـاحـب غجري عشتُ صحبته عـشرين  شهرا من الدنيا iiأساطيرا
كـم  مـرة لـصلاة الفجر iiرافقني ومـا  وجـدت له في الدين iiتفسيرا
إذا رجـعـنـا الـتقينا من حرائره غـيـد  المراقص يحملن iiالطنابيرا
راح الـشـقـي إلـى رب iiيسبحه ورحـن  يـلـهين عربيدا iiوسكيرا
سـألـتـه كـيف يحيا في iiعجائبه أرى الـمـسـاجد فيها iiوالمواخيرا
فـقـالـ:  ذلك  في الإسلام iiمذهبنا وعـادة قـد ألـفـنـاهـا iiأداهيرا
لـمّـا أتـيـنـا رسولَ الله iiأنكرَنا وقـالـ:  ما لي أرى غُلْظاً iiشناتيرا
قـالـوا: بنو مرةٍ هذي فقال: iiخذوا في  البابِ إسلامَكم وامْضُوا مغاميرا
فـلـم نـزلْ عـنده نبكي iiونعطفُهُ ونـسـألُ الله فـي الإسلامِ iiتيسيرا
حـتـى  تـهـلَّل للمرّارِ iiمشترطاً أن نلبسَ العُصْبَ حُمْراً والطراطيرا
وأن نـقـوم بـتـفريح العباد iiوأن تـكـون كـل لـيـالينا iiشحاريرا
فـنـحـنُ  من أوّلِ الإسلامِ فرحتُهُ نـسـقي الصنوجَ ونقتاتُ الشبابيرا
فـقـلت:  من هو يا (عزمو) iiنبيكمُ فـقـال، لـم أُجْرِ فيما قال iiتحويرا
نـبـيـنـا عـمر الخطاب iiأرسله مـحـمـد  بـكـتاب الله iiواختيرا
وكـان عـيسى مع البواب iiيحرسه وكـان  مـوسـى يغنيه iiالمزاميرا
هُـمْ عـلّموا سالما أن لا يرى iiأحداً وشـيخَ صنعاءَ أن يرعى الخنازيرا
وكانت لي مع (عزمو) أيام مليئة بالطرائف والنوادر، وأذكر منها أنني سألته يوما عما يحفظ من القرآن الكريم، فكان جوابه: أحفظ الكثير، وإلا كيف أصلي? فسألته أن يذكر لي شيئا من هذا الكثير، فبقي دقائق لا يحير جوابا، ثم تذكر سورة فقال (إنا أعطيناك الكرسي ...) واجتهد كثيرا فما أسعفته ذاكرته ببقية السورة ! وسألته عن (الفاتحة) فلما قرأها سمعت منه (فاتحة) غجرية بكل معنى الكلمة، حيث ذكر فيها (آدم) و(سليمان) و(عباد الله الصالحين) وقطعة من دعاء التشهد.
وأما ما ذكره (عزمو) عن وفود عشيرته على النبي (ص) فلا يمنع أن يكون له أصل في التاريخ الوسيط، ولكنه لا يرقى إلى ما بعد القرن السادس الهجري، وهو ينطبق تماما مع ما ذكره شرف الدين البدليسي عن وفود الكرد على النبي (ص) وقوله وقد استبشع غلاظتهم وقسوتهم: اللهم بدد شملهم، اللهم لا تجعل لهم دولة على رجل مسلم. انظر تفصيل ذلك في تاريخ الأكراد المسمى (شرفنامه) (ترجمة علي عوني، طبعة دار الزمان: دمشق 2006 ط2 ج1 ص62) والحديث بلا شك حديث موضوع، لا أصل له.

12 - أبريل - 2006
البنت التي تبلبلت
جدتي: البنت التي تبلبلت    كن أول من يقيّم

هذا مقطع من (الدمع المدرار) تعرضت فيه لذكر جدتي لأبي (مريم الأيوبي) وأخويها، ورفيقها في الحج ملا عبد الجليل البوطي، والد زوجة شيخنا ملا عبد العزيز. وافتتحت هذا المقطع بذكر مولد شقيقيَّ محمد ومعتز، وهما  أصغر أشقائي، إذ أنجب أبواي ثمانية بنين، وبنتين، ماتت الكبرى منهما في صغرها، ومات أيضا أخي (فرزت) في حادث أليم، حيث تدحرج به أخوه الذي كان يحمله أمام درج البيت، فما زال يبكي طوال ليله حتى مات، وكان يصغرني بثلاث سنوات، ولا أذكر من أخباره إلا يوم وضعه أبي  ليغسله قبل تكفينه على طاولة من الخشب صغيرة، كانت تستعملها أمي في إعداد المكدوس. ولم يكن بكاء أمي المرير في تلك الساعة من الدهر هو السبب في رسوخ هذا المشهد في مخيلتي، بل كان سبب ذلك فيما أعتقد أنها كانت المرة الوحيدة التي أرى فيها أبي يقوم بتغسيل واحد منا. وأفتتح هذا المقطع بقطعة من صفحات طويلة حول ذكرياتي مع شقيقيَّ الصغيرين، وكنت أليهما في الترتيب. فلم أر أمي حاملا إلا فيهما، وأما البنت التي تبلبلت في هذا المقطع فهي جدتي التي طالما حدثتني عن العصي التي كانت تنزل على ظهرها وكتفيها في كل مرة تريد فيها أن تقبّل مشعرا من مشاعر الحرم:

مـحـمـدٌ إن وُضعَ الميزانُ لـم  يـبق في العالم طيلسانُ
ما زلت أذكر الترابَ iiوالحجرْ وكيف كان يوم وضعك iiالقمرْ
أركـض فـي زقاقنا iiالمؤدي مـن  بيت خالتي لبيت iiجدي
ثـم  أعـود ومـعـي لداتي يـقـاسـمـونـني iiمفاجآتي
يـزدحـمون  الباب والشباكا وكـلـهـم أتـى لكي iiيراكا
لا يـعـرفون في الحياة iiهمّا وكـل هـمـهـم ماذا تُسمّى
وجـاءت الخالات iiوالجاراتُ واخـتلفت  في أعيني iiالحياةُ
ولـم يـكـن عليك ما أعيبُ أنـي  أنـاغـيك فلا iiتجيبُ
وأمـك الـغـادة في iiالسرير تـرمـقـني  بطرفها iiالقرير
تـريـد تـخفي حبها iiأمامي خـائـفـة  تحتسب iiانتقامي
تـحضنني لصدرها iiوتشتمُكْ وتـسـتحين  غفلتي iiوتلثمُكْ
ولـم  تكن إن كنت في iiيديها تـنـيـمني إلا على iiرجليها
ما  كان أحناها على iiغدائري أيـام رأسـي ذهبُ iiالضفائرِ
قد  صار كالفضة ذلك iiالذهبْ وهـجـم الشيب عليه iiفهربْ
خـمـس سـنين كلها iiتجنّي أغـار مـنـك وتـغار iiمني
وكـيـف ما كنت أغار iiمنكَ أغـارُ  مـنـك وأغار iiعنكَ
يـحـدثون عن عظيم iiقدرك والخاتم الأخضر فوق صدركَ
والـبـرقـع الذي ولدتَ iiفيهِ نـخـاف  سـره iiونـتـقيهِ
في ذلك البيت الذي لم iiيختنقْ وكـلـما  مررت فيه iiأحترق
أهـيـل  فـي ترابه iiرمادي وأعصر  الأشواق من iiفؤادي
هـنـاك  كـنـا قطراً iiإوزّا وبـيـزرابـات iiوخـبزرزا

مـعـتـز  يا ذاك الرفيف iiالباقي فـي  خـفق أشواقي وفي أخلاقي
لـمـا ولـدتَ لـم أكـن iiمنهمكا وكـنـت فـي النهر أصيد iiسمكا
وعـنـدمـا  عـرفتُ من iiرفاقي تـركـتـهـم أركض في iiالزقاق
وقـطـرمـيز الصيد في iiحسابي يـطـيـر  مـنه الماء في iiثيابي
حـتى  وصلت البيت آخر iiالنفسْ وشـدنـي  صـوتك فيه iiفاحتبسْ
وقـفـتُ  لا أعـرف كيف iiأفعل أنـظـر مـن شـبـاكه أم أدخل
وكـنـتُ أدري أن أمـي iiسـتلدْ أعـلـل الـنـفس بما سوف أجدْ
مـسـتـفسراً  سؤال غير ضامنِ وقـد دخـلـت بحر عامي الثامنِ
أصـغـي  بسمعي ممسكاً iiوجيفي مـن  فـوق بـطن أمك iiالشريف
أَطـرقُ ظـهـر بـطـنها iiعليكا لـكـي  تـجـيـبَـني iiبراحتيكا
كـذاك  كـانـت جـدتـي iiتقولُ حـكـايـةً  تـأنـفـهـا العقولُ
مـعـتـز كـيـف تقفز iiالأعوامُ لا  بـد أن بـعـضـهـا حـمامُ
بـالأمـس  كـان عـامنا iiطويلا نـعـيـشـه مـذلـلاً iiتـذلـيلا
والـيـوم بـيـن سـمعنا iiثواني وبـيـن  أن نـبـصر عامٌ iiثاني
مـا بـين أن جئتَ وصحتَ iiماما وصــرتَ والـداً بـدا iiأيـامـا
فـي  ذلـك الـبيت جبال iiماضي مـمـا  رمـاه الدهر من أنقاضي
يـا حـلـمـنا الضائع من iiأيدينا جـارت عـواديـنـا على iiوادينا
عـمـاك فـي واد iiوعـمـتـاكا فـي أعـتـم الأيـام مـن iiدنياكا
يـا  ذلـك المنزل في تلك iiالربى لـم يـبق إلا أنت من دمع iiالصبا
مـا  كـان أحلى أن أرى iiمرقاها جـدتـنـا مـريـم فـي iiتـقاها
تـدخـلـنـي البيت لكي iiتنساني غـارقـة  فـي الـذكر iiوالقرآنِ
كـأنـنـي  مـن بـيتها في iiديرِ حـفـيـف  سـرٍّ وهـديل iiطير
آخـر مـن حـجت على iiالجمال راكـبـة  بـحـراً مـن iiالرمالِ
أيـام لا يـنفع في الخوف iiالهربْ ولـم تضع أوزارها حرب iiالعربْ
مـن أيـن يا ذات العيون iiالزرقِ والـغـرة  الـشقراء ذات iiالفرقِ
والـعارض الأزهر والكف الترِفْ تمشين  من حيث الرجال iiترتجفْ
يـا لـيـتـني كنت أرى iiالبقاعا تـربـط  فـي عـيدانها iiالرقاعا
والـجـلـنـار يـحذف iiالجمارا تـرمـي  بـه وتـصلحُ iiالخمارا
كـم شـدهـا عن ركنها المطوّفُ وبـالـعـصـا  أبـعدها المعنّفُ
بـاذلـة  فـي ديـنـها iiالبرطيلا فـي  أن يـغـضوا طرفهم iiقليلا
قـد ضـاع فـيهم حبها iiالمخرَّبُ تـريـد لـثـمَ أرضهم iiوتُضربُ
ولا تـحـس ضربهم من iiالطربْ ما أضيع الأكراد في أرض العربْ
وقـد تـوسـع الـهـوى دروبي فـي نـسـبـي لـمريم iiالأيوبي
آبـاؤهـا كـردٌ مـن الـعـراقِ وأمـهـا  شـامـيـة iiالأعـراقِ
والـسـكـر  لا يفعل في iiالندامى حـتـى  يشموا في العراق iiالشاما
قـضـيـةٌ  مـشهورة في iiالناسِ تُـعـرَفُ مـن عصر أبي iiنواس
ولـسـت أنـسـى إذ أتى أخوها مـسـتـصـفحاً  قطيعةً iiيمحوها
وكـان قـد قـاطـعها iiسنينا وجـاء  قـد تجاوز iiالسبعينا
يبكي كمثل الطفل وهي تَربتهْ يـمـدُّ  مـن نحيبه iiوتسكتُهْ
وكـان  فـي شـبـابه iiفتّاكا وفـي  خيالي طرفٌ من iiذاكا
قـضى  الحياة لا يريد iiينسى عـشـيـقةً  أحبَّ في فرنسا
وهـام فـيها مُلجماً iiومُسرِجا فـمـا بـنى بيتاً ولا iiتزوّجا
ولـم  يـزل لـهـا أخٌ iiآتيهِ قـد  جاوز التسعين من iiسنيهِ
عـداده  فـي الأتقياء iiالركّعِ ولم  يلن ولم يقف عن iiالسعي
أنفق  خمس حجج في iiنصبِ يـصـنع تمثالاً لمسجد النبي
لم ينسَ في استنساخه iiالسجادا ولا الـسـراديب ولا iiالعمادا
مـنـمـقـاً في بابه iiالنقوشا تـحـسبه  من ذهبٍ iiمنقوشا
تُـكـبـر فـي صنعته iiيديهِ ولا تـمـل نـاظـراً iiإلـيهِ
يا دارها كم غرني في الدارِ كـيـسٌ معلق على iiالجدارِ
قـد طرَّزته أحسنَ iiالطراز وأودعـتـه  تربة iiالحجازِ
وشاخ  والدي وشاب iiجيلي ولـم يزل يضيء iiكالقنديل
حـتـى  أضـافـوه إلى iiالحنوطِ كـمـا رأى عـبد الجليل البوطي
وكـان فـي الـحـج لـها iiرفيقا واتـخـذتـه  آلُـهـا iiصـديـقا
وصـحـبـة الحج كلحمة iiالنسبْ وذاك في الإسلام من أغلى الحسبْ
ما النحو يا نحو العيون السودِ = خرجتُ من (عِزّي) إلى (مقصود)
هل كانتا في النحو أم في الصرفِ = لقد شربتُ من عيونٍ صُرفِ
وربما تنسى معي الأيامُ = ما (قولُ أحمدٍ) وما (عصامُ)
فخلني والربعَ والكسورا = وأعطني شطرنجكَ المكسورا
ألغازنا أعيت مصحّفيها = وقد أضاعونا وضاعوا فيها


12 - أبريل - 2006
البنت التي تبلبلت
على قبة الكنزة 3    كن أول من يقيّم

أكـان وردكِ مـوعـودا iiبـلقيانا أحـلـى  معانيكِ يا أحلى iiهدايانا
سـهـما  بعثتِ إلى قلبي iiرسالته فـصـار  لي قبل أن ألقاه عنوانا
يا  غادة الشعر مكتوما ولو iiنشرت أعـلامـه سار فيها الدهر iiحيرانا
لـولا  مراعاتنا الأشواق ما iiعدلت نـريـدُهـا  وشـعارُ الود iiينهانا
وقـد  تـذوب حياء من iiمساءلتي وربـمـا تـجرح الأزهار أحيانا
جرت (ضياء) نسيما من iiطرابلس تـلمني  من حقول الشوك iiريحانا
فـسـار وادي شبابي في iiحدائقها وصـار  كـل مـكان فيه iiبستانا
لا  تـحـسبي كل عذالي بلا iiكبد إذ يـسـمـعون لشكوانا iiونجوانا
إنـي لأعـلـم أني في iiجوانحهم أسـيـر  مـا بين قتلانا iiوغرقانا
إن كـان أسهرنا ما لا يطيف iiبهم أو قـيـل أضحكهم ما كان iiأبكانا
أظـنـهـا كـالـضيائيات iiباقية هـواجس الظن في أرجاء iiذكرانا
ولا  أعـاتـب دهري في iiبراءته أراد  يـطـربنا من حيث iiأشجانا
ولـيـس  أول مـأمول نراع iiبه بـمـا نـؤمله في الوصل iiعزّانا
ضـيـاء  أنت شبابي في iiمتاعبه إذا تـذكـرت ما قاسى وما iiعانى
لـي فـي بـيانك أطماع iiمعظمة ومـا بـذلـت إليك الشعر iiمجّانا
ولا أريـد لأبـنـائـي إذا iiسألوا روايـة  عـن مـآسـينا iiوديوانا
فصوري  كيف فرساني تعيث iiبها سـنـابـك الخيل جثمانا iiفجثمانا
وصـوريها  لأولادي كما iiصهلت يـومـا  بـأكرم خلق الله iiفرسانا
هـلـمّ نـرسـم وجدا آخرا iiفلقد غـصت  بقصتنا في الدهر iiدنيانا
صـلابـة  الدهر مجلى ما iiنكابده فـكـلـما هي زادت زاد iiمجلانا
إنـي  لأذكـر مـلاحـا iiبزورقه في البحر من لحنه المحزون غنانا
إن  السفينة هذي بعض ما iiحملت أشـواق قـلبي إلى أعتاب iiمولانا
فـإن  أراد هـياج البحر يكسرها ركـبـته في سبيل الحب iiطوفانا
حـتـام آكـل نـيراني iiوتأكلني وأسـتـغـيث  بها صما iiوعميانا
نعم  أغاروا نعم خانوا نعم iiغدروا بـالحب حقدا وبالإخلاص iiعدوانا
ويـلـي  عـلى ولدي فيهم أقدّمُه هـديـة لـضـواريـهم iiوقربانا
صـلـى  ورائي فلما قام قلت iiله قـد  اقـتـديـت بعلم الله iiخوّانا
إن الـذيـن وهـبـناهم سرائرنا لـم يـتـركـوا أثرا فيها iiلمعنانا
إيـاك إيـاك مـن كهفي فإن iiبها فـي  كـل نـاحـيةٍ والله iiثعبانا
سـمـيـتـهـن ثعابينا iiلتحذرها وقـد  تـرى من يسميهن iiأحزانا

12 - أبريل - 2006
البنت التي تبلبلت
لا ضحكا على الأنساب    كن أول من يقيّم

رائـع  جـدا iiفشكراً أيـها  السعدي ُّ شكرا
كـل يـوم يـتـبدى أنني  استصفيتُ iiبِكرا
لا تـلم عيفي iiوحولي أمـم تَـكرى iiوتُكرى
رب ذنـب جـر iiحبا وغـدا أجـمل ذكرى
لـم  تقل لي أي iiسعد أنـت، لا خوفا ونُكرا
إن  سـعدا في iiحياتي من قديم الدهر iiسكرى
أنـا  من بكرٍ، iiوسعدٌ أنجبت في الدهر بكرا

15 - أبريل - 2006
بكاء على القبور وضحك على الانساب!
أرسل لنا مختارات من شعرك    كن أول من يقيّم

الأخ قبر المحترم =ولا أدري لماذا اخترت هذا الاسم=: أرجو أن ترسل لنا بباقة من شعرك لننظر فيها، ويكون جوابنا على هدى.

 

15 - أبريل - 2006
فن الشعر
لوقا    كن أول من يقيّم

أستاذتي ضياء خانم: أرجو المعذرة من تأخري في جوابك حول إضافة قصيدة بعد الرسالة التاسعة، وذلك لأسباب فنية، ويمكنك اليوم قراءة القصيدة المضافة.
وأرغب أيضا بإهداء قصيدة (لوقا) في هذه البطاقة لصديقة لي من أهل صلخد، اسمها (روز العيد) وهي صحفية كانت تعمل في جناح الأخبار في التلفزيون السوري، ربطتني بها زمالة عمل لمدة ستة أشهر تقريبا، ولم أرها منذ ذلك الوقت (عام 1997م) وكانت تحب شعري هي وصديقتها (مادلين) التي كانت سببا في تأليف قصيدة (اذهب فسوف تذوق جرح غرامي) وفي تلك الأثناء توفي والد روز، وكان قد رُسم شماسا لكنيسة صلخد، بعد حياة طويلة قضاها في صفوف القوات المسلحة، فسألتني روز أن أكتب لها قصيدة في رثائه، ففعلت، وألقتها هي بالنيابة عني، في ذكرى أربعينه، وربما أقوم بنشر هذه القصيدة لاحقا. وهي بين يدي الآن وتاريخها (4/ 5/ 1997م) وتقع في (21) بيتا.
وأما قصيدة لوقا، فهي قطعة من قصيدة طويلة جدا، امتزج فيها الجد بالهزل، ثم رأيت تعديلها وتهذيب ما فيها من الهزل. واقتبست البيت الثاني من مقدمة لوقا لإنجيله الذي كتبه ل(تاوفيلس) وأظنك تعرفين (تاوفيلس) وهو الأمير الذي كتب له لوقا السبعيني  (ت 90م) الإنجيل وأعمال الرسل أيضا. ولوقا هذا طبيب بولس وأكبر تلاميذه، وهو حسب التاريخ الإسلامي أحد الرسل السبعين، الذين مسحهم السيد المسيح رسلا إلى الأمم وهم صغار، فجرت ألسنتهم بلغات الشعوب التي أرسلوا إليها، كما يذكر المسعودي في (التنبيه والإشراف) والمقريزي في (الخطط) وشذ ابن خلدون فعده في الحواريين.
.  
 
      

يـا  (تـاوَفيلُسُ ) كم قالوا وكم زعموا وكـم  أضـافـوا وكم زادوا iiأساطيرا
وقـد  تـتـبّـعـتُ بالتدقيقِ ما iiنقلتْ خَـدّامُ سـيّـدنـا فـحـصاً وتحريرا
قضيت في (الفاتيكان) الشهر من عجب وخـانـنـي الـدهرُ أجلوها تصاويرا
لا  أسـتـطـيـع أنـا (لوقا) أفسرها ولا  أظـن لـهـا فـي الدهر iiتفسيرا
جـرتْ بـأسـرار أقـنومِ المسيحِ دماً بـيـن  الـكـنائسِ يجتاحُ iiالنحاريرا
كـانـت مـئـاتُ الملايين التي iiقُتِلَتْ لأجـلـهـا فـي ظلام الدهر iiتنصيرا
فَـمَـنْ أنـا لـتـراني في iiمحاورتي بـطـاركٌ  وُلـدوا فـيـها iiأعاصيرا
رأيـتـهـا وهـي نور كالصباح iiوما رأيـتُـهـا  عـنـدما ماجت iiدياجيرا
إذا  مـعـاركُ أيـقـونـاتِـها ذُكِرَتْ بـكـى  لـها الصخرُ إشفاقاً iiوتحذيرا
كـم  حَـطَّـمَـتْ في تَوَلّيها iiقياصرةً وأحـرقـتْ  فـي تـأبِّـيها iiنساطيرا
وكـردنـالـك أشـقى ما احتفظتُ iiبه مـن  ذكـريـاتـي وأقـساهنَّ iiتأثيرا
خـلّـوهُ فـي الباب كالبوّاب iiيحرسُهُم وحـطّـمـوا  بـالـملذّاتِ iiالحواكيرا
وألـبـسـوه  ثـيـابَ الـجندِ iiكاملةً عـصـا  ودرعـاً وقـاووقاً وجنزيرا
تَـرَكـتُـهُ وكـتـابُ الله فـي iiيـدِهِ يَـفـيـضُ  نـوراً وَلا يهديه iiقطميرا

 

حـبـيـبـتـي نوَّر الرمَّانُ iiوامتلأت

 

غـدائـري  من ندى الأسحار iiتقطيرا

ذهـبت  بالثلج أمحو الشوق حَوْلَ فمي وقـلـت يـطـفـئـهُ فازداد iiتسعيرا
هـذا  الـبياضُ بقايا الروح في iiشفتي فـمـرريـهـا  عـلى خدَّيك iiتمريرا
وَأسـنـديـنـي  بأقراص الزبيب فلا أقـضـي عـلـى وردها لثماً iiوَتنثيرا
ظـنَّ الـمـشـاهـيـرُ آتيهم فأسألُهُم وآفَـةُ الـعـلـمِ أن تـأتي iiالمشاهيرا
هـذي  حـبـيـبَةُ قَلبي عندما iiسُبِيَتْ كـانـت دوائـر نـهـديـها iiسنانيرا
بـابَ الـسـلام سَـلامـاً من حَمائِمِهِ قُـل  لِـلـمـنـائر يفتحنَ iiالمقاصيرا
لـلـغارساتِ على (سفْرِ النشيد) iiشذى صـلاتِـهـنَّ الـتـي كانت iiمشاويرا
لـلـنـائماتِ على كلِّ الحقول iiضُحىً لـلـرائـحـاتِ يـغـازلنَ النواطيرا
لـلـراحـماتِ على غدرانِها iiازدحمتْ لـو  لـم تـكنْ بشراً كانت iiعصافيرا
لـلـسـاحـباتِ  ذيولَ الكرنفالِ iiندىً مـلأنَـهُ مـن خـدودِ الـوردِ iiتغبيرا
كـم شـقَّ أصـحابُ أُخدودٍ لهنَّ iiردىً فـزادَهُـنَّ  إلـى الـصـلبانِ iiتبكيرا
لـلـمـشـرقـاتِ  على انجيلهنَّ iiفَمَاً بـكـلِّ مـا فـيـه إشـراقاً iiوتنويرا
فَـوَّفْـنَ  مـنـه ثـيـاباً لا تُباعُ iiوَلا تُـهـدى ولا تَـنـتَهي وَشْياً iiوَتحبيرا
الـمـاحـيـاتِ  ولَـوْحي في iiأنامِلِها نَـظَـرْنَ فـيـه فـمـا أمْعَنَّ iiتفكيرا
يَـمْـحينَ بالريقِ أعوامي التي iiحجبتْ طـفـولَـةً مـا شـبـعناها iiحزازيرا
تـبـدل الـحـبُّ عـشـنـاهُ عمالقةً بـابـاً  نـفـتـشُ أن نلقى به iiصِيرا

15 - أبريل - 2006
البنت التي تبلبلت
 105  106  107  108  109