البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات د يحيى مصري

 101  102  103  104  105 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
بغا    كن أول من يقيّم

* في اللسان :
" وقال ثعلب: بَغَى الخَيْرَ بُغْيَةً وبِغْيَةً، فجعلهما مصدرين. ويقال: بَغَيْتُ المال من مَبْغاتِه كما تقول أَتيت الأَمر من مَأتاته، يريد المَأْتَي والمَبْغَى. وفلان ذو بُغاية للكسب إذا كان يَبغِي ذلك. وارْتَدَّتْ على فلان بُغْيَتُه أَي طَلِبَتُه، وذلك إذا لم يجد ما طَلَب. وقال اللحياني: بَغَى الرجلُ الخير والشر وكلَّ ما يطلبه بُغاءً وبِغْيَة وبِغىً، مقصور. وقال بعضهم:بُغية وبُغىً".
 
*في تهذيب اللغة للأزهري:
...وقال اللحياني: بغى الرجل الخير والشر وكل ما يطلبه بغاء وبُغية وبُغى مقصور.
وقال بعضهم بِغية وبِغى، وأنشد:
لا أشغلنكم بُغى الخير إنني ** سقطت على ضرغامة هو آكلي
 
 
.

20 - ديسمبر - 2008
رحلة لن تتكرر
يا عطر الورد ، يا أخي ياسين.    كن أول من يقيّم

*بغى ياسين الخير: طلَبَهُ . أريد أن أؤكِّد ذلك ، فأقول : بغى ياسين الخير بَغياً ؛ أي : طلَبَه طلْباً . وهذا هو القياس . قال سيبويه :
" أتتُهُ إتياناً ، وقد قالوا على القياس : أتْياً " ( الكتاب 2/215، طبعة بولاق).( وهكذا : سَكتاً ، وهَدْءاً ، عَجزاً ، وحمته حَمْياً...) .(الكتاب2/216).
*( بغى ) : فِعل ثلاثي مجرَّد .
تقول : بغى ياسين الخير ( بغياً ،و بُغية ،و بِغية ) .
إذا أراد أخي الأستاذ أن يجمع ( بُغية ) ، قال : بُغَىً . هذا النوع من الجموع يقال له : اسم الجنس الجَمْعي الذي يذكّره أهل الحجاز ، ويؤنّثه أهل نجد .
الآن : فائدة صَرفية : كل ماجاء على وزن : ( فُعلَة ) ،أو ( فِعلة) نحو: بُغيَة ، بِغية ، يُجمع على ( فُعَل) : بُغَىً . و( فِعَل) : بِغىً . وكذا ، ماجاء على ( فُعلى ) و ( فِعلى ) : في الجمع تقول: ( فُعَل ) ، و(فِعَل)، نحو: كُبرى / كُبَر " إنها لَإحدى الكُبَر " . الآية و ذِكْرى / ذِكَر - بفتح الكاف- .
*ابتغى : هذا فِعل ثلاثي مَزيدٌ فيه حرفان ، هما الهمزة ، والتاء .
وزن ( ابتغى) الصرفي : افتَعَلَ ، أصله ( ابتَغَيَ) : تحركت الياء ، وفُتِح ما قبلَها ، فقُلِبتْ ألفاً ، فهو فعل ثلاثي ٌّ مزيدٌ فيه حرفان ، بينهما فاء الفعل ، ومعنى الزيادة : الاتّخاذ .
 " ومَن يبتغِ غيرَ الإسلام دِيناً فلن يُقبَلَ منه...". الآية .
 [ هكذا كنّا نعلّم طلبة السنة الثانية بكلية الآداب في جامعة حلب ، سنة 1986].
*انبغى : هذا فعل ثلاثي مزيد فيه حرفان ، هما الهمزة والنون.
وزن ( انبغى ) الصرفي : انفعَلَ ، أصله ( انبَغَيَ) : تحرّكت الياء ، وفُتِح ما قبلَها ، فقُلِبتْ ألفاً ، فهو فِعْلٌ ثلاثيٌّ
مزيدٌ فيه حرفان قبل فاء الفعل المجرَّد : بَغَى .
معنى الزيادة : المطاوعة .
فائدة : ليس لهذه الصيغة ( انفعل) : في اللسان العربي إلا معنىً واحدٌ ، هو المطاوعة ،وتؤدي في العربية معنى الفعل المبني للمجهول . والتعبير عن المطاوعة في هذه الصيغة ينقسم إلى قِسمين: (1) مطاوعة الفعل الثلاثي المجرّد الذي يُشترط فيه أن يكون علاجياً ؛ أي يدل على حركة حسية . تقول : هزمنا المحتَل فانهزم . أما إذا كان الفعل غيرَ عِلاجيٍّ ، فلا تأتي منه هذه الصيغة ، فأنت لا تقول : علِمتُ الأمرَ فانعلَمَ ، وفهِمتُ الدرسَ فانفهمَ ؛ لأنّ الفعلين ليسا بِعلاجِيين. وقد تمتنع هذه الصيغة من بعض الأفعال العلاجية ، فأنت – مثلاً- لا تستعمل الفعل : انطرد ، فلا تقول : طردتُ العدو فانطرد ، في حين تقول : دحرته فاندحر.... وهكذا يكون التعبير قاصراً على السماع وليس على القياس.
(2) : مطاوعة المزيد فيه حرف ، إذا كان على زِنَة (أفعَل)
وهذا قليل ، وسماعي أيضاً ، من ذلك قولك : أطلقتُ طير الوروار فانطلق ، وأزعج أبو حلب أبا أحمد الأريب فانزعج [ حاشاك يا عطر المجالس].
فائدة في الإملاء : الرضوان : إذن ، نكتب هكذا  (رضا ) ،وخطوة / خُطا ، وذروة/ ذرا : هكذا ! ولكنْ مهلاً :" كل ما جاء على ( فُعَل) ، أو ( فِعَل) ، جاز رسْمُه على الألِفَيْن " : رضا ، رضى ، ذروة ، ذرا ، ذرى ، خطا ، خطى.....
فائدة في القراءات : قرأ الأعمش ( ورُضُوان) بضم الراء والضاد .(البحر5/21،72). وقد أثبتَ هذا البناءَ سيبويه : فُعُلان : سُلُطان – بضم اللام- ( الكتاب2/322 بولاق). ولاتنس أن القراءة الشاذة مقدَّمة على اللغة .
 
النتيجة : (بغي) صحيحة . ويجمهن بغية صحيحة ؛ لأنها بمعنى بغْي . والتضمين في اللغة معروف ، وشواهده منثورة : تَلْمَذَ يحيى لشيخه العلامة محمد عُضَيمة. فإذا قالوا : تتلمذ عليه ، ضمنوا الأصلي معنى : قرأ عليه ....ثلاث أنفس ، ثلاثة أنفس....
 
أما( ها هنّ)، فتقويمه: ها هن أولاء؛ لأن الأصل : هؤلاء هنّ. وهكذا: هاأناذا، هاهوذا،هاهي ذي ،هاهم أولاء ، هانحن أولاء، هاهن أولاء: ها= للتنبيه .
(هُنّ أولاءِ) :جملة اسمية، ولايهم أيهما المبتدأ.

20 - ديسمبر - 2008
رحلة لن تتكرر
دونك.... على عيونك.    كن أول من يقيّم

قال أخي ياسين سائلاً:
 فهل " تجمعهن بغيُ "صحيحة أيضا يا شيخي ؟ أظن ان الإجابة سوف تكون بالنفي ، دون ان أدري السبب النحوي لهذا الظن، وإنما اعتمادا على أني لم أصادفها حين مطالعتي الكتب . فما قولكم دام فضلكم وزاد علمكم؟ وبهذه المناسبة اتوجه لكم بالسؤال : لماذا قال الله تعالى : " وقال نسوة في المدينة ..." ولم يقل : وقالت نسوة..؟ هلا تفضلتم بإجابة شافية!
1- الجواب : نعم ؛ لأن ( بغية) بمعنى(بغْي)، أو تقول: ( بغية)= فاعل مؤنث مجازياً، يلعب في أعصاب الفعل ، فإذا الفعل منافق له وجهان: التذكير والتأنيث.
2- " قال نِسْوَة " : .......جمع تكسير، فيجوز تذكير الفعل وتأنيثه . والنكتة في تذكيره أنّ هؤلاء النسوة كُنّ مسترجلات؛ صاحبات هوى...والعلم عند الله تعالى.

21 - ديسمبر - 2008
رحلة لن تتكرر
التأنيث والتذكير(1)    كن أول من يقيّم

تذكير الفعل أو تأنيثه مع الفاعل المؤنّث
قال تعالى: (ولا تكونوا كالذين جاءهم البينات)، وقال تعالى: (وما كان صلاتهم عند البيت)، وقال تعالى: (قد كان لكن فيهم أسوة حسنة). هناك خط بلاغي في القرآن الكريم حول هذا الموضوع وقد أُثير في عديد من الأسئلة خلال الحلقات، ونذكر منها ما جاء في تذكير وتأنيث الفعل مع كلمة الضلالة والعاقبة وكذلك مع كلمة الملائكة وكذلك مع كلمة البيّنات. وقلنا باختصار إنه:
      تذكير الفاعل المؤنث له أكثر من سبب، وأكثر من خط في القرآن الكريم. فإذا قصدنا باللفظ االمؤنّث معنى المذكّر جاز تذكيره ،وهو ما يُعرف بالحمل على المعنى. وقد جاء في قوله تعالى عن الضلالة (فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30) الأعراف)، وقوله تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36): النحل). ونرى أنه في كل مرة يذكر فيها الضلالة بالتذكير تكون الضلالة بمعنى العذاب؛ لأن الكلام في الآخرة :(كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29): الأعراف) وليس في الآخرة ضلالة بمعناها؛ لأن الأمور كلها تنكشف في الآخرة. وعندما تكون الضلالة بالتأنيث يكون الكلام في الدنيا فلمّا كانت الضلالة بمعناها هي يؤنّث الفعل.
      وكذلك كلمة العاقبة أيضاً تأتي بالتذكير مرة وبالتأنيث مرة أخرى ، وعندما تأتي بالتذكير تكون بمعنى العذاب، وقد وردت في القرآن الكريم اثنتي عشْرة مرة بمعنى العذاب ؛أي بالتذكير والأمثلة في القرآن كثيرة، منها قوله تعالى في سورة الأنعام: (قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ {11}) وسورة يونس: (فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلاَئِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ {73}) و(وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (84): الأعراف) و(فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73): الصافّات). المقصود بالعاقبة هنا محل العذاب فجاء الفعل مذكراً. وعندما تأتي بالتأنيث لا تكون إلا بمعنى الجنّة، كما في قوله تعالى (وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (37) :القصص) وقوله تعالى في سورة  الأنعام:
(قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدِّارِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ {135}).
      تذكير كلمة شفاعة مرة وتأنيثها مرة أخرى في سورة البقرة: قال تعالى في سورة البقرة (وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ {48}‏) وقال في نفس السورة :(وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ {123}).جاءت الآية الأولى بتذكير فعل (يقبل) مع الشفاعة على حين جاء الفعل (تنفعها) مؤنثاً مع كلمة الشفاعة نفسها. الحقيقة أن الفعل (يقبل) لم يُذكّر مع الشفاعة إلا في الآية 123 من سورة البقرة وهنا المقصود أنها جاءت لمن سيشفع، بمعنى أنه لن يُقبل ممن سيشفع أو من ذي الشفاعة. أما في الآية الثانية فالمقصود الشفاعة نفسها لن تنفع وليس الكلام عن الشفيع. وقد وردت كلمة الشفاعة مع الفعل المؤنث في القرآن الكريم في آيات أخرى، منها في سورة ياسين: (أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلاَ يُنقِذُونِ {23}) وسورة النجم: (وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى {26}).
      وكذلك كلمة البيّنات فإذا كانت بمعنى العلامات الدالة على المعجزات أنّث الفعل، وإذا كانت بمعنى الأمر والنهي وحدّ الله والدين ذكّر الفعل هناك حكم نحْوي مُفاده أنه يجوز أن يأتيَ الفعل مذكّراً والفاعل مؤنثاً. وكلمة البيّنات ليست مؤنثاً حقيقياً لذا يجوز تذكيرها وتأنيثها. والسؤال ليس عن جواز تذكير وتأنيث البيّنات؛ لأن هذا جائز كما قلنا لكن السؤال لماذا؟ لماذا جاء بالاستعمال فعل المذكر (جاءهم البيّنات) مع العلم أنه استعملت في غير مكان بالمؤنث (جاءتهم البيّنات)؟
جاءتهم البيّنات بالتأنيث: يؤنّث الفعل مع البيّنات إذا كانت الآيات تدلّ على النبوءات، فأينما وقعت بهذا المعنى يأتي الفعل مؤنثاً كما في قوله تعالى في سورة البقرة: (فَإِن زَلَلْتُمْ مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {209}) والآية (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {213}) و (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَـكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ {253})، وقوله في سورة النساء :(يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُواْ أَرِنَا اللّهِ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَاناً مُّبِيناً {153}).
      أما جاءهم البيّنات بالتذكير: فالبيّنات هنا تأتي بمعنى الأمر والنهي وحيثما وردت كلمة البيّنات بهذا المعنى من الأمر والنهي يُذكّر الفعل كما في قوله تعالى في سورة آل عمران: (كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْماً كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {86}) و (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {105}) وفي سورة غافر: (قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ {66}).
      . وقد يكون التأنيث للكثرة والتذكير للقلة، كما في قوله تعالى: (قالت الأعراب آمنا)، وقوله تعالى: (وقال نِسوةٌ في المدينة). ونقول: إن هذا الأمر جائز من حيث الجوازُ اللغويُّ وليس في هذا شيءٌ، لكن السؤال يبقى: لماذا اختار تعالى التذكير في موضع والتأنيث في موضع آخر؟ ونأخذ قوله تعالى: (جاءكم رسول) بتذكير فعل جاءكم، وقوله تعالى: (جاءت رسل ربنا) بتأنيث فعل جاءت. ونلاحظ أنه في الآية الأولى كان الكلام عن جميع الرسل في جميع الأمم من آدم إلى أن تقوم الساعة وهذا يدل على الكثرة فجاء بالفعل مؤنّثاً للدلالة على الكثرة. أما في الآية الثانية فالخطاب لبني إسرائيل ولزمرةٍ منهم وفي حالة معينة أيضاً، وهذا يدل على القِلة فجاء بالفعل مذكّراً.

21 - ديسمبر - 2008
الفرق بين التفسير والتأويل
التأنيث والتذكير(2)    كن أول من يقيّم

مثال آخر قوله تعالى: (وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (35): الأنفال) والمكاء والتصدية هما التصفيق والصفير وكلاهما مذكّر وجاء الفعل مع كلمة الصلاة مذكراً؛ لأن المراد بالصلاة هنا التصفيق والصفير وكلاهما مذكر. والصلاة عندهم كانت تفيد الطواف والطواف مذكّر أيضاً (صلاتهم كانوا يطوفون حول الكعبة ويصفقون ويصفرون). إذن الطواف والتصفيق والصفير كلّها مذكّر، فجاء الفعل مع كلمة الصلاة المقصود بمعناها المذكر جاء مذكراً.
 قال تعالى :(يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (31): الأحزاب) هذه الآية ليست من باب التذكير والتأنيث أصلاً وتذكير الفعل والفاعل وإنما هي من باب استعمال (من). والسؤال هو لماذا استعمل (من) في الآية؟ (مِن): أصلاً في اللغة تستعمل للمذكر والمؤنث والمفرد والمثنى والجمع وطبيعة الأكثر في كلام العرب  والقرآنالكريم حتى لو كان الخطاب للإناث أو الجمع يأتي أول مرة بـ (من) بصيغة المفرد المذكر ثم يعقبه ما يوضح المعنى. ومهما كانت حالة (من) سواء أكانت اسمَ موصولٍ أم نكرة تامة بمعنى شخص أم ذات أم كانت اسمَ شرطٍ، يؤتى بها بصيغة المفرد المذكر أول مرة ثم يُعاد عليها بمعناها في المرة الثانية، كقوله تعالى: (ومِن الناس مَن يقول آمنا بالله واليوم الآخر وما هم بؤمنين)، وهذا هو خط القرآن، وهو الأكثر في كلام العرب، وهذا هو الأصل. وكقوله تعالى: (ومنهم َمن يقول ائذن لي ).والآية موضع السؤال (مَن يأت منكن) تدخل في هذه القاعدة جاء بـ (مِن) بما يدل على الإفراد والتذكير، ثم جاء فيما بعد بما يدل على المعنى. وإذا خرج  عن هذا الأمر، كما في قوله تعالى: (ومنهم من ينظر إليك ومنهم من يستمعون إليك) جاء في الأولى بالإفراد والثانية جمع لماذا؟ نسأل أيهما أكثر الذين ينظرون إلى الشخص أم الذين يستمعون إليه؟ الجواب الذين يستمعون، ولهذا عبّر عنهم بالجمع؛ لأنهم أكثر. ولهذا عندما يخالف القاعدة فإنه يخالف بما يقتضيه السياق والمعنى.
مثال آخر قوله تعالى: (قَدْ كَانَ لَكُمْ آَيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (13): آل عمران) وفي آية أخرى (وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ
(4) :الأنعام) وقوله تعالى (وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ (124): الأنعام) نقول إنه من حيث الحكمُ النحْويُّ يجوز تذكير وتأنيث الفعل، لكنْ يبقى السِّر البياني لهذا التذكير والتأنيث. ونقول إنه عندما تكون كلمة آية بمعنى الدليل والبرهان، تكون بمعنى مذكّر، فيأتي الفعل بالتذكير، وإذا كانت كلمة الآية بمعنى الآية القرآنية أنّث الفعل (وإذا جاءتهم آية).
مثال آخر قوله تعالى في سورة الممتحنة: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4)) وفي نفس السورة: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (6)) وفي سورة الأحزاب: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)) ونقول إنه من الناحية النحْوية إذا كثرت الفواصل فالتذكير أفضل. في الآية الأولى الفاصل بين الفعل وكلمة أسوة ( لكم )، أما في الآية الثانية فالفاصل (لكم فيهم)، وفي الثالثة (لكم في رسول الله) فعندما تكون الفاصلة أكثر يقتضي التذكير. وهناك أمرٌ آخرُ، وهو أن التذكير في العبادات أفضل وأهمّ من التأنيث كما جاء في سورة مريم: (وكانت من القانتين) ؛لأن الذين كملوا في التذكير أكثر. وكذلك عندما يتحدث عن عبادة الملائكة يذكّر؛ أي العبادات أكثر في هذه الآيات؟ في الأولى الأسوة كانت في القول في أمر واحد إلا (إلا قول ابراهيم) جادله قومه والاستثناء هو قول إبراهيم، أما في الثانية (فيكم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر) هذه عامة، وهي أهمّ ولذلك أكّدها باللام: (لقد كان لكم) وجاء بأمرين بتذكير العبادة، كما جاء باللام في جواب القسم المقدّر، وكذلك في آية سورة الأحزاب الآية عامة ولم يخصص بشيء، ولهذا ذكّر وخصص باللام الواقعة في جواب القسم، أما في الأولى فجاء بـ (قد) وأنّث الفعل. فعندما اتسعت العبادة وصارت أعمّ وأوسع من الأولى ذكّر، وجاء باللام وهذا هو الأمر البياني بالإضافة إلى الأمر النحْوي الذي تحدثنا عنه.
التذكير مرة والتأنيث مرة مع الملائكة في القرآن الكريم : قال تعالى في سورة صاد: (فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ {73}) وجاءت الملائكة هنا بالتذكير، وفي سورة آل عمران: (فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ {39}) جاءت الملائكة بالتأنيث.
الحكم النحْوي: يمكن أن يؤنّث الفعل أو يُذكّر إذا كان الجمع جمع تكسير كما في قوله تعالى (قالت الأعراب آمنا) و(قالت نسوة في المدينة) فيجوز التذكير والتأنيث من حيث الحكم النحوي.
اللمسة البيانية: أما لماذا اختار الله تعالى التأنيث في موطن والتذكير في موطن آخر، فهو لأنّ في الآيات خطوطاً تعبيرية هي التي تحدد تأنيث وتذكير الفعل مع الملائكة. وهذه الخطوط هي:
 في القرآن الكريم كله كل فعل أمر يصدر إلى الملائكة يكون بالتذكير (اسجدوا، أنبئوني، فقعوا له ساجدين)
كل فعل يقع بعد ذكر الملائكة يأتي بالتذكير أيضاً كما في قوله تعالى (والملائكة يدخلون عليهم من كل باب) و(الملائكة يشهدون) (الملائكة يسبحون بحمد ربهم)
 كل وصف اسمي للملائكة يأتي بالتذكير (الملائكة المقرّبون) (الملائكة باسطوا أيديهم) (مسوّمين، مردفين، منزلين)
كل فعل عبادة يأتي بالتذكير (فسجد الملائكة كلهم أجمعين) (لا يعصون الله ما أمرهم)؛ لأن المذكر في العبادة أكمل من عبادة الأنثى، ولذلك جاء الرسل كلهم رجالاً.
 كل أمر فيه شِدّة وقوة حتى لو كان عذابين، أحدهما أشدّ من الآخر، فالأشدّ يأتي بالتذكير: (ولو ترى إذا يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق) (يتوفى) جاءت بالتذكير لأن العذاب أشد (وذوقوا عذاب الحريق)، أما في قوله تعالى :(فكيف إذا توفتهم الملائكة يضرِبون وجوههم وأدبارهم) (تتوفاهم) جاءت بالتأنيث؛ لأن العذاب أخفّ من الآية السابقة. وكذلك في قوله تعالى :(ونزّل الملائكة تنزيلاً) بالتذكير، وقوله تعالى: (تتنزّل عليهم الملائكة) بالتأنيث، وقوله: (تنزل الملائكة والروح فيها من كل أمر) بالتأنيث.
 لم تأت بشرى بصيغة التذكير بتةً في القرآن الكريم، فكل بشارة في القرآن الكريم تأتي بصيغة التأنيث ،كما في قوله تعالى: (فنادته الملائكة) و(قالت الملائكة).
قال تعالى: (إذا جاءكم المؤمنات) هذه تندرج أيضاً في سياق الكَثرة والقِلة وفي سياق زيادة الفواصل أيضاً.

21 - ديسمبر - 2008
الفرق بين التفسير والتأويل
ماسبق بيانه منقول    كن أول من يقيّم

جزى الله خير الجزاء صاحب موضوع تأنيث الفعل وتذكيره .
د/ يحيى مصري الحلبي .
 

21 - ديسمبر - 2008
الفرق بين التفسير والتأويل
النعت السببي : من السبب ، وهو الحبل ؛ أي الرابط ،وهو الضمير ، وليس شرطاً ذِكرُه.    كن أول من يقيّم

 
الأساتذة الكرام    كن أول من يقيّم
 
السلام عليكم..
فعلا إنه لرائع أن يطلع الطالب على نقاش الأساتذة فيستفيدَ منهم، وبعد أن رأيتُ جهودك النحوية أيها الدكتور الفاضل يحيى، أحب أن أسألك عن حكم النعت المعرف والمضاف وأقصد بذلك قول الكاتبة: 
"زدْنَ احترامًا لهذا الربان الغـَمْر الرداء"  فما حكمه؟
وما إعراب (اللاحدود)؟
كما أحب أن أسألك عن رأيك في لغة أكلوني البراغيث، فمنهم من ينعتها بالفصاحة ومنهم من ينعتها بالرداءة كسعيد الأفغاني ، فما رأيكم؟  مع أنه خارج عن الموضوع لكني أود معرفة الجواب. 
وتصبحون على خير. 
طماح
21 - ديسمبر -2008
أهلاً بك ياطماح .
 (الربان) : بدل من اسم الإشارة.
(الغمر الرداء) : صفة لِ ( الربان) ، ومعنى أل في ( الغمر) : الذي. و(الغمر) : مصدر بمعنى اسم المفعول : المغمور .
( الرداء) :  مضاف إليه ، وأل جنسية . أو : (نائب فاعل) إذا كانت أل : نائبة عن الضمير : الغمر رداؤه = المغمور رداؤه .
 
إعراب ( اللاحدودُ) : مبتدأ ( وهكذا كل اسم يقع بعد حيث) .
فائدة : كل حرف أداة إذا عُرّف بأل قُوّيّ وثُقّل ، فصار اسماً
 ( قالها تلميذ الفارسي ابن جِنّي في المبهِج)....
مثال: إنّ اللو تفتح عمل الشيطان . فإعراب ( الّلو): اسم إنّ المنصوب .
لغة" أكلوني البراغيثُ" : من أجازها ، أعرب ( البراغيث) بدلاً من الضمير المتصل ، وهو الواو في ( أكلوني). ومن ردّأها ، قال:
 لا يجتمع فاعلان في جملة فعلية واحدة . أما أنا فلا أستقبحها ؛لأن البدل وارد.

23 - ديسمبر - 2008
رحلة لن تتكرر
دلوي يكف يا أستاذي زهير.    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

قال ابن منظور، رحمه الله، في مادة سبط: (قال أبو العباس: سألت ابن الأعرابي: ما معنى السبط في كلام العرب؟ قال: السِّبط، والسبطان، والأسباط خاصة الأولاد، والمُصَاص منهم، وقيل: السبط واحد الأسباط وهو ولد الولد.
ابن سِيده( في المخصص): السبط ولد الابن والابنة، وفي الحديث: "الحسن والحسين سبطا رسول الله ،صلى الله عليه وسلم.."، وقيل الأسباط خاصةً الأولاد، وقيل أولاد الأولاد.
إلى أن قال: والسبط من اليهود كالقبيلة من العرب، وهم الذين يرجِعون إلى أب واحد، سمي سبطاً ليفرق بين ولد إسماعيل وولد إسحاق.

23 - ديسمبر - 2008
الحفيدة
اطمأننتُ إلى ( الخازن) وذويه اطمئناناً.    كن أول من يقيّم

تحيات قلعة حلب.....و(طلعت يامحلى نورها).....نوّرَ الله قلبك وعقلك يا أستاذي زهير...
جعلني الأرَقُ أحْوَلَ ،....من حُسن الطالع أن ( الأنعام) تقع مفردة ، كما تقع جمعاً .....ولذلك أحب ( الطلي)، وهو الأنعام : " وإن لكم في الأنعام لَعِبرةً نُسقيكم مما في بطونه"الآية . وأحب ( الدغلي=الكبش) ،والعجل، (والحوار= ولد الناقة):" وإن لكم في الأنعام لعبرةً نُسقيكم مما في بطونها" الآية.
والذي اطمأننت إليه هو هذه التفاسير :
* البغوي :   
 قال الحسن وقتادة: هي الأنعام كلّها، وهي الإبل والبقر والغنم، وأراد تحليل ما حرّم أهل الجاهلية على أنفسهم من الأنعام.وروى أبو ظبيان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بهيمة الأنعام هي الأجنّة، ومثله عن الشعبي قال: هي الأجنّة التي تُوجد ميتة في بطون أمهاتها إذا ذُبحت أو نحرت، ذهب أكثر أهل العلم إلى تحليله.
[قال الشيخ الإمام]: قرأتُ على أبي عبدالله محمد بن الفضل الخرقي فقلتُ: قُرىء على أبي سهل محمد بن عمر بن طرفة وأنتَ حاضر، فقيل له: حدثكم أبو سليمان الخطابي أنا أبو بكر بن داسة أنا أبو داود السجستاني أنا مسدد أنا هشيم عن مجالد عن أبي الوداك
" عن أبي سعيد رضي الله عنهم قال قلنا: يا رسول الله، ننحر الناقة ونذبح البقرة والشاة فنجد في بطنها الجنين، أنلقيه أم نأكله؟ فقال: «كلوه إنْ شئتُمْ فإنّ ذكاتَه ذكاةُ أمّه» " وروى أبو الزبير عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ذكاة الجنين ذكاة أمّه " وشرط بعضهم الإشعار، قال ابن عمر: ذكاة ما في بطنها في ذكاتها إذا تَمَّ خلقُه ونبتَ شعرُه، ومثله عن سعيد بن المسيب.
* ابن عطية : قال القاضي أبو محمد: وهذا قول حسن، وذلك أن " الأنعام " هي الثمانية الأزواج وما انضاف إليها من سائر الحيوان يقال له أنعام بمجموعه معها وكان المفترس من الحيوان كالأسد وكل ذي ناب قد خرج عن حد " الأنعام " ، فـ { بهيمة الأنعام } هي الراعي من ذوات الأربع ،وهذه على ما قيل: إضافة الشيء إلى نفسه، كدار الآخرة ،ومسجد الجامع، وما هي عندي إلا إضافته الشيء إلى جنسه، وصرح القرآن بتحليلها. واتفقت الآية وقول النبي عليه السلام " كل ذي ناب من السباع حرام " , ويؤيد هذا المنزع الاستثناءان بعد إذ أحدهما استثني فيه حال للمخاطبين وهي الإحرام والحرم، والصيد لا يكون إلا من غير الثمانية الأزواج، فترتب الاستثناءان في الراعي من ذوات الأربع. والبهيمة في كلام العرب ما أبهم من جهة نقص النطق والفهم ومنه بابٌ مبهم، وحائط مبهم، وليل بهيم، وبهمة، للشجاع الذي لا يدرى من أين يؤتى له.
 أبو حيان : وبهيمة الأنعام من باب إضافة الشيء إلى جنسه فهوبمعنى مِن؛ لأن البهيمة أعم، فأضيفت إلى أخص. فبهيمة الأنعام هي كلها قاله: قتادة، والضحاك، والسدي، والربيع، والحسن. وهي الثمانية الأزواج التي ذكرها الله تعالى.
 
* الخازن : إنما أضاف البهيمة إلى الأنعام؛ ليعرف جنس الأنعام وما أحل منها؛ لأنه لو أفردها فقال البهيمة، لدخل فيه ما يحل ويحرم من البهائم، فلهذا قال تعالى:
{ أحلت لكم بهيمة الأنعام }. وقال ابن عباس: هي الأجنَّة التي توجد ميتة في بطون أمهاتها إذا ذبحت أو نحرت. ذهب أكثر العلماء إلى تحليلها وهو مذهب الشافعي، ويدل عليه ما روي عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " في الجنين ذكاته ذكاة أمه " أخرجه الترمذي وابن ماجة.
وفي رواية أبي داود قال: " قلنا يا رسول الله ننحر النّاقة ونذبح البقرة والشاة ونجد في بطنها الجنين أنلقيه أم نأكله؟ قال: كلوه إن شئتم فإن ذكاته ذكاة أمه.
*** لن ناكل الثعلب ، والضب ، والحمار الوحشي...حتى لو نفقت الخراف والماعز والأبقار والبعران.
 
 
 

23 - ديسمبر - 2008
الفرق بين التفسير والتأويل
الصحبة    كن أول من يقيّم

* ذِكْرُ الصُّحبة يجمع المؤمن والكافر، والدليل على ذلك قول الله تعالى: " قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً " [الكهف18/37].
- صحِب ابن مسعود  رضي الله عنه نصرانياً في طريق ، ولمّا ودّعه ، قال : وعليكم السلام ! فقيل له : كيف ؟ قال : لِحَق الصُّحبة . ( موسوعة فقه عبد الله بن مسعود) .
* وأيضاً: اسم الصحبة يطلق على العاقل والبهيمة، والدليل على ذلك من كلام العرب أنهم سموا الحمار صاحباً، فقالوا:
إنّ الحمارَ مع الحمار مَطيّةٌ      **    فإذا خلوتَ به فبِئسَ الصاحبُ
حقاً نحن في هذا الزمان :
* شَـرُّ الأزمنـة أن يتبجّـحَ الجــاهـلُ، ويسكُـتَ العــاقـل.
الجهل شر وبلاء، والأمية ضياع وجفاء، ولكن علم المنحرفين وأمية المتعلمين أشدّ وأنكى، ومصيبة أن تتحول المناهج الدراسية إلى نوع من المعرفة الآلية الباردة، وأن يبقى هذا الكم من المعلومات رصيدًا للثقافة العامة، لا علاقة له بواقع الحياة .
 
 

23 - ديسمبر - 2008
الثقافة .
 101  102  103  104  105