 | الكليات في الطب مع معجم بالمصطلحات الطبية العربية كن أول من يقيّم
الكليات في الطب مع معجم بالمصطلحات الطبية العربية تأليف: ابن رشد | تحقيق: محمد عابد الجابري | 664 صفحة الطبعة: 1 مجلدات: 1 | الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية تاريخ النشر: 01/01/1999 | مساهمةً في إحياء ونشر فكر فيلسوف قرطبة أبي الوليد ابن رشد الحفيد الذي كان له الدور الأكبر في النهضة الأوروبية الأولى، صدر هذا الكتاب الذي يلقي الدكتور "محمد عابد الجابري" من خلاله الضوء على مؤلف ابن رشد "الكليات من الطب" وقط استهله بمقدمة تحليلية وشروح لما جاء في هذا المؤلف وغرضه، بذلك وضع كتاب ابن رشد في مكانه من سياق تاريخ الطب العربي، بل التاريخ العام للطب. ويحكى القول بأن أهمية كتاب ابن رشد هذا تكمن ليس فيما يقرره من آراء طبية في هذا المرض أو ذاك، بل تكمن أهمية من كونه يدشن لحظة جديدة في تاريخ التفكير العلمي في الطب في الثقافة العربية، فهو ينتمي إلى مجال الفكر العلمي أكثر من انتمائه إلى الممارسة الطبية، وهذا ما أكد عليه ابن رشد نفسه مرات عديدة في فصول هذا الكتاب. لقد قام ابن رشد في كتابه هذا بنقد الأسس التي كان يقوم عليها الطب في زمانه، تفكيراً وممارسة، ولعل هذا هو ما جعل هذا الكتاب يفرض حضوره في الجامعيات الأوروبية إلى حدود القرن التاسع عشر، والأهم من ذلك أنه زعزع النظرية الطبية السائدة، حتى وصف ابن رشد هناك في الأوساط الطبية في أوروبا، بالعصا القاتلة والرحل الذي أفسد جميع الأطباء، وما يلفت الانتباه في هذا الكتاب هو أن ابن رشد لم يفكر في عملية التصريح داخل أفق "الطب العربي" وحده، بل لقد كان يخاطبه في مرجعية التفكير الطبي في التصوير القديمة والوسطى وإلى حدود القرن الثامن عشر: أبقراط وجالينوس وهما صاحبا مدرستين في الطب القديم مختلفتين ومعروفين. وقد قسمت محتويات الكتاب إلى سبعة أقسام وكل قسم، كما يذكر ابن رشد، في منزلة كتاب الكتاب الأول يذكر فيه التشريح، الكتاب الثاني "الصحة" عرّف فيه الحد الصحيح للصحة، الكتاب الثالث كتاب "الأمراض" عرف فيه حدّ المرض، وعرّف أنواع الأمراض، الكتاب الرابع كتاب العلاقات عدد فيه جميع أنواع العلامات الدالة على الصحة الموجودة في الأعضاء، الكتاب الخامس "كتاب الأودية والأغذية" الكتاب السادس كتاب "حفظ الصحة"، الكتاب السابع" شفاء الأمراض" يصف فيه المعالجة وإزالة الأمراض. | 4 - مارس - 2008 | كتب مفقودة.. من فضلكم أرجو مساعدتكم |
 | أليس عجيباً أن يتحدث سفير غربي العربية ؛ ويتحدث الإنكليزية كثير من أبناء العروبية !!؟ كن أول من يقيّم
رحم الله شاعر العربية حافظ إبراهيم عندما ترحّم على رفات أجدادنا ؛ بقوله على لسان اللغة العربية: سَقى اللَهُ في بَطنِ الجَزيرَةِ أَعظُماً = يَعِزُّ عَلَيها أَن تَلينَ قَنـــــاتي حَفِظنَ وِدادي في البِلى وَحَفِظتُهُ = لَهُنَّ بِقَلبٍ دائِمِ الحَسَـــــــــراتِ وَفاخَرتُ أَهلَ الغَربِ وَالشَرقُ مُطرِقٌ = حَياءً بِتِلكَ الأَعظُمِ النَخِراتِ أَرى كُلَّ يَومٍ بِالجَرائِدِ مَزلَقاً = مِنَ القَبرِ يُدنيني بِغَيـــــــــــــــرِ أَناةِ ورحم الله عباس محمود العقاد عندما قال في كتابه «اللغة الشاعرة» ص6: «ومن واجب القارئ العربي- إلى جانب غيرته على لغته- أن يذكر أنه لا يُطالب بحماية لسانه ولا مزيد على ذلك، ولكنه مطالب بحماية العالم من خسارة فادحة تصيبه بما يصيب هذه الأداة العالمية من أدوات المنطق الإنساني، بعد أن بلغت مبلغها الرفيع من التطور والكمال، وإن بيت القصيد هنا أعظم من القصيد كله؛ لأن السهم في هذه الرمية يسدد إلى القلب ولا يقف عند الفم واللسان». ورحم الله قبلهما أبا منصور الثعالبي (ت430هـ) صاحب كتاب «فقه اللغة وسر العربية» الذي كتب مقدمة نفيسة لكتابه هذا دون رعاية حق للخواجات أو انهزام أمام هيمنتهم الثقافية وأقتطف بعضاً منها، ولولا ضيق المساحة لأكثرت، ومما قال : «من أحبّ الله تعالى أحب رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم، ومن أحب الرسول العربي أحب العرب، ومن أحب العرب أحب العربية، التي نزل بها أفضل الكتب، على أفضل العجم والعرب، ومن أحب العربية عُني بها، وثابر عليها، وصرف همته إليها، ومن هداه الله للإسلام، وشرح صدره للإيمان، وآتاه حسن سريرة فيه؛ اعتقد أن محمداً صلى الله عليه وسلم خير الرسل، والإسلام خير الملل، والعرب خير الأمم، والعربية خير اللغات والألسنة، والإقبال على تفهمها من الديانة، إذ هي أداة العلم، ومفتاح التفقه في الدين، وسبب إصلاح المعاش والمعاد..» ص21 وأجد التسمية المناسبة لهذه الجمعية : جمعية عدم حماية اللغة العربية ، والفتك بها من داخلها !!! من أجل القضاء عليها ، ومسحها من الوجود !!! إرضاء لأسيادنا من الخواجات !!! عجبت لليهود أحيوا لغة ميتة ؛ لأنها ، كما يزعمون : لغة مقدسة !!! ونحن أمتنا لغة حية ، رغم قدسيتها وعظمتها وجلالتها .. | 5 - مارس - 2008 | أخطاء"جمعية حماية اللغة العربية" اللغوية!!!! |
 | اللغة العربيه هي لغة التوحيد لغة الإيمان والتقوى !!! كن أول من يقيّم
يقول الحاكم الفرنسي في الجزائر بمناسبة مرور مائة عام على احتلالها : (يجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم .... ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم, حتى ننتصر عليهم). كرم الله أمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأن جعل القرآن الكريم المعجزة الخالدة إلى قيام الساعة بلغتهم وعلى لسانهم قال الله تعالى : " وكذلك أنزلناه قرءانا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا " وقال تعالى : " وإنه لتنزيل رب العالمين * نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين * " فاللغة العربيه هي لغة التوحيد لغة الإيمان والتقوى لغة لا إله إلا الله .. ورغم ما تتمتع به هذه اللغة من مميزات لم تحظ بها أي لغة من لغات العالم ألا أن انتشارها قليل والتحدث بها بين أهلها نادر إذ أن العامية طغت على الكثير بل على الغالبية العظمى من أمة الضاد .. ولا شك أن انصراف الناس من العرب خاصة عن التحدث بها ؛ لأنها لاتواكب التقدم والحضارة !!! وذلك ـ والله ـ هو عين التخلف والسقوط والانهيار نحو الهاوية !! وإلا فكيف نتخلى عن جواهر ودرر هذه اللغة الشريفة المقدسة !!؟ متبعين زيفا من الكلام ، ونتجاهل حروفا قد زينت صفحات كتب المتقدمين من أمة التوحيد وجمع من المتأخرين الذين بدوا وهم يتمسكون بها كمن يقبض بين كفيه جمرا .. ولقد استهوى الإسلام أقواماً فحبب إليهم لغته , بل كان الفضل عظيماً للإسلام في ظهور عدد لا يحصى من العلماء غير العرب , الذين بلغوا القمة في لغة العرب وعلومها من نحو وصرف وبلاغة, وهذا سيبويه , يقسم ليطلبنَّ علماً يزيل عنه اللحن , فانصرف إلى طلب النحو , ولم يكن من غرضه وقصده تعلم اللغة العربية , وإنما كان يريد علماً يفقهه في الدين . لقد عرف العرب كمال لغتهم في القرآن الكريم فاجتمعوا عليه , وأجمعوا على إعجازه , ولو لم يجتمعوا عليه لزاد ما بين لهجاتـهم من تباين واختلاف , لازدادوا بُعداً عن فصاحة لسانـهم ووحدة لغتهم , تلك الوحدة اللغوية هي التي نزل القرآن فرسخها وأرسى قواعدها , ولو لم يوطد القرآن لهذه اللغة الموحدة أسبابـها , ويرسخ لها بنيانـها, لكان لها من لهجاتـها القديمة والحديثة وما تتأثر به من عوامل مختلفة , لغات ولغات . لقد خرجت لغة الدين الحق الذي يؤمن به الملايين من الناس , خارج وطنها الأصلي, و يغارون عليها, ويفضلونها على لغتهم الأولى, ويرونـها أفضل اللغات , وأحقها بالحياة, خرجت إلى الدنيا, وأصبحت عالمية مقدسة, لأنـها لغة القرآن الكريم, وهي من أقوى وسائل الترابط بين العرب والمسلمين , لذلك استطاعت اللغة العربية أن تجمع تحت رايتها أمماً وأنساباً وأعراقاً ودماء شتى ممن يدينون بالإسلام . خرجت لغة العرب من لغة قوم إلى لغة أقوام , ومن لغة محدودة بحدود أصحابـها , إلى لغة دعوة جاءت إلى البشر كافة , فكانت لسان تلك الدعوة , ولغة تلك الرسالة , ومستودع ما نتج من تلك الرسالة من فكر وحضارة . | 7 - مارس - 2008 | أخطاء"جمعية حماية اللغة العربية" اللغوية!!!! |
 | الهجوم على اللغة العربية وخاصة على نحوها وصرفها وقواعدها، يقول أنيس فريحة في كتابه : كن أول من يقيّم
إن المتتبعين لتاريخ اللغة العربية في العصر الحديث يعلمون أنها تعرضت لخطة مدروسة تستهدف القضاء عليها من خلال القضاء على نحوها، وظلت هذه الخطة تعمل عملها حتى استقر في أذهان الناس أن النحو العربي صار جامداً لا يساير العصر، وأن علينا أن نبحث عن نحو جديد وظهرت إلى الوجود تجارب من هنا وهناك ماتت الواحدة منها بعد الأخرى وظل النحو العربي هو هو دون أن يصل المخططون إلى ما يبتغون من القضاء عليها.. على أننا لا ينبغي أن ننكر أن طريقة تدريس النحو في مدارسنا وفي جامعاتنا غير صالحة في نقل ما وضعه النحاة إلى الناشئة والدارسين، ولعل ضعف مدرس اللغة العربية ثمرة من ثمرات التخطيط الهادف الخبيث ؛ فالعيب- في الحق- ليس في النحو العربي ولكنه يكمن فينا نحن لا جدال . وإذا كان الجمود والتحجر العدو الأكبر للغة العربية لأن اللغة ، كما يقول جرجي زيدان : (كائن حي) ، فإن العدو الآخر ظهر وسرعان ما تلاشى هو الهجوم على اللغة العربية وخاصة على نحوها وصرفها وقواعدها، يقول أنيس فريحة في كتابه : « نحو عربية ميسرة»: «إننا ناقمون على القواعد .. إن وضع الاحكام يقيد اللغة، إنه يقف في مجراها الطبيعي ويسد عليها الطريق كما حدث للغة العربية الفصحى، فإن وضع الأحكام لها وقف عمل القواميس اللغوية عند نقطة معينة من الزمان والمكان.. ولكن للناس ان يسألوا : ماذا سيحل بالقرآن الكريم !!؟ وماذا سيحل بالأدب القديم !!؟ وجوابنا هو : إن القرآن الكريم سيخلد، سيبقى على ما هو عليه كما بقيت كتب دينية عديدة.. رغم انحراف لغة الناس عن لغة هذه الكتب».
| 7 - مارس - 2008 | أخطاء"جمعية حماية اللغة العربية" اللغوية!!!! |
 | «إن العربية ليست بأب ولا أم لكم ، فمن تكلم العربية فهو عربي» كن أول من يقيّم
وها هو ذا الشاعر عمر الحلبي يجعل العروبة غناءً ونشيداً وإيقاعاً، عندما ربط العروبة بكلمات اللغة العربية الجميلة الناعمة ؛ لتكون هذه الأبيات أغنية يرددها الأطفال والأبناء ؛لأن اللغة هي العروبة والعروبة هي اللغة ، كما قال النبي الأكرم محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ : «إن العربية ليست بأب ولا أم لكم ، فمن تكلم العربية فهو عربي». يقول الشاعر عمر الحلبي : رائعة لغتي العربية لفظاً وبديعاً وبياناً كرمنا الله وأكرمها مذ نزل فيها القرآن قد آن لنا أن نتقنها كي تبقى للحق لساناً لغة مازالت ينبوعاً لفنون الشعر واللآداب وتظل بفضل قواعدها لغة الأجيال مدى الأحقاب تعتز بها فتتوجها بالوحدة أقطار العرب | 7 - مارس - 2008 | أخطاء"جمعية حماية اللغة العربية" اللغوية!!!! |
 | وما ذلت لغة شعب إلا ذل .... كن أول من يقيّم
هو قول لأحد أساطين سدنة اللغة العربية المعاصرين ؛ العلامة العبقري الشيخ مصطفى صادق الرافعي ـ رحمة الله عليه ـ "وما ذلت لغة شعب إلا ذل، ولا انحطت إلا كان أمره في ذهاب وإدبار، ومن هنا يفرض الأجنبي المستعمر لغته فرضا على الأمة المستعمرة، ويركبهم بها، ويشعرهم عظمته فيها، ويستلحقهم من ناحيته، عليهم أحكاما ثلاثة في عمل واحد: أما الأول فحبس لغتهم في لغته سجنا مؤبدا، وأما الثاني فالحكم على ماضيهم بالقتل محوا ونسيانا، وأما الثالث فتقييد مستقبلهم في الأغلال التي يصنعها، فأمرهم من بعدها لأمره تبع". | 7 - مارس - 2008 | أخطاء"جمعية حماية اللغة العربية" اللغوية!!!! |
 | موقف العلامة الشيخ الجليل مصطفى صادق الرافعي من دعاة العامية واللغات الأجنبية !!! كن أول من يقيّم
كان من أهم هؤلاء الكتاب الذين تصدوا لهذه الشعوبية ، ووقفوا كل جهدهم لتفنيد ادعاءاتها، وأعلنوا للناس جميعا في مختلف البلاد العربية والإسلامية أن تلك الخدعة لا ينبغي أن تنطلي عليهم لأن الاستعمار وأذنابه يحاولون هدم اللغة العربية، وتقويض أركانها، وإحداث هوة سحيقة بين الأمة العربية والقرآن الكريم الذي نزل بلسان عربي مبين "هو الكاتب الإسلامي العظيم مصطفى صادق الرافعي" الذي لم يأل جهدا في بيان ما تنطوي عليه هذه الدعوة ولم يقتصر جهده في ذلك على النثر، بل قال في ذلك شعرا ضمنه(1) ديوانه سنعرض له عند حديثنا عن أوجه الدفاع عن اللغة العربية، والتصدي لأعدائها. دفاع الرافعي عن اللغة العربية: أدرك الرافعي من أول وهلة أن الدفاع عن اللغة يتطلب منهجا منظما يحفظه لنفسه، حتى يكون دقيقا في رصد كل حدث يمكن أن يخدمه في دعوته، ويحتاج ذلك إلى ذاكرة لاقطة يرصد كل حركة وإن كانت صغيرة، فربما يقدم الحدث الصغير خيطا يصل بالباحث أو المفكر إلى علاج الظاهرة علاجا ناجعا. فقد رأى مرة بعض الناس يتحدث إلى أحد الباشوات حديثا لم يعجبه، لأنه كان يحاول الحديث بلكنة غريبة ليست بالعربية الخالصة، ولا بالرطانة الأجنبية، وإنما خلط الرجل بين اللغة العربية، واللكنة الأجنبية، فهداه ذلك الموقف إلى أن يكتب مقالا لا عن تلك اللغة الخليط أو اللغة المرقعة كما سماها، وإنما كتب عن أولئك الذين يذهبون إلى البلاد الأوربية، ويعودون منها وقد لووا ألسنتهم، أو تعمدوا ذلك حتى يظهروا للناس أنهم جنس آخر، ثم خلص من ذلك إلى أن هؤلاء القوم أصيبوا بعقدة الخواجة كما كان يسميها القوم، وحاولوا أن يقولوا لمستمعيهم: إنهم قوم أخذوا حظا من بلاد أوربا. وما ذلك إلا لضعف هؤلاء القوم، وعدم إيمانهم بأن لغتهم تستطيع أن تؤدي ما تؤديه اللغات الأخرى، بل هي أعرق من هذه اللغات لأنها تحمل أمجاد الأمة ولا تستطيع لغة أخرى أن تقف معها في مضمار. يقول الرافعي: "جاء حضرة صاحب السعادة فلان لزيارة الباشا وهو رجل مصري ولد في بعض القرى ما نعلم أن الله تعالى ميزه بجوهر غير الجوهر، ولا طبع غير الطبع، ولا تركيب غير التركيب، ولا زاد في دمه نقطة زهو، ولا وضعه موضع الوسط بين فئتين من الخليفة غير أنه زار فرنسا، وطاف بإنجلترا، وساح في إيطاليا، وعاج على ألمانيا، ولون نفسه ألوانا، فهو مصري ملون، ومن ثم كان لا يرى في بلاده وقومه إلا الفروق بين ما هنا وبين ما هناك..." ثم يقول: ".. هو كغيره من المترفين المنعمين، مصري المال فقط إذ كانت أسبابهم ومستغلاتهم في مصر عربي الاسم لا غير .." "وكغيره من هؤلاء المترفين المنعمين المفتونين بالمدنية، لكل منهم جنسه المصري، ولفكره جنس آخر". هذه المقدمة التمهيدية في المقال ضرورية لأنه يضع توصيفا لهذا الذي سيتحدث عنه فيما بعد، وليعلم القارئ أن هذا الشخص ليس له ولاء لوطنه إلا أنه ينعم بخيراته، ويستغل موارده في ملذاته فهو عربي الاسم فقط، وهو يشترك مع كل هؤلاء المنعمين الذين يستغلون وطنهم في نهب أمواله، ثم بعد ذلك تراهم يتعالون على أبناء الوطن ممن هم سبب في هذا المال الوفير الذين ينعمون به. ثم يأتي إلى لب الموضوع فيقول : "قال وكان حضرة صاحب السعادة يكلم الباشا بالعربية مرتفعا بها عن لغة الفصيح ارتفاعا منحطا .. نازلا بها عن لغة السوقة نزولا عاليا، يرتضح لكنة أعجمية، بينا هي في بعض الألفاظ جرس عال يطن، إذ هي في لفظ آخر صوت مريض يئن، إذا هي في كلمة ثالثة نغم موسيقي يرن، ورأيته يتكلف نسيان بعض الجمل العربية ليلوي لسانه بغيرها من الفرنسية لا تظرفا ولا تملحا ولا إظهارا لقدرة أو علم، ولكن استجابة للشعور الأجنبي الخفي المتمكن في نفسه، فكانت وطنية عقله تأبى إلا أن تكذب وطنية لسانه، وهو بأحدهما زائف على قومه، وبالأخرى زائف على غير قومه"(2). وكلام الرافعي يقصد به أن يرسم صورة لهؤلاء الذين يحاولون إظهار قدرتهم الكلامية بلغات غير لغاتهم فهم لا يجيدون لغات قومهم، ولا لغات غير قومهم، ويضرب على ذلك مثلا: "فهو مرة صوته يشبه جرسا عاليا يطن، ومرة يشبه صوت مريض يئن، ومرة ثالثة يشبه نغما موسيقيا يرن، لأن صوته لم يكن على نسق واحد، ولا يتحدث لغة واحدة، حتى إن الباشا المخاطب عندما انصرف هذا الرجل قال عنه: "أف لهذا وأمثال هذا، أف لهم، ولما يصنعون، إن هذا الكبير يلقبونه "حضرة صاحب السعادة" ولأشرف منه والله رجل قروي ساذج لقبه حضرة صاحب الجاموسة .. نعم إنه الفلاح عندنا جاهل علم، ولكن هذا أقبح منه جهلا فإنه جاهل وطنية" ثم يردف قائلا: "ثم إن الجاموسة وصاحبها عاملان دائبان مخلصان للوطن، فما هو عمل حضرة صاحب (اللسان المرقع) هذا؟ إن عمله أن يعلن برطانته الأجنبية أن لغة وطنه ذليلة مهينة، وأنه متجرد من الروح السياسي للغة قومه .. إذ لا يظهر الروح السياسي للغة ما إلا في الحرص عليها، وتقديمها على سواها"(3). ثم يعلق الرافعي على ذلك بقوله : "كان الواجب على مثل هذا ألا يتكلم في بلاده إلا بلغته، وكان الذي هو أوجب أن يتعصب لها على كل لغة تزاحمها في أرضه، فترك هذا وهذا وكان هو المزاحم بنفسه، فهو على أنه حضرة صاحب سعادة "لا ينزل نفسه من اللغة القومية إلا منزلة خادم أجنبي في حانة"(4). بمثل هذه اللغة القاسية كان الرافعي يواجه هؤلاء الذين يستخفون بلغتهم، وينزعون إلى لغات أخرى يظنون أنهم بهذا يتباهون على قومهم، وعلى ما ألفوه من حديث بلغة عربية أصيلة، إنه ينحو عليهم باللائمة، لأنهم ما زالوا مرتبطين بما تركه الاستبداد والحمق في زمن الحكم التركي، وكأن الأجنبية علامة الحكم والسلطة واحتقار الشعب. ويستمر مصطفى صادق الرافعي في تصنيف هؤلاء الأدعياء إلى طبقات: واحدة تتعلق بعصر الاستبداد، وأخرى تصنع نفاقا للاستعمار، فهم يميلون إلى الخضوع والذل السياسي في عهد الاحتلال الإنجليزي، فاللغة الأجنبية بينهم تشريف واعتبار، كأنهم بها من غير الشعب المحكوم الذي فقد السلطة، وثالثة تصنع ذلك، لأنهم يريدون به عيب اللغة العربية وتهجينها، لأنهم لا يحبون الدين الإسلامي الذي جعل هذه اللغة حكومة باقية في بلادهم مع كل حكومة، وفوق كل حكومة "وهم يزدرون هذا الدين ويسقطون عن أنفسهم كل واجباته .. وهؤلاء قد خلطوا عملا صالحا، وآخر سيئا، إذ يغلون في مصريتهم غلوا قبيحا ينتهي بهم إلى سفه الآراء، وخفة الأحلام، وطيش النزعات فيما يتصل بالدين الإسلامي وآدابه، ولغته، وما أرى الواحد منهم إلا قد غطى وصفه من حيث هو رفيع على وصفه من حيث هو عالم أو أديب أو ما شاء. إن هذا المقت "كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا"(5). هذا جانب من حملة الأديب الكبير الرافعي على أولئك الذين هانوا على أنفسهم فلجؤوا إلى لغة الأجنبي يتشدقون بها، وكأنهم لا يعلمون أنهم بصنيعهم هذا إنما يحطون من أنفسهم، ويقللون من شأنهم، فالأصالة تعني أن يحرص الإنسان على لغته، ويضعها في موضعها اللائق بها بين لغات العالم، وهم لا يعلمون أيضا أن من هانت عليه لغته التي تشكل تراثه وأمجاده سيكون هو بالتبعية هينا على من يتحدث إليهم، لأنهم والأمر كذلك سينظرون إليه نظرة ازدراء واحتقار فهم يعلمون تماما أنه يتملقهم ويعمل على إرضائهم، وهو في دخيلة نفسه يرفضهم، لأنهم يحتلون بلاده، بل إن هذا الصنف من الناس لا يثق به أحد. أما الجانب الثاني فقد جاء في مقال بعنوان: "اللغة والدين والعادات" باعتبارها من مقومات الاستقلال، وسأقف عند الجزئية الأولى، وهي جزئية اللغة، لأن الرافعي ألح عليها باعتبارها المقوم الأساسي من مقومات الاستقلال، ثم إنه حلل هذه الجزئية تحليلا رائدا بأن أبان فيه أن اللغة تعني كل المقومات السابقة، بل إنها تعني قومية الفكر، وقومية العادات والتقاليد، يقول الرافعي: "أما اللغة فهي صورة وجود الأمة بأفكارها ومعانيها وحقائق نفوسها، وجودا متميزا قائما بخصائصه، فهي قومية الفكر، تتحد بها الأمة في صور التفكير، وأساليب أخذ المعنى من المادة، والدقة في تركيب اللغة دليل على دقة الملكات في أهلها، وعمقها في عمق الروح، ودليل الحس على ميل الأمة إلى التفكير، والبحث في الأسباب والعلل، وكثرة مشتقاتها برهان على نزعة الحرية، وطماحها، فإن روح الاستبداد لا يتسع، ورأيه لزوم الكلمة والكلمات القليلة". ثم يقول: "وإن كانت اللغة بهذه المنزلة، وكانت أمتها حريصة عليها، ناهضة بها، متسعة فيها، مكبرة شأنها، فما يأتي ذلك إلا من روح التسلط في شعبها، والمطابقة بين طبيعته، وعمل طبيعته وكونه سيد أمره، ومحقق وجوده، ومستعمل قوته، فأما إذا كان منه التراخي والإهمال وتهوين خطرها، وإيثار غيرها بالحب والإكبار فهذا شعب خادم لا مخدوم، تابع لا متبوع، ضعيف عن تكاليف السيادة لا يطيق أن يحمل عظمة ميراثه، متجزئ ببعض حقه، مكتف بضرورات العيش، يوضع لحكمه القانون الذي أكثره للحرمان، وأقله للفائدة التي هي كالحرمان" (6). ================ (1) د. محمد محمد حسين، الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر، ص 343، مكتبة مصر ومطبعتها، 1980م. (2) ديوان الرافعي، شرح محمد كامل الرافعي، مكتبة الإيمان بالمنصورة، أمام جامعة الأزهر. (3) مصطفى صادق الرافعي، وحي القلم، ج2، ص296، دار المعارف، ط2، 1982م. (4) المرجع السابق، ج2، ص297. (5) المرجع السابق، نفسه. (6) المرجع السابق، ج2، ص298. | 7 - مارس - 2008 | أخطاء"جمعية حماية اللغة العربية" اللغوية!!!! |
 | قصيدة "اللغة العربية والشرق" !!! كن أول من يقيّم
قصيدة "اللغة العربية والشرق" : كان الغرض أن أقتصر على بعض ما كتبه الرافعي من نثر الرافعي حول دفاعه عن اللغة العربية، ولكنني رأيت أن أعرج في أسطر قليلة على قصيدة الرافعي ... "اللغة العربية والشرق" والتي جاءت في ديوان الرافعي، الجزء الثاني، وهي قصيدة يبكي فيها الرافعي ما آلت إليه اللغة العربية، وعزا ذلك إلى كيد أبنائها لها، إنهم لم يراعوا فيها ما أرضعتهم إياه، وقد يجني النسب كثيرا من الأحزان على من ينتسب إليه حتى إند بدأ القصيدة بقوله: أمٌّ يكيد لها من نسلــها العـــقب *** ولا نقيصة إلا ما جنى النسبُ كانت لهم سببــا في كل مكــرمة *** وهم لنكبتها من دهرها سببُ لا يعب في العرب العرباء إن نطقوا *** بين الأعاجم إلا أبهم العـربُ فقد صور الرافعي إهمال العرب لغتهم الأم التي يكيد لها أبناؤها، وهذا منتهى العقوق التي يمكن تصوره لأن هذه الأم كانت سببا في كل مكرمة نالها هؤلاء العرب، فقد وصلت لغتهم إلى مشارق الأرض ومغاربها، ثم بعد كل هذا الذي قدمته لها أمهم يقلبون لها ظهر المجن، فتراهم إن نطقوا نقطوا بلغة لا يكاد يعرفها غيرهم، والرافعي يشير بذلك إلى اللغة العامية التي لا تعرف إلا بين الناطقين بها، أما اللغة العربية فإن الأمة العربية كلها تشترك فيها، وتتبين ملامحها. ثم أخذ الرافعي يتحدث عن تاريخ اللغة العربية، وكيف أنها استمرت طوال الدهر ناصعة كالبدر حتى طمست السحب من نوره، ثم حدث لها ما حدث في تاريخها الحديث حتى قال: سلوا الكــواكب كم جيل تــداولها *** ولم تزل نيــرات هذه الشهبُ وسائلوا الناس كم في الأرض من لغة *** قديمة جددت من زهوها الحقبُ ونحن في عجب يلهو الزمان بنا *** لم نعتبر، ولبئس الشيمة العجبُ ثم أخذ يوجه حملته على الغرب الذي حاول طمس اللغة العربية، والدعوة إلى لغته التي أراد بها في صفوف الأمة، والدعوة إليها فقال: أنترك الغرب يلهينا بزخـرفه *** ومشرق الشمس يبكينا، وننتحبُ وعندنا نَهَرٌ عذب لشــاربه *** فكيف نتركـه في البحر ينسربُ وأيما لغـــة تنس امرأ لغة *** فإنها لعنـــة من فيه تنسكبُ إنها صيحة قوية يرسلها الرافعي، حتى يدرك الجميع أن اللغة العربية ما زالت تعطي، وتقدم للجميع ما يمكن أن يجعلهم يفخرون بها، فهي كالنهر العذب الذي يجب علينا أن نحافظ عليه، ولا نتركه يضيع في بحر اللغات الأخرى، ثم أرسل حكمته الرائعة في قوله: وأيما لغة تنس امرأ لغة *** فإنها لعنة من فيه تنسكبُ ثم أنحى باللائمة على لغة القصور التي يتشدق بها ساكنو القصور، لأنهم يحاولون أن يلووا بألسنتهم بكلمات أجنبية، حتى يظهروا للناس أنهم على علم باللغات الأجنبية، حتى يقول: أرى نفــوس الورى شتى وقيمتها *** عنـدي تأثرها لا العز والرتبُ ألم تر الحطب استعلى فصار لظى *** لما تأثـر من مس اللظى الخطبُ فهل نضيع مـــا أبقى الزمان لنا *** وننفض الكف لا مجد ولا حسبُ ويستمر الرافعي في حديثه عن اللغة العربية، ونعيه على قومها الذين أهملوها، ونزعوا إلى اللغات الأخرى، فيختم قصيدته بقوله: هيهـات ينفعنا هذا الصبــاح فما *** يجدي الجبان إذا روعته الصخبُ ومن يكن عــاجزا عن دفع نائبة *** فقِصـــر ذلك إن تلقاه يحتسبُ إذا اللغات ازدهت يوما فقد ضمنت *** للعرب أي فخـــار بينها الكتبُ وفي المعادن مــا يمضي برونقه *** يد الصدأ غير أن لا يصدأ الذهبُ من مقال على حاسوبي : مصطفى صادق الرافعي ؛ لمحمد بن أحمد باسيدي | 7 - مارس - 2008 | أخطاء"جمعية حماية اللغة العربية" اللغوية!!!! |