البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ضياء العلي

 9  10  11  12  13 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
بانتظار العودة إلى السؤال    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

 

أعزائي : مساء الخير

كنت قد وعدت الأستاذ وحيد بالعودة حين تتاح لي الفرصة ، وها أنا أعود اليوم رغبة مني بوصل ما انقطع بيننا من حوار .

نحن بانتظار المقال الذي حدثتنا عنه يا أستاذ وحيد : " متى تموت وتحيا الفلسفة ? " للأستاذ حسن حنفي الذي يشاركنا هنا من حيث لا يدري ، والذي سيعيد ربما عربة القاطرة إلى سكتها . وبالمناسبة ، ورداً على سؤالك ، فأنا لم يتسن لي الحصول على عدد المجلة الذي ذكرته لي حتى الآن .

يثير الأستاذ النويهي في مقالته الأخيرة قضيتين هامتين : موضوع الترجمة ومشكلاتها ، ومسألة فهم النصوص الفلسفية المكتوبة بلغة أخرى . وهما مسألتان مختلفتان تماماً وإن بدتا كأنهما مسألة واحدة ، لأن فهم النص الأدبي أو الفلسفي المكتوب بلغة غير اللغة الأم للمتلقي ، ليس من البديهيات حتى ولو كان القارىء للغة الأجنبية مجيداً لها . فلكل لغة فضاؤها المعرفي ومنطقها  الخاص بها ، وإتقان لغة من اللغات لا يعني بالضرورة تبني مفاهيمها المعرفية ولا الانسجام مع تركيبتها الذهنية ، بالإضافة إلى أن العلاقة الحميمة بلغة من اللغات هي مسألة نفسية لأنها تتعلق بالمعاش من التجربة الإنسانية ، لذلك ، فإن بعض النصوص الأدبية ، كالشعر مثلاً ، تبقى بعيدة عن الإدراك الكامل لها لأنها نصوص معاشة . سقت هذا المثل لأقول بأن مسألة فهم النص من المترجم ذاته ليست بديهية على الإطلاق .

لم أقرأ الترجمات التي تحدث عنها الأستاذ النويهي ولا يمكنني بالتالي الحديث عنها وعن مدى مسؤوليتها في عدم تقديم نصوص سارتر بالشكل الصحيح ، إلا أن ما أعرفه عن فلسفة سارتر يجعلني أرجح بأنها تعبر عن حالة نفسية وفكرية ارتبطت بقوة بإرهاصات وتمخضات ما أنتجته الحرب العالمية الثانية من إحباطات ظهرت نتائجها في الفن والأدب والفلسفة وسائر مجالات الحياة الثقافية . هذه الفترة الزمنية ، وهذه الحالة النفسية التي رافقتها ، عشناها نحن بطريقة مغايرة تماماً ، هي تزامنت عندنا مع فترة المد القومي وإنطلاقة المقاومة الفلسطينية ، ولم نتعرف بها إلا عن بعد .

فأوروبا عقب حربين عالميتين مدمرتين ، كانت قد فقدت تلك المرجعيات المقدسة المتعالية التي بنت عليها أمجادها : هي كانت قد فقدت سلطة الدين كمرجعية أخلاقية ، والثقة بقدرة العقلانية ونظامها المرتكز على تقديس العلم ، فالعلم والحداثة قدما وسائل الدمار وقنبلة هيروشيما ، وكانت الفلسفات الكلية ، كالشيوعية قد بدأت بتقديم ضحاياها هي أيضاً ، ولم يعد للأنسان بفقدانه لتلك المرجعيات من ملاذ لذاته المفككة . فالتاريخ ليس قطاراً يسير إلى الأمام ، والقيم الإنسانية التي نادى بها عصر الحداثة باتت في موضع التساؤل . وأما الحرية الإنسانية ، فأين هي  حدودها ?

من هنا ، جاءت وجودية سارتر " اللقيط " ، كما كان يرى نفسه ، والذي أعاد طرح سؤاله الوجودي مرتكزاً إلى ذلك العدم الذي كان يعيشه ( فهذا الإحساس الداخلي الذي عاشه ليس مشتركاً لكل البشر ، فالقليل من أبناء الشرق يعيشون حالة نفسية مماثلة من الإحساس الكلي بالفردانية ، وبأنه وحده أبداً في مواجهة مصيره ، وضمن ثقافة ملحدة تماماً ، وضمن إحباطات تلك الفترة بالذات ، هذه تجربة خاصة بفئة من البشر لم يعشها المترجم بالضرورة ).

انطلاقاً من تجربته الوجودية ، صاغ سارتر فلسفته مفترضاً بأن : الإنسان محكوم بحريته المطلقة . " لا يوجد شيء في السماء ، لا خير ولا شر ولا من يعطيني الأوامر " ، كان يقول . انطلاقاً من هذا ، على الإنسان شق طريقه بنفسه ومن دون مساعدة . هو بالتالي المسؤول الأول والأخير عن أفعاله ، أمام نفسه وأمام الآخرين .

هذه الحرية التي هي الأساس ، هي مشروع الإنسان الذي كان يطمح إليه سارتر وهو من كان يحكم عليه سلفاً بأنه مستحيل ، لأن السلوك الإنساني ما هو برأيه إلا محاولات فاشلة ويائسة لإجراء تصالح ما بين ما هو : في الأنا . وما هو للأنا . ( بعبارة أخرى بين الرغبة والواقع رغم عدائيته الشديدة لمذاهب علم النفس وذلك لانتقاده الشديد لمفهوم اللاوعي ) . لأن فلسفته كلها ترتكز على دور الوعي .

فما هو في الأنا : هو الكائن . وما هو للأنا : فهو الوعي . فالوعي هو الموضوع وهو الحرية الغير قابلة للتحديد ، هي جوهر لا يوصف لأنه لم يتحقق بعد . هي إذاً غير موجودة بعد فالوجود عند سارتر يسبق الجوهر . ( فالإنسان هو مشروع كائن حر لن يتحقق ) .

والوعي المنوط به تحقيق الحرية هو وجود مركب ، هو محتمل ( افتراضي غير مؤكد ) وهو مزور ومصطنع ( لأنه متعال ، غير واقعي ) وهو مؤقت ، محكوم بظروفه الآنية .

وهذا ما يدفع الإنسان لأن يجيد الكذب على نفسه وعلى الآخرين ويتخلى لهم أحياناً عن حريته ، وهذا هو الوجه الآخر للحرية التي تريد التنصل من المسؤولية لأن الاختيار هو التزام .

من هنا تكررت كثيراً في مسرحياته وأدبياته مسألة التشديد على لحظة الخيار وإبرازها لأن الخيار الحر هو التزام أخلاقي يطبع كل الحياة .

هذا النمط المتشائم من الفكر والتجربة المريرة من الإحساس بالوحدة وبأنه أسير قدر يرتكز على الصراع والصدام الدائم بين حريتين متناحرتين ، وتحليله للحب والرغبة والكره والسادية والمازوشية ، وتبريره للعنف ، هذه النظرة المتشائمة للأنا وللآخر هي ما جعلته يقول في إحدى مسرحياته بأن : " الجحيم هو الآخر " . أظن بأن كل هذا بحاجة لظروف نفسية مشابهة معاشة للإنسان لكي يتمكن من فهم هذه الفلسفة وسبر غورها .

أما الحديث عن الاستراتيجيات الثقافية الغافلة ، وغياب المأمون ، أو مآمين العصر عن دورهم ، فهو حديث ذو شجون ، ولا بد من مؤسسات ترعى وتخطط وتقوم بتجميع وغربلة مجهود جماعي ، و تحمي أيضاً الإنسان من جهل الإنسان .

 

28 - مايو - 2006
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
إلى الأستاذ زهير 2    كن أول من يقيّم

 

أستاذي العزيز : أنا لا ألعب البرسيس لكني سمعت صباح تقول يوماً  : درجي دوسه دوبارا ، القصة بدها شطارة . وتجدني دائماً اعود " لحكمة " الفرنسيين الذين يقولون بأننا لا نستطيع أن نصنع العجة دون أن نكسر البيض .

صدقني يا أستاذ زهير لم يكن الشعر في هذا غايتي أبداً بل كان هو ضحيتي التي قدمتها إلى هيكل الحرية ، وأنا لم ولن أدعي يوماً سلطتي عليه . هذا وعد مني أعلنه للملأ . أما شعرك ، فهو ليس بحاجة لشهادة أعمى مثلي رغم أنني صفقت له طويلاً ورفعت رايته عالياً ولا أزال .

تحياتي إلى أم زهير .

 

29 - مايو - 2006
الحرية
من وحي العجة والفلافل    كن أول من يقيّم

 

الأستاذ زهير ، شاعرنا ومعذبنا في لعبة الشك واليقين :

نحن آكلوا الفلافل يا أستاذ زهير ، ولقد أكلنا منها حتى أنها دخلت في طبائعنا ، يرافقها دائماً صحن من المخلل ( اللفت المخلل ) . ولو تبدى مني أحياناً شيء من النزق أو البلادة ، فهو من تأثير الفلافل وما يرافقها ، أما بعض التجليات التي تحصل معي نادراً  فهي من الزعتر ، لأنه كما تعرف :" يفتح الذهن " أو كما تقول جدتي : " يفتح القلب " .

أشكرك جزيل الشكر لكل ما تبديه نحوي من عاطفة لا أستحقها وأهنئك على رائعتك الجديدة التي لن أقول كل رأيي فيها لأن شهادتي مجروحة .

أستاذي الكريم الحسن بنلفقيه : عميق شكري وتقديري لكلماتك النبيلة التي لا أستحقها ، لكني فوجئت بنشر الصورة هنا بينما كنت قد أرسلتها ، كما طلب منا ، من أجل أن ترافق مشاركاتي في مشروع سراة الوراق . هذه مفجأة أخرى من مفاجآت الأستاذ زهير الذي لو كان تعلم الملاكمة لكان ملاكماً بارعاً لأن ضرباته هي دائماً إستباقية وغير متوقعة . لا أجد صراحة بأنها في مكانها المناسب لكني تعبت من الإحتجاج .

الأستاذ عبد الحفيظ : أحسدك على رقتك وشفافيتك وأعجب منك كيف استعطت أن تجتاز نهر الحياة وأنت بمثل هذا النقاء ? ليتني أستطيع أن أكون مثلك ، ليتني كنت كما تقول .

الأستاذ السعدي واد عميق وشاعر شاهق ، وبين الإثنين ، نسور وزرازير تريد أن تحلق .

 

 

31 - مايو - 2006
الحرية
الحرية ، كيف ?    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

 

عزيزي الأستاذ عبد الرؤوف :

شكراً لك لأشياء كثيرة ، منها أنك اشتركت معي في مباريات الشخصيات ( مع أنني خسرتها بحسب التصويت الديموقراطي ) إلا أنني اليوم لا اشتكي ، بعد قدومك ، وبعد أن أحطت بعقد من الأقمار من حولي يؤنسن وحشتي .

مما لا يعرفه الكثيرون ، هو أن طرابلس _ الفيحاء ، أي طرابلس _ الشام ، هي أيضاً طرابلس المصرية وهو أحد ألقابها الكثيرة . وتعود هذه التسمية لبعض الرحالة الذين زاروها ورأوا فيها نسخة مصغرة عن القاهرة لما حوته من الآثار الفاطمية والمملوكية والعثمانية ، وقد اشتهرت بجوامعها ومدارسها وتكاياها وحماماتها التي تعيدك إلى حميمية ذلك التاريخ ، والكثير من العائلات الطرابلسية هم من أصول مصرية . الحقيقة أن طرابلس هي مزيج من الشعوب والطوائف ففيها إلى جانب العنصر العربي ، عائلات من أصول تركية وكردية وفارسية ، وفيها الشركس والألبان والأرمن واليونان ، وفيها من جميع الطوائف الموجودة في لبنان ، وهي مع ذلك ، قلب العروبة النابض لأن العروبة تتجازو كل هذه التسميات ، وهي أيضاً وكما يسميها أبناؤها :  " أم الفقراء "  وهوأجمل ألقابها .

كنت قد سمعت يوماً الشاعر أحمد فؤاد نجم يقول ، بعد زيارة السادات للقدس :

إحفظوا لمصر المكان

واحنا ع العهد اللي كان

ولقد صدقته ، أنا ، البنت التي تبلبلت . وأحفظ لمصر مكان القلب وأنتظر . وأما من خان العهد ، فلقد ظلم نفسه ، ولن ينصفه من بعدها أحد .

الأستاذ السعدي : يسعدني أن أشبه أختك ، أدام الله في عمريكما . صرت أخاف عندما أقرأ لك مقالة أن يظهر أسمي في صفحة الوفيات . ( هذه للمزح ) . ولا تخف على من النبال ( لن أقول تكسرت النصال على النصال ، هذا ادعاء ) وليس لأن درعي سميكة بما فيه الكفاية ، ولكن لأنني صرت أتوقع كل شيء وأنا أشكرك .

الأخت تسنيم شاعرة رقيقة وذكية ، وأكثر ما أحببته هو هذا الوضوح وهذه الثقة بما تكتبين . نحن بحاجة لكم تمدوننا بالأمل .

أختم رسالتي بهذه الخاطرة مهداة لكم جميعاً ولا أنسى عبد الحفيظ :

يا للقدر!

يا للزمان !

نتكور مثل الجنين

نتساقط مثل الخريف

وكما فتات الخبز

أشلاء الرغيف

يتفتت القلب

وتذروه السنين

 

3 - يونيو - 2006
الحرية
هذه ليست كارثة بل سوء تفاهم    كن أول من يقيّم

 

أستاذي الكريم : أشكرك لأنك سحبت الصورة من موقع الشخصيات لأنني لا أعتبر نفسي من الشخصيات ولا أجدها في مكانها الصحيح .

كنت قد أشرت إلى هذا سابقاً ، لكن يبدو أنك لم تنتبه . وفي رسالتي المعنونة : من وحي العجة والفلافل ، كنت قد قلت بالحرف الواحد : 

 لكني فوجئت بنشر الصورة هنا بينما كنت قد أرسلتها ، كما طلب منا ، من أجل أن ترافق مشاركاتي في مشروع سراة الوراق ......... لا أجد صراحة بأنها في مكانها المناسب لكني تعبت من الإحتجاج .

وإذا كنت أوجه الكلام إليك فلأنك في موقع المسؤولية وهذه ضريبتها .

أكرر شكري وتقديري ورغبتي بالتواصل معكم .

 

3 - يونيو - 2006
الحرية
مبروك الحلة الجديدة وإلى الأمام    كن أول من يقيّم

 

أستاذي زهير : الصورة كانت أنتقلت من مكانها وظننت بأنها قد حذفت . لا بأس ، لكني لا أرغب  بنشرها في صفحة الشخصيات كما أسلفت  وأرجو حذفها من هناك .

خالص شكري وتحيتي .

3 - يونيو - 2006
الحرية
خاص بالأستاذ زهير    كن أول من يقيّم

 
أنشر هنا رسالة خاصة كنت قد بعثت بها بالأمس للأستاذ زهير ورغب في أن أنشرها في هذا الملف . هي تأتي في مكانها لأنها مناسبة قصيدته الجميلة التي أتحفنا بها هذا الصباح .
 
أستاذي الكريم : مساء الخير
 
أرى بأنكم في ورشة عمل في الوراق وأن التحديثات جارية على قدم وساق . هنيئاً لكم ولنا هذا التطوير المهم والبناء .
 
لن أطيل ثرثرتي فأنا أرى بأنك مشغول لكني وجدت بأنه لا بد من عودة وعدت بها بالأمس لتوضيح بعض الالتباسات .
 
عندما أتيت إلى هذا الموقع جئت بتشجيع منك وإصرار لفت نظر الآخرين لما أقوله وأكتبه بغض النظر عن قيمته التي أشك بها أحياناً غير أن هذا شأن آخر . ثم وجدت في حضوري معكم شيئاً أدخل بعض البهجة إلى حياتي الرتيبة وأذكاها بشيء هو مزيج من التحفز والانبهار والفضول والرغبة في اكتشاف الذات . أنا فعلاً سعيدة بهذه المجموعة من الأصدقاء وأظن بأن هذه العلاقة التي نشأت بيننا بناءة لأنها تكسر الجمود من حولنا وتشعرنا ببعض الدفء الذي نحن بحاجة إليه، وأنت يا أستاذ زهير كنت في القلب من كل هذا، ولم يكن لهذه الصداقة الجميلة بأن تنشأ لو لم تكن راعيها ومحركها الأساسي .  
 
 لا أبحث عن أي شيء آخر وليس لي أي طموح أراهن عليه . حياتي أبسط مما تتخيل ولا أرغب بتغييرها ، بل ربما لو رأيتها في الواقع لوجدتها مخيبة في بساطتها . أنا لا أشبه في شيء هذه الصورة التي رسمتها عني في قصيدتك " عقد حزيران " لكني عانيت كثيراً من الغربة والتشتت العائلي، فنحن نعيش اليوم في ثلاث قارات ، أمي وإخوتي يعيشون في أميركا منذ حوالي الثلاثة والعشرين سنة وأنا أتيت إلى هنا لأدرس ثم تزوجت وبقيت هنا وزوجي إيراني لكنه يعيش في فرنسا أيضاً منذ ثلاثين سنة ولي منه : آريان وفرح وجواد . أريان اليوم في العشرين . أنا إذاً أم آريان لو شئت أن تسميني هكذا .
 
ما أردت قوله هو أنني أشعر بالحرج أحياناً لما تقوله . ورغم رغبتي الجارفة بزحزحة بعض الجمود والتصخر في نظرة الجمهور الواسع القارىء للعربية ،  للمرأة ، للحياة ، للدين ، للعلاقات ، لما غامرت بما غامرت به من ( سمعة ) أحرص عليها لأنها لا تخصني وحدي بل تخص أيضاً أهل بيتي ، وهي بنظري ثمينة جداً.
 
لم أحب منك  "عقد حزيران " رغم قوتها الشعرية لكني شعرت بأنها تسيء لي فهي ليست صورتي ، يرافقها استخدامك للصورة في موقع الشخصيات شعرت كأنني في سوق النخاسة وسيأتي كل واحد ليعطي رأيه بي . لا أريد للناس أن يقيموني يا أستاذ زهير ولا حتى بالمديح وأنا لا آكل وأشرب من الكلام المعسول ( هذا ليس تكبراً ولكني لست ملكة جمال لأعرض نفسي وقد تجاوزت السن القانونية لهذا بكثير ، وأنا لست مثلك ، أنا امرأة ونحن شرقيون حتى النخاع بجمهورنا الواسع ، ولا أتكلم هنا عن الاستثناءت من المتنورين والأصدقاء الصادقين امثال الأستاذ النويهي وعبد الحفيظ وبنلفقيه ..... ، فلماذا تضعني تحت رحمة الجمهور? ) لو نجحت في أن أحظى باحترامهم ، سأكون قد قدمت خدمة للكثير من النساء والصبايا اللواتي لا يتجرأن على الدخول إلى ساحة الحوار الثقافي وإعطاء رأيهن ، وستكون خدمة للموقع لكي يظهر بشكل أكثر تحرراً وانفتاحاً ، هذه غايتي .
 
لا أدري إذا كنت قد نجحت في توصيل وجهة نظري لكني لا أقصدك بأي سوء بل عكس ذلك ، ثق وتأكد بأنني لو كنت اليوم أو في أي يوم بموقع من يستطيع تقديم الخدمة لك ، فلن أتأخر عنها مطلقاً لأنني لست من الذين يشربون من البئر ليرموا فيها حجرا . وأنا لا ألقي الكلام جزافاً يا أستاذ زهير ولست هوائية ولا متقلبة المزاج وصار من الصعب أن يبلبلني شيء . بإمكانك أن تعتبرني لك سنداً وظهيراً رغم إمكانياتي المتواضعة ، لكني سأقدم نفسي على طريقتي والطريقة التي أظن أنها مناسبة وتتلائم مع شخصيتي وإلا وقعت بالتناقض .
 
كان لا بد من كسر بعض البيضات لصنع العجة وها نحن قد كسرناها . أنا ألومك فقط في كونك تسرح في خيالك إلى شطآن بعيدة وتنسى في هذا اعتبارات كثيرة وأن حبك لشعرك يفوق أي حب آخر حتى ربما حب زهير لنفسه . في هذه لن ألومك لأنك لن تستطيع بأن تكون بالمستوى الشعري الذي أنت عليه لو لم يكن للشعر الأولوية في حياتك .
 
 أحترم الناس بالمواقف وليس بالكلام ولو عدت بذاكرتك لوجدت بأنني قد عبرت في كل مرة وجدتها مناسبة عن عميق تقديري واحترامي لك ولا أزال . أبحث لنا عن صداقة فيها بعض الأمان ، في هذه تجدني بغاية الطموح ، لكن أشياء ثمينة كهذه لن تأتي بسهولة ولا بد من شد وجذب لترسيم الحدود . فلا تضيع علينا فرصة كهذه .
 
تحياتي وسلامي وفعلاً حنان قمر مصور حماها الله وأدامك لها ، أفكر أن أخطبها لجواد فما رأيك ?
إلى اللقاء
 

5 - يونيو - 2006
الحرية
ضياء خانم والعجة بالبطاطا    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

 

سأروي لكم اليوم حكاية أول من دعاني بضياء خانم وكان له الأسبقية ( الزمنية فقط ) على الأستاذ زهير بأكثر من عشرين سنة . غير أنني أريد أن أعتذر قبل البداية للأستاذ النويهي على اقتحام ملفه بهذه الحكايات الخارجة ربما على الموضوع ، وأعده بأنني سأفتح قريباً جداً ملفاً خاصاً بهذه الحكايا لأنافس بها ملفه عن حكايا التراث ، ولقد أعذر من أنذر ..... والله يا أستاذ عبد الرؤوف هذا الشعر الذي تنقله إلينا  رائع فهل أنت مترجمه ?

وقبل أن أبدأ أيضاً ، علي أن أوصل جواب السلام للآغا السعدي : خيلي ممنون متشكر آغا

وأيضاً أريد ان أوصل جواب جواد الذي أخذ موضوع الخطوبة بمنتهى الجدية  ونهرني عندما عرضت عليه صورة حنان وقال لي : " انت مريضة في رأسك ماما ? " ( وهي الترجمة الحرفية لما قاله بالفرنسية ) هذه طفلة صغيرة ( جواد عمره 12 سنة ) وهذا ليس معناه بأنني سأتراجع ولكن سأنتظر حتى تكبر قليلاً .

الآغا " صادقي " والعجة بالبطاطا

كان ذلك في بداية حياتنا ، وكنا نسكن في تلك الأثناء غرفتين متواضعتين في الطابق الرابع من إحدى البنايات القديمة التي لا يوجد فيها مصاعد . وكان قد أتى ليشاركنا فيها ابن أخت زوجي البالغ من العمر بوقتها أربعة عشر عاماً ، أرسلوه إلينا هرباً من التجنيد العسكري أيام الحرب العراقية الإيرانية .

أما الآغا " صادقي " فلقد كان متعهداً ثرياً قد جاوز الستين من عمره ، وهو من أصدقاء والد زوجي المتوفى ، وكان يأتي إلى باريس لأعماله الخاصة بشراء المعدات ، فيحجز في أحسن فندق ، ويأتي ليتعشى عندنا ذات مساء . وفي نهاية السهرة يقول له زوجي من باب المجاملة :

ـ لم لا تنام عندنا اليوم آغا ?

فيتمنع ولكن لبرهة وجيزة ، ثم يسارع بالقبول قبل أن تسحب منه الدعوة ويتسنى لنا التملص منها . ثم يبقى ويبقى ، أحياناً كل الأسبوع .

ولأنه كان يكره الإقامة بالفندق ، ولأنه كان يشعر بأنه يقتحم علي حياتي بدون أدنى تحفظ ،  ودون أن يمنعه ذلك من المعاودة في كل مرة ، فلقد كان يبالغ في مديحي وتفخيمي وخصوصاً عندما يعبر عن شكره العميق لي بقوله :

ـ " ضياء خانم " مرسي بوكوم ( الميم الزائدة من عنده وليست من عندي ) .

وذات صباح ، بعد أن شرب الشاي ، وفكر ملياً بما سوف يقوله ، التفت متوجهاً إلى بالحديث بنبرة وتصميم استنتجت منها بأن ما سيقوله هو خلاصة ما تمخضت عنه أفكاره الليلة الفائتة :

ـ ضياء خانم ! اليوم أنا من سيعد الغداء ! قال .....

...... ثم سكت قليلاً ليسمح لنا باستيعاب الصدمة ، وأردف :

ـ سأحضر لكم أكلة إيرانية خاصة جداً لم تذوقي مثلها في حياتك ! اليوم لن تتحركي عن مقعدك ، ضياء خانم ، فأنا من سيعمل كل شيء !

كان يتكلم وهو يجلس فوق الكنبة كالطاووس ، وتحت رجليه ، على السجادة ، كان يجلس آراش الذي هو ابن أخت زوجي والذي لم أكن قد رأيته حتى حينها بهذه الدماثة وهذه الطاعة مع أحد من الناس . والذي ، وفي لحظة هذا التصريح الخطير ، التفت ليحدق في وجهه مستغرباً ، وليتأكد بأن ما رآه وسمعه علماً وليس حلماً . إلا أن الآغا صادقي حدجه بنظرة طأطأ لها رأسه العنيدة للحال .

ثم نظر إلى ساعته ، واستنتج بأنها كانت قد بلغت الحادية عشرة صباحاً ، فقرر بأن وقت الجد قد حان ورمق آراش بنظرة من عينيه النفاذتين ونهره قائلاً :

ـ إذهب إلى الدكان واشتر البطاطس !

آراش ينتفض ويهب واقفاً كالرمح ، ليهرع إلى الدكان بسرعة البرق مع أنني لم أكن قد نجحت حتى ساعتها بجعله يشتري لي رغيفاً واحداً من الخبز من المخبز الذي تحت البيت ، إلا أنه ذهب لإحضار البطاطا بدون نقاش وبدون تردد ، ولما عاد من مهمته ، نهره مجدداً وأمره بأن يضعها على صينية ويأتي بها إلى هنا ومن ثم بأن يحضر له طنجرة فيها ماء .

ـ إبدأ بتقشير البطاطا ، قال له ، ريثما أعمل لنفسي غليون .

آراش يبدأ بتقشير البطاطا وهو يدخن ، وأنا أعمل بتوضيب أوراق على مكتبي الذي يقع في هذه الغرفة التي أتقاسمها معهم . أكاد أختنق من دخان الغليون ، فأتوجه إلى باب الشرفة لأفتحه . إلا أن الآغا صادقي سيعود ليغلقه بعد خمسة دقائق قائلاً بصوت معسول :

ـ ضياء خانم ، سردة ! خيلي سردة ....( يعني بأن الدنيا برد ) .

وكان أراش قد انتهى من تقشير البطاطا ، فأرسله ليشتري البيض ، ثم لأراه بعدها ، وعلى وجهه سيماء من اتخذ قراراً لا رجعة فيه ، يهبط إلى السجادة ويتربع عليها ، ثم يقرب الطنجرة التي كانت تسبح فيها حبات البطاطس المقشرة ، فيتناول واحدة منها ، ويبدأ بتقطيعها إلى مربعات صغيرة كان يحرص على أن تكون متساوية الحجم ......... كانت تلك المربعات تتساقط من بين يديه وتهوي إلى الماء ، فيتناثر من حول الوعاء مكوناً بحيرة من الرذاذ المتساقط على السجادة الوحيدة التي أمتلكها . ومع كل قبضة من البطاطا المتهاوية في الطنجرة كأنها الغطاسون في حمامات السباحة ، كان قلبي ينخلع أسفاً وندماً على سجادتي اليتيمة ، وكانت نظراتي تراقب كل حركة ، فتفضح عيوني مكنونات صدري ........ ولما كان الأغا لماحاً ، لكن دون أن تستبد به أدنى شفقة بعواطفي الملتاعة ، بل كان يسخر منها لا بد بينه وبين نفسه ، فلقد صار ينظر إلى بشيء من الخبث وبما يشبه التهكم ، محاولاً أن يخفيهما بابتسامة جميلة ، وقائلاً بصوت ظريف وهو يشير إلى موقع الجريمة :

ـ كوكو سبزميني ( يعني عجة بالبطاطا ) ، ضياء خانم . خيلي خوش مزة ( يعني بأنها لذيذة جداً ) ضياء خانم .

نعم ، كانت عجتة لذيذة جداً ، ولم أذق مثلها في حياتي .

 

7 - يونيو - 2006
الحرية
أهلاً بالأخ جوزيف    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

 

اختلف المؤرخون زمناً طويلاً حول تسمية الحضارة العربية الإسلامية فمنهم من كان يراها عربية ، ومنهم إسلامية ، حتى أصبح العرف الشائع هو تسميتها بالحضارة العربية _ الإسلامية تخطياً لهذا الإشكال الذي يبدو أنه لا زال قائماً لدى البعض .

إن المحيط الثقافي الذي شملته ما سنسميه إذاً ، الحضارة العربية _ الإسلامية يحتوي على ثلاثة مكونات : العربي المسلم ، المسلم غير العربي ، والعربي غير المسلم ( المسيحي ) . فالعربي المسلم يشترك من جهة مع غير العربي بالدين ، ومع غير المسلم ، بالعروبة ، قدره هنا هو ان يكون قاسماً مشتركاً بين الإثنين فيجذب الأقطاب إلى الدائرة .

إنطلاقاً من هذا الإعتبار ، أفهم ما قاله الأخ داوود محقاً بأنها علاقة حماية لا علاقة إستحواذ . فالفارابي وابن سينا والخوارزمي وعشرات غيرهم من العلماء والفلاسفة الذين ساهموا في رفعة الحضارة العربية _ الإسلامية ، لم يكونوا عرباً . وكما أشار الأخ داوود فإن نقلة اليونان إلى اللغة العربية هم السريان العرب المسيحيون ولولاهم لما كان عرف العرب علوم اليونان التي أسسوا عليها حضارتهم ، لكن الخطر كل الخطر هو بوضع الإسلام بمواجهة العروبة لأنهما يتكاملان .

فالبنية الأساسية للدين الإسلامي هي بنية عربية لسببين :

الأول هو أن الرسالة بلغت باللسان العربي ، فالقرآن والسنة النبوية لغتهما عربية .

الثاني هو أن الإسلام في بداياته ، نشأ في بيئة عربية صرفة ، وارتبطت هذه النشأة ارتباطاً وثيقاً بعصر النبوة وأصبح من الصعب الفصل بينهما .

ومع أن الإسلام كرسالة سماوية موجهة لبني البشر جميعاً يتجاوز البيئة والثقافة العربية ، ومع أن العرب كونوا حضارات كبرى قبل الإسلام ، إلا أن اللغة التي أنزل بها الوحي خلدها الله بنزول القرآن وبالحديث النبوي ، ولولا هذا لكانت لغة أهل قريش واحدة من اللهجات الكثيرة المنطوقة من حولنا ، على امتداد الوطن العربي ، لا أكثر ولا أقل .

فاللغة العربية إذاً ، والبيئة والثقافة العربيتين ، هي الوعاء المادي الذي تحقق من خلاله الدين لنتمكن من فهمه والوصول إليه . هي الوعاء وليست المحتوى لكنهما متكاملان بالنسبة لنا من حيث الإدراك .

لو اتفقنا على هذا فسيكون للحديث بقية .

 

7 - يونيو - 2006
المسيحيُّون والمسلمون، معًا، من أجل اللغة العربيَّة
شعراء من البروليتاريا الرثة    كن أول من يقيّم

 

الأستاذ عبد الرؤوف : مرة اخرى أقتحم فيها قلعة الحرية بدون عذر وجيه غير رغبتي في التخاطب معكم . أشعارك التي تنقلها إليها بهذا العزم وهذه البطولة وهذه الحرارة في السرد تشفينا من مرض البلادة وتعيد إلينا جذوة انفعالات كان الزمان قد رقد بكل بثقله من فوقها حتى ظننا بانها اندثرت تحته .

هنيئاً لك نجومك الزاهرة ( وهم نجومنا أيضاً منذ اليوم فصاعداً ) ، يوسف وبسمة ، حماهم الله . أنا عندي الفرح وأنت البسمة يعني التفاؤل شعارنا دوماً ونحن دائماً بانتظار الحنان الكبير لكي يكبر ويكبر فينالنا منه في الدنيا نصيب .

أما بخصوص الشيك ، وبعد أن أعلنت عن حالة إفلاس مزمنة لا رجعة فيها ، وتبعك ( أو ربما سبقك ، لم أعد أذكر ) في هذا الأستاذ زهير واضعاً في قماط ابنته حفنة من الشعر ، فقط لا غير ( لا عجة ولا فلافل ولا حتى صحن كبيس ) ..... وبعد أن سارع الأستاذ السعدي أيضاً إلى إعلان انتمائه إلى طبقة البروليتاريا الشعرية ، واضعاً بتصرفنا فقط ـ كما فهمت ـ موهبته في الطهي ، فقط لا غير ( وكم أضحكني يا أستاذ زهير المشهد الذي تخيلت فيه الأغا السعدي يشوي والأغا صادقي يقلي البطاطا ، والله أنت عبقرية فذة ولسانك متبري منك ، لكن لهذا مذاقاً خاصاً يبهج الروح ) ، المهم أنني قطعت الأمل نهائياً من هذه الناحية فلا تقلب علي المواجع ، وأنا كذلك تعودت أن أرى طيف الأصفار لوحدها بدون رقم يظللها وأن أكتفي بالشعر والماء الزلال ............ أما أن تقف أمام مرقد العنزة دون الدخول إليه ، فهذا لا يجوز أبداً ، وتأكد  بأنك ستكون في عيوننا قبل أن تطأ قدميك سجادتي الوحيدة .

سلامي لكم جميعاً ، وهنيئاً لنا عودة الأستاذ وحيد التي انتظرناها فلم يخيبنا . يبدو أن زمن الفلسفة قد عاد .

 

10 - يونيو - 2006
الحرية
 9  10  11  12  13