البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ابو هشام العزة

 9  10  11  12  13 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
عرض الأمانة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

عرض الأمانة
قال الله تعالى: إِنَّا عَرَضْنَا ٱلأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأرْضِ وَٱلْجِبَالِ فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا ٱلإِنْسَـٰنُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً لّيُعَذّبَ ٱللَّهُ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ وَٱلْمُنَـٰفِقَـٰتِ وَٱلْمُشْرِكِينَ وَٱلْمُشْرِكَـٰتِ وَيَتُوبَ ٱللَّهُ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيما [1]ً
الأية الكريمة تشمل على معنيين :
1)  إنّ الأمانة عرضت بالفعل عرضا حقيقيا على مخلوقات الله سبحانه وتعالى : السموات والأرض والجبال ، ومعهن الإنسان وهذا العرض مشروط بالثواب والعقاب .
      كما قال ابن زيد : إن الله عَرض عليهن الأمانة أن يفترض عليهن الدِّين ، ويجعل لهن ثوابًا وعقابًا، ويستأمنهن على الدِّين ، فقلن : لا ، نحن مُسَخَّرات لأمْرك ، لا نُريد ثوابًا ولا عقابًا[2] ..
ما جاء في تفسير الآية من أنها خُيِّرت ، فاختارت عدم حَمْل الأمانة .
فإن من معاني الآية : " إن الله عَرَض طاعته وفرائضه على السموات والأرض والجبال على أنها إن أحسنت أُثِيبت وجُوزيت ، وإن ضَيَّعت عُوقبت ، فأبَتْ حَمْلها شفقًا منها أن لا تقوم بالواجب عليها ، وحملها آدم[3] " ،وهنا الرفض فيه إشفاق واستصغار ، أن هذا كان إشفاقا من حَمْل الأمانة ، كما قال تعالى : (فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا)إنّ السماوات والأرض والجبال لم يخرُجن عن الطاعة..
 على عكس رفض سجود إبليس لآدم استكبارا، قال تعالى { وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبروكان من الكافرين }[4]، الأمانة هنا كانت عرضا بينما الأمر بالسجود لآدم كان فرضا.
أنه لا يمكن للسموات والأرض والجبال العصيان ، كما قال تعالى : (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ[5]) .
2-إنّ الأمانة عرضت على السماوات والارض والجبال مجازا للدلالة على عظم أمر الأمانة المعروضة. وفائدة هذا التمثيل تعظيم أمر هذه الأمانة إذ بلغت أن لا يطيق تحملها ما هو أعظم ما يبصره الناس من أجناس الموجودات. فتخصيص { السماوات والأرض } بالذكر من بين الموجودات[6] لأنهما أعظم المعروف للناس من الموجودات، وعطف الجبال على{ الأرض } وهي منها لأن الجبال أعظم الأجزاء المعروفة من ظاهر الأرض وهي التي شاهد الأبصارُ عظمتها إذ الأبصار لا ترى الكرة الأرضية كما قال تعالى: { لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله[7] }....
والله سبحانه وتعالى أعلم .


[1] سورة الأحزاب آية رقم : (72 ، 73 ).
[2] رواه ابن جرير
[3] ذكَرَه ابن جرير
[4] سورة البقرة آية (34)
[5] سورة فصلت رقم ( 11)
[6] ابن عاشور
[7] سورة الحشر آية رقم: (21)

18 - مارس - 2009
الأمانة
مبروك ثم مبروك    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

أبارك لأستاذنا الأديب الشاعر العلاّمة أخينا زهير على ديوانه الجديد ونطمع المزيد إن شاء المولى العلي القدير ...

19 - مارس - 2009
ديوان زهير
لوحة حُبّ    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

لوحة حُبّ
ديوانك أستاذنا له حلاوة لما فيه من التجديد والأصالة ، قطفة أول الثمر ، عايشت هذا الزمن فيه وتمسكْتَ بالمحدد والأصل .. شممْتُ شذاه الطيب العطر بالرغم أني بعيد قريب في قطر .. لمسنا شذراته من صفحات الوراق الحبيب ، قطعة هنا وأخرى هناك ، ونطلب من المولى عزّ وجلّ أن يطيل في عمرك أو مداك ، لنسير على نور علمك ، ولنلتمس طريقنا ونهتدي من هداك..

21 - مارس - 2009
ديوان زهير
Ladys First ...... والأدب النسوي    كن أول من يقيّم

 
     Ladys Firstوالأدب النسوي
استاذي وأخي د. يحيى كل تحياتي لشخصكم الكريم وصاحب العلم الغزير.. استوقفتني عبارة Ladys Firstوأنا أقرأ ما كتبت فتذكرت
قصة العبارة الشهيرة ليديس فيرست:
       هذه العبارة لها قصة عجيبة حدثت في إيطاليا في القرن الثامن عشر الميلادي ومفادها إنه كان هناك شاب من إحدى الأسر الغنية في إحدى مقاطعات إيطاليا وقع في حب فتاه من أسرة أقل منه في المستوى المعيشي والطّبقي التي ينتمون إليها ، اتفق الاثنان على الزواج ، لكن الشاب لاقى معارضة شديدة من أسرته والتي اضطرت لتهديده بعدم مباركة هذا الزواج...
        كبرت الضغوط وزادت على الشاب وعلى الفتاة ، فقررا الآّ يفرقهما إلاّ الموت ، وبالفعل خافا أن يفترقا من كثرت الضغوط فقررا الانتحار...
      توجها إلى صخرة عالية جداً ومطلة على البحر، عندها قررت الفتاة القفز أولاً ، لكن الشاب منعها من القفز بحجة أنه لا يستطيع أن يراها أن تموت أمامه .... فاتفقا على أن يقفز الشاب أولاً ، وبالفعل قفز وسقط ومات .....
     عندما رأت الفتاه هذا المنظر الفظيع غيرت رأيها ، وغدرت بالشاب وعدلت عن مرافقته في الموت ، ورجعت إلى البلدة وتزوجت شخصا آخر من طبقتها خائنة لحبيبها الذي ضحى بنفسه من أجلها..
     عندما علم أهل القرية بذلك قرروا أن يكنّ النساء أول من يقومن بالعمل قبل الرجل. وظهرت مقولة النساء أولاLadys First
ولكم منّي ألف تحية 
 
بحث الكاتب: يحيى الصوفي (بتصرف)
السؤال المطروح: هل يوجد حقا أدب نَسَويّ وآخر رجالي كما جاء على لسان الأخت فاطمة.؟... ما هي خصائص هذا الأدب وما صفاته وما مميزاته التي تدل عليه حتى نقول هذا أدب نسوي أو أدب رجالي.؟ هل عندما تكتب المرأة موضوعا أدبيا نصنفه بأنه أدب نَسَويّ.؟...  أو يكون تصنيفها ككاتبة أو أديبة نسوية.؟... وهل يصح ويكفي الكتابة في شؤون المرأة ( على تنوعه ) حتى نصفه بأنه عمل يتعلق بالأدب النسوي.!؟...لذلك علينا إنشاء نقابات وأندية خاصة بالأدب النسوي مع ما سيفضي إليه هذا التصنيف من ملحقات وتشعيبات وقوانين تميزه عن غيره وتضع له شروطه.؟ وقد يؤدي في النهاية إلى ضم كل من كتب عن المرأة تحت لواءه حتى وإن كان رجلا.!؟؟؟
بحيث يعيدنا مرة أخرى إلى نقطة الصفر. والبحث عن مسميات جديدة له تحفظ وخصوصية ( أدب وكتابة وربما ثقافة المرأة كوحدة خاصة مميزة بمفردها ).!؟؟؟
 
ومن ثم ماذا سيكون موقفنا من الدراسات الاجتماعية والتاريخية والطبية والفلسفية والفنية وكل ما يمت للعلوم الأخرى ـ والتي لا تتصل بالأدب- بصلة.!؟ وتكتب فيها المرأة بحكم اختصاصها وموهبتها ومهنتها.؟... وهل نصنفها تحت الكتابات العلمية التاريخية الفلسفية الفنية النسائية... أيضا.!؟؟؟... أم أن لها تصنيفات أخرى لا نعرفها.!؟
وهل إذا بدأنا على هذا المنوال ستصل الحال بنا إلى طب وسياسة وفلاحة وهندسة وفنون نسائية..الخ..الخ..الخ.!؟
أنا أتصور وبكل بساطة بان هناك علم وأدب إنساني فقط، يشارك في بناءه وتطوره ونجاحه ذلك المخلوق الرائع الذكي الوحيد الذي استطاع أن ينتصر على كافة المخلوقات ألا وهو الإنسان.... وبان الإنسان بتناوبه في ثوب الذكر أو الأنثى -(( أنا استعضت بالذكر والأنثى عن الرجل والمرأة حتى لا احرم ما دونهما من حقوق (كالأطفال والفتيان) لا يعكس بأي حال من الأحوال إلا هموم جنسه وقد يتجاوزه بدافع روحي وأخلاقي وديني بحت إلى الاهتمام والحماية والدفاع عما يحيط به من خلائق سواء بيئية أو حيوانية لأنه يدرك بحسه الفطري بأنه ينتمي إليها بطريقة أو بأخرى.!
وتصوري ذاك يقودني إلى الاعتقاد بعدم وجود جنسين من الأدب ( أدب ذكوري أو أنثوي) وبان الفارق الوحيد الذي يثير اللبس في وصف وتحليل وكتابة كل منهما تعود في الدرجة الأولى إلى الطريقة التي يعالجا فيها المشكلة التي يتحدثان عنها ونظرتهما الخاصة إليها. والتي تشبه في بعض أوجهها الفرق بين نظرة كاتب صحفي وطبيب كاتب.الخ... وهي تعتمد بدرجة كبيرة على الثقافة والتربية والبيئة الاجتماعية.
وأنا اعتقد بأن التسمية الحديثة التي التصقت بالكتابات والأديبات العربيات (أدب نسوي) لم تكن أكثر من صفة أطلقت على أعمالهن لمحاولة إظهاره والدلالة على وجود أديبات عربيات وأدب يكتبه ويبدع به مثقفات ومتعلمات وكاتبات من الوطن العربي لا أكثر.!؟
خاصة بعد الاستقلال وحملات محو الأمية، والاعتماد على المرأة ومشاركتها في كافة المجالات التنموية، بعد إن كانت مهمشة وأمية وبعيدة عن الأضواء.
وتلك الحالة لم تكن بعيدة عن وضع الرجل سوى انه كان سباقا إلى الانخراط في البيئة الثقافية بصورة نسبية تتناسب مع حجم تفاعله ومساهمته في الميادين الأخرى.
وهذه الصورة بالتالي تختلف من بلد عربي إلى آخر كل حسب تاريخ انعتاقه من الاحتلال ووضع محو الأمية وتحرر المرأة فيه.
ولهذا لا يصح اعتماد تلك الصفات للدلالة على أدب مميز وخاص بعينه لأنها تفرغه من مضمونه وتجرد المرأة الكاتبة الخلاقة من حقوق تداولها للشأن العام ( الغير نسوي ) خاصة إذا ما وضعت في حالة الند والمنافسة مع الرجل في مواضيع ( نسوية ) قد يكون الرجل فيها أكثر إبداعا وقربا في تصويره للحقيقة منها.!؟
 
فقد يقترب الذكر في وصف حالة ما من مشاعر الأنثى لدرجة أكثر جراءة وصدقا مما يمكن أن تفعله هي ولأسباب تتعلق في الحفاظ على الحد الأدنى من أسرارها الأنثوية.!
وفي المقابل قد تقترب هي في طرحها وتناولها لموضوع اجتماعي أو سياسي أو عاطفي من عقل وخيال وحقيقة الذكر أكثر منه وذلك لأسباب تتعلق إلى إحجام هذا الأخير عن الإفصاح عنها لأسباب تتعلق بالعيب والسمعة والخوف من ربط الحدث بكاتبه.!؟     
وقد لا يصيب التوفيق أي منهما في الوصول إلى تمثيل ووصف مشاعر الطرف الآخر بحيث يقف كل منهما مذهولا أمام الحقيقة إذا ما أنيط اللثام عنها.؟
إذا يقترب كل منهما من الصدق في وصف مشاعر وهموم الآخر بدرجة اقتراب أي منهما من صفاة الآخر.!...
فنجد عند الذكور من يتصف بدفء ورقة المشاعر ورهافة الإحساس وشدة التأثر والتعلق والإخلاص للعائلة والأطفال. كما نجد عند الإناث من يتصف بالخشونة في المعاشرة وحب المغامرة والخروج عما هو مألوف في طبيعتها ومعاملتها للغير.  
ويقتربا كثيرا من طرحهما ووصفهما للحدث إذا ما تناولاه بصيغته الأكاديمية والبحثية المجردة.

22 - مارس - 2009
الأدب النّسويّ
عذرا أخي د . يحيى    كن أول من يقيّم

 عذرا أخي د . يحيى
عذرا أخي وأستاذي د . يحيى كنت أريد أن أنزل موضوعا لفينوس فائق ولكن نزل معي هذا الموضوع بالخطأ..لأنك تحدثت عن هذا الكاتب يحيى صوفي وأقدم لكم إعتذاري.

22 - مارس - 2009
الأدب النّسويّ
شاعر الحكمة    كن أول من يقيّم

     شاعر الحكمة
     إنني أقف عاجزا عن وصف مشاعري نحو شاعرنا شاعر الشباب وأستاذنا ( شاعر الحكمة ) الذي كلَه تفاؤل ونظرته للدنيا بمنظار الحكيم المجرب العصري قال الشاعر: زهير ظاظا :
ومن ابتلى الأخـلاق في الدنيــــا رأى    حـسـن  الأبـوة أكرم الأخلاق
مـا أجـمـل الدنيا يفارقـــها الفتى     فـي أنـهـــر وجـداول وســـــواقي
واذا  تـأمـلــت الـحيـــاة رأيتهـــا     بـحـريـن  من قيــــــم ومن أذواق
والـناس فيها في الحقوق خلافهم    والـواجـبات وليـــس في الأرزاق

22 - مارس - 2009
ديوان زهير
سيدنا موسى وسيدنا عيسى وسيدنا ابراهيم صلوات الله عليهم وسلامه    كن أول من يقيّم

قصص الأنبياءللجزائري ص : 219
 موسى فرجل طوال سبط يشبه رجال الزط و رجال أهل شيوة و أما عيسى فرجل أحمر جعد ربعة ثم سكت فقيل يا رسول الله
فإبراهيم قال فانظروا إلى صاحبكم يعني نفسه ص

24 - مارس - 2009
حلية الأعلام
الرأيان واررد    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

الرأيان وارد
تحياتي كلها إلى أساتذتي الأفاضل: الاستاذ ياسين والدكتور يحيى والأستاذ أحمد عزو
 إنّ العلماء في آرائهم حول الترادف بين النفي والإثبات قد انقسموا إلى فريقين كل فريق منهما تشبث بفكره وقدم أدلته وبراهينه على ما قال :
أ ـ إنكار الترادف :
يقول أصحابه: بأن الشارع حكيم ، ومن العبث أن يأتي الترادف إلا ولكل كلمة دلالة، فإذا سلمنا بتلك الدلالات المتعددة فلا ترادف بل إن أبا هلال العسكري قد أنكر حتى المشترك اللفظي ، وأن يكون فعل ، وأفعل بمعنى واحد ، بل إن أصحاب هذا الرأي ومنهم أبو هلال العسكري يقولون بعدم تعاقب حروف الجر ، وعللوا ذلك بأنه يوقع في الإشكال واللبس على المخاطب ، وليس من الحكمة ، وضع الأدلة المشكلة .. وقال المحققون، لا يجوز أن تختلف الحركتان في الكلمتين ومعناهما واحد ، ثم يقول : وإذا كان اختلاف الحركات يوجب اختلاف المعاني ، فاختلاف المعاني أنفسها أولى أن يكون كذلك ، ولهذا المعنى قال المحققون من أهل العربية : إن حروف الجر لا تتعاقب )) [1].
ويقول ابن درستويه [2] : في جواز تعاقب حروف الجر إبطال لحقيقة اللغة ، وإفساد الحكمة فيها ، والقول بخلاف ما يوجبه العقل والقياس ، ويسحب أبو هلال العسكري المبرّد إلى القائلين بإنكار الترادف وينقل عنه قوله : (( .. قولنا اللب ، وإن كان هو العقل فإنه يفيد خلاف ما يفيده العقل ، وكذلك المؤمن ، ومستحق الثواب، لكل منهما معنى زائدة )) [3].
ويفرق المبرّد بين قولي أبصرته ، وبصرت به على اجتماعهما في فائدة شبه متساوية إلاّ أن أبصرت به معناه أنك صرت به بصيرا بموضعه ، وفعلت أي انتقلت إلى هذه الحال ، وأما أبصرته فقد يجوز أن يكون مرة وأن يكون لأكثر من ذلك ، وكذلك أدخلته ودخلت به ، فإذا قلت أدخلته جاز أن تدخله وأنت معه ، وجاز ألا تكون معه ، ودخلت به إخبار بأن الدخول لك وهو معك ، وبسببك )) [4].
وممن أنكر الترادف ابن فارس ت 395هـ وقد بسط رأيه [5] الذي لا يبعد في استدلاله عن آراء ابن درستويه ومعاصره أبي هلال العسكري ، وهو رأي لابن الأنباري ـ صاحب الأضداد يقول ابن الأنباري [ يذهب ابن الأعرابي إلى أن مكة سميت بذلك لجذب الناس إليها ] ثم يقول بعد كلام طويل عن علة بعض التسميات لبعض البلدان ـ فإن قال رجل : لأي علة سمى الرجل رجلا ، والمرأة امرأة قلنا : لعلة علمتها العرب ، وجهلناها ، فلم تزل عن العرب حكمة العلم بما لحقنا من غموض العلة وصعوبة الاستخراج علينا ..)) [6]. ويعلل قطرب تكرار العرب للفظتين على المعنى الواحد بعلة أن ذلك يدل على اتساعهم في كلامهم كما زاحفـوا في أجزاء الشعر ، ليدلوا على أن الكلام واسع عندهم .. )) [7].
وباستعراض الآراء السابقة نجد أن أصحابها ينكرون وجود الترادف ، ويمكن أن نستنبط عللهم ونجملها في النقاط التالية :
أولاً : إن الشارع حكيم ، وإذا سلمنا بالترادف ، وقعنا في عبثية لفظية ، ينـزه الشارع عنها ، ورأيهم هذا ينطلق من قولهم بتوقيفية اللغة كما أسلفنا .
ثانياً : إن لكل كلمة دلالة تدور في محيطها ، وما لم نعلم علته ، فهو معلوم في العربية ، وإن جهلناه .
ثالثاً : إذا قلنا بإنكار الترادف ، فهذا يدفعنا إلى بحث العلل وفي هذا ما يدل على سعة الكلام عند العرب.
ب ـ إثبات الترادف :
أما الرأي الآخر ، فيثبت الترادف ، ويرى أن هناك كلمات مترادفة ، تؤدي معنىً واحداً تاماً ، لم تأت في العربية عبثاً ، وإنما جاءت لأغراض ومقاصد ، ويستدلون على صواب رأيهم بأدلة عقلية وخرجوا الآية الكريمة مخارج تدعم أو تسالم رأيهم ، وحديثهم في إثبات الترادف قائم من منطلق أن اللغة اصطلاحية حتى صرح بذلك السيوطي في المزهر بقوله [8] : (( وهذا مبني على كون اللغات اصطلاحية )) ولعل من أبرز القائلين به الآمدي صاحب الإحكام في أصول الأحكام إذ نص على ذلك ، واتهم أصحاب الرأي السابق وسرد أدلة عقلية على وقوعه (( ذهب شذوذ من الناس إلى امتناع وقوع الترادف في اللغة ، وجوابه أن يقال : لا سبيل إلى إنكار الجواز العقلي ، فإنه لا يمتنع أن يقع أحد اللفظين على مسمى واحد ثم يتفق الكل عليه ، وأن تضع إحدى القبيلتين أحد الاسمين على مسمىً ، وتضع الأخرى له اسماً آخر ، من غير شعور كل قبيلة بوضع الأخرى ثم يشيع الوضعان بعد ذلك . ثم يُدلل الآمدي على إمكانيـة وقوع ذلك بقوله : (( ثم الدليل على وقوع الترادف في اللغة ما نقل عن العرب من قولهم : الصهلـب ، والشوذب من أسماء الطويـل ، والبهتر ، والبحتر من أسماء القصير ))[9] .
ويؤيد هذا الرأي القائل بالترادف مجموعة من علماء اللغة لعل من أبرزهم ابن خالويه ، وهو الذي أثبت للسيف أسماءً كثيرة مترادفة [10] ومنهم أبو بكر الزبيدي والرماني ، وابن جني ، وقد أفرد له باباً في خصائصه ومنهم الباقلاني ، وابن سيده والفيروز آبادي الذي ذكرت سالفاً أنه أثبت للعسل ثمانين اسماً [11] .


[1]  الفروق اللغوية / أبو هلال العسكري / ص12 ، 13 ، ط مكتبة القدس 1353هـ ، القاهرة .
[2] المرجع السابق ص13
[3] المرجع السابق ص14
[4] المرجع نفسه .
[5] الصاحبي في فقه الله / أحمد بن فارس ص 65 طبعة القاهرة /1328هـ .
[6] المزهر / السيوطي جـ1 ص400 .
[7] المرجع نفسه .
[8] المرجع نفسه ، جـ1 ص 406 .
[9] النص في المزهر ، 1/406 ، وكتاب الترادف للزيادي ، ط وزارة الثقافة 1980م .
[10] المزهر ، 1/406 .. " بسط لأسماء السيف " .
[11] الترادف ، حاكم الزيادي ، ص220 .

27 - مارس - 2009
الترادف اللغوي بين النفي والإثبات
تكميل (الرأيان واررد)    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

فالسيوطي يقرّ بوجود ترادف في  اللغة والسيوطي على رأس ممن يثبتون وجود الترادف في اللغة ، ويعلل ذلك ، ذاكراً فوائد الترادف : وأبرز علله ما يأتي[1]
أولاً : أن تكثر الوسائل ، والطرق ، إلى الإخبار عما في النفس ، فربما نسى أحد اللفظين ، أو عام عليه النطق به ، وقد كان بعض الأذكياء ـ ويقصد به واصل ابن عطاء [2] ألثغ ، فلم يحفظ عنه أنه نطق بحرف الراء ، ولولا المترادفات تعينه على قصده لما قدر على ذلك .
ثانياً : التوسع في سلوك طرق الفصاحة ، لأن اللفظ الواحد قد يتأتى باستعماله مع لفظ آخر السجع ، والقافية والتجنيس .
ثالثاً : ذهب بعض الناس إلى أن الترادف على خلاف الأصل ، والأصل هو التباين ، وبه كما يقول الإمام السيوطي ـ جزم البيضاوي في منهاجه .
رابعاً : قد يكون أحد المترادفين أجلى في تعبيره من الآخر ، وقد ينعكس الحال بالنسبة لقوم آخرين .
خامساً: أورد السيوطي تقسيماً لعالم اسمه " ألكيا " وهو اسم غريب وتقسيم كما يقول السيوطي غريب ؛ يقول : تنقسم الألفاظ إلى متوارد كما تسمى الخمر عقارا ، وصهباء ، وقهوة ، والمترادفة مثل صلح الفاسد ، ولم الشعث .
سادساً: أثبت السيوطي المترادف بنماج لمن استقصوا أو حاولوا استقصاء أسماء العسل ، والسيف ، وكأنه بذكره لهذه الأسماء ، يرى أن القائلين بإنكار الترادف يتمحلون في وضع العلل .
ثانياً : التطبيق :
حينما ننظر لكلمات مثل (الهمم ، والغم ، والحزن) ، نجد أن جذر المعنى الذي تجتمع عليه الكلمات الثلاث هو ما يعتري النفس من كدر ، وعدم رضى ، مع تفاوت وتمايز في دلالة كل كلمة منها .
وأبدأ بكلمة الحزن التي تتخذ في معاجم اللغة دلالات ، ويفسره صاحب المعجم الوسيط بمرادفه وهو اُغتم [3] ، وابن فارس في مقياسه اللغوي [4] تجاوز تعريفه للحزن وقال هو معروف ؛ يُقال أحزنني الشيء يحزنني ، وحزانتك أهلك ومن تحزن عليهم ، ووجدت الشريف الجرجاني[5]  يعرف الحزن ، ويربطه بالماضي : عبارة عما يحصل لوقوع مكروه ، أو فوات محبوب في الماضي ..
والواقع أننا حينما نبحث عن مترادفات الحزن نجدها متعددة ، وكلمات عدة تؤدي المعنى الذي ذكرته آنفاً فعند علماء اللغة تقول: (( غمني ، أحزنني وشجاني ، وشجنني ، وأشجنني ، وعزّ عليّ ، وشق عليّ ، وعظم عليّ ، واشتد عليّ )) ويُقال : (( ورد فلان خبر ، فحزن له واغتم ، وأسـى ، وشجى ، وشجن ، وترح ، ووجد ونكد ، وكئب ، واكتأب ، واستاء ، وابتأس ، وجزع وأسف ، لهف ، والتهف ، والتاع ، والتعــج ، وارتمض ... ))[6] . وهي كلمات كما ترى تحمل كل واحدة منها دلالة ، لا يمكن في تصوري أن تلتقي كلمتين منها التقاءً تاماً فلكل واحدة منها ظلالاً معينة وبما أننا قد اخترنا ، الثلاث كلمات السابقة ، فلنتابع الحديث عنها .
فالغم كما يقول ابن فارس (( الغين والميم أصل واحد صحيح يدل على تغطية ، وإطباق ، ويُقال : غمه الأمر يغمه غماً . وهو شيء يغشى القلب .. )) [7]وفي الوسيط يدور حول التغطية .. [8]وهي دلالة كما فهمت أعمق إذ أن الهم يتغشى الفؤاد ، ويضيق الخناق على المغموم ، وكأنه قد غطاه تماماً فلا يستطيع أن يتنفس ، وبخلاف الحزن ، فهو مرحلة متقدمة ماضية ، قد انجلى الضيق ولم يبق منه إلا بقايا من الحزن . ((وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن)) .
وبرغم أن ابن فارس ممن يقولون بإنكار الترادف ، فهو يفسر لنا الكلمة بمرادفها فهو يعرف الهم بأنه الحزن ويقول (( الهاء والميم أصل صحيح يدل على ذوب وجريان وما أشبه ذلك ومنه قول العرب : همني الشيء ، أذابني والهم الذي هو الحزن عندنا من هذا القياس ، لأنه كأنه لثلاثة يهم ، أي يذيب )) [9].
ومن تتبع دلالات الكلمات الثلاث تستطيع أن نخرج بفائدة تنوع دلالاتها ، ولعل وضوحها هو الذي دفع بابن فارس إلى تجاوز توضيح الفروق بينها ، وهو الذي جعل لغوياً مثل الثعالبي وأبي هلال العسكري لا يوضحون الفرق بينها [10] وربما كان الأمر على خلاف ما فهمت ، والذي يتراءى لي ـ وهو رأي شخصي قابل للنقض ـ أن الترادف غير ممكن في العربية ، وأن القول بوجوده يتعارض مع عظمة العربية ، واتساع قاموسها ، ولو سلمنا للقائلين بالترادف لسفهنا بطريقة أو بأخرى علماء اللغة ، الذين جمعوا اللغة من مضانها، ومن أفواه العرب ووقعنا في عبثية لفظية ، تنـزه اللغة العربية عنها ، وأمرٌ آخر يدعم القول بإنكار الترادف...
أ. عبد الرحمن بن حسن المحسني
وأنا أقول إنّ  اللغة العربية لثرائها وسعتها وعلوها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم  وقبله، كانت تشمل على مرادفات، وهذا الذي أثرى الأدب والشعر الجاهلي ..
أما القرآن الكريم لاترادف فيه وكل مفردة فيه لها مدلولها الخاص لأنه معجزة الزمن الذي انتشرت فيه الفصاحة والبلاغة.وأنا معكم جميعا لا ترادف في كتاب الله ..لاحظوا معي الفرق بين الكتاب ، القرآن . وقام ونهض ...
قال الله تعالى:﴿ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ﴾               (الإسراء:88) 
ولكم مني كل التقدير


[1] المزهر ، 1/406 .
[2] تجد قصته في البيان والتبيين ، جـ1 ، ص10 ، ط دار الكتب العلمية ، لبنان ، بدون تاريخ .
[3] المعجم الوسيط ، مجمع اللغة بالقاهرة ، جـ1 ص177 ، ط3 ، دار عمران .
[4] مقاييس اللغة ، ابن فارس، تح عبدالسلام هارون، جـ1 ص54 ، ط1 1366 القاهرة .
[5] التعريفات ، علي محمد الجرجاني ، مخطوط ، ص59 ، بدون تاريخ ولم أجد مكان الطبع .
[6] انظر نجعـة الرائد في المترادف والوارد ، إبراهيم اليازجي ، ط لبنان ط2 ،
[7] مقاييس اللغة ، 4/376 .
[8] المعجم الوسيط : 2/685 .
[9] مقاييس اللغة : جـ6 /13 .
[10] لم أجد في فقه اللغة للثعالبي ، وفي الفروق لأبي هلال إشارة إلى الفرق بينها

27 - مارس - 2009
الترادف اللغوي بين النفي والإثبات
حقيقة وجود الترادف اللغة     كن أول من يقيّم

حقيقة وجود الترادف اللغة ... نحن نعرف إن ألفاظ القرآن الكريم ليست كل اللغة العربية،وإعجاز القرآن في ألفاظه ومعانيه ، لذلك لايكون فيه ترادف بل كل كلمة لها مدولها الخاص.. أما اللغة كلغة يوجد فيها ترادف لعوامل عدة منها:
 
1- فقدان الوصفية: بعض الألفاظ كانت تدل في الماضي على أوصاف محددة لاعتبارات معينة غير أنه مع مرور الزمن تُوسع في استعمالها ففقدت الوصفية واقتربت من الاسمية واكتفي بالصفة عن الموصوف، وأصبح هذا الوصف اسما، فمثل:
* المُدام: كانت صفة للخمر تعني "الذي أُديم في الدن"وهي الآن تُطلق على أنها اسم من أسماء الخمر.
* السيف: له اسم واحد هو السيف، وله أكثر من خمسين صفة لكل صفة دلالتها المميزة كالمهند "مصنوع في الهند" ومثلة اليماني "مصنوع في اليمن" والمشرفي "معمول في مشرف." والحسام لحدته وسرعة قطعه.
2- اختلاط اللهجات العربية: العربية لغة ذات لهجات متعددة تختلف في أسماء بعض الأشياء، فالشئ الواحد قد يسمى عند قبيلة بلفظ وعند أخرى بلفظ آخر، وبسبب اختلاط العرب في حروبهم ومعاشهم وأسواقهم فقد تطغى بعض الألفاظ على بعض، واشتهرت الكلمات التي تعتبر أسهل أو أفضل من غيرها فاجتمع للأنسان الواحد أكثر من لفظة للشئ الواحد، من ذلك مثلا:
* السكين يدعوها بذلك أهل مكة وغيرهم وعند بعض الأزد يسميها المدية.
* القمح لغة شامية، والحنظة لغة كوفية، وقيل البر لغة حجازية.
*الإناء من فخار عند أهل مكة يدعى بُرمة وعند أهل البصرة يسمى قدرا.
* البيت فو ق البيت يسمى عِلّية عند أهل مكة، وأهل البصرة يسمونه غرفة.
* الحقل "المكان الطيب يُزرع فيه" وهو الذي يسميه أهل العراق القَراح.
* المضاربة عند أهل الحجاز تسمى مقارضة.
* الجرين عند أهل نجد "المكان الذي يجفف فيه التمر والثمر" يسميه أهل المدينة المِربَد.
* المتقاضي المتجازي "من يستوفي الديون" يدعى في المدينة المتجازي.
3- الاقترض من اللغات الأعجمية: اختلاط العرب بغيرهم من الأمم الأعجمية من فرس وروم وأحباش أدى إلى دخول عدد من الكلمات الأعجمية في العربية، بعضها كثر استعماله حتى غلب على نظيرة العربي، من ذلك:
النَّرجس ، العَبْهر ، الأُتْرُجّ ،  المُتْك ، الرَّصاص ، الصَّرَفان ،التُّوت ، الفِرصاد ، الياسمين، الهاون ، المِسك ، اللُّوبياء
4- المجاز: المجازات المنسية تعتبر سببا مهما من أسباب حدوث الترادف؛ لأنها تصبح مفردات أخرى بجانب المفردات الأصلية في حقبة من تاريخ اللغة، من ذلك:
* تسمية العسل بالماذية (تشبيها بالشراب السلس الممزوج) والسلاف (تشبيها بالخمر) والثواب (الثواب النحل وأطلق على العسل بتسمية الشيء باسم صانعه)، والصهباء (تشبيها بالخمر) والنحل"العسل" (سمي العسل نحلا باسم صانعه).
* تسمية اللغة لسانا لأن اللسان آلة اللغة.
* تسمية الجاسوس عينا لعلاقة الجزئية.
* تسمية الرقيق رقبة لعلاقة الجزئية.
5- التساهل في الاستعمال : التساهل في استعمال الكلمة وعدم مراعاة دلالتها الصحيحة يؤدي إلى تداخلها مع بعض الألفاظ في حقلها الدلالي:
* المائدة: في الأصل لايقال لها مائدة حتى يكون عليها طعام وإلا فهي خوان.
* الكأس: إذا كان فيها شراب وإلا فهي قدح.
* الكوز: إذا كان له عروة وإلا فهو كوب.
* الثرى إذا كان نديا وإلا فهو تراب.
6- التغيير الصوتي : التغييرات الصوتية التي تحدث للكلمات تخلق منها صورا مختلفة تؤدي المعنى نفسه. وهذه التغييرات قد تكون بسبب:
* إبدال حرف بحرف مثل: حثالة وحفالة؛ ثوم وفوم؛ هتنت السماء وهتلت، حلك الغراب وحنك الغراب.
* قلب لغوي بتقديم حرف على آخر، مثل: صاعقة وصاقعة؛ عاث وثعا؛ طريق طَامِس وطَاسِم.
قسم اللغة العربية / جامعة الملك عبد العزيز
معهد اللغة العربية /تاريخ التصنيف :19/6/م2007

28 - مارس - 2009
الترادف اللغوي بين النفي والإثبات
 9  10  11  12  13