ما أعظم كلام الله ! . كن أول من يقيّم
حذف الحال أكثر ما يَرِدُ ذلك إذا كان قولاً أغنى عنه المقول ، نحو قوله تعالى : " وإذ يرفع إبراهيمُ القواعدَ من البيت وإسماعيلُ ربَّنا تقَبَّلْ منا إنك أنت السميع العليم " ( البقرة2/127). ( وإذ) : الواو عاطفة ، إذ : ظرف للماضي معطوف على ( إذ) قبله. ( من البيت) : متعلقان بحال محذوفة من (القواعد)، فيكون معنى ( مِن) : التبعيض . أو : متعلقان بِ ( يرفع)، ومعنى ( مِن): ابتداء الغاية. *( وإسماعيل) : الواو عاطفة . ( إسماعيل) : اسم معطوف على ( إبراهيم). جملة ( ربَّنا تقبَّلْ مِنّا ...) : معمولة لقولٍ محذوف في محل نصب حال ؛ أي : قائلَيْنِ . ويؤيّد هذا قراءةُ عبد الله بن مسعود بإظهار فِعل القول ، قرأ : " يقولان ربَّنا تَقَبَّلْ..." ؛ أي : قائلَيْنِ ذلك . ( الدر المصون للسمين الحلبي 2/114). *( وإسماعيل) : الواو حالية . ( إسماعيل) : مبتدأ . والقول المحذوف : خبر، تقديره : وإسماعيل يقول : ربَّنا ، فيكون " إبراهيم" هو الرافع ، و" إسماعيل" هو الدّاعي فقط ؛ورفعُه معنوي؛ لأنه كان – حينئذٍ – طفلاً ( البحر1/388 ، والمغني ص830، والدر 2/114). فائدة (1) : معنى الرفع في الآية : البناءُ عليها ؛ لأنه إذا بُني عليها نُقلت من هيئة الانخفاض إلى الارتفاع. و( يرفع) : في معنى ( رَفَعَ ) ماضياً ؛ لأنّ ( إذْ ) من الأدوات المخلّصة المضارع للمُضِيّ . ( الدر2/113). و ( القواعد) : جمع ( قاعدة)، وهي الأساس ، والأصل لِما فوق . وأما القواعد من النساء ، فمفردها : ( قاعد )، من غير تاء ؛ لأن المذكَّر لا حظَّ له فيها ؛ إذ هي من : " قَعَدَتْ عن الزوج" . فائدة (2) : لم يقل الحق تبارك وتعالى : " قواعدَ البيتِ" بالإضافة ؛ لِما في البيان بعد الإبهام من تفخيم شأن المُبَيَّن . ( الدر المصون 2/113). |