البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات عبدالرؤوف النويهى الحرية أولا وأخيرا

 99  100  101  102 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
المحارة والسرطان    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

المحارة والسرطان
 
(من الأساطير- المحارة –من أجل  الخيانة )
 
 
كانت هناك محارة تعشق القمر .وعندما كان البدر يسطع فى السماء .كانت تظل الساعات فاغرة فاها وهى تتطلع إليه.وتنبه السرطان من مكان مراقبته ،إلى تلك المحارة التى كانت تنفتح كلها عندما يكون القمر بدراً،وفكر فى أن يلتهمها .وفى الليلة التالية .وعندما انفتحت المحارة  من جديد ،ألقى السرطان حصوة بداخلها .وأسرعت المحارة محاولة الإنغلاق ،ولكن الحصوة عاقتها عن ذلك. وهذا ما يحدث لمن يفتح فاه ليبوح بسر ،فهناك دائماً بعض الآذان التى تلتقطه.

22 - ديسمبر - 2010
ليوناردو دافينشى ..حكايات وأساطير
قلبى معكم    كن أول من يقيّم

الأخ الأعز  زهير ظاظا
"إنا لله وإنا إليه راجعون  "صدق الله العظيم 
 
حزنت أشد لحزن لحزنكم على صديقكم المرحوم بإذن الله تعالى نذير ،أثابه الله حسن الثواب وكانت الجنة  مثواه.
الحمد لله  أن يسرك للخير وتترحم على أعز صديق ، فالأصدقاء فى هذه الدنيا قليل ،وما أصعب أن يسمع  المرء عن موت صديق عزيز لديه ، فالصداقة حب وإخلاص ومودة وتوافق روحى وجدانى   .
 
يرحمه الله ويرحمنا وإياكم مالك السماوات والأرض ويغفر له ولنا ولكم وكل المسلمين  اللهم آمين.
 
قلبى معك ،فما أصعب أن يرحل صديق عانى من الآلام ماتشيب له الولدان ،فوالله الذى لا إله غيره  مازالت أتذكر صديقاً حميماً  ،انتقل إلى رحمة الله تعالى فى 19ديسمبر 1996م  ولا أنسى هذا التاريخ ،عشنا معاً أحلى سنوات العمر  ،وكان يعانى من تعب بالقلب ،وكانت أسرتى تعلم كم أحبه وأولاده وأهله ،فما نكاد نفترق حتى نلتقى . تركته ليلاً بعد الإطمئنان عليه  ،لكن عادوته الأزمة القلبية  فجراً استدعوا أحد أشقائى للذهاب  به إلى المستشفى لكن أمر الله  كان قريبا ً فأنتقل إلى رحمة الله ،وتشاور الأهل والأصدقاء فى كيفية إعلامى أنا العائد من المستشفى  بعد شهر من أزمة قلبية حادة ، واتفقوا على عدم إعلامى  وقاموا بتشييع الجنازة  وأخفوا عنى الخبر ،وقمت عصراً وقلت لزوجتى  ساعدينى فى لبس هدومى حتى أذهب إلى محمد فلقد تركته تعبان جداً  ،ورأيتها مرتبكة أشد الإرتباك وحاولت أن تطمئننى بأنه بخير  ،لكننى لم أصدقها  وقلت لها  سأذهب إليه،وزاد اضطرابها وقالت  كلنا أمانة فى الدنيا .................ولم تكمل ونزلت دموعها ..فبكيت بكاءاً لم أبكه على أحد بعده ..وأصبح صغاره الثلاثة أولادى وزوجته أختاً لى ولزوجتى  ..وما مررت على قبره إلا وتوفقت مترحماً عليه طالباً من الله سبحانه وتعالى الغفران والرحمة.
قلبى معكم وخالص العزاء لأسرته وأهله   وكل محبيه.

10 - أبريل - 2011
أنعى إليكم أعز أصدقائي (مات نذير)
شاعرنا الكبير    كن أول من يقيّم

شاعرنا الكبير صادق السعدى
عاطر التحية
فى انتظار بقية الحديث ..زدنا من حديث الحرية  والحياة  والأحلام الموؤدة
.

22 - يونيو - 2011
كيف حسبتها يا أبا الطيب؟
أهلاً ومرحباً بالأستاذ والشاعر محمود المنهورى     كن أول من يقيّم

يبدو أن الموهبين فى وطننا الكبير ،يحملون هموماًجساماً ويعانون معاناة مريرة من سوء الأوضاع والتردى فى مستقع التخلف.
 
وقد آن الآوان كى يرسموا،لنا وللأجيال القادمة ، معالم الطريق إلى نهضة شاملة .
 
فى انتظار  معالم الطريق إلى مانصبو إليه جميعاً.
 
 

6 - أكتوبر - 2011
في سبيل النهضة -2-
زمنٌ..للشعر والجريمة    كن أول من يقيّم

أزهار الخريف الأخيرة


"أزهار الخريف الأخيرة /أعذب من الأزهار الأولى للسهول /ذلك أنها توقظ إحساساً/قوياً،رغم أنها قد تكون حزينة ،مثلما يكون ألم الفراق /أقوى من عذوبة الموعد الغرامى "
بوشكين

(1)

 
عشقت الأدب الروسى وهمت فى حدائقه الغناء ،ربما لأن الهم الروسى يشبه الهم المصرى ،فالهموم واحدة والأحلام واحدة .

قرأت معطف جوجول والأنفس الميتة والمفتش العام وأمسيات قرب قرية ديكانكا ، وعشت سنوات طويلة مع عبقرى القصة العالمى تشيكوف ومسرحه الرائد "طائر النورس والخال فانيا وبستان الكرز ومسرحياته ذوات الفصل الواحد..وكدت أحفظ بعض قصصه "موت موظف" أحسست كم يكون القهر قاتلاً وسفاك دماء ..عنبر رقم 6..الفلاحون .."ثلاث سنوات " وهذه الرواية شغلتنى طويلاً ،فهى عن زوجين أُرغما على الزواج ..وكلاهما لايحب الآخر ..لكن القدر والنصيب فقد عاشا معاً ..ثلاث سنوات فى معاناة شديدة وقاسية ،وفى لحظة قرر كل منهما أن يرضى بالنصيب والقدر المقسوم لهما ،وأن يتحابا ،لكن سيف القدر كان أسبق منهما فوقع الطلاق بينهما .
كانت قصة حزينة حزينة والنهاية محتومة بالفراق بينمها.

وقرأت لتولستوى روايته الخالدة "الحرب والسلام " وأزداد عجباً من قدرة هذا العبقرى أن يُقدم حوالى 500خمسمائة شخصية ،ولكل شخصية طباعها الخاصة ولاتشعر بتكرار الشخصيات فكل شخصية قائمة بذاتها ...وأنّا كارنينا ..والحاج مراد ..وبعض مسرحياته الرائعة .

ولا أنسى أنه فى نهايات حياته ..وقد وجد حفيدته تقرأ روايته "الحرب والسلام" ..فقال لها :دعى هذا الهراء فإنه لايشبع جائعاً ولايكسو عارياً.

وأطل على تورجنيف ودستوفيسكى وهذا الأخير الذى غيّر الكثير من مفاهيمى عن الجريمة والعقاب وشخصية راسينكلوف ..لقد قرأت هذه الرواية التى ترجمها خالد الذكر د.سامى الدروبى ، ويعتمل فى صدرى كل أحاسيس راسينكلوف ،حتى لقد أحسست أننى أسير على رأسى .


يتبع

13 - أكتوبر - 2011
زمنٌ للشعر والجريمة
زمنٌ للشعر والجريمة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

(2)
وحتى لا أتوه فى حدائق الأدب الروسى العالمى ..القديم منه والحديث .. أعود إلى بوشكين ،وما قاله نيقولاى جوجول "بوشكين ظاهرة فى النفسية الروسية هائلة ،لعلها فريدة ،فهوالإنسان الروسى فى تطوره ،فى الصورة التى يكون فيها ،ربما، بعد مائتى عام ..فيه الطبيعة الروسية ،والروح الروسية واللغة الروسية ،والطبع الروسى معكوسة بنفس النقاء وبنفس الجمال المصفى مثل انعكاس المنظر الطبيعى على السطح المحدب لعدسة مرئية " .

لم يكن بوشكين شاعراً وفقط ولكنه ناثر من الطراز الأول فى الأدب الروسى ، فقد ترجمت أعماله النثرية ابنة الضابط ودوبرفسكى وقصص بيلكين ..وما أكثر اطلاعى على ابنة الضابط ودوبرفسكى، فهما يحكيان عن الانتفاضات الشعبية ضد القهر والتعذيب .

ولد الكسندر سيرجيفيتش بوشكين فى 26من مايو 1799م ،وقت أن كان الشعب المصرى يتصدى للهجمة الإستعمارية الشرسة بقيادة نابليون بونابرت وجيشه الذى أباد الحرث والنسل ..وانكساره أمام أسوار عكا وهلاك أكثر من 3000من جنوده وانتشار الأوبئة والمرض مما دفعه إلى التقهقر ،ويحكى فى مذكراته "أن هزيمته فى عكا قوضت مشروعه فى قيام أمبراطورية فرنسية فى الشرق "..وثورة القاهرة الأولى والثانية وخروج جيشه ذليلاً من أرض مصر ، وكان الشعب الروسى يغلى ،من داخله، ضد حكم القياصرة وقيام حركة الديسمبريين الثورية فى إدانة الأتوقراطية ونظام القنانة والدعوة إلى الانتفاضة وتقويض أسس الظلم السائد ..

كانت روحه مع الديسمبريين.. وكتب قصيدته الثائرة "أغنية إلى الحرية "

آهٍ فلتهتزوا ولترتجفوا ياطغاة العالم /
وأنتم ارهفوا السمع ،أيها العبيد الساقطون /
تسلحوا بالشجاعة وهبوا"


يتبع

15 - أكتوبر - 2011
زمنٌ للشعر والجريمة
زمن..للشعر والجريمة...    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

(3)

 
كان بوشكين ظاهرة فريدة فى الأدب الروسى ،فلم يكن مجرد شاعر أو ناثر ،وإنما صاحب رؤية جادة فى إحياء اللغة الروسية وفى إحداث ثورة فى مناخ أدبى مقهور وظلم إجتماعى لايزول ،واستبداد قائم بالنار والحديد ،وثوار يجوبون البلاد منددين بحكم القياصرة الطغاة وسلطة غاشمة تسعى لتدميرهم ،فلا مفر منها ولامهرب سوى المواجهة الدموية "فللحرية الحمراء باب بكل يدٍ مضرجة تدق."
ومن ثم كتب فيه الكثيرون و عن مدى تأثيره فى الحياة الأدبية ،رغم قصر حياته ،(1799م- 1838م) .

ويأتينا الناقد الكبير الكسندر تفاردوفسكى.. ويكتب عن بوشكين"إن بوشكين الذى قُتل فى ذروة تطور قواه الحياتية والإبداعية ظل إلى الأبد العميد ورأس الحكمة لكل تلاميذه والمواصلين على دربه ،الناهضين المبرزين بماعُهد إليهم من الأدب الرفيع ،ولا أستتثنى من ذلك ليف تولستوى نفسه -ولكل الذين فاقوه فى العمر مهما تكن السنين التى فاقوه بها .ويظل على هذا الشكل ،بالطبع فى يومنا هذا ،لكلنا جميعاً،بل وأكثر لأن بوشكين فى أيامنا أكبر مماعرفه أسلافنا.لقد كتب ف.غ.بيلينسكى "
أن بوشكين ينتمى إلى تلك الظواهر الحية والمتحركة أبداً ،والتى تستمر على التطور فى وعى المجتمع "
إن مؤسس الأدب الرفيع ،وينبوعه الأول الذى ترسخت أهميته العالمية ولم تعد موضع أى شكٍ،الفنان الذى لايحاول حتى الخصوم التقليل من عبقريته الإبداعية هو الآن أحب الشعراء فى بلادنا المتعددة الوميات وأكثرهم وشعبية . وتتمثل ظاهرة بوشكين أيضاً فى أنه ماكان بمقدوره حتى أن يكتب بشكل سيىء،إذ حتى فى أشعاره المبكرة المقلّدة مكتوبة على مستوى هو،فى الأغلب ،أعلى من مستوى تلك الأدوات التى كانت الثقافة الروسية تمتلكها فى تلك الأوقات .
ليس من السهل كثيراً تعداد ذخر بوشكين الذهبى ، إذ ليس هو فقط "يفجينى أونغين و"بوريس يغودونوف والفارس النحاسى " ونفائس الشعر الغنائى فى الحب والفلسفة ،والتراجيديات الصغيرة ،والحكايات ،وابنة الآمر وغير ذلك من نثره ،بل والمقالات النقدية والنبذ التاريخية ،وأشياء لاعدّ لها دون أن نستثنى النماذج الرائعة فى فن كتابة الرسائل .
عند التحدث عن بوشكين نشعر حتى بالحرج من استخدام كلمة" أستاذية" والأليق بذلك" الساحرية " والكمال الذى يذهلنا فى إبداعاته .ورغم أننا نعرف جيداً كم كلّف عاشق الموزيات هذا من جهد متفانٍ لايكل .
وحين نقرأ باستيعاب أكمل مبدعاته ،يصعب علينا عن حق أن نتصور أنها مكتوبة ،أى أنها مؤلفة من سطور وكلمات موجودةعلى حدة ،وإرادة الفنان وحدها جعلتها متجاذبة ومنظومة فى سلك واحد .
بل تبدو لنا هذه الأعمال وكأنها وجدت بهذا الشكل فى الحياة نفسها ،فى الطبيعة ،وأخذت من هناك كيانات كاملة.
إن روح بوشكين ،مثلما هى ملك للحاضر ،ملك للمستقبل أيضاً،مندفعة نحوه .لقد عاش فى زمانه ،مع معاصريه ،ومحيطه ،ولكن كأنما مع أجيال أخرى ،وهو يعيش مع جيلنا ،وسيعيش مع الأجيال التى ستخلفنا .
ومن الصعب تصوّر تراث بوشكين .أنه ذروة جبلية غير منعزلة ،وإن كانت مهيبة ،بل هى تؤلف سلسلة جبارة مع ذرى عديدة وفروع لاحصر لها.
"


يتبع

19 - أكتوبر - 2011
زمنٌ للشعر والجريمة
زمن..لللشعر ..والجريمة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

(4)

 
الإتحاد السوفيتى ..قوة عظمى ،وفى بداية الستينيات من القرن الماضى ..وجدت مجلة ترد عن طريق البريد باسم والدى يرحمه الله .
وذات مرة قمت بفض المظروف فوجدت مجلة أنيقة على ورق مصقول وألوان جذابة ،واسمها على ماأظن "روسيا اليوم " أو ربما اسم آخر فالذاكرة جد خؤون ..ومرور مايزيد على نصف قرن ..وتصفحت المجلة وشاهدت مناظر لتقدم روسيا ومواضيع كثيرة عن النهضة فى بلدان الإتحاد السوفيتى ..وصورة لخرشوف ..وصور لفتيات يعملن وملابسهن بألوان زاهية وجميلة .
ودأبت على مطالعة هذه المجلة وحديث والدى عن عظمة روسيا والإشتراكية وحضارتها . وخلال فترة الستينيات وصباى الذى يشى بالإنكباب على القراءة ومطالعة الكتب بمكتبة والدى ،وهى كتب ومجلات فى حضير على السطوح،تعرفت على الكثير مما يدور فى الإتحاد السوفيتى ..وعبر مراحل حياتى ..تعرفت على كتاب روسيا العظام ..وكان يفتوشنكو الشاعر الروسى أحد النوافذ للإطلال على أدب وشعر الروس. ..كانت فترة مثمرة فى تكوينى الثقافى ..وعرفت بوريس باسترناك مؤلف دكتور زيفاجو وكيف حصل على جائزة نوبل فى الأدب ،ولم تسمح له السلطات بخروجه إلى السويد ...

لكن بوشكين سيطر على فؤادى ..فقصة دوبرفسكى وابنة الضابط وبعض أشعاره المترجمة ،أسهمت فى حبى له وتقديرى الذى نما بمرور العمر ..فلن أنسى أول سطر فى روايته "ابنة الضابط "احفظ شرفك منذ الصبا "مثل روسى ..أهيم عشقاً بهذا المثل ..

فبوشكين يتحدث بلغة الشعب ويعبر عن نبض الشعب ومن تدفق عبقريته فى أهمية الأدب وغرس الوعى وتأكيد حرية الشعب فى حياته والحصول على حقوقه الإنسانية فى عيش كريم وحياة كريمة .
ويتردد فى ذاكرتى شعراً له ،ما معناه"أريد أن أغنى الحرية وأفضح الشرورالمتربعة على العروش" .
ويؤلمنى اللحظة هذا التعتيم على دررالأدب الروسى ..فبعد موت عبدالناصر واعتلاء السادات سدة الحكم لم يعد للأدب الروسى والشعر الروسى مكاناً فى الحياة الأدبية وقلة الترجمات ..وشيوع الترجمات عن الأدب الأمريكى وتسابق المؤسسات الإمبريالية فى نشر ما ينتجه العقل الأمريكى وبقوة وفرضه على الشعب المصرى . ..فقدكانت أمريكا هى جنة السادات ونعيمه والتى تملك 99% من أوراق اللعبة فى إنهاء الحرب بين مصر والعدو الصهيونى القذر.

وقبل مقتله الغادر ..كتب بوشكين فى سنة 1834م وكأنه يتنبأ بنهايته "
هو الوقت ،ياصديقى ،هو الوقت !
فالقلب يهفو إلى السلام
ينساب اليوم بعد اليوم -وسيل الساعات المنساب
يفتت شواطىءالوجود-
وكلانا ،أنت وأنا ، كان ينتوى أن يعيش،
ولكن انظر ،هانحن نموت.
ورغم أن الفرح يهرب أبداً ،
فالسلام يبقى والاحتشاد.
ومنذأمد بعيد كان عزائى
كعبد يعانى ،
أن أخطط للهروب
إلى ملاذ ناءٍللعمل والبهجة البريئة
.

يتبع

19 - أكتوبر - 2011
زمنٌ للشعر والجريمة
زمن للشعر والجريمة.............    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

(5)



أرض روسيا الشاسعة الخضراء ،وحكم القياصرة الطغاة ،ونظام القنانة"الرق" السائد فى البلاد.لم يكن الإنسان الروسى فى القرن الثامن عشر سوى شيىء يباع ويشترى ،بل تنشر الصحف إعلانات واضحة "ببيع إمرأة " وعمل مزاد علنى لبيع مجوهرات وثيران ونساء وأطفال وشباب ..
كان الإنسان فى روسيا لاقيمة له إلا للقياصرة والنبلاء ورجال الدين والعسكر ..فلا حرية ولارفاهية ولا وجود إلا للصفوة والنبلاء ،أما عامة الشعب الشغيلة ،فهم تروس فى آلة ضخمة ،فهم الفلاحون فى الحقول المترامية الأطراف ،وهم الخادمون فى القصور ،وهم الصناع لمتع النبلاء ،وهم الحشرات التى تداس بالأقدام ...فعامة الشعب ما هم إلا عبيد أذلاء.

(ويحضرنى أحمد عرابى وتوجهه إلى قصر عابدين لمقابلة توفيق خديوى مصر ..لتقديم مطالب الشعب ورد الخديوى عليه بغطرسة واحتقار :"هذه البلاد ملك لآبائنا ونحن من بعدهم ،وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا ".
وأزداد دهشةً من هذ الرد الصفيق، الذى إن دل يدل دلالة واضحة على الشعب المصرى- آنذاك- لم يكن شيئاَ على الإطلاق ،حتى أنه لم يكن سوى عبيد للإحسان الذى يمنحه الخديوى وعطفه عليهم ،فلم يكن الشعب عبيداً أذلاء ،لكنه لم يصل، بعد، إلى هذه المرتبة السامية ،فهم عبيدللإحسان الذى يتعطف به الخديوى ) .


صارت الثورات الشعبية تجتاح الأراضى الروسية وتهز عرش الطغاة ،وكانت تقابل بالنار والحديد والاعتقالات .

وسط هذه الثورات والاحتجاجات الشعبية التى تهز المجتمع من جذوره وتسعى نحو إقامة مجتمع إنسانى كريم .
أشرقت شمس يوم جليل وقد ولد بوشكين ..فرأى منذ نعومة أظفاره هذا الفقر وهذا القهر وهذا الجوع وهذه العبودية لشعب يعانى المعاناة الدامية ..قرأ وسمع عن الحركات الثورية التى قام بها بوجاتشوف سنة 1773م والتى طالبت بالعديد من الإصلاحات ولم يكن مصير زعمائها إلا القتل والتنكيل بهم وسحقهم بقسوة .. وظهر المثقفون الثوريون أمثال راديشيف وكتابه الفلتة "رحلة من بطرسبرج إلى موسكو"ودعوته الصريحة المدوية إلى القضاء على عبودية الأقنان والحكم الاستبدادى وإقامة جمهورية ينال فيها كل إنسان حقوقه .
وعاش بوشكين ،بكل أعصابه الملتهبة وعبقريته الفذة، ما آل إليه حال الشعب الروسى ،فكان الباعث على عظمة الشعب الروسى وحضه على إحياء حضارته وتراثه المكنون فى أعماقه لتحقيق مايريده وسيأتى الموعود حاملاً معه الخبز والسيف.


ويكتب بوشكين قصيدته الرائعة "فى منجم سيبيريا "


عميقاً فى مناجم سيبيريا ،
دع الهلاك يقهر روحك الأبية الصبورة ،
فلن يضيع عناؤك الساحق وأفكارك النبيلة ،
لاتخف.


شقيق المحنة ،الأمل السامى ،
فسينجلى الألم من الزنزانة المعتمة ؛
سيصحو الفرح والأسى يزول ..
وسيأتى الموعود من زمن طويل



الرتاجات الثقيلة سوف تنفجر –فابتهج!-
والحب والصداقة بلا خداع،
سيأتيانك إلى عزلتك الضارية ،
كصوتى العاشق للحرية .



جدران السجون سوف تتحطم ..فاطمئن
وعلى الباب سوف تنتظرك الحرية لتتلقاك

وأخوتك المسرعون لتحيتك ،
سيقدمون لك-مبتهجين- السيف.
يتبع

19 - أكتوبر - 2011
زمنٌ للشعر والجريمة
زمن للشعر والجريمة...    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

(6)

 
نيقولاى جوجول (1809م/1852م)..صاحب القصة الأشهر "المعطف" .يحكى فى إحدى رسائله "حين بدأت أقرأ لبوشكين الفصول الأولى من الأنفس الميتة بما فى ذلك ماكانت عليه من قبل،أخذ بوشكين ،يضحك دائماً عند قراءتى وكان مولعاً بالضحك ،يتعبس شيئاً فشيئاً ،وأخيرا صار فى منتهى الجهامة .وما إن أنهيت القراءة حتى قال بصوت مسموع ملّوع ""ياإلهى ،كم هى موحشة بلادنا روسيا!".

ولايمضى وقتاً طويلاً حتى تنتهى حياة الشاعر بوشكين ،ويقول جوجول"بوشكين ظاهرة فى النفس الروسية هائلة، لعلها فريدة .فهو الإنسان الروسى فى تطوره ،ربما بعد مائتى عام .فيه الطبيعة الروسية ،والروح الروسية ،واللغة الروسية،والطبع الروسى معكوسة بنفس النقاء وبنفس الجمال المصىّ مثل انعكاس المنظر الطبيعى على السطح المحدب لعدسة مرئية".

يبدو أن الشعراء ،دون خلق الله، يحملون معهم أحزانهم من المهد إلى اللحد ،وكأنهم يحملون همّ البشر .
وكثيراً ماكنت أردد وسأظل أردد مابقيت فىّ الحياة ، هذا البيت من قصيدة لعباس محمود العقاد
الشعرُ من نفس الرحمن مقتبسٌ ***والشاعر الفذ بين الناس رحمان

هل يستشعر الشاعر قرب نهايته؟؟!!
سؤال أقلقنى ويقلقنى ..
وما أكثر أحزان الشعراء ، وددت لو أمهلنى زمنى لأكتب عن أحزان الشعراء فى كل العصور وكل البلدان ،إنها رغبة قد ينتهى العمر ولا أصل لمبتغاى .

وقبل مصرعه بشهور قلائل وفى سنة 1936م يكتب بوشكين قصيدته الفارقة وتشتد به الكآبة وتمتلأ روحه بالحزن الشفيف ،ولايجد فى مدينته سوى القبور المعتمة والموتى ويسقط فريسة للكآبة والسوداوية .
إنها لحظات النهاية ..لمجتمع غادر فاجر وطغاة وأنذال ولصوص ومنافقين وعواهر الكلمة ..وفجر جديد يُشرق بمجتمع متقدم متحضر ينال فيه كل إنسان حقوقه الإنسانية .
هكذا يستشرف النهاية .
وفى قصيدته :
عندما أهيم فى المدينة ..

 

عندما أهيم فى المدينة ،غارقاً فى التفكير
وأصل إلى المقبرة العامة -
السياج ،الأعمدة ،المقابر الحجرية الناعمةالجميلة ،
التى يتعفن تحتها كل موتى المدينة ،
مصفوفة إحداها جنب الأخرى على المرج الطرى
كضيوف شرهين على مائدة خاوية ،
أضرحة ذوى المكانة الإجتماعية الرفيعة ،
الزخارف القبيحة لبنائين من الدرجة الثالثة ،
والنقوش المحفورة نثراً وشعراً،
التى تعدد فضائلهم ،ومناقبهم ،وطبقاتهم،
الزوج الولهان المغفل تميزه آلهة الحب النائحة ،
الأعمدة المسروقة من توابيتها،المزخرفة بصورة بائسة .
القبور المعتمة ،التى تنتظر بفوهة كئيبة ،
النزلاء المحدد لهم صباح الغد-
أضطرب بمثل هذه الأفكارعن الحماقة الإنسانية
حتى أسقط فريسة للكآبة والسوداوية
وأريد أن أبصق وأجرى ..
فكيف لى مع ذلك أن أحب
فى أمسيات الخريف ،عندما تنام السماء فى الأعالى
كميت فى هدوء مهيب ،
أن أتمشى فى العزلة القديمة لمقبرة قريتنا الفقيرة ،
حيث الفراغ متاح لمدافن حجرية بسيطة ،
ووجه اللص المذعور
لايقتحم للسرقة حين يوحش الليل ،
لكنه الفلاح الطيب الذى يمر مترحماً
يهمهم ويتنهد كلما مرّعلى هذه الأحجار ،القديمة البسيطة ،يكسوه المرض الجلدى ،
وبدلاً من التوابيت والأهرامات
ذات التماثيل مجدوعة الأنف ،والأعمدة -التماثيل الشائعة ،
تنتشر شجرة السنديان فوق المقابرالجليلة
تصدر الحفيف ،إذ تُرعش الأوراق.

يتبع

19 - أكتوبر - 2011
زمنٌ للشعر والجريمة
 99  100  101  102