مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : يوميات دير العاقول    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 معتصم 
20 - مايو - 2007
يوميات دير العاقول هو عنوان لكتاب جديد يعيد الشاعر محمد السويدي عبره تركيب عصر الشاعر الكبير أبو الطيب المتنبي, من خلال نص خاص يستند في مرجعيته إلى كل ما توافرت عليه المكتبة العربية , و جهود بحثية للمؤلف على مدى العشرين عاماً الماضية , و سيكون العمل موسوعة كاملة عن القرن الرابع للهجرة , معتمدةً على سيرة المتنبي كإنسان أكثر من كونه شاعراً , و سيكون الراوي لأحداث زمانه .
و المؤلف يضع هذا العمل في أيدي رواد مجالس الوراق مؤكداً على أهمية آرائهم في إغناء هذا العمل و تطويره .

 1  2  3 

*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
من أيام السويدى المجبولة بعبير المتنبى (3)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
(هو ذا بضعة من عطارد
على الجبين وضع قبلته
وفي القدمين الصغيرتين غرس
جناحين
فإن رمت اللحاق به لربّما
أفلت كالهواء في الهواء)
                    حديث عرّافة   

ستة أسطر ،مقدمة واستهلال لبطل أسطورى  خيالى هو بضعة من (عطارد) الإسم العربى للإله  الإغريقى  ميركوريو س  بن جوبيتر من الإلهة مايا  وهو رسول الآلهة وخاصة جوبيتر  إلى بنى  البشر 0
ومن أبيات الإنيادة لفرجيليوس ،الكتاب الرابع ص210 االسطر 238ومابعده
  (بعد كل الحديث 0000،إستعد ميركوريوس لتنفيذ مشيئة والده العظيم 0
بدأ أولاً بأن ربط فى قدميْه خُفيّه الذهبيين ،اللذين يحملانه بجناحيْهما إلى الفضاء الأعلى ،كالرياح السريعة ،فوق البحر والبر على السواء 000)0
 
يراجع الإنيادة  ،الجزء الأول  ،طبعة الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر ،القاهرة 1971،ترجمة كمال ممدوح حمدى وآخرين وتقديم الدكتور /عبد المعطى شعراوى ،دراسات إغريقية ولاتينية ، كانت مخصصة لنشر ترجمات كاملة لأعمال الكتاب الإغريق واللاتين  وصدر منها فقط الإنيادة كاملة فى جزئين ، وتوقفت نهائيا 0
 
ولكن(( حديث عرافة السويدى))))  لن ينتهى  ،فلابد من الإستفاضة والتوضيح ،سيما وأن حديث العرافة يفك مغاليق الشخصية المرهونة بالتحليل والشرح 0
الأستاذ /السويدى عاشق للتراث00 ومحبوبه الأثير  الشاعر( المتنبى )،لكنه لا يقف عند التراث العربى  بل يغوص فى  بحار الأساطير الإغريقية واللاتينية  ،فهو غواص ماهر ،لربطه الوثيق بين الشعر والأسطورة ، وما أكثر ما كتب عن الأساطير فى الشعر العربى  وارتباطه بالأسطورة الغربية بمعناها الأوسع والأشمل عبر توالى العصور  0
 
أولا : مفهوم الأسطورة 0
 
       من روائع الأدب الصوفى المخاطبات للنفرى  وسبق حديثى عنه ،عندما سمعت مقاطعا منه من المكتبة السمعية بالوراق ،وعند قراءتى كنت أتوقف  طويلاً، مفكراً ومستفهماً ومستفسرأ،عند سطر يقول (كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة )0
 
والأساطير عوالم متشابكة من الصعب الإلمام بها وصدق القديس أوغسطين عندما أكد فى اعترافاته(إننى أعرف جيدا ماهى الأساطير بشرط ألا يسألنى أحد عنها ،وإذا سئلت وأردت الجواب فسوف يعترينى التلكؤ ،معتمدا على مقولة الزمن ،ومتنبئا بتورط كل من تحدثه نفسه أن يقدم تعريفا شاملا موجزا للأسطورة ) 0
 
وكنت  فى بداياتى ، قد قرأت قولاً  لفولتير وهو يؤكد (أن الحمقى هم وحدهم الذين يدرسون الأساطير )00كنت مندهشا ومأخوذا من قول فولتير ،وبمرور السنوات تبين لى صحة مقولته فالأساطير عوالم يتوه فيها العقل وبحار لا شواطىء لها ولاقرار0
 
وأسطورة ميركوريوس (عطارد) من الأساطير التى يراهاالبعض قصصا مجازية وتفسيراً طبيعياً، لما يحرى من أمور فى الكون ،فهى تاريخ ولكنه يعلل ظواهر الطبيعة المستغلقة  على فهم الإنسان ولايجد لها تفسيرا ،ومن ثم 00تم القران الأبدى بين أسماء الآلهة، فلكياً وتنجيمياً، وبين أسماء النباتات والكواكب والبروج 0
*عبدالرؤوف النويهى
10 - يونيو - 2007
من أيام السويدى المجبولة بعبير المتنبى (5)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
                 ثالثاً:     حيرة السندباد
 
وراء ظهره سيخلّف من أحبّ     
لأجل عدوّ ما من صداقته بدّ
سيقدح رأسه الصغير شررا
الكلام ينساب جداول
ويحلّق عقبانا
سيدبّج رسالتين
بكلتا يديه في آن
وإن لجّ في جدل
لن يرض الخروج منه إلاّ مظفّرا
بإكليل غار
                          حديث عرّافة
 
العرافة تستطلع الغيب ،وترسم معالم حياة ،وترتكن على حرف السين فى كل فعل مضارع تستهل به حياة المتنبى ،منذ (ستلوحه الأسفار وانتهاءا سيتملق ويداهن )والسين بدخولهاعلى الفعل المضارع تفيد التأخير إلى أجل يتحقق فيه المقصود 0
عشرة أسطر هى خلاصة الصراع  الذى خاضه المتنبى ،وكأنه قدر لامفر منه ولامندوحة عنه ،هو صراع لابد من احتماله والصبر عليه ونهاية محتومة لامحيص عنها0
وراء ظهره سيخلف من أحب 000
لأجل عدوّ ما من صداقته بدّ
بداية لاتبشر بخير وإنما بداية معاناة مريرة قاسية على الروح والنفس وغربة واغتراب وشجون وعذاب 0
سندباد هارب إلى الجحيم 000
خلّف الأحباب والقلب يعتصره الألم والحزن والضيق 00
يهيم فى البرارى والقفار ويسيح فى دنيا ماله فيها صديق ولاحبيب ولارفيق000
فالأعداء كُثر ،وينتشرون فى فى كل مكان يقصده ،ويأتون من كل صوب وحدب، شاهرو الأنياب ،واجمو الوجوه ،سود القلوب ،غلاظ الروح،عديمو الفهم ،سيئوالمقال ،فاحشو الفعل0
 
سيقدح رأسه الصغير شررا
الكلام ينساب جداول
ويحلّق عقبانا
سيدبّج رسالتين
بكلتا يديه في آن
وإن لجّ في جدل
لن يرض الخروج منه إلاّ مظفّرا
بإكليل غار
توقفتُ كثيراً وكثيراً جداً عند السطر الأول(سيقدح رأسه الصغير شرارا)
وأزعم ان العرافة لو لم تأت بهذا السطر بكلماته الأربع ،ماكان زعمها يُساندها دليل أو يعاضده برهان 0
القداحة :الحجر الذى يقدح به النار أويضرب ببعضه فيخرج منه النار ،
فيخرج منه شرراً، لكن السويد وبسرعة وخشية من سوء الفهم وما أكثره فى حياتنا بعد أمراض الغباء المتفشية ،يستدرك (الكلام ينساب جداول )
هل رأيت المياه الزاخرة وهى تفيض فى القنوات والترع والبحار ???
أنا شاهدتها صغيرا والماء يُطفىء ظمأ الأرض الشرقانة ، وحتى اللحظة أستمتع بمياه النيل وهى تنساب غامرة أحواض الأرض الزراعية   بخيرها العميم الوفير ،والكلام هو الشعر ،والشعر هو كلام موزون ،لقد صدقت العرّافة ولم تفتئت على الحق ،والشعر الذى يهطل ويملأ الجداول لا يستقر فى الأرض بل يُحلق فى السماوات وينتشر ويسافر عبر البلاد وتتناقله العباد000000
أنام ملء حفونى عن شواردها ويسهر الناس جراها iiويختصم

 
سيدبج رسالتين بكلتا يديه 000
هل هما رسالتان الحياة والموت ??
هل هما رسالتان النصر والهزيمة ??
هل هما رسالتان العبقرية والفشل??
ولماذا بكلتا يديه ??وتأكيد العرّافة عليهما معا00
ربما تكونان فعلاً رسالتين  حقيقتين ،لكن لمن ???
 
وإن لج فى جدل  0000هكذا يكون المتنبى _الذى ينساب منه الكلام جداول _من أكبر وأعظم شعراء عصره بل أوحدهم  بل يسمى شيخ شعراء العربية ،لن يسكت إلا والنصر حليفه والبيان شماله ويمينه ،ويهزم أعدائه شر هزيمة وينال منهم ويهاجمهم ويصفهم بأقذع النعوت  ويصب عليهم جم غضبه وانتقامه من دنيا خيبت ظنونه وناس صغار وعقول هشة وقلوب صلدة 000


ودهـر  ناسه ناس iiصغار وإن كانت لهم جثث ضخام
ومـا أنا منهم بالعيش iiفيهم ولكن  معدن الذهب iiالرغام
أرانـب غـير أنهم iiملوك مـفـتـحـة عيونهم iiنيام
 
 
 
*عبدالرؤوف النويهى
12 - يونيو - 2007
آخر قصائد الحلاج    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
هذه القصيدة هي آخر عهد الحلاج بالدنيا، وقد أنشدها وهو في طريقه إلى الصليب، ورواها عنه ابنه (حمد) ويمكن الرجوع إليها في معظم الكتب التي ترجمت للحلاج، وقوله: (من مكمد الكظم) في البيت السادس، أي كانوا يتقربون إلى الله بالكمد. و(الكظم) بفتح الظاء مجرى النفس في الحلق، والجمع أكظام، وفي حديث علي (ر) (لعل الله يصلح أمر هذه الأمة ولا يؤخذ بأكظامها) وقوله في البيت السابع: (وفقدان الألى إرم) أي وفقدان الأوائل الذين هم إرم، و(الألى) هنا لا علاقة لها بأسماء الإشارة والأسماء الموصولة، بل هي مقلوب أُوَل.
أنـعَـي إليك نفوساً طاح iiشاهدُها فيما ورا الغيبِ بل في شاهد iiالقِدَمِ
أنـعـي  إليك قلوباً طالما iiهطَلت سـحائبُ الوحي فيها أبحُرَ iiالحِكَمِ
أنـعـي إليك لسانَ الحقّ مذ زَمَنٍ أوْدَى  وتـذكارُه في الوهمِ iiكالعدمِ
أنـعـي إلـيـك بياناً تستكين iiله أقـوالُ  كـلّ فـصيحٍ مقوَلٍ iiفَهِمِ
أنـعـي إليك إِشاراتِ العقول iiمعاً لـم  يـبقَ منهنّ إِلاّ دارسُ iiالرِمَمِ
أنـعـي وحُـبِّـك أخلاقاً iiلطائفةٍ كـانـت مطاياهمُ من مُكمِد iiالكَظَمِ
مـضى  الجميعُ فلا عينٌ ولا iiأثرٌ مُـضِـيَّ عـادٍ وفُقدانَ الأُلى iiإِرَمِ
وخـلّـفـوا معشراً يحذون لُبسَهمُ أعمى من البَهْم بل أعمى من النَعَمِ
*زهير
10 - يوليو - 2007
من أيام السويدى المجبولة بعبير المتنبى (6)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
مقدمة لابدمنها
 
كنت أطالع المواقع وعثرت على موقع مجلة أنانا،وشدنى مقال الأستاذة نضال نجار ،فرددت عليه بسطور قليلة أودعتها تعريفى المتواضع عن من هو الشاعر??
ربما فى سياق الحديث عن الشاعر المتنبى وماله وماعليه ،أقدم هذه السطور،مستكملا بمشيئة الله ،ما بدأته (من أيام السويدى 000)
****************
                    شعرية الديني / دينية الشعري
          أو ثنائية الاغتراب الانساني في صحراء الذات..
                                                    نضال نجار
وهل من مأساةٍ أكبر من ذلك???
هل من وسيلة غير الديني والشعري لاختراق الذات???
الانسان ومنذ بداياته، مسكونٌ بالسؤال، بالحيرة، بالقلق..مسكونٌ بالبحث عن حقيقته في وجود يراه عدمي أو عبثي..
فإما يهرب من الواقع ، مفضِّلاً عزلته على حريةٍ غامضة ، مجهولة لايعرف أين تفضي به .. عزلة يمارس فيها يقينياته الممنوعة من الصرف في كل عصرٍ وظرف.. ولعل أبرز مايعبر عن هذه الاشكالية _هويتنا الشعرية والدينية_ تلك الهوية التي تشير وتعبر عن قلقنا المعرفي اتجاه الذات، الدين، الوجود، الله والمصير.. الخ. وإما ، يخترق هذا الواقع مفضلاً المغامرة والمجازفة على التصدع والموت في شرنقة العزلة.. تلك التي يشعر بأنها تقيده إلى فراغٍ ابتكرته الآلهة وأربابها .. فيلغي المسافة بينه وبين المقدس مقدساً حريته، ابداعه ، ذاته، حرائقه المشتعلة في المساحات اللامنتهية ليؤسس دلالة ومدلولية الخلق والابداع في مواقفه وأعماله فكراً وقولاً وعملاً.. لعلَّ الحفريات في مجتمعاتنا العربية، ستكشف ذات يومعن تلك النوعية النادرة ( أي الثانية ( والمسافرة عكس الزمن.. عكس الذاكرة.. الهوية.. الايقاع والواقع.. وعكس الانتماء الى المستنقع الكارثي.. وحتى ذلك الحين.. ربما يحدث قفزات ونقلات نوعية مفاجئة يقوم بها من لديه المقدرة على التمدد نحو الماضي والمستقبل للكشف عن الوقائع بينهما معتمداً في ذلك على ذهنية منفتحة مرنة  أي كونية ) تعيد بناء و / أو توجيه كينونته ووجوده الانساني طاهراً متطهراً من الانتماءات الاصولية والهويات الأخرى القاتلة
 ********************************
تساؤل مخيف وخارج عن أطر التعتيم المبالغ فيها من سدنة الدينى وكهانه المتحجرين،فالشعر _من وجهة نظرى_خارج الأطر المرسومة وبدقة لمستويات التعامل الإنسانى والبشرى والأستاذة /نضال نجار، لى سابق معرفة بها فقد أعجبتنى إحدى ترجماتها الشعرية الرائعة وحرصت على نشرها فى ملفى(من روائع الشعر العالمى ) موقع الوراق،ونلت منها كلمة تقدير أحتفظ بها 0شعرية الدينى ودينية الشعر0000كما قلت تساؤل مخيف يتصدى له وبشراسة كهان التراث الرجعى الذى يتحامق ويرفع سيوف القهر دون تعامق وسبر أغوار منظومة الشعرية عبر عصورها التاريخية ولنا فى الكثير من شعرائنا الأماجد المتمردين على هذا التساؤل المخيف ،محاولات متعددة صمدت بعض الوقت وباءت بالفشل فى آخر المطاف ،الحسن بن هانىء)أبو نواس) هذا الشاعر العملاق الذى تحدى السائد والمألوف والوعظ والإرشاد وغاص فى مسارب النفس البشرية إلى أقصى مدى ممكن 0أزعم أن الشاعر هو الصارخ فى البرية والخارج على مظومة التعامل اليومى والمتمرد على سياج المألوف والمتداول 0الشاعر 0الشاعر الفذ الذى يسبح فى بحار الروح ويمسك بتلابيب النفس ويهيم فى أفلاكها ،عاشقاً وناقداً ومحطماً أغلال سنوات القهر وأسوار السجون الشائكة0                                    عبدالرؤوف النويهى
 
 
 
*عبدالرؤوف النويهى
12 - سبتمبر - 2007

 
   أضف تعليقك
 1  2  3