مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : يوميات دير العاقول    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 معتصم 
20 - مايو - 2007
يوميات دير العاقول هو عنوان لكتاب جديد يعيد الشاعر محمد السويدي عبره تركيب عصر الشاعر الكبير أبو الطيب المتنبي, من خلال نص خاص يستند في مرجعيته إلى كل ما توافرت عليه المكتبة العربية , و جهود بحثية للمؤلف على مدى العشرين عاماً الماضية , و سيكون العمل موسوعة كاملة عن القرن الرابع للهجرة , معتمدةً على سيرة المتنبي كإنسان أكثر من كونه شاعراً , و سيكون الراوي لأحداث زمانه .
و المؤلف يضع هذا العمل في أيدي رواد مجالس الوراق مؤكداً على أهمية آرائهم في إغناء هذا العمل و تطويره .

 1  2  3 

*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
من أيام السويدى المجبولة بعبير المتنبى (5)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
                 ثالثاً:     حيرة السندباد
 
وراء ظهره سيخلّف من أحبّ     
لأجل عدوّ ما من صداقته بدّ
سيقدح رأسه الصغير شررا
الكلام ينساب جداول
ويحلّق عقبانا
سيدبّج رسالتين
بكلتا يديه في آن
وإن لجّ في جدل
لن يرض الخروج منه إلاّ مظفّرا
بإكليل غار
                          حديث عرّافة
 
العرافة تستطلع الغيب ،وترسم معالم حياة ،وترتكن على حرف السين فى كل فعل مضارع تستهل به حياة المتنبى ،منذ (ستلوحه الأسفار وانتهاءا سيتملق ويداهن )والسين بدخولهاعلى الفعل المضارع تفيد التأخير إلى أجل يتحقق فيه المقصود 0
عشرة أسطر هى خلاصة الصراع  الذى خاضه المتنبى ،وكأنه قدر لامفر منه ولامندوحة عنه ،هو صراع لابد من احتماله والصبر عليه ونهاية محتومة لامحيص عنها0
وراء ظهره سيخلف من أحب 000
لأجل عدوّ ما من صداقته بدّ
بداية لاتبشر بخير وإنما بداية معاناة مريرة قاسية على الروح والنفس وغربة واغتراب وشجون وعذاب 0
سندباد هارب إلى الجحيم 000
خلّف الأحباب والقلب يعتصره الألم والحزن والضيق 00
يهيم فى البرارى والقفار ويسيح فى دنيا ماله فيها صديق ولاحبيب ولارفيق000
فالأعداء كُثر ،وينتشرون فى فى كل مكان يقصده ،ويأتون من كل صوب وحدب، شاهرو الأنياب ،واجمو الوجوه ،سود القلوب ،غلاظ الروح،عديمو الفهم ،سيئوالمقال ،فاحشو الفعل0
 
سيقدح رأسه الصغير شررا
الكلام ينساب جداول
ويحلّق عقبانا
سيدبّج رسالتين
بكلتا يديه في آن
وإن لجّ في جدل
لن يرض الخروج منه إلاّ مظفّرا
بإكليل غار
توقفتُ كثيراً وكثيراً جداً عند السطر الأول(سيقدح رأسه الصغير شرارا)
وأزعم ان العرافة لو لم تأت بهذا السطر بكلماته الأربع ،ماكان زعمها يُساندها دليل أو يعاضده برهان 0
القداحة :الحجر الذى يقدح به النار أويضرب ببعضه فيخرج منه النار ،
فيخرج منه شرراً، لكن السويد وبسرعة وخشية من سوء الفهم وما أكثره فى حياتنا بعد أمراض الغباء المتفشية ،يستدرك (الكلام ينساب جداول )
هل رأيت المياه الزاخرة وهى تفيض فى القنوات والترع والبحار ???
أنا شاهدتها صغيرا والماء يُطفىء ظمأ الأرض الشرقانة ، وحتى اللحظة أستمتع بمياه النيل وهى تنساب غامرة أحواض الأرض الزراعية   بخيرها العميم الوفير ،والكلام هو الشعر ،والشعر هو كلام موزون ،لقد صدقت العرّافة ولم تفتئت على الحق ،والشعر الذى يهطل ويملأ الجداول لا يستقر فى الأرض بل يُحلق فى السماوات وينتشر ويسافر عبر البلاد وتتناقله العباد000000
أنام ملء حفونى عن شواردها ويسهر الناس جراها iiويختصم

 
سيدبج رسالتين بكلتا يديه 000
هل هما رسالتان الحياة والموت ??
هل هما رسالتان النصر والهزيمة ??
هل هما رسالتان العبقرية والفشل??
ولماذا بكلتا يديه ??وتأكيد العرّافة عليهما معا00
ربما تكونان فعلاً رسالتين  حقيقتين ،لكن لمن ???
 
وإن لج فى جدل  0000هكذا يكون المتنبى _الذى ينساب منه الكلام جداول _من أكبر وأعظم شعراء عصره بل أوحدهم  بل يسمى شيخ شعراء العربية ،لن يسكت إلا والنصر حليفه والبيان شماله ويمينه ،ويهزم أعدائه شر هزيمة وينال منهم ويهاجمهم ويصفهم بأقذع النعوت  ويصب عليهم جم غضبه وانتقامه من دنيا خيبت ظنونه وناس صغار وعقول هشة وقلوب صلدة 000


ودهـر  ناسه ناس iiصغار وإن كانت لهم جثث ضخام
ومـا أنا منهم بالعيش iiفيهم ولكن  معدن الذهب iiالرغام
أرانـب غـير أنهم iiملوك مـفـتـحـة عيونهم iiنيام
 
 
 
*عبدالرؤوف النويهى
12 - يونيو - 2007
من أيام السويدى المجبولة بعبير المتنبى (6)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
مقدمة لابدمنها
 
كنت أطالع المواقع وعثرت على موقع مجلة أنانا،وشدنى مقال الأستاذة نضال نجار ،فرددت عليه بسطور قليلة أودعتها تعريفى المتواضع عن من هو الشاعر??
ربما فى سياق الحديث عن الشاعر المتنبى وماله وماعليه ،أقدم هذه السطور،مستكملا بمشيئة الله ،ما بدأته (من أيام السويدى 000)
****************
                    شعرية الديني / دينية الشعري
          أو ثنائية الاغتراب الانساني في صحراء الذات..
                                                    نضال نجار
وهل من مأساةٍ أكبر من ذلك???
هل من وسيلة غير الديني والشعري لاختراق الذات???
الانسان ومنذ بداياته، مسكونٌ بالسؤال، بالحيرة، بالقلق..مسكونٌ بالبحث عن حقيقته في وجود يراه عدمي أو عبثي..
فإما يهرب من الواقع ، مفضِّلاً عزلته على حريةٍ غامضة ، مجهولة لايعرف أين تفضي به .. عزلة يمارس فيها يقينياته الممنوعة من الصرف في كل عصرٍ وظرف.. ولعل أبرز مايعبر عن هذه الاشكالية _هويتنا الشعرية والدينية_ تلك الهوية التي تشير وتعبر عن قلقنا المعرفي اتجاه الذات، الدين، الوجود، الله والمصير.. الخ. وإما ، يخترق هذا الواقع مفضلاً المغامرة والمجازفة على التصدع والموت في شرنقة العزلة.. تلك التي يشعر بأنها تقيده إلى فراغٍ ابتكرته الآلهة وأربابها .. فيلغي المسافة بينه وبين المقدس مقدساً حريته، ابداعه ، ذاته، حرائقه المشتعلة في المساحات اللامنتهية ليؤسس دلالة ومدلولية الخلق والابداع في مواقفه وأعماله فكراً وقولاً وعملاً.. لعلَّ الحفريات في مجتمعاتنا العربية، ستكشف ذات يومعن تلك النوعية النادرة ( أي الثانية ( والمسافرة عكس الزمن.. عكس الذاكرة.. الهوية.. الايقاع والواقع.. وعكس الانتماء الى المستنقع الكارثي.. وحتى ذلك الحين.. ربما يحدث قفزات ونقلات نوعية مفاجئة يقوم بها من لديه المقدرة على التمدد نحو الماضي والمستقبل للكشف عن الوقائع بينهما معتمداً في ذلك على ذهنية منفتحة مرنة  أي كونية ) تعيد بناء و / أو توجيه كينونته ووجوده الانساني طاهراً متطهراً من الانتماءات الاصولية والهويات الأخرى القاتلة
 ********************************
تساؤل مخيف وخارج عن أطر التعتيم المبالغ فيها من سدنة الدينى وكهانه المتحجرين،فالشعر _من وجهة نظرى_خارج الأطر المرسومة وبدقة لمستويات التعامل الإنسانى والبشرى والأستاذة /نضال نجار، لى سابق معرفة بها فقد أعجبتنى إحدى ترجماتها الشعرية الرائعة وحرصت على نشرها فى ملفى(من روائع الشعر العالمى ) موقع الوراق،ونلت منها كلمة تقدير أحتفظ بها 0شعرية الدينى ودينية الشعر0000كما قلت تساؤل مخيف يتصدى له وبشراسة كهان التراث الرجعى الذى يتحامق ويرفع سيوف القهر دون تعامق وسبر أغوار منظومة الشعرية عبر عصورها التاريخية ولنا فى الكثير من شعرائنا الأماجد المتمردين على هذا التساؤل المخيف ،محاولات متعددة صمدت بعض الوقت وباءت بالفشل فى آخر المطاف ،الحسن بن هانىء)أبو نواس) هذا الشاعر العملاق الذى تحدى السائد والمألوف والوعظ والإرشاد وغاص فى مسارب النفس البشرية إلى أقصى مدى ممكن 0أزعم أن الشاعر هو الصارخ فى البرية والخارج على مظومة التعامل اليومى والمتمرد على سياج المألوف والمتداول 0الشاعر 0الشاعر الفذ الذى يسبح فى بحار الروح ويمسك بتلابيب النفس ويهيم فى أفلاكها ،عاشقاً وناقداً ومحطماً أغلال سنوات القهر وأسوار السجون الشائكة0                                    عبدالرؤوف النويهى
 
 
 
*عبدالرؤوف النويهى
12 - سبتمبر - 2007
المتنبى 000ملأ الدنيا وشغل الناس0    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
 
 
                    المتنبى بين طه حسين ومحمود شاكر
 
 
شكرأ للأستاذ الكريم /خالد العطاف ،على كلمته الرقيقة العذبة وكل عام وجميعنا بخير
 
لكن المتنبى بين طه حسين ومحمود شاكر ،كان صراعاً متأججاً لم يهدأ أواره حتى اللحظة0ورغم حدة التناول وقسوة النقد من محمود شاكر للدكتور طه حسين ،فقد كانت الثمار لهذه المعركة على أرقى مستوى ،هذه الدراسة الفذة عن المتنبى ،وقامت دار الهلال المصرية فى سنوات سابقة بنشر مقدمته تحت عنوان الطريق إلى ثقافتنا،فى سلسلة كتاب الهلال الشهرى، إن لم تخنى الذاكرة الخؤون   0
 
ما المانع _أستاذنا العطاف_ من تقديم أجزاء من هذا الكتاب العمدة على صفحات جامعةالوراق??
 
بل أسوق رجاءاً حاراً أن تضمه جامعة  الوراق إلى مراجعها القيمة والنادرة0
 
 
*عبدالرؤوف النويهى
14 - سبتمبر - 2007
من أوراق أبى الطيب المتنبى 00للروائى محمد جبريل (1)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
عندما كتبتُ عن( يوميات دير العاقول) للأستاذ /محمد السويدى وقلت أنها (من أوراق السويدى أو يوميات السويدى) ،كانت أمامى آنذاك رواية الأستاذ/محمد جبريل الروائى المصرى (من أوراق أبى الطيب المتنبى ) هذه الرواية الفارقة التى اتكأ فيها محمد جبريل على حياة المتنبى ورحلته إلى مصر ،فهى رواية عن( المتنبى فى مصر)  و شتان بين العملين الذين تم الربط بينهما دون توضيح ماهية كل عمل على حدة والأسس الإبداعية التى إتكأ كل منهما على فنيات عمله 0
 
 
رواية محمد جبريل ،تنهج منهجا سردياً فهى الرواية الثالثة له،بعد رواية الأسوار ،ورواية إمام آخر الزمان 0
كتبت هذه الرواية كما أورى مؤلفها سنة 1986 ونُشرت عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ،فى سلسلة الرواية العربية سنة 1988م،بلغ عدد صفحاتها 154صفحة ،وتبدأ وقائع الرواية من صفحة 11وتبدأ كالآتى :
 
الأوراق من 6إلى 8:    (1)
 
مصر 00
 
وصلت إليها فى مطلع الصباح 0الشوارع تتثاءب،وغلالة  رمادية تلف الناس واشياء ،والمشربيات لا تبين عما وراءها0
 
قطعت- واتباعى –الطريق دفعة واحدة ،من الرملة إلى بلبيس (2)فالفسطاط(3)0دخلت من باب هائل الارتفاع (علمت فيما بعد أن اسمه باب الصفا ،منه تخرج العساكر ،وتعبر الجنود)0
--------------------
(1)لاحظنا أن المتنبى لم يشر إلى تاريخ كل حادثة بتوقيتها ،ربما لأن كتابة المذكرات والسير الذاتية –بصورتها الحالية –لم تكن معروفةآنذاك،وقد فصلنا – بديلا لذلك- أن نشير إلى الوراق بارقامها المسلسلة 0
 وبداية الأوراق من الصفحة السادسة ،بما يعنى أن المتنبى كتب تمهيداً ، أو مقدمة،استغنى عنها فيما بعد ،أو أنهافقدت مع أوراق أخرى ،سيأتى ذكرها فى حينه0 
 
(2) بلبيس:هى مدينة بلبيس الحالية ،كان بينها وبين فسطاط مصر    عشرة فراسخ0وقد ذكرها المتنبى ،فقال :
 


جزى عربا أمست ببلبيس ربها بـمـسعاتها  تقر بذاك iiعيونها
كراكر  من قيس عيلان iiساهرا جـنون  ظباها للعلى iiوجنونها
 
(3)الفسطاط :هى أول مدينة بناها العرب فى مصر ،وقد بناها
             عمرو بن العاص(21هجرية) وكان موقعها بين القاهرة
            ومصر العتيقة0
*عبدالرؤوف النويهى
19 - سبتمبر - 2007
من أوراق أبى الطيب المتنبى 00للروائى محمد جبريل (2)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
حاول محمد جبريل أن يوهم القارىء بما سيقدمه من أوراق المتنبى ،فأخذ يتحدث عن حكاية هذه الأوراق0000
فالحكاية كلها من أولها لأخرها  عن وجود أبى الطيب المتنبى فى مصر ، بل أزعم أن الأوراق تحكى عن واقع مصر خلال السنوات التى سبقت كتابة هذه الرواية ،فما من عمل إبداعى إلا وله خلفية سياسية تحيط بالوطن وظروف مجتمعه وما تموج فيه من صراعات0
ومن ثم فإن هذه المقدمة التى أطلق عليها محمد جبريل (حكاية هذه الأوراق) أعرضها على القارىء الكريم ،توطئة لعرض بعض صفحات من الرواية  معلقا عليها بما تيسر لى من سطور0
 
 
حكاية هذه الأوراق
 
تباينت الروايات؛فى أى الأماكن ترك أبو الطيب المتنبى (1)هذه الأوراق،ومن الذى عثر عليها للمرة الأولى 0قال البعض أن الأوراق عثر عليها ضمن متعلقات أبى الطيب ،فى الموضع نفسه الذى شهد معركته الأخيرة ،ومصرعه0ورواية ثانية ،أنها كانت ضمن ما حمله أحد اللصوص من متاع المتنبى ،أودعها بيته القريب من بغداد ولحقته الوفاة دون أن يدرك قيمتها 0ففطن الأحفاد لخطورة ما تحويه ،فاذاعوه0 ورواية ثالثة ،أن أحد المارة وجد حقيبة صغيرة فى الموضع نفسه الذى صرع فيه المتنبى ،فحملها إلى بغداد ،وفحصتها الأعين الخبيرة فأعطت المقابل الذى به استحوذت عليها ،وظلت فى موضعها من مكتبة خاصة ،حتى قيض الله لها كاتب هذه السطور ،فأخرجها إلى النور0
 
أما السؤال الذى طرح نفسه، قبل أن أعد هذه الأوراق للنشر ،وبعد إعدادها كذلك،فهو :هل كتب أبو الطيب ما كتب فى صورة مؤلف ،يروى أحداث رحلته فى مصر ،أم أن أوراقه مجرد ملاحظات أقرب إلى المذكرات اليومية التى يكتبها بعض المشتغلين بالحياة السياسية والفكرية فى حياتنا المعاصرة0
أيا كان الجواب ،فإن هذه الأوراق  التى كتبها أبو الطيب المتنبى إبان إقامته فى مصر ، وبعدها ، إلى مصرعه، كان ينبغى أن تحقق ، وتنشر ، بحيث يتاح للأجيال الحالية أن تتعرف إلى جوانب لم يسبق كشفها فى حياة المتنبى 0
وقد حرصت فى تحقيق الأوراق –وأعتذر لضياع بعضها ، وطمس كلمات، أو حروف ، بعضها الآخر – أن أسود ماكتبه بو الطيب فى زمانه ،لا أغير كلمة ولاحرفا ،ولا أحذف أو أضيف إنما أشرح ما يطلب الشرح ،وأسلط الضوء على الأعلام والأماكن والأحداث بما يعين على فهم الأوراق ،واكتناه بواعثها ودلالتها 0
وأملى أن هذه الأوراق اهتماما ،يساوى قيمتها التاريخية والأدبية ،وما بذل فيها من جهد كى ترى النور 0
والله ولى التوفيق،،
        محمد جبريل  - مصر الجديدة1986م
_____
(1)هو أبو الطيب أحمد بن الحسين الجعفى 0ولد بالكوفة سنة ثلاث وثلاثمائة هجرية0نشأ بالشام ،وأقام بالبادية ،وفيها تعلم اللغة والشعر 0وقد تفهم-فى نشأته-تعاليم اقرامطة ،ومارس طقوس الشيعة 0تؤكد غالبية الروايات أن المتبىعربى الأبوين ،وأن أباه كان سقاء فى الكوفة ،وإن ذهبت اجتهادات إلى أن غموض طفولة المتبى ،دفع الحتقدين عليه للإدعاء بأن أباه كان سقاء ، وأنه انتقل به من الكوفة إلى الشام 0ولما سئل المتنبى عن نسبه،لماذا يكتمه?أجاب:إنى أنزل دائما على قبائل العرب ،وأحب ألا يعرفونى ،خيفة أن يكون لهم فى قومى ثرة (ثأر) 0
 
 
 
 
*عبدالرؤوف النويهى
19 - سبتمبر - 2007
من أوراق أبى الطيب المتنبى 00للروائى محمد جبريل (3)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
لم يكن أحد في استقبالي، وإن كنت أعرف مقصدي. سألت عن قصر الأستاذ أبي المسك كافور(4)، فأبدى الناس عجبهم، وإن أشاروا بعبور شوارع وأخطاط (5)وأبواب كي أصل إلى القصر المنشود.

حرصت على ركوب الحصان. حرصت على الأمر نفسه لأتباعي : ولدي محسد، وتابعي مسعود، وقلة من الخدم والعبيد، حتى لا نبدو في الأعين كالآلاف من السابلة العامة ذوي المهن الحقيرة.

أمرت، فأحسن الخدم اختيار جوادي وطهمته وكسوته، فبدا مليحا يسر الناظرين. مشاعر الاعتزاز تمور في داخلي للنظرات المتطلعة المشوبة بالإعجاب. تتقلص يداي على المقود، وأطمئن إلى الأتباع والأمتعة في جياد أخرى خلفي. لا يعرفون أبا الطيب وإن حسدوا عظمة هذا الوافد، تبين نظراته المتطلعة عن غربته.
                                *****

كأنما العرب خلقوا للأحقاد: سيف الدولة(6) يهبني لكافور بسوء تدبيره وقلة تمييزه.(7) خلفت في الشام أبا فراس(8) وأبا الحسين الناشئ(9) وأبا القاسم الزاهي (10)وأبا العباس النامي (11)وغيرهم عشرات ،بذلوا المداهنة والملق، والقصائد التي تخفض ولا ترفع. أحكموا المكائد والمؤامرات، فبات سيف الدولة غضبا خالصا. قررت أن أترك لهم الجمل بما حمل، فأهجر الشام إلى بلاد أخرى غيرها من بلاد العرب.

ناقشت أصحابي : أي بلاد نتجه إليها ? اختاروا العراق0 واخترت مصر 0لم يكن اختيارى وليد اللحظة  ولامصادفة 0أسرفت –فى قصائدى – فى النيل من معز الدولة ،والنيل من الخليفة نفسه0أهملت الحيطة والحذر ،فرميت ناس العراق بالجبن والخوف وغلبة الشهوات0باتت الطريق إلى بغداد- من يومها- غير ممهدة امأمونة 0زاد رسل الفسطاط0تعددت زياراتهم إلى حلب ضمنوا حماية الإخشيدى ،ولوحوا بالأمل الذى كنت أتوق00000(12)
 
 
____
 
(4) يقول صاحب الصبح المنبى عن حيثية المتنبى  ص110-111 (وكافور هذا عبد أسود خصي مثقوب الشفة السفلى بطين قبيح القدمين ثقيل البدن لا فرق بينه وبين الأمة، وقد سئل عنه بعض بني هلال فقال رأيت أمة سوداء تأمر وتنهي، وكان هذا الأسود لقوم من أهل مصر يعرفون ببني عياش يستخدمونه في مصالح السوق، وكان ابن عياش يربط في رأسه حبلا إذا أراد النوم فإذا أراد منه حاجة جذبه بالحبل لأنه لم يكن ينتبه بالصياح، وكان غلمان ابن طغج يصفعونه في الأسواق كلما رأوه فيضحك فقالوا هذا الأسود خفيف الروح، وكلموا صاحبه في بيعه فوهبه لهم، فأقاموه على وظيفة الخدمة، ومات سيده أبو بكر بن طغج وولده صغير، وتقيد الأسود بخدمته وأخذته البيعة لولد سيده، وتفرد الأسود بخدمته وخدمة والدته، فقرب من شاء وبعد من شاء فنظر الناس إليه من صغر هممهم، وخسة أنفسهم، فسابقوا إلى التقرب إليه، وسعى بعضهم ببعض حتى صار الرجل لا يأمن أهل داره على أسراره، وصار كل عبد بمصر يرى أنه خير من سيده، ثم ملك الأمر على ابن سيده وأمر ألا يكلمه أحد من مماليك أبيه، ومن كلمة أتلفه، فلما كبر ابن سيده وتبين ما هو فيه جعل يبوح بما هو في نفسه في بعض الأوقات على الشراب ففزع الأسود منه، وسقاه سما فقتله، وخلت مصر له    "
(5) أخطاط: مفردها "خط"،وهى الحارة 0وكانت هذه هى التسمية إلى انشاء القاهرة0
(6)سيف الدولة الحمدانى :صاحب حلب0خاض الكثير من الحروب والمعارك ،واشتهر برعايته للعديد من الأدباء والعلماء،كالمتنبى وأبى فراس والفارابى 0وقد قدم إليه الأصبهانى كتاب الأغانى 0
(7) تتفق غالبية الروايات فى أن سبب مفارقة المتنبى سيف الدولة ورحيله إلى مصر ،هو انصات سيف الدولة لمن يوغرون صدره ضد المتنبى ،حتى كان يسرف فى قسوته عليه أحيانا0
(8)أبو فراس :ابن عم سيف الدولة 0يعد من أشهر مشاهير عصره فى الشجاعة والكرم وجودة الشعر 0وقال الصاحب بن عباد:بدىء الشعر بملك يعنى إمرأ القيس)وختم بملك(يعنى أبا فراس)0مات قتيلا فى 257هجرية0
 
(9)أبو الحسين الناشىء :شاعر مجيد من أهل بغداد0له قصائد كثيرة فى أهل البيت0وكان من الشعراء المقربين إلى سيف الدولة 0
(10)أبو القاسم الزاهى :من أهل بغداد 0كان من أشهر شعراء عصره 0أكثر قصائده فى مدح آل البيت ،ون كتب مدائح فى سيف الدولة والوزير المهلبى وغيرهما 0
(11) أبو العباس النامى :هو أبو العباس أحمد بن محمد الدرامى المعروف بالنامى 0من أعظم شعراء عصره0كان قريبا من سيف الدولة 0وقيل أنه كان يلى المتنبى فى المنزلة 0توفى سنة 370هجرية0
(12)هكذا بياض فى الأصل0
**********************************
ويواصل محمد جبريل الرحلة مع المتنبى ، عارضا هذه الأوراق ، ومحاولا وبقدر الإمكان أن يستلهم مفردات الماضى البعيد ،وأن يوهم القارىء بصدق أوراقه 0
 
 
 
*عبدالرؤوف النويهى
20 - سبتمبر - 2007
السويدي ويوميات دير العاقول    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
يوميات دير العاقول آخر أعمال أستاذنا محمد السويدي صانع الوراق وراعيه، وقد دعاني مشكورا لحضور أمسية (يوميات دير العاقول) مساء يوم الخميس الفائت، والتي دعا إليها ابتهاجا بتحقيقه (47) يومية من (يوميات دير العاقول) التي تبلغ زهاء (200) يومية.
أما المدة التي قضاها السويدي في تحقيق ال(47) يومية فهي سبعة أيام بلياليها، ولكنها من أيام السويدي المجبولة بعبير المتنبي، فلا غرابة أن نرى فيها جهود سنوات طوال لو لم يصرح السويدي أنه شرع في تحقيق هذه اليوميات قبل سبعة أيام. وهذه اليوميات هي من جنس (منامات الوهراني) من جهة، ومن جهة أخرى تذكرنا بكتاب (أم القرى) في إعلان الكواكبي عنه..
يقول السويدي، إن (يوميات دير العاقول) مخطوطة عثر عليها في دير العاقول، وكانت مخطوطة سقيمة، مهترئة، قد عاثت فيها الأرضة، وأتت الرطوبة على الكثير من كلماتها، وبعد طول بحث وتحقيق تبين أنها ذكريات المتنبي بخط يده، كتبها يوما بيوم، وكتب أوراقها الأخيرة في (دير العاقول) حيث لفظ أنفاسه الأخيرة بطلا مغوارا، وشاعرا عملاقا بذ  شعراء العالم، وأعطى الشعر العربي أجمل معانية وأعذب أغانيه.
ويصح أن يقال أن (يوميات دير العاقول) مسرحية، من تأليف المتنبي وإخراج السويدي، وكان هذا هو إحساسي وأنا أرى شخصيات المتنبي التي يعج بها ديوانه تظهر أمامي على خشبة المسرح، فمنها ما يكون له دور هامشي، ومنها من يقوم بدور البطولة فيها.. فخولة أخت سيف الدولة مثلا تلعب أكبر أدوار البطولة في هذه المسرحية، وقد حظيت بأطول يوميات المتنبي وأكثرها أهمية، إذ جعل مرثيته لها مدخلا للحديث عن همومه وعذاباته وما لقيه في دهره من تفاهة رقيع وسخافة وضيع. وفيها نجد المتنبي في نثره حرا طليقا، تند عن مفرداته أسرار الحياة، وتعتصر قلبه آلام المعذبين، ويمشي بك في كل ما تراه اليوم من غبن وقسوة، فكلما قرأت تعليقا له على بيت في يومية خولة (إنا لنغفل والأيام في الطلب) تجد نفسك تردد : ما أشبه اليوم بالبارحة.
ونجد في فاتحة كل يومية، تاريخها ومكان كتابتها، بالميلادي (وبالهجري حسب الطريقة التي ستظهر بها في واحة المتنبي).
ومن هذه اليوميات ما هو أشبه بالأخبار، إذ يحكي فيها المتنبي عن أيام سبقت مولده بأعوام، ولكن كان لها أكبر الأثر في صياغة أحداث عصره.
ورأى السويدي أن يذيل على هذه اليوميات بذيل، وصل به إلى أحداث عام (379) يعني بعد مقتل المتنبي ب(25) سنة، وفي هذه السنة نزلت آخر الشخصيات من خشبة المسرح، وابتدأ عصر جديد، هو (عصر ما بعد المتنبي)
لن تفقد هذه اليوميات روعتها بذكر بعض تفاصيلها، وهي ستنشر لاحقا في (واحة المتنبي) وأضرب أمثلة بذكر عناوين اليوميات التي قراها علينا السويدي، مع موجز عنها.
1-   رؤوس تطوف بغداد: تاريخ اليومية (933م) المكان: (طرابلس الشام) الموضوع: ليلة القبض على مؤنس الخادم
2-   إذا اتسخت ثيابي: تاريخ اليومية (949م) المكان: حلب.
الموضوع : (الخبزرزي) وسؤال سيف الدولة عن شعره
3-   رجال في صناديق: تاريخ اليومية (940م) المكان: طبرية. الموضوع : مقتل بجكم التركي
4-   كلنا صيادون ولكن الشباك تختلف: تاريخ اليومية (933م) المكان: بعلبك، الموضوع: بجكم التركي ورجل من الصوفيه
5-   المهلبي يغري بي سفهاء بغداد: تاريخ اليومية (962) المكان: بغداد، الموضوع ظاهر في العنوان
6-   موت القرمطي: تاريخ اليومية (944) المكان طبرية، والموضوع هلاك أبي طاهر القرمطي سليمان بن أبي سعيد الجنابي، وهلك كما قال المتنبي في عاصمته هجر بالجدري، فلا رحم الله به مغرز إبرة. وكان هلاكه عام 332هـ
7-   أكفان ميت: تاريخ اليومية (928) المكان: الكوفة، الموضوع: المتنبي يحكي قصة إتلافه لقصيدة مدح بها حاجبا ببغداد، فأعادها إليه الحاجب قال: فبعثت إليه برسالة ذيلتها بقول ابن الرومي
ردَدْتَ  عـليَّ مدحِي بعد iiمَطْلٍ وقـد دنَّـسْـتَ ملبسَه iiالجديدا
وقلتَ امْدح به من شئتَ غيري ومـن ذا يـقبل المدْح iiالرَّديدا
ولا سِـيـمَـا وقد أعمَقْتَ iiفيه مـخـازِيَـكَ اللواتي لنْ iiتَبيدا
ومـا لـلْـحَيِّ في أكْفان مَوْتٍ لـبـوسٌ بعدما امتلأتْ iiصديدا
8-   البطيخات الخمس: تاريخ اليومية (962) المكان الكوفة. الموضوع (القصة المشهورة للمتنبي مع بياع البطيخ، يمكن الرجوع إليها في (الصبح المنبي) (نشرة الوراق ص 25)
9-   ابن شنبوذ وقراءات القرآن: تاريخ اليومية (935) المكان حمص. الموضوع محاكمة ابن شنبوذ على شذوذاته في قراءة القرآن، وكان الذي حاكمه الوزير الشهيرابن مقلة، فحكم عليه أن يضرب سبع درر قال ابن خلكان: (فدعا وهو يضرب على الوزير ابن مقلة بأن يقطع الله يده ويشتت شمله، فكان الأمر كذلك). ويمكن قراءة محاكمة ابن شنبوذ في (وفيات الأعيان) (نشرة الوراق ص 589) وكانت محاكمته: يوم الأحد لسبع خلون من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين وثلثمائة.
10-                      إنا لنغفل والأيام في الطلب: تاريخ اليومية 963م المكان الكوفة، والموضوع موت خولة أخت سيف الدولة، وهي التي قال فيها:
يا أُختَ خَيرِ أَخٍ يا بِنتَ خَيرِ أَبٍ كِـنايَةً  بِهِما عَن أَشرَفِ iiالنَسَبِ
وَأَكـرَمَ الـناسِ لا مُستَثنِياً iiأَحَداً مِـنَ  الكِرامِ سِوى آبائِكِ iiالنُجُبِ
*زهير
21 - أبريل - 2007
هامش اليوميات    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
شهدنا ليلة أمس مساء آخر من أمسيات السويدي ويوميات دير العاقول، وكان الجديد هذه المرة حافلا بالمفاجآت، ليس فقط على صعيد اليوميات الجديدة التي يعيد فيها السويدي رسم شخصية المتنبي كما يتصورها، وإنما كان الجديد الأهم (هامش اليوميات) وهو ما سيظهر لاحقا في هامش كل يومية، يوثق فيها السويدي لليومية، مبينا مراجعها ومصادرها، وملقيا الضوء على ما يعتبره حقا له مشروعا في التصرف بإضافة بعض اليوميات من خياله الخاص كيومية العرافة التي أثارت اهتمام النويهي، فهذه اليومية التي بحث لها السويدي عن موطئ قدم في اليوميات هي ضرب من الخيال ليس إلا، ولكنه خيال يتصل باهتمام السويدي المطول بعلم الفلك والأبراج، ولأنني لست في هذا الفن في العير ولا في النفير، لم أفهم ماذا يعني أن يكون المتنبي من مواليد برج الجوزاء، وسواء كانت هذه هي الحقيقة أم لا، فكذلك تصوره السويدي، وهو ينحت هذا النصب الضخم الذي يمثل المتنبي جسدا وروحا، بغضون وجهه وعروق يديه وضفائر شعره وبريق عينيه، وسترى فيه الناس تمثالا، وسيرى فيه السويدي نهر الحياة التي عاشها هو. وسيرى فيه كل واحد منا خيال العذابات التي تعتصر فؤاده، ويحسها ويلمسها في شعر المتنبي والطبقة العالية من شعراء العرب، أو كما يقول السويدي فإن التاريخ منذ أكثر من ألف عام يغربل في شعراء العرب ويبقى المتنبي عصيا على الغربال مع نخبة من شعراء المعلقات وشعراء العصر العباسي، لم تنجب العرب بعد من يبذهم ويحتل مكانتهم في قلوب عشاق الشعر ومتذوقيه (السمّيعة)
 
.... أكتب هذه الكلمات وفي سمعي صدى ما حكاه لنا السويدي من هوامش سفر الخروج، وهو يحكي فيه قصة خروج المتنبي من مصر التي أودعها المقصورة التي يقول فيها:
وَلَـكِـنَّـهُـنَّ  حِـبالُ iiالحَياةِ وَكَـيـدُ  الـعُداةِ وَمَيطُ iiالأَذى
ضَرَبتُ بِها التيهَ ضَربَ القِمارِ إِمّــا  لِــهَـذا وَإِمّـا لِـذا
وأنا أتشوف لرؤية هذا الهامش منشورا على الوراق ليقرأ الناس المتنبي بقلم عربي صميم عاش البادية كما عاشها المتنبي، وعرف تقاليد الرحلة في مضارب البدو، وهو ينقل في هذا الهامش عن أبي العلاء تسمية شيوخ العرب الذين نزل عليهم المتنبي في رحلته، وكانوا على علم بخروجه من مصر ليلة العيد، وكل منهم على علم باليوم الذي يصل فيه المتنبي إلى مضاربه، وانظر في ذلك ما حكاه أبو العلاء في تفسير هذه الأبيات من المقصورة:
فَـمَـرَّت  بِنَخلٍ وَفي رَكبِها عَـنِ  الـعالَمينَ وَعَنهُ غِنى
وَأَمـسَـت  تُخَيِّرُنا iiبِالنِقابِ وادي  الـمِياهِ وَوادي iiالقُرى
وَقُـلنا لَها أَينَ أَرضُ العِراقِ فَـقـالَت  وَنَحنُ بِتُربانَ iiها
وَهَبَّت بِحِسمى هُبوبَ الدَبورِ مُـسـتَـقبِلاتٍ مَهَبَّ iiالصَبا
رَوامـي الكِفافِ وَكِبدِ الوِهادِ وَجـارِ  البُوَيرَةِ وادِ iiالغَضى
وَجابَت بُسَيطَةَ جَوبَ iiالرِداءِ بَـيـنَ  الـنَعامِ وَبَينَ iiالمَها
إِلى عُقدَةِ الجَوفِ حَتّى iiشَفَت بِماءِ الجُراوِيِّ بَعضَ iiالصَدى
وَلاحَ  لَـها صَوَرٌ iiوَالصَباحَ وَلاحَ الـشَغورُ لَها وَالضُحى
وَمَـسّـى  الجُمَيعِيَّ iiدِئداؤُها وَغـادى الأَضـارِعَ ثُمَّ الدَنا
فَـيـا  لَكَ لَيلاً عَلى iiأَعكُشٍ أَحَـمَّ  الـبِلادِ خَفِيَّ iiالصُوى
وَرَدنـا الـرُهَيمَةَ في iiجَوزِهِ وَبـاقـيـهِ أَكثَرُ مِمّا iiمَضى
فَـلَـمّا  أَنَخنا رَكَزنا الرِماحَ فَـوقَ  مَـكـارِمِـنا iiوَالعُلا
وَبِـتـنـا  نُـقَـبِّلُ iiأَسيافَنا وَنَـمـسَحُها  مِن دِماءِ iiالعِدا
لِـتَـعلَمَ مِصرُ وَمَن بِالعِراقِ وَمَـن  بِالعَواصِمِ أَنّي iiالفَتى
وَأَنّـي  وَفَـيتُ وَأَنّي iiأَبَيتُ وَأَنّـي  عَتَوتُ عَلى مَن iiعَتا
كان حديث السويدي في هامش هذه اليومية حديث الباحث المتمكن الضليع، فتساءلت كم هي المدة التي قضاها في إعداد هذا الهامش، وهل ستحظى بقية اليوميات بنفس هذا القدر من الدقة والتوثيق. وبينما أنا أتساءل إذا بالسويدي يفتح هامش دير العاقول، ويتناول بالنقد المرير حكاية مقتل المتنبي في النعمانية، ويقترح رواية أخرى،، متشابكة الفصول مرتبطة بالظروف السياسية و القوى الإقليمية و النزاعات الطائفية التي أحاطت بعصر المتنبي، ليس من حقي أن أميط اللثام عن رواية السويدي الآن قبل صدور هامش اليوميات فترقبوا هذه السويدية الجديدة
 
*زهير
10 - يونيو - 2007
آخر قصائد الحلاج    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
هذه القصيدة هي آخر عهد الحلاج بالدنيا، وقد أنشدها وهو في طريقه إلى الصليب، ورواها عنه ابنه (حمد) ويمكن الرجوع إليها في معظم الكتب التي ترجمت للحلاج، وقوله: (من مكمد الكظم) في البيت السادس، أي كانوا يتقربون إلى الله بالكمد. و(الكظم) بفتح الظاء مجرى النفس في الحلق، والجمع أكظام، وفي حديث علي (ر) (لعل الله يصلح أمر هذه الأمة ولا يؤخذ بأكظامها) وقوله في البيت السابع: (وفقدان الألى إرم) أي وفقدان الأوائل الذين هم إرم، و(الألى) هنا لا علاقة لها بأسماء الإشارة والأسماء الموصولة، بل هي مقلوب أُوَل.
أنـعَـي إليك نفوساً طاح iiشاهدُها فيما ورا الغيبِ بل في شاهد iiالقِدَمِ
أنـعـي  إليك قلوباً طالما iiهطَلت سـحائبُ الوحي فيها أبحُرَ iiالحِكَمِ
أنـعـي إليك لسانَ الحقّ مذ زَمَنٍ أوْدَى  وتـذكارُه في الوهمِ iiكالعدمِ
أنـعـي إلـيـك بياناً تستكين iiله أقـوالُ  كـلّ فـصيحٍ مقوَلٍ iiفَهِمِ
أنـعـي إليك إِشاراتِ العقول iiمعاً لـم  يـبقَ منهنّ إِلاّ دارسُ iiالرِمَمِ
أنـعـي وحُـبِّـك أخلاقاً iiلطائفةٍ كـانـت مطاياهمُ من مُكمِد iiالكَظَمِ
مـضى  الجميعُ فلا عينٌ ولا iiأثرٌ مُـضِـيَّ عـادٍ وفُقدانَ الأُلى iiإِرَمِ
وخـلّـفـوا معشراً يحذون لُبسَهمُ أعمى من البَهْم بل أعمى من النَعَمِ
*زهير
10 - يوليو - 2007
المتنبي وموسى الرويلي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
بين يديّ كتاب (في الصحراء العربية) لآلويز موزيل المشهور بموسى الرويلي (نسبة إلى عرب الرولة) وهو اسمه المعروف حتى الآن فيما بينهم، وكتابه هذا تتناقله عرب الرولة كوشاح الذهب،  لما يتخلل الكتاب من ذكر أيامهم وأشعارهم ومنازلهم وديارهم.
أما عن علاقة المتنبي بموسى الرويلي فلأن الاثنين قد عبرا بادية الحماد في بلاد الشام، وهي البادية التي تمتد من ضمير في دمشق وحتى (هيت) في العراق، لذلك نجد في كتاب موزيل وصفا مطولا لمعظم الأماكن التي مر بها المتنبي في خروجه من مصر. والسبب في ذلك أن الهدف من رحلة موزيل كان إعداد خريطة علمية لتلك المنطقة  برمتها، وذلك في العام 1908 و1909، ثم أوفد لاحقا لنفس المنطقة من جهة الحكومتين الحليفتين تركيا وألمانيا لحشد عشائر الرولة والحويطات وحلفائهما للوقوف في وجه الأطماع البريطانية. (ولد موزيل في عام 1868 بمدينة ريتشاروف التشيكية، في عائلة نمساوية من المزارعين الفقراء، وتخصص في علم اللاهوت والعهد القديم، وأجاد العربية والعبرية، وفي عام 1895 نال الدكتوراه، وحصل إثرها على إجازة تفرغ لمدة عامين قضاهما في فلسطين، وشارك لاحقا في تأسيس معهد الاستشراق في براغ، وتوفي عام 1946).
اخترت كمثال على تعليقاته الجغرافية كلامه عن بادية بسيطاء، وهي نفسها (بُسيطة) التي عناها المتنبي بقوله في المقصورة:
وَجابَت بُسَيطَةَ جَوبَ iiالرِداءِ بَـيـنَ  الـنَعامِ وَبَينَ iiالمَها
إِلى عُقدَةِ الجَوفِ حَتّى iiشَفَت بِماءِ الجُراوِيِّ بَعضَ الصَدى

وكان موزيل في طريقه إلى (الجوف) الوارد ذكره في البيت الثاني، صحبة الأمير نواف الشعلان ونية هذا أن يقوم بغارة على الجوف يستردها من ابن الرشيد الذي غصبها منهم، وهدف موزيل أن يوثق خريطته ويمد رقعتها.
قال (ص 99) وحديثه في يناير 1909:
(لقد تكون هذا السهل القاحل عبر سلسلة لا نهاية لها من عوامل الحت والتعرية، عبر قرون لا تعد ولا تحصى، وكان مغطى قبل عهد طويل بتلال من الحجر الرملي، لكن الرياح والأمطار والصقيع عملت على تآكل سطح التلال، حتى لم يبق إلا الداخل الصلب الذي  استعصى عليها، وكانت تغطية الرمال المتنقلة مرة بعد مرة، وهكذا تشكلت التلال الرملية التي أضفت عليها بتوزعها على مساحة السهل المظهر الحزين الذي تحدث عنه الشعراء العرب. وبسيطاء عندهم سهل تنتشر فوقه حصباء من مختلف الأشكال، وقاحل لخلوه من الماء. ويقال: إن العبد التابع للشاعر المتنبي شاهد فيها أثناء هروب الشاعر من مصر إلى العراق ثورا غريب الشكل، ولعله المهاة، فحسبها مئذنة. كذلك شاهد فيها أحد الرحالة نعامة فذكر أنها شجرة نخيل. وربما يكون هذان قد التبس عليهما المشهد، وهذا الخطأ جائز في حرارة الهواء حين يهتز بستائر الغبار
 
*زهير
25 - يوليو - 2007

 
   أضف تعليقك
 1  2  3