مجلس : العلوم عند العرب

 موضوع النقاش : النبات الطبي عند العرب    قيّم
التقييم :
( من قبل 4 أعضاء )

رأي الوراق :

 لحسن بنلفقيه 
11 - أكتوبر - 2004

بسم الله و الحمد لله ، و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه : إن العزم معقود إن شاء الله ، على تعريف الزوار الكرام لموقع الوراق - ذاكرة العرب - بمفردات كتاب " الجامع " لإبن البيطار ، و ذلك بذكر أسمائها العلمية اللاتينية ،و العربية ، و الإنجليزية ، و الفرنسية ، و كذا الأسماء الشائعة المتداولة . و تحديد الإسم الصحيح للنبات ، هو الشرط الأول لنجاح البحث عنه و فيه ، و الإطلاع على خصائصه و استعمالاته ، و الإستفادة منه . فبتحديد الإسم الصحيح للنبات موضوع البحث ، و باستعمال محركات البحث المتوفرة في شبكة الإنترنيت و باللغات المختلفة ، و المراجع المتخصصة و أمهات الكتب ، يستطيع الباحث المهتم من الزوا ر الكرام الوقوف و الإطلاع على الإستعمالات المختلفة للنبات ، و منها استعمالاته في العلاج بالطرق القديمة و الحديثة ، و طرق تحضيره ، والكميات المأخوذة منه ، و فيما يستعمل له ، و كذا المسموم منه و خطورة استعماله. والله أسأل أن يعين على إنجازه و يجعله عملا مقبولا عنده و ينفع به عباده ، إنه ولي التوفيق عليه


 26  27  28  29  30 

*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
المفردة رقم 223 بجامع ابن البيطار : { باذروج } = Basilicum    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

ذكر ابن البيطار في مادة هذه المفردة أقوال كل من جالينوس ، و ديسقوريدس ، و الرازي ، و ابن سينا و غيرهم . وقال عن النبات :" هو { الحوك } ، و هو " ريحان معروف " .

فمن أقوال جالينوس فيه : ليس هو بنافع إذا ورد البدن ، و أما من خارج فهو ينفع إذا اتخذ منه ضماد للتحليل و الإنضاج . و من أقوال ديسقوريدس فيه : إذا أكثر من أكله أحدث في العين ظلمة ، و لين البطن ، و يهيج الباه و يولد الرياح و يدر البول ، و هو عسر الإنهضام . و إذا تضمد به مع السويق و دهن الورد و الخل نفع من الأورام الحارة ... و ماؤه يجلو البصر ة يجفف الرطوبات السائلة إلى العين . و بزره إذا شرب وافق من يتولد في بدنه المرة السوداء و الصرع ، و من به عسر البول و النفخ .... و مما قال عنه الرازي في كتابه " دفع مضار الأغذية " : { الناذروج } يولد الصفراء ، و الإكثار منه يظلم البصر ، و خاصة إذا أُكِـلَ مع الكوامخ المالحة . و يصلحه " الخل" و " الخيار " . و هو جيد لفم المعدة و القلب و الخفقان ، و هو نافع من الغشي . و مما قال فيه ابن سينا في كتابه " في الأدوية القلبية : فيه عطرية مع قبض شديد و تسخين ، و فيه رطوبة فضلية . و يفرح لخاصية تعينها العطرية التي يصحبها قبض مع تلطيف على نحو ما حددناه ، إلا أن أن عاقبتهأيضا في التفريح غير محمودة ، و ذلك لأن الجوهر الغذائي الذي فيه مضاد للجوهر الدوائي اذي فيه ، لأن الجوهر الدوائي الذي فيه يفعل ما ذكرناه و الجوهر الغذائي الذي فيه يتولد منه دم عكر سوداوي ، و الرطوبة الفضلية التي فيه تحدث مضرة النفخة في العروق . و قد عرفت هذين المعنيين بالروح و الفرح ... وقال غيره : مولد للدود في الجوف ، رديء للمعى . و هو مما ينقص الذهن يضا و يظلم البصر ظلمة يعسر زوالها ... و قال الشريف : إذا مضغه الإنسان مضغا متتابعا في وقت نزول الشمس برج الحمل سلمت أسنانه و لم توجعه تلك السنة البتة . و إن مضغ غصنه و دس في الأذن الوجعة سكن وجعها . و قال غيره : و بدله مثله { سيسنبر }./هـ ...

            يعلق لوكليرك على ترجمته لمادة هذه المفردة بقوله ـ الأصل فرنسي و الترجمة لي ـ :" { بادروج }عند أهل فارس هو نفسه نبات Ocimum عند اليونانيين و اللاتينيين ، إلا أن الكثيرين من الشراح و المترجمين ، من أمثال Sprengel ، و Fée ، و Littré ، يترددون في قبول أن Ocimum  القدامى هو نباتنا Ocimum Basilicum ، و إن كان هذا ما يراه Fraas "./هـ .

            و قد اتفق الباحثون العرب المعاصرون المهتمون بتحقيق أسماء النبات الطبي على أن {الباذروج} نوع من جنس Ocimum .

            ذكر محمد شرف في معجمه الطبي ستة أنواع لهذا الجنس ، أولها نوع Ocimum basilicum ـ Sweet basil ، و قال فيه : ريحان [ نبات شفوي ] ـ باذروج ـ  اللزاب [S   ] ـ ريحان الملك ـ شاهسفرم ـ حبق [ أ. ب. ] [1] ـ أوقيمون : " الجمسفرم " هو " الريحان السلطاني " ، و يقال له بالعربية " الريحن السليماني " . نبات له فوحة شبيهة بفوحة الشيح ، مفتح محل للريح ./هـ .

            و يعرف الشهابي هذا النبات في معجمه الزراعي بقوله : Basilic commun  (Ocimum basilicum)  = حبق معروف  ـ حَـوْك ـ باذروج ـ حماحم ـ حبق نبطي [ مفردات ] [2] ./هـ ..

            و ذكر {. أحمد عيسى لهذا الجنس 12 نوعا أولها L.:  Ocimum basilicum و قال فيه : ريحان [3] ـ ريحان ملكي ـ ريحان الملك ـ شاهسفرم [4] [ أي ريحان الملك ] ـ بادروج [ فارسية ] ـ حَـوْك ـ حَـوْق [ عربية ] ـ جَـوْمـر [يمانية ] ـ حبق كرماني ـ حبق صعتري ـ صعتر هندي ـ أقيمـن [ يونانية ] ـ حبق نبطي ـ حماحم ـ ريحان كبير ـ شجر الرعاف [ اليمن ] ـ الحابي [ اليمن لحبوه و علوه] ـ  حبق بستاني ـ بستان أبروز أو أفروز ـ شـُـقـْـر [ حضرمت ] . من فصيلة الشفويات Labiées .اسمه المرادف Basilicum ، اسمه الفرنسي Basilic . و اسمه الإنجليزي  Basil ، وSweet basil ./هـ .

الهامش: [1] هو اختصار ابن البيطار عند د. محمد شرف . [2] بمعنى أن مرجعه هو كتاب الجامع لمفردات الأدوية و الأغذية لإبن البيطار . [3] المشهور في علم النبات أن { الريحان } هو { الآس }  Myrtus communis L.   ، و منه اشتق اسم فصيلة " الريحانيات = Myrtacées " كما يقال لها " الآسيات " ، فاعرفه . [4] يطلق أيضا على النوع Ocimum minimum L. .

 

*لحسن بنلفقيه
19 - أكتوبر - 2005
المفردة رقم 224 بجامع ابن البيطار : { باقلا } = Fève = Faba    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

{ الباقلا } هو { الفول } ، و قد أطال ابن البيطار القول فيه ، و نقل عنه أقوال كل من جالينوس و ديسقوريدس و الرازي و ابن ماسويه و ابن سينا و بولس و يونيوس  و قسطس و كتاب التجربيين و أخيرا أقوال طبيب مجهول . و أنصح بالإطلاع على هذه المادة بكتاب الجامع بمكتبة موقع الوراق هذا ، لأن الفول هنا هو أول مفردة مهمة من مفردات الأغدية بكتاب الجامع ، كما أنها من أهم البقول التي اشتهرت بها بلاد مصر الحبيبة منذ أقدم العصورو إلى أيامنا هذه . و نبات الفول مشهور معروف عند الجميع ، تتكلم عنه و تعرف به مصادر كثيرة ، و نظرا لكثرة ما أورد ابن لبيطار عن هذا النبات ، أكتفي بذكر أسمائه العلمية والشائعة .

            علق لوكليرك ، بعد ترجمته لمادة هذه المفردة بالجامع بقوله ـ الأصل فرنسي و الترجمة لي ـ :" { باقلا } العرب هو kuamos ellénicos    ديسقوريدس و جالينس ، وهو Faba vulgaris عند المعاصرين . أما إسم العَلـَم اليوناني " يـونـيـوس " المذكور كثيرا من طرف إبن العوام فمن الراجح أنه يعني Columelle  . و أما " قسطس = Costhus " فهو مؤلف كتاب في الفلاحة ترجمه قسطا بن لوقا و ذكره d'Herbelot  تحت عنوان " كتاب الفلاحة لرومية " . و سبق أن ترجم إلى الفارسية . [ انظر حجي خليفة رقم 10377] . و نظن أنه وقع لـُبْـس ما بين " يونيوس " و " قسطس " . / انتهى تعليق لوكليرك .

            يقول د.أحمد عيسى :"Faba vulgaris Monch.   =  Vicia Faba  L. =  فول ـ باقلى ـ باقلاء ـ واحدته باقلاء على لفظ الجمع ـ باقلاة ـ باقلاءة ـ الجُـمَّـى ـ جـِـرْجـِـر ـ الباقلى الأخضر .

من فصيلة القرنيات Légumineuses ، من أسمائه الفرنسية  Féve ، و Féve des marais . و من أسمائه الإنجليزية Garden-bean ، و Bean "./هـ...

            و يعرفه الشهابي في معجمه الزراعي بقوله :" Fève = [Faba vulgaris  أو  Vicia Faba ] = فول ـ باقلى ـ باقلاء ـ جـَرجـَر ـ جُـمَّـى . نبات عشبي زراعي مشهور ، من الفصيلة القرنية ، و القبيلة الفراشية ، تؤكل قرونه الخضر مطبوخة و كذلك حبوبه "./هـ...

            و الجدير بالذكر هنا أن القبيلة الفراشية سابقا تعد الآن فصيلة نباتية مستقلة و كانت تسمى Papilionacées إلماعا إلى شكل أزهارنباتاتها ، ثم طبقت عليها القاعدة العلمية في تسمية الفصائل كما سبق شرحها ، واختير جنس الفول كأهم جنس فيها فسميت Fabacées بمعنى فوليات ، و هي التسمية المعتمدة حاليا في اصطلاح  التصنيف النباتي . و قد بدأ استعمال التسمية الجديدة في عهد الشهابي نفسه فقال في معجمه :" Papilionacées  : فصيلة أوقبيلة من الفصيلة القرنية "./هـ ... و سيأتي تفصيل هذا في التعريف بالقرنيات ـ إن شاء الله ـ .

 

*لحسن بنلفقيه
21 - أكتوبر - 2005
المفردة رقم 225 بجامع ابن البيطار : { باقلا نبطي } = Nymphaea nelumbo    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

 

قال ابن البيطار :" و أهل مصر تعرفه بـ[ الجامسـة } بالجيم و السين المهملة . و غلط من قال هو { الترمس = Lupin} . قال ديسقوريدس : { فاشرا قبطي ] هو ينبت كثيرا بمصر ... و يوجد بالمياه القائمة ... و له أصل أغلظ من أصل { القصب } يؤكل مطبوخا و نيأ ، و قد يؤكل هذا " الباقلا " طريا ، و إذا جف اسودّ . و هذا أصغر من الباقلا المعروف ، و قوته قابضة جيدة للمعدة . و دقيقه إذا شرب مع السويق وعمل منه حسو وافق من به إسهال مزمن و قرحة الأمعاء . و قشره أقوى فعلا إذا طبخ بالشراب المسمى { أنومالي } و سقي منه مقدار ثلاث " قواثوسات " [1] .../هـ . وقال ابن البيطار في كتابه " تفسير كتاب ديسقوريدس " ما نصه :" { فابش القبطي } : هو نبات ليس من نبات بلاد المغرب ، و إنما خـُصّت به ديار مصر، و خاصة بموضع منها يُعْرف بشرمساح . و يسمونه عامة أهل مصر { الجامسة } ـ بالجيم ـ ، و لم يذكره جالينوس فيما علمت ./هـ . و قال ابراهيم بن مراد ، محقق هذا الكتاب الأخير : { قابش القبطي = Kuamos Aiguptios } .

الهامش : [1] : ثلاثة كؤوس ، عن لوكليرك .

*لحسن بنلفقيه
21 - أكتوبر - 2005
كلمة لابد منها بالنسبة لكل مفردة بالجامع لإبن البيطار:    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

إن مفردات الجامع ، هي مواد غنية جدا بالوصفات الطبية لأشهر أطباء اليونان و العرب و الفرس و الهنود و غيرهم ، و هي وصفات لا يتردد أطباء العصر الحديث من ذكرها كمراجع و كتجارب ناجعة في صراع الإنسان في حفظه للصحة و العمل على استرجاعها متى ضعفت أو أصابها خلل . و لو حاولت ذكر هذه الوصفات لنفعها و قيمتها لأصبحت العملية مجرد نسخ لكتاب متنه على بعد نقرة أصبع بمكتبة الوراق . بيد أن الهدف من هذه المساهمات  المتواضعة هو تعريف الزوار ـ قدر المستطاع و بكل أمانة علمية ـ بأشخاص الأدوية النباتية و أسمائها العلمية الصحيحة عند أشهرالمحققين المهتمين بهذا العلم .

         و من الملفت للنظر و الباعث على التساؤل ، ما لاحظته من كثرة الكتب في التداوي بالأعشاب ، الجديدة و المتجددة ، المطروحة بالأسواق في هذه الأيام على رفوف المكتبات . رأيت منها وفيها العجب العجاب . جلها كتب قديمة اهتم ناشروها أساسا ببريق أغلفتها و بياض أوراقها و زركشة رسوماتها الخارجية و الداخلية ، و التفنن في وضع عناوينها . ووصفت جل هذه الكتب على أنها محققة ، و تم إسناد تحقيق أسماء مفرداتها ـ في الغالب ـ  إلى لغويين ، فيعَرّفُ الإسم الواحد بعدة أسماء أخرى عربية أو معربة ، كل اسم منها في حاجة إلى تعريف ، و يبقى شخص النبات مجهولا عند القارئ الغير المختص ،  بعد كل هذه التعاريف ..... وجدت كتاب المفردات من قانون ابن سينا ، و مفردات الجامع لإبن البيطار[ أسماء المفردات خاصة ] ، و التذكرة للأنطاكي ، و كشف الرموز للجزائري ، و الطب النبوي و عناوين أخرى كثيرة . و تصفحت الكثير منها فوجدتها كما سبق وصفها ، هي عبارة عن كتب محققة في حاجة إلى تحقيق .

         كما أن من المعروض على رفوف المكتبات عندنا في هذه الشهور كتاب نفيس في المادة ، أتمنى أن أطالعه لأستفيد منه ، لأني أسمع لمؤلفه عبر القوات الفضائية علما غزيرا و حكما صائبة ، و الكتاب معروض داخل حجاب شفاف لا يسمح بتصفحه قبل شرائه ، و بثمن مرتفع نسبيا . و إني لآسف لعدم قدرتي على شرائه وقتها ، و العزم معقود على اقتنائه رغما عن غلائه .

         خلاصة القول ان الهدف هنا هو تحقيق أسماء النبات الطبي لا عرض الوصفات . و ما الوصفات المعروضة أحيانا  سوى أمثلة و نمادج لا تغني المهتم بالعلاج عن الوقوف على المتن في الكتاب بمكتبة موقع الوراق هذا. و هذا ما أشرت إليه مرارا و تكرارا تنبيها للقارئ ، و تقية من أي مساس لقيمة الجامع من حيث هو كتاب نبات و طب ، لا كتاب نبات فحسب . و به وجب الإعلام و السلام .

 

*لحسن بنلفقيه
22 - أكتوبر - 2005
المفردة 226 بجامع ابن البيطار : { بــان } = Ben = Guilandina Moringa    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

 

يقول ابن البيطار :" قال أبو حنيفة : هو شجر يسمو و يطول في استواء مثل نبات { الأثل }. و ورقه هدب كهدب { الأثل }. و خشبه خوار و رخو خفيف ، و قضبانه سمجة خضر ، و هدبه ينب في القصب ، و هو طويل أخضر شديد الخضرة  و ثمرته تشبه قرون { اللوبياء } إلا أن خضرتها شديدة ، و فيها حبه ، و إذا انتهى  انفتق و انتثر ، حبه أبيض أغبر مثل { الفستق } و منه يستخرج { دهن البان } ، و يقال لثمره { الشوع } ، و هو مربع ، و يكثر على الجدب . و إذا أرادوا طبخه رُضَّ على الصلاية و غربل حتى ينعزل قشره ، ثم يطحن و يعتصر ، و هو كثير الدهن جدا . و قال ديسقوريدس : { حب البان } هو ثمر شجرة شبية بـ{ الطرفاء } ، و هذه الثمرة تشبه { البندق } ، و قد يعتصر ما بداخلها مثل ما يعتصر { اللوز } فتخرج منه رطوبة تستعمل في الطيوب المرتفعة مكان الدهن . و قد تنبت هذه الشجرة ببلاد الحبش و مصر و بلاد المغرب و بالموضع من فلسطين المسمى بطيرا . و أجود هذا الثمر ما ان حديثا ممتلئا أبيض سهل التقشير" ../هـ...

 هذا نص ما قيل في وصف ومنابت هذه الشجرة . أما عن الخصائص و الإسعمالات الطبية فهذه مقتطفات من أقوال الأطباء في هذه المادة . فمما قاله جلينوس : هذا دواء يجلب إلينا من بلاد العرب [1] . والعطارون يستعملون عصارة لبنه و جوفه ... ينفع من الكلف و البرش و النمش الكائن في الوجه ، و من الجرب و الحكة و العلة التي يتقشر منها الجلد . و يلطف صلابة الكبد و الطحال . و إن شرب إنسان من عصارته وزن مثقال بالعسل و الماء وحده كان دواء يهيج القيء كثيرا و يسهل  من أسفل أيضا إسهالا كثيرا ... و متى استعملناه و نحن نريد تنقية بعض الأحشاء و خاصة الكبد و الطحال سقيناه مع خل و ماء . و إذا استعملناه من خارج خلطناه بخل ، فإنه إذا صار مع الخل كان أكثر لجلائه حتى يجلو الجرب و العلة التي يتقشر معها الجلد ، و يجلو أيضا أكثر من جلائه هذا الكلف و البهق و السعفة و البرش و النمش و البثور المتقرحة ، و جميع الأدواء المتولدة عن الأخلاط الغليظة ، و يقلع آثار القروح . فأما القشر الخارج من حب البان فقبضه أكثر جدا "../هـ..

         و قد أورد ابن البيطار بالإضافة إلى ما ذكر أعلاه استعمالات كثيرة لديسقوريدس و الرازي و بديغورس و ابن سينا ...

         و يعلق لوكليرك على ترجمته لهذه المادة بقوله ـ الأصل فرنسي و الترجمة لي ـ :" تنتمي الشجرة المنتجة للبان إلى الفصيلة القرنية [ Légumineuses]  ، و قد صنفت تباعا في الأجناس التالية : Guilandina ،  و Moringa ، و Hyperanthera . و تسمى هذه الثمرة عند ديسقوريدس باسم : balanos murepsiké ، و هذا ما يوافق العبارة اللاتينية  glans unguentaria . كما كان جالينوس يستعمل عبارة مشابهة هي myrobalanon ، و هي عبارة أطلقت على أدوية مختلفة  تحتفظ بهذه التسمية ، فتسبب هذا في ملابسات كثيرة .

         و نجد عن { البان } ـ يقول لوكليرك ـ ملحوظة غريبة عند M. Garcin de Tassy  في ترجمته للكتاب المعروف باسم " الطيور و الأزهار " ، مفادها أن إسم" البان " يطلق على شجرتين مختلفتين هما :1 ـ Guilandina Moringa  و هو موضوع حديثنا هنا . 2 ـ شجرة { الخلاف } و هي نفسها المعروفة باسم Salix aegyptiaca L.   ، ذات الأغصان اللينة الطويلة الملهمة لأوصاف الشعراء . "  من الممكن أن سبب اختلاف تسمية البان ، يقول M.Garcin de Tassy ، بإطلاق اسمه على شجرتين مختلفتين ، هو استعمال زيت البان في تتبيث العطور في دهن البان ". و كيفما كان الحال فإننا نقرأ لِـForskal  [ ص 170] ، بمادة Salix aegyptiaca : بان . " E floribus masculis destillatur aqua in Aegypto usitatissima nomine Mouya khalef " ./ انتهى تعليق لوكليرك .

         و يعرف المعجم العربي " لاروس" ،[ تأليف د. خليل الجر ، و بمساهمة محمد خليل الباشا و هاني أبو مصلح و مراجعة محمد الشايب ] ، شجرة { البان } بما نصه :" جنس شجر من فصيلة البانيات ، ينمو و يطول في استواء مثل { الأثل } ، ليِّـن القوام يشبَّـه به القد الرشيق . و ورقه كورق { الصفصاف } و خشبه غير ذي صلابة ، له ثمر كقرون اللوبياء يؤخذ من حبِّـه دهن طيب الرائحة ، الواحدة " بانة " ، و من أسمائه { اليسر } ،و { اليسار } ، و { الشوع } ، و { السياع } "./ـ

         و يعرف الشهابي هذه الشجرة بما نصه :" { يسر } ـ { بان } ـ  { شوع } : نبات يستخرج منه الدهن المسمى " عطر منشم "  = Ben oléifère = Moringa pterygosperma  . و تطلق البان على نوع آخر . انظر Moringa ".  و يعرف الشهابي نفسه { البان } على انه Moringa aptera ، إسمه الفرنسي  Ben blanc  ، ويقول فيه :" الفرنسية من العربية . شجر البان من الفصيلة البانية ، سماه أحمد ندى  " شجر اليسار " ./هـ .و يعرف الشهابي فصيلة البانيات بقوله :" Moringacées = بانيات : فصيلة شجر البان ، و ليس فيها غير هذا الجنس ، و يجعلها بعضهم قبيلة من القرنيات ، و يجعلها آخرون من الكبريات ".

          و نجد في  كتاب "الفرائد الدرية " عربي ـ فرنسي ، للأب بيلو اليسوعي ، المطبعة الكاثوليكية بيروت ، الطبعة 17  ، ما نصه :

بان و بانة = Arbre qui donne la noix muscade . Saule d'Egypte ../ انتهى تعريف الفرائد الدرية لشجرة البان و فيه نظر ، لأنه بكل بساطة تعريف غير صحيح . ذلك أن هذا التعريف يقول بأن شجرة البان هي الشجرة التي تنتج { جوزة الطيب = Noix de muscade } ، و هذا غير صحيح لأن الشجرة التي تنتج جوزة الطيب هي { شجرة جوز الطيب = Myristica fragrans } من فصيلة جوز الطيب = Myristicacées  . و اما شجرة البان ، فتنتج كما قال الشهابي " عطر منشم " ، و شتان ما بين المنتوجين . ذاك ثمرة صلبة مشهورة تباع عند العطارين في كل البلاد العربية  . و أما " عطر منشم " فهو شبه مجهول عندنا لو لم تـُعَـرّفـْنـا به القصص العربية الخالدة  بصوت الشاعر محمد أحمد السويدي راعي  موقع الوراق هذا .

         و تعريف الفرائد الدرية ، و هو القاموس اللغوي العربي ـ الفرنسي ، و من المراجع المعتمدة عند كثير من " اللغويين " الذين يتعاطون لحرفة تحقيق كتب التداوي بالأعشاب ، نظرا لرواجها في سوق الكتاب ، لخير دليل على ما أشرت إليه في المقالة الأخيرة لي في هذا المجلس ، في موضوع الكتب المحققة التي تحتاج إلى تحقيق . و الأمثلة كثيرة في هذا الباب .

الهامش : [1] يكتب في النسخ المتداولة من الجامع ، و منها نسخة الوراق ، على شكل :" بلاد الغرب " ، بالغين المنقوطة . و التصحيح عن لوكليرك الذي ترجمها إلى pays arabe .

 

*لحسن بنلفقيه
23 - أكتوبر - 2005
المفردة 227 بجامع ابن البيطار : { بادنجان } = Solanum melongena= Aubergine    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

 

قال ابن البيطار :" { باذنجان } اسم فارسي معرب ، يسمى بالعربية { الأنب } و { المغد } و { الوغد }"./هـ...

 و لإبن البيطار كلام كثير في هذه المفردة ، و هذه بعض الإشارات إلى ما جاء فيها . فمما قاله الرازي في كتابه " دفع مضار الأغذية " أن { الباذنجان } جيد للمعدة التي تقيء الطعام ، رديء للرأس و العين ، يولد دما أسود يسير المقدار ، و يتولد عنه كثير القوابي و البواسير و الرمد و الأمراض السوداوية ، و يفتح سدد الكبد و الطحال ... و مما قاله ابن ماسويه : و الأحمد في اتخاذه أن يقشر و يشق و يحشى ملحا و يترك وقتا طويلا في الماء البارد ثم يصب ذلك الماء عنه ثم يعاود و يجدد مرارا كذلك ثم يسلق و يطبخ مع لحم الحملان و الجداء و الدجاج ....و مما قاله ابن سينا : العتيق منه رديء و الحديث أسلم ... يولد السدد و السوداء و يفسد اللون و يسود البشرة و يصفر اللون . و ما كان من الباذنجان صغيرا فكله قشر يؤكل و يورث الكلف و يولد السرطانات و الصلابات و الجذام و الصداع و السدر ويبثر الفم و يولد سدد الكبد و الطحال إلا المطبوخ منه بالخل ، فإنه ربما فتح سدد الكبد والطحال ، و يولد البواسير ، لكن سحيق أقماعه المجففة في الظل طلاء نافع للبواسير . و ليس للباذنجان نسبة إلى عقل أو إطلاق ، لكنه إذا طبخ بالدهن أطلق و في الخل عَـقـَلَ [ البطن] "/... و في المادة الكثير الكثير من وصفات التحضير و الإستعمالات لإزالة التآليل ، و علاج وجع الآذان و شقاق الكعبين و بين الأصابع ... و مما جاء فيها أيضا للشريف الإدريسي : " و أقماع الباذنجان إذا خلطت مع مثله من لب اللوز المر و دُقـّا و عُجِـنا بدهن {بنفسج } و طليت بها البواسير أبرأت منها ، مجرب . و أقماعه المجففة في الظل إذا سحقت و طلي بها على البواسير بعد أن يدهن بدهن مسخن نفع منها نفعا بينا . فإن أراد مريد أن يتخذه لطبخه لطول السنة ، فليأخذ منه صغيره ، و يثقب في كل واحدة ثقبين في العرض ، و يسلق الكل في الماء و الملح ، و يُـتْرَك في الماء الذي قد طُبِخَ فيه ، فإنه يبقى كذلك السنة كلها "./ انتهى ما نقل عن ابن البيطار .

            و يعلق لوكليرك على ترجمته لمادة هذه المفردة بقوله ـ الأصل فرنسي و الترجمة لي ـ  :"  إن Solanum melongena ، المسمى أيضا S. aesculentum ، هو المعروف باسم l'aubergine  في اللغة الفرنسية . و يسمى أيضا في العربية بـ{ البادنجال } [ باللام في آخره]. و منه  اشتق الإسبانيون اسم berengena أوalberengena  . و يقول الكاطاليون albarginiera . و اعتبر M.Clément Muller  في ترجمته لإبن العوام ،[ II ـ 236 ] ، أن الباذنجان هو Strychnos edÔdimos عند ديسقوريدس ، و هذا خطأ منه . أولا لأن الكُتاب العرب لا يذكرون و لا ينقلون عن اليوننيين في مادة الباذنجان ، و يعتبرون Strychnos ديسقوريدس من { عنب الثعلب = Morelle  } . و نجد في الترجمة العربية لكتاب ديسقوريدس :" { سطرخنن البستاني ، و هو عنب الثعلب } " . و ذهب Fraas إلى أن Strychnos      képaios عند ديسقوريدس هو Solanum nigrum . و نقرأ عند  Mérat و Delens ، بالسبة لعنب الثعلب :" تعتبر من النباتات المأكولة منذ أقدم العصور ، و قد أشار ديسقوريدس إلى هذا الإستعمال ، ونجده عند [ les créoles] في [ l'Ile de France] و في جامايكا و في [ Saint Domingue] منذ أقدم عصور ما قبل التأريخ  ، و كانوا يأكلونه بكثرة تحت إسم brèdes كما يؤكل { السبانخ = Epinard } ، بل و يفضلونه عنه . كما يمكن معارضة مقولة :Mullet  M. Cl. بما قاله M. Decandolle في كتابه " جغرافية النبات = Géographie botanique " :" أدخلت إلى أوروبا من قبل الرومانيين "./ انتهت ترجمة تعليق لوكليرك .

 

            ويعرف د.أحمد عيسى هذه المفردة بقوله : أنـْب ـ مَـغـْد ـ باذنجان ـ كاكم ـ كهكم ـ كهبرك [ فارسية ] ـ من فصيلة الباذنجانيات Solanacées . من أسمائه المرادفة Sol. Esculentum Dun. . و من أسمائه الفرنسية Aubergine  ، و Mélongène . و من أسمائه الإنجليزية Brinjal ، وEgg-plant  ، و Aubergine .

*لحسن بنلفقيه
24 - أكتوبر - 2005
المفردة 228 بجامع ابن البيطار : { باخـروجي } [1] = Légumineuse ?    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

            قال ابن البيطار في جامعه :" عن كتاب الفلاحة : هي شجرة ترتفع مقدار ثلاثة أذرع في الأرض اليابسة الصلبة ، ورقها كورق { الكاكنج } ، و توَرِّدُ وردا أحمر خفيف الحمرة ، و إذا سقط عقد حبا في قدر الحمص و أصغر ، أسود لينا ، ..." /هـ ... و ذكر لها من الإستعمالات من الخارج ، قلع الثآليل و السلع ، و يوصي بعدم الإكثار من أكل ثمرها لأنه يغثي و يقيء و يضر بقبضه الرئة .

... انتهى ما نقل عن الجامع . و يبقى شخص هذا النبات مجهولا حتى الآن . و قد علق لوكلير على ترجمته لمادة هذه المفردة بقوله  ـ الأصل فرنسي و الترجمة لي ـ :" صرح " مايير Meyer " في كتابه " تاريخ علم النبات Histoire de la botanique " بان هذا النبات هو من ضمن ما نجده مذكورا بـ"كتاب الفلاحة النبطية " ، و وصفه بأنه نبات فراشي papilionacée . كما نجد عند Meninski  وصفا مختصرا أصله مشارك و مشابه لنفس الوصف المذكورأعلاه ". انتهى تعليق لوكليرك . و لم أعثر على تعريف لهذا النبات في مراجعي .

..........الهامش : [1] تكتب على شكل { باجروجي } في النسخ المتداولة من الجامع . و التصحيح عن لوكليرك .

..........................................
*لحسن بنلفقيه
1 - نوفمبر - 2005
المفردة 229 بجامع ابن البيطار : { بامية } = Hibiscus esculentus *    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

نقل ابن البيطار عن أستاذه أبي العباس النباتي وصفا بديعا لهذه النبتة هذا نصه :" قال أبو النباس النباتي : هي بمصر ثمرة سوداء صلبة ، على قدر { الكرسنة = Orobe } ، طعمها حلو ، و فيها يسير لزوجة . تحويها أوعية مخمسة الشكل ، كأنها متوسطة من أوعية النوع من { السوسن = Lis } المسمى عندنا بالأندلس { الأشبطانة } ، إلا أن أطرافها دقاق يعلوها زغب يشبه زغب { لسان الثور = Buglosse } ، و كذا شجرتها كلها . و هي على هيئة شجرة { الخطمي = Guimauve } في طولها و تشعب أغصانها و هيئتها في اللحاء التي على الأغصان ، إلا أن في هذه الشجرة حمرة تعلوها . ورقها مثل ورق { الدلاع  = Pastèque } في أول نباثه ، ثلاثة ثلاثة في كل عِـذق [= pousse ] . و لها زهرة مثل زهرة شجرة { أبي مالك الكبير } في الشكل و القدر، و في لون  زهر { سيكران الحوت = Cocculus } من خارجها و داخلها . و أهل مصر يأكلونها مع اللحم ، أعني هذه الثمرة بغلفه إذا كانت ناعمة ، فإذا عست [1] ، فرطت [2] و طبخت ...."/هـ . تم ما نقل عن ابن البيطار ... عرف د.أحمد عيسى هذا النبات بقوله : بامية ـ ويـكة [ السودان ] Hibiscus esculentus L.  ، من فصيلة الخبازيات Malvacées . من أسمائه المرادفة Abelmoschus esculentus L. . من أسمائه الفرنسية Gombo ، و Bamie okra . و من أسمائه الإنجليزية Gombo okra ./هـ....

            ... الهامش : * = تعرف ثمار ه الخضراء الطرية المخمسة الشكل و المحتوية على البزر، باسم { الملوخية } بمراكش ، و هي من ألذ الخضر المحببة عند المراكشيين في فصل الصيف ، و تحضر بلحم الضأن ، و لا تؤكل في مناطق أخرى من المغرب . [1] عسا  ــُ  عَـساءً و عُـسُـوّ اً النباتُ و غيرُه : غـَلـُـظَ و صَـلـُـبَ . من " المعجم العربي الحديث لاروس " . [2] بمعنى قـُطِّعـَت ، عن لوكليرك .

*لحسن بنلفقيه
4 - نوفمبر - 2005
المفردة 230 بجامع ابن البيطار : { بـادزهـر } = Bézoard *    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

قال ابن البيطار :" قال بعض أطيائنا : { البادزهر } يقال على معنيين :

ـ يقال على كل شيء ينفع من شيء آخر ، و يقاوم قوته و يدفع ضرره لخاصية فيه ،

ـ و يقال على حجر معلوم ، ذي عين قائمة ، ينفع بجملة جوهره من السموم الحارة و الباردة ، إذا شُـرِبَ و إذا عُـلِـّـق .

قال " أرسوطاليس " : ألوان { حجر البادزهر } كثيرة ، فمنه الأصفر  و  الأغبر و المنكت و المشرب بخضرة و المشرب ببياض . و أجوده الأصفر ثم الأغبر و ما أوتي به من خراسان ، و هناك يسمى بــ{ البادزهر } و تفسيره " حجر السم " ، و معادنه بلاد الصين و بلاد الهند و بالمشرق . و له في شبهه أحجار كثيرة ، ليست لها خصوصيته ولا تدانيه في شيء من فعله ، من ذلك " القبوري "[1]، و " المرمري " ، و حجر لا يخطئ منه شيئا ، و قد يغالط به كثيرا . و هو نفيس شريف لين المجسة لينا غير مفرط ، و حرارته غير مفرطة ، دقيق المذاهب ، خاصته النفع من السموم الحيوانية و النباتية و من عض الهوام و لدغها و نهشها ، إذا شرب منه مسحوقا و منخولا وزن اثنتي عشرة شعيرة خلص من الموت و أخرج السم بالعرق و الوسخ ، و إن تقلد منه إنسان أو تختم به ثم وضع ذلك الخاتم في فم شاربِ السم و مصّـه نفعه . و إن وُضِع ذلك الخاتم على موضع لدغ العقرب و الهوام  الطيارات ذوات السموم مثل الدراريح [2] ، و الزنابير[3] ، نفع منها نفعا بليغا بيِّـنا . و إن سحق و نثر على موضع لسع الهوام الأرضية حين تلسع أو تنهش ، اجتذب السم بالرشح . و إن عفن الموضع قبل أن يتدارك بالدواء ثم نثر عليه من هذا الحجر و هو مسحوق أبرأه . و إن وضع هذا الحجر على حمة العقرب بطل لسعها . و إن سحق منه وزن شعيرتين و ديف بالماء و صب على أفواه الأفاعي و الحيات خنقها و ماتت . قال الرازي : { البادزهر } حجر أصفر رخو لا طعم له ، ينفع من السموم . و قد رأيت منه مقاومة عجيبة لدفع ضرر { البيش }[4] . و كان هذا الحجر قد رأيته إلى الصفرة و البياض ، و كان مع ذلك رخوا متشظيا كتشظي " الشب اليماني " . و إني رأيت من هذا الحجر في قوته و مقاومته للــ{ بيش } [4] ما لم أر مثله من الأدوية المفردة و لا الترياقات المركبة أصلا ... و قال عطارد بن محمد الحاسب : { حجر البادزهر } إذا وُضِعَ قبالة الشمس عرق و سال منه الماء ، و هو نافع من تلهب الحمى الشديدة و الرمد إذا متص عرقه ... و قال ابن جميع : و الحيواني منه ، و هو الموجود في قلوب " الأيايل [5] أفضل من جميع هذه الأوصاف حتى أنه إذا حك بالماء على مِـسَـن ، و سقي منه كل يوم وزن نصف دانق للصحيح ، عى سبيل الإستعداد و التقدم بالحوطة ، يقاوم السموم القتالة و حَـصّـنَ من مضارها ، و لم يخش منها غائلة و لا أثارة و خـَلـْطٍ خام كما يخشى من " المثروديطوس [6] ، و لا يضر المحرورين و لا المنحفين ، و يفعل ذلك لخاصية جوهره "./هـ انتهى ما نقل من الجامع ...

            و علق لوكليرك على ترجمته لهذه المادة بقوله ـ الأصل فرنسي و الترجمة لي ـ :" بعد المدخل لإبن البيطار ، كما هو ظاهر ، نجد هنا استشهادً يرد منسوبا إلى " أرسطو " في المخطوطات ، كما نجده مختصرا عند " القزويني " [éd.W?stenftld, I,231]  بفقرة " أرسطو" مع ذكر الصين و الهند و خراسان كبلدان مصدرة . كما أن في هذه الفقرة أسماء جغرافية و اسم فارسي تجعلنا نستبعد هذه المقالة لأرسطو .أضِفْ إلى ذلك أن اسم " بادزهر " لا يعني  " حجر السم " ، بل معناه هو " دافع للسم " . و يرى " البيروني " أن " البادزهر الحيواني " لايوجد إلا في كبد " الوعـل "[7] ./هـ انتهى تعليق لوكليرك .

.........الهامش : * Bézoard :  [ لفظة عربية من أصل فارسي ]، هو تكثف وتصلب حجري يتكون في معدة بعض الحيوانات ، ينسب إليه قديما خاصية مقاومة السموم [ ـ عن معجم لاروس الفرنسي 1948، و ترجمة التعريف لي ـ ] [1] : يكتب في النسخ المتداولة على شكل " البنوري " ، و التصحيح عن لوكليرك . [2] : = Cantharides . [3] : = Guêpes . [4] = يكتب على شكل " اليبس " في لنسخ المتداولة ، و منها نسخة مكتبة الوراق ، و هو تحريف ، و التصحيح عن لوكليرك . و { البيش } = Napel ، نبات سام قاتل اسمه العمي هو Aconitum napellus، عن د. احمد عيسى . [5] = Cerfs . [6] كتب على شكل :" المثروديطرش" و التصحيح عن لوكليرك . [6] = Mithridate  ، عن لوكليرك . و جاء بقاموس المنهل : Mithridatisme  أوMithridatisation = مَـثـْرَدَة : مناعة سمية ، مناعة تكتسب بأخذ جرعات من السم متزايدة تدريجيا . و الفعل متعلق بالملك " مثريدات ".[7] =  Foie de chamois .

............................................
*لحسن بنلفقيه
4 - نوفمبر - 2005
المفردة 231 بجامع ابن البيطار = { بطاسيطس } = Tussilago Petasites *    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

 

            ذكر ابن البيطار في هذه المادة أقوال كل من " ديسقوريدس " و جالينوس " . أما عن " ديسقوريدس " فقد أورد له وصف هذا النبات ، و مما جاء في وصفه :" و عليه ورقة كبيرة شبيهة بـ" باطاطس" [1] موضوعة في أعلى القضيب كأنها " فـطـرة " [2] .../هـ . و نقل لهما من الإستعمالات : تضميض القروح الخبيثة و المتآكلة و الجراح ./هـ ... و يعرف د.أحمد عيسى هذا النبات بقوله :Tussilago petasites L. هو Petasites officinalis Monch.   = باطاسيطس ـ حشيشة القرعان [ الشام ] ـ سُـنـُج [ فارسية ] . من فصيلة المركبات Composées . من أسمائه المرادفة Petasites vulgaris Desf. ، و Tussilago petasites L.  ، و Petasites . من أسمائه الفرنسية Herbe aux teigneux  ، و  Petasite . و من أسمائه الإنجليزية Butter-bur .

....... الهامش :* = يكتب في النسخ المتداولة من كتاب الجامع على شكل " باطاطيس " و هوتحريف ، و التصحيح عن لوكليرك .[1] = تكتب محرفة في النسخ المتداولة من كتاب الجامع على شكل " باطالس " ، و التصحيح عن لوكليرك . [2] = Champignon . تكتب محرفة على شكل " قطرة " بالقاف بدل الفاء ، و التصحيح عن لوكليرك .

 

*لحسن بنلفقيه
4 - نوفمبر - 2005

 
   أضف تعليقك
 26  27  28  29  30