مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : يوميات دير العاقول    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 معتصم 
20 - مايو - 2007
يوميات دير العاقول هو عنوان لكتاب جديد يعيد الشاعر محمد السويدي عبره تركيب عصر الشاعر الكبير أبو الطيب المتنبي, من خلال نص خاص يستند في مرجعيته إلى كل ما توافرت عليه المكتبة العربية , و جهود بحثية للمؤلف على مدى العشرين عاماً الماضية , و سيكون العمل موسوعة كاملة عن القرن الرابع للهجرة , معتمدةً على سيرة المتنبي كإنسان أكثر من كونه شاعراً , و سيكون الراوي لأحداث زمانه .
و المؤلف يضع هذا العمل في أيدي رواد مجالس الوراق مؤكداً على أهمية آرائهم في إغناء هذا العمل و تطويره .

 1  2  3 

*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
من أيام السويدى المجبولة بعبير المتنبى (4)    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم
 
                     ثانياً: رحلة السندباد
 
 
لن يعرف السكون
وستلّوحه الأسفار
سيبّدل المنازل والرفاق
إستبداله الفصول
النجوم توميّ إليه واعدة
بجنة لم تقع عليها عين
وبحر لم يرتده زورق

                           حديث عرّافة
 
البطل التراجيدى يطل علينا من بين سبعة أسطر  مغرقة فى استنطاق الغيب ،هذا الذاهب إلى نهايته المحتومة والمفروضة عليه ولافكاك منها0
لن يعرف السكون !!!
ماأقسى شقاء النفس  ألا تجد راحة وسكينة وطمأنينة ??
ما أشقى هذه الروح القلقة عبر توالى العمر ??
ما أرزح العبء على نفس 00ما تبتغيه فى كل بلدة جلّ أن يُسمى!!
السويدى ، بكلمات محسوبة ومعدودة يرسم مصير بطله الأسطورى  000000
ألا تذكرنا سطور السويدى بإينيادة  فرجليوس  وبطلها إينياس ??
 
لن يعرف السكون 0
 قطع وجزم وحسم وقضاء لامفر منه0
 
وستلوحه الأسفار000
هذا السندباد التراثى  الذى ابتدعه السويدى ،عابراً ومستلهماً قصة السندباد البحرى  التى شغفنا بها صغارا وكبارا 0
إنه يصنع من حياة المتنبى سندبادا يطوف بالآفاق ويواجه المخاطر ويسيح فى البلاد 0
 
من الحقائق الثابتة هذا العمل الفذ (ألف ليلة وليلة ) والتى تصدت لطبعه وفى تسعينيات القرن الماضى هيئة قصور الثقافة المصرية وطبعته فى طبعة شعبية بجنيهات معدودة ،إثر قيام العسس الرقابى بمصادرتها_ فى طبعات أخرى_ لاحتوائها على ألفاظ خارجة !!!!
وهكذا نُبتلى فى كل صباح بضيق الأفق وضحالة المعرفة وسفالة اللسان ورقاعة الكلمة 0
 
وستلوحه الأسفار
سيبدل المنازل والرفاق
استبداله الفصول
 
السندباد البحرى كما ترويه ألف ليلة وليلة يعانى من الأهوال والأخطار  الكثير والكثير ، ويتغلب عليها بما يتمتع به من مواهب وقدرات خارقة ،ويهزم كل العراقيل التى تصادفه أو تحد من انطلاق هدفه ،ويعود فى نهاية رحلته الشاقة والصعبة والمريرة ،محملا بالكنوز والمعارف إلى موطنه  غامراً الجميع بأطايب المعارف وأثمن الأموال0لكن سندباد السويدى  يستبدل المنازل  وأيضا الرفاق  كالفصول الأربعة التى تجتاح دنيانا وحياتنا ،لايستقر على حال ،متقلب ،متمرد مأزوم 0
الحلم السويدى الغارق فى ملحمة المتنبى ،لم يكتف بأهل الأرض إشادة ببطله الملحمى ،بل كانت النجوم تومى إليه واعدة ، بجنة لم تقع عليه عين ، وبحر لم يرتده زورق 0
 
جنة  000 لم تقع عليها عين 00
ألا يأخذنا السويدى إلى ما  لاعين رأت ولا أذن سمعت ولاخطر على قلب بشر 00
ألا يأخذنا السويدى ببطله الأسطورى إلى بحار لم يرتدها زورق 00
أليس السويدى يصنع من حياة المتنبى أسطورة ??
       ويالها من أسطورة !!!
*عبدالرؤوف النويهى
11 - يونيو - 2007
هامش اليوميات    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
شهدنا ليلة أمس مساء آخر من أمسيات السويدي ويوميات دير العاقول، وكان الجديد هذه المرة حافلا بالمفاجآت، ليس فقط على صعيد اليوميات الجديدة التي يعيد فيها السويدي رسم شخصية المتنبي كما يتصورها، وإنما كان الجديد الأهم (هامش اليوميات) وهو ما سيظهر لاحقا في هامش كل يومية، يوثق فيها السويدي لليومية، مبينا مراجعها ومصادرها، وملقيا الضوء على ما يعتبره حقا له مشروعا في التصرف بإضافة بعض اليوميات من خياله الخاص كيومية العرافة التي أثارت اهتمام النويهي، فهذه اليومية التي بحث لها السويدي عن موطئ قدم في اليوميات هي ضرب من الخيال ليس إلا، ولكنه خيال يتصل باهتمام السويدي المطول بعلم الفلك والأبراج، ولأنني لست في هذا الفن في العير ولا في النفير، لم أفهم ماذا يعني أن يكون المتنبي من مواليد برج الجوزاء، وسواء كانت هذه هي الحقيقة أم لا، فكذلك تصوره السويدي، وهو ينحت هذا النصب الضخم الذي يمثل المتنبي جسدا وروحا، بغضون وجهه وعروق يديه وضفائر شعره وبريق عينيه، وسترى فيه الناس تمثالا، وسيرى فيه السويدي نهر الحياة التي عاشها هو. وسيرى فيه كل واحد منا خيال العذابات التي تعتصر فؤاده، ويحسها ويلمسها في شعر المتنبي والطبقة العالية من شعراء العرب، أو كما يقول السويدي فإن التاريخ منذ أكثر من ألف عام يغربل في شعراء العرب ويبقى المتنبي عصيا على الغربال مع نخبة من شعراء المعلقات وشعراء العصر العباسي، لم تنجب العرب بعد من يبذهم ويحتل مكانتهم في قلوب عشاق الشعر ومتذوقيه (السمّيعة)
 
.... أكتب هذه الكلمات وفي سمعي صدى ما حكاه لنا السويدي من هوامش سفر الخروج، وهو يحكي فيه قصة خروج المتنبي من مصر التي أودعها المقصورة التي يقول فيها:
وَلَـكِـنَّـهُـنَّ  حِـبالُ iiالحَياةِ وَكَـيـدُ  الـعُداةِ وَمَيطُ iiالأَذى
ضَرَبتُ بِها التيهَ ضَربَ القِمارِ إِمّــا  لِــهَـذا وَإِمّـا لِـذا
وأنا أتشوف لرؤية هذا الهامش منشورا على الوراق ليقرأ الناس المتنبي بقلم عربي صميم عاش البادية كما عاشها المتنبي، وعرف تقاليد الرحلة في مضارب البدو، وهو ينقل في هذا الهامش عن أبي العلاء تسمية شيوخ العرب الذين نزل عليهم المتنبي في رحلته، وكانوا على علم بخروجه من مصر ليلة العيد، وكل منهم على علم باليوم الذي يصل فيه المتنبي إلى مضاربه، وانظر في ذلك ما حكاه أبو العلاء في تفسير هذه الأبيات من المقصورة:
فَـمَـرَّت  بِنَخلٍ وَفي رَكبِها عَـنِ  الـعالَمينَ وَعَنهُ غِنى
وَأَمـسَـت  تُخَيِّرُنا iiبِالنِقابِ وادي  الـمِياهِ وَوادي iiالقُرى
وَقُـلنا لَها أَينَ أَرضُ العِراقِ فَـقـالَت  وَنَحنُ بِتُربانَ iiها
وَهَبَّت بِحِسمى هُبوبَ الدَبورِ مُـسـتَـقبِلاتٍ مَهَبَّ iiالصَبا
رَوامـي الكِفافِ وَكِبدِ الوِهادِ وَجـارِ  البُوَيرَةِ وادِ iiالغَضى
وَجابَت بُسَيطَةَ جَوبَ iiالرِداءِ بَـيـنَ  الـنَعامِ وَبَينَ iiالمَها
إِلى عُقدَةِ الجَوفِ حَتّى iiشَفَت بِماءِ الجُراوِيِّ بَعضَ iiالصَدى
وَلاحَ  لَـها صَوَرٌ iiوَالصَباحَ وَلاحَ الـشَغورُ لَها وَالضُحى
وَمَـسّـى  الجُمَيعِيَّ iiدِئداؤُها وَغـادى الأَضـارِعَ ثُمَّ الدَنا
فَـيـا  لَكَ لَيلاً عَلى iiأَعكُشٍ أَحَـمَّ  الـبِلادِ خَفِيَّ iiالصُوى
وَرَدنـا الـرُهَيمَةَ في iiجَوزِهِ وَبـاقـيـهِ أَكثَرُ مِمّا iiمَضى
فَـلَـمّا  أَنَخنا رَكَزنا الرِماحَ فَـوقَ  مَـكـارِمِـنا iiوَالعُلا
وَبِـتـنـا  نُـقَـبِّلُ iiأَسيافَنا وَنَـمـسَحُها  مِن دِماءِ iiالعِدا
لِـتَـعلَمَ مِصرُ وَمَن بِالعِراقِ وَمَـن  بِالعَواصِمِ أَنّي iiالفَتى
وَأَنّـي  وَفَـيتُ وَأَنّي iiأَبَيتُ وَأَنّـي  عَتَوتُ عَلى مَن iiعَتا
كان حديث السويدي في هامش هذه اليومية حديث الباحث المتمكن الضليع، فتساءلت كم هي المدة التي قضاها في إعداد هذا الهامش، وهل ستحظى بقية اليوميات بنفس هذا القدر من الدقة والتوثيق. وبينما أنا أتساءل إذا بالسويدي يفتح هامش دير العاقول، ويتناول بالنقد المرير حكاية مقتل المتنبي في النعمانية، ويقترح رواية أخرى،، متشابكة الفصول مرتبطة بالظروف السياسية و القوى الإقليمية و النزاعات الطائفية التي أحاطت بعصر المتنبي، ليس من حقي أن أميط اللثام عن رواية السويدي الآن قبل صدور هامش اليوميات فترقبوا هذه السويدية الجديدة
 
*زهير
10 - يونيو - 2007
من أيام السويدى المجبولة بعبير المتنبى (3)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
(هو ذا بضعة من عطارد
على الجبين وضع قبلته
وفي القدمين الصغيرتين غرس
جناحين
فإن رمت اللحاق به لربّما
أفلت كالهواء في الهواء)
                    حديث عرّافة   

ستة أسطر ،مقدمة واستهلال لبطل أسطورى  خيالى هو بضعة من (عطارد) الإسم العربى للإله  الإغريقى  ميركوريو س  بن جوبيتر من الإلهة مايا  وهو رسول الآلهة وخاصة جوبيتر  إلى بنى  البشر 0
ومن أبيات الإنيادة لفرجيليوس ،الكتاب الرابع ص210 االسطر 238ومابعده
  (بعد كل الحديث 0000،إستعد ميركوريوس لتنفيذ مشيئة والده العظيم 0
بدأ أولاً بأن ربط فى قدميْه خُفيّه الذهبيين ،اللذين يحملانه بجناحيْهما إلى الفضاء الأعلى ،كالرياح السريعة ،فوق البحر والبر على السواء 000)0
 
يراجع الإنيادة  ،الجزء الأول  ،طبعة الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر ،القاهرة 1971،ترجمة كمال ممدوح حمدى وآخرين وتقديم الدكتور /عبد المعطى شعراوى ،دراسات إغريقية ولاتينية ، كانت مخصصة لنشر ترجمات كاملة لأعمال الكتاب الإغريق واللاتين  وصدر منها فقط الإنيادة كاملة فى جزئين ، وتوقفت نهائيا 0
 
ولكن(( حديث عرافة السويدى))))  لن ينتهى  ،فلابد من الإستفاضة والتوضيح ،سيما وأن حديث العرافة يفك مغاليق الشخصية المرهونة بالتحليل والشرح 0
الأستاذ /السويدى عاشق للتراث00 ومحبوبه الأثير  الشاعر( المتنبى )،لكنه لا يقف عند التراث العربى  بل يغوص فى  بحار الأساطير الإغريقية واللاتينية  ،فهو غواص ماهر ،لربطه الوثيق بين الشعر والأسطورة ، وما أكثر ما كتب عن الأساطير فى الشعر العربى  وارتباطه بالأسطورة الغربية بمعناها الأوسع والأشمل عبر توالى العصور  0
 
أولا : مفهوم الأسطورة 0
 
       من روائع الأدب الصوفى المخاطبات للنفرى  وسبق حديثى عنه ،عندما سمعت مقاطعا منه من المكتبة السمعية بالوراق ،وعند قراءتى كنت أتوقف  طويلاً، مفكراً ومستفهماً ومستفسرأ،عند سطر يقول (كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة )0
 
والأساطير عوالم متشابكة من الصعب الإلمام بها وصدق القديس أوغسطين عندما أكد فى اعترافاته(إننى أعرف جيدا ماهى الأساطير بشرط ألا يسألنى أحد عنها ،وإذا سئلت وأردت الجواب فسوف يعترينى التلكؤ ،معتمدا على مقولة الزمن ،ومتنبئا بتورط كل من تحدثه نفسه أن يقدم تعريفا شاملا موجزا للأسطورة ) 0
 
وكنت  فى بداياتى ، قد قرأت قولاً  لفولتير وهو يؤكد (أن الحمقى هم وحدهم الذين يدرسون الأساطير )00كنت مندهشا ومأخوذا من قول فولتير ،وبمرور السنوات تبين لى صحة مقولته فالأساطير عوالم يتوه فيها العقل وبحار لا شواطىء لها ولاقرار0
 
وأسطورة ميركوريوس (عطارد) من الأساطير التى يراهاالبعض قصصا مجازية وتفسيراً طبيعياً، لما يحرى من أمور فى الكون ،فهى تاريخ ولكنه يعلل ظواهر الطبيعة المستغلقة  على فهم الإنسان ولايجد لها تفسيرا ،ومن ثم 00تم القران الأبدى بين أسماء الآلهة، فلكياً وتنجيمياً، وبين أسماء النباتات والكواكب والبروج 0
*عبدالرؤوف النويهى
10 - يونيو - 2007
مع المتنبي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
كل التحية للأستاذ النويهي على مراجعته لكتاب (مع المتنبي) لطه حسين ، ولكن الشيخ طه ، كأساتذته ، غير ثقة في هذا الباب ، من وجهة نظري على الأقل ، ومع ذلك فقد أثار الدكتور طه حسين في ما نقله الأستاذ النويهي تساؤلا في العمق وهو قوله : (والشىء الذى لاينبئنا به الرواة هو مصير أصحاب المتنبى الذين رافقوه إلى أرجان ، ثم إلى شيراز ، فقد كان مع جماعة من البغداديين ، منهم ابن جنى . فأين تفرق عنه هؤلاء الناس ???) حقا!. أين ذهب الذين كانوا معه?. وماذا فعلوا?. أقاتلوا معه أم خذلوه وأسلموه وتفرقوا عنه?. ولعلنا نعرف شيئا قليلا إذا قارنا بين وفاة المتنبي وابن جني مثلا لنعرف كم عاش الأخير بعد صاحبه .. وقد قرأت أن خير من كتب عن المتنبي هو (أبو فهر : محمود محمد شاكر) ولكنني لم أستطع الحصول لا على كتابه عن المتنبي ، ولا على شرحه لديوان المتنبي ، وكنت قرأت له في (مجلة الرسالة) للزيات مساجلة مع المرحوم سعيد الأفغاني (حول نبوة المتنبي) فلعل الأخ النويهي يجد في ما كتبه محمود شاكر ما يجلو بعض الغموض في هذه القصة.. مع كل الشكر والتحية ..
*داوود
9 - يونيو - 2007
من أيام السويدى المجبولةبعبير المتنبى (2)    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم
 
حديث العرّافة ليست إلا محاولة جادة لإلقاء الضوء على جوانب هامة فى حياة المتنبى بل تحاول تفسير ما سيكون من وجودوحياة مابين الميلاد والوفاة ،وظهور العرافة لم يأت من عدم ،فقضية السحر والسحرة قديمة  قدم الوجود الإنسانى  ،ومحاولة متكررة لتفسير ظواهر عصية الفهم على الإنسان ،بل كان وجود الساحر فى القصور الملكية ضمن ترتيب الحاشية التى لا استغناء عنه مهما كانت الأسباب 0
 
إذن00 أسلافنا فى مشارق الأرض ومغاربها ،اعتمدوا على السحر والسحرة والكهانة والكاهن  فى الإدلاء بما يجب وبما يكون ،فشيوع هذا النمط من التفكير كان سائدا ومنتشرا وله طقوسه الغامضة  وشعائره الصارمة 0
 
فالعرّافة تأتى بأمر خارق للعادة وتسرد ما يلقاه الشخص المقصود من مغامرات وأعاجيب وهزائم وانتصارات  بل تأتى بخلاصة موجزة وقاطعة  وحاسمة لصراعات الشخص المقصود من الميلاد وحتى الوفاة 0
ومن المشاهد التاريخية التى أذكرها مسرحية( ماكبث) لخالد الذكر وليم شكسبير  ،هذا المسرحية التى قامت على نمطية التنبؤ بما سيلاقيه ماكبث من أحداث ،فها هو ماكبث  وقد قابلته الساحرات 0
 
ساحرة ا: سلاما مكبث ! هنينا لك، يا أمير غلامس "!
ساحرة 2: سلاما مكبث: هنينا لك يا أمير "كودر"!
ساحرة 3: سلاما مكبث ! ستكون ملكا فيما بعد.
بانكو: لماذا يا سيدي الكريم تجفل، وتبدو خائفا من أشياء مقبولة ? باسم الحقيقة هل أنتن من دنيا الخيال، أم انتن في الحق كما تظهرن عليه  ? حبيتن زميلي الشهم بلقب يحمله الآن، وتنبأتن له بحظ رفيع مع أمل في الملوكية، يبدو أنه غارق فيما سمع. لا تكلمنني. إذا قدرتن على معرفة بذور ما تؤول اليه الأمور وأية بذرة ستنمو، وأية بذرة لا تنمو فتكلمن معي إذن، فأنا لا أتوسل ولا أخاف معروفكن ولا كراهيتكن.
ساحرة 1: حييت!
ساحرة 2: حييت!
ساحرة 3: حييت!
ساحرة 1: أقل من مكبث وأعظم!
ساحرة 2: ليس سعيدا جدا، مع ذلك أسعد بكثير.
ساحرة 3: ستنجب ملوكا، ولو أنك لست منهم. لذا سلاما مكبث وبانكو!
ساحرة 1: بانكو ومكبث سلاما!
مكبث: مكانكن، ايتها المتكلمات القاصرات اطلعنني على المزيد. فبوفاة والدي "ساينل"، أعرف أنني أمير "غلامس". ولكن كيف أكون أمير "كودر"? وأمير "كودر" مازال حيا، رجلا متنعما: وأن أكون ملكا لا يقع في نطاق آمال، أكثر من أكون أمير "كودر". أخبرنني من أين جئتن بهذه الأخبار الغريبة ? ولماذا وقفتن في طريقنا على هذه الموجة اللعينة بترحيب تنبؤي كهذا? تكلمن، آمركن.
[تختفي الساحرات]
بانكو: للتراب فقاعات، كما للماء وهن من تلك الفقاعات. -أين اختفين ?
مكبث: في الهواء: وما ظهر مجسدا، ذاب كنفحة في الهواء ليتهن بقين!
بانكو: هل كانت أشياء كهذه هنا، ونحن نتكلم عنها أم أننا أكلنا جذورا تسبب الجنون وتقتاد العقل أسيرا?
مكبث: سيصبح أولادك ملوكا.
بانكو: ستصبح ملكا.
 
*عبدالرؤوف النويهى
8 - يونيو - 2007
من أيام السويدى المجبولة بعبير المتنبى (1)    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم
 
استغلال حكايات وقصص وأشعار المتنبى ،هى رؤية معاصرة لأحداث تتوالى أمام العين وينشغل بها الواقع ويتفكر فيها الإنسان ،فهو التماهى بين الماضى والحاضر وتداخل الوقائع وتشابك الأحداث،وكأن التاريخ يعيد نفسه ،فلم يكن الأستاذ /محمد السويدى إلا مٌبدعاًبنظرة نقدية لواقع مُعايش ،ولم يكن أبداً راوياً لسيرة أبى الطيب المتنبى ،وإن صدق القول ولم أفتئت على الحقائق فهى تُعد (((من أوراق السويدى أو يوميات السويدى))) الذى ارتكن على أُطر التاريخ ، موضحاً وشارحاً وناقداً بل أعتقد أن ارتكان الأستاذ السويدى على حياة وأشعار وقصص المتنبى هو أدب الرمز إن جاز لى التعبير 0
 
قرأت اثنتين وعشرين حكاية هى جملة ما تم نشره 0
أول حكاية  ( حديث عرّافة) فى 915ميلادية/302هجرية،وتدور الحكايات المنشورة بين تاريخين 915ميلادية  /302هجرية و964ميلادية/355هجرية0
 
كان المتنبى الشغل الشاغل لرجالات عصره ،بل يُحكى أنه وبظهور المتنبى أطفأ مواهب خمسين شاعرا ،وتحكى كتب التاريخ عن الموتة الغادرة التى مُنى بها المتنبى ،إذ تروى الوقائع أن المتنبى وقد شخص إلى شيراز حيث عضد الدولة بن بويه ،وفى هذا البلاط توثقت صلات الأدب بينه وبين أبى على الفارسى وابن جنى ،وأغدق عليه عضد الدولة إنعاما وتكريما ،لكن المتنبى القلوق بطبعه (على قلق كأن الريح تحتى ) استأذن فى العودة إلى بغداد ،وفى طريقه لقيه فاتك ابن أبى جهل الذى ينقم على المتنبى لهجائه ابن أخته ضبه ،وتقاتلا ومات أبو الطيب مثخنا بجراحه،لكنى أزعم أن ما حدث هو تصفية جسدية بالتعبير المعاصر لمن يثير القلاقل والفتن ويطلب العز من ملوك أرانب ،فالسياسةالملعونة والمكائد المرذولة والغيرة القاتلة ،من أوثق الأسباب للتخلص من المتنبى الذى ملأ الدنيا وشغل الناس ،ولايثبت فى يقينى أن هجائه لضبه  ،كان الذريعة لقتله ،وإلا مابقى شاعر على قيد الحياة لمجرد هجائه لبعض الناس0
 
شكر خاص لشاعرنا زهير واستعارتى عنوان هذه الفضفضات من مقالته الأولى ،وسنوالى تباعا الكتابة  عن ((حديث العرافة فى فضاء الحكى السردى عبر مسيرة الأدب0)))
 
 
*عبدالرؤوف النويهى
7 - يونيو - 2007
بطل مغوار أم شاعر عملاق    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
وصف الأستاذ زهير المتنبي بأنه بطل مغوار ، وشاعر عملاق .. وأرى أنه من الخير أن نقسم المتنبي نصفين : (المتنبي الرجل ، والمتنبي الشاعر) ..
وعلى الرغم من أن الشاعر والبطل لا يجتمعان في شخص واحد ، إلا أنهما في المتنبي أبعد ما يكونان عن الاجتماع .  والبطولة والشاعرية تتناسبان عكسا في الإنسان ، فكلما زادت البطولة قلت الشاعرية وبالعكس . وبما أنه لا مشاحة في عملقة المتنبي الشعرية ، فلا شك في أن رجولته وبطولته مشكوك فيها ..
وقل مثل ذلك في (الملوك الأرانب) فهل كان كافور أرنبا مثلا?. وهل استطاع المتنبي أن ينال من كافور شيئا?. وهل كان كافور أقل ذكاء من المتنبي ?. لقد أدرك كافور هدف المتنبي من أول وهلة ، ولكن المتنبي لم يدرك مرامي كافور إلا بعد فوات الأوان ، فأيهما أذكى?.
قال أحدهم يوما : لقد كان المتنبي كبيرا إلا أنه كان يطلب أمرا حقيرا ويظنه بخياله عظيما ، لقد كان يطلب وظيفة عند كافور ، فلم يحصل عليها .
أما مصرعه ، فأين البطولة فيه وقد هرب أول الأمر لولا أن خادمه عيره بمفاخره الخيالية ، فعاد إلى حتفه لا إلى بطولته ، فلم يسجل لنا التاريخ شيئا عن مقاومته وبلائه قبل موته..
ثم إن قول الأستاذ النويهي بالأسباب السياسية لقتله ، على وجاهته ، يحتاج إلى الدليل ، ولا أظنه بعيدا ، ولكن لا بد منه ، فقد قيل إن مخاصمة المتنبي وسيف الدولة ، ورحلة المتنبي إلى كافور كانت حيلة سياسية لا ستطلاع بعض الأمور التي تساعد سيف الدولة في مد سلطانه إلى مصر ، حيث كان المتنبي وسيف الدولة (يستضرطان) كافورا ، فباءت الرحلة والحيلة بالإخفاق .. 
وأما قول الأستاذ النويهي (ولايثبت فى يقينى أن هجاءه لضبة كان الذريعة لقتله ، وإلا مابقى شاعر على قيد الحياة لمجرد هجائه لبعض الناس) ففيه نظر ؛ لأن العرض كان في نظر القوم أغلى مما آل إليه اليوم ، ولأن قلة من الشعراء ينحدرون إلىالدرك الذي انحدر إليه المتنبي في هجائه لضبة .. ولأن المتنبي لم يقم بهجاء ابن ضبة بل هجاها هي بفحش لا مثيل له.. لقد أفحش فحشا أستغفر الله أن أذكره على هذه الصفحات .. إنه لا يستحق عليه الجلد ، بل ربما يستحق الرجم أيضا ، ولا أزعم أن فاتكا نفذ فيه حكم الله ، ولكن أي امرئ في وضع فاتك لا يمكن أن يقوم بأقل من هذا ..
ولننظر أكل الشعراء يفعلون مثل هذا حتى لا يبقى شاعر?. واقرؤوا إذا شئتم ( ما أنصف القوم ضبة .. وأمه الطرطبة ) ..
أما أن المتنبي شاعر عملاق ، فلا يماري في ذلك عاقل .. وأما أنه بطل مغوار ، فاسمحوا لي بالمخالفة ؛ لأن سيده سيف الدولة نفسه ، المشهور ببطولاته وأمجاده ، وبألقاب الفخر والتمجيد التي عرفناها عنه في الأدب لا التاريخ ، لم يكن كذلك ، فكأن بطولة سيف الدولة هي من شعر المتنبي أيضا ؛ ففي المحاضرات والندوات التي أقيمت في اختيار حلب مدينة الثقافة الإسلامية ، أشار بعض المحاضرين إلى أن التاريخ  سجل لسيف الدولة ثلاث عشرة معركة لم ينتصر إلا في ثلاث منها فقط !. فاقرأ واعجب . مع كل احترامي وحبي ..
*داوود
7 - يونيو - 2007
مع ا لمتنبى فى نهاية حياته 0    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
من الصعب القطع بموت المتنبى سياسيا ولكنه زعم أطرحه إذ أن حياة المتنبى كانت قلقة ولم يستقر على حال بل كان مغرورا مسرفا فى غروره حتى على الملوك الذين يمتدحهم ،وكثر أعداؤه ممن يتعالى عليهم ولا يعيرهم اهتماما 0وما أثاره الأستاذ داود ، من قولى بأن هجاء الشاعر لبعض الناس لايستوجب القتل ،فهو زعم منى  ،وما أكثر هجاء أبى نواس ،ولم يُقتل أو حتى يُهدر دمه ،لكن يظل وكما أكد الأستاذ /داود(أما أن المتنبي شاعر عملاق ، فلا يماري في ذلك عاقل .. وأما أنه بطل مغوار ، فاسمحوا لي بالمخالفة ؛ لأن سيده سيف الدولة نفسه ، المشهور ببطولاته وأمجاده ، وبألقاب الفخر والتمجيد التي عرفناها عنه في الأدب لا التاريخ ، لم يكن كذلك ، فكأن بطولة سيف الدولة هي من شعر المتنبي أيضا)
والشكر للأستاذ/داود ، فقد حفزنى على إعادة مطالعة (مع المتنبى) للدكتور طه حسين ،الطبعة الثالثة عشر / دار المعارف المصرية1986 وأتقدم بهذ الجزء  من الصفحات الأخيرة منه0
(000هذا التطور الأخير الذى طرأ على حياةالمتنبى ،فانحرف بها عن طريقها  ، وقلبها رأسا على عقب ،إ ن كان للحياة رأس وعقب 0فقد رأينا الشاعر بعد محنته فى شبابه يدفع شيئا فشيئا إلى طريق الشعراء من قبله ، يتهاون شيئا فشيئا فى الاحتفاظ بما كان له من مذهب ورأى 0 رأيناه يُفرط فى القرمطية ، وإن احتفظ بشىء من الحنين إليها 0ثم رأيناه يمدح غير العرب حين تدعوه الضرورة إلى ذلك0ثم رأيناه يتكلف الشعوبية فى مدح الروزبارى بدمشق 0ثم رأيناه يعود إلى عربيته حين يتصل بالحمدانيين 0ثم رأيناه بعد ذلك يُعرض عن هذه العربية ، وينقطع إلى عبد زنجى أو نوبى فى الفسطاط فيمدحه ما امتدت له أسباب الطمع فيه 0ثم رأيناه يسترد عربيته ويعود إلى العراق وقد آثر الحيدة والهدوء0ثم رأيناه آخر الأمر يغلب على قرمطيته وعلى عربيته ،فإذا هو يهجو القرامطة ويهجوهم بالسيف والرمح من جهة ،وإذا يمدح دلًير ،ويؤثر ابن العميد وعضد الدولة على صديقه الحمدانى القديم من جهة أخرى 0هو يعود الآن إلى العراق ،وقد ضحى فى سبيل المال والمجد الشخصى بالقرمطية والعربية معا تحت أقدام البويهيين )ص374،373
 
(أكان فاتك ثائرا لابن أخته ولعرضه فحسب ،أم كان ثائرا لعرضه وشىء آخر ?  أما القدماء فلم يترددوا فى قبول الأمر 0000فهم يرون ،ويرى معهم المحدثون ،أن المتنبى ذهب ضحية للسانه،وتلقى الموت ثمنا لهذه القصيدة البائية التى هجا بها ضبة فى الكوفة على كره منه فيما يقولون ،وقد يكون هذا حقا ؛ فهو ملائم للمألوف من عادات الأعراب 0ولكنى أحس من نفسى ترددا فى قبوله ،وأراها تنبو عنه ولاتطمئن إليه 0000
وهذا الخاطر يلقى فى نفسى أن المتنبى لم يذهب ضحية لهذه القصيدة ،ولاضحية لجشع الأعراب فيما كان يسوقه من متاع ومال ،وإنما أدى بموته ،إلى القرامطة من جهة ولى العرب من جهة أخرى ،ثمن هذه الخيانة التى اقترفها فى الكوفة ،وسجلها فى نفسه فى شيراز وعاد وفى نفسه أن يمعن فيها ويباهى بها،ويملأ بها الأرض إذا انتهى إلى بغداد000000
 
والشىء الذى لاينبئنا به الرواة هو مصير أصحاب المتنبى الذين رافقوه إلى أرجان،ثم إلى شيراز ،فقد كان مع جماعة من البغداديين ،منهم ابن جنى 0فأين تفرق عنه هؤلاء الناس ???))
ص376،375
*عبدالرؤوف النويهى
7 - يونيو - 2007
مخطوطة أم خواطر?.    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
قدمتم للبحث بتقديم أرجو ألا يكون من قبيل التدليس .. فقد ظننت حقا أن في الأمر مخطوطا تم العثور عليه ، فيستحق من عثر عليه الشكر والإعجاب . ولكنني أعرف أن مخطوطاتنا سرقت ، ولم يعد هناك ، منذ نصف قرن على الأقل ، أي أمل بالعثور على أي مخطوط ضائع .. ولهذا استغربت واستبعدت ، ثم تبين لي أنه أسلوب من أساليب الأدباء ، في إقناع القارئ بواقعية القصة أو الرواية ، والإقناع بواقعية العمل من أهم عناصر التشويق في الفن الأدبي .. ولكنكم أسرفتم في وصف المخطوطة ومكانها وزمانها وشكلها مما يوحي بأن ثمة مخطوطة حقا ..
وكان الأصوب أن تصفوا الأمر كما هو ، مجموعة خواطر عاشها الكاتب مع ديوان الشاعر ، وكأنما كان يعيش مع الشاعر نفسه ، وجعل لذلك أسلوبا جديدا ، تخيل فيه العثور على مخطوط بخط المتنبي ، الذي لا أظن أنه كتب بيده شيئا قط .. وعلى كل حال ، فهذا النوع من الخواطر الحية ، هو من خير أنواع التحليل الأدبي ، ولا يستطيع الإبداع فيه إلا القلة الذواقة ، من كبار المبدعين ، وأرجو أن يكون الأستاذ السويدي واحدا منهم .
وهذه الخواطر ، التي كتبها الأستاذ السويدي مشكورا ، هي عمل أدبي رائع ولا شك ، ولكنها مثلها مثل السيرة والقصة والرواية ، لا يمكن أن تكون وثيقة تاريخية أو مصدرا معتمدا من مصادر التاريخ ، ، فليس لها أية قيمة توثيقية ، وإن كان من الممكن وربما الواجب الاستئناس بها في بعض الأحوال ..
لذا فإنني أرجو ألا يطالب الأخ السويدي أو سواه ، بان تكون هذه الخواطر وأمثالها مرجعا أو مصدرا تاريخيا حقيقيا عن حياة المتنبي وشعره ، كما فعل جيورجي زيدان ، حين طالب بأن تكون رواياته مرجعا تاريخيا ، وهو فيها يخالف حقائق التاريخ ويزيفها كما يحلو له..
هذه الخواطر متاحة لمن يريد أن يقرأ أدبا راقيا رفيعا ، لا لمن يريد مصدرا تاريخيا مرجعيا ، وإن كان البحث التاريخي سيكون جافا وجامدا ومملا ، إذا لم يزينه صاحبه ببعض الخواطر والجمل والمعاني ، التي أبدعها ذهن الكاتب السويدي المتوقد ، وخطها يراعه المبدع المتفنن.. مع تحياتي للجميع ..
*داوود
24 - مايو - 2007
المتخيل و الحقيقي في يوميات دير العاقول    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
لقد بنى الباحث محمد السويدي هذه اليوميات على وقائع تاريخية مثبتة في كتب الأدب و التاريخ , و لكن و بسبب حديثه عن عملاق من عمالقة الشعر , ابتعد عن أسلوب السرد التاريخي و استعمل لغة أدبية و شعرية جميلة , منطلقاً من فكرة متخيلة و هي العثور على مخطوطة لهذه السيرة في مكان يسمى دير العاقول.
 
و كل ما يرد في هذه السيرة من أحداث و تواريخ و شخصيات هي حقيقية باستثناء وحيد و هو شخصية العرافة التي حاول السويدي و هو الولع بالأبراج , حاول من خلالها التنبؤ بما سيحدث للمتنبي .
 
و عموماً سينشر الوراق قريباً مقابلتين للأستاذ السويدي إحداهما مع صحيفة الحياة و الأخرى مع صحيفة الإمارات اليوم , حيث تحدث فيهما عن هذه السيرة و بنائها .
*معتصم
22 - مايو - 2007

 
   أضف تعليقك
 1  2  3