المفردة 234 بجامع ابن البيطار : { بـابــلـص } = * Peplis = Pavot écumeux ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
جاء في النسخة المعتمدة من كتاب الجامع في مدخل هذه الفقرة مانصه :" هو نوع من { الخشخاش }"./هـ.....و أول ملاحظة تستوقف الباحث هنا هي هذه المقولة التي لم يذكرها لوكليرك و لم يترجمها و لم يشر إلى وجودها في إحدى المخطوطات المعتمدة من جانبه ، و هذا ما يدفع إلى الشك في كونها إضافة طرأت على النسخة الأصلية ، أم هي أصلية سقطت سهوا من بعض النسخ ? و { الخشخاش } كما سبق الذكر هو جنس Papaver ، إلا أن لوكليرك و Fraas يذهبان إلى أن هذا النبات من جنس { اليتوع أو الفربيون = Euphorbia } . إلا أنني تأكدت من أن العبارة أصلية و إن لم يذكرها لوكليرك و لم يترجمها ، و لم يعتمدها، و أن النبات من جنس { الخشخاش } ، لأن ابن البيطار نفسه نقل عن ديسقوريدس أن لهذا النبات اسم آخر هو { مـيـقـن أفـرود س}، و هو نوع من الخشخاش كما سيأتي بيانه .
قال ابن البيطار مباشرة بعد هذا المدخل :" قال ديسقوريدس في الرابعة : من الناس من يسميه " شوقا "[1] ، و منهم من يسميه " مـيـقـن أفرودوس "[2] : و هو تمنش صغير ملآن من لبن ، و له ورق صغار شبيهة بورق { السذاب } إلا أنه أعرض منه ، و حمة هذا النبات مستديرة منبسطة على الأرض . و قطر الحمة يكون نحو شبر ، و تحت الورق ثمر صغار مستديرة أصغر من ثمر { الخشخاش الأبيض } . و هذا النبات كثير الثمر ، و له أصل واحد لا ينتفع به في الطب ، و مخرج هذا النبات كله منه ، و ينبت في البساتين و بين الكروم ، و يجمع في أيام الحصاد و يجفف في الظل ، و يقلب دائما . و أما ثمره فإنه يدق و يسف [3] ثم يرفع . و إذا شـُرِبَ منه مقدار " كسوثافن " [4] بــ"قـوانـوس " [5] من الشراب الذي يقال له { إدرومالي } [6] ، أسهل بلغما و مِـرة ، و قد يخلط بالطبيخ . و إذا أكِـلَ أسْهَـلَ ، و قد يعمل بالماء و الملح . و قال جالينوس في الثامنة : و هذا أيضا من أنواع النبات الذي له لبن ، و هو شبيه بــ{ اليتوع }[7] في أنه يسهل مثل إسهاله و سائر خصاله كلها ". انتهى مقال ابن البيطار بجامعه . ... و قد تبين جليا أن المقصود هنا هو نوع من { الخشخاش }، كما يفهم من قول ابن البيطار و كما حققه د. أحمد عيسى ، شبيه بنبات { الفربيون } في شكله و كونه له لبن مثل اليتوعات ، و شبيه له في خاصية الإسهل لأن " الخشخاش " يسهل البطن و يطلقها مثل " اللفربيون " و كما قال جالينوس ، و ليس " بابلص" بنوع من { الفربيون } كما ظن لوكليرك و غيره ، بل هو شبيه له.
ملاحظة :
نجد في هذه المادة كسابقتيْها مثالا آخر صارخا لتشابه الأسماء المعربة ، و ما يسببه هذا التشابه من التباس و أخطاء في تحقيق اسماء الكثير من المفردات . الأسمان المتشابهان هما : " بابلس Peplos " و " بابلص Peplis " . و إليكم التمييز بينهما :
. ـ قال ابن البيطار عن هذه المفردة أنها من أنواع الخشخاش أي Pavot [ = Papaver ] ، و لاحظنا أن لوكليرك لم يترجم هذه الفقرة .
وقال ابن البيطار كذلك ، نقلا عن ديسقوريدس في الرابعة : " أن من الناس من يسميه { ميـقـن أفرود س} .
و طرأ هنا طارئ ألاحظه لأول مرة في كتاب الجامع ، و هو باختصار شديد ما يلي كملاحظة عامة عن تنظيم مواد الكتاب من أوله إلى آخره : من المعتاد في كتاب الجامع أن توضع علامة النجمة [ كهذه : * ] في بداية كل فقرة منسوبة إلى طبيب عربي أو إغريقي نقل عنه ابن البيطارإسم نبات أو صف نبات أو وصفة علاج . فمن اصطلاح الكتاب إن وجدت مثلا :" * ديسقوريدس :....." فهذا معناه أن النجمة هنا تشير إلى بداية ما نقل من طرف ابن البيطار عن ديسقوريدس . و إذا وجدت : * الرازي :... فالنجمة علامة انتهاء ما نقل عن الطبيب السابق ذكره و بداية ما نقل عن الطبيب اللاحق ، و هو في مثالنا هذا هو الرازي مثلا . و متى وُجٍـدت علامة : * لـي :... فهي خاصة بأبن البيطار أي صاحب الكتاب و ملاحظاته . و أعود بعد هذا الشرح إلى الملاحظة الغريـبة الخاصة بهذه الفقرة ، و هي اننا نجد في الكتاب ما يلي : [ ... و منهم من يسميه مـيـقـن. * أفرود س ....] و وجود النجمة هنا ما بين لفظتيْ { مـيـقـن } و { أفـرود س } ، جعلني أظن في أول قراءة لي لهذا النص ، أن " أفرود س " هنا هو اسم طبيب إغريقي .لأن اصطلاح وجود النجمة قبله يعني ذلك . إلا انني وجدت الإسم الصريح الكامل " Mecon aphrodes= مـيـقـن أفـرود س " بالمعجم الفرنسي ـ اللاتيني " غافيوط".
و نجد بكتاب " تفسير كتاب ديسقوريد س " لإبن البيطار [ بالمادة رقم 61 من المقالة الرابعة ما نصه :" { ميقن أفروذ س } = تأويله { الخشخاش الزبدي } ، و سمي بذلك لشدة بياضه . و ذكره جالينوس في السابعة أيضا "./هـ... }.
ونجد بالمعجم الفرنسي ـ اللاتيني لغافيوط ، و بصريح العبارة : Aphrodes = écumeux بمعنى الزبـدي ، و يعطي المعجم كمثال إسم : ? Mecon aphrodes ? المنقول عن " بلينوس" الإغريقي [ فقرة و كتاب : 27، 119] .
كما نجد بنفس المعجم ما نصه : " Meconium = الأفيون = Opium ، plante appelée Peplis و معناه : " نبات يسمى { بابلص } [ أو { بابلس} و هو نوع من { الخشخاش }] ، قاله بلينوس الإغريقي و بنفس المرجع [ فقرة و كتاب 27 ، 119 ] . و نجد كذلك ، و بنفس المعجم ما نصه :" Peplis méconium = " نقلا عن بلينوس ، و في نفس المرجع .
و الإسم العلمي للنبات عند أحمد عيسى هو Papaver somniferum L. ، ;و عصارته { الأفيون } , { ميقون } [ يونانية Mekon ] . { بابلس } [ = بذر الخشخاش Peplos ] "./هـ.......
و الغريب أن لوكليرك نفسه ترجم " ميقن أفرود س " إلى " pavot écumeux " بمعنى أنه { الخشخاش الزبدي } و لم يعتمده في تحقيق اسم المفردة و قال انها نوع من " الفربيون " .
خلاصة القول ، أن المقصود هنا باسم { بابلص } هو النوع من الخشخاش المسمى عند الإغريق باسم { مـيـقــن أفـرود س } ، و لعل الإسم يطلق هنا اصطلاحا على " بذر الخشخاش " ، أما عصارته فهي المعروفة باسم " الأفيون " . بقي أن أشير إلى
*ـ الإسم الثاني الشبيه بالأول هو Peplos{ بابلس } و يطلق على نوع من { اليتوع = Euphorbe }.
جاء بالمعجم الفرنسي ـ اللاتيني لغافيوط مانصه : Peplium = Sorte d ' Euphorbe ، بمعنى نوع من " اليتوع " أو نوع من " الفربيون " .و هذا ما ذهب إليه لوكليرك و غيره . و لا فائدة من إطالة الكلام هنا .
.......الهامش : * = حققها لوكليرك على أنها : Euphorbia Peplos .[1] : ترجمها لوكليرك إلى " سوقي Souky " . [2] : ترجم لوكليرك هذا الإسم إلى " Pavot écumeux " ، و هو نبات من جنس { الخشخاش = Pavot } . و نجد بمعجم أسماء النبات أن { ميقون = Mikon } = بابلس [ بذر الخشخاش Peplos [3] : بمعنى يُمْرَس و يُحْتفظ به إلى حين استعماله ، لا أنه يؤخذ سفوفا كما قد يفهم . [4] : ترجمه لوكليرك إلى acétabule . [5] : ترجمه لوكليرك إلى : cyathe . [6] ترجمه لوكليرك إلى hydromel ، و هو نبيذ العسل . [7] { اليتوع } هو { الفربيون = Euphorbia } ,
|