مجلس : العمارة و الفنون

 موضوع النقاش : حديث عن الموسيقى    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )

رأي الوراق :

 محمود العسكري 
2 - ديسمبر - 2010
هذه مقالةٌ كُتِبَتْ منذ فترةٍ طويلةٍ ، لكن أُرْجِئَ نشرها إلى اختمار بعض الآراء والأفكار ، وقد لُخِّص فيها جُمْلَةُ معارفَ مُقْتَبَسَةٍ وقتَ الاطِّلاعِ على تراث هذا الفنِّ ، وجملة تأمُّلاتٍ في هذا التراث ، ولعلَّ أهمَّ الآراء المختمرة : أن ثَمَّةَ تفرقةٌ ضروريةٌ لفَهْمِ الأشياء على حقائقها بين الإنسان ، وبين فنِّه كإضافةٍ لإنسانِيَّته ، وبين فنِّه كتزويرٍ طامسٍ لإنسانيَّته ، فالإنسان كمخلوقٍ كريمٍ غايتُه أن يحيى حياةً فطريةً بسيطةً تمنحه التكريمَ بعُبودِيَّته الحقَّةِ لله = يجب أن يأتي فنُّه إضافةً لإنسانيَّتِه في ومضاتٍ خاطفةٍ تحفز الروح لتصنع في الحياة : الخيرَ والحقَّ والجمالَ ، وليس أن يأتي مُخَدِّرَا لها لتستنيمَ في قَبْو صُورةٍ من الحياة : مشوَّهةٍ لاهيةٍ عابثةٍ ، قد لا يختلف أنموذجٌ فَنِّيٌّ عن آخر قيد أنملةٍ بالنسبة إلى القواعد الفنية ، لكن ؛ بالنسبة لإنسانٍ وإنسانٍ : قد يكون بينهما بَوْنٌ شاسعٌ ! .
مُعْرِبًا عن الشكر الخالص للأساتذة الأعزَّاء الذي كان لكتاباتهم ونَقَداتهم عن هذا الفَنِّ وعن غيره من الآداب في مواضيع سابقةٍ في المجالس = حافزٌ لارتياد آفاقٍ جديدةٍ لي من ألوان الثقافة كانت للروح والفكر غذاءً وفاكهةً .
 
بسم اللـه الرحمن الرحيم
 
حَدِيـثٌ عَنِ الْمُوسِـيقَا ...
( الرُّوحَانِيَّة . الفَلْسَفَة . أَرَقُ الْمِيلُودِيَّة )
------------------
[ الفن عمومًا يكتسب أبعاده بالقراءة ، ونقده بالتالي لا يمكن أن يكون نزيهًا عن النَّزعة الفردية ، والموسيقا بخاصَّةٍ هي لغة ينشئ المستمع معانيها ، وهذا المقال عنها هو شيءٌ من القراءة والنقد والتذوق ، ولعل الفكرة الجدية الجديرة بالاحترام هنا هي : أن الفن ليس للفن ، وإنما الشرف للفنِّ أن يكون في خدمة مبدأٍ سامٍ ونبيلٍ ].
·   برأيي ؛ أن أدفأَ الموسيقى عاطفةً وأصدقَها حديثًا عن الروح أشواقًا وآلامًا - وهي برأيي : البلاغة الموسيقية الأعلى- ؛= هي موسيقى عصر الباروك ، تلك الموسيقى التي كانت تُؤَلَّف أصالةً كنجوى من الروح الجميلة المرهفة الصادقة ؛ مصوِّرةً عواطفها الرقيقة تصويرًا ينمُّ عن الكثير من البراءة والطهر والتحليق في الفضائل الإنسانية ، ومن ثمَّ كانت حُرَّةً طليقةً ، لا تتولَّع بإحساسٍ فريدٍ ، ولا تستبدُّ بها فكرةٌ واحدةٌ ، وإنما هي - وحسب - فيضٌ من المشاعر والخواطر يهدر ويحتشد في عَرْصة روحٍ قد بلغت قمة النرفانا . [ من أهم النماذج أعمال كبار الموسيقين الإيطاليين النبلاء من أمثال الكاهن الأصهب / فيفالدي والوجيه / ألبينوني والقاضي / مارسيللو ، وهؤلاء الثلاثة بالأخص في أعمال الأوركسترا ، ويبقى دومينيكو سكارلاتي - كانت عرَّابته نائبة الملكة - عميدًا للآلات ذات الملامس / الهاربيسكورد والكلافيسان ، للاستماع مثلاً : Mandolin Concerto in C = فيفالدي ،  alergo in g minor = ألبينوني ، Concerto in d minor Oboe = مارسيللو ، sonata in f minor, k466 = سكارلاتي ، ولاحظ التعبير الموسيقي الرفيع مع الاقتصاد في الإيقاع اقتصادًا جميلاً ؛ خلافًا لهاندل وباخ مثلاً ] [ لا يخفى ولع باخ بفن الفوغا ، وماهِيَّته : استخدام اللحن الميلودي ذاتِه كإيقاعٍ يبدأ بعد عِدَّة موازير ويرافقه - مع مراعاة الهارمونية ضرورةً ! - ؛ فتحصل الكثافة اللحنية ، استمع مثلاً إلى : little fugue in g minor لباخ ] .
·   ارتباط الموسيقى في ذلك العصر ارتباطًا وثيقًا بالدين والعقيدة ( لا ننسى فخامة الأورغن الأنبوبي الكنسي : أضخم الآلات الموسيقية ) ، وتحررها أيضًا من فنون الأوبرا والباليه التي أَغْوَتِ الكثير من الموسيقيين بعد ذلك = هذان عنصران منحها الصدق والعمق في التعبير الخالص عن الروح ، وهيآ لها الانحصار فيه أيضًا .
·   وهذا التعبير الموسيقي - وإن بدا للوهلة الأولى تجافيه عن الفلسفة بل ربما تجافيه عن الواقع - هو الأرقى والأعمق فلسفةً وتأملاً ؛ لأنه لا يتعمَّد التعبير عنها ، بل يختزل مقدِّماتها ليصل إلى نتيجتها ؛ وهي : نفس بشرية سوية ، وهذا غاية ما ترنو إليه حكمةٌ أو فلسفةٌ .
·   لذا ؛ لم يكن لمعظم أعمال عصر الباروك ( باستثناء الأوبرات ولا غرو أن كانت أضعف المؤلفات الموسيقية في هذا العصر ؛ باستثناء الأوبرا الدينية / الأوراتوريو ) = أسماء أو عناوين ذات دلالة على المحتوى ، ولكن تصنيفاتٌ لنمط العمل الموسيقيّ ( مثل : سوناتا ، فوغا ، كونشيرتو غروسو ... إلخ ) ، وفي هذا تقدير لعظمة الموسيقى : ألا تحتكر فضاآتها الرحيبة لخصوصيِّة أيِّ شيْءٍ ؛ ولو كانت الفكرة أو الشعور الذي يخالج الموسيقيِّ عند ميلاد اللحن .
·   أما بعد هذا العصر ؛ فباستقراءٍ شخصيٍّ : أرى أن الأعمال من نوع الفانتازيا هي وحدها التي ارتقت إلى هذه الدرجة من التعبير الموسيقي .
·   بل ! ؛ لقد حالفها الحظ بانتقاء البيانو ، فروعة البيانو تكمن في إبراز قوة التآلفية الهارمونية في العمل الموسيقي ، والتوافق الهارموني هو طابع فلسفي منطقيٌّ في حد ذاته ، يشبهه في نَظَر ( أي : تفكير ) الفيلسوف : ترتب النتائج على المقدمات بشكلٍ تلقائيٍّ وعفْوِيٍّ يمنح الفكرة الْمُعَبَّر عنها القوة والأهمية ، والوضوح أيضًا وكأنها شيء من البديهيات ( الفيلسوف يشرح أفكاره دائمًا للآخرين على أنها بديهيات أو مُسلَّمات عندهم ) ، والتأليف الفانتازي –بخاصَّةٍ- ماهيَّتُه : توالي النوطات والتآلفات الهارمونية في السُّلَّم الموسيقي المختار على نَحْوٍ رتيبٍ ( يقارب ما يُسَمَّى : الصفَّ اللحني ) ؛= فتكون المحصِّلة : هذه الفانتازيا ، ( أما تعبير البيانو عن ميلودية لحن مفرد فهو تعبير متواضع إذا ما قورن بالآلات النفخية والوترية ) ، ( يستمع لأعمال الفانتازيا مثل : [ ضوء القمر : بيتهوفن ، Fantasia in D minor : موتسارت ،  Fantaisie Impromptu: شوبان ، Variations Sérieuses in D minor : مندلسون  ، Fantasy in C "Wanderer" : شوبرت ] ) .
·   يبقى أن نذكر أن الفانتازيا هي فكرة وهيأة للموسيقى ، وليس ضروريًّا أن تُسمَّى المقطوعة الموسيقية بـ[الفانتازيا] وإن كانت كذلك ، فقد يكون عنوانها مجرَّدَ تصنيفٍ لنمط تأليفها الموسيقيِّ ( كنماذج يستمع إلى : [Prelude No. 5 in C sharp minor : رخمانينوف ، Etude No. 12 in D sharp minor : سكريابين ،  adagio: صموئيل باربر ، افتتاحية  carmina burana : كارل أورف ] ) .
·   وكثيرٌ من الأعمال في عصر الباروك هي حقيقةً عند النظر من قبيل الفانتازيا وإلم تشتهر بهذا الاسم ، لأن طبيعة العصر ككُلّ كانت هي ذلك النوع من الموسيقا ، كما أنه قد وُجِدَتْ أعمال ( الفانتازيا ) بالمعنى المصطلح لهذا الاسم ( استمع إلى المقطع الثانِي من :  toccta and fugue in d minor : باخ ) .
·   وبموازة الفانتازيا ؛ = هناك الأعمال التي استلهمت الموسيقى الشعبية الهنغارية والسلافية ، فطبيعة تلك الشعوب – الغَجَر والنَّوَر -  في الأطراف الشرقية من أوروبا بعيدًا عن أبهة الفاتيكان وجلال قصر فرساي = جعلت من حياتهم كحُلُمٍ فانتازيٍّ تتماهى فيه ألوان الحياة سوداء وحمراء ، وبقدر ما كانت ألسنتهم لا تفقه شيئًا من لغة المعرفة وحذاقتها = كانت ألحانهم الرَّعَوِيَّة تَفْصِمُ عن أرواحهم البريئة الساذجة وعليها أَثَرُ الحكمة ( يستمع لـ : [ الرقصات الهنغارية : برامز ، الرابسوديات الهنغارية : ليست ، الرقصات السلافية : دفورجاك ] ) .
·   والنموذج المشابه لطبيعة تلك الشعوب الغجرية وألحانها = كان في أمريكا الجنوبية وفي الشعب البرازيلي - حيث نشأت في كرنفالات الشواطئ ألحان السامبا والتانجو ... ، وقد استُلْهِم ذلك الفلكلور الموسيقي               في أعمال فيلا لوبوس المهضوم حقه لأنه من العالم الثالث ( يستمع  إلى :  Bachianas Brasileiras No. 5 ) .
·   فاختلاط أمشاج الآلام بالآمال في هذه الموسيقى ( يتأمل تتابع الحركات الثلاث في الرقصات الهنغارية ) ؛ بل وقوف النوطة الواحدة على الشفير بين الجرح الباسم والبسمة الدامعة ؛= هو نوعٌ من المصالحة مع نواميس الحياة دون ممالأةٍ لآنِيَّةِ فكرةٍ أو عاطفةٍ ، مما هو نسبةً إلى الطبيعة البشرية : مجرَّدُ زيفٍ .
·   وهناك أعمالٌ جعلت من الفلسفة والميتافيزيقيا موضوعها أصالةً ، فاكتسبت العمق التأمليِّ بداهةً لضرورة الموضوع ؛= كسيمفونيات غوستاف مالر ( استمع مثلاً : إلى الحركة الرابعة من سيمفونيته الأولى ) ، لكن الجدير بالذكر : أن هذه السيمفونيات لم تشتهر إلا بعد منتصف القرن العشرين ، وبظني حتى الآن لم تأخذ مكانها اللائق ، ولهذا حديث آخر .
·   الموسيقا المرصودة للحزن هي أيضًا حازت أعماقًا فلسفية ، لأن الحزن وما ينطوي عليه من نظرة تشاؤمية للحياة هو بمثابة إعطاء فكرة غير تقليدية عن الحياة ، مما يتهيأ في هذه الأجواء أن ينداح الموسيقي في أغوارٍ تأمليةٍ ، وأيضًا في مثل موسيقا القداسات وامتداد الخيال فيها إلى الحياة الأخروية ، والوقوف عند رهبة الموت ، واحتكاك الرغبة بالرهبة فيها ؛= هذا ما يولد أيضًا شرارة الفلسفة ( استمع مثلاً : إلى افتتاحية قداس باخ الرائع في سلم سي الصغير ، وإلى مقطع lacrimosa من قداس الموت لموتسارت ) .    
·   ولكن ما الذي حدا بأولئك الموسيقيين آنفًا إلى استلهام الفلكلور الموسيقي الشعبي ؟ ، جوابي : هو البحث عن الميلودية ( ونعني بها في اختصار : البصمة  المميزة للحن ) ، فالميلودية التي تتمتَّع بالجِدَة والابتكار هي أكثر ما يُؤَرِّق أيَّ مُؤَلِّفٍ موسيقيٍّ ، ونقول : يُؤَرِّقه ؛ لأن الجِدَة والابتكار في لُغَةٍ تتأَلَّفُ من سبعة أحرف = أمرٌ يحتاج إلى ما يشبه معجزة الوحي ، وليس من قبيل ما تغني فيه الحيلة ، وما دام الأمر كذلك ؛= فالموسيقيون ما بعد عصر الباروك لم يستطيعوا المراهنة في الحصول على أطماعهم من الميلوديات الفريدة على مناجاة الروح وحدها ، فعالم الروح عالم حقائق كبيرة ، وهو خالٍ عن الكثير من التفاصيل الصغيرة المبعثرة في الحياة ، هذا من جهة ؛ ومن جهة أخرى : فالروح الموسيقية التي تحلق إلى هذا العالم وتجاوبه التغريد لا بُدَّ أن تمتلكَ من الرهافة واللطافة ما يقرب من الملائكية كي تستشفَّ خفاياه الرائعة ، والبشرية الضعيفة تعتذر عن الوفاء لهذا السمو ، وهم لا يريدون أن يكونوا مثل باخ أو تيليمان الذي له 6000 عمل موسيقي لم يعرف منها إلا القليل النادر ، لذلك كان لا بد من البحث عن سُبُلٍ جديدة .
·   وكان من تلك السبل أيضًا : تلحين الأوبرات والباليه ، فطبيعة المشاهد الحركيَّة للقِصَّة الْمُمثَّلة سواءً في الأوبرا أو الباليه = تُلْهِم الموسيقي الميلوديات المبتكرة المعبِّرة عن التفاصيل المختلفة في القصة ، ولهذا كان أغلب الموسيقيين الذين يلحنون الأوبرات تجفُّ قرائحهم عما سوى ذلك فيتخصَّصون فيها ، ولا شك يبدعون ( أمثال : بوتشيني - روسيني - بلليني - دونيزتي - فردي – فاجنر - شتراوس ) ، حتى وعندما يعمدون إلى التأليف الموسيقي سوى الأوبرات يبقى جو الأوبرات مسيطرًا عليهم ( يتأمل : افتتاحية قداس فردي ، Also Sprach Zarathustra : لشتراوس ) ، ومن المعروف أن فن الأوبرا في صميم نشأته فنٌّ شعبيٌّ ، وكان مبدأه عند الإيطاليين فلاحي أوروبه ، ولذلك كانت في أطوائه منذ البداية أنفاسٌ من الموسيقى الشعبية الإيطالية ، ( علاوةً على استلهام مندلسون لها في سيمفونيته الرابعة ، وهوجو وولف في السرينادا الإيطالية ، وآخرين ) .
·   وعودًا إلى الفلسفة ؛ نقول : باستثناء فاجنر من سائر الأوبراليين فهو الأكثر والأعمق فلسفةً ، وهذا يرجع برأيي ليس إلى تعمُّده ؛ ولكن إلى طبيعة انتقائه لموضوعات أوبراته ، فهو انتقاها من الأساطير الجرمانية القديمة ، حيث الآلهة الشتى ، والقوى المتصارعة ، ومبادئ الشرف والواجب ؛ مما هيَّأَ وأضفى على موسيقاه مزيدًا من التخيُّلية والتأمُّلية لا سيما في عمله الأهمِّ : ( الرباعية الأوبرالية : حلقة البيلونج ) ( استلهمت منها فكرة فيلم الأوسكار [ ملك الخاتم ] ) .
·   عمادة بيتهوفن لموسيقى الالآت في صدر القرن التاسع عشر لا سيما في ألمانيا ؛= جعلت من تلحين الأوبرا (وهو المجال الذي لم يجد فيه بيتهوفن الكثير من غايته) هي السبيل الأمثل لفاجنر إذا ما أراد النبوغ وذيوع الصِّيت دون أن ترهبه القامة السامقة لبيتهوفن .
·   والألماني الآخر الذي حاز الشهرة والتفوق ، ونعني به : مندلسون  ؛= يعزى ذلك إلى أن له الفضل في إعادة اكتشاف أعمال باخ بعد أن كانت لنصف قرنٍ حجابًا مستورًا ، واستلهامه بذلك لروح باخ في أعماله أكسبه التمايز والتغاير عن معاصريه ( قارن بين كونشيرتو الكمان الشهير له وبين مثيلاته من أعمال باخ مثل: thw duble violin concerto in d minor، violin concerto in a minor ولهذا فإلحاق مندلسون بشوبرت والكلاسيكيين من قبله أولى وإن كان متأخرًا عنهم في العصر الرومانسي حسب المنطق الزمنيِّ .
·   كان أيضًا من تلك الميلوديات المبتكرة : الإلحاح والاعتماد على تصوير العواطف الغزلية الرقيقة بين المرأة والرجل ( ومن نافلة القول أن مصطلح الرومانسية أوسع من ذلك ) ، وهو النهج الخاص بشوبان ، وبمقدار ما كان لشوبان في هذا من إبداعٍ ، والذي سايره فيه شومان ، لكن تحرر شومان وإحساسه بالحب كحالة روحانية تأملية وليس مجرد عاطفة قلبية = هيأ لموسيقاه أن تكون ذات بعد فلسفيٍّ تأمليٍّ لم يتهيأ للكثير من موسيقا شوبان ( يستمع مثلاً إلى : السيمفونية إيتودي ) ، ويحلو لي أن أشبههما في الشعر العربي ( مع فارق الموسيقا عن الشعر ) بإبراهيم ناجي وعلي محمود طه .
·   وعودًا إلى استلهام الموسيقى الشعبية بقي أن نذكر الأعمال المستقاة من الفلكلور الإسباني مثل : (السيمفونية الأسبانية: لالو - الكبريتشو الأسباني : كورساكوف ، المجموعة الأسبانية للبيانو : ألبينيز - الرقصات الأسبانية : جراندوس ، حدائق أسبانيا : مانويل دي فالا ) ، وأيضًا بعض أعمال مجموعة الخمسة (بالاكريف - كوي - موسورسكي - كورساكوف - بورودين ) التي سعت لإحياء الموسيقى الشعبية الروسية ، أو الأعمال التي اهتمت بالموسيقى الشعبية كنوع من النضال الوطني كما في بعض أعمال سميتانا وبارتوك ويوهان شتراوس ( خلافًا لجان سيبليوس مثلاً في عمله فنلنديا فهو عمل وطني لكنه لم يتطرق إلى المواضيع الشعبية ولم يستخدم الموسيقى الفلكلورية ) ، وكذلك بالاكرييف في عمله للبيانو islamy ، وإيفانوف في النبذات التاريخية القوقازية ، واستلهام خاتشوريان للموسيقا الشعبية الأرمينية ، والومضات الشرقية في أعمالٍ مثل : adieux de l'hotesse arabe لبيزيه ، وشمشون ودليلة لسان سيين كميل، وشهرزاد لكورساكوف ، وغيرها ( فللاستشراق في الموسيقا الغربية حديث آخر ) = إلا أنه ما من هذه الأعمال شيءٌ اكتسب الطابع الفلسفية الذي امتازت به الأعمال الهنغارية والسلافية ، لكن الاستلهامات الشرقية بلا شك أكثر روحانية .
... ( بقيَّةٌ لاحقةٌ )

 1  2  3 

*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
جزاك الله خيرًا    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
- شكرًا لأستاذنا الحبيب / د.يحيى على الفائدة النحوية ، وعلى ثنائه الطيِّب ، وعلى هذه السيرة الذاتية لشابٍّ من المجتهدين المثابرين ، وكما في الأمثولة : ( فكن حديثًا حسنًا لمن وعى ) ، وبحسب سيرته فهو من إقليمي، ولكن لا تربطني به قرابة ، وكما قال العراقيُّ في ألفيَّةِ المصطلح : ( وضاعت الأنساب في البلدان - فنسب الأكثر للأوطان ! ) ، وأسأل الله تعالى التوفيق إلى التشبُّهِ بكُلِّ المجتهدين في العلم النافع والعمل الصالح، (فتشبهوا إلم تكونوا مثلهم-إن التشبه بالكرام فلاح).
*محمود العسكري
4 - ديسمبر - 2010
هذا هو ، وليس طالباً جامعياً كما تعرفنا إليه من سيرته الذاتية !!!!    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 

التخطيط والإعداد السليم للإلقاء

بواسطة: محمود الدمنهوري, بتاريخ: السبت, 13 يـونـيــــو 2009
Bookmark and Share   258 قراءة
 
إذا كنا نستطيع نقل الأفكار, والآراء بوضوح أثناء المواقف اليومية بدون الاستعداد لذلك, فلم نحتاج إلى الاستعداد لأداء الإلقاء؟ هناك سببان رئيسيان لذلك, هما:
 
أولاً: خلال إلقاء يستغرق مدة عشرين دقيقة, أو أكثر سنحتاج إلى نقل كمية كبيرة من المعلومات, تفوق كثيراً ما اعتدنا على نقله في جلسة يومية. فنادراً ما يحصل الحضور على فرصة أثناء الإلقاء لمقاطعة المتحدث, والاستفسار عن شرح لمعلومة ما, ولذلك علينا أن ننقل أفكارنا بأقصى درجة ممكنة من الوضوح. نريد أن نمنح الإلقاء تنظيماً يسهل متابعته, وأن نطرح الأفكار بطرق يستطيع الحضور فهمها, واستيعابها بسهولة ويسر.
 
ثانياً: إن لم نكن معتادين على أداء الإلقاء, فإن الموقف قد يكون مليئاً بالمفاجآت غير المحددة, التي تحدث قلقاً يصعب علينا أداء الإلقاء على النحو المطلوب, ونجد صعوبة في نطق كلماتنا, ولا نستطيع التفكير بوضوح. إن الاستعداد يساعدنا على إزالة الأمور المجهولة من الإلقاء. وفي الواقع, فإن الاستعداد للإلقاء يمنحك الثقة في الأداء بطريقة طبيعية أكثر.
 
دعنا ننظر إلى بعض هذه الأمور المجهولة. هنالك أربعة مكونات أساسية لأي إلقاء, والاختصار ح و/ م ر سوف يساعدك على تذكرها :
ح = الحضور,  و = الوسيلة,  م = المقدِّم,  ر= رسالتك.
 
يواجه المقدِّم محدود التجربة, والخبرة أموراً مجهولة في مجالات أربعة:
·        ماذا يتوقع الحضور؟
·        هل سيصغون إليّ؟
·        كيف ستكون ردود أفعالهم لما سأقوله لهم؟
·        كيف سأقف أمامهم؟
·        هل يجب عليّ استخدام الكثير من الشرائح؟
·        هل أتصرف معهم بطريقة رسمية؟
·        ماذا يحدث لو أنني نسيت ما أريد قوله لهم؟
·        هل سيفهمون ما سأتحدث عنه؟
 
إن الاستعداد يجيب على هذه الأسئلة, وعلى كثير غيرها مما يمكن أن يسبب المتاعب للمقدِّم قليل الخبرة, والتجربة (وحتى للمقدِّمين الذين اعتادوا على تقديم العديد من الإلقاءات). كما أن الاستعداد يساعدك على تجنب العديد من المآزق.
 
 بعض المآزق العامة التي تحدث في الإلقاء:
الحضور:
·        لم تفهم سبب تواجد الناس, ولم تزوّد الناس بالمعلومات التي يريدونها, أو يحتاجونها حقاً.
·        بالغت في تقدير المعرفة المتوفرة لديهم عن الموضوع, ولم يستطيعوا فهم الموضوع الذي كنت تتحدث عنه.
 
الوسائط:
·        قمت بإعداد الإلقاء مشدداً التدقيق على تفاصيل الموضوع, واخترت كلماتك بعناية, وقدمت الإلقاء كلمة بكلمة, فبدا الإلقاء مملاً, وتوقف الحضور عن الإصغاء إليك.
·        بدت الشرائح التي أعددتها باحترافية فائقة الروعة, ولكن حينما شرحت هذه الشرائح كان الحضور مهتمين بالشرائح أكثر من اهتمامهم بما كنت تتحدث عنه.
 
مقدِّم الإلقاء:
·        ركزت عينيك على ملاحظاتك المدونة بسبب قلقلك على نقل رسالتك بشكل صحيح, فشعر الحضور بأنهم مهملون من جانبك, ولم تلاحظ تشتت انتباههم عن الإلقاء.
·        لم تتوقف وقفات مؤقتة أثناء الإلقاء بسبب خوفك من إمكانية اعتقاد الناس بأنك نسيت ما أردت أن تنقله من معلومات إليهم,ولم تعط الحضور برهة من الزمن لكي يستوعبوا فكرة ما, قبل أن تبدأ في شرح الفكرة التي تليها.
 
الرسالة :
·        لم تكن واضحاً في عرض الرسالة التي أردت نقلها للحضور, ولم يعرف الحضور تلك الرسالة أيضاً.
·        شرحت أفكارك عن طريقة إعطاء أمثلة ممتازة, ولكنها لم تكن مناسبة للحضور, لقد فقد الحضور الاهتمام برسالتك, وفقدت رسالتك تأثيرها عليهم.
 
وبدراسة هذه الأمثلة ستلاحظ بأن الحضور هم دوماً بؤرة المشكلة, وذلك لأنك من خلالهم فقط تستطيع تحقيق أهداف إلقائك. فعليك عند الإعداد لأي إلقاء أن تبدأ بدراسة الحضور
*د يحيى
4 - ديسمبر - 2010
هل أنت أبو عبد الحميد ؟    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
السلام عليكم يا أستاذ محمود
*د يحيى
4 - ديسمبر - 2010
كشف الخفا ومزيل الإلباس ...    ( من قبل 3 أعضاء )

رأي الوراق :     قيّم
 
-   أستاذنا الحبيب المفدَّى / د.يحيى ؛ أنا حقًّا لست ذلك الأخ / محمود الدمنهوري أبو عبد الحميد ، أنا شخص آخر غيره ، هو تشابه أسماء ، ودمنهور هي بلدي التي لم أغادرها ، وعائلتي هي العسكري ، وأبو أحمد هي كنيةٌ للتفاؤل . والمصادفة السارة في الأسماء تبعث على التفاؤل ، ولعلِّي أُقَدِّم إن شاء الله شيئًا من الأعمال النافعة الطيِّبة كتلك التي قدَّمها ذلك الشخص وَفَّقُه الله ، ومن سيرته التي قدَّمْتَها أستاذنا الأثير = فهو متخصِّصٌ في مجال طرق التدريس ووسائل التعليم ، ولديه أفكار وابتكارات في هذا المجال ، ولعلِّي أفيد منها فيما أردتُّ كتابته عن الجوانب المهارية في تعليم الطفل إن شاء الله .
 
-   وكوني لم أغادر دمنهور = لم يمنع والدي - حفظه الله ، وجزاه عني خيرًا - أن يزور حلب الشهباء في أواخر السبعينات ، وأن يقيم بها أسبوعًا ، وقد تناول بها أكلةً سوريَّةً شهيَّةً يذكر مذاقها واسمها ؛ لكنه نسي ما هي ؟! ؛ أكلة ( الفتُّوش ) .
 
-       فسلامٌ إلى حلبٍ ، وإلى مآذن حلب ، ذات الأصوات الرخيمة النديَّة .
*محمود العسكري
4 - ديسمبر - 2010
تشرفنا يا أبا أحمد الطيّب    ( من قبل 8 أعضاء )    قيّم
 
تحيات حلب الشهباء لكل كريم أصيل ، وتحيةً واحتراماً مني ومن أسرتي للوالد الغالي ولك ولأهلك أجمعين.
*د يحيى
4 - ديسمبر - 2010
هدية حلب الشهباء إلى آل دمنهوري    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
http://www.youtube.com/watch?v=Sntjl3H-zRo&feature=related
*د يحيى
5 - ديسمبر - 2010
بالغ امتناني ...    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
شرَّفك الله وأعلى قدرك أستاذنا الفاضل ، وهدية جميلة غالية من أصيل كريم ، شكرًا لك وشكرًا للأعضاء الأعزاء الذين شاركوا بالتقييم  ، ولقاؤنا دائمٌ بنعمة الله على بساط العلم والأدب والمحبة والاحترام .
*محمود العسكري
5 - ديسمبر - 2010
استفسارات    ( من قبل 1 أعضاء )

رأي الوراق :     قيّم
 
مع الشكر الجزيل لتعريفنا، بشكل مركز وغير عصي على الفهم، على أنماط من التآليف الموسيقية الغربية مع أمثلة عليها استمعنا لبعضها، أو استمعنا وشاهدنا عزفا لها، على قناة " يوتيوب "،
هل للأستاذ العسكري الدمنهوري، أبي أحمد، أن يقارن لنا مشكورا، بين الموسيقتين : الشرقية والغربية ، من جهة عصورهما المتعددة، إن جازت المقارنة؟
عصر الباروك مثلا، ماذا يقابله من موسيقانا وأغانينا؟ والفانتازيا الغربية ، هل لها من شبيه في واقع الموسيقى العربية، مثل موسيقى عبد الوهاب الآلية وأغانيه؟ أسأل هذا السؤال ؛ لأن لعبد الوهاب، كما هو معلوم، قطعة موسيقية اسمها " فانتازي نهاوند ". وهل الأغاني العربية العاطفية، التي فيها إغراق في العواطف المتخيلة،وإكثار من الصور الشعرية الجميلة، والتي يمكن تصور حدوثها في الواقع، يمكن عدها من نوع الفانتازيا؟أم إن الفانتازيا تعني السرور والمرح والانشراح ولو بالتخيل، كما يخيل إلي احيانا من استخدامنا لهذه الكلمة في اللغة العامية المحكية؟
وهذا رابط للقطعة الموسيقية المسماة " فانتازي نهاوند " لمحمد عبد الوهاب:
ومما يزيدنا فهما لعصور الموسيقى، التمثيل عليها بأنماط من الشعر العربي في مختلف عصوره إن أمكن، مع الشكر والامتنان.
 
 
*ياسين الشيخ سليمان
7 - ديسمبر - 2010
ها هي ذي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
http://www.rahtawi.net/vb/showthread.php?t=132312
*د يحيى
8 - ديسمبر - 2010
إضافة    ( من قبل 1 أعضاء )

رأي الوراق :     قيّم
 
-   أشكرك أستاذي الأثير ياسين على ما تفضلت به من قراءة هذه الكلمة المتواضعة لكاتب ليس متخصِّصًا في هذا المجال ، وشكرًا لهذه الأسئلة التي تدل على حسن ظنك بي ، وسأجتهد في الإجابة عليها في حدود معرفتي ؛ مع اعتذاري عما إذا كان بها من خطأ أو تقصير .
-   وأبدأ بإيضاح معنى الفانتازيا في الموسيقى ، إنها تعني الغموض المثير ، كما لو أن المؤلف الموسيقي يريد التعبير عن حقائق كبيرة ، ولكنها لأجل أنها كبيرة = فإن التعبير عنها لا يأتي مختصرًا واضحًا متوجِّهًا ، وإنما يحوم من فوق ويومئ من بعيد ، ولذلك فإن الطابع العام للموسيقى الفانتازية : أنها أقرب إلى الحزن والتأمل ، وقد تأتي في أثنائها مقاطع مبتهجة ليس لغاية الابتهاج في ذاتها = وإنما لتعزيز كبر هذه الحقيقة وغموضها ؛ مثلما تحاول تلطيف صدمة حادث محزن أو موقف محير = بنظرة راضية وأمل متفائل .
-   وإذا أردنا أن نأخذ مثالاً للفانتازيا بهذا المعنى المتقرر من الشعر العربي = فمن المنتقى قصيدة الأطلال لإبراهيم ناجي غفر الله لنا وله ، فهذه القصيدة ليست غزلاً أو نسيبًا صريحًا ، وليست حكمةً خالصةً ، وليست تألُّمًا محضًا ، ولكنها مزيجٌ متراكبٌ من معانٍ شتى مصوغة في نفس طويل متأمل ، وأذكر هنا عيبا أراه في بعض الألحان الموضوعة لبعض القصائد ، ففي لحن السنباطي - غفر الله لنا وله - لقصيدة الأطلال = لم يوفق في تلحين مقطع منها كما ينبغي ؛ وهو قوله ( هل رأى الحب سكارى مثلنا ) ، فهذه الأبيات من جهة المعنى فيها روحانية وخشوع ، بيد أن اللحن جاء مغايرًا ومشحونًا بالطرب والاهتزاز والبهجة ، فالمعنى سار في جهة واللحن سار في جهة أخرى . أما إذا أردنا أن نأخذ مثلاً للفانتازيا من الموسيقى الشرقية = فمن المنتقى المقدمتان الموسيقيتان لحديث الروح وأنا وحدي للسنباطي ، وقد استمعت إلى موسيقى فانتازيا نهاوند من خلال الرابط ؛ لكن بحسب فهمي لمعنى الفانتازيا في الموسيقى الغربية = فإن أسلوب هذه الموسيقى لمحمد عبد الوهاب مختلفٌ عنه ، كما أن مقام النهاوند بطبيعته ليس مليئًا بالحزن والروحانية كالحجاز أو البياتي ، لكن لعله قصد من تسميتها بالفانتازيا أنه لم يَصُغْها في قالبٍ شرقيٍّ كالسماعي أو البشرف ، ووجهات النظر في الفنون لا تنحصر ولا تنضبط ، لأن الفنون مردُّها الرئيس إلى الأذواق والأحاسيس ، وهذه أمورٌ فطريَّةٌ أكثر منها مكتسبة .
-   وفي المقارنة بين الشعر العربي والموسيقى الغربية ، فمن جهة الطول والبحور والقوافي ، فلنا أن نقول : إن الأوبرا وهي مسرحية غنائية موسيقية تشبه المسرحيات الشعرية العربية من جهة تنوع مواضيعها وبحورها وقوافيها ، والرقصات وهي أعمال موسيقية صغيرة ويتضَّح فيها الانفعال الشعوري ابتهاجا أو تألُّمًا على نَحْوٍ لافتٍ ، لأنها من ميزان 2/4 : تشبه المقاطيع الشعرية من البحور الصغيرة مثل المجزوآت والمجتث والمقتضب ، وهي مثل هذه المقاطيع الشعرية لها أفكار مختصرة ومحددة ، وموسيقى الفالس وهي أعمال موسيقية صغيرة أيضًا من ميزان 3/4 ولها إيقاع خاص يسمى : om – pah – pah = أي نقرة ضعيفة ثم نقرتان قويتان ، = فهي تشبه الأعمال الشعرية التي تتَّضِحُ تفاعيلها وكأن البيت الشعري مفصَّلٌ إلى أقسامٍ ، أما السيمفونيات والكونشيرتوهات ( وأحب تعريبها بالمحاورات ) فهي مثل القصائد المطولة ذات الأفكار الكثيرة ، وقد تلزم قافية واحدة ، وقد تتعدد قوافيها .
-   والموسيقى الشرقية تختلف عن الموسيقى الغربية = اختلافَ الجمال في الفنون العربية كافةً عن الفنون الغربية ، فالجمال العربي يعتمد على الزخرفة والنمنمة والتقاطيع المليحة ، والجمال الغربي يعتمد على فخامة الهيكل وهيبة الشكل العام ، فمثلاً قد يبرز جمال الفن العربي من خلال لوحة خطية صغيرة ، أو في لحن وجيز يعزف على عودٍ منفردٍ ، لكن في الفن الغربي تجد القصور الضخمة ذات التماثيل الكبيرة ، وتجد السيمفونيات التي يشترك في عزفها مئات العازفين بمئات الآلات ؛ مع أن اللحن الأصلي قد يعزف بالفم أو بواسطة نايٍ صغيرٍ .
-   وإذا أردنا مقابلة عصور الموسيقى الغربية بعصور الشعر العربي ، فإن عصر الباروك والعصر الكلاسيكي يقابلان الشعر العربي في العصر العباسي ابتداءً ببشار وانتهاءً بابن عنين ، والعصر الرومانسي وهو القرن التاسع عشر يقابل الشعر العربي في العصر الحديث ابتداءً بشوقي وانتهاءً بالجواهري مرورًا بأطيافه المختلفة ، أما موسيقا القرن العشرين فليس لها نمطٌ خاصٌّ ولكنها تختلف باختلاف الميول الذوقية لدى كل مؤلف ، فمثلاً : موسيقا رخمانينوف أشبه بالعصر الكلاسيكي ، وموسيقا موريس جار أشبه بالعصر الرومانسي ، وهكذا ، وعمومًا فمن الجليِّ : أنه لا توجد ضوابط صارمة في عصور الفنون ، فشاعر مثلاً كالأمير منجك باشا = شعره أشبه بشعر أواخر العصر العباسي ؛ منه بشعر نظرائه من الشعراء في القرن العاشر الهجري وما بعده .
-       وأكرر لحضرتكم شكري وامتناني على إيلائكم هذا الموضوع بالاهتمام والمشاركة .
*محمود العسكري
9 - ديسمبر - 2010

 
   أضف تعليقك
 1  2  3