مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : يوميات دير العاقول    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 معتصم 
20 - مايو - 2007
يوميات دير العاقول هو عنوان لكتاب جديد يعيد الشاعر محمد السويدي عبره تركيب عصر الشاعر الكبير أبو الطيب المتنبي, من خلال نص خاص يستند في مرجعيته إلى كل ما توافرت عليه المكتبة العربية , و جهود بحثية للمؤلف على مدى العشرين عاماً الماضية , و سيكون العمل موسوعة كاملة عن القرن الرابع للهجرة , معتمدةً على سيرة المتنبي كإنسان أكثر من كونه شاعراً , و سيكون الراوي لأحداث زمانه .
و المؤلف يضع هذا العمل في أيدي رواد مجالس الوراق مؤكداً على أهمية آرائهم في إغناء هذا العمل و تطويره .

 1  2  3 

*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
مع المتنبي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
كل التحية للأستاذ النويهي على مراجعته لكتاب (مع المتنبي) لطه حسين ، ولكن الشيخ طه ، كأساتذته ، غير ثقة في هذا الباب ، من وجهة نظري على الأقل ، ومع ذلك فقد أثار الدكتور طه حسين في ما نقله الأستاذ النويهي تساؤلا في العمق وهو قوله : (والشىء الذى لاينبئنا به الرواة هو مصير أصحاب المتنبى الذين رافقوه إلى أرجان ، ثم إلى شيراز ، فقد كان مع جماعة من البغداديين ، منهم ابن جنى . فأين تفرق عنه هؤلاء الناس ???) حقا!. أين ذهب الذين كانوا معه?. وماذا فعلوا?. أقاتلوا معه أم خذلوه وأسلموه وتفرقوا عنه?. ولعلنا نعرف شيئا قليلا إذا قارنا بين وفاة المتنبي وابن جني مثلا لنعرف كم عاش الأخير بعد صاحبه .. وقد قرأت أن خير من كتب عن المتنبي هو (أبو فهر : محمود محمد شاكر) ولكنني لم أستطع الحصول لا على كتابه عن المتنبي ، ولا على شرحه لديوان المتنبي ، وكنت قرأت له في (مجلة الرسالة) للزيات مساجلة مع المرحوم سعيد الأفغاني (حول نبوة المتنبي) فلعل الأخ النويهي يجد في ما كتبه محمود شاكر ما يجلو بعض الغموض في هذه القصة.. مع كل الشكر والتحية ..
*داوود
9 - يونيو - 2007
هامش اليوميات    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
شهدنا ليلة أمس مساء آخر من أمسيات السويدي ويوميات دير العاقول، وكان الجديد هذه المرة حافلا بالمفاجآت، ليس فقط على صعيد اليوميات الجديدة التي يعيد فيها السويدي رسم شخصية المتنبي كما يتصورها، وإنما كان الجديد الأهم (هامش اليوميات) وهو ما سيظهر لاحقا في هامش كل يومية، يوثق فيها السويدي لليومية، مبينا مراجعها ومصادرها، وملقيا الضوء على ما يعتبره حقا له مشروعا في التصرف بإضافة بعض اليوميات من خياله الخاص كيومية العرافة التي أثارت اهتمام النويهي، فهذه اليومية التي بحث لها السويدي عن موطئ قدم في اليوميات هي ضرب من الخيال ليس إلا، ولكنه خيال يتصل باهتمام السويدي المطول بعلم الفلك والأبراج، ولأنني لست في هذا الفن في العير ولا في النفير، لم أفهم ماذا يعني أن يكون المتنبي من مواليد برج الجوزاء، وسواء كانت هذه هي الحقيقة أم لا، فكذلك تصوره السويدي، وهو ينحت هذا النصب الضخم الذي يمثل المتنبي جسدا وروحا، بغضون وجهه وعروق يديه وضفائر شعره وبريق عينيه، وسترى فيه الناس تمثالا، وسيرى فيه السويدي نهر الحياة التي عاشها هو. وسيرى فيه كل واحد منا خيال العذابات التي تعتصر فؤاده، ويحسها ويلمسها في شعر المتنبي والطبقة العالية من شعراء العرب، أو كما يقول السويدي فإن التاريخ منذ أكثر من ألف عام يغربل في شعراء العرب ويبقى المتنبي عصيا على الغربال مع نخبة من شعراء المعلقات وشعراء العصر العباسي، لم تنجب العرب بعد من يبذهم ويحتل مكانتهم في قلوب عشاق الشعر ومتذوقيه (السمّيعة)
 
.... أكتب هذه الكلمات وفي سمعي صدى ما حكاه لنا السويدي من هوامش سفر الخروج، وهو يحكي فيه قصة خروج المتنبي من مصر التي أودعها المقصورة التي يقول فيها:
وَلَـكِـنَّـهُـنَّ  حِـبالُ iiالحَياةِ وَكَـيـدُ  الـعُداةِ وَمَيطُ iiالأَذى
ضَرَبتُ بِها التيهَ ضَربَ القِمارِ إِمّــا  لِــهَـذا وَإِمّـا لِـذا
وأنا أتشوف لرؤية هذا الهامش منشورا على الوراق ليقرأ الناس المتنبي بقلم عربي صميم عاش البادية كما عاشها المتنبي، وعرف تقاليد الرحلة في مضارب البدو، وهو ينقل في هذا الهامش عن أبي العلاء تسمية شيوخ العرب الذين نزل عليهم المتنبي في رحلته، وكانوا على علم بخروجه من مصر ليلة العيد، وكل منهم على علم باليوم الذي يصل فيه المتنبي إلى مضاربه، وانظر في ذلك ما حكاه أبو العلاء في تفسير هذه الأبيات من المقصورة:
فَـمَـرَّت  بِنَخلٍ وَفي رَكبِها عَـنِ  الـعالَمينَ وَعَنهُ غِنى
وَأَمـسَـت  تُخَيِّرُنا iiبِالنِقابِ وادي  الـمِياهِ وَوادي iiالقُرى
وَقُـلنا لَها أَينَ أَرضُ العِراقِ فَـقـالَت  وَنَحنُ بِتُربانَ iiها
وَهَبَّت بِحِسمى هُبوبَ الدَبورِ مُـسـتَـقبِلاتٍ مَهَبَّ iiالصَبا
رَوامـي الكِفافِ وَكِبدِ الوِهادِ وَجـارِ  البُوَيرَةِ وادِ iiالغَضى
وَجابَت بُسَيطَةَ جَوبَ iiالرِداءِ بَـيـنَ  الـنَعامِ وَبَينَ iiالمَها
إِلى عُقدَةِ الجَوفِ حَتّى iiشَفَت بِماءِ الجُراوِيِّ بَعضَ iiالصَدى
وَلاحَ  لَـها صَوَرٌ iiوَالصَباحَ وَلاحَ الـشَغورُ لَها وَالضُحى
وَمَـسّـى  الجُمَيعِيَّ iiدِئداؤُها وَغـادى الأَضـارِعَ ثُمَّ الدَنا
فَـيـا  لَكَ لَيلاً عَلى iiأَعكُشٍ أَحَـمَّ  الـبِلادِ خَفِيَّ iiالصُوى
وَرَدنـا الـرُهَيمَةَ في iiجَوزِهِ وَبـاقـيـهِ أَكثَرُ مِمّا iiمَضى
فَـلَـمّا  أَنَخنا رَكَزنا الرِماحَ فَـوقَ  مَـكـارِمِـنا iiوَالعُلا
وَبِـتـنـا  نُـقَـبِّلُ iiأَسيافَنا وَنَـمـسَحُها  مِن دِماءِ iiالعِدا
لِـتَـعلَمَ مِصرُ وَمَن بِالعِراقِ وَمَـن  بِالعَواصِمِ أَنّي iiالفَتى
وَأَنّـي  وَفَـيتُ وَأَنّي iiأَبَيتُ وَأَنّـي  عَتَوتُ عَلى مَن iiعَتا
كان حديث السويدي في هامش هذه اليومية حديث الباحث المتمكن الضليع، فتساءلت كم هي المدة التي قضاها في إعداد هذا الهامش، وهل ستحظى بقية اليوميات بنفس هذا القدر من الدقة والتوثيق. وبينما أنا أتساءل إذا بالسويدي يفتح هامش دير العاقول، ويتناول بالنقد المرير حكاية مقتل المتنبي في النعمانية، ويقترح رواية أخرى،، متشابكة الفصول مرتبطة بالظروف السياسية و القوى الإقليمية و النزاعات الطائفية التي أحاطت بعصر المتنبي، ليس من حقي أن أميط اللثام عن رواية السويدي الآن قبل صدور هامش اليوميات فترقبوا هذه السويدية الجديدة
 
*زهير
10 - يونيو - 2007
من أيام السويدى المجبولة بعبير المتنبى (3)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
(هو ذا بضعة من عطارد
على الجبين وضع قبلته
وفي القدمين الصغيرتين غرس
جناحين
فإن رمت اللحاق به لربّما
أفلت كالهواء في الهواء)
                    حديث عرّافة   

ستة أسطر ،مقدمة واستهلال لبطل أسطورى  خيالى هو بضعة من (عطارد) الإسم العربى للإله  الإغريقى  ميركوريو س  بن جوبيتر من الإلهة مايا  وهو رسول الآلهة وخاصة جوبيتر  إلى بنى  البشر 0
ومن أبيات الإنيادة لفرجيليوس ،الكتاب الرابع ص210 االسطر 238ومابعده
  (بعد كل الحديث 0000،إستعد ميركوريوس لتنفيذ مشيئة والده العظيم 0
بدأ أولاً بأن ربط فى قدميْه خُفيّه الذهبيين ،اللذين يحملانه بجناحيْهما إلى الفضاء الأعلى ،كالرياح السريعة ،فوق البحر والبر على السواء 000)0
 
يراجع الإنيادة  ،الجزء الأول  ،طبعة الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر ،القاهرة 1971،ترجمة كمال ممدوح حمدى وآخرين وتقديم الدكتور /عبد المعطى شعراوى ،دراسات إغريقية ولاتينية ، كانت مخصصة لنشر ترجمات كاملة لأعمال الكتاب الإغريق واللاتين  وصدر منها فقط الإنيادة كاملة فى جزئين ، وتوقفت نهائيا 0
 
ولكن(( حديث عرافة السويدى))))  لن ينتهى  ،فلابد من الإستفاضة والتوضيح ،سيما وأن حديث العرافة يفك مغاليق الشخصية المرهونة بالتحليل والشرح 0
الأستاذ /السويدى عاشق للتراث00 ومحبوبه الأثير  الشاعر( المتنبى )،لكنه لا يقف عند التراث العربى  بل يغوص فى  بحار الأساطير الإغريقية واللاتينية  ،فهو غواص ماهر ،لربطه الوثيق بين الشعر والأسطورة ، وما أكثر ما كتب عن الأساطير فى الشعر العربى  وارتباطه بالأسطورة الغربية بمعناها الأوسع والأشمل عبر توالى العصور  0
 
أولا : مفهوم الأسطورة 0
 
       من روائع الأدب الصوفى المخاطبات للنفرى  وسبق حديثى عنه ،عندما سمعت مقاطعا منه من المكتبة السمعية بالوراق ،وعند قراءتى كنت أتوقف  طويلاً، مفكراً ومستفهماً ومستفسرأ،عند سطر يقول (كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة )0
 
والأساطير عوالم متشابكة من الصعب الإلمام بها وصدق القديس أوغسطين عندما أكد فى اعترافاته(إننى أعرف جيدا ماهى الأساطير بشرط ألا يسألنى أحد عنها ،وإذا سئلت وأردت الجواب فسوف يعترينى التلكؤ ،معتمدا على مقولة الزمن ،ومتنبئا بتورط كل من تحدثه نفسه أن يقدم تعريفا شاملا موجزا للأسطورة ) 0
 
وكنت  فى بداياتى ، قد قرأت قولاً  لفولتير وهو يؤكد (أن الحمقى هم وحدهم الذين يدرسون الأساطير )00كنت مندهشا ومأخوذا من قول فولتير ،وبمرور السنوات تبين لى صحة مقولته فالأساطير عوالم يتوه فيها العقل وبحار لا شواطىء لها ولاقرار0
 
وأسطورة ميركوريوس (عطارد) من الأساطير التى يراهاالبعض قصصا مجازية وتفسيراً طبيعياً، لما يحرى من أمور فى الكون ،فهى تاريخ ولكنه يعلل ظواهر الطبيعة المستغلقة  على فهم الإنسان ولايجد لها تفسيرا ،ومن ثم 00تم القران الأبدى بين أسماء الآلهة، فلكياً وتنجيمياً، وبين أسماء النباتات والكواكب والبروج 0
*عبدالرؤوف النويهى
10 - يونيو - 2007
من أيام السويدى المجبولة بعبير المتنبى (4)    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم
 
                     ثانياً: رحلة السندباد
 
 
لن يعرف السكون
وستلّوحه الأسفار
سيبّدل المنازل والرفاق
إستبداله الفصول
النجوم توميّ إليه واعدة
بجنة لم تقع عليها عين
وبحر لم يرتده زورق

                           حديث عرّافة
 
البطل التراجيدى يطل علينا من بين سبعة أسطر  مغرقة فى استنطاق الغيب ،هذا الذاهب إلى نهايته المحتومة والمفروضة عليه ولافكاك منها0
لن يعرف السكون !!!
ماأقسى شقاء النفس  ألا تجد راحة وسكينة وطمأنينة ??
ما أشقى هذه الروح القلقة عبر توالى العمر ??
ما أرزح العبء على نفس 00ما تبتغيه فى كل بلدة جلّ أن يُسمى!!
السويدى ، بكلمات محسوبة ومعدودة يرسم مصير بطله الأسطورى  000000
ألا تذكرنا سطور السويدى بإينيادة  فرجليوس  وبطلها إينياس ??
 
لن يعرف السكون 0
 قطع وجزم وحسم وقضاء لامفر منه0
 
وستلوحه الأسفار000
هذا السندباد التراثى  الذى ابتدعه السويدى ،عابراً ومستلهماً قصة السندباد البحرى  التى شغفنا بها صغارا وكبارا 0
إنه يصنع من حياة المتنبى سندبادا يطوف بالآفاق ويواجه المخاطر ويسيح فى البلاد 0
 
من الحقائق الثابتة هذا العمل الفذ (ألف ليلة وليلة ) والتى تصدت لطبعه وفى تسعينيات القرن الماضى هيئة قصور الثقافة المصرية وطبعته فى طبعة شعبية بجنيهات معدودة ،إثر قيام العسس الرقابى بمصادرتها_ فى طبعات أخرى_ لاحتوائها على ألفاظ خارجة !!!!
وهكذا نُبتلى فى كل صباح بضيق الأفق وضحالة المعرفة وسفالة اللسان ورقاعة الكلمة 0
 
وستلوحه الأسفار
سيبدل المنازل والرفاق
استبداله الفصول
 
السندباد البحرى كما ترويه ألف ليلة وليلة يعانى من الأهوال والأخطار  الكثير والكثير ، ويتغلب عليها بما يتمتع به من مواهب وقدرات خارقة ،ويهزم كل العراقيل التى تصادفه أو تحد من انطلاق هدفه ،ويعود فى نهاية رحلته الشاقة والصعبة والمريرة ،محملا بالكنوز والمعارف إلى موطنه  غامراً الجميع بأطايب المعارف وأثمن الأموال0لكن سندباد السويدى  يستبدل المنازل  وأيضا الرفاق  كالفصول الأربعة التى تجتاح دنيانا وحياتنا ،لايستقر على حال ،متقلب ،متمرد مأزوم 0
الحلم السويدى الغارق فى ملحمة المتنبى ،لم يكتف بأهل الأرض إشادة ببطله الملحمى ،بل كانت النجوم تومى إليه واعدة ، بجنة لم تقع عليه عين ، وبحر لم يرتده زورق 0
 
جنة  000 لم تقع عليها عين 00
ألا يأخذنا السويدى إلى ما  لاعين رأت ولا أذن سمعت ولاخطر على قلب بشر 00
ألا يأخذنا السويدى ببطله الأسطورى إلى بحار لم يرتدها زورق 00
أليس السويدى يصنع من حياة المتنبى أسطورة ??
       ويالها من أسطورة !!!
*عبدالرؤوف النويهى
11 - يونيو - 2007
من أيام السويدى المجبولة بعبير المتنبى (5)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
                 ثالثاً:     حيرة السندباد
 
وراء ظهره سيخلّف من أحبّ     
لأجل عدوّ ما من صداقته بدّ
سيقدح رأسه الصغير شررا
الكلام ينساب جداول
ويحلّق عقبانا
سيدبّج رسالتين
بكلتا يديه في آن
وإن لجّ في جدل
لن يرض الخروج منه إلاّ مظفّرا
بإكليل غار
                          حديث عرّافة
 
العرافة تستطلع الغيب ،وترسم معالم حياة ،وترتكن على حرف السين فى كل فعل مضارع تستهل به حياة المتنبى ،منذ (ستلوحه الأسفار وانتهاءا سيتملق ويداهن )والسين بدخولهاعلى الفعل المضارع تفيد التأخير إلى أجل يتحقق فيه المقصود 0
عشرة أسطر هى خلاصة الصراع  الذى خاضه المتنبى ،وكأنه قدر لامفر منه ولامندوحة عنه ،هو صراع لابد من احتماله والصبر عليه ونهاية محتومة لامحيص عنها0
وراء ظهره سيخلف من أحب 000
لأجل عدوّ ما من صداقته بدّ
بداية لاتبشر بخير وإنما بداية معاناة مريرة قاسية على الروح والنفس وغربة واغتراب وشجون وعذاب 0
سندباد هارب إلى الجحيم 000
خلّف الأحباب والقلب يعتصره الألم والحزن والضيق 00
يهيم فى البرارى والقفار ويسيح فى دنيا ماله فيها صديق ولاحبيب ولارفيق000
فالأعداء كُثر ،وينتشرون فى فى كل مكان يقصده ،ويأتون من كل صوب وحدب، شاهرو الأنياب ،واجمو الوجوه ،سود القلوب ،غلاظ الروح،عديمو الفهم ،سيئوالمقال ،فاحشو الفعل0
 
سيقدح رأسه الصغير شررا
الكلام ينساب جداول
ويحلّق عقبانا
سيدبّج رسالتين
بكلتا يديه في آن
وإن لجّ في جدل
لن يرض الخروج منه إلاّ مظفّرا
بإكليل غار
توقفتُ كثيراً وكثيراً جداً عند السطر الأول(سيقدح رأسه الصغير شرارا)
وأزعم ان العرافة لو لم تأت بهذا السطر بكلماته الأربع ،ماكان زعمها يُساندها دليل أو يعاضده برهان 0
القداحة :الحجر الذى يقدح به النار أويضرب ببعضه فيخرج منه النار ،
فيخرج منه شرراً، لكن السويد وبسرعة وخشية من سوء الفهم وما أكثره فى حياتنا بعد أمراض الغباء المتفشية ،يستدرك (الكلام ينساب جداول )
هل رأيت المياه الزاخرة وهى تفيض فى القنوات والترع والبحار ???
أنا شاهدتها صغيرا والماء يُطفىء ظمأ الأرض الشرقانة ، وحتى اللحظة أستمتع بمياه النيل وهى تنساب غامرة أحواض الأرض الزراعية   بخيرها العميم الوفير ،والكلام هو الشعر ،والشعر هو كلام موزون ،لقد صدقت العرّافة ولم تفتئت على الحق ،والشعر الذى يهطل ويملأ الجداول لا يستقر فى الأرض بل يُحلق فى السماوات وينتشر ويسافر عبر البلاد وتتناقله العباد000000
أنام ملء حفونى عن شواردها ويسهر الناس جراها iiويختصم

 
سيدبج رسالتين بكلتا يديه 000
هل هما رسالتان الحياة والموت ??
هل هما رسالتان النصر والهزيمة ??
هل هما رسالتان العبقرية والفشل??
ولماذا بكلتا يديه ??وتأكيد العرّافة عليهما معا00
ربما تكونان فعلاً رسالتين  حقيقتين ،لكن لمن ???
 
وإن لج فى جدل  0000هكذا يكون المتنبى _الذى ينساب منه الكلام جداول _من أكبر وأعظم شعراء عصره بل أوحدهم  بل يسمى شيخ شعراء العربية ،لن يسكت إلا والنصر حليفه والبيان شماله ويمينه ،ويهزم أعدائه شر هزيمة وينال منهم ويهاجمهم ويصفهم بأقذع النعوت  ويصب عليهم جم غضبه وانتقامه من دنيا خيبت ظنونه وناس صغار وعقول هشة وقلوب صلدة 000


ودهـر  ناسه ناس iiصغار وإن كانت لهم جثث ضخام
ومـا أنا منهم بالعيش iiفيهم ولكن  معدن الذهب iiالرغام
أرانـب غـير أنهم iiملوك مـفـتـحـة عيونهم iiنيام
 
 
 
*عبدالرؤوف النويهى
12 - يونيو - 2007
آخر قصائد الحلاج    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
هذه القصيدة هي آخر عهد الحلاج بالدنيا، وقد أنشدها وهو في طريقه إلى الصليب، ورواها عنه ابنه (حمد) ويمكن الرجوع إليها في معظم الكتب التي ترجمت للحلاج، وقوله: (من مكمد الكظم) في البيت السادس، أي كانوا يتقربون إلى الله بالكمد. و(الكظم) بفتح الظاء مجرى النفس في الحلق، والجمع أكظام، وفي حديث علي (ر) (لعل الله يصلح أمر هذه الأمة ولا يؤخذ بأكظامها) وقوله في البيت السابع: (وفقدان الألى إرم) أي وفقدان الأوائل الذين هم إرم، و(الألى) هنا لا علاقة لها بأسماء الإشارة والأسماء الموصولة، بل هي مقلوب أُوَل.
أنـعَـي إليك نفوساً طاح iiشاهدُها فيما ورا الغيبِ بل في شاهد iiالقِدَمِ
أنـعـي  إليك قلوباً طالما iiهطَلت سـحائبُ الوحي فيها أبحُرَ iiالحِكَمِ
أنـعـي إليك لسانَ الحقّ مذ زَمَنٍ أوْدَى  وتـذكارُه في الوهمِ iiكالعدمِ
أنـعـي إلـيـك بياناً تستكين iiله أقـوالُ  كـلّ فـصيحٍ مقوَلٍ iiفَهِمِ
أنـعـي إليك إِشاراتِ العقول iiمعاً لـم  يـبقَ منهنّ إِلاّ دارسُ iiالرِمَمِ
أنـعـي وحُـبِّـك أخلاقاً iiلطائفةٍ كـانـت مطاياهمُ من مُكمِد iiالكَظَمِ
مـضى  الجميعُ فلا عينٌ ولا iiأثرٌ مُـضِـيَّ عـادٍ وفُقدانَ الأُلى iiإِرَمِ
وخـلّـفـوا معشراً يحذون لُبسَهمُ أعمى من البَهْم بل أعمى من النَعَمِ
*زهير
10 - يوليو - 2007
المتنبي وموسى الرويلي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
بين يديّ كتاب (في الصحراء العربية) لآلويز موزيل المشهور بموسى الرويلي (نسبة إلى عرب الرولة) وهو اسمه المعروف حتى الآن فيما بينهم، وكتابه هذا تتناقله عرب الرولة كوشاح الذهب،  لما يتخلل الكتاب من ذكر أيامهم وأشعارهم ومنازلهم وديارهم.
أما عن علاقة المتنبي بموسى الرويلي فلأن الاثنين قد عبرا بادية الحماد في بلاد الشام، وهي البادية التي تمتد من ضمير في دمشق وحتى (هيت) في العراق، لذلك نجد في كتاب موزيل وصفا مطولا لمعظم الأماكن التي مر بها المتنبي في خروجه من مصر. والسبب في ذلك أن الهدف من رحلة موزيل كان إعداد خريطة علمية لتلك المنطقة  برمتها، وذلك في العام 1908 و1909، ثم أوفد لاحقا لنفس المنطقة من جهة الحكومتين الحليفتين تركيا وألمانيا لحشد عشائر الرولة والحويطات وحلفائهما للوقوف في وجه الأطماع البريطانية. (ولد موزيل في عام 1868 بمدينة ريتشاروف التشيكية، في عائلة نمساوية من المزارعين الفقراء، وتخصص في علم اللاهوت والعهد القديم، وأجاد العربية والعبرية، وفي عام 1895 نال الدكتوراه، وحصل إثرها على إجازة تفرغ لمدة عامين قضاهما في فلسطين، وشارك لاحقا في تأسيس معهد الاستشراق في براغ، وتوفي عام 1946).
اخترت كمثال على تعليقاته الجغرافية كلامه عن بادية بسيطاء، وهي نفسها (بُسيطة) التي عناها المتنبي بقوله في المقصورة:
وَجابَت بُسَيطَةَ جَوبَ iiالرِداءِ بَـيـنَ  الـنَعامِ وَبَينَ iiالمَها
إِلى عُقدَةِ الجَوفِ حَتّى iiشَفَت بِماءِ الجُراوِيِّ بَعضَ الصَدى

وكان موزيل في طريقه إلى (الجوف) الوارد ذكره في البيت الثاني، صحبة الأمير نواف الشعلان ونية هذا أن يقوم بغارة على الجوف يستردها من ابن الرشيد الذي غصبها منهم، وهدف موزيل أن يوثق خريطته ويمد رقعتها.
قال (ص 99) وحديثه في يناير 1909:
(لقد تكون هذا السهل القاحل عبر سلسلة لا نهاية لها من عوامل الحت والتعرية، عبر قرون لا تعد ولا تحصى، وكان مغطى قبل عهد طويل بتلال من الحجر الرملي، لكن الرياح والأمطار والصقيع عملت على تآكل سطح التلال، حتى لم يبق إلا الداخل الصلب الذي  استعصى عليها، وكانت تغطية الرمال المتنقلة مرة بعد مرة، وهكذا تشكلت التلال الرملية التي أضفت عليها بتوزعها على مساحة السهل المظهر الحزين الذي تحدث عنه الشعراء العرب. وبسيطاء عندهم سهل تنتشر فوقه حصباء من مختلف الأشكال، وقاحل لخلوه من الماء. ويقال: إن العبد التابع للشاعر المتنبي شاهد فيها أثناء هروب الشاعر من مصر إلى العراق ثورا غريب الشكل، ولعله المهاة، فحسبها مئذنة. كذلك شاهد فيها أحد الرحالة نعامة فذكر أنها شجرة نخيل. وربما يكون هذان قد التبس عليهما المشهد، وهذا الخطأ جائز في حرارة الهواء حين يهتز بستائر الغبار
 
*زهير
25 - يوليو - 2007
محمد جبريل وروايته (من أوراق أبي الطيب المتنبي)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
في زيارتي الأخيرة لأستاذنا محمد السويدي مساء أمس فاجأني بهذه الطرفة النادرة: كتاب صدر عام 1988 عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، بعنوان (من أوراق أبي الطيب: تقديم وتحقيق محمد جبريل) (154 صفحة من القطع الصغير) والكتاب يقدم قصة يوميات دير العاقول في حلة ثانية، باستثناء المقدمة التي تكاد تكون ذات الكلمات التي قدم بها أستاذنا السويدي ليوميات دير العاقول. وكان ذلك مفاجأة أشبه بالصاعقة، وكنت أقرأ في عيون السويدي وهو يحدثنا عن هذه المفاجاة لهفته لرؤية هذا الروائي القرين، والذي دخل حياته من أوسع الأبواب.
سوف أنقل إليكم هنا نبذة عن كتاب جبريل، لأن الوصول إليه ليس بالسهل بعد مضي عشرين عاما على نشره. وأقف أولا على مقدمة الكتاب لمقارنتها بمقدمة (يوميات دير العاقول) فتحتَ عنوان (حكاية هذه الأوراق) كتب جبريل يقول: (تباينت الروايات: في أي الأماكن ترك أبو الطيب المتنبي هذه الأوراق، ومن الذي عثر عليها للمرة الأولى . قال البعض: إن هذه الأوراق عثر عليها ضمن متعلقات أبي الطيب،  في الموضع نفسه الذي شهد معركته الأخيرة ومصرعه.
ورواية ثانية: أنها كانت ضمن ما حمله أحد اللصوص من متاع المتنبي، أودعها بيته القريب من بغداد، ولحقته الوفاة دون أن يدرك قيمتها.. فطن الأحفاد لخطورة ما تحتويه فأذاعوه.
ورواية ثالثة: أن أحد المارة وجد حقيبة صغيرة في الموضع نفسه الذي صرع فيه المتنبي، فحملها إلى بغداد، وفحصتها الأعين الخبيرة فأعطت المقابل الذي به استحوذت عليه، وظلت في موضعها حتى قيض الله لها كاتب هذه السطور فأخرجها إلى النور.
أما السؤال الذي طرح نفسه قبل أن أعد هذه الأوراق للنشر، وبعد إعدادها كذلك فهو: هل كتب أبو الطيب ما كتب في صورة مؤلف يروي أحداث رحلته في مصر، أم أن أوراقه مجرد ملاحظات أقرب إلى المذكرات اليومية التي يكتبها بعض المشتغلين بالحياة السياسية والفكرية في حياتنا المعاصرة ?
أيا كان الجواب فإن هذه الأوراق التي كتبها أبو الطيب إبان إقامته في مصر وبعدها إلى مصرعه كان ينبغي أن تحقق وتنشر، بحيث يتاح للأجيال الحالية أن تتعرف إلى جوانب لم يسبق كشفها من حياة المتنبي.
وقد حرصت في تحقيق الأوراق، " وأعتذر لضياع بعضها، وطمس كلمات، أو حروف بعضها الآخر" أن أسوّد ما كتبه أبو الطيب في زمانه، لا أغير كلمة ولا حرفا، ولا أحذف أو أضيف، إنما أشرح ما يتطلب الشرح، وأسلط الضوء على الأعلام والأماكن والأحداث بما يعين على فهم الأوراق واكتناه بواعثها ودلالاتها.
وأملي أن تجد هذه الأوراق اهتماما يساوي قيمتها التاريخية والأدبية، وما بذل فيها من جهد كي ترى النور) محمد جبريل: مصر الجديدة 1986م.
افتتح محمد جبريل أوراق المتنبي بالأوراق (من 6 إلى 8) مشعرا أن الأوراق (من 1 إلى 5) من القسم الضائع من المخطوطة، وعلق على هذه  بقوله: (لاحظنا أن المتنبي لم يشر إلى تاريخ كل حادثة بتوقيتها، ربما لأن كتابة المذكرات والسير الذاتية بصورتها الحالية لم تكن معروفة آنذاك. وقد فضلنا بديلا لذلك أن نشير إلى الأوراق بأرقامها المتسلسلة. وبداية الأوراق من الصفحة السادسة بما يعني أن المتنبي كتب تمهيدا أو مقدمة استغنى عنها فيما بعد، أو أنها فقدت مع أوراق أخرى سيأتي ذكرها في حينه)
وتبدأ الصفحة السادسة بقول المتنبي: (مصر .. وصلت إليها في مطلع الصباح، الشوارع تتثاءب، وغلالة رمادية تلف الناس والأشياء، والمشربيات لا تبين عما وراءها. قطعت وأتباعي الطريق دفعة واحدة من الرملة إلى بلبيس فالفسطاط. دخلت من باب هائل الارتفاع (علمت فيما بعد أن اسمه باب الصفا، منه تخرج العساكر وتعبر القوافل) لم يكن أحد في استقبالي، وإن كنت أعرف مقصدي. سألت عن قصر الأستاذ أبي المسك كافور، فأبدى الناس عجبهم، وإن أشاروا بعبور شوارع وأخطاط وأبواب كي أصل إلى القصر المنشود.
حرصت على ركوب الحصان. حرصت على الأمر نفسه لأتباعي: ولدي محسد، وتابعي مسعود، وقلة من الخدم والعبيد، حتى لا نبدو في الأعين كالآلاف من السابلة العامة ذوي المهن الحقيرة.
أمرت فأحسن الخدم اختيار جوادي وطهمته وكسوته، فبدا مليحا يسر الناظرين. مشاعر الاعتزاز تمور في داخلي للنظرات المتطلعة المشوبة بالإعجاب. تتقلص يداي على المقود، وأطمئن إلى الأتباع والأمتعة في جياد أخرى خلفي. لا يعرفون أبا الطيب وإن حسدوا عظمة هذا الوافد، تبين نظراته المتطلعة عن غربته.
كأنما العرب خلقوا للأحقاد: سيف الدولة يهبني لكافور بسوء تدبيره وقلة تمييزه. خلفت في الشام أبا فراس وأبا الحسين الناشئ وأبا القاسم الزاهي وأبا العباس النامي وغيرهم عشرات بذلوا المداهنة والملق، والقصائد التي تخفض ولا ترفع. أحكموا المكائد والمؤامرات، فبات سيف الدولة غضبا خالصا. قررت أن أترك لهم الجمل بما حمل، فأهجر الشام إلى بلاد أخرى غيرها من بلاد العرب.
ناقشت أصحابي أي بلاد نتجه إليها ? اختاروا العراق واخترت مصر .... إلخ
)
تمتاز رواية جبريل عن يوميات السويدي بالفارق الأساسي الذي يميز الرواية عن اليوميات، بما يلزم الأولى من إبداع للمحافظة على سلاسة الحبكة الروائية، وما تتسم به الثانية من الندرة والطرافة، وبينما تنحصر وقائع أوراق جبريل في الفترة التي قضاها المتنبي في مصر، تمتد يوميات السويدي لتغطي الرقعة الجغرافية لحياة أبي الطيب منذ ولادته وحتى بعيد وفاته.
وقد قدم الناشر لرواية جبريل بقوله: (هذه هي الرواية الثالثة للقاص والروائي المبدع محمد جبريل، وكانت روايته الأولى "الأسوار" وروايته الثانية "إمام آخر الزمان" أما روايته "من أوراق أبي الطيب المتنبي" فهي أحدث أعمال الكاتب، حيث استخدم شكلا فنيا جديدا، استلهم فيه زيارة أبي الطيب لمصر في عهد كافور الإخشيدي لكي يعكس ما كانت عليه صورة الحياة المصرية في ذلك العهد، والرواية تسعى لتصوير هذه المرحلة، وتقدم انعكاساتها على الواقع المعاصر من خلال رؤية مكثفة للحياة والإنسان)
وكغيره من الروائيين لم يتورع جبريل أن يكسر قيد التاريخ ويتحرر من أغلاله لتمرير فكرة راقت له. ومثال ذلك ما ورد ( ص21 ): (ابتدرني شاب عقب صلاة الظهر قائلا: نحن نزكي في الشعراء ثلاثة هم أبو تمام والبحتري والشريف الرضي .. ) وجبريل لا يحتاج إلى من يذكره أن الشريف الرضي ولد بعد وفاة المتنبي بخمس سنوات.
ويمضي جبريل في رسم مصر أيام المتنبي بريشة روائي ساخر، يتصيد الفرص لإضفاء روح العمل التاريخي على روايته، وقد يكون في عمله تعريض بالمؤرخين المتزمتين الذين يفترض أنهم سيتناولون روايته بالنقد المرير. ولكن هذا الرأي مجرد تخمين (فالمعنى في قلب الروائي) كما هو في قلب الشاعر. وهي كلمة تنسحب بأحكامها على معظم فصول الرواية، من أمثل ما ورد (ص 44) (... أخلى الأستاذ مجلسه هذا المساء إلا من كبار معاونيه، شنت الجماعات الوافدة (37) هجمة مفاجئة على إحدى قرى الحدود، باغتوا الحامية المصرية فقتلوا أفرادها ونهبوا البيوت والدور، وسبوا النساء والأطفال) يعلق جبريل على الهامش (37) بقوله: (تخلو كل المصادر من ذكر الجماعات الوافدة وما سببت من مضايقات دفعت كافور إلى حربها والحد من شرورها ثم الدخول معها في معاهدة صلح، ولعل تلك الأحداث من صنع خيال أبي الطيب، أو لعلها كانت أحداثا هامشية مع بعض قبائل الرحل، جسمها المتنبي لتألمه من الإخشيدي على هذا النحو)  ويستمر جبريل في التهميش على الأوراق المزعومة مستخدما كل اصطلاحات التحقيق، كالهامش (27): (هكذا بياض في الأصل) والهامش (38) (هكذا في الأصل) ويعلق بالهامش (40) بقوله: (هل كتب المتنبي هذه الأوراق بحيث تجد سبيلها إلى النشر يوما. أم أنه كتب ما كتب لمجرد التنفيس عما يشغله ويضيق به ? هذه الفقرة ترجح الرأي الثاني)
 
*زهير
15 - أغسطس - 2007
من أيام السويدى المجبولة بعبير المتنبى (6)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
مقدمة لابدمنها
 
كنت أطالع المواقع وعثرت على موقع مجلة أنانا،وشدنى مقال الأستاذة نضال نجار ،فرددت عليه بسطور قليلة أودعتها تعريفى المتواضع عن من هو الشاعر??
ربما فى سياق الحديث عن الشاعر المتنبى وماله وماعليه ،أقدم هذه السطور،مستكملا بمشيئة الله ،ما بدأته (من أيام السويدى 000)
****************
                    شعرية الديني / دينية الشعري
          أو ثنائية الاغتراب الانساني في صحراء الذات..
                                                    نضال نجار
وهل من مأساةٍ أكبر من ذلك???
هل من وسيلة غير الديني والشعري لاختراق الذات???
الانسان ومنذ بداياته، مسكونٌ بالسؤال، بالحيرة، بالقلق..مسكونٌ بالبحث عن حقيقته في وجود يراه عدمي أو عبثي..
فإما يهرب من الواقع ، مفضِّلاً عزلته على حريةٍ غامضة ، مجهولة لايعرف أين تفضي به .. عزلة يمارس فيها يقينياته الممنوعة من الصرف في كل عصرٍ وظرف.. ولعل أبرز مايعبر عن هذه الاشكالية _هويتنا الشعرية والدينية_ تلك الهوية التي تشير وتعبر عن قلقنا المعرفي اتجاه الذات، الدين، الوجود، الله والمصير.. الخ. وإما ، يخترق هذا الواقع مفضلاً المغامرة والمجازفة على التصدع والموت في شرنقة العزلة.. تلك التي يشعر بأنها تقيده إلى فراغٍ ابتكرته الآلهة وأربابها .. فيلغي المسافة بينه وبين المقدس مقدساً حريته، ابداعه ، ذاته، حرائقه المشتعلة في المساحات اللامنتهية ليؤسس دلالة ومدلولية الخلق والابداع في مواقفه وأعماله فكراً وقولاً وعملاً.. لعلَّ الحفريات في مجتمعاتنا العربية، ستكشف ذات يومعن تلك النوعية النادرة ( أي الثانية ( والمسافرة عكس الزمن.. عكس الذاكرة.. الهوية.. الايقاع والواقع.. وعكس الانتماء الى المستنقع الكارثي.. وحتى ذلك الحين.. ربما يحدث قفزات ونقلات نوعية مفاجئة يقوم بها من لديه المقدرة على التمدد نحو الماضي والمستقبل للكشف عن الوقائع بينهما معتمداً في ذلك على ذهنية منفتحة مرنة  أي كونية ) تعيد بناء و / أو توجيه كينونته ووجوده الانساني طاهراً متطهراً من الانتماءات الاصولية والهويات الأخرى القاتلة
 ********************************
تساؤل مخيف وخارج عن أطر التعتيم المبالغ فيها من سدنة الدينى وكهانه المتحجرين،فالشعر _من وجهة نظرى_خارج الأطر المرسومة وبدقة لمستويات التعامل الإنسانى والبشرى والأستاذة /نضال نجار، لى سابق معرفة بها فقد أعجبتنى إحدى ترجماتها الشعرية الرائعة وحرصت على نشرها فى ملفى(من روائع الشعر العالمى ) موقع الوراق،ونلت منها كلمة تقدير أحتفظ بها 0شعرية الدينى ودينية الشعر0000كما قلت تساؤل مخيف يتصدى له وبشراسة كهان التراث الرجعى الذى يتحامق ويرفع سيوف القهر دون تعامق وسبر أغوار منظومة الشعرية عبر عصورها التاريخية ولنا فى الكثير من شعرائنا الأماجد المتمردين على هذا التساؤل المخيف ،محاولات متعددة صمدت بعض الوقت وباءت بالفشل فى آخر المطاف ،الحسن بن هانىء)أبو نواس) هذا الشاعر العملاق الذى تحدى السائد والمألوف والوعظ والإرشاد وغاص فى مسارب النفس البشرية إلى أقصى مدى ممكن 0أزعم أن الشاعر هو الصارخ فى البرية والخارج على مظومة التعامل اليومى والمتمرد على سياج المألوف والمتداول 0الشاعر 0الشاعر الفذ الذى يسبح فى بحار الروح ويمسك بتلابيب النفس ويهيم فى أفلاكها ،عاشقاً وناقداً ومحطماً أغلال سنوات القهر وأسوار السجون الشائكة0                                    عبدالرؤوف النويهى
 
 
 
*عبدالرؤوف النويهى
12 - سبتمبر - 2007
المتنبى 000ملأ الدنيا وشغل الناس0    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
 
 
                    المتنبى بين طه حسين ومحمود شاكر
 
 
شكرأ للأستاذ الكريم /خالد العطاف ،على كلمته الرقيقة العذبة وكل عام وجميعنا بخير
 
لكن المتنبى بين طه حسين ومحمود شاكر ،كان صراعاً متأججاً لم يهدأ أواره حتى اللحظة0ورغم حدة التناول وقسوة النقد من محمود شاكر للدكتور طه حسين ،فقد كانت الثمار لهذه المعركة على أرقى مستوى ،هذه الدراسة الفذة عن المتنبى ،وقامت دار الهلال المصرية فى سنوات سابقة بنشر مقدمته تحت عنوان الطريق إلى ثقافتنا،فى سلسلة كتاب الهلال الشهرى، إن لم تخنى الذاكرة الخؤون   0
 
ما المانع _أستاذنا العطاف_ من تقديم أجزاء من هذا الكتاب العمدة على صفحات جامعةالوراق??
 
بل أسوق رجاءاً حاراً أن تضمه جامعة  الوراق إلى مراجعها القيمة والنادرة0
 
 
*عبدالرؤوف النويهى
14 - سبتمبر - 2007

 
   أضف تعليقك
 1  2  3