مجلس : العمارة و الفنون

 موضوع النقاش : حديث عن الموسيقى    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )

رأي الوراق :

 محمود العسكري 
2 - ديسمبر - 2010
هذه مقالةٌ كُتِبَتْ منذ فترةٍ طويلةٍ ، لكن أُرْجِئَ نشرها إلى اختمار بعض الآراء والأفكار ، وقد لُخِّص فيها جُمْلَةُ معارفَ مُقْتَبَسَةٍ وقتَ الاطِّلاعِ على تراث هذا الفنِّ ، وجملة تأمُّلاتٍ في هذا التراث ، ولعلَّ أهمَّ الآراء المختمرة : أن ثَمَّةَ تفرقةٌ ضروريةٌ لفَهْمِ الأشياء على حقائقها بين الإنسان ، وبين فنِّه كإضافةٍ لإنسانِيَّته ، وبين فنِّه كتزويرٍ طامسٍ لإنسانيَّته ، فالإنسان كمخلوقٍ كريمٍ غايتُه أن يحيى حياةً فطريةً بسيطةً تمنحه التكريمَ بعُبودِيَّته الحقَّةِ لله = يجب أن يأتي فنُّه إضافةً لإنسانيَّتِه في ومضاتٍ خاطفةٍ تحفز الروح لتصنع في الحياة : الخيرَ والحقَّ والجمالَ ، وليس أن يأتي مُخَدِّرَا لها لتستنيمَ في قَبْو صُورةٍ من الحياة : مشوَّهةٍ لاهيةٍ عابثةٍ ، قد لا يختلف أنموذجٌ فَنِّيٌّ عن آخر قيد أنملةٍ بالنسبة إلى القواعد الفنية ، لكن ؛ بالنسبة لإنسانٍ وإنسانٍ : قد يكون بينهما بَوْنٌ شاسعٌ ! .
مُعْرِبًا عن الشكر الخالص للأساتذة الأعزَّاء الذي كان لكتاباتهم ونَقَداتهم عن هذا الفَنِّ وعن غيره من الآداب في مواضيع سابقةٍ في المجالس = حافزٌ لارتياد آفاقٍ جديدةٍ لي من ألوان الثقافة كانت للروح والفكر غذاءً وفاكهةً .
 
بسم اللـه الرحمن الرحيم
 
حَدِيـثٌ عَنِ الْمُوسِـيقَا ...
( الرُّوحَانِيَّة . الفَلْسَفَة . أَرَقُ الْمِيلُودِيَّة )
------------------
[ الفن عمومًا يكتسب أبعاده بالقراءة ، ونقده بالتالي لا يمكن أن يكون نزيهًا عن النَّزعة الفردية ، والموسيقا بخاصَّةٍ هي لغة ينشئ المستمع معانيها ، وهذا المقال عنها هو شيءٌ من القراءة والنقد والتذوق ، ولعل الفكرة الجدية الجديرة بالاحترام هنا هي : أن الفن ليس للفن ، وإنما الشرف للفنِّ أن يكون في خدمة مبدأٍ سامٍ ونبيلٍ ].
·   برأيي ؛ أن أدفأَ الموسيقى عاطفةً وأصدقَها حديثًا عن الروح أشواقًا وآلامًا - وهي برأيي : البلاغة الموسيقية الأعلى- ؛= هي موسيقى عصر الباروك ، تلك الموسيقى التي كانت تُؤَلَّف أصالةً كنجوى من الروح الجميلة المرهفة الصادقة ؛ مصوِّرةً عواطفها الرقيقة تصويرًا ينمُّ عن الكثير من البراءة والطهر والتحليق في الفضائل الإنسانية ، ومن ثمَّ كانت حُرَّةً طليقةً ، لا تتولَّع بإحساسٍ فريدٍ ، ولا تستبدُّ بها فكرةٌ واحدةٌ ، وإنما هي - وحسب - فيضٌ من المشاعر والخواطر يهدر ويحتشد في عَرْصة روحٍ قد بلغت قمة النرفانا . [ من أهم النماذج أعمال كبار الموسيقين الإيطاليين النبلاء من أمثال الكاهن الأصهب / فيفالدي والوجيه / ألبينوني والقاضي / مارسيللو ، وهؤلاء الثلاثة بالأخص في أعمال الأوركسترا ، ويبقى دومينيكو سكارلاتي - كانت عرَّابته نائبة الملكة - عميدًا للآلات ذات الملامس / الهاربيسكورد والكلافيسان ، للاستماع مثلاً : Mandolin Concerto in C = فيفالدي ،  alergo in g minor = ألبينوني ، Concerto in d minor Oboe = مارسيللو ، sonata in f minor, k466 = سكارلاتي ، ولاحظ التعبير الموسيقي الرفيع مع الاقتصاد في الإيقاع اقتصادًا جميلاً ؛ خلافًا لهاندل وباخ مثلاً ] [ لا يخفى ولع باخ بفن الفوغا ، وماهِيَّته : استخدام اللحن الميلودي ذاتِه كإيقاعٍ يبدأ بعد عِدَّة موازير ويرافقه - مع مراعاة الهارمونية ضرورةً ! - ؛ فتحصل الكثافة اللحنية ، استمع مثلاً إلى : little fugue in g minor لباخ ] .
·   ارتباط الموسيقى في ذلك العصر ارتباطًا وثيقًا بالدين والعقيدة ( لا ننسى فخامة الأورغن الأنبوبي الكنسي : أضخم الآلات الموسيقية ) ، وتحررها أيضًا من فنون الأوبرا والباليه التي أَغْوَتِ الكثير من الموسيقيين بعد ذلك = هذان عنصران منحها الصدق والعمق في التعبير الخالص عن الروح ، وهيآ لها الانحصار فيه أيضًا .
·   وهذا التعبير الموسيقي - وإن بدا للوهلة الأولى تجافيه عن الفلسفة بل ربما تجافيه عن الواقع - هو الأرقى والأعمق فلسفةً وتأملاً ؛ لأنه لا يتعمَّد التعبير عنها ، بل يختزل مقدِّماتها ليصل إلى نتيجتها ؛ وهي : نفس بشرية سوية ، وهذا غاية ما ترنو إليه حكمةٌ أو فلسفةٌ .
·   لذا ؛ لم يكن لمعظم أعمال عصر الباروك ( باستثناء الأوبرات ولا غرو أن كانت أضعف المؤلفات الموسيقية في هذا العصر ؛ باستثناء الأوبرا الدينية / الأوراتوريو ) = أسماء أو عناوين ذات دلالة على المحتوى ، ولكن تصنيفاتٌ لنمط العمل الموسيقيّ ( مثل : سوناتا ، فوغا ، كونشيرتو غروسو ... إلخ ) ، وفي هذا تقدير لعظمة الموسيقى : ألا تحتكر فضاآتها الرحيبة لخصوصيِّة أيِّ شيْءٍ ؛ ولو كانت الفكرة أو الشعور الذي يخالج الموسيقيِّ عند ميلاد اللحن .
·   أما بعد هذا العصر ؛ فباستقراءٍ شخصيٍّ : أرى أن الأعمال من نوع الفانتازيا هي وحدها التي ارتقت إلى هذه الدرجة من التعبير الموسيقي .
·   بل ! ؛ لقد حالفها الحظ بانتقاء البيانو ، فروعة البيانو تكمن في إبراز قوة التآلفية الهارمونية في العمل الموسيقي ، والتوافق الهارموني هو طابع فلسفي منطقيٌّ في حد ذاته ، يشبهه في نَظَر ( أي : تفكير ) الفيلسوف : ترتب النتائج على المقدمات بشكلٍ تلقائيٍّ وعفْوِيٍّ يمنح الفكرة الْمُعَبَّر عنها القوة والأهمية ، والوضوح أيضًا وكأنها شيء من البديهيات ( الفيلسوف يشرح أفكاره دائمًا للآخرين على أنها بديهيات أو مُسلَّمات عندهم ) ، والتأليف الفانتازي –بخاصَّةٍ- ماهيَّتُه : توالي النوطات والتآلفات الهارمونية في السُّلَّم الموسيقي المختار على نَحْوٍ رتيبٍ ( يقارب ما يُسَمَّى : الصفَّ اللحني ) ؛= فتكون المحصِّلة : هذه الفانتازيا ، ( أما تعبير البيانو عن ميلودية لحن مفرد فهو تعبير متواضع إذا ما قورن بالآلات النفخية والوترية ) ، ( يستمع لأعمال الفانتازيا مثل : [ ضوء القمر : بيتهوفن ، Fantasia in D minor : موتسارت ،  Fantaisie Impromptu: شوبان ، Variations Sérieuses in D minor : مندلسون  ، Fantasy in C "Wanderer" : شوبرت ] ) .
·   يبقى أن نذكر أن الفانتازيا هي فكرة وهيأة للموسيقى ، وليس ضروريًّا أن تُسمَّى المقطوعة الموسيقية بـ[الفانتازيا] وإن كانت كذلك ، فقد يكون عنوانها مجرَّدَ تصنيفٍ لنمط تأليفها الموسيقيِّ ( كنماذج يستمع إلى : [Prelude No. 5 in C sharp minor : رخمانينوف ، Etude No. 12 in D sharp minor : سكريابين ،  adagio: صموئيل باربر ، افتتاحية  carmina burana : كارل أورف ] ) .
·   وكثيرٌ من الأعمال في عصر الباروك هي حقيقةً عند النظر من قبيل الفانتازيا وإلم تشتهر بهذا الاسم ، لأن طبيعة العصر ككُلّ كانت هي ذلك النوع من الموسيقا ، كما أنه قد وُجِدَتْ أعمال ( الفانتازيا ) بالمعنى المصطلح لهذا الاسم ( استمع إلى المقطع الثانِي من :  toccta and fugue in d minor : باخ ) .
·   وبموازة الفانتازيا ؛ = هناك الأعمال التي استلهمت الموسيقى الشعبية الهنغارية والسلافية ، فطبيعة تلك الشعوب – الغَجَر والنَّوَر -  في الأطراف الشرقية من أوروبا بعيدًا عن أبهة الفاتيكان وجلال قصر فرساي = جعلت من حياتهم كحُلُمٍ فانتازيٍّ تتماهى فيه ألوان الحياة سوداء وحمراء ، وبقدر ما كانت ألسنتهم لا تفقه شيئًا من لغة المعرفة وحذاقتها = كانت ألحانهم الرَّعَوِيَّة تَفْصِمُ عن أرواحهم البريئة الساذجة وعليها أَثَرُ الحكمة ( يستمع لـ : [ الرقصات الهنغارية : برامز ، الرابسوديات الهنغارية : ليست ، الرقصات السلافية : دفورجاك ] ) .
·   والنموذج المشابه لطبيعة تلك الشعوب الغجرية وألحانها = كان في أمريكا الجنوبية وفي الشعب البرازيلي - حيث نشأت في كرنفالات الشواطئ ألحان السامبا والتانجو ... ، وقد استُلْهِم ذلك الفلكلور الموسيقي               في أعمال فيلا لوبوس المهضوم حقه لأنه من العالم الثالث ( يستمع  إلى :  Bachianas Brasileiras No. 5 ) .
·   فاختلاط أمشاج الآلام بالآمال في هذه الموسيقى ( يتأمل تتابع الحركات الثلاث في الرقصات الهنغارية ) ؛ بل وقوف النوطة الواحدة على الشفير بين الجرح الباسم والبسمة الدامعة ؛= هو نوعٌ من المصالحة مع نواميس الحياة دون ممالأةٍ لآنِيَّةِ فكرةٍ أو عاطفةٍ ، مما هو نسبةً إلى الطبيعة البشرية : مجرَّدُ زيفٍ .
·   وهناك أعمالٌ جعلت من الفلسفة والميتافيزيقيا موضوعها أصالةً ، فاكتسبت العمق التأمليِّ بداهةً لضرورة الموضوع ؛= كسيمفونيات غوستاف مالر ( استمع مثلاً : إلى الحركة الرابعة من سيمفونيته الأولى ) ، لكن الجدير بالذكر : أن هذه السيمفونيات لم تشتهر إلا بعد منتصف القرن العشرين ، وبظني حتى الآن لم تأخذ مكانها اللائق ، ولهذا حديث آخر .
·   الموسيقا المرصودة للحزن هي أيضًا حازت أعماقًا فلسفية ، لأن الحزن وما ينطوي عليه من نظرة تشاؤمية للحياة هو بمثابة إعطاء فكرة غير تقليدية عن الحياة ، مما يتهيأ في هذه الأجواء أن ينداح الموسيقي في أغوارٍ تأمليةٍ ، وأيضًا في مثل موسيقا القداسات وامتداد الخيال فيها إلى الحياة الأخروية ، والوقوف عند رهبة الموت ، واحتكاك الرغبة بالرهبة فيها ؛= هذا ما يولد أيضًا شرارة الفلسفة ( استمع مثلاً : إلى افتتاحية قداس باخ الرائع في سلم سي الصغير ، وإلى مقطع lacrimosa من قداس الموت لموتسارت ) .    
·   ولكن ما الذي حدا بأولئك الموسيقيين آنفًا إلى استلهام الفلكلور الموسيقي الشعبي ؟ ، جوابي : هو البحث عن الميلودية ( ونعني بها في اختصار : البصمة  المميزة للحن ) ، فالميلودية التي تتمتَّع بالجِدَة والابتكار هي أكثر ما يُؤَرِّق أيَّ مُؤَلِّفٍ موسيقيٍّ ، ونقول : يُؤَرِّقه ؛ لأن الجِدَة والابتكار في لُغَةٍ تتأَلَّفُ من سبعة أحرف = أمرٌ يحتاج إلى ما يشبه معجزة الوحي ، وليس من قبيل ما تغني فيه الحيلة ، وما دام الأمر كذلك ؛= فالموسيقيون ما بعد عصر الباروك لم يستطيعوا المراهنة في الحصول على أطماعهم من الميلوديات الفريدة على مناجاة الروح وحدها ، فعالم الروح عالم حقائق كبيرة ، وهو خالٍ عن الكثير من التفاصيل الصغيرة المبعثرة في الحياة ، هذا من جهة ؛ ومن جهة أخرى : فالروح الموسيقية التي تحلق إلى هذا العالم وتجاوبه التغريد لا بُدَّ أن تمتلكَ من الرهافة واللطافة ما يقرب من الملائكية كي تستشفَّ خفاياه الرائعة ، والبشرية الضعيفة تعتذر عن الوفاء لهذا السمو ، وهم لا يريدون أن يكونوا مثل باخ أو تيليمان الذي له 6000 عمل موسيقي لم يعرف منها إلا القليل النادر ، لذلك كان لا بد من البحث عن سُبُلٍ جديدة .
·   وكان من تلك السبل أيضًا : تلحين الأوبرات والباليه ، فطبيعة المشاهد الحركيَّة للقِصَّة الْمُمثَّلة سواءً في الأوبرا أو الباليه = تُلْهِم الموسيقي الميلوديات المبتكرة المعبِّرة عن التفاصيل المختلفة في القصة ، ولهذا كان أغلب الموسيقيين الذين يلحنون الأوبرات تجفُّ قرائحهم عما سوى ذلك فيتخصَّصون فيها ، ولا شك يبدعون ( أمثال : بوتشيني - روسيني - بلليني - دونيزتي - فردي – فاجنر - شتراوس ) ، حتى وعندما يعمدون إلى التأليف الموسيقي سوى الأوبرات يبقى جو الأوبرات مسيطرًا عليهم ( يتأمل : افتتاحية قداس فردي ، Also Sprach Zarathustra : لشتراوس ) ، ومن المعروف أن فن الأوبرا في صميم نشأته فنٌّ شعبيٌّ ، وكان مبدأه عند الإيطاليين فلاحي أوروبه ، ولذلك كانت في أطوائه منذ البداية أنفاسٌ من الموسيقى الشعبية الإيطالية ، ( علاوةً على استلهام مندلسون لها في سيمفونيته الرابعة ، وهوجو وولف في السرينادا الإيطالية ، وآخرين ) .
·   وعودًا إلى الفلسفة ؛ نقول : باستثناء فاجنر من سائر الأوبراليين فهو الأكثر والأعمق فلسفةً ، وهذا يرجع برأيي ليس إلى تعمُّده ؛ ولكن إلى طبيعة انتقائه لموضوعات أوبراته ، فهو انتقاها من الأساطير الجرمانية القديمة ، حيث الآلهة الشتى ، والقوى المتصارعة ، ومبادئ الشرف والواجب ؛ مما هيَّأَ وأضفى على موسيقاه مزيدًا من التخيُّلية والتأمُّلية لا سيما في عمله الأهمِّ : ( الرباعية الأوبرالية : حلقة البيلونج ) ( استلهمت منها فكرة فيلم الأوسكار [ ملك الخاتم ] ) .
·   عمادة بيتهوفن لموسيقى الالآت في صدر القرن التاسع عشر لا سيما في ألمانيا ؛= جعلت من تلحين الأوبرا (وهو المجال الذي لم يجد فيه بيتهوفن الكثير من غايته) هي السبيل الأمثل لفاجنر إذا ما أراد النبوغ وذيوع الصِّيت دون أن ترهبه القامة السامقة لبيتهوفن .
·   والألماني الآخر الذي حاز الشهرة والتفوق ، ونعني به : مندلسون  ؛= يعزى ذلك إلى أن له الفضل في إعادة اكتشاف أعمال باخ بعد أن كانت لنصف قرنٍ حجابًا مستورًا ، واستلهامه بذلك لروح باخ في أعماله أكسبه التمايز والتغاير عن معاصريه ( قارن بين كونشيرتو الكمان الشهير له وبين مثيلاته من أعمال باخ مثل: thw duble violin concerto in d minor، violin concerto in a minor ولهذا فإلحاق مندلسون بشوبرت والكلاسيكيين من قبله أولى وإن كان متأخرًا عنهم في العصر الرومانسي حسب المنطق الزمنيِّ .
·   كان أيضًا من تلك الميلوديات المبتكرة : الإلحاح والاعتماد على تصوير العواطف الغزلية الرقيقة بين المرأة والرجل ( ومن نافلة القول أن مصطلح الرومانسية أوسع من ذلك ) ، وهو النهج الخاص بشوبان ، وبمقدار ما كان لشوبان في هذا من إبداعٍ ، والذي سايره فيه شومان ، لكن تحرر شومان وإحساسه بالحب كحالة روحانية تأملية وليس مجرد عاطفة قلبية = هيأ لموسيقاه أن تكون ذات بعد فلسفيٍّ تأمليٍّ لم يتهيأ للكثير من موسيقا شوبان ( يستمع مثلاً إلى : السيمفونية إيتودي ) ، ويحلو لي أن أشبههما في الشعر العربي ( مع فارق الموسيقا عن الشعر ) بإبراهيم ناجي وعلي محمود طه .
·   وعودًا إلى استلهام الموسيقى الشعبية بقي أن نذكر الأعمال المستقاة من الفلكلور الإسباني مثل : (السيمفونية الأسبانية: لالو - الكبريتشو الأسباني : كورساكوف ، المجموعة الأسبانية للبيانو : ألبينيز - الرقصات الأسبانية : جراندوس ، حدائق أسبانيا : مانويل دي فالا ) ، وأيضًا بعض أعمال مجموعة الخمسة (بالاكريف - كوي - موسورسكي - كورساكوف - بورودين ) التي سعت لإحياء الموسيقى الشعبية الروسية ، أو الأعمال التي اهتمت بالموسيقى الشعبية كنوع من النضال الوطني كما في بعض أعمال سميتانا وبارتوك ويوهان شتراوس ( خلافًا لجان سيبليوس مثلاً في عمله فنلنديا فهو عمل وطني لكنه لم يتطرق إلى المواضيع الشعبية ولم يستخدم الموسيقى الفلكلورية ) ، وكذلك بالاكرييف في عمله للبيانو islamy ، وإيفانوف في النبذات التاريخية القوقازية ، واستلهام خاتشوريان للموسيقا الشعبية الأرمينية ، والومضات الشرقية في أعمالٍ مثل : adieux de l'hotesse arabe لبيزيه ، وشمشون ودليلة لسان سيين كميل، وشهرزاد لكورساكوف ، وغيرها ( فللاستشراق في الموسيقا الغربية حديث آخر ) = إلا أنه ما من هذه الأعمال شيءٌ اكتسب الطابع الفلسفية الذي امتازت به الأعمال الهنغارية والسلافية ، لكن الاستلهامات الشرقية بلا شك أكثر روحانية .
... ( بقيَّةٌ لاحقةٌ )

 1  2  3 

*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
أزهري عالم بالموسيقى وفلسفتها    ( من قبل 1 أعضاء )

رأي الوراق :     قيّم
 
ما شاء الله كان! أستاذنا أزهري: أديب لغوي وشاعر مجيد، ثم إذا به يصول ويجول في الموسيقى وفلسفتها . بارك الله فيكم ونفعنا بعلمكم، وسنظل نتابع موضعاتكم بشغف .
أعجبني جدا ما كتبتموه:
هذه مقالةٌ كُتِبَتْ منذ فترةٍ طويلةٍ ، لكن أُرْجِئَ نشرها إلى اختمار بعض الآراء والأفكار ، وقد لُخِّص فيها جُمْلَةُ معارفَ مُقْتَبَسَةٍ وقتَ الاطِّلاعِ على تراث هذا الفنِّ ، وجملة تأمُّلاتٍ في هذا التراث ، ولعلَّ أهمَّ الآراء المختمرة : أن ثَمَّةَ تفرقةٌ ضروريةٌ لفَهْمِ الأشياء على حقائقها بين الإنسان ، وبين فنِّه كإضافةٍ لإنسانِيَّته ، وبين فنِّه كتزويرٍ طامسٍ لإنسانيَّته ، فالإنسان كمخلوقٍ كريمٍ غايتُه أن يحيى حياةً فطريةً بسيطةً تمنحه التكريمَ بعُبودِيَّته الحقَّةِ لله = يجب أن يأتي فنُّه إضافةً لإنسانيَّتِه في ومضاتٍ خاطفةٍ تحفز الروح لتصنع في الحياة : الخيرَ والحقَّ والجمالَ ، وليس أن يأتي مُخَدِّرَا لها لتستنيمَ في قَبْو صُورةٍ من الحياة : مشوَّهةٍ لاهيةٍ عابثةٍ ، قد لا يختلف أنموذجٌ فَنِّيٌّ عن آخر قيد أنملةٍ بالنسبة إلى القواعد الفنية ، لكن ؛ بالنسبة لإنسانٍ وإنسانٍ : قد يكون بينهما بَوْنٌ شاسعٌ ! .
مُعْرِبًا عن الشكر الخالص للأساتذة الأعزَّاء الذي كان لكتاباتهم ونَقَداتهم عن هذا الفَنِّ وعن غيره من الآداب في مواضيع سابقةٍ في المجالس = حافزٌ لارتياد آفاقٍ جديدةٍ لي من ألوان الثقافة كانت للروح والفكر غذاءً وفاكهةً .
*ياسين الشيخ سليمان
2 - ديسمبر - 2010
بقية المقالة    ( من قبل 1 أعضاء )

رأي الوراق :     قيّم
 
·   تسمية هذه الألحان التي رأينا فيها تأملاً وفلسفةً وحكمةً بالفانتازيا والرقصة والرابسودي ؛= تحته فكرتان على الأقل : الأولى / أن فلسفة الموسيقيّ أساسًا أنه لا يكترث للفلسفة ولا يكترث للإيغال في التأمليات والروحانيات ، وهو يعتبر الموسيقى أساسًا مصالحةً للإنسان في عالمه القريب الذي يستمتع به ويعيشه دون كبرياء فارغة - كما يراها - ، هو فيه يطرب ويبتهج ويستمتع بالملذات ويحزن أيضًا ويحب ويعشق ويغوى ويرشد ، ويبقى كل هذا في حدود القدر المشترك بين أفراد الإنسان جميعًا ، أما الإيغال في الروحانية والتأمل ، وإرهاق الحياة السهلة بالفلسفة الجوفاء فهذا زيادة عن القدر الإنساني المشترك ، زيادة نادرة لا يحفل بها ، لا تكون إلا في الذين ظلموا أنفسهم فأصبحوا شيئًا آخر ، زيادة يراها شذوذًا وفانتازيا أو رقصة أو رابسودي ، فكأن هذه الأسماء هي مجرد سخريةٍ من المضمون لا أكثر ، ولما إذًا يؤلف الموسيقي مثل هذه الأعمال ؟! ؛= الجواب : لأنه موسيقيٌّ ، وجوده مرهون بهذا الوصف ، هو يقتات وجوده من هذه الألحان التي يؤلفها على سائر السلالم والآلات الموسيقية وفي الأنماط المختلفة فلا بد أن يظل حيًّا ولا بد أن يدلل على مقدراته الموسيقية دائمًا ( ليس غريبًا أن يولع شخصٌ كموريس رافيل - وهو من التأثريين الذي يعتبرون أنفسهم التجديد الأول في الموسيقى بانصبابهم على المعنى - بتأليف عدد من الأعمال لليد اليسرى ككونشيرتو البيانو المشهور له ؛ فهو في قصارى الأمر موسيقي ! ) .
·   والفكرة الثانية / هي أن للموسيقيين حسابات أخرى غير حساباتنا نحن المستمعين والمستمتعين بالموسيقا ، فمثلاً تأليف الكونشيرتو يقصد به تمجيد الآلة وعازف الآلة الموضوع لها الكونشيرتو بإبراز مهارات وإمكانيات كُلٍّ من الآلة والعازف ، وعلى مدى تحقق هذه الغاية يكون التقييم في امتياز الكونشيرتوهات ، والحركة الثالثة من سوناتا البيانو كذلك ، واعتبار سوناتا ضوء القمر لبيتهوفن ثاني أفضل الأعمال للبيانو المنفرد من أجل الحركة الثالثة - وليس الأولى كما قد نظن نحن المستمعين - فهي من القوة والهارمونية مع الميلودية الخاصة بحيث لم يتفوق عليها سوى : ( heroic polonaise ) لشوبان [ رقصة ] .
·   بعد أن استهلكت خلال القرن التاسع عشر ينابيع الأوبرا والباليه والموسيقى الشعبية والعواطف الرومانسية كينابيع للتجديد في الميلودية الموسيقية ؛= جاءت مجموعة التأثريين .
·   كانت فكرة التأثريين مقطوعة موسيقية مركزة الفكرة ، متحررةً من بهرجة الكلاسيكية ، متميزة الميلودية ، ليست مستقاةً من الموسيقى الشعبية ، وليست لحنًا مرصودًا للأوبرا أو الباليه ، وليست سيمفونيةً مترامية الأطراف متشعِّبة الأفكار ، مقطوعةٌ موسيقيةٌ تستوحي المشهد ، وتعبِّرُ عنه تعبيرًا وسطًا بين الإغراق في التأمُّل والروحانية بحيث يفقد المشهد واقعيته ، وبين الالتصاق بالواقعية بشكل يجعلها فجَّةً ، ويجعل التعبير أوبراليًّا ساذجًا ، وكتقريبٍ : لو عبَّرْنا عن مشهدٍ ما بالشعر وبالرسم ؛ فموسيقى التاثريين هي أشبه بالرسم، فهو ليس في خيالية الشعر ، وليس في سذاجة صورة فوتوغرافية ( يقارن مثلاً بين : moonlight  لبيتهوفن وclair de lune  لديبوسي ) .
·   والتشبيه المذكور ليس مجرد تشبيه بل له نموذج من أعمالهم ؛ وذلك عندما عبر موسورسكي عمن صور معرض أحد زملائه بالعمل الشهير : Pictures At An Exhibition  ، وعمل ديبوسي : images for piano .
·   واعتبار موسورسكي وخلفه إيغور استرافنسكي من التأثريين هو اجتهادٌ شخصيٌّ مني بالتذوق ، ولعلَّ الفارق فقط هو : أنهما كان أميل للأعمال الأوركسترالية والسيمفونية ، وأيضًا خلو لغتهما الموسيقية من رقة التأثريين الفرنسيين ، الأمر الذي تدراكاه بأسماءَ بالغةِ الشاعرية ؛ كمثل : طائر النار ، وليلة فوق الجبل الأجرد ...
·   ومما يؤكد هذا التقارب هو التعاون بين الفريقين ، فبفضل إنجاز موريس رافيل الوصف الأوركسترالي لعمل موسورسكي الآنف الذكر = أصبح هذا العمل من أعظم الأعمال في الموسيقى الكلاسيكية الغربية بعد أن كان وحسب في عداد أفضل أعمال البيانو المنفرد .
·   ولعل التمهيد الجدِّي للتأثريين كان في أعمال سان سيين كميل ، لا سيما في في عمله الشهير : كرنفال الحيوانات ( استمع لموسيقى الإوزة ؛ وقارنها بموسيقى Gymnopédie لإريك ساتي ) ، لكن زاد تحررهم من زيه الكلاسيكي .
·   ويبقى جديرًا بالذكر ؛ أنه لصرامة الضوابط التي وضعها التأثريين لأنفسهم = كان الكثير من أعمالهم يفتقر إلى جمال الشكل ورواء الهيأة .
·   على أن التجديد الموسيقي في بواكير القرن العشرين تجاوز شوط التأثريين ؛ ليبلغ حد الابتكار في أسس الموسيقا ذاتها ، كما في ابتكار أرنولد شونبرغ للصف اللحني الكروماتي الاثني عشري ، وابتكارات غيره ، وتمادى ذلك إلى شأوٍ بعيدٍ ، لكن نريد أن نذكر كلمةً أخيرةً عن تطوير التأثريين للغة البيانو .
·   منذ بواكير الإبداعات الموسيقية في عصر الباروك كانت قد تكاملت لكل آلة موسيقية لغةٌ خاصَّةٌ بها لها هيأتها المتميزة وملامحها الواضحة ، ماهِيَّة هذه اللغة تتجلَّى في مدى تعبير الآلة الموسيقية عن فحوى اللحن المكتوب لها ، وعندما تترجم مثلاً لغةُ الكمان لحنًا نطقت به لغة الفلوت ؛= فهذه الترجمة لن تكون أمينةً تمامًا في الحفاظ على روح العمل الفني ، دفيئةً بعواطفها ، منتعشةً بأفكارها ؛ مثلما نطقت به اللغة الأم ، وإن افترضنا أن لا إساءة ستلحق اللحن ، بيد أنها لاحقةٌ للآلة المترجِمة ؛ إذ سيبدو بها العِيُّ والحَصَر ؛ إذ عدلت عن الترنُّم بالمعهود منها من النغم البليغ الذي لا تؤديه على هذه البلاغة المنعوتة آلةٌ سواها .
·   لكن ما مدى انتماء الآلة الموسيقية إلى اللغة الموضوعة لها ؟ إنها في نهاية الأمر كما وصفنا لغةٌ موضوعةٌ لها ، أي : أن العرف والاصطلاح بين أفراد الوسط الموسيقي هو الذي أجرى هذه الزيجة بين الآلة الموسيقية ولغتها ، لكن ؛ أليس من المرجح إلى حد بعيد أن يكون لدى الآلة الموسيقية الحماس والتشوق إلى تعلم لغات أخرى ؟! ، ولعلها أيضًا تصل إلى مستوًى من الفصاحة والبراعة فيها لا يقل عما حازته آنفًا ؟! ، وجواب التساؤل : أن الحقيقة كذلك .
·   هذه الفكرة أصبحت من مناهج تطور الموسيقا وظهور الإبداعات الجديدة المتميزة بشكلٍ متلاحقٍ زمنيًّا ، ففي حدود القرنين ( 200 سنة ) لا أكثر ونعني : القرن الثامن عشر والتاسع عشر ؛= كان فن الموسيقا قد اغتنى بالأنماط والأساليب والألوان والاتجاهات المختلفة ما لم يتحقق لفنٍّ غيره في مثل هذه المدة الوجيزة .
·   ونوضح تحلق تطور الموسيقا حول هذه الفكرة التي تبيَّنت : عندما تعزف آلةٌ موسيقيةٌ لحنًا مكتوبًا لآلةٍ غيرها سيكون هذا طريفًا عليها ، وسيكون غريبًا بعض الشيء أيضًا ، فإذا استوحينا روح هذا اللحن المشار إليه ، وألَّفنا لحنًا يقاربه في هذه الروح لكن يتقارب أيضًا مع الخصائص الأساسية لآلتنا تلك ؛= فإننا بذلك سنحقق لهذه الآلة لغةً جديدةً ستزداد معالمها وضوحًا كلما تكاثرت المؤلفات المتابعة للخطوة الأولى التي خطوناها .
·   بطبيعة الموهبة الفطرية : كانت الآلات ذات الْمُدَرَّجَيْن في التدوين الموسيقي (مثل : البيانو والأرغن والهارب) ( ثم : الجيتار ) هي الأقدر على احتواء اللغات الموسيقية للآلات الأخرى بل حتى على احتواء اللغة الموسيقية للأوركسترا ككُلّ ، ولذلك كثرت المدونات الموسيقية المسماة بـ : ( الأوصاف ) descriptions)) ، وكان من أشهر أوصاف البيانو تلك التي أعدها ليزت لسيمفونيات بيتهوفن .
·   لكن في كثيرٍ من الأحيان ؛ كانت تبقى تلك الأوصاف كأوصافٍ ، أما تبنِّيها كلغةٍ جديدةٍ للبيانو ؛= فذلك ما تمَّ على أيدي التأثريين .
·   فالتأثريين فيما كتبوه للبيانو من أعمالٍ تميزت في لغتها الموسيقية = لم تكن آلة البيانو التي يوقِّعون عليها بأصابعهم هذه الأعمال صورةً من نظيرةٍ لها في داخلهم تلقي تعبيرها الموسيقي إلقاءً خطابيًّا ؛ بل كانت اختزالاً لمسرحيةٍ في داخلهم تؤدِّيها الأوركسترا بكل ما فيها من مشاهدَ وشخوصٍ وأضواء ، ما يمنحك الاطمئنان إلى صواب هذه الفكرة : أنك لو استمعت إلى الأوصاف الأوركسترالية لأعمالٍ مثل : ( صور من المعرض ) لموسورسكي و( ضوء القمر ) لديبوسي ؛= فستجدها أروع وأجمل وأدقَّ من وصفها الأصلي للبيانو ؛ خلافًا للأنماط الأخرى من أعمال البيانو ؛= فأوصافها الأوركسترالية لا تكون بروعتها من البيانو ، ( استمع مثلاً إلى : الرقصات الهنغارية لبرامز تؤدِّيها أوركسترا ، وقارن ) .
·   وإذا كان البيانو قد حظي بهذه الفرصة من التأثريين ، فإن آلة أخرى مثل الأرغن مرشحةٌ إلى إبداعات جديدة فيها ، وإلى لغة مبتكرة لها إذا أتيح لها المؤلف الموسيقي الذي يوقِّع بأصابعه عليها وهو يستمع في داخله إلى أوركسترا وليس إلى أورغن .
·   وإذا كان البيانو قد اختزل الأوركسترا ، فالفضل كان للأورغن بدايةً ، فقد كانت للبيانو تجربةٌ سابقةٌ باختزال الأورغن ، وخذ مثلاً في عمل باخ : toccta and fugue in d minor ؛ وهو العمل الأول والأفضل عند تَعداد الأعمال الفُضْلى للأورغن ، ووصفُه للبيانو يتراجع إلى المركز العاشر في بعض القوائم لأفضل أعمال البيانو المنفرد ، ولا ننسى سان سيين كميل الذي ذكرنا أنه التمهيد الأول للتأثريين ؛= فقد كان خليفةَ باخ الذي وصفه ليزت بـ : ( أنه العازف الأول للأورغن في العالم ) .
[ تَمَّتْ ]
*محمود العسكري
2 - ديسمبر - 2010
مودة صافية    ( من قبل 1 أعضاء )

رأي الوراق :     قيّم
 
( مَوَدَّةٌ صَافِيَةٌ )
-       الأستاذ العزيز / ياسين الشيخ سليمان .
-   تقديرٌ واحترامٌ وإكبارٌ لهذه الأخلاق الكريمة الجميلة ؛ التي تغوي وتغري بِخِطْبة مَوَدَّتِهَا = بكُلِّ ما آمل أن أكون به أهلاً لها إن شاء الله .
-   وشكرٌ فائقٌ على التكرُّم بالنظر في هذه المقالة ، وعلى التفضُّل بإبداء الإعجاب بتلك الأسطر الْمَطْلِيَّة باللون الأحمر والظليلة باللون الأصفر ، أسأل الله تعالى أن تشرق شمس السعادة والحرية والوئام على بلادنا الحبيبة : فلسطين ، وألا تغيب عنها أبدًا .
-   وأنا كأخٍ أصغر لكم ، بل : كابْنٍ ؛: أرجو ألا يكون فيما بيني وبين حضرتكم = لنون الجمع = موضعٌ ، وكُلُّ ما في وسعكم إسداؤه لي من توجيهٍ وإرشادٍ = ليس بي غِنًى عنه.
-       وعَوْدٌ على بَدْءٍ : لحضرتكم كُلُّ تقديرٍ واحترامٍ وإكبارٍ وشكرٍ فائقٍ .
*محمود العسكري
2 - ديسمبر - 2010
أرجو التعليق ، ولكم الشكر.    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
http://www.paldf.net/forum/showthread.php?t=181648
*د يحيى
3 - ديسمبر - 2010
شكراً للأستاذ الدمنهوري ، وما أقدمه مشاركة تنم على احترام لك ولأسلوبك النظيف.    ( من قبل 2 أعضاء )

رأي الوراق :     قيّم
 
حديث شائق وممتع عن تاريخ الموسيقى العربية وتطورها مع الموسيقي سهيل رضوان
حاوره : نبيل عودة 2007-05-16
" * الجاحظ : " الموسيقى كانت بنظر الفرس أدباً وبنظر الروم فلسفة ، أما بنظر العرب فأصبحت علما "* بغداد في عصرها الذهبى شهدت نهضة وتطور غير مسبوق في تارخ الموسيقى العربية وسائر الفنون والعلوم * فيلسوف العرب الكندي سمى العود " آلة الفلاسفة " * انتقال مركز الحضارة والموسيقى الى الأندلس ... بعد سيادة السلفية الدينية في عاصمة الخلافة بغداد *
***********
يشهد مجتمعنا العربي في إسرائيل حركة إبداع موسيقية واسعة وغير عادية تتمثل بزخم في البرامج الموسيقية وبروز مجموعه كبيرة من العازفين البارعين وأصوات غنائية مثقفة ممتازة .
فقط في الأشهر الأخيرة شهدت مدينة الناصرة مثلا ( ولا اخصص الناصرة عن غيرها من البلدات إلا لكوني من سكان الناصرة وشاهدت البرامج التي عرضت على مسارحها ) شهدت الناصرة برامج موسيقية متنوعة غربية وشرقيه .
كان أبرزها بلا شك حضور فرقة الفلهرمونيا الإسرائيلية بقيادة زوبين ماتا إلى الناصرة وتقديم أول عرض للفرقة في الوسط العربي .
ما لفت انتباهي بروز شباب وناشئين، اثبتوا حضورا موسيقيا ممتازا.
حقا تنشط في عدد من البلدات العربية فرقا موسيقية ، تشكل معلما حضاريا في مجتمعنا ، والملاحظ أن هناك ميل واضح للعزف الاوركسترالي في الفرق الشرقية الجادة.
في الناصرة ننشط منذ سنوات طويلة فرقة الموسيقى العربية ، التي أسسها الموسيقي الأستاذ سهيل رضوان قبل ما يزيد عن عقد ونصف العقد من السنين . وقدمت الفرقة منذ تأسيسها برامجا موسيقية وتثقيفية موسيقية واسعة النطاق ، ويمكن القول أنها تحولت إلى مدرسة موسيقية تحافظ على طهارة الموسيقى العربية يرفض إدخال الآلات الغربية . أي تحافظ على " طهارة " النغمة الشرقية . وكنت قد استمعت الى محاضرة قيمة عن الموسيقى العربية قدمها مدير فرقة الموسيقى الشرقية سهيل رضوان ، لفتت انتباهي بمضمونها الحضاري الهام .. وقررت أن أجري معه هذا الحديث الممتع ، عن الموسيقى العربية .. تاريخها وتطورها .. وأعترف أني استمتعت بالحديث ، وها أنا أنقله للقارئ العربي لما فيه من فائدة ثقافية ومتعة المعرفة .

سؤال : ما هي التأثيرات الدخيلة ، اذا صح القول ... أي تأثيرات من خارج الثرات العربي ، التي ساهمت في تشكيل التراث الموسيقي العربي ، كما وصلنا اليوم ؟
سهيل رضوان : تأثرت الموسيقى العربية منذ انطلاقتها الأولى بالعناصر الفارسية والبيزنطية . ويظهر أن التأثير الفارسي كان واضحا في أسماء المصطلحات العلمية وأسماء المقامات والدساتين ( الدوسات ) الذي ما زال سائدا في الموسيقى العربية الحديثة.. أي حتى ايامنا ...
بعد تشييد مدينة بغداد عام 762م على يد الخليفة المنصور ، بدأت المدينة بالتطور والتقدم السريع ، لتصبح مركزا حضاريا وثقافيا هاما يعج بالعلماء والأدباء والمؤرخين والشعراء والفنانين , وأصبحت بغداد قبلة الأنظار لرجال الفكر والعلم من جميع أنحاء المملكة الإسلامية الواسعة وحتى من أوروبا .
في عهد الرشيد ( 786 – 809 ) تحوّل بلاطه إلى منتدى لكبار العلماء والأدباء والشعراء والموسيقيين، حيث كانوا يتداولون في مواضيع البلاغة والشعر والتاريخ والفقه والعلم والطب والموسيقى. وانفق الرشيد الملايين من الدراهم على أصحاب الفن من الموسيقيين والمغنين ، مما أدى إلى حسد الشعراء والعلماء .

اذا عدنا الى قصص الف ليلة وليلة ، نجد تصوير رائع لهذه الصورة الساحرة من الحفلات الموسيقية المتألقة والتي شارك فيها كبار الموسيقيين والعشرات من القيان المحترفات في العزف والغناء .... حيث كانوا يرتبون في مراتب وطبقات خاصة في البلاط...
وكان يتم إعداد القيان إعدادا خاصا على يد مقين وبإشراف كبار المغنين ..
حيث كانت تتدرب وتتلقى دروسا خاصة في الغناء والشعر وروايته .

سؤال: أي كان هناك ربط بين الموهبة والدراسة ؟
سهيل رضوان : بالتأكيد .. كانت تروي الحاذقة منهن أربعة آلاف صوت فصاعدا. في عصر الرشيد تم اختيار المائة صوت ، وقد كلف بذلك ثلاثة من إعلام الفن في عصره.

سؤال: من هم ، هل اسمائهم معروفة ؟
سهيل رضوان : بالطبع .. إبراهيم الموصلي ، إسماعيل بن جامع وفليح بن العوراء . قاموا باختيار 100 لحن من ألحان العرب . . ثم طلب منهم الرشيد اختيار عشرة ألحان ثم ثلاثة ..
ويمكن أن نلاحظ هنا نشاط مدرستين موسيقيتين ، المدرسة الرومانسية والمدرسة الكلاسيكية في الموسيقى العربية.

سؤال : أي أفهم منك أن أصول الغناء المتقن وطبقات الأصوات والسلالم الموسيقية وضعت منذ ذلك الوقت ..؟
سهيل رضوان : هذا صحيح تماما ، في هذه الأجواء الممتعة في بغداد نشأ الغناء المتقن وظهرت روعة الأداء ، ومن المهم أن أضيف ان مجالس الغناء لم تقتصر على بلاط الخلفاء فقط ، بل سادت أيضا المجالس الغنائية في دور الإشراف .. وفي منازل الخاصة ، ودور كبار الموسيقيين التي تحولت إلى معاهد موسيقية . وكانت مجالس الأمراء والموسرين أكثر حرية وبدون ستارة ولا تكليف ، أما مجالس أصحاب القيان فكانت حرة مطلقة.
أما روعة المجالس الغنائية ، بالموسيقيين والمغنين والمغنيات ، فتألقت في بلاط الخليفة حيث كانت تضوع بأريج الطيوب وتعبق بالبخور والند والرياحين المنثورة هنا وهناك ، والخليفة يجلس فوق أريكة وثيرة وفوق رأسه جارية تذب عنه وتراوحه بالمروحة . ومن ورائه ستارة يجلس وراءها المطربون والمطربات والمغنون والمغنيات وقد ارتدوا الملابس الملونة ، ويجلسون في مراتب خاصة حسب مؤهلاتهم ، فمن ضارب على عود وطنبور ودف وزمر ... وأمام الستارة موظف خاص اسمه "صاحب الستارة" ، مهمته تبليغ الفرقة الموسيقية بما يرغب بسماعه الخليفة وصحبه من أغان ، وكان اذا طرب الخليفة وهزته نشوة الطرب واستحسن صوتا طلب إعادة الغناء .
سؤال : انت تكاد تقول لي أن العرب كانت منفتحة ومتحررة أكثر من أيامنا هذه ؟
سهيل رضوان : اذن اسمع ما نقله لنا المؤرخون ايضا ... يقولون أنه بالإضافة إلى مجالس الغناء ، وفي ليالي بغداد المقمرة في الصيف ، اشتهرت الأغاني التي كانت تؤدي على الحرّاقات التي كانت تنساب فوق نهر دجلة ، حيث كانت تقام السهرات العامة والشعبية الحرة غير المقيدة .. أي بالهواء الطلق وبلا حواجز بين المطربات والجمهور ...
ومن المهم أن أضيف انه في تلك الفترة الذهبية من العصر العباسي ، ومع التقدم الحضاري المستمر ، أصبح المواطن في الدولة العباسية يتطلع إلى الحياة الثقافية والفنية تطلعا جديدا ، وبدأ ينظر إلى الموسيقى كموضوع له قيمته الفكرية والإنسانية ، وأصبحت الغالبية السائدة من الفنانين من ذوي الثقافة الموفورة ، ويجيئني هنا قول للجاحظ ، قال فيه : " الموسيقى كانت بنظر الفرس أدباً وبنظر الروم فلسفة ، أما بنظر العرب فأصبحت علما ".

سؤال : اثرت شوقي ، وآمل شوق عشاق الموسيقى الشرقية أيضا ، لمعرفة المزيد عن المدارس الموسيقية التي نشأت في بغداد؟

سهيل رضوان: كما ذكرت نشأت مدرستين موسيقيتين .. المدرسة ( أو الحركة ) الرومانسية الإبداعية وقادها ابن جامع والمدرسة الكلاسيكية القديمة وقادها إبراهيم الموصلي . وبعد وفاة إبراهيم الموصلي قاد هذه الحركة ابنه إسحاق الموصلي ، وأصبح من المتشددين والمتعصبين لهذه المدرسة التقليدية.
أما ابن جامع قائد المدرسة الرومانسية فخلفه إبراهيم بن المهدي المقرب للبلاط ، وكان ابن جامع عربيا شريفا من مكة... وكان يحظى بثقافة عالية في الفقه ويحفظ القرآن عن ظهر قلب. ويقول عنه ابن عبد ربه في كتابه المعروف "العقد الفريد" : بالرغم من أن إبراهيم الموصلي كان منافسه إلا أن ابن جامع كان أشهرهما تعرفا بالغناء وأحلاهما وأعذبهما صوتا . وكان إبراهيم الموصلي من الكوفة من أصل فارسي ( 804 ) ولعب دورا هاما في بلاط هارون الرشيد وسماه بالنديم ، ولعب دورا هاما في قصص ألف ليلة وليلة. وأغدق عليه الرشيد المال والجوائز .
أما ابنه إسحاق فقال عنه الأصفهاني صاحب كتاب " الأغاني " : إن إسحاق الموصلي كان يرى في أي تغيير في الغناء القديم ، كما وصل إليه بتقاليده وأساليبه ... جرما شنيعا.


سؤال: أفهم أن بلاط الخليفة المسلم هارون الرشيد كان الحاضنة لتطوير الموسيقى العربية ؟
سهيل رضوان: تماما ، ولا بد من الإشارة إلى إبراهيم المهدي ( 779- 839) كان الأخ الأصغر للرشيد ( من أم أخرى ) وكانت له معرفة عميقة بالشعر والعلوم والفقه والجدل والحديث . وقال عنه الأصفهاني : "كان عالما موسيقيا ذا قدرة فائقة ومن اعلم الناس بالنغم والوتر وأطبعهم في الغناء وأحسنهم صوتا " ، وكان هو وإتباعه من كبار المجددين .
وفي كتاب "الأغاني " إشارة إلى حبه للتجديد في الموسيقى والغناء . جاء:
إن إبراهيم المهدي رغم انه كان اعلم الناس بالنغم والوتر وأطبعهم في الغناء وأحسنهم صوتا ، فقد قصر عن أداء الغناء القديم وعن انتهاجه في صنعته ، فكان يحذف نغم من ألاغاني الكثيرة العمل حذفا شديدا ويخففها على قدر ما هو أصلح له ويفي بأدائه ، فإذا عيب عليه أحد ذلك قال : " أنا ملك وابن ملك ، اغني كما اشتهي وعلى ما التذ ".
وقد لحق إبراهيم ابن المهدي جماعه من المتحمسين للتجديد والذين ضموا بينهم بعض المحترفين الذين تحدوا كل القواعد القديمة... أمثال : مخارق وعَلّوُّيَة اللذين بالغا في تحريم الغناء القديم ليبدلاه بأنغام فارسية . ومن ناحية ثانية كانت المدرسة الكلاسيكية القديمة تستخف بالمدرسة الحديثة وتصفها بأنها تتصرف بأقدس القواعد الموسيقية التي تركها لها السلف.
كان الخلاف بين إبراهيم المهدي وإسحاق الموصلي في المسائل المتعلقة بالأجناس والمقامات شديدا. فإبراهيم يسمي الطريقة الأولى ما كان يسميه إسحاق الطريقة الثانية والعكس بالعكس ، وكأن الناس من حولهم لا يفهمون شيئا ، بالطبع لن أتوسع في هذا الموضوع لأنه يخص دارسي علوم الموسيقي وتطورها .. لذلك نتحدث عن الخلاف بشكل عام ، وكان من الحدة الى درجة جعلت إبراهيم يكتب إلى إسحاق يقول : " وعسى من يحكم بيننا ، والجميع حمير " . اي بمعنى لا أحد يفهم بالموسيقى ليحكم من منا على صواب ومن على خطأ .
هناك جانب سلبي لهذا النزاع بين المدرستين الحق الضرر بتطور الموسيقى وتقدمها للأجيال اللاحقة. وبسبب هذا الصراع الفني ضاع الكثير من التراث الموسيقي القديم .
في أيام الخليفة المأمون ( 813 – 833 ) بدا التأثير العلمي في الموسيقى يظهر جنبا الى جنب مع الموسيقى العملية والغنائية وذلك بعد أن قام المأمون ببناء بيت الحكمة في بغداد وبدا بتنشيط ودعم التراجم عن المصنفات اليونانية القديمة . وكان المأمون شخصيا شغوفا بالعلوم الإغريقية حيث جمع في بيت الحكمة خيرة العلماء والمترجمين والمؤرخين ، ومنهم مثلا: يحيى بن أبي منصور وأبناء موسى بن شاكر( محمد واحمد والحسن ) الذين ادخلوا في خدمتهم احد كبار العلماء والمترجمين حنين بن إسحاق ، كما وعمل في بيت الحكمة يعقوب الكندي وثابت قرة والكثير غيرهم . وقد أدى ميل المأمون للمذهب العقلي إلى جعل مذهب المعتزلة مذهب الدولة مما وهب الفكر المستقل حرية واسعة .
سؤال : متى بدأ العرب يدونون النوتات الموسيقية ؟
سهيل رضوان : إن أول المؤلفات الموسيقية كتبت في آخر العصر الأموي على يد يونس الكاتب
(765) الذي عمل ككاتب للمدينة ، وكان كاتبا وشاعرا مجيدا وحاذقا في صناعة الموسيقى. ألف كتابين " كتاب النغم " و " كتاب القيان "، والعلامة الثاني الذي بحث في الموسيقى النظرية هو خليل بن احمد (791). وكان أشهر علماء البصرة اللغويين وألف أول معجم تحت اسم " كتاب العين " ، وكان كما هو معروف ، أول من ألف قواعد العروض في الشعر العربي ، بالإضافة إلى تأليف كتابين في الموسيقى
" كتاب النغم " و " كتاب الإيقاع " .
سؤال : سمعت ان العود آلة فارسية .. نقلها العرب عن الفرس .. ؟
سهيل رضوان : صحيح .. لهذا السبب ما زلنا نستعمل الاصطلاحات الفارسية .. ولكن من المفيد أن أذكر انه جرى تطوير أسلوب العزف على العود على يد منصور زلزل (791 ) وابتدع دساتين جديدة على عود جديد حل محل العود الفارسي وسماه الشبوط ( سمك نهري صغير الرأس وعريض في وسطه ) .
اجرى زلزل تعديلا على السلم الموسيقي بادخاله البعد الثالث الاوسط . قال ابن عبد ربه صاحب كتاب "العقد الفريد " : كان زلزل اضرب الناس للوتر ، لم يكن قبله ولا بعده ولا مثله .
اما الشخصية الموسيقية الهامة التي ظهرت وعايشت فترة الكندي وسبقته في البحث والدراسة في نظريات الموسيقى دون ان يتأثر بانجازات الاغريق فهو اسحاق الموصلي ( 767- 850 ) والذي اصبح عميد موسيقيي البلاط ، بعد وفاة والده ابراهيم الموصلي في الفترة الذهبية لهارون الرشيد ، حيث كان اسحاق على قدر كبير من المعرفة في الشعر والادب وعلم اللغة والفقه . وفي ايام المأمون نال اسحاق ، اعجاب المأمون وتقديره حتى قال عنه : " لولا ما سبق على السنة الناس وشهر به عندهم من الغناء لوليته القضاء عندي فانه اولى به واعف واصدق واكثر دينا وامانة من هؤلاء القضاة " (اسحق كان نصرانيا ). وسمح له ان يقف بين زمرة رجال العلم والادب في حفلات الاستقبال وسمح له بلبس السواد ( شعار العباسيين ) وهو امتياز كان مقصورا على العلماء .
وكما قلت سابقا ، عمل اسحاق على جمع النظريات الموسيقية التي جرى استعمالها في زمنه ويذكر له ابن النديم صاحب الفهرست عشرات الكتب من تاليفه خاصة بنظرية الموسيقى تشمل 18 دراسة مترجمة من الاغريقية ( من مجموع 104 مؤلفات في الموسيقى وصلنا فقط 11 ) : يذكر كتاب الاغاني بعض كتب وترجمات اسحق الموصلي عن الاغريقية ، منها : كتاب عن اخبار عزة الميلاد ، اغاني معبد ، اخبار حنين الحيري ، اخبار طويس ، اخبار سعيد ابن مسجح ، محمد بن عائشة ، الدلال ، الابحر , الغريض ، كتاب القيان ، كتاب الزفن ، كتاب الاغاني الكبير .

سؤال : اذا كان للثقافة الاغريقة تأثيرا على الموسيقى العربية ؟

سهيل رضوان : حقا يمكن القول ان الانطلاقة الثقافية الكبرى بدأت في ايام المامون ، وذلك بنقل علوم اليونان عن طريق الترجمة ، والتي لم يتقيد بها المترجمون حرفيا وانما غيروا وحسنوا والقوا ضوءا جديدا على كل موضوع مترجم . وبعد المأمون اعتلى الخلافة المعتصم ( 823- 842 ) وكان محبا أيضا للفنون والعلوم ، وشجع بصورة خاصة المترجمين عن اللغتين اليونانية والسريانية ... وتوطدت بينه وبين الفيلسوف الكندي علاقة متينة ، ثم جاء الخليفة الواثق ( 842- 847) وكان موسيقيا ضليعا بعلم الموسيقى وضاربا ماهرا على العود ، وانقلب بلاطه الى معهد موسيقي عميده اسحاق الموصلي ، وتواجد فيه كبار الموسيقيين امثال : مخارق – علوية ، محمد بن الحارث وعمر بن بانة .
وتابع الواثق دعمه وتشجيعه للمذهب المعتزلي الذي بدأه المامون وشجع الاداب والفنون الى ابعد حد .
وبموت الواثق عام ( 847 ) انتهت الفترة الذهبية من الحكم العباسي ، في نفس الوقت الذي كانت فيه اوروبا لا تزال متاخرة،وتعد ثقافتها همجية بالنسبة للعرب وانجازاتهم العلمية والثقافية .
باعتلاء المتوكل عام ( 847 ) بدأ بالعودة الى التمسك بشعائر الدين بصورة رسمية ، وحارب فكر المعتزلة وعاد الى السلفية الدينية، فصادر مكتبة الكندي التي اعتبرت مرجعا كبيرا للمؤرخين والعلماء .
وكان الكندي (874) ( ابو يوسف يعقوب بن اسحاق ) قد ولد في البصرة ولقب بفيلسوف العرب ، وكان اول من وجه عنايته الخاصة للظواهر الطبيعية من وجهة النظر العقلية .
الف الكندي ما لا يقل عن 265 عملا تناول فيها جميع فروع المعرفة ، منها 13 بحثا في علم الموسيقى وصلنا منها ستة ابحاث . وجميع ما وصلنا يؤكد لنا المنحى الاخلاقي والكزمولوجي ( الكوني ) والعلاجي للموسيقى . وكان الكندي اول من وضع الموسيقى ضمن العلوم الاربع ( علم الحيل ، الهندسة ، الفلك والموسيقى ) والتي تعد الطالب للدراسات العليا في الفلسفة وتربط الموسيقى بخصائص الكون سواء في نظرية الصوت او الفواصل او الموازين والايقاعات ، او مشاكل التأليف الموسيقي وربط الشعر بالموسيقى . واشار الكندي الى العود واهميته وسماه "آلة الفلاسفة " . ويؤكد تلك النظرة التي آمن بها فلاسفة الاغريق الذين رأوا في الآلة الموسيقية واجزائها صورة للانسجام الكامل الذي يحكم الكون .
كما واشار الكندي الى علاقة الموسيقى بطبائع الانسان الاربع من جهة ، وبالعناصر الطبيعية والكواكب والابراج من جهة اخرى . كما وربط الالحان في نغمات الآلة الى علم معاني الارقام التنجيمية ، وعالج انسجام الالوان والروائح وتأثيرها على نفس الانسان ، وربط بين نغمات السلم السبع والكواكب ، وربط بين بروج الفلك الاثني عشر والملاوي الاربعة والدساتين الاربعة واوتار العود الاربعة .
وهكذا دخلت الموسيقى في عصر الكندي مرحلة جديدة اذ لم تصبح مجرد ظاهرة فنية فقط بل واصبحت ثقافة مكتسبة ، فلم يعد العازف او المغني اداة تطريب بل كان لزاما عليه ان يعرف شيئا عن الشعر والتلحين وجنس النغم ومقامه وايقاعه .
اثرت كتابات الكندي على جميع من لحقه من الفلاسفة والمؤرخين وخصوصا الفارابي واخوان الصفا وابن سينا .
من مؤلفاته :
- رسالته الكبرى في التأليف ./
- في ترتيب النغم .
- رسالته في الايقاع .
- المدخل الى صناعة الموسيقى .
- خبر صناعة التأليف ( المتحف البريطاني ) .
- رسالته في اجزاء خبرية الموسيقى ( مكتبة برلين الرسمية )
- رسالته في اللحون ( مكتبة برلين الرسمية ).
- كتاب العزم في تاريخ اللحون ( المتحف البريطاني ) .
ابرز تلاميذ الكندي السرخسي ( 899) الذي الف "كتاب الموسيقى الكبير" والذي وصف بانه من اعظم الكتب . وبالطبع أثره أمتد الى العديد من المؤلفات والبحاث العلمية، تأثر به "اخوان الصفا وخلان الوفا" (القرن العاشر ) وهي جماعة سرية عملت في البصرة وكانت تسعى للوصول الى القداسة والطهارة الحقيقية .
المسعودي : (957 ) حجازي الاصل وكان مولعا بالاسفار ، الف كتاب "مروج الذهب " ، فيه فصل خاص عن تاريخ الموسيقى .
ابن سينا وابن زيلة (القرن الحادي عشر )
ابن زيلة – الف كتاب "الكافي في الموسيقى".
وابن سينا "رسالة في الموسيقى" ضمن كتاب "الشفا" وجاء ليكمل انجازات الفارابي .
صفي الدين الارموي ( القرن الثالث عشر ) الف كتاب " الادوار في الموسيقى ".
الرسالة الشرفية في النسب التأليفية .
بالطبع هذا النذر اليسير نفطة من بحر التراث الموسيقي العربي .. وبعدها انتقل مركز الحضارة العربية الى الأندلبس .
سؤال : هل تطورت الموسيقى الأندلسية دون تأثر بالمشرق العربي ؟
سهيل رضوان : أطلاقا لا .. بالرغم من العداء السياسي العميق مع الشرق ،الا ان العلاقات الثقافية والفنية ظلت وطيدة .
في القرن التاسع انتقل الى الاندلس الموسيقي الموهوب زرياب بعد ان كان متواجدا في بلاط هارون الرشيد ، حيث بهرت شخصيته الفذة الخليفة ، فتنبأ له بالتفوق والرئاسة . وفي احد مجالس الغناء امام الخليفة ، رفض زرياب ان يضرب بعود استاذه اسحاق الموصلي ، واخرج عوده واصر على استعماله بحجة انه يختلف في تركيبته عن عود اسحاق ، وتعلق به هارون الرشيد تعلقا شديدا مما اثار حسد اسحاق والذي عمل على ارغامه تحت التهديد بمغادرة بغداد ، فغادر الى قرطبة ووصل هناك عام ( 822 ) حيث اكرمه العاهل الاموي عبد الرحمن الثاني وادخله قصره .
وكان زرياب قد اضاف وترا خامسا الى العود ، واستعمل مضراب العود المصنوع من قوادم النسر عوضا عن الاداة التي كانت تصنع من الخشب ، واسس زرياب معهدا للموسيقى في قرطبه كان له اثر كبير على تخريج المئات من الطلاب الذين اموا المعهد من الشرق والغرب وحتى من اوروبا . وبقي معهده يعمل بعد وفاته بادارة ابنائه وتلاميذه .
ومنذ القرن العاشر انتقل مركز الصدارة في الثقافة والعلوم والفنون الاسلامية من الشرق الى الغرب ، من بغداد الى الأندلس ، وعمت النهضة الفنية والثقافة عدة مدن اخرى اشهرها اشبيلية ( التي لقبت بعروسة الاندلس ) وفيها ازدهرت صناعة الآلات الموسيقية المتقنة .
وترعرع فيها الموشح بعد ان ابدع الفنان الاندلسي اوزانا جديدة وتحرر من الاوزان التقليدية والقافية الملتزمة .
كما واشتهرت بلانسية وغرناطة من بعدها .
في بداية القرن الثاني عشر بدأت حركة نشطة لترجمة المؤلفات العربية في شتى المواضيع العلمية الى اللاتينية ، واشتهرت طليطلة بذلك حيث اقيمت فيها مدرسة خاصة للترجمة ( عمل فيها الكثير من اليهود ) .
يقول فارمر بانه بفضل هذه التراجم العربية تمكن الاوروبيون من التعرف فيما بعد على الكثير من المصنفات اليونانية القديمة التي فقدت . اي ان ثقافتهم ردت اليهم من الترجمة عن العربية .
في القرن الحادي عشر بدأت قلاقل سياسية في الاندلس ولكنها لم تقف عائقا في مسيرة الثقافة العلمية والفنية
في هذه الفترة وجد ابن حزم وابن رشد وابن باجه واطباء كابن زهر ومؤرخون كابن حيان .
اما عن التطور الموسيقي الحديث فنتركه لمناسبة أخرى ...".
*د يحيى
3 - ديسمبر - 2010
الموسوعة الموسيقية الميسّرة.    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
الموسيقى أشعة ساحرة تخترق حجب الظلمات فتبدد عن النفس آلامها؛ وعن القلب رزاياه، الموسيقى منعشة الأرواح والأكباد، أمر أجمعت عليه الشعوب في كل زمان ومكان، على تفاوت درجاتها وتباين أذواقها، وكلما تقدمت الشعوب بالمدينة وسارت في معارج الارتقاء والفلاح كلما عظموا هذا الفن الجميل وحسنوا فيه وأقبلوا عليه ونظروا إلى أهله نظرة العطف والإكبار والاحترام، والاعتبار لأن الموسيقى هي جزء من حياتنا القومية، وتعتبر في طليعة التطورات العالمية من حيث تأثيرها على الأخلاق والعواطف.
فالموسيقى الصحيحة هي اختلاجات المجتمع وصور حياته الناطقة، فهي مرآة الشعوب الناطقة بأجمل الألحان؛ حيث من خلالها أن تتعرف على شعب ما إذا ما تم الاستماع إلى موسيقاه.
ومن هنا كان لا بد لنا من إلقاء نظرة شاملة على هذه الحضارة الناطقة بأجمل الألحان للتعرف على نشأتها، تطورها، أشهر العاملين فيها...
وهذه "الموسوعة الموسيقية الميسرة" هي المرآة المعبرة عن تلك الحضارة حيث تضم بين طياتها كمّاً هائلاً من المعلومات التي تدور حول مواضيع شتى في عالم الموسيقى وهي تتألف من خمسة أجزاء جاءت مواضيعها على النحو التالي:
تتحدث المؤلفة في الجزء الأول عن الموسيقى في العصور القديمة-كالعصر الفرعوني، والصيني، الباروني، الهندي، الياباني، هذه العصور التي عرفت الموسيقى الدينية التي تلقى في المعابد وأمام الآلهة؛ كما تتحدث عن أشهر الآلات الموسيقية المستعملة في ذلك الحين كالطنبور، الكنارة، السينار...
أما الجزء الثاني فيضم بين طياته معلومات هامة عن الموسيقى الكلاسيك وأشهر الآلات التي استخدمت في تلك الموسيقى كآلات النفخ (أمثال: الفلوت، بيكولو...)، والآلات الإيقاعية (مثال: التمباني، والكاسات، واكسليفون)، والآلات الوترية (مثل: فيولا...) كما وتلقي المؤلفة من خلاله الضوء على أشهر عازفين ذلك العصر أمثال فردريك الأكبر، جورج فردريك، يوهان سباستيان، وذلك من خلال سرد مفصل لمسيرتهم الفنية وأشهر أعمالهم، والأسباب الكامنة وراء نبوغهم الفني.
أما الجزء الثالث فقد خصص للحديث عن الموسيقى الشرقية المقصود بها، مفهوم التخت الشرقي الآلات المستخدمة في الموسيقى الشرقية مثال العود، الناي، الطبلة، القانون، الدف، كما ويتناول هذا الجزء الحديث عن لويس أرمسترونج "ملك الجاز، وأصل موسيقى الجاز" والموسيقى العسكرية؛ نشأتها تطورها، أوجه استخدامها، كما وتتحدث المؤلفة عن العصر الكلاسيكي والتطورات التي رافقت ذلك العصر، وأشهر العازفين الذين ظهروا فيه أمثال هايدن، موتسارت، بيتهوفن، كما وتسرد المؤلفة أهم الأحداث التي رافقت ظهور الموسيقى والأسباب التي أدت إلى خروج الموسيقى من القصور إلى المسارح الكبرى ودور الأوبرا.
أما الجزء الرابع فيتناول سرد تفاصيل هامة، رافقة العصر الرومانتيكي كما وتتحدث فيه المؤلفة عن أشهر فنانون ذلك العصر أمثال: كامبل سان سانس، رمسكن كورساكوف، رومسكي كورساكوف، ايمانوا بلادي فالك، ريتشارد فامبز، شومان، يوهانش برامز، فرانس ليست، جياكو موبوتشي، وتتابع المؤلفة في الجزء الخامس الحديث عن فردريك شوبان، جوزبين فردي بيرت ليتش تسيكوفسكي، يوهان شتراوس ميادرفسكي. وقد جاءت تلك المعلومات بأسلوب قصصي مصور يجذب الطفل الناشئ ويمده بالعديد من المعلومات الهامة والمثيرة." ( منقول).
*د يحيى
3 - ديسمبر - 2010
الشيخ القارئ ( راشد العفاسي) والقراءات الرائعة بالمقامات     ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
 
 
*د يحيى
3 - ديسمبر - 2010
ترانيم قرآنية    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
 
 
المسك ختام ، وإلى لقاء.
*د يحيى
3 - ديسمبر - 2010
حديث من القلب    ( من قبل 4 أعضاء )

رأي الوراق :     قيّم
 
-       ( حديثٌ من القلب )
-   شكرًا واحترامًا للأستاذ العزيز / د. يحيى على اهتمامه ومشاركاته ، وهذه المشاعر الطيِّبة الحميمة في مجالس الوراق هي أغلى ما لديَّ من كنوزٍ بحمد الله .
-   والخلاف الفقهي في موضوع الغناء والموسيقى أو السماع يضرب بجذورٍ بعيدةٍ إلى بداءة التاريخ الإسلامي ، وشأنه شأن أيِّ خلافٍ فقهيٍّ : ينشأ من التفاوت في فهم نصوص الشريعة وتفسيرها ، وفي تطبيقها على أرض الواقع المتغيِّرِ من زمانٍ إلى زمانٍ ومن مكانٍ إلى مكانٍ .
-   لذلك ؛ قد يكون من المعين والمقرِّب إلى امتلاك الفكرة الحقَّة في أي خلافٍ ؛= أن يُبْتَعد قليلاً عن الكلام في صميم دلالات النصوص الشرعية ، وهو الكلام الذي يحتاج إلى أدوات تفكيرية خاصة لا تتأتى لكافة الناس ؛ مع أن فهم الشريعة مطلوب لكافة الناس (( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا )) ، ويُرْتَفَعُ إلى أعلى لينظر بنظرة عامة في المقاصد المرعية في الدين .
-   الإنسان في الحياة يحتاج إلى أن يأكل ويشرب ويلبس ويسكن ويتزوج ، هذه تقريبا هي الضرورات الطبيعية لكل إنسان ، وبمقدار الاختلال - نقصًا أو زيادةً - في توفر هذه الضرورات يحصل مقدارٌ من الاختلال في النظام الإنساني لا محالة .
-   والموسيقى كغيرها من العلوم والفنون والآداب ما هي إلا مظهر من مظاهر الحياة كالقشور الساترة للب الكامن وراءها ، فما قد يبدو للوهلة الأولى أن لها في بعض الأحيان أثرا قويا بذاتها في اختلال النظام الإنساني أو زيغ الفطرة والتوائها = ما هو إلا نظرة متعجلة لا تصمد عند التفكير المتروِّي .
-   وإنما يكون للموسيقى أو غيرها من هذه المظاهر الحياتية أثرها السيء عندما يحدث بها الاضطراب فيما تقتضيه العدالة الاجتماعية من المساواة في الضرورات الطبيعية .
-   يحدث ذلك عندما يجعل بعض المنتفعين من هذه الفنون دوامة من دوامات الاقتصاد ، تجمع المال بشَرَهٍ من جهاتٍ كثيرةٍ ثم تصبُّه في انتفاع شهوات جهةٍ ما وأهوائها .
-   هنا تلتغي المقاصد المرعية في الدين ، ونتيجةً ذلك : تشيع في المجتمع مجموعةٌ من الأخطاء والأغلاط = ظاهرها : أنها جريمة الفن ؛ وباطنها : أنها جريمة المال ! .
-   والمتعة الروحانية في الفن هي متعةٌ ينبغي أن تكون مكفولةً للإنسان بلا مساومةٍ ، لأنها شَيْءٌ من صميمه ، ومن الخطير أن يحصل الانشطار بين الإنسان والفنان ! .
-   لذلك فأكثر ما بعث المقت عند من نظر إلى الغناء والموسيقى أو السماع من جهة الشريعة = هي تلك الحال المزرية التي كثيرًا ما قد يبرز فيها الفن : مُبَدِّدًا للمال ، مُضَيِّعًا للعمر ، هاتكًا للفضيلة ، خارمًا للمروءة .
-   وعندما يراد التعبير عن هذا المقت في صورة خطابٍ فقهِيٍّ يعتمد على تفسير النصوص الشرعية = كثيرًا ما يؤدِّي ذلك أيضًا إلى فَطْر حفرةٍ للجدل تُسْتَهْلك لأجلها طاقاتُ الإنسان المفيدة في شَيْءٍ غيرِ مفيدٍ .
-   يحكى أن سلمًا الخاسر باع مصحفًا واشترى طنبورًا ؛ ولذا : لُقِّب بـ : الخاسر ، ولعلَّ المشكلة ليست في شراء الطنبور بقدر ما هي في بيع المصحف .
-   إن تأمل النصوص الشرعية بأناةٍ - وتفصيل ذلك ليس هنا - يقود المتأمل إلى أن الإسلام : إنما يمنع من صور اللهو ما يكون أضلولةً لحياة الإنسان ، وأحبولةً لإيقاعها في الْهُراء والْهُذاء والعبث غير المجدي .
-   وهذه الصور من اللهو كثيرةٌ لا تُضْبَط ، قد يكون منها بناء مسجدٍ ، أو إقامة ضريحٍ ، ولا تستغرب ! ، فإن آلاف الآلاف من النقود التي يغدقها بعض الأغنياء على بناء مسجدٍ فَخْمٍ يحمل اسمه = هي في وجه العملة الآخر : بطنٌ جائعةٌ ، وجسدٌ عارٍ ، وقدمٌ حافيةٌ ، وشابٌّ أعزب ، وغير ذلك من ألوان الحرمان .
-   والفقيه الذي قد يفتي بحرمة الموسيقى دون علمٍ كافٍ بطبيعتها = لعلَّه لم يقف كثيرًا للتأمُّل عند حديثٍ صحيحٍ جاء في مجموع مسلم بن الحجاج - غفر الله لنا وله - : ((فراش للرجل ، وفراش للمرأة ، وفراش للضيف ، والرابع للشيطان)) ، ولم يتأمَّل بالتالي في حاله وهو يتقلَّبُ على كثيرٍ من الأنماط والنمارق والزرابي الغالية الأثمان ! ، مع أن بعض الفتيات الفقيرات قد يعملن حتى يبلى شبابهنَّ لأجل أن تُحَصِّل لنفسها جِهازها وشِوارها لتتزوَّج ، هذه مشاهد أليمةٌ في الحياة ، ولكن بعض الذين يعيشون في القصور العاجية لا يرونها ، والمغنِّية التي تتقاضى أجورها بالآلاف = هي بالتأكيد لم تر مثل تلك الفتاة .
-   إن النبيَّ صلى الله عليه وسلم هو من أشار إلى أن اللذة بالصوت الحسن هي لذَّةٌ طيِّبةٌ رائعةٌ ما دامت في طَوْرها الطبيعيِّ ولم تتورَّم إلى ورمٍ خبيثٍ ؛ قال صلى الله عليه وسلم : (( مَن لَّمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ فَلَيْسَ مِنَّا )) ، هذا هو الكلام ، أن تقرأ القرآن ، وتدعو الله ، وتبتهل إليه بصوتٍ جميلٍ خاشعٍ ؛ كتأويب داود عليه السلام ؛ وقد أوبت معه الجبال والطير ، فإذا انتسقت هذه التلاوة على مقامٍ من المقامات = فلا خطيئة .
-       ولحضرة الأستاذ العزيز : مسك الختام .
*محمود العسكري
3 - ديسمبر - 2010
ذلك المثقف : مبتدأ وخبر ؛ لأنّ ( أل) في المثقف : كمالية.    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
بارك الله في إيمانك وعقلك وعلمك يا أبا حسن : الأستاذ محمود الدمنهوري....

محمود الدمنهوري

خبير في مجال: التعليم

 
 
  1. الكتب الأكثر مبيعاً
  2. مقالات مجانية
  3. المقالات الحديثة
  4. المقالات المختارة
  5. صوتيات ومرئيات
  6. برامج صوتية ومرئية
  7. كتب
  8. شعارات وأفكار
  9. مقالات محمود الدمنهوري في النجاح نت (31)
  10. استشارات رد عليها محمود الدمنهوري (0)
  11. معلومات الاتصال


السيرة الذاتية لـ محمود الدمنهوري
المؤهلات العلمية :
  • حاصل على ماجستير أصول الدين من جامعة وادي النيل 2007م
  • حاصل على ليسانس شريعة إسلامية من جامعة الأزهر 1989م .
  • حاصل على دورة في فريق العمل الناجح من مركز التميز 2005 حاصل على دورة في التعلم النشط والبيئة الصفية التفاعلية 2006م
  • حاصل على مدرب معتمد من إيلاف ترين – بريطانيا 2009م .
  • حاصل على دورة في التعلم السريع من مركز دبي للتعلم السريع- الدوحة 2009م
  • حاصل على دورة في العنف المدرسي من القمة للتدريب والتطوير - الدوحة 2009م
  • حاصل على دورة في التخطيط الاستراتيجي – الدوحة 2009م
  • حاصل على دورة في التقديم الحواري التلفزيوني من مؤسسة طومسون البريطانية بالتعاون مع مركز الجزيرة للتدريب – الدوحة 2009م
  • حاصل على دورة في المستوى الأول من برنامج الكورت " تنمية مهارة الإدراك لدى الطلاب " – الدوحة 2009م
 
الورشات :
  • ورشة في التعلم النشط ضمن الأسبوع التربوي الخامس لكلية التربية – جامعة قطر 2009م
  • ورشة في إجراء ونشر البحوث الإجرائية كلية التربية – جامعة قطر 2009م
  • ورشة في عشرة استراتيجيات لإدارة الفصل كلية التربية- جامعة قطر 2009م
 
                            الخبرات العملية
 
في مجال التدريب :
  • قدم دورة في التعلم باللعب 2006م - الدوحة
  • قدم دورة في الوسائل التعليمية 2006م - الدوحة
  • قدم دورة في الخطوات التسع في التعليم " نظرية جانج "2009م – الدوحة
 
في مجال التدريس:
  • درس في مصر الفقه والتفسير في المعاهد الأزهرية :
  • في معهد كفر الدوار الديني الإعدادي في عام 1991م
  • في معهد دمنهور الديني الثانوي من عام 1992 إلى1993م
  • سافر إلى الدوحة في أواخر عام 1993م وعمل مدرساً في مدارس الأندلس الخاصة الابتدائية للبنين حتى 2009م ومازال على رأس العمل حتى الآن يعمل مدرسًا ومشرفًا على المرحلة الثانية.
 
في مجال التأليف :
صدر له مجموعة من الكتب المدرسية منها :
  • أنشطة وتدريبات في اللغة العربية - الجزء الأول 2004م
  • أنشطة وتدريبات في اللغة العربية – الجزء الثاني 2004م
  • سلسلة كتاب الاختبار – الصف الأول  ( طبع طبعتين ) 5/ 2006سلسلة كتاب الاختبار – الصف الثاني ج1( طبع طبعتين ) 4/2005 م
  • سلسلة كتاب الاختبار – الصف الثاني ج2 ( طبع طبعتين ) 4/2005م
  • " الظواهر الإملائية " للصف الأول والثاني ( لم يطبع )
  •  " الوسائل التعليمية " البحث الفائز بالمركز الأول في مسابقة البحوث بالمدرسة 2004م.
 
 في مجال الإعلام :
 
  • عضو فريق البرمجيات بالحاسب الآلي بوزارة التربية والتعليم بدولة قطر 4/2005م
  • يعمل مذيع نقل خارجي  للشعائر الدينية في  إذاعة قطر منذ عام 1999م حتى الآن .
  • يعمل معد ومقدم برامج في إذاعة القرآن الكريم - الدوحة .
 
قدم العديد من البرامج على موجات إذاعة القرآن وصوت الخليج منها :
 
من أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم /  أسماء الله الحسنى / سيرة نبي / الإعجاز العلمي / مرآة النفس / وصايا خالدة / صلاة قلب / عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين /  أسماء الله الحسنى / المجلة العلمية " برنامج أسبوعي "  / " دعاء السائلين "  مناجاة 
/ " وإنك لعلى خلق عظيم " /  إشراقات من إسلام ويب / برنامج منتدى الذاكرين / العديد من مقدمات الأشرطة الدعوية الصادرة من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر/  مشروع الكتاب المسموع قدم العديد من الكتب المسموعة منها :  الأربعين النووية  للإمام النووي / التحقيق والإيضاح للشيخ عبد العزيز بن باز / صفة صلاة النبي e للشيخ الألباني / فقه الرقى والتعوذات / المحدث الصغير مختارات من صحيح مسلم /  عمدة الأحكام لابن قدامة /  أشرطة الاستماع في اللغة العربية للمرحلة الإعدادية بصفوفها الثلاثة لوزارة التربية والتعليم – قطر / القاموس الإشاري العربي للصم / قراءة التعليق لعشرات الأفلام الوثائقية . 


مقالات محمود الدمنهوري في النجاح نت (31)
*د يحيى
4 - ديسمبر - 2010

 
   أضف تعليقك
 1  2  3