مجلس : اللغة العربية

 موضوع النقاش : الشذا الفياح من نور الأقاح    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )

رأي الوراق :

 محمود العسكري 
28 - نوفمبر - 2010
بسم الله الرحمن الرحيم
( الشَّذَا الْفَيَّاحْ مِن نَّوْرِ الأَقَاحْ )
Ÿ- لعبد الله بن إبراهيم، العلوي نسبًا، الشنقيطي بلدًا، غفر الله لنا وله (ت 1233 هجرية)؛= منظومةٌ جيِّدةٌ في البلاغة اسمها : ( نور الأقاح )، لخَّص فيها مباحث كتاب : ( تلخيص المفتاح )، وشرحها بكتابٍ كبيرٍ سماه : ( فيض الفتاح ) مطبوعٍ في نحو ست مئة صفحةٍ ، لكنه يرتفع عن حاجة المبتدئين من الطلبة ، فهذا شرحٌ آخر له ثلاث غايٍ ؛ إذا سُئِلَ عن الغاي التي كتب لأجلها هذا الشرح :-
أ) ضبط نظم نور الأقاح ، وتنميقه ، وذلك غير معتنًى به في طبعته المطروحة في الأسواق .
ب) التذكير بمنهج الدراسة والتحصيل العلميِّ المتدرِّج عند طلبة العلوم السابقين ؛ إذ يصعدون مِعْراج المعارف درجةً درجةً بالحفظ والتفهُّم ، فيبدؤون بدراسة المتن على حِدَةٍ، ثم شرحه كذلك، ثم حواشيه كذلك ، ولبدئهم بحفظ المتون المختصرة وفهمها = يتسَنَّى لهم تحصيلُ كثيرٍ من العلوم الشرعية والعربية والعقلية والطبيعية ؛ بلا تَهْويشٍ للفكر أو تشتيتٍ لِهِمَّة القلب .
ج) تحرير العبارة من ربقة التقليد ، فكثيرٌ من العبارات في كتب البلاغة تنقل بنصِّها من تلاد كتب هذا الفن كالمختصر السعديِّ ، وتتطابق على إيرادها بألفاظها كثيرٌ من الحواشي ، وهذا تضييقٌ قد يعسر به الفهم ؛ وإن كان المقصود منه خلافَ ذلك ؛= بجذب الانتباه إلى وجاهة تلك العبارة المنقولة ، ولكن تنويع العبارات وتغايرها فيه شَحْذٌ للخاطر وإثارةٌ للتفكير ، وعَوْنٌ في تهدِّي المعرفة وتلطُّفِها إلى الدارس ، وترقٍّ به إلى منـزلة المناظرة والنقاش ؛ لا سِيَّما إذا حُرِصَ مع تنويع العبارة على أصالتها وجزالتها وتحريرها ، وأنها لا تَسْخُف إلى الحدِّ الذي يَضْطَرُّ إليه مُعَلِّم الصبيان في تفهيمهم ، وأنها كذلك : لا تُمْسَخُ عن وجهها الرصين ؛= كما قد يجترئ من يجترئ تنفيقًا لبضاعةٍ مُزْجاةٍ .
Ÿ- فهذا شرحٌ للإسعاف بحاجة المبتدئين ، يقتصر على حلِّ الألفاظ ومُهِمَّات الفوائد ، ولم يُكْثر فيه من الأمثلة الْمُخَرَّجَةِ ؛ فتقصِّي ذلك سيكون في كتابٍ مُجَاورٍ ، مع التنويه ثانيةً على أن عبارة هذا الشرح : عبارة تدريسٍ وتفهيمٍ ، وليست عبارة تحريرٍ وتحقيقٍ ، ولذا : لا ينبغي أن ينقل منه شيءٌ على وجه الاعتماد ألبتة ، لكن لعلَّ هناك مجموعًا لبعض الأبحاث على طريقة القوم .
Ÿ- والله وليُّ التوفيق .

 1  2 

*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
ديباجة النظم    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
( مقدمة النظم / الكتاب ، 14 بيتًا )
يَقُولُ عَبْدُ اللهِ ؛ وَهْوَ الْعَلَوِي ؛ v رَاجِي شَفَاعَةِ الْجَنَابِ الْمَوْلَوِي ؛:
اَلْحَمْدُ للهِ الَّذِي قَدْ كَشَفَـ ا v بِطَالِعِ الْبَيَانِ عَمَّا انكَسَفَـ ا ،
 حَتَّى انْجَلَتْ بَعْدَ الْعَمَى غَيَاهِبُ ، v وَأَصْبَحَ الضَّلالُ وَهْوَ رَاهِبُ ،
نَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ عَلَى نِعَمْ v تَجِلُّ عَنْ حَصْرٍ بِفِكْرٍ أَوْ قَلَمْ ،
يُكْرِمُنَا وَالْمُسْتَحَقُّ ضِدُّهُ ، v تَبَارَكَ اللهُ وَجَلَّ مَجْدُهُ ،
أَرْسَلَ فَضْلاً مِّنْهُ فِينَا أَحْمَدَا v لِلأَمْنِ الانَ وَالشَّفَاعَةِ غَدَا ،
صَلَّى عَلَيْهِ اللهُ مَا هَبَّ الصَّبَا ، v وَمَا إِلَى طَيْبَةَ مُشْتَاقٌ صَبَا ،
صَلَّى عَلَيْهِ اللهُ مَا حَجَّ الْحَجِيجْ ، v وَمَا تَلَقَّى زَائِرًا لَّهُ أَرِيجْ .
وَأَسْتَعِينُ اللهَ فِي نَيْلِ النَّجَاحْ v فِي رَجَزٍ سَمَّيْتُهُ : ( نَوْرَ الأَقَاحْ ) ،
نَظَمْتُ فِيهِ الدُّرَّ فِي سِلْكٍ مَّنِيعْ ؛ v مِنَ الْمَعَانِي وَالْبَيَانِ وَالْبَدِيعْ ،
عَلَى طَرِيقٍ لاحِبٍ وَّجَامِعِ ، v لِلْحَشْوِ وَالتَّعْقِيدِ دَأْبًا مَانِعِ ،
إِذْ عِنْدَهَا يَظْهَرُ سِرُّ الْقُرْآنْ ، v وَيَكْمُلُ الدِّينُ ، وَيَبْدُو الْبُرْهَانْ .
بِهِ أَرُومُ الْفَوْزَ يَوْمَ الْعَرْضِ ، v وَالْعَفْوَ عَمَّا ضَاعَ لِي مِنْ فَرْضِ ،
وَمَا ارْتَكَبْتُ مِنْ قَبِيحٍ وَّزَلَلْ ؛= v فَإِنَّ عَفْوَ ذَاكَ عِنْدَهُ جَلَلْ .
- يتجاوز عن شرح المقدمة .
*محمود العسكري
28 - نوفمبر - 2010
ما يوصف بالفصاحة . ما يوصف بالبلاغة .    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
( مقدمة العلم ، 29 بيتًا )
-       ( ما يوصف بالفصاحة ) :
-       ( ص ) : يُوصَفُ بِالْفَصَاحَةِ: الْقَوْلُ، وَمَنْ v أَنشَا لَهُ؛ فَبِالْفَصَاحَةِ قَمَنْ .
-   ( ش ) : الفصاحة لغةً : الظهور والبيان ، واصطلاحًا : يختلف تعريفها باختلاف موصوفها ، لكنها على الإجمال ترجع إلى المعنى اللغويِّ بكون الكلام ظاهرَ الدلالة على المعنى المراد .
-   والذي يوصف بالفصاحة ثلاثة أشياء ، جمعها الناظم في قسمين ؛: القول - ويشمل : الكلمة المفردة ، والكلام المركب ، والمتكلم المنشئ للكلام .
-   فريدةٌ : حقَّق ابن تيمية : أن اللغة لا تعرف إطلاق الكلمة على خصوص اللفظ المفرد ، وأنه اصطلاحٌ من البيانيين ، - كتاب ( العرش ) له -، وأن الكلمة في اللغة إنما يراد بها: طائفةٌ من الكلام المفيد قَلَّ أو كَثُرَ ، يقال مثلاً : كلمةُ الإخلاصِ : لا إله إلا الله .
-       ( ما يوصف بالبلاغة ) :
-       ( ص ) : وَبِالْبَلاغَةِ صِفِ : الْكَلامَـ ا ، v وَمَن تَكَلَّمَ ، وَلَنْ تُلامَـ ا .
-   ( ش ) : البلاغة لغةً : الكفاية الموصلة إلى حدٍّ مقصود ، ففي قوله تعالى : ( مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ ) ؛ أي : ما عليه إلا الإبانة الكافية عن معانِي الدين = بحيث يصل إلى الحد المقصود من اتضاح الأمر للمخاطبين وقيام الحجة عليهم . واصطلاحًا : يختلف تعريفها باختلاف موصوفها كما سبق في الفصاحة ، ولكنها ترجع إلى المعنى اللغويِّ بكون الكلام رُصِفَ على وجهٍ فيه الكفايةُ لأن يُوصَلَ به إلى الحدِّ المقصود من إفهام المخاطب .
-       والذي يوصف بالبلاغة شيئان : الكلام المفيد ، والمتكلم .
ولا توصف الكلمة المفردة بالبلاغة ؛ لأنه لا يحصل بها إفهام .
*محمود العسكري
28 - نوفمبر - 2010
الشروط المعتبرة في فصاحة المفرد    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
-       ( الشروط المعتبرة في فصاحة الكلمة المفردة ) :
-       ( ص ) : ثُمَّ فَصَاحَةُ الَّذِي يَنْفَرِدُ v خُلُوصُهُ قُلْ مِنْ ثَلاثٍ يَرِدُ :
مِنَ الْغَرَابَةِ ، وَمِنْ تَنَافُرِ ، v وَالْخُلْفِ لِلْقِيَاسِ ؛ بِالتَّضَافُرِ .
وَلَيْسَ كُرْهُ السَّمْعِ فِيهَا يُشْتَرَطْ ؛ v إِذْ بِالْغَرَابَةِ لَدَيْهِمُ ارْتَبَطْ .
-       ( ش ) : هذه شروطٌ ثلاثةٌ متى تضافرت متحقِّقةً في كلمةٍ مفردةٍ = استحقَّت هذه الكلمة المفردة الوصف بالفصاحة .
-   الأول / أن تكون مأنوسةً مألوفةً في كلام البلغاء ، ولا ينظر إلى الكلام العاميِّ السوقيِّ ، فإن كانت غريبةً وحشيَّةً غير دائرة في كلام البلغاء كانت غير فصيحةٍ . مثال للغريبة الوحشية ( تكأكأ ) بمعنى ( اجتمع ) .
-   الثانـي / أن تكون سهلة النطق ، فإن كانت متنافرة الحروف بحيث لا تنطق إلا بمزيد تكلف ومشقة = لم تكن فصيحة ، ولا بد أن تكون غريبةً وحشيَّةً ما دامت كذلك ، فهو شرط فيه مزيد بيان وإيضاح للشرط الأول . مثال للمتنافرة الحروف ( الهعخع ) .
-   الثالث / أن تكون موافقةً للقوانين الصرفية قياسًا وسماعًا ، فما أجازه القياس والسماع من المفردات ، أو أجازه السماع وإن خالف القياس ؛= فهو مقبول ، وما منعه القياس والسماع ، أو أجازه القياس لكن منعه السماع مما لم يكن من قبيل ما يتوسَّع فيه بالاشتقاق ؛= فهو مرفوض ومحكوم عليه بعدم الفصاحة ، ولا بد أن يكون غريبًا وحشيًّا ما دام كذلك ، فهو كذلك شرطٌ فيه مزيد بيان وإيضاح للشرط الأول ، كذلك ما أفرده البعض قسمًا مستقلاً وسماه : كراهة المفردة في السمع = مرجعه إلى الغرابة ، فكلُّ الشروط على التدقيق مرجعها إلى الغرابة ؛ وإنما هي مزيد بيانٍ وإيضاحٍ .
-   فائدة / المفردات في اللغة من حيث هي مأنوسة ومألوفة في كلام البلغاء ، ومن حيث هي عذبة في النطق أو ذات فخامة وجزالة ؛= على طبقاتٍ متفاوتة ، فبعضها أكثر استعمالاً من بعضٍ ، وبعضها أخف موقعًا على اللسان من بعض ، ويجب على البليغ أن يراعي كون مفرداته من طبقةٍ واحدةٍ من حيث الأنسة والألفة ، والعذوبة والفخامة ، فلا يخلط ألفاظًا مألوفةً بأخرى أقلِّ منها في الألفة ، فلا يجمع بين الشمس والجونة مثلاً في سياقٍ واحدٍ ، ولا يخلط ألفاظًا سهلةً بأخرى أعظم جزالةٍ ، فلا يجمع بين السحاب والمعصرات مثلاً في سياقٍ واحدٍ ، ومتى فعل ذلك : كان مُخِلاً بفصاحة الكلمة ؛ لا باعتبارها هي في ذاتها ؛= وإنما باعتبار مخالفتها لبقية الكلمات في الصفات المذكورة .
-   فائدة ثانية / قد تجوز في الضرورة الشعرية أو السجعية بعض المخالفات الصرفية ، والتنبيه على ذلك في كتب العروض والقافية باب الضرائر .
*محمود العسكري
28 - نوفمبر - 2010
ما يستجمع من الشروط في فصاحة الكلام    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
-       ( الشروط المعتبرة في فصاحة الكلام ) :
-       (ص): وَهِيَ فِي الْكَلامِ: أَن يَّخْلُصَ مِنْ v تَنَافُرٍ، ضَعْفٍ، وَّتَعْقِيدٍ زُكِنْ؛=
بِأَن يَّكُونَ غَيْرَ بَادٍ مَّا قُصِدْ v مِنْهُ لِلانتِقَالِ أَوْ نَظْمٍ وُّجِدْ ،
وَكَثْرَةِ التَّكْرَارِ ، وَالإِضَافَهْ ، v وَانصُرْ لِمَنْ قَدْ زَعَمُوا خِلافَهْ ،
وَشُرِطَتْ فِي ذِي فَصَاحَةُ الْكَلِمْ؛ v فَهْيَ أَعَمُّ عِندَ كُلِّ مَنْ عَلِمْ.
-       ( ش ) : هذه شروطٌ أربعةٌ ، متى تحقَّقت في الكلام = استحقَّ الوصف بالفصاحة .
-       الأول / فصاحة كل كلمة على انفرادها كما سبق .
-   الثاني / أن يكون الكلام سهل النطق بلا تكلف ، فإذا كان ثقيلاً على اللسان بحكم الذوق السليم = لم يكن فصيحًا . مثال : ( وقبر حرب بمكان قفر - وليس قرب قبر حرب قبر ) هذا بيت شعر لو حاولت تكراره لما استطعت ؛ فكلماته متنافرةٌ جدًّا ، وكقول أبي تمام : ( كريم متى أمدحه أمدحه والورى - معي وإذا ما لمته لمته وحدي ) ، فاجتماع الحاء والهاء مع التكرار جعل نطق هذا البيت عسيرًا .
-   الثالث / أن يكون الكلام على وفاق القواعد النحوية ، فإن كان على خلافها - كأن يضمر قبل الذكر لفظًا ومعنًى ؛= كان خارجًا عن حد الفصاحة . وقد تجوز بعض المخالفات النحوية في الشعر دون النثر ، وذلك مذكور في كتب النحو .
-   الرابع / أن يكون الكلام واضح الدلالة على المراد بلا تعقيدٍ ، فإن كان معقَّد النظم ؛ أي : بتقديم ما يترجح له التأخير ، وتأخير ما يترجح له التقديم ، والفصل بالأجنبي بين ما يترجَّح بينهما التتابع والاتصال = إذا حصل هذا التعقيد في الكلام بحيث يتعسَّر فهمه - ولو مع جواز ذلك التعقيد في النحو - لم يكن فصيحًا ، وهناك نوع آخر من التعقيد هو الغموض في المعنى ، بحيث لا يصل إليه الذهن إلا بمشقة بالانتقال من فهم شيءٍ إلى شيءٍ إلى أن تؤدِّي به هذه الوسائط إلى فهم المعنى المراد ، ولكنها وسائط كثيرة وبعيدة فلا يكون التدرج في الفهم سريعًا ولا يسيرًا .
-   مثال لتعقيد النظم . قول الفرزدق : ( وما مثله في الناس إلا مملكا – أبو أمه حي أبوه يقاربه ) ، أصل الكلام: وما مثله في الناس حي يقاربه إلا مملكا أبو أمه أبوه -أي خاله-، فانظر كيف بدد نظام الكلام إلى هذا الحد العسر الهضم .
-   مثال لغموض المعنى بكثرة الوسائط وبعدها . قول العباس بن الأحنف : ( سأطلب بعد الدار عنكم لتقربوا - وتسكب عيناي الدموع لتجمدا ) ، مقصد الكلام : سأُعَرِّض بالرحيلِ إلانةً لقلبكم فأحظى بقربكم ، وستسكب عيناي الدموع استدرارًا لشفقتكم وعطفكم لتقرَّ سرورًا وغبطةً برؤياكم ووصلكم ، الشطر الأول يدل على معناه بيسرٍ ووضوحٍ ، بَيْد أنَّ الشطر الثانِي ليس كذلك ؛ إذ جمود العين كنايةٌ معروفةٌ عن بخل العين بالدمع عند الحادث المحزن ، وليس كنايةً عن قرارها والتذاذها برؤية المحبوب ، ولكي يُتوصَّل إلى هذا المعنى = يحتاج إلى الانتقال في الفهم من جمود العين إلى انتفاء الدمع منها ومنه إلى انتفاء الحزن ومنه إلى السرور .
-   فائدة / ذكر البعض أن كثرة التكرار وكثرة الإضافات مما يخل بفصاحة الكلام ، وبالتأمل نجد أنهما يرجعان إلى غموض المعنى ، فكثرة تكرار الضمائر مثلاً تحير الفهم في معرفة مرجع كل ضمير ، وكثرة الإضافات تبطئ الفهم وتؤخره إلى ذكر كل المضافات ومعرفة الإسناد بعد ذلك ، ولذا ؛ لا داعي لاعتبارهما قسمين مستقلين .
*محمود العسكري
28 - نوفمبر - 2010
ضابط وصف المتكلم بالفصاحة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
-       ( الشروط المعتبرة في وصف المتكلم بالفصاحة ) :
-       ( ص ) :  فِيمَنْ تَكَلَّمَ : سَجِيَّةٌ قَدَرْ v بِهَا عَلَى الْمَقْصُودِ حَيْثُمَا ظَهَرَ ،
مُعَبِّرًا عَنْ ذَاكَ بِاللَّفْظِ الْفَصِيحْ ، v فَخُذْ هَدَاكَ اللهُ لِلنَّهْجِ الصَّبِيحْ .
-   ( ش ) : فصاحة المتكلم : هي ملكةٌ يقتدر معها المتكلم على التعبير عن مقاصده بكلامٍ فصيحٍ، فهي صفةٌ راسخةٌ في نفسه ، عَبَّر بها أو لم يُعَبِّر ، في أيِّ زمانٍ ومكانٍ ، فإن كان المتكلم ممن يَدْهش للمواقف فيخونه الكلام = كان موصوفًا بالعيِّ والحصر والارتتاج ، فكلامه الموصوف بالفصاحة لا هو .
*محمود العسكري
29 - نوفمبر - 2010
الشروط المعتبرة في بلاغة الكلام    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
-       ( الشروط المعتبرة في وصف الكلام بالبلاغة ) :
-       ( ص ) : بَلاغَةُ الْكَلامِ طِبْقُ مَا اقْتَضَى v حَالٌ ، وَّكَوْنُهُ فَصِيحًا مُّقْتَضَى ،
وَالْمُقْتَضَى مُخْتَلِفُ الْمَقَامِ ، v فَالْمُقْتَضِي لِلنُّكْرِ فِي الْكَلامِ =
مُبَايِنٌ لِّمَا اقْتَضَى الضِّدَّ ، كَذَا v وَصْلٍ ، وَّتَقْدِيمٍ ، فَرَاعِ الْمَأْخَذَا ،
وَالذِّكْرِ،وَالإِطْلاقِ،وَالإِيجَازِ، ثُمّْ v خِطَابِ ذِي الذَّكَا. لِكِلْمَةٍ عُلِمْ=
حَالٌ تَجِي مَعْ كِلْمَةٍ لَّيْسَ لَهَا v مَعْ كِلْمَةٍ أُخْرَى تَرَاهَا مِثْلَهَا .
-       ( ش ) : هناك شرطان واجبان لوصف الكلام بالبلاغة :
-       الأول / أن يكون الكلام فصيحًا ، وقد سبقت شروطه .
-       الثانِي / أن يكون الكلام مطابقًا لمقتضى الحال .
-   ولإيضاح معنى مطابقة الكلام لمقتضى الحال ؛ نذكر هذه الأمثلة ( زيد قائم ) ( لزيد قائم) ( إن زيدا لقائم ) ( والله إن زيدا لقائم ) ؛ هذه جمل أربع كلها فصيحة ، لكن ؛ ما الذي يحمل المتكلم على اختيار جملة منها بخصوصها دون الأخريات ؟ ، هل بينها تفاوت؟ ، نعم ، الأولى ليس فيها أداة تأكيد ، والثانية فيها أداتان ، والثالثة ثلاث أدوات، والرابعة أربع أدوات ، إذًا فبمقدار حاجة المتكلم إلى تأكيد كلامه سيختار الجملة المناسبة ، هذا هو المراد بمقتضى الحال ، أي ما يتطلَّبه المقام في الكلام من خصائص ليتحقق إفهام المخاطب على الوجه الصحيح ، فإذا طلبت من المخاطب مثلاً أمرًا ولم تؤكِّده ، فليس لك لومه إن لم ينفذه ، أو إن أبطأ في أدائه ؛= لأنك لم تؤكد كلامك كي يفهم مقصودك على الوجه الصحيح ، فكلامك لم يكن بليغًا إذًا .
-       وباختلاف المقامات والأحوال = يختلف ما تطلبه في الكلام من خصائص .
-       فالمقام الطالب لتنكير الكلام ، غير المقام الطالب لتعريفه .
-       والمقام الطالب لمجيء الكلام متصلا ، غير المقام الطالب لمجيئه منفصلاً .
-       والمقام الطالب لتقديم شيء من الكلام على شيء ، غير المقام الطالب تأخير شيء على شيء .
-       والمقام الطالب لذكر أشياء من الكلام ، غير المقام الطالب لحذفها .
-       والمقام الطالب لمجيء الكلام مطلقا عن القيود ، غير المقام الطالب مجيئه مقيدا بها .
-       والمقام الطالب لمجيء الكلام مختصرا موجزا ، غير المقام الطالب لمجيئه مسهبا مطولا .
-       والمقام الطالب لمجيء الكلام مراعيا لذكاء المخاطب ، غير المقام الطالب مجيء الكلام مراعيا لغباوته .
-   وقد تختلف المقامات والأحوال وتتَّحد مطلوباتها من الخصائص بلا إشكالٍ ، فالخصائص هي أمورٌ معتبرةٌ في الكلام مُعِينةٌ على فهم المراد منه ، فالمقام يوجِّه الخاصيِّة إلى إفادة توضيح هذا المعنى المراد ؛ فمثلاً قولك عن أحد الناس : رجلٌ ، هكذا كلمة واحدة عارية عن أي زيادة ، هذه خاصية يوجهها الحال ، فإن كنت في حال التعظيم ، أفهمت التعظيم على وجه أن هذه الإنسان رجلٌ كاملٌ وكأنه لا رجل غيره ، فلا يحتاج إلى مدحه بأي أوصاف إضافية ، وإن كنت في حال التحقير ، أفهمت التحقير على وجه أن هذا الإنسان مجرد رجل ليس لديه من الأوصاف المميزة له سوى ذكوريته ، وهكذا ؛ فالعقل يوجه الخصائص حسب معرفته بالمقامات والأحوال إلى لطائف المعاني المرادة المعبر عنها .
-   ولذلك أيضًا ؛ فإن الخصائص المتشابهة ذاتها يختص كل منها بلطائف من الأحوال دون مشابهاتها ، فمثلاً خاصيَّة الشرط ؛ يختلف استخدام أداة إذا فهي للجزم عن استخدام أداة إن فهي للتردد ، وكخاصية النفي ؛ يختلف استخدام لم فهي للنفي وحسب عن استخدام لما فهي للنفي في الماضي مع الرجاء في المستقبل ، لكن ليعلم أن اختلاف معاني الحروف والأدوات جاء الاهتمام به في النحو وكتب اللغة ؛ ولم يجئ في البلاغة لأنها تأصيل للقواعد العامة دون تعمق إلى جزئياتها .
*محمود العسكري
29 - نوفمبر - 2010
المتكلم البليغ    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
-       ( الشروط المعتبرة في وصف المتكلم بالبلاغة ) :
-       ( ص ) : فِيمَنْ تَكَلَّمَ سَجِيَّةٌ قَدَرْ v بِهَا عَلَى الْبَلِيغِ . ثُمَّ ذَا اشْتَهَرْ =
بِتِلْكَ ، وَهْيَ قُلْ أَعَمُّ مُطْلَقًا v بِسَابِقِ الْمَعْنَى الَّذِي تَحَقَّقَـ ا .
-   ( ش ) : البليغ : هو ذا السجيَّة المقتدر معها على إنشاء الكلام البليغ في أيِّ موقفٍ ، وفي الإطلاق اللغوي لك أن تبادل الفصاحة بالبلاغة والبلاغة بالفصاحة بلا حرجٍ ، لكن في الإطلاق الاصطلاحي عند أهل الفنِّ فيجوز فقط أن تسمِّيَ البلاغة بالفصاحة تنـَزُّلاً من الأعلى إلى الأدنـى ؛ لأن البلاغة - كما تقدم - هي الفصاحة مزيدًا عليها رعاية مقتضى الحال ، فكل بليغ فصيحٍ ، وبعض الفصحاء بلغاء ؛ لا كلهم . ( الموجبة الكلية تنعكس موجبة جزئية = منطق ) .
*محمود العسكري
29 - نوفمبر - 2010
مراتب الكلام البليغ    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
-       ( مراتب الكلام البليغ ) :
-       ( ص ) : وَالْحُسْنُ وَالْقَبُولُ كُلٌّ سَامِ ، v أَوْ سَافِلٌ بِحَسَبِ الْمَقَامِ .
وَالْمُقْتَضَى وَالاعْتِبَارُ ارْتَدَفَا ، v وَبِالْمُنَاسِبِ الأَخِيرُ اتَّصَفَـ ا .
طَرَفُهَا الأَعْلَى هُوَ الْقُرْآنُ ، v قَدْ عَجَزَتْ عَنْ حَدِّهِ عَدْنَانُ ،
وَالطَّرَفُ الأَعْلَى: الْحَدِيثُ يَقْرُبُ v مِنْهُ، لَهُ الإِعْجَازَ بَعْضٌ يَّنسِبُ.
طَرَفُهَا الأَسْفَلُ جَاءَ ذَا امْتِيَازْ v لَدَيْهِمُ: هُوَ الَّذِي إِنِ اسْتَجَازْ=
لَهُ الْكَلامُ فِي انحِطَاطٍ بَلَغَـ ا v صَوْتَ الْبَهِيمَةِ لَدَى مَنْ بَلَغَـ ا.
بَيْنَهُمَا مَرَاتِبٌ ، وَاتُّبِعَتْ v بِأَوْجُهٍ ؛: مُّحَسِّنَاتٍ وَقَعَتْ .
-   ( ش ) : يتفاوت الكلام بلاغةً بحسب علوِّ قدره في الفصاحة ، وبحسب تمام رعايته لمقتضى الحال ، على أن المعاني الشريفة والحكم السنية يتبدَّى جمالها على جمال الكلام المؤدِّي لها ، فالجمال يختار معرضه الأنيق اللائق به ، ولذلك كان أعلى الكلام العربي بلاغةً هو القرآن العظيم ، وهو معجزٌ خارجٌ عن طوق المعارضة ، ثم حديث النبيِّ صلى الله عليه وسلَّم لا سيَّما جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم مما لم يتصرف فيه الرواة بروايته بالمعنى ، وهو إما معجزٌ أو فيه شبهة الإعجاز ، أما أسفل الكلام بلاغةً فهو المرتبة التي إذا جاوزها الكلام انحطاطًا التحق بأصوات البهائم عند البلغاء ، وبين المرتبتين مراتب متفاوتة بعضها أعلى من بعض ، وثَمَّةَ وجوهٌ تحسينيةٌ للكلام فوقَ ما ذُكِر من الشروط المعتبرة لوصف الكلام بالبلاغة ، فتمايز بين كلام البلغاء = كما يتمايز المتحليات والعواطل .  
*محمود العسكري
29 - نوفمبر - 2010
السلم إلى قمة البلاغة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
-       ( العلوم المعينة على السمو إلى رتبة البلاغة في اللغة العربية ) :
-       ( ص ) : فَمَا لَهُ تَرْجِعُ : مِنْهُ مَا عُرِفْ v بِالنَّحْوِ، وَاللُّغَةِ، وَالْحِسِّ وُصِفْ،
سِوَاهُ بِالْبَيَانِ- إِنْ بِهِ احْتُرِزْ v عَنْ أَنْ تُعَقَّدَ الْمَعَانِي؛= سِمْ وَمِزْ،
وَبِالْمَعَانِي : مَا بِهِ احْتِرَازُ v مِنْ خَطَأٍ تَأْدِيَةً ؛ يُمَازُ ،
وَمَا تَرَى بِهِ الْوُجُوهَ؛= قُلْ : بَدِيعْ. v ثُمَّ كَثِيرًا مَّا يُسَمُّونَ الْجَمِيعْ؛
أَوِ الْبَيَانَ وَالْبَدِيعَ؛= بِـ: الْبَيَانْ ، v وَقَدْ يَجِي لَهَا الْبَدِيعُ بِالْبَيَانْ.
-   ( ش ) : هذه ست علومٍ بتحصيلها مع تحصيل الذوق السليم = يكون المتكلم قد ملك أدواته التي يقتدر معها على إنشاء الكلام البليغ ، ولا يبقى عليه إلا إجالة الفكر واستثارة الخاطر والرياضة على رَصْف الكلام البليغ وحوكه شيئًا فشيئًا مع إدمان المطالعة لكلام السابقين من البلغاء واحتذائه = إلى أن تستقرَّ في نفسه الملكة الراسخة والسجية التي لا تزول لإنشاء الكلام البليغ ، وتحصيل هذه العلوم إنما هو في حقِّ من لم يستغنِ بسليقته العربية القويمة عنها ( اقرأ أرجوزة : السلم إلى قمة البلاغة ) .
-   هذه العلوم هي : متن اللغة ، أي الإلمام بمفردات اللغة ، وبذلك يميز الكلمات الفصيحة من الغريبة الوحشية والعامية السوقية .
-       والتصريف ، ويحترز به عن مخالفة القوانين الصرفية ، ويعلم ما يجوز له من هذه المخالفات في الشعر وما لا يجوز .
-   والنحو ، ويحترز به عن مخالفة القوانين النحوية ، وعن التعقيد اللفظي ؛ تعقيد النظم ، ويعلم ما يجوز له من المخالفات في الشعر دون النثر وما لا يجوز .
-       والمعانـي ، ويعرف به الخصائص التي يجيء بها الكلام مطابقا لمقتضى الحال .
-   والبيان ، ويحترز به عن التعقيد المعنوي ؛ الغموض في المعنى ، لفساد التشبيه ، أو سقم الاستعارة ، ونحو ذلك من الطرائق التي ستعرفها .
-       والبديع ، ويعرف به الوجوه التحسينية للكلام البليغ .
-       والذوق السليم ، يدرك التنافر ، فيحترز عنه .
-       وإذا أريد لهذا الكلام البليغ أن يكون شعرًا = فلا بد من معرفة علم العروض والقافية .
-   تنبيه / قد تسمى علوم البلاغة الثلاثة ( المعاني والبيان والبديع ) بالبيان ، وقد يسمى (البيان والبديع) وحسب بالبيان ، وقد تسمى ثلاثتها بـ : البديع .
*محمود العسكري
29 - نوفمبر - 2010
مقدمة علم المعاني - أ    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
( علم المعانـي )
-       ( ص ) : وَهْوَ الَّذِي تُرَى بِهِ أَحْوَالُ v بِهَا طِبَاقُ مَا اقْتَضَاهُ الْحَالُ .
أَبْوَابُ حَصْرِهِ كَمَا لِلنَّقَلَهْ : v أًحْوَالُ الاِسْنَادِ ، فَمَا أُسْنِدَ لَهْ ،
فَمُسْنَدٍ ، فَمُتَعَلِّقَاتِ v اَلْفِعْلِ ، فَالْقَصْرِ ، فَالاِنشَا آتِ ،
فَالْفَصْلِ وَالْوَصْلِ، فًالايجَازُ يَعِنّْ v مَعْهُ الْمُسَاوَاةُ وَالاِطْنَابُ زُكِنْ.
-   ( ش ) : هناك عيبٌ في هذه المنظومة ؛ أن الناظم يكتفي بالعنوان النثري عن العنوان النظمي ، فيشرع في النظم مباشرة دون بيان ما يتكلم عنه اعتمادًا = على تقدُّم العنوان النثري .
-       تعريف علم المعانـي / قواعد يعرف بها الأحوال التي يطابق بها الكلامُ لمقتضى الحال .
-       وقد حصرت هذه القواعد في ثمانية أبواب :
-       1/ أحوال الإسناد .
-       2/ أحوال المسند إليه .
-       3/ أحوال المسند .
-       4/ متعلقات الفعل .
-       5/ القصر .
-       6/ الإنشاء .
-       7/ الفصل والوصل .
-       8/ الإيجاز والمساواة والإطناب .
*محمود العسكري
29 - نوفمبر - 2010

 
   أضف تعليقك
 1  2