الشروط المعتبرة في بلاغة الكلام     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
- ( الشروط المعتبرة في وصف الكلام بالبلاغة ) : - ( ص ) : بَلاغَةُ الْكَلامِ طِبْقُ مَا اقْتَضَى v حَالٌ ، وَّكَوْنُهُ فَصِيحًا مُّقْتَضَى ، وَالْمُقْتَضَى مُخْتَلِفُ الْمَقَامِ ، v فَالْمُقْتَضِي لِلنُّكْرِ فِي الْكَلامِ = مُبَايِنٌ لِّمَا اقْتَضَى الضِّدَّ ، كَذَا v وَصْلٍ ، وَّتَقْدِيمٍ ، فَرَاعِ الْمَأْخَذَا ، وَالذِّكْرِ،وَالإِطْلاقِ،وَالإِيجَازِ، ثُمّْ v خِطَابِ ذِي الذَّكَا. لِكِلْمَةٍ عُلِمْ= حَالٌ تَجِي مَعْ كِلْمَةٍ لَّيْسَ لَهَا v مَعْ كِلْمَةٍ أُخْرَى تَرَاهَا مِثْلَهَا . - ( ش ) : هناك شرطان واجبان لوصف الكلام بالبلاغة : - الأول / أن يكون الكلام فصيحًا ، وقد سبقت شروطه . - الثانِي / أن يكون الكلام مطابقًا لمقتضى الحال . - ولإيضاح معنى مطابقة الكلام لمقتضى الحال ؛ نذكر هذه الأمثلة ( زيد قائم ) ( لزيد قائم) ( إن زيدا لقائم ) ( والله إن زيدا لقائم ) ؛ هذه جمل أربع كلها فصيحة ، لكن ؛ ما الذي يحمل المتكلم على اختيار جملة منها بخصوصها دون الأخريات ؟ ، هل بينها تفاوت؟ ، نعم ، الأولى ليس فيها أداة تأكيد ، والثانية فيها أداتان ، والثالثة ثلاث أدوات، والرابعة أربع أدوات ، إذًا فبمقدار حاجة المتكلم إلى تأكيد كلامه سيختار الجملة المناسبة ، هذا هو المراد بمقتضى الحال ، أي ما يتطلَّبه المقام في الكلام من خصائص ليتحقق إفهام المخاطب على الوجه الصحيح ، فإذا طلبت من المخاطب مثلاً أمرًا ولم تؤكِّده ، فليس لك لومه إن لم ينفذه ، أو إن أبطأ في أدائه ؛= لأنك لم تؤكد كلامك كي يفهم مقصودك على الوجه الصحيح ، فكلامك لم يكن بليغًا إذًا . - وباختلاف المقامات والأحوال = يختلف ما تطلبه في الكلام من خصائص . - فالمقام الطالب لتنكير الكلام ، غير المقام الطالب لتعريفه . - والمقام الطالب لمجيء الكلام متصلا ، غير المقام الطالب لمجيئه منفصلاً . - والمقام الطالب لتقديم شيء من الكلام على شيء ، غير المقام الطالب تأخير شيء على شيء . - والمقام الطالب لذكر أشياء من الكلام ، غير المقام الطالب لحذفها . - والمقام الطالب لمجيء الكلام مطلقا عن القيود ، غير المقام الطالب مجيئه مقيدا بها . - والمقام الطالب لمجيء الكلام مختصرا موجزا ، غير المقام الطالب لمجيئه مسهبا مطولا . - والمقام الطالب لمجيء الكلام مراعيا لذكاء المخاطب ، غير المقام الطالب مجيء الكلام مراعيا لغباوته . - وقد تختلف المقامات والأحوال وتتَّحد مطلوباتها من الخصائص بلا إشكالٍ ، فالخصائص هي أمورٌ معتبرةٌ في الكلام مُعِينةٌ على فهم المراد منه ، فالمقام يوجِّه الخاصيِّة إلى إفادة توضيح هذا المعنى المراد ؛ فمثلاً قولك عن أحد الناس : رجلٌ ، هكذا كلمة واحدة عارية عن أي زيادة ، هذه خاصية يوجهها الحال ، فإن كنت في حال التعظيم ، أفهمت التعظيم على وجه أن هذه الإنسان رجلٌ كاملٌ وكأنه لا رجل غيره ، فلا يحتاج إلى مدحه بأي أوصاف إضافية ، وإن كنت في حال التحقير ، أفهمت التحقير على وجه أن هذا الإنسان مجرد رجل ليس لديه من الأوصاف المميزة له سوى ذكوريته ، وهكذا ؛ فالعقل يوجه الخصائص حسب معرفته بالمقامات والأحوال إلى لطائف المعاني المرادة المعبر عنها . - ولذلك أيضًا ؛ فإن الخصائص المتشابهة ذاتها يختص كل منها بلطائف من الأحوال دون مشابهاتها ، فمثلاً خاصيَّة الشرط ؛ يختلف استخدام أداة إذا فهي للجزم عن استخدام أداة إن فهي للتردد ، وكخاصية النفي ؛ يختلف استخدام لم فهي للنفي وحسب عن استخدام لما فهي للنفي في الماضي مع الرجاء في المستقبل ، لكن ليعلم أن اختلاف معاني الحروف والأدوات جاء الاهتمام به في النحو وكتب اللغة ؛ ولم يجئ في البلاغة لأنها تأصيل للقواعد العامة دون تعمق إلى جزئياتها . |