مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : قصيدة الأزهر     قيّم
التقييم :
( من قبل 5 أعضاء )
 صبري أبوحسين 
10 - نوفمبر - 2010
قصيدة الأزهر للدكتور صبري أبوحسين
كان الأزهر – وما زال وسيظل بإذن الله تعالى- شريفًا في اسمه، شريفًا في شيوخه، شريفًا في معلميه، شريفًا في طلابه، شريفًا ماضيًا وتراثًا، شريفًا واقعًا وحاضرًا، شريفًا مستقبلاً، بتوفيق الله عز وجل:
المَـماليكُ تَمَشّى ظُلمُـهُـم       ظُلُماتٍ كَدُجـى اللَيـلِ حِجـابا
كُـلُّهُم كافـورُ أَو عَبـدُ الخَنا     غَـيـرَ أَنَّ المُتَنَـبّي عَنهُ خـابـا
وَلِـكُـلٍّ شيـعَـةٌ مِن جِنسـِهِ       إِنَّ لِلشَـرِّ إِلى الـشَـرِّ اِنجِـذابا
  ظُلُماتٌ لا تَرى في جُنحِها    غَيرَ هَذا الأَزهَرِ السَمحِ شِهابا
وقد ولدتُ به طالبًا في جميع مراحله الدراسية: ابتدائيًّا وإعداديًّا وثانويًّا وجامعيًّا، ودراسات عليا، فما وجدتُ فيه إلا كل خير: في كتبه، وفي تعليمه، وفي فكره... وسطية حقة مريحة في كل المجالات:دينيًّا وثقافيًّا وسياسيًّا.وقد جاءت هذه القصيدة بعد حصولي على درجة الدكتوراة، كأنها وفاء شعري لهذا الصرح الشامخ، رغم كل ما يوجه إليه من اتنقادات، ويصيبه من انتكاسات، أقول فيها:
ركن ركين يرتقي ويرفرف              حـامي ثوابـت دينـنا ومعـرِّف
     يعلو بدين الله أسمى رتبة               هو أزهر هو ماجـد هو منصف
     قد واجه الإلحاد صلبًا صامدًا           فـي كـل خطـب ثـابـت متوقـف
      في كل بيت من هداه رسالة             كل البوادي والحواضر تعـرف
       من كل بلدان السلام جميعها             يـأوي إلـيه كـل داعٍ مـرهـف
  حصن لكل مجاهد بشجاعة               فـي نشــر شـرع الله لا يتوقف
  ومن الرحيق الأزهري طِلابه           من نبعه الصافي صلاحًا يغرف
تمضي السنون سريعة ومخيفة        وهـو الضيا مصرٌ به تتشرف
ألف من الأعوام مرت بغتة            مع غيرها وهو الجليل ملطف
تاريخـه نـزهو به هو فـخرنا           مـن يلتجئ لشيـوخه لا يرجف
 هذا "الظواهريْ" شامخ ومطور      مثل "المراغيْ" زاهر ومؤلف
 "خضر الحسين" التونسيُّ مرابط        يحـيي بلاغـة إرثـنا، ويُشنِّف
 "جاد الحـقـوق" مكـافـح ومجـاهد   هـو للشـريعـة حـارس لا يجحف
     من نورهم أحببت شيخًا نابغًـا:       الحبـر "شعراويَّنا" المتـصـوف
قرآنـنا أحـياه فيـنا محـسـنًا           فـإذا الجـمـيـع لـروحـه يـتـرشـف
شبه "الغزاليْ" قدوة في عصرنا        يدعـو بعقـل مخلص لا يقصف
     قد جادل التغريب في أحزابه       وعلى العِدَى صقرُ الهدى يتخطَّف
      من هديهم" قرضاويٌ" متشرِّب      مـاء َالأصالـة بالشريعـةِ يُؤلـف
      يشفـي بــيـانُ لسـانـه أمـراضـنا   بتـفــقـه مـتـطـور يــتـضـاعــف
و الآخـرون مـن  الشـيـوخ أجـلَّـةٌ    بـرزانـة وفـصـاحـة، تـتـلطــف
***
     يـا نـاشئـيـن بـأزهـر عيـشوا بهـم     هـم عـزة، هـم مـنعـة وتَشـرُّف
 تـلـك الشـيـوخ مـآذن ومـنـابـر            فـي أربـع دومـًا بهـم تتـزخـرف
 هـذي عـمائمـهم تـنـادي للـهـدى         أقـلامـهـم ذات الضـيـا لا تـعنـف
 حـفـظوا الثـوابـت كـلـها وسـط الدجى    بــمـروءة وثـقـافـة لا تـضـعـف
  أعـمـى البـصيـرة عــنــدهـم مـستـبـصر  والـكـل مـنـهـم آخـذ لا  يـأنـف
  عـرف القـريـب مـقامـهم وجـهادهم        والأعـجـمـيُّ لحـبـِّهـم يـتـزلف
يـا  ربـنـا احـفـظـهمُ لـطـفًا بـنا              مـع أزهـر مـتـرسـخ لا يـرجـف
احـفـظـهـمُ مـن كـل بـاغ سـيـئ          ينوي الخيـانة جاهدًا يـتـعـجـرف
غـاروا مـن الركـن الحصـيـن المجتبى         الأزهر الغالي الذي لا يقطف رب استجب من شاعـر مـتـأزهـر            فـي حـفـظ أزهـرِ ديـنـه يتكاتف
صبري أبوحسين:
15/12/2000م

 1 

*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
جزى الله خيراً شيوخه ، ولاسيما شيخه ( الطيّب) الحالي: صاحب موقع ( التفاسير).    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم
 
 
نِعْمَ قِبلةُ العِلمِ: الأزهرُ
 
حمى الله الأزهر ، وحفظه ، وحقِظ رجاله من كل سوء ، ورحم علماءه رحَماتٍ واسعات... آمين.
*د يحيى
11 - نوفمبر - 2010
أحمد شوقي وقصيدته في الأزهر الشريف    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم
 
أقدم لكم قصيدة من أجمل ما قيل في مدح الأزهر الشريف
قصيده لم يعرفها الكثير ولذلك نعرضها لكم للإفاده والاستمتاع بجمال معانيها
وهي لأمير الشعراء أحمد شوقي





قيلت هذه القصيدة بمناسبة البدء في إصلاح الأزهر الشريف في سنة 1924 م ومنها:



قم في فم الدنيا و حيي الأزهرا


قُم في فَمِ الدُنيا وَحَيِّ الأَزهَرا " " وَانثُر عَلى سَمعِ الزَمانِ الجَوهَرا

وَاجعَل مَكانَ الدُرِّ إِن فَصَّلتَهُ " " في مَدحِهِ خَرَزَ السَماءِ النَيِّرا

وَاذكُرهُ بَعدَ المَسجِدَينِ مُعَظِّمًا " " لِمَساجِدِ اللهِ الثَلاثَةِ مُكبِرا

وَاخشَع مَلِيًّا وَاقضِ حَقَّ أَئِمَّةٍ " " طَلَعوا بِهِ زُهرًا وَماجوا أَبحُرا

كانوا أَجَلَّ مِنَ المُلوكِ جَلالَةً " " وَأَعَزَّ سُلطانًا وَأَفخَمَ مَظهَرا

زَمَنُ المَخاوِفِ كانَ فيهِ جَنابُهُمْ " " حَرَمَ الأَمانِ وَكانَ ظِلُّهُمُ الذَرا

مِن كُلِّ بَحرٍ في الشَريعَةِ زاخِرٍ " " وَيُريكَهُ الخُلُقُ العَظيمُ غَضَنفَرا

لا تَحذُ حَذوَ عِصابَةٍ مَفتونَةٍ " " يَجِدونَ كُلَّ قَديمِ شَيءٍ مُنكَرا

وَلَوِ استَطاعوا في المَجامِعِ أَنكَروا " " مَن ماتَ مِن آبائِهِم أَو عُمِّرا

مِن كُلِّ ماضٍ في القَديمِ وَهَدمِهِ " " وَإِذا تَقَدَّمَ لِلبِنايَةِ قَصَّرا

وَأَتى الحَضارَةَ بِالصِناعَةِ رَثَّةً " " وَالعِلمِ نَزرًا وَالبَيانِ مُثَرثِرا

يا مَعهَدًا أَفنى القُرونَ جِدارُهُ " " وَطَوى اللَيالِيَ رَكنُهُ وَالأَعصُرا

وَمَشى عَلى يَبَسِ المَشارِقِ نورُهُ " " وَأَضاءَ أَبيَضَ لُجِّها وَالأَحمَرا

وَأَتى الزَمانُ عَلَيهِ يَحمي سُنَّةً " " وَيَذودُ عَن نُسُكٍ وَيَمنَعُ مَشعَرا

في الفاطِمِيّينَ انتَمى يَنبوعُهُ " " عَذبَ الأُصولِ كَجَدِّهِم مُتَفَجِّرا

عَينٌ مِنَ الفُرقانِ فاضَ نَميرُها " " وَحيًا مِنَ الفُصحى جَرى وَتَحَدَّرا

ما ضَرَّني أَن لَيسَ أُفقُكَ مَطلَعي " " وَعَلى كَواكِبِهِ تَعَلَّمتُ السُرى

لا وَالَّذي وَكَلَ البَيانَ إِلَيكَ لَم " " أَكُ دونَ غاياتِ البَيانِ مُقَصِّرا

لَمّا جَرى الإِصلاحُ قُمتَ مُهَنِّئًا " " بِاسمِ الحَنيفَةِ بِالمَزيدِ مُبَشِّرا

نَبَأٌ سَرى فَكَسا المَنارَةَ حَبرَةً " " وَزَها المُصَلّى وَاستَخَفَّ المِنبَرا

وَسَما بِأَروِقَةِ الهُدى فَأَحَلَّها " " فَرعَ الثُرَيّا وَهيَ في أَصلِ الثَرى

وَمَشى إِلى الحَلَقاتِ فَانفَجَرَت لَهُ " " حَلقًا كَهالاتِ السَماءِ مُنَوِّرا

حَتّى ظَنَنّا الشافِعِيَّ وَمالِكًا " " وَأَبا حَنيفَةِ وَابنَ حَنبَلِ حُضَّرا

إِنَّ الَّذي جَعَلَ العَتيقَ مَثابَةً " " جَعَلَ الكِنانِيَّ المُبارَكَ كَوثَرا

العِلمُ فيهِ مَناهِلًا وَمَجانِيًا " " يَأتي لَهُ النُزّاعُ يَبغونَ القِرى

يا فِتيَةَ المَعمورِ سارَ حَديثُكُمْ " " نَدًّا بِأَفواهِ الرِكابِ وَعَنبَرا

المَعهَدُ القُدسِيُّ كانَ نَدِيُّهُ " " قُطبًا لِدائِرَةِ البِلادِ وَمِحوَرا

وُلِدَت قَضِيَّتُها عَلى مِحرابِهِ " " وَحَبَت بِهِ طِفلا وَشَبَّتْ مُعصِرا

وَتَقَدَّمَت تُزجي الصُفوفَ كَأَنَّها " " «جاندَركُ» في يَدِها اللِواءُ مُظَفَّرا

هُزّوا القُرى مِن كَهفِها وَرَقيمِها " " أَنتُم لَعَمرُ اللهِ أَعصابُ القُرى

الغافِلُ الأُمِّيُّ يَنطُقُ عِندَكُمْ " " كَالبَبَّغاءِ مُرَدِّدًا وَمُكَرِّرا

يُمسي وَيُصبِحُ في أَوامِرِ دينِهِ " " وَأُمورِ دُنياهُ بِكُمْ مُستَبصِرا

لَو قُلتُمُ اختَر لِلنِيابَةِ جاهِلا " " أَو لِلخَطابَةِ باقِلا لَتَخَيَّرا

ذُكِرَ الرِجالُ لَهُ فَأَلَّهَ عُصبَةً " " مِنهُم وَفَسَّقَ آخَرينَ وَكَفَّرا

آباؤُكُم قَرَؤوا عَلَيهِ وَرَتَّلوا " " بِالأَمسِ تأريخَ الرِجالِ مُزَوَّرا

حَتّى تَلَفَّتَ عَن مَحاجِرِ رَومَةٍ " " فَرَأى «عُرابي» في المَواكِبِ قَيصَرا

وَدَعا لِمَخلوقٍ وَأَلَّهَ زائِلاً " " وَارتَدَّ في ظُلَمِ العُصورِ القَهقَرى

وَتَفَيَّؤوا الدُستورَ تَحتَ ظِلالِهِ " " كَنَفًا أَهَشَّ مِنَ الرِياضِ وَأَنضَرا

لا تَجعَلوهُ هَوًى وَخُلقًا بَينَكُمْ " " وَمَجَرَّ دُنيا لِلنُفوسِ وَمَتجَرا

اليَومَ صَرَّحَتِ الأُمورُ فَأَظهَرَتْ " " ما كانَ مِن خُدَعِ السِياسَةِ مُضمَرا

قَد كانَ وَجهُ الرَأيِ أَن نَبقى يَدًا " " وَنَرى وَراءَ جُنودِها إِنكِلتِرا

فَإِذا أَتَتنا بِالصُفوفِ كَثيرَةً " " جِئنا بِصَفٍّ واحِدٍ لَن يُكسَرا

غَضِبَتْ فَغَضَّ الطَرفَ كُلُّ مُكابِرٍ " " يَلقاكَ بِالخَدِّ اللَطيمِ مُصَعَّرا

لَم تَلقَ إِصلاحًا يُهابُ وَلَم تَجِد " " مِن كُتلَةٍ ما كانَ أَعيا «مِلنَرا»

حَظٌّ رَجَونا الخَيرَ مِن إِقبالِهِ " " عاثَ المُفَرِّقُ فيهِ حَتّى أَدبَرا

دارُ النِيابَةِ هَيَّأَت دَرَجاتُها " " فَليَرقَ في الدَرَجِ الذَوائِبُ وَالذُرا

الصارِخونَ إِذا أُسيءَ إِلى الحِمى " " وَالزائِرونَ إِذا أُغيرَ عَلى الشَرى

لا الجاهِلونَ العاجِزونَ وَلا الأُلى " " يَمشونَ في ذَهَبِ القُيودِ تَبَختُرا


*د يحيى
11 - نوفمبر - 2010
شيوخ الأزهر الشريف ، رحمهم الله تعالى ، وحفِظ شيخه الحالي ، وبارك فيه....    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
http://www.sehha.com/world/index.php?s=f40433f3b1234d9e2af21246f3926f3e&showtopic=16007&pid=86865&st=0&
*د يحيى
11 - نوفمبر - 2010
تناغم !!!! جزى الله خيراً علماءنا العاملين    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
 
 
*د يحيى
11 - نوفمبر - 2010
دونكم موقع المفتي العالم الدكتور علي جمعة ، حفظه الله الحفيظ، وأجزل له المثوبة.    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم
 
 
" ظل الأزهر عبر القرون منارة للعلم، ينقله غضًا طريًّا من جيل إلى جيل، حتى مدحه شوقي في قصيدته العصماء وهو يفتتحها بقوله:
     قم في فم الدنيا وحيي الأزهرا        وانثر على سمع الزمان الجوهرا
وخاطب الأزهر مبجلاً له في تلك القصيدة، حيث قال:
يا مَعْهَــدًا أفنـى القُــرونَ جِــدَارُهُ      وَطَوى اللَيَالِيَ رَكنُهُ وَالأَعْصُرا
وَمَشى عَلَى يَبَسِ المَشَارِقِ نُورُهُ      وَأَضَاءَ أَبيضَ لُـجِّـهـا وَالأَحْمَرا
 
وقال فيها وقد ذكَّرته حلقات الأزهر بزمن الأئمة:
وَمَشَى إِلَى الحَلَقَاتِ فَانفَجَرَت لَهُ        حَلقًا كَهـالات السَّمَـاءِ مُنَوِّرا
حَتَّـى ظَنـَنَّـا الشـــافِـعِيَّ وَمــَالِكًـا        وَأَبَا حَنِيفَةِ وَابنَ حَنْبَلِ حُضَّرا
 
1- ومع كل تطور للأزهر كان هناك شوق كامن للعصر السابق، وكان كل تطور لمناسبة العصر ولتحقيق مَهمة الأزهر، وكان الشوق للمنهج القديم لعظمته وشدة إبهاره، ولقد بدأ التطوير منذ زمن ليس بالقريب، بدأ من الشيخ حسن العطار الذي كان له موقف واضح من الحملة الفرنسية، ورأى أن هناك نقطة فارقة على وشك الحدوث بين الشرق والغرب سيتفوق فيها الغرب على الشرق، فأنشأ حوزة أزهرية يحاول فيها معرفة هذا الأمر وكيف سنتعامل مع تراثنا ومع واقعنا الجديد، وأرسل تلميذه رفاعة رافع الطهطاوي إلى باريس مع البعثات العلمية التي أرسلها محمد علي باشا، وأمره أن يكتب له عن كل شيء، عن الطعام، والشراب، والملابس، والعادات والتقاليد، والآراء والمفاهيم، فكتب له ما صار بعد ذلك (الإبريز في محاسن باريز)، ولعلّنا نُفرد لحسن العطار مقالاً يكشف عن هذا التوجه.
 
2- وفي الستينيات اشتقنا إلى الأزهر القديم، فتم افتتاح كلية الدراسات الإسلامية والعربية في جامع الأزهر، وظلت تدرس الكتب القديمة والمناهج الرصينة في نفس المسجد على نظام الحلقات (التي انتهت بإنشاء مباني الكليات الثلاث الشرعية سنة 1936م)، واستمرت كلية معهد القاهرة قديما والذي كانت فيه كلية التجارة بجامعة الأزهر، ورجع المسجد مرة أخرى من غير دروس كانت قائمة فيه، حتى رآه الإمام الأكبر الشيخ جاد الحق علي جاد الحق أن يعود للأزهر بريقه التراثي، فأنشأ الدراسات الحرة بالجامع الأزهر والتي كانت تبدأ قبل العصر وجعل الدكتور محيي الدين الصافي عميد كلية أصول الدين حينئذ مشرفاً عليها والذي قام باختيار جماعة من العلماء للتدريس في هذه الدراسات وظلت تعمل حتى دخل مبنى الجامع الأزهر في دور التجديد والإصلاح ثم تم تجديده وافتتاحه سنة 1997م.
 
3- وفي شهر سبتمبر سنة 1998م استأذنت وزير الأوقاف الدكتور محمود حمدي زقزوق في إرجاع الحوزة الأزهرية واستخرجت منه تصريح الخطابة في مسجد السلطان حسن والتدريس في الأزهر، وطلبت منه أن يكون ذلك في رواق الأتراك، وبدأت الدروس بعد الشروق من كل يوم لمدة ستة أيام في الأسبوع، قرأنا فيه علم الحديث وقواعد الفقه، وأصول الفقه، وعلم التوحيد، والمنطق ومصطلح الحديث، والتفسير.
ففي علم الحديث قرأنا البخاري ثم مسلم ثم أبي داود، ثم سنن الترمذي، ثم موطأ مالك، ثم سنن النسائي، ووصلنا فيها إلى نصفها، وفي قواعد الفقه قرأنا الأشباه والنظائر للإمام السيوطي، وفي أصول الفقه قرأنا جمع الجوامع، وتشنيف المسامع، والمنهـاج للبيضـاوي، والتمهيـد للإسنوي مرات، وفي المنطق قرأنا السلم، وفي التوحيد قرأنا الخـريـدة والجوهـرة بشـرحهمـا، وفي التفسير قرأنا الزمخشري، وفي الفقه قرأنا متن أبي شجاع، ومتن الزبد، وفي التصوف قرأنا الحكم العطائية، ومنازل السائرين للهروي، ومختصر إحياء علوم الدين، ووصلنا فيه إلى العبادات كل ذلك من سنة 1998م حتى سنة 2004م.
 
4- وفي هذه الفترة شارك في الحوزة أئمة من أساتذة الأزهر فدرَّس فيها الشيخ عوض الله حجازي رئيس جامعة الأزهر الأسبق التوحيد مرتين، ودرَّس فضيلة الشيخ مصطفى عمران المنطق عدة مرات في كتب مختلفة، ودرس الشيخ المرحوم محمد أحمد سحلول النحو، ودرس فضيلة الشيخ محمد طايل عضو مجمع اللغة العربية شيئاً من الخصائص لابن جني، ودرس الشيخ مختار المهدي إمام أهل السنة والجماعة بالجمعية الشرعية وأستاذ النحو بجامعة الأزهر، ودرس الشيخ بركات عبد الفتاح دويدار التوحيد.
وكان عدد الطلاب يزيد على مائتي طالب من كل الدنيا ومن كل التخصصات وحضر الطلاب والطالبات من الأزهر ومن غير الأزهر بكل مراحل العمر، والدراسة مفتوحة لمن شاء أن يحضر، وبنيت الدراسة على قراءة الكتب القديمة وعلى فتح باب المناقشة وعلى الحوار حولها وكيفية الوصل بين الأصل وبين العصر، ومميزات منهج أهل السنة في فهم النص وفي فهم الواقع وفي الوصل بينهما.
 
5- وفي سنة 2004م قدم الأستاذ الدكتور حسن الشافعي وهو ابن الأزهر وكان وكيلا لدار العلوم، وكان رئيساً للجامعة الإسلامية بإسلام آباد، وهو عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة مقترحاً أن تطور الحوزة الأزهرية وأن تمتد إلى مساجد كثيرة خارج الأزهر، مع العودة إلى قراءة الكتب الأصلية وعرض الأمر على رئيس جامعة الأزهر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، وعلى معالي وزير الأوقاف الأستاذ الدكتور محمود حمدي زقزوق.
ووافق معالي الوزير على اتساع الحوزة، وعلى استمرارها بصورة تكون أكثر رسوخاً وتمكناً، بل رصد لها من ميزانية الوزارة مبلغاً لتقوم بدورها، وإن كان الأساتذة يقومون بذلك في الأغلب الأعم على سبيل التبرع حباً في العلم، وقياماً بأداء واجب التبليغ، وبدأ من سنة 2004م حتى اليوم والدروس قائمة في الرواق العباسي يدرس فيها رئيس الجامعة وهو من هو في علم التوحيد والفقه المالكي وعلوم المعقول والمنقول، ويدرس فيها د. محمد عبد الفضيل نائب رئيس الجامعة، وكان مشهوراً عنه - وهو أستاذ في كلية أصول الدين - أنه السعد التفتازاني قد جُمع مع الشريف الجرجاني (وهما من أكبر علماء الكلام في التاريخ الإسلامي) ودرس فيها الدكتور حسن الشافعي وكلهم يعيش ويدرك مشكلاته ومطلع على ثقافات شتى، وأما العبد الفقير فأُدرس في الرواق العباسي أصول الفقه من كتاب لب الأصول، وغير من ذكرت كثير من علماء الأزهر السابق ذكرهم، وغيرهم أيضا.
 
6- وعلى هامش تلك الدروس هناك الدروس التي في رواق الأتراك في القراءات والتجويد والنحو والفقه والمواريث والحديث استمرارا لما بدأ، ويقوم أيضا معيدو الدرس ممن تخرج من الأزهر وحصل على الشهادة الأكاديمية ثم حرص على حضور الحوزة الأزهرية منذ نشوئها حتى اليوم فصار قادراً على إعادة درس الكبار وتفصيل مجمله ونظام معيد الدرس معروف في تاريخنا قد أخذه الناس عنا.
 
7- زار الحوزة كثير من علماء الأرض شرقا وغربا بجميع مذاهبهم سنية وشيعية وإباضية ومدحوا الأزهر أن يعود إلى هذه الطريقة التي تعطي الحرية للعلم بهذه الصورة الفريدة واستطاع كثير من الطلبة الوافدين من البلاد العربية أو الإسلامية في آسيا وإفريقيا أن يستفيدوا منها أيما إفادة وحضر إليها كثير من الطلبة المسلمين في أمريكا ولندن وقرأوا فيها معنى المنهج الوسطي وكنوز التراث الإسلامي وجريمة الإرهاب وما يفعله بالمسلمين وحضارتهم، وعرفوا الفكر المستنير والطريق القويم وأنه صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول: «لاَ يَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ» [متفق عليه] يقول أحد أبناء الحوزة شعراً يمدحها وهو الأستاذ أشرف سعد:
هـذي المآذن تستعيــد شبابهـا        قـد لاح فجـر في سمـا الدنيـا سرى
تحت القباب العامرات توافدت       أجنـاس شتـى الراغبين من الورى
أقمـار هـذي يستنيـر ضياؤهـا       من شمس من حاز الجبين الأزهرا
 
ظل الأزهر عبر القرون منارة للعلم، ينقله غضًا طريًّا من جيل إلى جيل، حتى مدحه شوقي في قصيدته العصماء وهو يفتتحها بقوله:
     قم في فم الدنيا وحيي الأزهرا        وانثر على سمع الزمان الجوهرا
وخاطب الأزهر مبجلاً له في تلك القصيدة، حيث قال:
يا مَعْهَــدًا أفنـى القُــرونَ جِــدَارُهُ      وَطَوى اللَيَالِيَ رَكنُهُ وَالأَعْصُرا
وَمَشى عَلَى يَبَسِ المَشَارِقِ نُورُهُ      وَأَضَاءَ أَبيضَ لُـجِّـهـا وَالأَحْمَرا
 
وقال فيها وقد ذكَّرته حلقات الأزهر بزمن الأئمة:
وَمَشَى إِلَى الحَلَقَاتِ فَانفَجَرَت لَهُ        حَلقًا كَهـالات السَّمَـاءِ مُنَوِّرا
حَتَّـى ظَنـَنَّـا الشـــافِـعِيَّ وَمــَالِكًـا        وَأَبَا حَنِيفَةِ وَابنَ حَنْبَلِ حُضَّرا
 
*د يحيى
11 - نوفمبر - 2010
تأثر وتأثير    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
ذكريات جميلة من مدرسة الأزهر ( إمطي للبنين سابقاً ) بولاية إزكي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرني أن أقدم لكم مقطع فيديو يضم أكثر من 60 صورة أرشيفية لمدرسة الأزهر بن محمد الأزكوي ( امطي للبنين سابقا ) بولاية إزكي
هذه المدرسة التي تعد من المدارس العريقة بولاية إزكي وخرجت كوكبة من المتعلمين الذين أصبح لهم إسهام بارز في خدمة هذا المجتمع

وهذه المدرسة ضمت نخبة من أحسن وأكفأ المعلمين والإداريين على مدى السنوات الماضية فالبعض منهم ما زال يمارس مهنته بتفان وإخلاص والبعض منهم توفاه الله فنسأل الله لهم الرحمة والمغفرة .



شاهدوا مقطع الفيديو على هذا الرابط

http://www.youtube.com/watch?v=DLyDwIEjElI
*د يحيى
12 - نوفمبر - 2010
حارس الأصالة    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
هذا عهدي دائمًا بالدكتور يحيى حارس الأصالة وحامي التراث ومحيي الحق ، رضي الله عنه وأرضاه في هذه الأيام المباركة...
*صبري أبوحسين
13 - نوفمبر - 2010
دعوة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أدعو إخوتي من الشيوخ والزملاء والطلاب،  الماهرين في تنسيق الشعر حاسوبيًا أن يعيدوا تنسيق قصيدتي، حتى تكون صالحة للقراءة!
*صبري أبوحسين
13 - نوفمبر - 2010
قد - والله - وصفتَ نفسك.    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم
 
أخي الفاضل الدكتور صبري..... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ومرحباً بكم أخاً كريماً سمحاً طيباً..... تقبل الله منا ومنكم صوم يوم عرفة ، ومبارك عليكم عيد الأضحى المبارك ، وجزاكم الله خير ماجزى عباده المؤمنين الغيورين على دينهم ، والشاكرين لجامعتهم  العامرة التي تخرجوا فيها.
*د يحيى
13 - نوفمبر - 2010
تعليق نقدي    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
قرأت القصيدة في مجمع من الأزهرية فعلقوا على الآتي:
رتبوا هذه الأبيات بتقديم الثالث على الثاني
من كل بلدان السلام جميعها             يـأوي إلـيه كـل داعٍ مـرهـف
  حصن لكل مجاهد بشجاعة           فـي نشــر شـرع الله لا يتوقف
  ومن الرحيق الأزهري طِلابه           من نبعه الصافي صلاحًا يغرف
أي هكذا:
من كل بلدان السلام جميعها             يـأوي إلـيه كـل داعٍ مـرهـف
 ومن الرحيق الأزهري طِلابه           من نبعه الصافي صلاحًا يغرف حصن لكل مجاهد بشجاعة           فـي نشــر شـرع الله لا يتوقف
ورأوا أن يعد البيت الأخير هكذا:
من:
رب استجب من شاعـر مـتـأزهـر       فـي حـفـظ أزهـرِ ديـنـه يتكاتف
إلى:
رب استجب من أزهري شاعر       فـي حـفـظ أزهـرِ ديـنـه يتكاتف
 
 
 
*صبري أبوحسين
13 - نوفمبر - 2010

 
   أضف تعليقك
 1