مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : المقامات الزينية    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )

رأي الوراق :

 محمود العسكري 
6 - نوفمبر - 2010
بسم الله الرحمن الرحيم
( مقامات ابن الصيقل الجزري )
-   مقامات ابن الصيقل على بلاغة إنشائها وفخامة بنائها = يتكرَّر فيها تركيبٌ إلى التفارط كثرةً ، وقد نبَّهت علماء البلاغة إلى أن تَكْرارَ هذا التركيب وكثرتَه : قد تُخِلُّ ببلاغة الكلام ، أو على الأهون : قد ينبو ويجفو عنه ذوق البلاغة الرفيعة ، هذا التركيب هو : (الإضافات المترادفات) ، أو (كثرة الإضافة) كما يترجم عنه في كتب البلاغة .
-   بَيْدَ أن مما يثير الاهتمام* ، ويسترعي تحديق الفكرة إليه : أن تلك سَجِيُّة علماء العجم في إنشائها ، وها هي فصيحةٌ بذلك مُقدِّماتُ عَضُدٍ وسَعْدٍ وسَيِّدٍ وجلالٍ وعصامٍ وغيرهم .
-   وعين الانتقاد لا تحدج (الإضافات المترادفات) خاصَّةً ؛ بل : كُلُّ تركيبٍ يتكرَّرُ في الكلام إلى غاية السآمة والملال يصير له غميزةً ودريئةً .
-   بل ؛: إن من بلغاء الرعيل الأول قبيلاً كان يتنكَّب السجع سبيلاً ، ومن العلماء من أخذ على التفتازانـي في المختصر قولَه في تأويل تركيب آيةٍ : (إن ذلك رعايةٌ للفاصلة) ، واستعظم منه هذا ، فأجاب : إن ذلك أول ما يتجَلَّى في الظاهِرْ ، وفي تضاعيف الأفكار كُلُّ معنًى باهِرْ ، وقد قال أحمد شوقي : ( مراعيًا لزوم ما لا يلزم - وتركه أليق بي وأحزم ! ) .
-   ومما يذكر بأحمد شوقي قول ابن الصيقل (يعقوب الحزن الناظر) ، فهو كقول أحمد : (عيسى الشعور) و(عمرو الأمور) ، وإضافة الأعلام إلى المصادر ليس أسلوبًا عربيًّا صميمًا .
-   وأُيَمِّمُ سُؤالاً إلى من في طَوْقه التفضُّل والتطوُّل بالإجابة عنه : هل الطبعة المنشورة من (مقامات ابن الصيقل) بتحقيق د.عباس الصالحي بها شرحٌ وافٍ أم لا ؟ ؛ فالمنقدح بالخاطر : كتابةٌ طُرَرٍ عليها لتفسير ألفاظها الغريبه ، وكشف معانيها المريبه ، ورشف سلاسيب أساليبها العجيبه ، وعليه التكلان .
-----------------
( طُرَّةً ) : أصل كلمات الاهتمام والمهم والأهم : الهم / بمعنى البلبال الحائك في الصدر من ضيقٍ وحُزْنٍ ، فالاهتمام : مصدر ، والمهم : اسم فاعل ، والأهم : اسم تفضيل ، لكن تُوُسِّع في استعمال الكلمة = ليشمل كُلَّ ما يشتغل به الفكر من الأمور ، يُقال : هذا الأمر من اهتمامي ؛ أي : مما يشتغل به فكري ويمتلأ خاطري .


*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
كثرة استعمال ذا الإشارية    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
وهذا نقلٌ آخر منتقًى من وساطة الجرجاني، انتضل فيه إلى الغرض المستهدف آنفًا من: أن تَكْرار تركيبٍ ما في الكلام معيبٌ .
(( وقلت: وهو أكثر الشعراء استعمالاً لذا التي هي للإشارة، وهي ضعيفة في صنعة الشعر، دالة على التكلّف، وربما وافقت موضعاً يليقُ بها، فاكتست قبولاً؛ فأما في مثل قوله في هذين البيتين: ومن حق ذا الشريف عليكا؛ وفي وقتك ذا، وقوله:
لو لم تكن من ذا الورى اللّذْ منك هوْ
 
عقمَتْ بمولِد نـسـلِـهـا حـوّاء
وقوله:
عن ذا الذي حُرم الليوثُ كمالَه
 
يُنسي الفرسيةَ خوفَه بجمالِـه
وقوله:
وإن بكيْنـا لـه فـلا عـجـبٌ
 
ذا الجزْر في البحر غيرُ معهودِ
وقوله:
ذا الذي أنت جدّه وأبوه
 
دِنيةً دون جدّه وأبـيه
وقوله:
أفي كل يومٍ ذا الدُمُستُق مُقدمٌ
 
قفاه على الإقدام للوجه لائِمُ
وقوله:
أبا المِسك ذا الوجهُ الذي كنت تائِقاً
 
إليه وذا الوقتُ الذي كنت راجيا
....
*محمود العسكري
9 - نوفمبر - 2010
تتمة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
وقوله:
نحن في أرض فارسٍ في سُرور
 
ذا الصّباح الذي بُـرَى مـيلادُهْ
كلمـا قـال نـائلٌ: أنـا مـنـه
 
سرَفٌ، قال آخر: ذا اقتصـادُهْ
وقوله:
فإن يكنِ المهديّ من بان هـديُه
 
فهذا وإلا فالهُدى ذا فما المَهدي
وقوله:
يعلِّلنا هذا الزمان بذا الوعْـدِ
 
ويخدَع عما في يديه من النّقدِ
وقوله:
وهذا أوّل الناعين طُـراً
 
لأولِ ميتَةٍ في ذا الجلالِ
وقوله:
فإن أتى حظُّها بـأزمِـنَةٍ
 
أوسعَ من ذا الزّمانِ أبداها
وقوله:
حلفَتْ لذا ذركاتُ غُرة ذا
 
في المهد أن لا فاتَهم أملُ
فهذا صالح، وقوله:
فبعْدَه وإلى ذا اليوم لو ركضـتْ
 
بالخيلِ في لهَواتِ الطّفلِ ما سَعلا
فهو - كما تراه - سخافةً وضعفاً، ولو تصفّحت شعره لوجدت فيه أضعاف ما ذكره من هذه الإشارة؛ وأنت لا تجد منها في عدة دواوين جاهلية حرفاً، والمحدَثون أكثر استعانة بها، لكن في الفَرْط والنّدرة، أو على سبيل الغلط والفلتة.)) .
*محمود العسكري
9 - نوفمبر - 2010

 
   أضف تعليقك