مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : التاريخ الكبير    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 زهير 
30 - سبتمبر - 2010
تحية طيبة أصدقائي وأساتذتي الكرام: كنت منهمكا الأيام السالفة في قراءة كتاب (التاريخ الكبير) للإمام البخاري، بسبب المعلومات النادرة التي عثرت عليها فيه فيما يتعلق بترجمة (جرير بن حازم) وآله، وجرير بن حازم من أعلام العرب الضائعة، وأردت هنا أن أعيد نشر ما نشرته قبل قليل في زاوية (قصة الكتاب) وهو قصة كتاب (التاريخ الكبير) للإمام البخاري وأتمنى أن أجد فرصة لمتابعة هذا المووضوع في أقرب فرصة:
___________
أجل كتب البخاري في حقل التاريخ، يعتبر أول سجل من نوعه في تراجم رواة الحديث، ولم يقصد به إلى جرح أو تعديل، ولكنه جهد أن يترجم فيه لكل من يرد اسمه في أسانيد الرواة، وفاته الكثير كما هو معلوم، ومجموع ما فيه من التراجم كما أحصيتها (12317) ترجمة، ليس فيهم امرأة ؟  وهذا يغاير ما ذكره الحفاظ فقد ذكر الحاكم في كتابه (المدخل إلى الإكليل) أنه قريب من أربعين ألف رجل وامرأة ، وذكر الذهبي أنه نحو أربعين ألفاً وزيادة،  واختلف العلماء هل كتاب (الكنى المفردة) للبخاري جزء من التاريخ الكبير أم لا، والأرجح أنه كذلك لأن ابن أبي حاتم في اعتراضاته على الكتاب أدرج الكنى فيها.
ونقل الخطيب البغدادي بسنده عن ابن أبي حاتم قوله: (سمعت محمد بن إسماعيل يقول: أخذ إسحاق بن راهويه كتاب التاريخ الذي صنفتُ فأدخله على عبد الله بن طاهر فقال أيها الأمير ألا أريك سحراً؟ قال فنظر فيه عبد الله بن طاهر فتعجب منه وقال: لست أفهم تصنيفه. قال: وسمعت البخاري يقول: لو نشر بعض أستاذي هؤلاء لم يفهموا كيف صنفت كتاب التاريخ ولا عرفوه. ثم قال صنفته ثلاث مرات.
رتب الإمام البخاري تاريخه ترتيبا عجيبا مراعيا أحرف الهجاء ومكانة الصحابة والأنبياء، فقدم وأخر في الاسم الأول، والتزم أحرف الهجاء في أسماء الآباء، وعجز عن التزام ذلك في بعض الحروف وهي (الألف والحاء والراء والشين والعين والغين والفاء والقاف والكاف والميم والنون والهاء) وافتتح الكتاب بالمحمدين، فترجم ل (871) محمدا وأتبعهم بإبراهيم حتى الترجمة رقم  (1068) ثم إسماعيل حتى الترجمة رقم (1199) ثم إسحق حتى (1301) ثم أيوب حتى (1375) ثم أشعث حتى (1396) ثم إياس حتى  (1420) ثم الأسود حتى (1438) ثم أبان حتى (1457) ثم أزهر حتى (1476) وبه ينتهي المجلد الأول من مطبوعة الكتاب، وهو يختم كل فصل بترجمة من لا يعرف اسم أبيه ويسميهم (الأفناء).
والناظر في كل ذلك يرى صورة فسيفسائية لا ينتهي العجب منها، ولا سيما في الفوائد التاريخية النادرة التي ختم بها الكثير من التراجم، فكان هذا الكتاب مدخله إلى إمارة المؤمنين في الحديث، وقد عكف الحفاظ على خدمته وهو على قيد الحياة، وطالت أخبارهم معه، وألفوا في أخطائه كتبا، فوصلنا الكتاب خلوا من معظم هذه الأخطاء، فقيل إن البخاري استدرك ذلك وأقره، واستمر الجدل حول هذا حتى ما بعد طباعة الكتاب، ونبه إلى ذلك الحافظ ابن ناصر الدين في كتابه (توضيح المشتبه) في ترجمة  (حرب بن ميمون)  ونوه الخطيب البغدادي إلى ذلك في كتابه (الموضح) فقال : (وقد حكى عنه في ذلك الكتاب أشياء هي مدونة في تاريخه على الصواب بخلاف الحكاية عنه ) وأفاد أنه وقف على عدة نسخ من التاريخ مختلفة الاسانيد إلى البخاري ويمكن مراجعة طرف من هذا على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14167
ويعود الفضل  في العثور على أجزاء الكتاب (كما يذكر مصحح الجزء الثالث أبو الوفاء الأفغاني) إلى الحكومة البريطانية التي بذلت كل ما في وسعها في البحث عن مخطوطات الكتاب، فعز الوصول إلى نسخة كاملة منه، وكان الجزء الرابع أول أجزائه صدورا، لأنه كان من محفوظات الخزانة الآصفية في حيدر أباد الدكن التي يعود لجمعية دائرة المعارف فيها الفضل في إنجاز هذه المأثرة أيام جلالة الملك  مير عثمان علي خان بهادر آصف جاه . وبعد صدور الجزء الرابع أصدرت الأول فالثاني ما بين عام 1361 و1364
وتأخرت طباعة الجزء الثالث (14) عاما، وكان الظن أنه مفقود ثم عثر عليه في مكتبة (كوبرولي) في الآستانة، فكان مسمى بغير اسمه، في نسخة تعج بالتصحيف والتحريف، ليس للجزء الثالث مخطوطة غيرها في الدنيا
قال المشرف على طباعة الكتاب المرحوم هاشم الندوي: وقد اعتني بتصحيح هذا الكتاب وتعليق الحواشي المفيدة الأستاذ الفاضل العلامة الشيخ عبد الرحمن بن يحيى اليماني ...وساعده مولانا الفاضل السيد أحمد الله الندوي ومولانا الشيخ محمد طه الندوي ومولانا محمد عادل القدوسي وأنا الحقير الكاتب في المقابلة والتصحيح. وطبع هذا الجزء بعد ملاحظة مولانا الجليل العلامة السيد مناظر أحسن الجيلاني والعلامة النبيل عبد الله العمادي
قلت أنا زهير: وقد شارك في تصحيح بعض فصوله الشيخ عبد الرحمن المعلمي في أوراق بعث بها إلى الناشر، ورمز لها في الكتاب ب(ق) ثم كان له قصب السبق في خدمة الكتاب، ولا ننسى الشيخ بهجت البيطار الذي أرسل إلى دائرة المعارف ما تحتفظ به المكتبة الظاهرية بدمشق من الكتاب وهي قطعة من أول الجزء الأول إلى أثناء الترجمة 134 وقد رمز لها في الطبعة الثانية بالحرف (ظ)
وأصدرت مؤسسة الكتب الثقافية في بيروت فهرسا له في مجلدين أولهما فهرس أحاديثه ويقع في 278 صفحة، والثاني فهرس الأعلام ويقع في 241 صفحة. وعجبت فيه لمواد حرف الظاء هي تسع تراجم فقط، ثلاثة ظبيان وثلاثة أبو ظبيان، ثم أبو ظبية وأبو ظلال وظهير)
ويرى العلامة عبدالرحمن المعلمي رحمه الله أن إخراج البخاري الخبر في التاريخ لايفيد الخبر شيئا بل يضره فإن من شأن البخاري أن لايخرج الخبر في التاريخ إلا ليدل على وهن راويه (حاشية الفوائد المجموعة ص 168)
وتختلف تراجم الكتاب في طولها، فمنها ما هو مختزل لا يعدو اسم الراوي وواحد ممن روى عنه،ومنها ما يزيد فيسرد حديثا من أحاديثه، ومها ما يحكي فيه بعض أخباره، وإذا عرف وفاة المترجم له ذكرها كقوله في ترجمة أحمد بن الحجاج المروزي: مات أول سنة 222 يوم عاشوراء  ونراه حريصا على ذكر من اتصل به منهم كقوله في ترجمة أحمد بن أشكاب الصفار الكوفي قال: آخر ما لقيته بمصر سنة 217 وقوله في ترجمة أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي المكي: فارقناه سنة 212.
وفي آخر الكتاب ملحق في أوهام زعم عبد الغني أنها استدركها على البخاري. والمقصود بعبد الغني هنا الحافظ عبد الغني الأزدي المصري (ت 409هـ) (حافظ مصر في عصره) والمراد ما حكاه  في الجزء الاول من كتابه (المؤتلف والمختلف)
ويطول الحديث عما ألف حول الكتاب من دراسات قديما وحديثا أذكر منها: (بيان خطأ محمد بن إسماعيل البخاري في تاريخه) لابن أبي حاتم ط. مجلس دائرة المعارف العثمانية 1380 هـ..
 (البخاري وأثره في علم الفلك من خلال التاريخ الكبير) لمحمد بن عبدالله بن أحمد عبدالله (رسالة دكتوراه) و(موازنة بين كتابي التاريخ الكبير للبخاري والجرح والتعديل لابن أبي حاتم) لأمين أبو لاوي (رسالة دكتوراه)
أما ما ينسب إلى البخاري أنه صنفه وهو في الثامنة عشرة من عمره عند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليالي المقمرة، فالتواريخ التي يعج بها الكتاب تبطل هذه الكلمة.
وبقي أن نشير إلى كتابين من كتب البخاري استخرج موادهما من هذا الكتاب ورتبها حسب التاريخ وزاد في بعض موادها وهما (التاريخ الصغير) مطبوع في مجلدين، و(التاريخ الأوسط) نقل عنه ابن حجر في (تهذيب التهذيب) (105) مرات، وهو مرتب على عشرات السنين.


*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
بقية تراجم الكتاب    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
وافتتح القسم الثاني من الجزء الأول  بمن اسمه أحمد (حتى الترجمة رقم 1514) وهم (38) أحمد، ثم من اسمه (أمية) حتى رقم (1527) ثم أسيد (بفتح الهمزة) حتى رقم (1538) ثم أوس حتى (1551) ثم أسامة حتى (1563) ثم أسلم حتى (1571) ثم أيمن حتى (1578) ثم أنس حتى (1594) ثم أصبغ حتى (1600) ثم إدريس حتى (1608) ثم آدم حتى حتى (1614) ثم أبيّ حتى (1619) ثم أشرس حتى (1623) ثم أنيس حتى (1628) ثم (أسيد) بضم الهمزة وفتحها حتى (1643) ثم أسد حتى (1648) ثم الأحنف حتى (1652) ثم أفلح حتى (1655) ثم أسباط حتى (1659) ثم أعين حتى (1662) ثم أسماء (مذكرا) حتى (1664) ثم أويس فإسرائيل  فأصرم فأشهب فأزور فأرطأة  فالأحوص فأبيض فأذينة حتى رقم (1688) ثم باب الواحد من الهمزة أي من انفرد باسمه في الكتاب وهم (الأعشى المازني وأسمر بن مضرس وأحمر بن جزي وأخرم وأقرع وأربدة وأيفع وأوسط والأسقع وأرطبان وأخشن وأُكيل وأدهم وأُسير (بالضم)، وأَسير (بالفتح) وأخضر وأمَي وأوفى وأفلت والأجلح واستبرق والأسوار وأثان وأشهل والأزرق والأسلع وإياد وأثال وأغلب وبه ينتهي حرف الهمزة بالترجمة رقم (1720) وافتتح حرف الباء بمن اسمه (بشر)  وهم (59) بشرا، تنتهي تراجمهم عند الرقم (1779) ثم (بكر) حتى الرقم (1814) ثم بشير حتى (1846) ثم بلال حتى (1871) ثم بكير حتى (1886) ثم البراء حتى (1898) ثم بكّار حتى (1911) ثم بسر حتى (1916) ثم بسطام حتى (1922) ثم بحر حتى (1928) ثم بشار حتى (1935) ثم بَزيع (بالفتح) حتى (1942) ثم بُشير (بالضم) حتى (1945) ثم بيان حتى (1949) ثم بُرد حتى (1955) ثم بختري حتى (1960) ثم بَحير حتى (1966) ثم بدر حتى (1970) ثم بُجير حتى (1973) ثم بُريد وبريدة حتى (1978) ثم بُديل حتى (1981) ثم (بهز) اثنان حتى (1983) ثم بابي (اثنان) حتى (1985) (علق المحقق بأنها ورد الاسم نفسه في حرف النون (نابي) ثم بسام (اثنان) ثم باذام اثنان ثم بهلول اثنان ثم بيهس ثلاثة ثم باب الواحد وهو بَرّ وبُديح وبجالة وبجاد وباب وبرذعة وبركة (بفتح أوله وثانيه) وبُرْكة (بضم فسكون) الأردني وبُرير وبُركان وبَلج وبلخي وبهدل وبُرمة وبعجة وبُرية وبقية وبدل وبُلبُل وبربري. وبه ينتهي حرف الباء بالرقم (2015) ثم حرف التاء وجله تميم حتى  (2038) ثم توبة حتى (2043) ثم تمام حتى (2048) ثم باب الواحد وهم تَلِب وتواب وتليد وتُبيع وبه ينتهي حرف التاء بالرقم (2051) ثم حرف الثاء وجله ثابت حتى (2099) وثعلبة حتى (2111) وثمامة حتى (2121) وثور حتى (2127) وثوبان اثنان وثُبيت اثنان ثم باب الواحد وهو ثروان وثُميل وثبات وثهلان وثُوير وثواب وثُويب وهو آخر حرف الثاء ورقمه (2138) ويليه حرف الجيم وينتهي بالرقم (2383) ثم حرف الحاء وينتهي الجزء القسم الثاني من الجزء الأول في أثناء حرف الحاء عند حسين بن عبد الأول الترجمة رقم (2894) ويليه القسم الأول من الجزء الثاني بحصين بن عوف بترقيم جديد فينتهي بأثناء حرف السين (سعيد العنبري) رقم (1751) ويبدأ القسم الثاني من الجزء الثاني بسليمان بن صرد وينتهي بشرحبيل بن مدرك الترجمة رقم (2702) ويليه القسم الأول من الجزء الثاني بترقيم جديد ينتهي في نهاية القسم الثاني منه بالرقم (3269) ثم الجزء الرابع بقسميه بترقيم جديد أيضا ينتهي بالرقم (3452) بما فيها باب (من لا يعرف له اسم ويعرفون بآبائهم وهم (56) رجلا وبه ينتهي الكتاب فتكون مجموع التراجم التي يضمها (12317) ترجمة، ليس فيهم امرأة ؟  وهذا كما قلت يغاير ما ذكره الحفاظ فقد ذكر الحاكم في التعريف بالكتاب أنه قريب من أربعين ألف رجل وامرأة، وما ذكره الذهبي من أنه نحو أربعين ألفاً وزيادة، فما رأيكم دام فضلكم ؟
*زهير
30 - سبتمبر - 2010
التاريخ الكبير: نسخة ابن ناصر الدين    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
قال ابن ناصر الدين في (توضيح المشتبه) تعليقا على قول الحافظ ابن حجر (وحَرْبُ بن ميمون أبو الخطاب البصري، عن النضر بن أنس، وهذا مما وهم فيه البخاري ومسلم، فجعلاهما واحداً).
لو قلد المصنف أحداً ممن قال هذا القول، فعزاه إليه سلم، فإن أبن الجوزي قاله، وقبله عبد الغني بن سعيد، وقبلها الدارقطني، فذكر ابن الجوزي في كتابه في الضعفاء أبا الخطاب البصري، ووثقه، وقال بعده تمييزاً: حَرْبُ بن ميمون البصري أبو عبد الرحمن صاحب الأغمية، عن خالد الحذاء، قد جعل البخاري هذا والذي قبله واحداً، وطعن فيه، وتبعه مسلم في ذلك، وهو غلط، إنما هما اثنان بصريان، فأبو الخطاب ثقة، وأبو عبد الرحمن ضعيف، كذلك قال أبن المديني والفلاس، وقال سليمان بن في الضعيف: هو أكذب الناس. انتهى كلام أبن الجوزي، وفيه تخليط فاحش، وإنما أخذه -والله أعلم- من كلام عبد الغني بن سعيد، فإنه ذكر نحوه في الجزء الذي أملاه في أوهام "تاريخ البخاري الكبير"
وفي كتابه "المؤتلف والمختلف"، فذكر في الجزء الرجلين، وقال عن الصغر: وهو الذي يقال له: صاحب الأغمية، وهذا أيضا مما وهم فيه البخاري، وأول من نبهني على ذلك علي بن عمر رحمه الله، وقال لي: إن مسلم بن الحجاج تبعه على ذلك، وجعل الاثنين واحداً، وقال
عبد الغني أيضاً في الكتاب بعد ذكر الرجلين: قال لي أبو الحسن علي بن عمر: هذا مما أخذ على البخاري، لأنه جعله هو والأول واحداً، وكذلك جعله مسلم بن الحجاج، فأخطأ فيه جميعاً. انتهى.
وهذا المذكور عن البخاري ليس كما ذكر، فإن البخاري فرق بين أبي الخطاب الأكبر، وبين أبي عبد الرحمن في "التاريخ الكبير"،
ونسختي به بخط الحافظ أبي الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي، وقرأها على أبي أحمد عبد الوهاب بن محمد الغندجاني، وسمعها منه عدة من الحفاظ والأئمة، منهم أبو نصر المؤتمن بن أحمد الساجي، وعبد الخالق بن أحمد اليوسفي، وأبو عامر محمد بن سعدون العبدري، وأبو الفضل محمد بن ناصر، وأبو الخير هزارسب بن عوض الهروي، واحمد بن يحيى بن أحمد بن ناقة، وعلي بن عبيد الله بن نصربن الزاغوني، وعلي بن أحمد بن علي بن الأخوة البيع، وأبو منصور محمد بن ناصر اليزدي، ومحمد بن أحمد بن محمد بن داود الصبهاني، والمبارك بن أحمد بن عبد العزيز بن المعمر الأنصاري، وأبو منصور موهوب بن أحمد الجواليقي وغيرهم.
 
 فذكر البخاري في "التاريخ" الرجلين، وابتدأ بالأصغر، فقال: حَرْبُ بن ميمون أبو عبد الرحمن صاحب الأغمية البصري، كناه علي بن أبي هاشم، وقال محمد بن عقبة: كان حَرْبُ مجتهداً، سمع حبيب بن حجر، وهشام بن حسان، وقال أبن أبي الأسود: حدثنا حبان، حدثنا حَرْبُ
بن ميمون، عن خالد، عن أبي إياس، قال محمد: قدمت، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فصافحني، مرسل.
وقال البخاري أيضاً بعد هذا بأربع تراجم: حَرْبُ بن ميمون، يقال: أبو الخطاب البصري، مولى النضر بن أنس النصاري، عن أنس، سمع منه يونس بن محمد، قال سليمان بن حَرْبُ: هذا أكذب الخلق. انتهى.
فهذا البخاري -رحمه الله- فرق بين الرجلين، وعقد لهما ترجمتين، فأخطأ عليه من نسب الوهم إليه، لكن مسلماً خلاهما في كتابه "الكنى" ، فقال في باب الخاء المعجمة: أبو الخطاب حَرْبُ بن ميمون، عن النضر بن أنس، روى عنه يونس بن محمد، ويقال: أبو عبد الرحمن. وقال في حرف العين المهملة: أبو عبد الرحمن -ويقال: أبو الخطاب- حَرْبُ بن
ميمون صاحب الأغمية، سمع عطاء، والنضر بن أنس، روى عنه حبان، وحرمي بن عمارة، وأبو بكر بن أبي الأسود. وما أحسن ما فرق بينهما أبو حاتِم محمد بن حبان البستي في كتابة "تبع الأتباع" فقال: حَرْبُ بن ميمون أبو عبد الرحمن الذي يقال له: صاحب الغمية بصري، أظنه يخطئ، يروي عن أيوب، وكان متعبداً، روى عنه البصريون، وليس هذا بحَرْبُ بن ميمون أبي الخطاب، ذاك واهي. انتهى.
وقد ذكر البخاري مستند تجريح سليمان بن حَرْبُ أبا الخطاب في "تاريخه الأوسط"، وهو أيضاً في "تاريخ" أبي بكر أبن أبي خيثمة، و "تاريخ" يعقوب بن سفيان، وقد ذكرت ذلك في كتابي "منهاج السلامة في ذكر ميزان القيامة" ولله الحمد.
*زهير
30 - سبتمبر - 2010
تعليق العلامة المعلمي على حكاية ياقوت    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
نقل ياقوت في معجم البلدان في مادة (الري عن أبي عبد الله الحاكم قوله: ( سمعت أبا أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الحاكم الحافظ يقول كنت بالري فرأيتهم يوماً يقرؤون على محمد بن أبي حاتم كتاب الجرح والتعديل فلما فرغوا قلت لابن عَبدَوَيه الوراق ما هذه الضحكة أراكم تقرؤون كتاب التاريخ لمحمد بن إسماعيل البخاري عن شَيخكم على هذا الوجه ونسبتموه إلى أبي زرعة وأبي حاتم فقال يا أبا محمد اعلم أن أبا زرعة وأبا حاتم لما حُمل إليهما هذا الكتاب قالا هذا علم حسن لا يُستغنى عنه ولا يحسن بنا أن نذكره عن غيرنا فأقعدا أبا محمد عبد الرحمن الرازي حتى سألهما عن رجل معه رجل وزادا فيه ونقصا منه)
قال المعلمي (رحمه الله) بعدما نقل ذلك عن تذكرة الحفاظ ( 3 / 175 ) عن ابى احمد الحاكم : (كأن ابا احمد رحمه الله سمعهم يقرأون بعض التراجم القصيرة التى لم يتفق لابن ابى حاتم فيها ذكر الجرح والتعديل ولا زيادة مهمة على مافى التاريخ فاكتفى بتلك النظرة السطحية ولو تصفح الكتاب لما قال ما قال ، لاريب ان ابن ابى حاتم حذا في الغالب حذو البخاري في الترتيب وسياق كثير من التراجم وغير ذلك ، لكن هذا لا يغض من تلك المزية العظمى وهى التصريح بنصوص الجرح والتعديل ومعها زيادة تراجم كثيره ، ويادات فوائد في كثير من التراجم بل في اكثرها ، وتدارك اوهام وقعت للبخاري وغير ذلك ، واما جواب ابن عبدويه الوراق فعلى قد رنفسه لا على قدر ذينك الامامين ابى زرعة وابى حاتم ، والتحقيق ان الباعث لهما على اقعاد عبد الرحمن وامرهما اياه بما امراه انما هو الحرص على تسديد ذاك النقص وتكميل ذاك العلم ، ولا ادل على ذلك من اسم الكتاب نفسه (كتاب الجرح والتعديل)
*زهير
30 - سبتمبر - 2010
الدولة الآصفية    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
قال المشرف على طباعة الكتاب المرحوم هاشم الندوي مدير دائرة المعارف: (ابتدأنا طبع هذا الكتاب من الجزء الرابع لأنا عثرنا على هذا الجزء في الخزانة الآصفية قبل تحصيل بقية الأجزاء.... وتم طبعه بحمد الله يوم الخميس الخامس من جمادى الآخرة سنة 1361 في العهد الميمون والزمن المسعود والأيام الذهبية لجلالة الملك مظفر الممالك نظام الملك سلطان العلوم أمير المسلمين النواب مير عثمان علي خان بهادر آصف جاه السابع ملك الدولة الإسلامية الآصفية بحيدر آباد الدكن أدام الله أيامه وخلد ملكه وسلطنتهن وأحيا الله بحسن نيته المعالم الشرعية والمدارس الدينية شرقا وغربا، وأطال الله عمر ولي عهده الأعظم الدكتور النواب أعظم جاه بهادر وابنه المعظم الدكتور النواب معظم جاه بهادر ..
*زهير
30 - سبتمبر - 2010
مخطوطات الجزء الرابع    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
كان الجزء الرابع بمجلديه أول ما صدر من الكتاب كما سبق وذكرت وأهم ما وصلنا من مخطوطاته كما يذكر الندوي  نسخة الخزانة الآصفية في حيدر أباد الدكن وتاريخ نسخها عام (1100هـ) عن نسخة بخط مغربي كتبت عام (415) ونسخة القسطنطينية التي بعث بها المستشرق الجليل سالم الكرنكوي وقام بتصويرها المستشرق (د.هـ. ريتر) وفي آخرها : كمل جميع كتاب التاريخ الكبير لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله ورضي عنه بكمال هذا السفر الرابع ... وذلك بمدرسة سبتة حاطها الله وحرسها في صبيحة يوم الأربعاء الثامن عشر لمحرم سنة ثنتين وسبعمائة وكان في الأصل المنتسخ منه وهو أصل الفقيه المحدث أبي محمد عبد الحق بن عبد الملك بن بونة بن سعيد بن عصام وكان أيضا أصل الفقيه المحدث العلامة أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله السهيلي الخثعمي بعده. وعلى لوح هذه النسخة : (رواية أبي الحسين محمد بن سهل بن عبد الله المقدسي عنه)  قد وقف هذه النسخة الجليلة سلطاننا الأعظم والخاقان المعظم مالك البرين والبحرين وخادم الحرمين الشريفين السلطان بن السلطان بن السلطان محمود خان وقفا صحيحا شرعيا لمن طالع وتبصر واعتبر وتذكر، أجزل الله تعالى ثوابه وأوفر. حرره الفقير أحمد شيخ زاده المفتش بأوقاف الحرمين الشريفين غفر لهما)
*زهير
30 - سبتمبر - 2010
عبارة الحاكم النيسابوري في كتابه المدخل إلى الإكليل    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أنقل هنا عبارة الحاكم النيسابوري (ت405هـ) في كتابه المدخل إلى الإكليل، وربما لحقها خطأ مطبعي أو وهم من الناسخ قال: (وقد ذكرنا وجوه صحة الأحاديث على عشرة أنواع على اختلاف بين أهله فيه لئلا يتوهم متوهم أنه ليس يصح من الحديث إلا ما أخرجه البخاري ومسلم ، فإنا نظرنا وتأملنا ووجدنا البخاري قد جمع كتابا في التاريخ على أسامي من روى عنهم الحديث من زمان الصحابة إلى سنة خمس ومائتين فبلغ عددهم قريبا من أربعين ألف رجل وامرأة المخرج منهم في الصحيحين للبخاري ومسلم ، وقد جمعت أنا أساميهم وما أختلفا فيه فاحتج به ألاخر فلم يبلغوا ألفي رجل وامرأة ثم جمعت من ظهر جرحه من جملة الاربعين ألف فبلغوا مائتين وستة وعشرين رجلا )
فقوله (إلى سنة خمس ومائتين) كلام منقوض بتراجم كثيرة تجاوزت هذا التاريخ في كتاب البخاري (ت 256هـ) وسأورد فيما يلي مجموعة من هذه التراجم  مردوفة بكلام الذهبي عن وفاتهم في سير أعلام النبلاء .
1- محمد بن بشار أبو بكر البصري بندار مات في رجب سنة اثنتين وخمسين ومائتين
(قال الذهبي: قال البخاري وجماعة: مات في رجب سنة اثنتين وخمسين ومائتين).
2- إسحاق بن منصور بن بهرام هو الكوسج أبو يعقوب المروزي سمع ابن عيينة ويحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي مات سنة إحدى وخمسين ومائتين.
(قال الذهبي: قال الحسين بن محمد القباني: مات إسحاق بن منصور بن بهرام أبو يعقوب الكوسج بنيسابور يوم الخميس ودفن يوم الجمعة لعشر بقين من جمادى الأولى سنة إحدى وخمسين ومائتين.)
3- زياد بن أيوب أبو هشام الطوسي سكن بغداد سمع هشيماً ومبشر بن إسماعيل مات ببغداد سنة ثنتين وخمسين ومائتين يقال له دلويه.
(قال الذهبي : قالوا: توفي زياد بن أيوب في ربيع الأول سنة اثنتين وخمسين ومائتين.)
*زهير
1 - أكتوبر - 2010

 
   أضف تعليقك