مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : المجون ليس من الادب    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )

رأي الوراق :

 nadia 
30 - سبتمبر - 2010
باسم الله الرحمان الرحيم
لطالما قسمت القصائد مند القدم - بالنظر الى اسلوبها - الى عفيف و ماجن
لكنني ارى ان لا مكان لما يمكن ان يوصف بالمجون في الادب عموما ايا كانت لغته وهدا راجع اساسا الى ماهية الادب فالادب سمو ورفعة و ارتقاء بالروح والوجدان الادب هو كل ما يربط المرء بانسانيته الادب هو صلة الانسان بفطرته اللتي انشاه الله تعالى عليها
وهدا بالضبط ما يجعل خروج الشاعر او الكاتب او الاديب عموما عن العفة في القول خروجا عن الادب نفسه

 1  2  3 

*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
أمران..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
الأمر الأول: ما رأيك يا أستاذة ناديا أن يكون المجون من (قلة الأدب) بدل أن يكون من الأدب؟!.
والأمر الآخر: حاولي أن تكون كتابتك من دون أخطاء، الله يرضى عليك.
*أحمد عزو
3 - أكتوبر - 2010
تعقيب ...    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أستاذة نادية ،
تحية طيبة ،
كان أول عهدي بالوراق ، أن طالعت ما كتبت الصحافة حوله ، وأذكر أن " الشرق الأوسط " أو " الحياة " أشارت أن كتاب ألف ليلة وليلة هو الأكثر تصفحا في الموقع .... والأمر على حاله حتى الآن ، كما يتبدّى من أيقونة "أكثر الكتب قراءة " (والأفضل أن يكون العنوان أكثرها تصفحا ، لأن إلقاء نظرة على الكتاب أو مطالعة بعض صفحاته لا تعني بالضرورة قراءته ) ....
وقد تكونين قد تابعت الجدل الذي أثير في مصر ، وفي أماكن اخرى ، حول إعادة نشر هذا الكتاب بما يحتويه من فصول ، ومواقف "ماجنة " ....
كتاب الف ليلة وليلة ، ولاشك ، من أمهات الكتب العربية ،  خلال قرون وقرون ، ولا يزال حتى الساعة ، مصدرا  مهما ، بل أساسيا ، للإبداع الأدبي العربي ، بل والغربي أيضا  .... فهل الحكم على بعض أجزائه بالمجون يعني اجتثاثه من ساحة الأدب ، والحكم عليه بالإقصاء أو الإعدام ....
وفي الأدب العربي ، مقاطع  وفصول ، وكتب ومجلدات ، تخرج عن نطاق " الأدب " ... ولو أن المصطلح العربي يختلط فيه الأدب من حيث هو صنعة وتأليف بالأدب من حيث هو التزام ديني و أخلاقي وثقافي ... تعايشت معها الذائقة العربية ، منذ القدم ، منتقية الأجود فنيا والأقرب إلى الفطرة السليمة ...
 
ويبدو لي ، أن المشكلة تكمن على الخصوص في الحد الأدنى لما يمكن أن ندعوه أبدا ، لا سيما وأن هناك من يرى أنّ " بانت سعاد " تجافي حدود هذا الأدب وتنتهك حرمة " المسكوت عنه " ....
 
لا أطيل أكثر من هذا ، وقد يكون للحديث بقية ....
مع تحياتي .... 
 
 
*زين الدين
4 - أكتوبر - 2010
ألف ليلة..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
تحياتي الحارة أستاذ زين الدين، ولجميع السراة الأكارم، على حسب علمي أن هناك نسخة مهذبة من ألف ليلة وليلة من صنع (سعيد جودة السحار) من إصدار دار السحار في مصر، وهذه النسخة تم فيها تهذيب العبارات القبيحة وغير اللائقة.
*أحمد عزو
4 - أكتوبر - 2010
ماذا عن الأصل ؟    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
هلا وغلا أستاذنا أحمد ؛
شكرا على المعلومة ... ولا شك أنّ طبعات عديدة ، "مهذبة ومنقحة" ، لكتاب ألف ليلة وليلة تنتشر في أسواق الكتاب والمكتبات ، ولكن ما رأيك فيمن يرى ضرورة مراجعة الأصل ، على مافيه من تجاوزات و انحراف عن الجادة ؟   
*زين الدين
4 - أكتوبر - 2010
الفهم أولا    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أودُّ أن ألفت الانتباه إلى ضرورة الوقوف على ما كُتِبَ عن ( ألف ليلة وليلة ) في كتابة عِلمية مثل دراسة الدكتورة سهير القلماوي صاحبة أول دراسة أكاديمية في الأدب الشعبي حول ( ألف ليلة وليلة ) ،
 ثم...
نشرع في النقد والحُكم على هذا الكتاب بما له وما عليه .
*منصور مهران
5 - أكتوبر - 2010
شتان بين جرحين ؛ جرح المجرم ، وجرح الطبيب.    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم
 
" تقول الدكتورة سهير القلماوي في بحثها الرائد الكبير عن المرأة في ألف ليلة وليلة الذي حصلت بموجبه على إجازة الدكتوراه بإشراف الدكتور طه حسين: " لسنا نبالغ إذا قلنا إن ألف ليلة وليلة كانت الحافز الأهم لعناية الغرب بالشرق عناية تتعدى النواحي الاستعمارية التجارية والسياسية، بل لسنا نبالغ إذا أرجعنا كثيراً من قوة حركة الاستشراق وانتشارها إلى ما تركه هذا الأثر في نفوس الغربيين«. ونقلاً عن الدكتورة سهير نحاول استرجاع ما قاله المستشرقون حول أصل ألف ليلة وليلة. يقرر الأب الصالحاني: »إنها تأليف عربي، مستدلاً في ذلك بنص ابن النديم في الفهرست، وبالروح الإسلامي في الكتاب، ويذكر هارون الرشيد الذي لابد أن يكون ذكره قد أتى بعد زمن حياته بكثير وإلا ما رضي خلفاؤه أن ينزل هذا الملك العظيم منزل السفال والغوغاء، ومستدلاً أيضاً بأن اختيار الأمكنة وقع على بغداد ودمشق ومصر«. وتقول الدكتورة سهير إن »أول من أدلى بشيء له قيمة في باب البحث عن ألف ليلة وليلة كان المستشرق النمساوي فون هامر.....".
( منقول). 
*د يحيى
5 - أكتوبر - 2010
الأدب الحق    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
تحياتي للأستاذة صاحبة الموضوع وللأساتذة جميعا، وأهلا ومرحبا بأستاذنا المحبوب أحمد عزو،
دعونا نتفق أولا، أو نفترق حول أمر الشاعرية ونوعيتها، وهل هي وحدها الحكم على جودة الشعر والأدب عموما، وهل الموضوع المنظوم فيه له علاقة بتقبل هذه الشاعرية في النفوس أو ليست له علاقة؟ وكذلك لنتعرف على بعض ما قيل في معنى الأدب عند القدماء .
فالأدب في الأصل معناه كمعنى ما ورد في الحديث المرفوع : " أدبني ربي فأحسن تأديبي". فالأدب الحق يدعو إلى مكارم الأخلاق الحميدة، وينهى عن الاتصاف بالصفات القبيحة . ولكن تعريف الأدب المصطلح عليه بعد الإسلام هو ما قاله ابن الجواليقي في شرح"أدب الكاتب" لابن قتيبة. قال:
" واصطلح الناس بعد الإسلام بمدة طويلة على أن يسموا العالم بالنحو والشعر وعلوم العرب أديبا ويسمون هذه العلوم الأدب وذلك كلام مولد لأن هذه العلوم حدثت في الإسلام." . وعلى هذا التعريف، إن سلمنا بمعناه، فإننا نحسب كل من تعاطى حرفة الأدب من المُجّان الخلعاء أدباء. فهم قد اخذوا من علوم العربية وعلم التاريخ وغيره من العلوم بنصيب وافر.
" والأدب أدبان: أدب خلق، وأدب رواية، ولا تكمل أمور صاحب الأدب إلا بهما، ولا يجتمع له أسباب التمام إلا من أجلهما، ولا يعد في الرؤساء، ولا يثنى به الخنصر في الأدباء..."(الرسائل للجاحظ)
" والعرب تمدح أهل النّحول، وتذمّ أهل السّمن والجسوم، وتنفيهم عن الأدب، و تنسب أهل النّحول إلى المعرفة وحسن البيان، وأهل السّمن إلى الغباوة وبعد الأذهان." .(أخبار النساء- ابن الجوزي) . وأنا، من أكثر مرتادي الوراق وزنا على الأغلب(107 كيلوغراما) ؛ ولكن الله، وله الحمد، أبعدني مثلما أبعد سراة الوراق ، من اهل النحول وأهل السمنُ سواء، عن الغباوة. فما أوزاننا وإن علت إلا مما يصيبنا من المقت من حال امتنا المتردي. ولا عجب من ذلك؛ فأهل السمن في مثل هذه الحال ما سمنوا إلا من فرط الأسى، ومن كثرة قولهم لعل وعسى.. وما لأمانيهم من مجيب، ولا لصرخاتهم من منصت أديب أريب؛  فيتلهون بكثرة الطعام حتى تنسيهم التخمة ما هم فيه من العذاب، وتشغلهم عما يعانونه في نفوسهم من اضطراب.. فمن هنا جاء السمن الكذاب الخداع.
وفي "يتيمة الدهر..." ذكر الثعالبي وهو ينقد شعر المتنبي عنوانا هو : " إساءة الأدب بالأدب "؛ متمثلا قول المتنبي:
فغدا أسيرا قد بللتَ ثيابه= بدم وبل ببوله الأفخاذا
هذا العنوان الذي ذكره الثعالبي يبين بوضوح الأدب بمعنييه. على أن الثعالبي قال في موضع آخر من "يتيمة الدهر..." : "على أن الديانة ليست عياراً على الشعراء، ولا سوء الاعتقاد سبباً لتأخير الشاعر، ولكن للإسلام حقه من الإجلال الذي لا يسوغ الإخلال به قولاً وفعلاً ونظماً ونثراً، ومن استهان بأمره، ولم يضع ذكره وذكر ما يتعلق به في موضع استحقاقه، فقد باء بغضب من الله تعالى، وتعرض لمقته في وقته، وكثيراً ما قرع المتنبي هذا الباب بمثل قوله:
يترشفن من فمي رشفات         هن فيه أحلى من التوحيد." .
فالمعنى هو ان المتنبي كان شاعرا ولكنه ربما باء بغضب من الله بسبب بعض أشعاره.
للموضوع بقية
*ياسين الشيخ سليمان
5 - أكتوبر - 2010
شاعرية الشاعر وشعور المتلقي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
ويمكننا أن نفهم من قول الثعالبي أن شاعرية الشاعر يتذوقها ويستحسنها من كانت طبيعته تتفق مع ما توحي به تلك الشاعرية .فإن كان المتلقي معجبا بالتغزل بالمردان، ومغرما بفعل قوم لوط مثلا، وكان الملقي شاعرا يحب اللواط ويستطيبه ، توافقت شاعرية الشاعر الملقي مع شعور المتلقي. وإن كان المتلقي يحس ويشعر ويؤمن بان اللواط رذيلة خلقية ما بعدها رذيلة ، وتعافها الفطرة السليمة القويمة، فلن يلتفت إلى شعر اللوطيين بحال، مهما بلغوا من مقدرة على احتراف صنعة الشعر.
ولو افترضنا أن أديبا من قوم لوط(ع) ، لو كان فيهم أديب، ألف حكايات تدور كلها حول حال مجتمعه الذي عاش فيه، وأنهم كانوا قد سبقوا العالمين باختراع الفواحش، فما لنا، نحن المؤمنين بالله، إلا أن نستخلص منها العبرة في أن بعض بني آدم هم أشد ذكاء، إن جازت العبارة، من إبليس نفسه في اقتراف المعاصي والفسوق والعصيان، وان نعد تلك الحكايات من التراث الشعبي في إتيان الذكور وأنها حكايات مشينة مخزية. أما من يسمون بالمثليين مثلا، فهنيئا لهم تلك الحكايات الجميلة الشائقة الماتعة، والنزوات غير المسبوقة، وهنيئا لهم أدباؤهم وشعراؤهم الفحول.
ولكن معنى ما قاله الثعالبي من أن الديانة وسوء الاعتقاد ليسا من عيار الشعر ولا حكما على شاعرية الشاعر لا يتلاءم مع معنى الفطرة التي فطر الله الناس عليها . فأي شاعرية تجد سبيلها إلى القلوب في شعر فيه من الإلحاد في الدين ما فيه، أو فيه من المغالاة في المجون ونشر القبائح الشيء الكثير؟! والإلحاد ليس من الفطرة في نظر المؤمنين دون شك، ولا المجون والخلاعة .
إن الفصل بين مقدرة الشاعر والحكم عليها بالقوة او بالضعف، وبين كنه مواضيعه الشعرية، لهو فصل فيه نظر على كل حال.
"والماجِنُ عند العرب: الذي يرتكب المَقابح المُرْدية والفضائح المُخْزِية، ولا يَمُضُّه عَذْلُ عاذِلِه ولا تَقْريعُ من يُقَرِّعُه. والمَجْنُ: خَلْطُ الجِدِّ بالهزل.".(لسان العرب)
وفي" اللسان" أيضا: " الأَدَبُ: الذي يَتَأَدَّبُ به الأَديبُ من الناس؛ سُمِّيَ أَدَباً لأَنه يَأْدِبُ الناسَ إلى المَحامِد، ويَنْهاهم عن المقَابِح...".
يتبع..
*ياسين الشيخ سليمان
5 - أكتوبر - 2010
المجون درجات منها الغزل المشين    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
ومن المجون ما يمكن احتماله إذا كان من نوع الهزل الذي لا يؤدي إلى ضرر بالناس، أو ضرر بعقيدتهم.، ولا يقوم الماجن فيه بارتكاب ما حرم الله، ولا يقوم على نشر الرذائل المهلكة .
 ومن المجون الهازل ويمكن احتماله مثل مجون صبي من بلدة مجاورة لبلدتنا ( هو اليوم شيخ في السبعينات) وقف على باب مسجد البلدة والناس في صلاة جماعة، فلما تلا الإمام الفاتحة ووصل إلى ولا الضالين قال الصبي: " يلعن أبوكم كلكم" فقال المصلون: آآآمين، ثم ضج بعضهم بالضحك، وهرب الصبي خوف العقاب . وأسفل من ذلك الصبي صبي آخر من بلدتنا نفسها(وهو اليوم بلغ مبلغ الرجال) ، فهو لما قال الإمام : ولا الضالين قال الصبي للمصلين بسرعة: "... اللحامين"، فقال المصلون بطبيعة الحال: آمين.. وجن جنون المصلين، وقام بعضهم باللحاق به دون ان يتمكنوا من الإمساك به ، ثم قال بعضهم: إذا كان أبو هذا الصبي ممن يسبون الدين، فلا عجب أن يكون ابنه بهذه الأخلاق السيئة.   ومن الصبيان بل ومن الكهول من يتفنن في سب الدين ، وفي سب الذات الإلهية بألفاظ تعجز عن الإتيان بمثلها المعجمات اللغوية، فهل يا ترى يُعد هؤلاء من ذوي الفطنة والنباهة والذكاء.. والشاعرية؟!
 إن الحكم بالشاعرية باعتبارها صنعة أدواتها الوزن والقافية...الخ، على أي شاعر بعيدا عن العواطف الحميدة والمشاعر الطيبة، لهو حكم جائر أيما جور. فمثله مثل الحكم على من تفنن في اختراع طرق للتعذيب بآلات متنوعة، واختراع طرق في المكر والخداع وتزيين الزور والبهتان بأنه مخترع عظيم، تغلغل حب اختراعه والإعجاب به في قلوب الناس كما تتغلغل الشفقة على المظلومين في قلوب أهل الحنان والعطف. فهل يستقيم هذا في عقل من العقول؟!
   ومما يؤسف له أشد الأسف أن من الأشعار التراثية ما اجتهد ناظموها بالتغزل بالمردان، وبتزيين اللواط، ومدح المسكرات وتعاطيها . وقد أولع عدد كبير من الشعراء القدماء بهذا اللون لدرجة أن ألف فيه بعضهم كتبا، وتباروا في تبيان مقدرتهم على الإتيان بالصور الشعرية الماجنة ؛ خاصة بما يتعلق بالمردان، بل إن من أولئك من كانوا شيوخا وفقهاء، وكأنهم فصلوا بين المقدرة الشعرية وبين ماهية الموضوع المنظوم فيه، وأن كل همهم كان تبيان حذقهم صنعة الشعر على الرغم من سفالة الموضوع وانحطاطه، وهذا لعمر الله لا يستقيم في قلب مؤمن صادق الإيمان. لقد كان بإمكان أولئك الفقهاء الشعراء أن يتباروا في نظم الشعر في المواضيع الحميدة، والمكارم السامية؛ ولكنهم نظموا فيما يبدو وفقا لعادات مجتمعاتهم الأدبية والشعرية وما الفته من أصناف الغزل المشين. فأين بعد ما ذكرنا نضع كتاب ألف ليلة وليلة؛ مقارنة مع أشعار العلماء الفقهاء، وهو كتاب لا شك أن من كتبوا بعض فصوله كانوا من عامة الناس من القصاص ولم يكونوا من الأدباء الذين كانوا يشار إليهم بالبنان؟!
*ياسين الشيخ سليمان
5 - أكتوبر - 2010
ألف ليلة وليلة    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
 
إن كتاب ألف ليلة وليلة كتاب هام لا شك في ذلك؛ ولكن أهميته التاريخية تفوق عندي أهميته الأدبية بكثير. إنه كتاب يعبر عن ثقافة واضعيه، وأنهم لم يصل عليهم الله ولم يسلم. فهم أناس احترفوا القصص الذي يجتلب أذواق العامة ويثير فيهم مكامن الخيال كما يثير فيهم غرائزهم الجنسية، فهو لذلك كتاب تجاري من هذه الناحية، ويشبه في بعض قصصه قصص أفلام الجنس الفاضحة. أما إنه يثير الخيال القصصي الخرافي أو القريب من الخرافي، فأمر لا يمكن نكرانه. وأما تنقيح الكتاب وتقديمه للناشئين فأمر محمود بلا شك، مع العلم انه لا يمكننا إعدام أصل الكتاب ولا يجوز لنا ذلك لو تمكنا منه. فإعدام الكتاب تشويه للتاريخ وحقائقه، وسبب في زيادة تزوير التاريخ فوق ما حل به من تزوير. فالتاريخ المنقح المُحسن هو تاريخ لحقه التزييف بلا ريب، والتاريخ الأقل تزويرا والأقرب إلى الصحة هو ما ذكرته الكتب التراثية على علاته.

وفي الأدب العربي؛ منظومه ومنثوره الكثير من المخزيات المشينات. فلم يقتصر الأمر فيه على المجون الجنسي ، بل كان فيه الكثير من الهجاء المقذع في زمن كان للهجاء تأثير سلبي كبير على حياة المجتمعات والعشائر والأفراد. وكان فيه الكذب والغش والتزوير، وكان فيه فوق ما ذكر عون على اضطهاد معظم الخلفاء والأمراء والوزراء والولاة لحرية القول، وكان فيه ارتكاب الجرائم المتنوعة، من القتل بأنواعه وأشكاله التي لا تحصى، وبطرق تشيب لهولها الولدان كما يقال. إن كل هذا يعد في نظر المتأمل فيه أعظم جرما وأقبح ذنبا حتى من المجون المغالى فيه. وإنني لا زلت أذكر بعض ما طالعته من تاريخ المماليك في بلاد الشام منذ كنت فتى، من انه كان هناك حاكم نسيت اسمه ولكني لم ولن أنسى لقبه ألا وهو " الذباح"، والذي كان يقوم بذبح أهل جبل نابلس كما تذبح الخراف. صورة ارتسمت في ذهني في مطلع شبابي ملأتني حينها بالرهبة من بني آدم ومن شرورهم التي لا تطاق، ثم جعلتني في كهولتي وشيخوختي أيأس من صلاح أمتي التي أراها ما زالت تتخبط في دياجير الجهل والجهالة، وما زالت تخشى قول كلمة الحق عند السلطان الجائر. هذا وإنني لأرجو الله مع الراجين، وأستعطفه مع المستعطفين، بأن يتكرم على هذه الأمة بالهداية، ويتولاها بالعناية.  
*ياسين الشيخ سليمان
5 - أكتوبر - 2010

 
   أضف تعليقك
 1  2  3