الصحف المكتوبة     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
الصحف المكتوبة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم: روى الترمذي أنه جاء في السنة قوله صلى الله عليه وسلم: " نضر الله امرأً سمع منا شيئًا فبلغه كما سمعه فرُب مبَلـَّغ أوعى من سامع ". لقد قام بعض الصحابة بكتابة طائفة من الأحاديث في حياته صلى الله عليه وسلم، ومنهم من كتبها بإذن خاص من الرسول، بيدَ أنّ أكثرهم قيّدوا ما جمعوه في السنوات الأخيرة من حياته عليه الصلاة والسلام بعد أن أذن لهم بالكتابة لكل من رغب فيها وقدر عليها، وهذه الصحف تتفاوت أسانيدها قوة وضعفـًا.([2]) ـ فصحيفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه كانت تشتمل على العقل ـ مقادير الديات ـ وعلى أحكام فكاك الأسير. ـ و كتبه صلى الله عليه وسلم إلى أمرائه وعمّاله فيما يتعلق بتدبير شؤون الأقاليم الإسلامية وأحوالها، وفي بيان أحكام الدين والحدود والمحرمات وغير ذلك، ومن هذه الكتب: 1. كتاب الزكاة والديات الذي كتب به أبو بكر الصديق وأخرجه البخاري في صحيحه. 2. كتابه لعمرو بن حزم () عامله على اليمن وفيه أصول الإسلام، وطريق الدعوة إليه، والعبادات وأنصبة الزكاة والجزية والديات. 3. كتابه إلى وائل بن حجر لقومه في حضرموت فيه الأصول العامة للإسلام، وأهم المحرمات. 4. كتبه إلى الملوك والعظماء، وإلى أمراء العرب يدعوهم فيها إلى الإسلام ككتابه إلى هرقل وإلى المقوقس، وغيرهما. ـ عقوده صلى الله عليه وسلم ومعاهداته التي أبرمها مع الكفار واليهود. ـ وروى الترمذي أن سعد بن عبادة الأنصاري كان يملك صحيفة جمع فيها طائفة من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وسننه، وكان ابن سعد يروي من هذه الصحيفة. ويروي البخاري أن هذه الصحيفة كانت نسخة من صحيفة عبد الله بن أبي أوفى. ـ وسمرة بن جندب() كان قد جمع أحاديثَ كثيرة في نسخة كبيرة ورثها ابنه سليمان ورواها عنه. ـ وكان لجابر بن عبد الله صحيفة أيضًا، ويرى مسلم أنها في مناسك الحج. ـ ومن أشهر الصحف المكتوبة في العصر النبوي" الصحيفة الصادقة" التي كتبها جامعها عبد الله بن عمرو بن العاص "ت65" من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد اشتملت على ألف حديث ، وهي محفوظة في مسند الإمام أحمد()، وقد كانت الصحيفة نتيجة طبيعية لفتوى النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو وإرشاده الحكيم له. ([7]) ولقد شاعت في عصر الصحابة صحيفة خطيرة الشأن أمَر النبي صلى الله عليه وسلم بكتابتها في السنة الأولى من الهجرة، فكانت أشبه شيء بدستور للدولة الفتية الناشئة آنذاك في المدينة وهي الصحيفة التي دوّن فيها كتاب رسول الله حقوق المهاجرين والأنصار واليهود وعرب المدينة، ولفظ الكتابة صريح في مطلعها: "هذا كتاب محمد النبي رسول الله بين المؤمنين والمسلمين من قريش وأهل يثرب ومَن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم: إنهم أمة واحدة من دون الناس". ـ وعبد الله بن عباس عُني بكتابة الكثير من سنة الرسول وسيرته في ألواح كان يحملها معه في مجالس العلم إلى أن وصلت إلى حمل بعير عند وفاته.([8]) |