مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : مفهوم دمعة غربة    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 ابو هشام 
7 - يونيو - 2009
دمعة الغربة هي الوحيدة التي تقف بجانب الإنسان وتحنو عليه في وحشته ، وتواسيه وتخفف عنه أحزانه في غربته في عزلته ..
 ـ غُرْبةٌ عَنِ الدِّيْنِ : أن يكون الإنسان غريبا عن دينه هاجرا لأوامر ربه ، متقربا من معاصيه ، ونقول في المثل العامي " ما الغريب إلاَّ الشيطان " أي كل من يبتعد عن الله سبحانه وتعالى ويتقرب من الشيطان وأعماله هو الغريب حقيقة ، ومن المبعدات كما قيل :
 إن الفراغ و الشباب و الجدة .. مفسدة للمرء ايّ مفسدة[1]
قال عليه الصلاة والسلام -  ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ [2]).
...وأكثر هؤلاء غربة العلماء الذين يوكل إليهم هداية الناس وينحرفون عن جادة الصواب لغرض دنيوي  فغربتهم  مريرة  لأنهم ملح الأرض فيا ملح الأرض من يصلح الأرض إذا الملح فسد !!..
قال العلامة سليمان بن سمحان [3]:
إلى الله نشكو غربة الدين والهدى*وفقدانه من بين من راح أو غدا
فعاد غريبا مثل ما كان قد بدا*على الدين فليبكي ذوو العلم والهدى
فقد طمست أعلامه في العوالم.
ـ غربةٌ عَنْ الوَطَن : هو الابتعاد عن الأرض التي ولدنا فيها ، سماؤها أظلنا ، عليها حبونا ولعبنا وكبرنا ، ولنا فيها أجمل ذكريات ، فيها الأهل والعشيرة والخلان والأقارب والجيران ، أجبرتنا الظروف لترك أجمل واحب بقعة على وجه الثرى .. وتعريف المغترب : هوكائن محسود مادياً , مجهول عائلياً , مقهور إعلامياً , مرهق جسدياً , مدمر نفسياً , يتصل إسبوعياً , مشتت فكرياَ...لا يُسْأَلُ عن همومه ، فهي كثرة ..
ـ دواعي الغربة
يُهاجرُ المرءُ إلى بَلدٍ آخر . إما للدراسة أو مرغما مطرودا ، وغالباً ما يكونُ مجبراً ، سعياً عَنْ رزقٍ أَوْ لقمةِ عَيْشٍ  ..أَوْ هَارِبَا  مِنْ مَاضٍ يُقْلِقُهُ .. أَوْ لفظتْهُ بَعيداً بَلْدَتهُ..أَوْ يَبْحَثُ عنْ كَرَامةٍ فُقِدَتْ فِي وطنِهِ..فيبتعد جسده عن أهله ؛ أمه و أبيه وأخوه وأخته ،
قبل الغربة:
قَدْ فَكَّرَ مَرْءٌ بِالْهِجْرَةْ      فَتَصَوَّرَ عَيْشَاً مَا يَهْوَى
لُقْمَةُ عَيْشٍ غَيْرُ الْمُرَّةْ      وَيَنَالُ عَلَى مَا يَتَمَنَّى
وَبِلا جُهْدٍ دُونَ مَشَقَّةْ
تَحْسينُ الوَضْعِ وَقَدْ يَسْعَى    سَيَّارَةُ فَخْمَةُ قَدْ تُقْنَى
بَيْتٌ لِلْحُلْمِ عَلا فِكْرهْ     قَدْ يَعْلُو الْبَيْتُ وَقَدْ يُبْنَى
قَدْ يَطْرُدُ فَقْرَاً فِي بَلَدٍ    يَشْقَى يَعْمَلُ حَتَّى يَغْنَى
للغربة باب قد طرقةْ 
أول الغربة :
سَكَنَ المرْءُ بِلادَ الغُرْبَة..لاقتْهُ الشِّدَّةُ والكُرْبَة ، اصْطَدَمَ بجدارِ العُزْلَة ،لا أُخْتٌ عِنْدَهُ وَلا عَمَّة ، شَيْءٌ لمْ يخْطُرْ فِي بالٍ ، وَجَدَ نَفْسَهُ دُونَ صَدِيقٍ أَوْ خَالٍ  ..  دُونَ أَخٍ ..دُونَ قَريبٍ..دُونَ سَميعٍ ..دُونَ مُجيبٍ ، لا مُعِين يَقْتَربُ مِنْهُ ، يُقَاسِمَهُ فَرَحَهُ أوْ حُزْنَهُ .. نجاحه أو فشله ، معاناته ومكابدته ، في الغربة يُظلمُ ويُهانُ ، يُسْتَرَقُّ بِكَفَالَةٍ أوْ إقَامَة ،وفِي الغُرْبَةِ ضُرِبَ المثَل:(الغُرْبَةُ مُضَيِّعَةُ الأَصْل )..
أثناء الغربة :
 يَتألَّمُ المرءُ من الغربةِ ،تأتيه الطَّعْنَةُ تِلْوَ الطَّعْنَة ، لا يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي ، لا يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ يُطْعَن .. فيكظمُ غيظَهُ في صدرِهِ ، لَمْ يستطعْ البَوحَ بِكَلِمَة ، إنْ حَاوَلَ مَرَّةً أوْ جَرَّبَ ، معناهُ عَلَى نَفْسِهِ خَرَّبَ ، قَدْ قَطَعَ رِزْقَهُ بِيَدِيهِ ، وَهوَ مَا يُعْرَفُ بـ ( قَطْعِ الأَرْزَاقِ مِنْ قَطْعِ الأَعْنَاقِ ) وَخَافَ مِنْ مَجْهُولٍ قَادِم  .. والنَّاسُ يَقُولُون ، وَلا يَصْمُتُونَ : ألمْ يَعْرفْ يَصْمُتُ أوْ يَسْكُتُ ، لِيُحَافِظَ عَلَى لُقْمَةِ عَيْشِهِ !!!.، مَنْ مَكَثَ طَويلاً مُغْتَرِبَاً !!! ، يُلاقِي ، يُعَانِي ، يَتَحَمَّلُ  ،وَيُعَوِّدُ نَفْسَهُ لِيَشْرَبَ مِنْ كَأْسِ الحَنْظَلِ : وَقَدْ قِيْلَ قَدِيماً : ( الغُرْبَة مرَّة ) .. أَكْثَرُ شَيْءٍ يحزُّ في نفسٍ ، عندما يتقنُ عملَهَ ويتفانى ، والكلُّ يشيد في ذلك ، يُعْتَزُّ   بإنجازاته ويُعْتَرَفُ بإتقانِهِ ، لا شيءَ مقابلَ ذلك ، أو يعطى أدنى شيءٍ مقابلَ  مَنْ لا يستحقُّ .. والسببُ إنَّهُ غريبٌ ولا منَّه ، إنَّهُ مأْجُورٌ، مأْجُور ، الغربة فيها استغلال للإنْسان .. والأَمْنُ الوَظِيفيُّ مَفْقُودٌ ، مَفْقُود ، لا تَقُلْ في عُهُودٍ أوْ عُقُود ، فالْفَزَعُ والرُّعْبُ مَوْجُودٌ ، فالرُّعْبُ الوظيفيُّ شبكةُ صيادٍ ؛ إنْ هربَتْ مِنْها السَّمكةُ ، سوفَ تَمْسِكُ بها في المراتِ القادمةِ ..
طول الغربة
 أَقْسَى وَأَصْعَبُ مَا يُعَانِي ، مَنْ مَكَثَ طَويلاً فِي الغُرْبَةِ ، يموت فيها المَرْءُ ألفَ مَرَّةٍ ، أَلمٌ وَحُرْقَةٌ وَمَرَارَةٌ ثمَّ حَسْرَةٌ ، بِوُصُولِ الخَبَرِ المَشْؤُومِ بـ (مَوْتِ الأبِ أوْ الأمِّ أوْ الأخِ ) ولا يَقْدِرُ أَنْ يُودِّعَهُم (آخِرَ وَدَاعٍ ) أَوْ حَتَّى يَمْشِي بِجَنَازَتهم أَوْ فِي الدَّفْنِ يُشَارِكَهم.. فدموعُهُ تَنْزلُ بِغَزَارَةٍ ، بحَرارَةٍ ، وأَحْزَانَهُ وآلامَهُ وَحَسرات تُدْفَنُ فِي صَدْرِه .. فِي لحْظَةٍ يَحْتَاجُ الأَهْلُ (مِنْ أَخٍ أَوْ أُخْتٍ أَوْ عَمَّةٍ أَوْ خَالَةٍ ) ، أَنْ يَقِفَ المرْءُ بجانِبِهِم ، أَوْ حَتَّى وَقْفَةَ صَاحِبٍ ،أَيْنَ المثل : ( الصَّديقُ عِنْدَ الضِّيقِ ) ؟!!. والمغْتَرِبُ لا يمْلِكُ مَا يُقَدِّمُ لهُمُ إلاَّ النُّقُودَ إنْ قَدِرَ ، وَهُمْ فِي تِلْكَ اللَّحَظَةِ لا يحتاجونَ إلى ذَلِك ..لا يِسْتَطيعُ أنْ يواسيَهُم ، يَتَلَقَّى صَدْمَةً تلو صَدْمَة ، وَحَزْنَا فَوْقَ حزنٍ ، يَتَرَاكَمُ ألمٌ فَوْقَ ألمٍ فَيَعْمُرُ القلبُ بِطَبَقَاتِ جُرُوحٍ نَازِفَةٍ ، لايمْحِيهَا الزَّمَنُ  ، فَتَكْمُدُ فِي صَدْرِهِ ، وتُلْحَدُ مَعَهُ فِي قَبْرِهِ .. وَعِنْدَمَا تمسكهُ الشَّبكةُ أو يَسْتَغْنُونَ عَنْ خَدَمَاتِهِ ، يُرْمَى ، ولا أَحَدٌ يَسْألُ .. و"بِغَالُ الإنْجِلِيزِ أَوْفَرُ حَظَّاً ، لأَنَّهُ لا يَنَالُ حَتَّى رَصَاصَةَ الرَّحْمَةِ" ..


 - أرجوزة لأبي العتاهية[1]
 - الراوي: عبدالله بن عباس  - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6412 [2]
 [
صحيح] : خلاصة الدرجة
[3] - القصيدة في غربة الدين والولاء والبراء للعلامة سليمان بن سمحان نقلتها من كتاب موارد الظمآن للشيخ عبد العزيز السلمان رحمه الله
(المنظومة )طُبِعَت بِتَحقيقِ الشَّيخِ : محمد بن عمر العقيل أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري وشارك في التصحيح والتعليق محمد خير رمضان يوسف و عبدالمحسن بن عبدالعزيز العسكر(ط :مكتبة الرشد) [ 1427 ﻫ ] في السّفْر الرابع ص327 .
وَقَالَ أَيْضًا عَفَا اللهُ عَنْهُ :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مِنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سَحْمَانَ إلى الأَخِ الْمُكَرَّمِ وَالْمُحِبِّ الْمُقَدَّمِ (إبْرَاهِيمَ بْنِ رَاشِدٍ آل حَمَدْ)حَلاَّهُ اللهُ بِحِلْيَةِ أَوْلِيَائِهِ، وَعَمَّرَهُ بِآلائِهِ وَنَعْمَائِهِ،وَرَفَعَ لَهُ ذِكْرَهُ بَيْنَ أَهْلِ أَرْضِهِ وَسَمَائِهِ آمِينَ.
سَلامُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَبَعْدُ:
فَأَحْمَدُ إلَيْكُمْ اللهَ الَّذِي لا إلَهَ إلاَّ هُوَ، وَهُوَ لِلْحَمْدِ أَهْلٌ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَالْخَطُّ وَصَلَ بِمَا تَضَمَّنَ مِنَ الْوَصِيَّةِ، وَفَقَّنَا اللهُ وَإيَّاكَ لِقَبُولِ الْوَصَايَا الشَّرْعِيَّةِ، وَأَعَاذَنَا مِنْ سَيِّئَاتِ الأَعْمَالِ الكَسْبِيَّةِ،وَأُوصِيكَ بِمَا أَوْصَيْتَنِي بِهِ وَبِلُزُومِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالرَّغْبَةِ فِيهِمَا، فَإنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ نَبَذُوهُمَا( ظِهْرِيًّا )وَزَهِدُوا فِيمَا تَضَمَّنَاهُ مِنَ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ،  لِحُذَيْفَةَ
e
اللَّهُمَّ إلاَّ أَنْ يُوَافِقَ الْهَوَى، وَاذْكُرْ قَوْلَهُ  لَمَّا سَأَلَهُ عَنِ الْفِتَنِ قَالَ : "اقْرَأْ كِتَابَ اللَّهِ وَاعْمَلْ بِمَا فِيهِ " (كَرَّرَهَا ثَلاثًا ) .
قَالَ شَيْخُنَا الشَّيْخُ عَبْدُ اللَّطِيفِ قَدَّسَ اللهُ رُوحَهُ: " وَالْحِكْمَةُ - وَاللهُ أَعْلَمُ - شِدَّةُ الْحَاجَةِ وَقْتَ الْفِتَنِ وَخَوْفُ الْفِتْنَةِ وَالتَّقَلُّبِ، وَأَكْثَرُ النَّاسِ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ وَغَيْرِهِمْ لَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ فِي هَذِهِ الأَزْمَانِ، وَالْمُؤْمِنُ مَنِ اشْتَرَى نَفْسَهُ وَرَغِبَ فِيمَا رَغِبَ عَنْهُ الْجُهَّالُ وَالْمُتْرَفُونَ " (انتهى) .
وَتَذَكَّرْ مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ غُرْبَةِ الدِّينِ وَانْدِرَاسِ (مَعَالِمِ الإسْلامِ)، إلَى آخِرِ مَا ذَكَرْتَ, فَالأَمْرُ كَمَا ذَكَرْتَ وَأَعْظَمُ مِمَّا إلَيْهِ أَشَرْتَ، فَإنَّا للهِ  مِنْ قَوْلِهِ
e
وَإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ، وَهَذَا مِصْدَاقُ مَا أَخْبَرَ بِهِ  : "بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ " (... الْحَدِيثَ).
وَقَدْ صَارَ إقْبَالُ النَّاسِ وَإكْبَابُهُمُ الْيَوْمَ عَلَى أَمْرِ الدُّنْيَا وَإصْلاحِهَا وَلَوْ بِفَسَادِ دِينِهِمْ.
قَالَ( ابْنُ عَقِيلٍ  )رَحِمَهُ اللهُ : " مِنْ عَجِيبِ ما قدمت فِي أَحْوَالِ النَّاسِ كَثْرَةُ مَا نَاحُوا عَلَى خَرَابِ الدِّيَارِ وَمَوْتِ الْأَقَارِبِ وَالْأَسْلافِ، وَالتَّحَسُّرِ عَلَى الأَرْزَاقِ وَذَمِّ الزَّمَانِ وَأَهْلِهِ، وَذِكْرِ نَكَدِ الْعَيْشِ فِيهِ وَقَدْ رَأَوْا مِنِ انْهِدَامِ الإسْلامِ وَشَعَثِ الأَدْيَانِ وَمَوْتِ السُّنَنِ وَظُهُورِ الْبِدَعِ وَارْتِكَابِ الْمَعَاصِي وَتَقَضِّي الْعُمُرِ فِي الْفَارِغِ الَّذِي لا يُجْدِي، فَلا أَحَدَ مِنْهُمْ نَاحَ عَلَى دِينِهِ وَلا بَكَى عَلَى فَارِطِ عُمُرِهِ وَلا تَأَسَّى عَلَى فَائِتِ دَهْرِهِ، وَلا أَرَى ذَلِكَ إلاَّ لِقِلَّةِ مُبَالاتِهِمْ بِالأَدْيَانِ وَعِظَمِ الدُّنْيَا فِي عُيُونِهِمْ ضِدَّ مَا كَانَ عَلَيْهِ السَّلَفُ الصَّالِحُ يَرْضَوْنَ بِالْبَلاغِ وَيَنُوحُونَ عَلَى الدِّينِ... "انْتَهَى .
فَلأَجْلِ غُرْبَةِ الإسْلامِ وَانْطِمَاسِ مَعَالِمِهِ الْعِظَامِ وَإكْبَابِ النَّاسِ عَلَى جَمْعِ الحُطَامِ أَقُولُ
إلى الله نشكو غربة الدين والهدى**وفقدانه من بين من راح أو غدا
فعاد غريبا مثل ما كان قد بدا**على الدين فليبكي ذوو العلم والهدى
فقد طمست أعلامه في العوالم:


 

 1  2  3 

*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
كشف الكربة في وصف أهل الغربة     ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
  أجزل الله لك المثوبة أخي الفاضل على هذا الموضوع الرائق:
 قال العلامة الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى في رسالته "كشف الكربة في وصف أهل الغربة "
فإن الغربة عند أهل الطريقة غربتان: ظاهرة وباطنة.
    فالظاهرة: غُربة أهل الصلاح بين الفساق، وغربة الصادقين بين أهل الرياء والنفاق، وغربة العلماء بين أهل الجهل وسوء الأخلاق، وغربة علماء الآخرة بين علماء الدنيا الذين سُلبوا الخشية والإشفاق، وغربة الزاهدين بين الراغبين فيما ينفد وليس بباق.
    وأما الغربة الباطنة: فغربة الهمة، وهي غربة العارفين بين الخلق كلهم حتى العلماء والعباد والزهاد، فإن أولئك واقفون مع علمهم وعبادتهم وزهدهم، وهؤلاء واقفون مع معبودهم لا يعرجون بقلوبهم عنه.
فكان أبو سليمان الداراني يقول في صفتهم: وهمتهم غير همة الناس وإرادتهم الآخرة غير إرادة الناس، ودعاؤهم غير دعاء الناس.
    وسُئل عن أفضل الأعمال فبكى وقال: أن يطلع على قلبك فلا يراك تريد من الدنيا والآخرة غيره.
    وقال يحيى بن معاذ : الزاهد غريب الدنيا، والعارف غريب الآخرة.
يشير إلى أن الزهد غريب بين أهل الدنيا، والعارف غريب بين أهل الآخرة، لا يعرفه العباد ولا الزهاد، وإنما يعرفه من هو مثله وهمته كهمته.
    وربما اجتمعت للعارف هذه الغربات كلها أو كثير منها أو بعضها فلا يسأل عن غربته، فالعارفون ظاهرون لأهل الدنيا والآخرة.
    قال يحيى بن معاذ: العابد مشهور والعارف مستور، وربما خفي حال العارف على نفسه لخفاء حالته وإساءة الظن بنفسه.
    وفي حديث سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم: « إن الله يحب العبد الخفي التقي ».
    وفي حديث معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم: « إن الله يحب من عباده الأخفياء الأتقياء، الذين إذا حضروا لم يعرفوا، وإذا غابوا لم يفتقدوا، أولئك أئمة الهدى ومصابيح العلم ».
    وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: طوبى لكل عبد لم يعرف الناس ولم تعرفه الناس، وعرفه الله منه برضوان، أولئك مصابيح الهدى، تجلى عنهم كل فتنة مظلمة.
    وقال ابن مسعود رضي الله عنه: كونوا جدد القلوب، خلقان الثياب، مصابيح الظلام، تخفون على أهل الأرض وتعرفون في أهل السماء.
    فهؤلاء أخص أهل الغربة، وهم الفرارون بدينهم من الفتن ، وهم النزاع من القبائل الذين يُحشرون مع عيسى عليه السلام، وهم بين أهل الآخرة أعز من الكبريت الأحمر، فكيف يكون حالهم بين أهل الدنيا، وتخفى حالهم غالبا على الفرقتين كما قال:
تواريت عن دهري بظل جناحه ... فعيني ترى دهري وليس يراني
ولو تسئل الأيام ما اسمي لما درت ... وأين مكاني ما فرعن مكاني
ومن ظهر منهم للناس فهو بينهم ببدنه، وقلبه معلق بالنظر الأعلى كما قال أمير المؤمنين رضي الله عنه في وصفهم:
جسمي معي غير أن الروح عندكم ... فالجسم في غربة والروح في وطن
وكانت رابعة العدوية - رحمها الله تعالى - تنشد في هذا المعنى:
ولقد جعلتك في الفؤاد محدثي ... وأبحت جسمي من أراد جلوسي
فالجسم مني للحبيب مؤانس ... وحبيب قلبي في الفؤاد أنيسي
   وأكثرهم لا يقوى على مخالطة الخلق فهو يفر إلى الخلوة ليستأنس بحبيبه، ولهذا كان أكثرهم يطيل الوحدة.
   وقيل لبعضهم: ألا تستوحش؟ قال: كيف أستوحش وهو يقول: أنا جليس من ذكرني ؟.
   وقال آخر: وهل يستوحش مع الله أحد؟.
   وعن بعضهم: من استوحش من وحدته فذلك لقلة أنسه بربه.
   وكان يحيى بن معاذ كثير العزلة والانفراد فعاتبه أخوه فقال له: إن كنت من الناس فلا بد لك من الناس،    فقال: يحيى: إن كنت من الناس فلا بد لك من الله.
   وقيل له: إذا هجرت الخلق مع من تعيش؟ قال: مع من هجرتُهم له.
   وأنشد إبراهيم بن أدهم:
هجرت الخلق طرًّا في هواكا ... وأيتمت العيال لكي أراكا
فلو قطعتني في الحب إربا ... لما حن الفؤاد إلى سوكا
   وعوتب ابن غزوان على خلوته فقال: إني أصبت راحة قلبي في مجالسة من لديه حاجتي.
   ولغربتهم من الناس ربما نُسب بعضهم إلى الجنون لبعد حاله من أحوال الناس كما كان أويس يُقال ذلك عنه.
*سعيد
7 - يونيو - 2009
مَشَاهِدُ من دمعة غُرْبَة عن وطن    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
مَشَاهِدُ من دمعة غُرْبَة عن وطن
ـ دمعة حنين وشوق ولوعة :  تنْزل من غريب يعيش في بلاد الغربة من اشتياق للأ هل والأحباب والوطن ؛ مشاعر الفراق والبعد عن الأوطان والمحبين مشاعر متجدده في كل عصر, فالأرواح واحده ،والشوق نار تكوي الصدور, واللقاء غيثها الشافي ..
ـ خير الدين الزركلي رحمه الله ،قد اغترب قهرا عن بلده سوريا بنفي من المستعمر ( الفرنسي ) وعاش غربته في مصر ، فكان قلبه يتحرق شوقا إلى الأهل والخلان ، وحتى أصبحت العين لا تعرف النوم ولا السهاد من شدة الوجد وكانت دائما باكية ، حيث قال في قصيدته " نجوى[1]"
العـين بعـد فراقهـا الوطنا     لاساكنا ألـفت ولا سكنا
ريانــة بالدمـع أقلقهــا     أن لاتحس كرى ولا وسنـا
ويقول ابن الدمية في قصيدة يحن فيها الى موطنه نجد:
الا يا صبا نجد متى هجت من نجد   لقد زادني سراك وجدا على وجد
إن هتفت ورقاء في رونق الضحى      على فنن غض النبات من الرند
بكيت كما يبكي الوليد ولم نك           جليدا وابديت الذي لم نكن نبدي
وحنَت قلوصي من عدان إلى نجد         ولم ينسها أو طانها قدم العهد
إذا سئت لاقيت القلاص ولا ار              لقدومي اشباها فيألفهم ودي
ـ قبل الوصول :
     كان سليما متعافى وزوجته متهالكة أقعدها المرض وأعماها .. وصل الخبر : "إنَّ أخاك قد مات" .. ردّ : "أخي أم زوجته المريضة" .. أجاب : "أخوك" ، كان ماشيا صوب صيدلية قريبة ـ لا أحد يعلم بخروجه ـ ليحضر الدواء لزوجته والوقت صباحا، ، وقبل الباب بخمسة أقدام وقع ..
وَقَعَـتْ الصَّدْمَةُ فِي رَأْسِي     نَالَتْ مِنْ قَلْبِي مِنْ عَيْنِي
شَلَّتْ فِكْرِي صَارَتْ نَفْسِي    لا تَدْري يَومِي مِنْ أَمْسِي
    ركبَ الطائرةَ على عجلٍ ، لكنّ طائرةَ الغربةِ جناحُها أسودُ ،عادة ما تحرمُ المحبَّ مِنْ لحظةِ الوداعِ الأخيرِ ، فدفن الجثمان قبل الوصول بربع ساعة ..
صَارَتْ عَيْني مِنِّي تَهْطُلْ     فَوقَ الدَّمْعِ دُمُوعٌ تَجْري
جُرْحٌ فَوْقَ جُروحٍ يَدْمي   فالصَّدْمَةُ قَدْ هَدَّتْ جِسْمِي
   قيل :حَمَلَهُ أهلُ النخوةِ وأوصلوه إلى مركز اسعاف وعند الكشف ..كل شيء متوقف "جلطة حادة"..الأهل يتكهنون .. ممكن قام في زيارة لأخيه ، فهو كثيرا ما يتردد عليه ..صار الوقت غروبا .. أعلمهم أخوه أنه لم يره طيلة اليوم.. وبعد البحث المضني .. وجد في ثلاجة الأموات ..
الدَّمْعَةُ جَفَّتْ مِنْ عَيْني    مِنْ كَثْرَةِ حُزْنِي مِنْ كَمَدِي
قَدْ مَاتَ غَريبَا عَنْ أَهْلِهْ   قَـدْ أَرْسَـى حُزْنَا فِي قَلْبي
وَثلاثُ نَوَائبُ أَحْمِلُهَا          مَوتٌ وَفِراقٌ وَالبُعْدي
..  لم ينتهي العزاءُ ليُفْتَحَ مِنْ جديدٍ لزوجتِهِ.. خوتْ الدارُ من الأبِ والأمِّ ..
والشاعر هنا يبين إن جميع هموم قلوب الناس موجودة في قلب واحد وهو قلب الشاعر[2]: وهذا من هول المصيبة ، فكيف يقدر هذا القلب على التحمل ، حيث قال   من الطويل

كأن هموم الناس في الأرض كلها ... علي وقلبي فيهم قلب واحد
ـ البيت الجديد :
     ..في أول يوم وَصَلَتْ ، سعدت هي وزوجها وأولادها بلقاء الأهل والأحبة بعد غياب طويل ، ومشاهدة بيتهم الجديد ، الذي لم يسكن بعد.. نام الجميع في بيتهم القديم ، قام زوجها وأولادها  ، وهي ظلت نائمة لم تستيقظ ، فظنوا أنها في غيبوبة ، لكن رأي الأطباء في المشفى مخالف ، قالوا لزوجها : ربنا يلهمك الصبر .. صعدت الروح مع الفجر.. الصدمة قوية أرقدت زوجها على سرير بجانبها .. لكن الله تعالى لطف فاق من غيبوبة ناسيا اسماء أهله إلاّ آيات من الفرآن الكريم يرددها  فثبتت العقل وصار يتذكر اسماء أولاده ...الموت حق ، سيف مسلط على كل الرقاب..  وهو مؤلم وموت الغفلة أشدّ إيلاما .. وتبعات موت الزوجة ، تخلف في كل يوم غصّة ..
وهنا الشاعر يذرف الدموع لأنها حق عليه ويجب أن تنزل لمثل هذا الموقف مع إن الدموع لا تحيي ميتا الشاعر قال:

بكت عيني وحق لها بكاها      وما يغني البكاء ولا العويل[3]
 أما العُتْبِيّ - محمدُ بن عُبيد اللّه[4] دموعه من شدة المصيبة تركت آثار مجراها على خده ، مع إنه حاول التجلد والصبر لكن لمثل هذة المصيبة يكون الصبر عليها غير محمود ، فقال:
أَضْحَتْ بخدي للدُّموع رُسُومُ   أسَفاً عليك وفي الفؤاد كُلُومُ
والصَّبْر يُحمد في المَوَاطن كلِّها       إلاّ عليك فإنّه مَذْمُوم


 - ديوان الزركلي/ القصيدة بخط الخطاط بدوي الديراني.[1]


 - التذكرة الحمدانية (2/174)[2]
 - قالها الشاعر كعب بن مالك في رثاء سيد الشهداء حمزة رضي الله عنه .[3]
 - العقد الفريد / المراثي /صفحة : 355[4]
*ابو هشام
7 - يونيو - 2009
تابع مشاهد من دمعة غربة عن وطن    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
ـ خمسة أيام :
      وصل خبر مرض الوالدة بعدما ودعها ابنها بخمسة أيام ، يهاتف يوميا مَنْ حواليها .. يقولون : إنها تحسنت ، اليوم أفضل من الأمس ، اليوم هذا  أفضل .... وفي اليوم الخامس من المرض ، وقبل صلاة العصر من يوم الجمعة ، هاتف ليسمع مايثلج صدره بالشفاء التام وإلاّ بزوجة أخيه ترد على مهاتفته قائلة : أخذوها ليصلّوا عليها صلاة العصر .. يرحم الله ما فقدنا ، ولك الصبر ..الابن لم يودع ولم يحضر دفن والدته .. ما أصعبها على النفس وما أقساها ..
الشاعر محمود سامي البارودي كان يتمنى الموت أولا حتى لا يرى موت امه لانه لا ينعم بالعيش بعدها ، فقال في رثاء أمه :
لَعَمْرِي لَقَدْ غَالَ الرَّدَى مَنْ أُحِبُّهُ   وَكانَ بودي أنْ أموتَ وَيسلما
وَأيُّ حياةٍ بعدَ أمًّ فقدتها كَمَا        يفْقِدُ الْمَرْءُ الزُّلاَلَ عَلَى الظَّمَا
وهنا كان الشاعر يخاف على أمه نت المرض ولا يحتمل أن يراها مريضة فكيف يكون الحال عندما يراها ميته ، فقال[1] أيضا :
وَكيفَ تلذُّ العيشَ نفسٌ تدرعتْ         منَ الحزنِ ثوباً بالدموعِ منمنما؟
تألمتُ فقدانَ الأحبة ِ جازعاً                  وَمنْ شفهُ فقدُ الحبيبِ تألما
وَقدْ كنتُ أخشى أنْ أراكِ سقيمةً    فكيفَ وَقدْ أصبحتِ في التربِ أعظما؟
ـ جُرْحٌ فِي نِصْفِ الليْلِ :
    انطفأ نور روحه وروح ابنته الرضيعة وهي بحضنه داخل سيارته مع الغروب ، إثر حادث سير كان له فيه شراك للموت منصوب ، في بلاد الغربة ..كان القدر مدوَّن فيها ومكتوب .. ونعيقُ البوم يُسَمع مع إنَّ صوته لا محبوب ولا مرغوب ، فسمع الصوت ذووه .. وصوتُ الموتِ مصدوقٌ لا مكذوب ..
وجموا للبنْتِ ووالدِهَا ..  واحْتَارُوا فِي وَصْلِ الخبرِ
لم يَتَأَنُّـوا حَتَّى فَجْـرٍ .. أوْ يَأْتِي الْيَوْمَ إلَى الظُّهْرِ
الفقيد له أمٌّ ..وبعد منتصفٍ من ليلٍ نقلوا لها خبر الشؤم ، فأيقظهوها ، بعدما كانت تنعم ، في سباتٍ وأحلام النوم ، فتوجست ، وفي نفسها قالت : زيارةٌ وفي منتصف الليل!! .. أعلموها بما هو محمولٌ في الصدر ..
وَهُـنَا كَأْسٌ للْحَنْظَـلِ     يُسْـقَى للأمِّ مَـعَ الْمُـرِّ
وَعُيُونٌ قَدْ صَارَتْ تمْطِر     فِي صَمْتِ الليْلِ عَلَى الْجَمَرِ
وكأنَّ شيئا من قلبها قفز لا يعود ولا يؤوب .. والدمع من قلب أمٍّ مسكوب .. لا أحد .. سوى الواحد الصمد .. في دجى الليلٍ ينزل السكينة ويصبر القلب..... فجرح في الليْلِ مازال يُدمي في كلِّ شروقٍ وغروبِ .. قالت  والعين منها تذرف:
فَلَوْلا فَضْلٌ مِنْ رَبِّي    لَطَارَ بِعَقْلٍ مِنْ رَأْسِي
  آآآه .. خبرُ موتٍ مفاجئٍ لابني وابنتِهِ فِي غربةٍ وفِي منتصفِ الليْلِ !!!....أهل النخوةِ في بلادِ الغربةِ ،حقيقة إنَّ للرَجُلِ وقفةً ، ساعدوا في عمل الإجراءات ..وساهموا في نقل الجثمانين إلى مثويهما الأخير .. وما زالت الرضيعة في حضن أبيها مدفونة وجرح نصف الليل ما زال ينزف.. إنها الدمعة القوية ؛ دمعة على غربته، ودمعة على موته ، ودمعة صدمة وصول الخبر في منتصف الليل..


 - الشاعر محمود سامي البارودي في رثاء أمه [1]
*ابو هشام
7 - يونيو - 2009
تابع مشاهد من دمعة غربة عن وطن 2    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
ـ  مفهوم دمعة الغربة عند الأستاذ علي القاسمي "الموت والغربة[1] ":عند الأستاذ علي القاسمي[2] الذي تغرّب عن وطنه زهاء خمس وثلاثين سنة، إلا أن هذه الغربة قد ازدادت حدّتها مع (الوحدة) وتضاعف الإحساس بها بعد تقدّم العمر في قصته (أوان الرحيل). فهي (غربة واقعية) يكشف عنها الواقع الشخصي للأستاذ علي القاسمي، حيث تجلت في الأحداث التالية :
إن الشاعر العربي "عبد الوهاب البياتي" عاش غريباً ومات غريباً ، ودُفن في بلاد الغربة بعيداً عن وطنه، وقد أبدى القاسمي في حديثة عن غربة البياتي في (ما يشبه القصة) إحساساً ممضاً تجاه هذا الشاعر وحرص على أن يفتتح بها هذه المجموعة القصصية برمتها. وتزداد مأساوية "غربة البياتي" حين لم يجد مَن ينقل رفاته إلى وطنه (العراق). وحين جاهد القاسمي نفسه ووقته من أجل (البحث عن قبر الشاعر البياتي) في إحدى ضواحي دمشق ، رفقة شقيقه الذي عمّق غربته الذاتية بعد أن استحضر معه ذكرياتٍ عن الأهل والوطن .. كان القاسمي يقرأ واقعه من خلال غربة البياتي خصوصاً وأنهما ينتميان إلى وطن واحد .                .
ـ إن كافة[3] حالات الموت التي صوّرها القاسمي في هذه المجموعة، قد تمّت في (وحدة) قاتلة ، وهي (الغربة) عن الأهل غالباً وعن الوطن أحياناً. فالأستاذ محمد أبو طالب ( في أقاصيص الساعة، والنداء، والقادم المجهول)، والرسام خالد الجادر (في أقصوصتي القارب والظمأ)، والمرأة العجوز (في أقصوصة الكومة)، والسائق (في أقصوصة النجدة) والجار (في أقصوصة النهاية) كلهم ماتوا وحيدين وفي غربة قاتلة . وقد أبى القاسمي في كافة هذه الحالات إلا أن يبدي إحساساً بالمسؤولية تجاههم ، والتزاماً بتشييعهم إلى مثواهم الأخير.
* إن القاسمي خلال استعراضه لحالات الموت في (الغربة) و(الوحدة)، استحضر واقعه الشخصي بوحدته وغربته، و(تخيّل) إمكانية موته في ذلك الواقع ، فقرّر أن يرتّب ظروف وفاته الخاصة، أن يتعاقد مع شركة متخصصة في الموضوع ، من أجل أن تلتزم ببنود ( عقد الوفاة ) ، الذي أبرمه معها (في أقصوصة النهاية) التي تبدو في ترتيبها ( الأخيرة ) ، وبعد المقدمة (ما يشبه القصة) حول عبد الوهاب البياتي ، بأنهما ( مفتاح ) و ( قفل ) المجموعة برمّتها.
* لم يقتصر "القاسمي[4]" على الإيماء إلى غربته ووحدته من خلال غربة الآخرين ووحدتهم فحسب ، بل كشف في سياقات سردية مختلفة عن ذلك بطريقة مباشرة نقتصر منها على أقواله التالية المقتبسة من أقصوصة النداء:

 ـ " عندما توفي صديقي سيدي محمد أحسستُ بالوحدة تحاصرني"
ـ " كنتُ كلّما ضاقت نفسي وشعرتُ بالغربة تهبط على روحي مثل غيمة سوداء، أُسرِعُ إلى شقته".         .
ـ " وبعد أن غيّبه الموت ، لا أرى أين اتجه إذا ما داهمني الشعور بالغربة والوحدة".                                     .  
ـ " كنتُ أتوقّع ما سيحل بي من وحدة وغربه بعد رحيله."
ـ " أشعر بالوحدة حتى عندما أكون محاطاً بعشرات الأشخاص."
ـ " تنوح وحدتي في أعماقي دون أن يسمعها أحد، وتئن جراحي بين ضلوعي من غير أن يدري بها مخلوق[5].
وقد كشف "القاسمي" نفسه عن هذه الواقعية المفرطة في (ما يشبه الخاتمة) عندما قال: " أعترف بأنني كاتب بلا خيال ، تنقصني القدرة على التخيّل، فأنا لا أستطيع الكتابة إلا عن تجارب خبرتها بنفسي وانفعلتُ بها[6]."
وضع "علي القاسمي"  فقرات على ظهر الغلاف ، ومنها قوله: " قررتُ مساء أمس أن أحدد تاريخ وفاتي بنفسي ، وأشيّع نعشي بنفسي ، وأسوّي مراسم دفني بنفسي ، وأدبّج كلمات رثائي الزائفة بنفسي...قررتُ أن يرافق موتي صخب لا يقلّ عن الصخب الذي صاحب ولادتي، ودويٌّ لا ينقص عن الدويّ الذي أعقب مجيئي إلى هذا العالم"[7].


 [1]- د.عبد العزيز جسوس /أستاذ النقد الأدبي / كلية الآداب بمراكش ( بتصرف )
 الأستاذ علي القاسمي أديب عراقي يعيش في غربة لأكثر من خمس وثلاثين سنة في المغرب [2]
 - باستثناء أقصوصتين : (ليلة وفاة جدي) و(الوصية) اللتين وقع فيهما الموت وسط الأهل والأقارب.[3]
         
ـ المصدر: مفاهيم العقل العربي علي القاسمي، دار الثقافة، الدار البيضاء، 2004، 308. ص [4]
 - هذا الاقتباس الأخير من أقصوصة (النهاية)، ص 112.[5]
 - ما يشبه الخاتمة، ص 127 [6]
 - أقصوصة (النهاية)، ص 111[7]
*ابو هشام
7 - يونيو - 2009
تابع مشاهد من دمعة غربة عن وطن 3    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
ـ مالك بن الريب المازني التميمي , شاعر كان قاطعا للطريق حتى طلب منه أمير خراسان (حفيد الصحابي عثمان بن عفان أن يتوب ويستصحبه ، فأطاعه وحسنت سيرته حتى قتل في غزو) وقد قال قبل موته يرثي نفسه وقد سبق علي القاسمي في ـ أبين نفسه ونوح النائحات عليه :
وأبصرتُ نارَ (المازنياتِ) مَوْهِناً * بعَلياءَ يُثنى دونَها الطَّرف رانيا
بِعودٍ أَلنْجوجٍ أضاءَ وَقُودُها *    مَهاً في ظِلالِ السِّدر حُوراً جَوازيا
غريبٌ بعيدُ الدار ثاوٍ بقفزةٍ *          يَدَ الدهر معروفاً بأنْ لا تدانيا
اقلبُ طرفي حول رحلي فلا أرى * به من عيون المُؤنساتِ مُراعيا
وبالرمل منّا نسوة لو شَهِدْنَني *       بَكينَ وفَدَّين الطبيبَ المُداويا
فمنهنّ أمي وابنتايَ وخالتي *           وباكيةٌ أخرى تَهيجُ البواكيا
وما كان عهدُ الرمل عندي وأهلِهِ *   ذميماً ولا ودّعتُ بالرمل قالِيا
*ابو هشام
7 - يونيو - 2009
غُرْبَةٌ بَيْنَ الأَهْل     ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
غُرْبَةٌ بَيْنَ الأَهْل : هي تلك الجروح والآلام التي تلم بالإنسان  ، من اقرب الناس إليه ، فيشعر بوحدته بين زحمة الناس وبغربته بين أهله وخلانه مع أنه يحاول التقرب منهم فيلاقي الصدَّ والبعد فيصبح الإنسان غريب الجسد غريب القلب  فتحيط به الكآبة من كل الجوانب ..
وهي غربة قاسية يعيشها الإنسان ، هذه الغربه مؤلمة تأتي من الأهل والأقارب ، وخاصة عندما يطلب الإنسان حقا له فيهان ويطرد ويظلم، وقال بعض السلف: الأقارب عقارب. وأمسهم بك رحما أشدهم لك ضررا.. وقال الوليد[1] بن يزيد بن عبد الملك:

ربما سرك البعيد من النا ... س وكان القريب نارا وعارا
..الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد[2] يصف شدة ظلم الأقارب فكانت عنده أقسى من لدغ العقارب حيث قال في معلقته :
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة*على المرء من وقع الحسام المهند
وربما الطرد يوصله لنوع أخر من الغربة أشد وطأة وهي غربة الوطن ..
وأماالشاعر الطائي[3] يبين ما عمل ظلم أحبابه أصعب من ظلم أعدائه ، فتوجع كثيرا من هذا الظلم حتى أمطرت دمعا من عينيه  فقال: من الكامل

مطر من العبرات خدي أرضه    حتى الصباح ومقلتاي سماؤه
أحبابه ما يفعلون بقلبه                 ما ليس يفعله به أعداؤه
وكذلك الشاعرة العراقية نازك الملائكة[4] تشعر بشعور جميلة بحيرد من ظلم ذوي القربى لها فتقول :
هم حمّلوها جراح السكاكين في سوء نيّه
ونحن نحملّها – في ابتسام وحسن طويّه-
فيا لجراح تعمّق فيها نيوب فرنسا
وجرح القرابة أعمق من كلّ جرح وأقسى
فوا خجلتا من جراح جميلة !


 - ربيع الأبرار / الزمخشري/ الوراق ( 1/359)[1]
 - المعلقات السبع للزوزني [2]
 - التذكرة الحمدونية [3]
[4] - ( المصدر ) نازك الملائكة / ملتقى نخبة الإبداع
 
*ابو هشام
7 - يونيو - 2009
مشاهد من دمعة غربة بين الأهل     ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
مشاهد من دمعة غربة بين الأهل :
ـ عندما يظهر لك من أحببت الابتسامة لتجد وراءها ألف طعنة وإنها مجرد حركة شفاة وكان مختبئا خلفها الكره والحقد عندها ... ستسقط ... دمعة دم وغدر..
ـ عندما تحتضنين أولادك .. وتقدمينهم على نفسك ..وتنظرين إليهم كما ينظر الرسام لما سيرسمه ..وتتأملين حركاتهم كما يتأمل العشاق القمر .. وعندما يكبرون ويشتد عودهم .. يتفننون بإنتقادك .. إذاً انت بينهم في غريبة .
ـ عندما تحب أناسا وتبحث عن رضاهم .. ويبادلونك نفس الاحساس .. وتصعد بكل إصرار رغم التعب الى قمة الجبل لتملي عينك بالنظر اليهم من بعيد ..وتعرف إنَّك حتماً ستسقط وتفقدهم ..إذاً أنت غريب
ـ عندما تحملين روحك على راحتك تقدمينها فداء لمن تحبين .. وتخافين بعينه وترين امرأه أخرى ...إذاً فأنت غريبه .         .
ـ تعيش والجميع حولك ..يعيرونك الاهتمام .. تجلس معهم تعيش معهم .ولكن لا تجد من يفهمك ...ولا تجد من يشعر بك من غير أن تلفظ ..
ـ يفرقون الجسد عن الظل ..يبعدونهم بعد أن كانوا معاً ..لعبوا معاً تراكضواً معا ..تقاسموا الفرحة والحزن ..وبكل سهولة يبعدونهم والسبب كبرتم !!..
ـ  غربة يعيشها شخصين كلاهما يحب الأخر كلاهما يريد البقاء مع الأخر ...ولكن لسكوت ضريبة ..فلا أحد يريد يفضح بشعوره ..فيبتعد كل منهما عن ..
ـ عندما يجلس الإنسان بين أهله وأصدقائه وجيرانه .. ويكون في نظرهم هو الغريب !!!.عليه حتى من نسمة الهواء.. وتحتملين لأجله أكثر مما تطيقين ..ثم تنظرين
ـ عندما يساعد هذا .. وينقذ هذا .. ويقف بجانب هذا .. وشاطر هذا في أفراحه وأتراحه .. ويضحي من أجل هذا .. وعندما يكبو حصانه .. فالكلُّ بعيد عنه !!!..
ـ عندما تترجم الطيبة غباء والحب مصلحة وأنت ضائع بين هذا وذاك !!!.                               .
ـ عندما يبتسم الإنسان ويضحك ، وكل من حوله يخالونه أسعد من في الدنيا ، ولكن في أعماقه جروح وآلام لم يستطع أقرب المقربين ترجمتها !!!.                      .
ـ عندما يعيش الإنسان في زمن الكذب والخيانة وأنت الوفي الصادق الوحيد !!!.
ـ الغربة أن ترى الدنيا بمن هم حولك بألوان الطيف وأنت تملك السعادة ولاتكتفي وترسم لهم قوساً يزاوج طيفهم مما بقى من الألوان .. فتجد نفسك في بستان تعجز أن تضع له عنوان .... وعندما تعييك الظروف وتشيح بوجهها الأيام عنك .. فتلتفت لمن كانوا حولك بتلك الألوان الكثيرة .. فلاترى إلا الأسود والأبيض  فأنت غريب..                            .
ـ أن تعيش عيشة الملوك .. فلا يبقى للأمنيات مكان كل ماتريده بين يديك ... أن تجوب العالم من أقصاه إلى أدناه تفرد أجنحتك لترتفع في الفضاء وترى كل من تحتك صغاراً ... والكل يلتمس رضاك ... وعندما تسقط ... يتشمتون بك ..إذاً أنت غريب ..

*ابو هشام
7 - يونيو - 2009
تابع مشاهد من دمعة غربة بين الأهل    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
ـ أن تكون متفاهما ...متجاوبا مع من هم حولك .. ويطلبون رضاك .. ويلبونك عند النداء ..ويفرشون لك الارض حريراً معطراً بريح الورد والمسك والعنبر  ..ومع ذلك تحس بقلبك يهيم مع غيرهم فوق السحاب .. إذاً أنت غريب    ..
ـ تكرس حياتك لإسعاد الآخرين ..وترمي لهم دوماً طوق النجاة .. وتجعل الإثار مبدأ لك بالحياة .. والكل يريد يدك الحانيه أن تربت على أكتافهم .. ثم يديرون ظهورهم لك دون أدنى كلمه.. أو حتى شكر ..إذاً أنت غريب         ..
ـ عندما يكبلك الحب الصادق بمشاعر قلبيه من حبيب يبادلك نفس المشاعر..وتكتبون على جذوع الشجر من قاموس لايفهمه إلا انتم امنياتكم وذكرياتكم ...ويقف جدار الزمن الزجاجي حائلاً بينكم ، إذاً انت غريب           ..
ـ عندما تقدم من مكان بعيد طال مكوثك فيه..فتسابق الريح وتغني مع الأطيار وترسم صورة الأحضان واللقاء الحار..وترمي بأعبائك على عتبات المطار..ثم لاتجد أحدا بإنتظارك ..فارجع فأنت غريب ..
الابن العاق:

    كان يتهرب منها ليهرب  من تعليقات وهمزات مرّة ، (هذا ابن العوراء ، لاحظ شكل وجهها ،أخذ الكلب عينها!!!) ،صار يتمنى الموت لها ،تمشي فترة الدراسة متثاقلة فتحملها على مضض ، حصل على منحه دراسية في الخارج ، الفرصة سانحةبالابتعاد عنها ، هناك أثر نسيان أن له أما ، والأم تعيش حرقتها ،خبر يبرِّد لهفتها  .. عاد متزوجا وله طفلان ، أبعد سكناه عنها .. ما زالت الأم تحلم برجوعه .. ، شاهدَهُ بعض معارفها ..أخبرها ، طارت صوب سكناه ، قد اكتملت فرحتها ، قرعت جرسا للباب مبتهجة ، تفاجأ صغيربمنظرها ، صرخ.. جاء المحبوب فلذتها. وقال لها على عجل : ( كيف تأتين يا مجنونه ، أفزعتي ولد الرومية )، وأغلق  الباب بعنف.. عادت المسكينة تبكي دهرا ، عينا ، حتى للعمر تنهي  ، تركت للإبن وصية.. قرأ الابن مقالتها : (تعرضْتَ وأنت صغير في حادث سير،فقدْتَ فيه عينك،ومات أبوك،فأعطيتك عيني لتراني فيها) ..
*ابو هشام
7 - يونيو - 2009
غُرَبةٌ مَعَ النَّفْسِ     ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
غُرَبةٌ مَعَ النَّفْسِ : يعيش الإنسان وهو فاقد أغلى شيء عنده ، أحاسيسه ومشاعر، فعندها يشعر  بفقدان الثقة والأمان، فيحسُّ بفقد هويته وقد تضيع منه نفسة..فعندما يصبح الإنسان من العمر عتيا ويشيخ ويهرم ، ويكون قد فقد معارفه ومن أحبهم شعر بعزلة مخيفة مرعبة فيعيش بالتوحد مع نفسه ولا يستطيع أن يجاري الأجال الدخيلة عليه ، فيشعر بالغربة النفسية القاتلة ، وما يصاحبها من آلام الجسد من الكبر  وآلام النفس من التوحد ويشعر إنه أصبح حملا ثقيلا على كاهل من حوله ، فإما ينزع ألى الحنين إلى الماضي أو تصيبة الكآبة ويتمنى الموت ...                        
*ابو هشام
7 - يونيو - 2009
*مشاهد من دمعة "غربة مع النفس"     ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
  *مشاهد من دمعة "غربة مع النفس"
   ـ أبو حيان التوحيدي[1] يتحدث عن بعض أسباب غربته في مجتمعه وما يصاحبها من آلام نفسية واجتماعية، ووجد نفسه حملا على المجتمع ، يقول : " [2] لأني فقدت كل مؤنس، وصاحب، ومرفق مشفق، والله لربما صليت في الجامع، فلا أرى إلى جنبي من يصلي معي، فإن اتفق فيقال أو عصّار.. و.. فقد أمسيت غريب الحال غريب اللفظ..الخ".
ـ مالك بن الربيب قال : يدعوني إليه العجز عن المعالي ، ومساواة ذوي المروءات ، ومكافأة الإخوان ..
 ـ الشاعر أشجع السلمي يتألم ويتشكى من الضعف والهزال واشتعال الشيب والجزع من الحياة ويلوم الدهر على ذلك ، فيقول :
غلب الرقاد على جفون المسعد ... وغرقت في سهر وليل سرمد
قد جد بي سهر فلم أرقد له ...       والنوم يلعب في جفون الرقد
ولطالما سهرت بحبي أعينٌ ...       أهدي السهاد لها ولما أسهد
    ـ يقول الخطيب التبريزي [3]: "كانت العرب - في الجاهلية - إذا أقحطوا عمدوا إلى الشيخ الكبير فخنقوه وقالوا: يموت ونحن نراه خير له من أن يموت هزالاً، كانوا أيضاً إذا رحلوا إلى مكان وفيهم شيخ تركوه حتى يموت مكانه"،
وفي المجتمع الجاهلي، فقد "..كان من عادة العرب[4] - في الجاهلية ـ إذا أسن فيهم كبيرا أن يتركوه ملقى في الدار كالمتاع ، ويجرون عليه طعامه، وشرابه، فإذا رحلوا حملوه، وإذا حطوا ألقوه هملاً، دون توفير.. ، ثم استدل التبريزي على هذه العادة بقوله عن الشاعر الذبياني: وإنما سمي مزرِّداً.................................
فقلت: تزَرَّدْها عُبيْدُ، فإنني لدُرْدِ الشيوخِ في السنين مُزَرِّدُ[5]
مُزرِّدُ = مُخَنِّقَ.                                                       .
ـ وقد صرخ ثعلبه بن كعب الأوسي أن صار معمراً يعيش بين من لا يشعر بينهم بالتواصل النفسي، إذ يخطف الموت من كان يشعر معهم بالتواصل والقرار، فصار كئيباً، منطوياً على نفسه، بائساً من كل خير:
                             
لقد صاحبت أقواماً، فأمسوا    خفاتاً، ما يجاب لهم دعاء!
مضوا قصد السبيل، وخلفوني  فطال عليّ -بعدهم- الثواء
فأصبحت الغداة رهين بثي،      وأخلفني من الدهر الرجاء
ولذلك تعلو دوماً نبرة اللهفة إلى الشباب الذي أدبر والجيل الذي قضى، وكل ذلك مستخلص من واقع شعر عمرو بن قميئة[6]، فهو يقول :

يا لهف نفسي على الشباب،         ولم أفقد به إذ فقدته أمما
قد كنت في ميعة أسر بها،        أمنع ضيمي، واهبط العصما
وأسحب الريط والبرود إلى        أدنى تجاري، وأنفض اللمما
لا تغبط المرء أن يقال له:             أمسى فلان لعمره حكما
إن سره طول عيشه، فلقد أضحى    على الوجه طول ما سلما
إن من القوم من يعاش به،            ومنهم من ترى به دسما


 - الصداقة والصديق.لأبي حيان التوحيدي.شرح وتعليق: علي متولي صلاح ص8-9. المطبعة النموذجية. [1]
 - مجلة رؤى/العدد الثالث /من حديث الشيب والإغتراب في الشعر الجاهلي [2]
 - شرح المفضليات للتبريزي(421-502هـ) تحقيق/علي محمد البجاوي1/243.دار نهضة مصر 1970م. [3]
 - المعمرون والوصايا لأبي حاتم السجستاني. تحقيق/عبد المنعم عامر ص(ف) طبع الحلبي. [4]
 - السابق ذاته.ودرد: جمع أدرد، والأدرد: الذي كبر حتى سقطت أسنانه، والأنثى:درداء. وفي كون معنى المزرد:المخنق انظر:لسان العرب(زرد) . [5]
 - )ديوان عمرو بن قميئة.تحقيق/حسن كامل الصيرفي 488-52نشر معهد المخطوطات العربية 1385هـ-1965م، والأمم:الشيء اليسير أو الحقير، والعصم الوعول تكون في أعالي الأرض، والدسم:الوضر والدنس . [6]
*ابو هشام
7 - يونيو - 2009

 
   أضف تعليقك
 1  2  3