مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : مطير اباد النواعير ابو حطب    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 عامر عجاج حميد 
16 - مايو - 2009

مطير ابادهل تم الكشف عن موقع بلدة اسلامية

حفلت مدونات التاريخ الإسلامي بأسماء عشرات المدن والبلدات ألتي طرزت  ضفاف       أنهاره الرئيسة دجلة و الفرات و فروعه مكونة تجمعات مدنية و ريفية و استمرت أسماءها و آثارها منذ أقدم العصور ولحد الآن .

ومن الملاحظ أن البحث ألآثاري الحديث استطاع معرفة أسماء و أماكن العشرات من المدن و البلدات في العصور القديمة المختلفة منذ العصور السومرية القديمة و حتى عصوره الأكدية        و البابلية و غيرها من العصور0

 و من الملاحظ أن معرفتنا بأسماء المدن والبلدات القديمة و أماكنها هي معرفة جيدة نظرا لاستطاعة علماء في العصر الحديث من حل ألغاز اللغات القديمة و بالتالي معرفة المعلومات المدونة عليها فتجدنا نجد عشرات المدن و أسماءها و الأحداث التاريخيةالتي جرت على أرضها و الملوك الذين حكموها وغيرها من المعلومات المختلفة0 أن ذلك يرجع إلى نوع المادة ألتي دون العراقيون القدماء معلوماتهم عليها و هي الطين المشوي ألذي استطاع الصمود بوجه عوادي الزمان. ولا نزعم أن معلوماتنا العلمية الحالية متكاملة في هذا المجال بل أنه اوضح الكثير من أسماء المدن ألتي لم تكتشف مثل مدينة أكد و غيرها.

أما في العصور الإسلامية فتوجد مشكلة في أن الكثير من البلدان و المدن ذكرت في أحداث و مدونات التاريخ الإسلامي إلا أنه غير محددة الواقع ومن هذه المدن القريبة من الحلة مثلا : قصر     ابن هبيرة , سورا ,سوق بني أسد , شاهي باخمرا بربيسما احمد اباد خطرنية العقر قنطرة القامغان السيبين الوقف وفي مناطق وبلدات شط النيل ومنها قيلوية التي وصفت بانها تقع بين الحلة ومطير اباد وواسط مرزا باد التي تقع قرب مطير اباد وك\لك المباركة التي حدثت عندها المعركة المعروفة بين الخليفة المسترشد والامير المزيدي دبيس بن صدقة بن منصور بن مزيد سنة 517هجرية والمنقوشية وزاقف والدور والسيران والاميرية وبزيقيا وغيرها 0

     مما يصعب تحديد امكنتها    خاصة إذاعرفنا انقطاع السكنى في مثل هذه الأماكن بعد حدوث تحولات لمجاري الأنهار0

 حيث من المعروف أن السكن يكون غالبا على ضفاف الأنهار و سبب تحول مجاري الأنهار هو بحسب نظرية الإهمال و تراكم الطمي , أما النظرية الأخرى فتتعلق                                                بما يسمىبا التنشيط الحركي التكتوني فترتفع قيعان الأنهار فتؤدي إلى تحول مجاريها و حصل ذلك في المناطق بين سامراء و بغداد وفي مجرى نهر دجلة حيث إن أسماء مدن عديدة بقيت دون تحديد أو أنها تركت مثل أوانا و الحظيرة عكبرا  و كذلك في منطقة النهروان حيث مدن أسكاف بني الجنيد و مدينة النهروان و جبىا و غيرها . أما موضوعنا فهو عن البلدات الواقعة على شط النيل و الذي تقع عليه مدينة النيل العاصمة للإمارة المزيدية قبل تأسيس مدينة الحلة . حيث ذكر ياقوت أن على هذا النهر المندثر حاليا كانت تقع أكثر من 400 قرية آهلة حيث كان يمتد بين صدره شمال مدينة بابل الأثرية و نهايته في دجلة شمال مدينة واسط و عليه العشرات من المدن و البلدات و منها مطير آباد ألتي نبحثها الآن .

أنكر بعض المحققين المعاصرين وجود مثل هذه المدينة و منهم المرحوم محمد بهجت الأثري عندما علق على ماقاله ياقوت الحموي عن الشاعر ابن جيا   قال انه لايوجد مايعرف بهذاالاسم شئ من القرى او البلدات او الدساكر  والظاهر والقول للاثري انها ضيزناباد وهو موضع بين الكوفة والقادسية على حافة الطريق0

 اما المرحوم عباس القمي في الكنى والالقاب فشك في ان المعني بها المطيرة التي كانت تقع  قرب سامراء  لكن ابن ألاثير في كتابه الكامل في التاريخ و ابن الجوزي في كتابه المنتظم ذكراها في سياق الأحداث التاريخية  فقد تعرضت هذه البلدة للنهب زمن إمارة دبيس بن علي بن مزيد سنة 420هجرية/1029م على يد قبيلة خفاجة . وفي سنة 449 هجرية وقع فيها وباء شمل مدنا مجاورة لها حيث كان يخد للعشرين في زبية فيلقون بها0 وتوفي بها الرجالي المعروف النجاشي صاحب كتاب الرجال ودفن فيها في سنة 450 هجرية وفي عام 461 هجرية استدعى الخليفة القائم بامر الله احد الاشخاص الذي يبدو انه كان مهما من ال عبد الرحيم الى الفلوجة وكان مقيما بمطير اباد  و في سنة 474 هجرية توفي فيها الأمير أبو الأغر دبيس بن علي بن مزيد ان هده الاحداث والقرائن تدلل على اهمية ما لهده البلدة0

. وقد أختلف في تسميتها فسميت أحيانا مطار آباد و المنسوبون إليها المطار آبادي أو مطر آباد0

من هنانجد ان غموضا يكتنف التسمية فهي موجودة في بعض الاحداث التاريخية مفقودة في المعاجم البلدانية والجغرافية فراينا اهميتها ففي اتخاذها مقرا من قبل بعض الامراء المزيديين قبل تاسيس مدينة الحلة ومنهم الامير دبيس الاول بن علي بن مزيد الذي دفن فيها الى موت ودفن الشيخ النجاشي بها لكن اين تقع مطير اباد
 
عند الرجوع الى نص سهراب المهم في كتابه عجائب الاقاليم السبعة عن النيل ومايمر به من مدن وبلدات حيث يمر النيل النهر بعد مروره بصابرنيثيا التي تقترح ابو سديرة الحالية يمر بالنواعير والناعور معروفويسمى احيانا الدالية وهي وسيلة لرفع المياهبوسائل بدائية لارواء اراض عالية لايمكن ارواؤها سيحا ومن النواعير يبدا نهر سماه صراة جاماسب الذي قال اجبسون في كتابه مدينة كيش ومنطقتها ان خيط زبار النهر المندثر الذي يعرف بذلك الان يطابق وصف صراة جاماسب ويرى جبسون كذلك ان المدينة الكبيرة التي تقع عند تقاطع نهر النيل مع خيط زبار والتي تدعى الان بقاياها بابو حطب التي هي ايضا كيسورا البابلية تتفق مع وصف سهراب بانها النواعير لكن لانجد ذكرا لمطير اباد وهنا لابد من البحث عن مصادر اخرى قد يمكنها اسعافنا 0
ان اشارة عرضية في كتاب ادبي وليس تاريخي وهوديوان الشاعر حيص بيص يمكنها ان تعطينا دليلا احتماليا على موقعها الذي يمكن ان يكون نفسه النواعير حيث انه من المعروف انه يمكن ان يكون للمدينة اكثر من اسم 0
كان هناك امير من ال نصر بن قعين يعرف بحسن المضطرب اراد ان يعطي للشاعر حيص بيص مايعينه على الزمان فقال له
اني بت الليلة مفكرا في عجزي عن اداء حقوقك والقيام بواجبات خدمتك ولم يحضر لي من العين ولا من الورق ماصرفه في معونتك على الزمان فانتهى بي الفكر الى ان عينت لك من ملك لي وتناية تخصني دالية يحصل منها مقدار القضيم للكراع فامتنعت عن قبول ذلك 0ويبدو ان الامير اصر على اعطائه الدالية في ملكه لاطعام مواشيه واستدعى كاتبا شرعيا ليوثق ذلك رسميا ويشهد على ذلك شهودا وقال تلك الدالية برسم قضيم الخيل وقد عينتتها على حد ملكي بمطير ابادوهنا نجد ان ملك الامير بمطير اباد وان الدوالي أي النواعيرقد اقترح موقعها و\كرت في نص سهراب وبما ان هناك ربطا بين ابوحطب والنواعير اقترحه جبسون فلما\ا لاتكون هي نفسها مطير اباد اذا وجدنا دليلا اخر يسوغ استخداد النواعير ان ميمكن ان يلاحظ في الفلم الوثائقي هي اكوام التراب في مقدمة النهر المقترح كصراة جاماسب أي خيط زبار الحالي وهو يؤشر جهودا مضنية لمحاولة حفر مقدم النهر لاعادة احيائه لارتفاع   الارض وقلة الماء وفي زيارتنا الميدانية الى المنطقةسنة 2001صحبة الدكتور ابراهيم سرحان المختص بالاثار الاسلامية ومعاون عميد كلية الاداب حاليا والدكتور يوسف كاظم جغيل الشمري التدريسي في كلية التربية جامعة بابل لاحظنا الفرق بين الجهة اليسرى من النهر مقارنا باليمنىحيث اليسرى اكثر ارتفاعا والذي يسوغ استخداد النواعير فيها مع العثور على مسامير عريضة النهايات ورغم ان المسامير ليست دليلا نهائيا على وجود النواعير  الاان الارتفاع في الجهة اليسرى للنهروالبقايا الترابية الضخمة الباقية في مقدم صراة جاماسب الذي يدعى خيط زبار حاليا ترجح براينا استعمال النواعير لذا سماها سهراب النواعير ان وجود قبة مخروطة شبيهة بقبة مشهد الشمس وقبة الكفل وعند ربطنا ذلك بالاحداث التاريخية ربما يعطينا ادلة مضافة على انه يكون ربما مطير اباد فهناك اشارة اوردها الهروي المتوفى في611هجرية في كتابة الاشارات الى معرفة الزيارات الى ان مقاما للامام موسى بن جعفر مقاما فيها وفي مطار اباد كما سماها ابن عنبة في كتابه عمدة الطالب في انساب ال ابي طالب يسكن ال مصابيح وكان
وا فرعا من السادة العلويين يدعون بالحطب ويقال لولده بنو الحطب من عقب زيد الشهيد عليه السلام كذلك نذكر با الاشارة الى وفاة الامير نور الدولة دبيس بن علي فيها وكذلك وفاة النجاشي فيها لذا نجد احتمالات عدة لما يمكن ان تكون عليه هذه القبة0
لذا ومن هذا المنبر يمكن  التذكيرب ضرورة تشكيل فرق بحثية اكاديمية تتحرى عن مواقع البلدات والمدن الاسلامية التي ذكرتها المدونات التاريخية ولايعرف مكانها مع رسم خرائط لمجاري الانهار المتحولة ومواقع البلدات عليها مع الاستعانة بالتقنيات الحديثة لذلك لانه ومما يؤسف له ان نجد ان اهم الدراسات في ذلك هي دراسات اجنبية بدءا من لسترنج الى مايكل ادامز الى جبسون وكذلك نذكر بضرورة جمع المصادر التي تخص المنطقة والمكتوبة بلغات اجنبية ومحاولة ترجمتها الى العربية بالتعاون مع مؤلفيها ومحاولة استضافتهم والاستفادة من خبراتهم وشكرا0

  

 
 
 


*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
عند تعرفك إلى العلامة ( الطوسي) المنقلب من شافعي إلى شيعي ، ستجد بغيتك.    ( من قبل 11 أعضاء )    قيّم
 
"...والنجاشي هو أحمد بن علي بن أحمد بن العباس بن محمد ابن عبد الله النجاشي وكنيته أبو الحسين، أو أبو العباس ،أو أبو الخير. والمعروف ب‍ " ابن الكوفي " ولد في شهر صفر [عام] 372 ه‍ ببغداد (ظاهراً). وتوفي في جمادى الأولى عام 450 ه‍ عن عمر ناهز (78) سنةً في(قرية): " مطير آباد " من ضواحي " سامَرّاء " . ولعل السبب لانتقاله في أخريات حياته إلى تلك الناحية هي المشاجرات والمشاكل والحروب بين السنّة والشيعة، وتحول السلطة من " آل بويه " الشيعية إلى " آل سلجوق " السُّنيين، نفس السبب الباعث على هجرة الشيخ الطوسي من بغداد إلى النجف الأشرف كما سيمر معنا. وللنجاشي غير كتاب الرجال، كتبٌ أخرى مثل: كتاب الجمعة وما ورد فيها من الأعمال، كتاب الكوفة وما فيها من الآثار والفضائل، أنساب بني نضر بن قعين وأيامهم وأشعارهم، كتاب مختصر الأنواء ومواضع النجوم التي سمتها العرب ،ويحصل لدينا من ملاحظة أسماء الثلاثة الأخيرة اختصاص النجاشي بعلم الأنساب. وأيام العرب والكوفة وما إليها. والظاهر أن أسرة النجاشي كانت ولا تزال من زمن جدهم عبد الله النجاشي من العائلات العلمية المهتمين بعلم الحديث وحمله ودرايته ونقله وروايته....".
*د يحيى
19 - مايو - 2009
شكرا استاذنا د يحيى    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
تحية طيبة لاستاذنا د يحيى علة تعقيبه ومتابعته الدائمة والموضوع الذي اورده عن النجاشي طريف؛ ولم يعلمنا مصدره .
وليس موضوعنا الانقلابات والصراعات المذهبية؛ انما كان الموضوع هو تعيين مكان بلدة لم تكن معروفه  سابقا ومااورده الدكتور يحيى اثبات لعدم تحديد  مكانها ،حيث قال صاحب النص انها قرب سامراء ،وقد فندت ذلك المحاضرة .
اما عن نصر بن قعين فقد ورد وكما اظن تصحيفا تحت اسم نضر بن قعين، والاسم الاول اثبتته كتب الانساب وغيرها . اكرر تحيتي وشكري للدكتور يحيى.ولكل متابعي الوراق ولمشرفه الذي يعلق غالبا على موضوعات الادب والشعر ولانجد له كثيرا في موضوعات التاريخية فتحية له والى الامام.
*عامر عجاج حميد
19 - مايو - 2009
أخي الأستاذ عامر المحترم    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
1- موقع مكتبة يعسوب الدين ، الرسائل العشْر ، رقم الفِقْرة 38
 
2- موقع موسوعة شبكة أنصار الحسين ( على أبيه وعليه السلام) ، في الحديث عن أحمد بن علي النجاشي الذي توفي عام 450 في مطيرآباد من نواحي سامراء.
*د يحيى
19 - مايو - 2009

 
   أضف تعليقك