أقوال ثلاثة تنظف الجيف حصننا الحصين هو ديننا ،هو حمانا هو شرفنا فيه قوتنا وعزّنا ، هو الهواء الذي نتنفسه حياتنا ، إنّه الدم الذي يسري في عروقنا فيه شموخنا ، دونه نموت ونحن أحياء نأكل ونشرب، نمشي ونلعب دون لبّ ، وكلّما ابتعدنا عن ديننا هوائنا دمنا سلّطّ الله علينا عدوا لا يرحم ، وتكالبت علينا كلاب الأرض تنظر إلى نتانة جيفنا الحية المتحركة فتأبه أن تنهش لحمنا ، فتشمنا وتلحسنا وتزيدنا نتانة ، ثم تتركنا لنعدي بالنتانة من صلح منا ، كلّ واحد منّا على يقين من هذا ... قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (يوشك ان تتداعى عليكم الامم كما تتداعى الاكلة على قصعتها، قالوا: اومن قلة يارسول الله؟ قال (صلى الله عليه وسلم): بل انتم كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله المهابة من قلوب اعدائكم منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال (صلى الله عليه وسلم) : حب الدنيا وكراهية الموت.( هذا الأمر ليس بجديد ، كم أناس (العالم منّا والجاهل) تكلّم في هذا الموضوع ، فقسم وعى وسمع والحمد لله رب العالمين ، وهم المحصنون بإذن الله من عدوى الجيف التي تركتها الكلاب ، أما الجيف نفسها لاعين رأت ولا أذن سمعت ..قال تعالى :{صمّ بكم عمي فهم لا يرجعون }. ثلاثة أقوال لو ابتعدنا عنها وتحصنّا دونها لكان الكلّ منا الصالح والطالح الحيّ والجيفة بخير، وحالنا أفضل حال ، لم يستطع أي مخلوق يتجرأ علينا مهما عرف عنه من بطش أو اعتلى عنفوان القوة ، لو ابتعدت الجيف عن هذه الأقوال لتعطرت ولذهبت عنها الرائحة التى اشمأزت منها الكلاب ، فتصبح جيّفا نظيفة ، وإن تطلبت الجيف أن تعود للحياة ، ترجع إلى عصمة أمرنا ، ديننا الحنيف . الأقوال الثلاثه هي : 1 ــ أنا مالي .. هل أنا رايح أصلّح الكون !!!. { منتهى النتانة }. 2 ــ أنا وبعدي الطوفان. { ليس بعدها نتانة }. 3 ــ فخار يكسر بعضه . { الحفاظ على رائحة النتانة }. إن عملنا بهذه الأقوال أذلنا الله تعالى وأضعفنا ، وجعل أراذل الخلق تذلنا وتحتقرنا ثمّ تتجرأ علينا.. والشواهد كثيرة.. ماذا أذكر منها وماذا أترك ؟!!!..لكن لا بدّ أن أقول شيئا : شهّرالغرب بشرقنا واستهزأ برسولنا ،قسم منا دافع بقلمه وآخرون بالمقاطعة . . وقسم منّا الأمر لا يعنيه بشيء وقسم ثالث يريد أن يكون بين بين ، لا يريد الصلاح ولا يريد النتانة .. كم أضحكني ..أوبالأحرى أبكاني عندما سألت رجلا ــ واقفا بجانب سيارته أثناء الفحص الفني لترخيص المركبة ــ: إنك تضع ملصقا ( كلنا فداؤك يا رسول الله ) في مكان غير مناسب أسفل اللوحة التي عليها رقم السيارة !!!! .. فأجاب إنني أخفي تحتها الصدأ من أجل الترخيص .... أو حتى الذي يضع الملصق على الزجاج الخلفي ، ليراه ربعه وأهله ليقولوا كم هو غيور على نبينا ، أو الذي يضعه في مكتبه ، ليتقرب بها إلى رئيسه في العمل لأن المسئول يحب رسول الله ، أو في داخل بيته ليري زوجته إنه عمل شيئا لحبيبنا رسول الله (صلى الله عليه وسلّم ) ، أو يكتب محبته للرسول الكريم على صور الجيران وليس على صور بيته بالدهان الرشاش بألوان خضراء حمراء صفراء .. فيا حبيبنا يا رسول الله ، هل هذا هو الدفاع الذي يرضيك من أمة تسمّى بـ ( أمة سيدنا محمد) صلوات الله تعالى عليه ؟!!! .. إنهم لم يقولوا :( أنا مالي ) ...إنما قالوا : هذا الذي نقدر عليه . وكم ربحت الشركات التي صممت هذه الشعارات !!!! والمصانع التي صنعت علب الدهانات !!!. حتى المقاطعة للبضائع والمنتوجات الدينماركية لا تكفي إنه دفاع الضعيف، لأنّ المستهزئين وجوههم سمجة لا يكفهم الاّ صفع وجوههم...... مع أن الجيف كانت تأكل وتشرب حتى اتخمت البطون ، وازدادت نتانة ، فرحة بنفسها لأنّ الكلاب نفرت منها .. لا غيرة عندهم ولا شهامة ولا حتى الرجولة . حدثني أخي ـ رحمة الله عليه إن شاء الله تعالى ـ ذات يوم إنّ ديكا لجار اسمه ( سعد ) كان كل يوم يقفز من فوق الصور ـ وهو عبارة عن سلسلة من الحجارة غير مرتفعة ـ وينزل في ساحة بيت جاره ( سعيد ) ، شامخ الهامة بعرفه الأحمر الطويل ، مزهوا بعلو القامة وبريشه الجميل ، وهو يصيح كأنه يعلن بدء المعركة ، فيتوجه نحو الدجاج فيضرب واحدة منهنّ بجناحه وينقر الأخرى ، فتفر الدجاج مولية الأدبار هنا وهناك ، فيخلو له الميدان ، فيمشي متبخترا في زهو وخيلاء ، وكأنه يقول أنا السيد ، أنا الشهم ، أنا البطل ، وهو يلتهم الحب من قمح وشعير( طعام الدجاج ) حتى يجهز على الأكل كلّه(هذه غنائم حربه) ثمّ يقفز ــ وهو مرفوع الصدر ، بكبر وخيلاء القائد المظفرــ فوق الصور عائدا من حيث أتى ،، استمرت هذه الحالة أياما وأياما ، فضاق (سعيد) ذرعا ، وصار صدره لا يحتمل ..دجاج (سعيد) تترنح جوعا غريبة في بيتها ، فاشتد على (سعيد) الأمر ،وثقلت عليه المشكلة ، فذهب إلى جاره (سعد) وأخبره إنّ هذا الأمر لا يصح فالديك يجب أن يمنع ، لكنّ (سعدا) ماذا باستطاعته أن يعمل ؟!! ، هل يربط الديك بحبل حتى لا ينزل عند جاره ، ونحن نعرف إنّ الديك لا يربط .. فظلّ الحال على ما هو عليه .. اسودّت الدنيا وأظلمت أمام ناظري (سعيد) لم يستطع التحمّل، لكنه لايريد أن يعكر صفو المودة مع جاره بسبب ديك .. أخبر (سعيد ) أهل الحي بالذي يحدث للدجاج على يد ديك الجيران .. فأخبروه عن كاهن يهودي يقطن معهم في الحيّ ، يحل له المشكلة .. ونحن نعرف ( إنّ الغريق يتمسك في قشّة ) .. فذهب إلى الكاهن وأخبره بما يكنّه في صدره .. فقال له : احضر كيلو لحم خنزير مفروم واخلطه مع القمح والشعير ، وامنع دجاجاتك من الأكل ليوم واحد فقط .. وكفى .. عمل سعيد بالوصفة .. نثر الحب المخلوط بلحم الخنزير في صحن الدار ومنع دجاجاته من الخروج .. فقفز ديك الجيران يصيح كعادته مزهوا بعرفه الشامخ ، ونزل يتبختر في ساحة بيت الجيران ، فوجد الساحة خاوية من الدجاج ، فازداد زهوا وخيلاء كبطل أجهز على أعدائه في ساحة الوغى ، فوقف ينظر لنفسه بكل إعجاب على هذا النصر المبين ، صار يلتقط ما على الأرض من غنائم الحب ذا الطعم المميز اللذيذ ، وهذا مبتغاه ، فأكل حتى شبع .. ثمّ رجع مثقل البطن إلى مكمنه .. في اليوم الثاني أطلق (سعيد) الدجاج كالمعتاد في ساحة البيت ونثر لهنّ الحب من برّ وشعير ، وإلاّ بالديك يقفز عن الصور ولكن هذه المرّة دون صياح مطأطأ الرأس ، عرفه متدلّ نحو عينيه الذابلتين ، وقف بعيدا والدجاج يأكل بنهم ، لم يتجرأ أن يقترب من الحب المنثور، وكلما شاورته نفسه وهمّ أن يلتقط حبّة بعيدة متطرفة هجم الدجاج عليه ، فيطلق ساقيه الطويلتين في الهواء فارا هاربا لا يستطيع أن ينظر خلفه ، يجر وراءه أذيال الذل والخنوع .... كل هذا و(سعيد) يرقب الموقف فقال في نفسه : إنّ وصفة الكاهن ناجحة .. إن لحم الخنزير أخرج من جسم الديك كلّ الشهامة والمروءة والغيرة وأصبح ذليلا مطأطئ الرأس.. وبعد هذا اليوم لم تتكدّر نفس (سعيد) من ديك الجيران ، وصارت الأمور كما يحب ...... ..راحت فلسيطين سنة 1948م فجزعنا.... وكان منّا من لا يعرف الجزع ،( أنا مالي ) .. سرقت الضفة الغربية وسيناء والجولان فأصابتنا كآبة .... وكان مناّ من نفسه ترفض الكآبة ، ( أنا وبعدي الطوفان ) ذهب العراق وخيراته منا فحزنا .... وكان منّا لم يجرب الحزن إلاّ لحبيب خاص أو قريب ،( فخار يكسر بعضه ) ضربت لبنان عدّة مرات فأصابنا وجوم..... وكان منّا وجهه من لا يقبل الوجوم ، قال تعالى : { وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنّا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون } ، وقتل الأطفال والنساء في غزة فبكت منا العيونوتفطرت القلوب ... وكان منا من لا يوجد لهم عيون ولا قلوب ، قال تعالى : { ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب أليم } . كلّ هذا سببه بعدنا عن منهج الله , وسنّة حبيبه المصطفى وصحبه ... فكيف لا تضيع البلاد , ويموت الضمير , وتذهب النخوة والشرف ... بعد أن هجرنا ديننا , وركضنا وراء من هم دوننا !!!! وزيادة على ذلك نشاهد قسما منّا يتشدق بالأقوال الثلاثة !!!!.... نسأل الله أن يهدينا , ويثبتنا على قول الحق إنه سميع مجيب . أبو هشام |