مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : البرزخ (أيام من دولة المتوكل)    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 معتصم 
19 - يناير - 2009
اكتفى الشاعر والمثقف محمد أحمد السويدي بتلك العبارة الموجزة كمدخل لنصه الجديد الذي نشرته صحيفة "الإمارات اليوم" على حلقات خلال شهر يناير 2009 .
وإذا كان فيلسوف الشعراء أبو العلاء المعري في رحلته المتخيلة المعروفة بـ(رسالة الغفران) قد تجول في الجنة ثم في الجحيم مصطحباً معه رفيقهَ ابن القارح ليحاوره موضحاً من خلال الحوار آراءه في العقائد وأصحابها وفي طبيعة الثواب والعقاب الإلهيين، وإذا كان دانتي في ثلاثيته الشهيرة (الكوميديا) قد قام بإيضاح رأيه في عدد من مشاهير التاريخ عبر إدراجهم إما في طبقات جحيمه التسع والذي يمثل عالم الخطيئة والإثم والعذاب أو في طبقات مطهره التسع أيضاً والتي تمثل التوبة والتطهير والأمل أو في طبقات جنته التي تمثل الطهارة والحب والصفاء والحرية والنور الإلهي، وتضم أرواح الصالحين الأتقياء الذين اتبعوا قواعد الأخلاق والفضيلة في حياتهم العلمية.
و نفتح في هذا المجلس باب النقاش حول هذا العمل الأدبي الجديد .


*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
البرزخ معارضة ادبية و فنية للتراث..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
احيي اخوتكم..واعتذر عن  اقلالي في المشاركة ..لظروف خاصة  وبعد..
 فقد اتارني كتاب البرزخ  منذ صدوره على موقع الوراق  وقد تناولته بالقراءة 3 مرات  ..في كل مرة  يزداد  اعجابي بفكرة صاحبه الذي ابان عن قدرة  عجيبة لاستحضار  احداث تاريخية برجالاتها الكبار وفق نظرة  تطل من شفق يعكس بالوانه القزحية   مشاهد لن تغيبها الحقيقة..ولا التاريخ .انه معارضة لاهم كتاب تراثي يعنى بالنقد  الاجتماعي و السياسي و الديني  باسلوب التمحيص في الحقائق و الاسرار وبيان احوال  اهل الجنة  و احوال اهل النار وفق معايير انطباعية  وجدانية و اخلاقية ..و كانه  اراد ان يرسم   الطريق الى الجنة و الطريق الى النار  هذا ما   يعبر عنه كتاب  المعري رسالة الغفران.
 فالبرزح حلقة موصولة بتراث عظيم لكنه اتخد اسلوبا مغايرا في الكشف عن الحقائق تلميحا و تصريحا او  انطباعا  او رايا من خلال مشاهد  بنيت بعناية..واستحضار لانفس و اذهان كانت ولا تزال رموزا احدث فارقا في التاريخ العربي الاسلامي.
 انه معارضة فنية لا يقتدر عليها الا جهبيد في الادب..ضليع في قراءة الموروث الادبي..
 حييت  استاذ السويدي.. 
 دعني اوقع باسمي الحقيقي  بثينة الادريسي
*ليلى
1 - ديسمبر - 2010
(فشة غل)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أستاذنا زين الدين بارك الله فيك :
من واجبي أن أبين أنني أفدت من مشاركتك كثيرا مثلما أفيد من كل ما تجود علينا به ؛ فشكرا لك ، ودعاء بالتوفيق الدائم .
وأود أن أضيف مشاركة من نوع ( فشة الغل) رغم انك ودون شك تعرف معنى ما سأضيفه ، فهوليس بجديد لا على فكرك ، ولا على فكر امثالك من المثقفين :
محاولة استقراء نصوص التراث واستنطاقها محاولة جليلة عظيمة الفائدة دون ريب ؛ ولكن هل لدى الأمة من الدوافع والتسهيلات ما يجعل شعوبها تطالع تاريخها بصدق وموضوعية؟ إنني كثيرا ما أطالع بعض المناهج الدراسية الخاصة بالصفوف الأساسية ، فلا أجد فيها ما يبشر بتنشئة الأجيال على نبذ العاطفة حين قراءة التاريخ ، بل إن كثيرا من المواقع العربية على الشبكة يتعمد روادها المشاركون فيها بمواضيعهم تجاهل أي نص يخالف معتقداتهم العاطفية ولو مخالفة صغيرة ، ويعتبرونه كذبا في كذب..وحضرتك تعلم ما للشبكة العنكبوتية من أثر في هذه السنين طغى على الكتاب أيما طغيان . واؤلئك الذين أتحدث عنهم بعضهم من حملة الشهادات الجامعية العالية . وبهذه المناسبة أود ذكر عينة واحدة مما أطالعه في بعض المنتديات :
واحد من المشاركين كتب عن الجاحظ كعلم من أعلام الأدب العربي ، وقد ركز في مشاركته التي لم تتجاوز بضعة أسطر على أن الجاحظ كان لا يصلي ، وانه كان غير ثقة ولا مأمونا ، وأنه كان قبيح المنظر سيء المعتقد ؛ فقلت في نفسي : لو ترجمت هذه المشاركة إلى لغات غير العربية ، وطالعها مطالع أجنبي ، فما الذي سوف يعرفه عن الجاحظ إذن!
 
*ياسين الشيخ سليمان
4 - مارس - 2009
تعقيب ....    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
الإخوة الأفاضل،
تحية طيبة،
سبقنا الأستاذ ياسين الشيخ سليمان إلى التعقيب على هذا الموضوع ، وإذا كان من الصعب الإضافة على قول أستاذنا ، فقد وددت أن أشير إلى بعض اللمحات التي جالت بخاطري عقب قراءة نص البرزخ ...
لا شك أن عنوان النص بذاته يعدّ مفتاحا إلى الولوج إليه ، وقد كان اختيار أستاذنا الفذ السويدي موفقا ولا شك ...
إنّ اختيار مساحة البرزخ للحديث على لسان الراحلين عن الدنيا ، وفق ما نقلته عنهم ، صحة أو خطأ، ألسنة الرواة ، بشير إلى تواضع الراوي ، حين يجعل نفسه في ذات المستوى الذي يتحدّث فيه شخوص الحكي ...
فعلى خلاف المعري و دانتي ، صاحبا أشهر مرويات المغيبين عن الدنيا ، لم يحلّق المؤلّف بين الجنة والنار ، أو بين المطهر والعذاب ، مفصّلا على المقاس أمكنة الأشخاص وآراءهم ، فذلك أمر ، الله مطّلع فيه على سرائرهم ...
ولعلّ قائلا يقول، أنّ لا مكانة في الإبداع الأدبي لهذه التفصيلات اللاهوتية، وأنّ للمبدع أن يأخذ بتلابيب الحكي وأن يحلّق بها حيثما يشاء ، يحاكم هذا ويخرج آخر من علياء الجنة ليطرحه في درك جهنم ، أو أن يعيد تأهيل أحد المغضوب عليهم في التاريخ ، فما تنفك أن تجده يرفل في نعيم الآخرة ...
هذا الرأي هو موقف يؤخذ منه ويرد، غير أنّ وقوف الراوي على مسافة متساوية بين شخصيات الحكاية، خاصة حينما يتعلّق الأمر بأشخاص ، تشكّلت صورتهم عبر مختلف المرويات ، فنحن نحكم عليهم تحت ثقل هذا المخزون الشفهي والكتابي ، ولعلّ " المتوكّل " أحد هذه الأمثلة ، فهو لدى الخطاب السني ناصر السنة ، الذي حسم الخلاف حول مسألة خلق القرآن ، وأعاد لابن حنبل اعتباره ، عقب محنته الشهيرة ، وهو عند الشيعة معادي أهل البيت ، الذي تحل عليه اللعنة ....
كما أنّ رواية حدث تاريخي ما ، في شكل مسرحي ، من خلال رؤية مختلف شخوص الحدث لها ، هو أمر في غاية التميز ، يمنح لمختلف للفاعلين التاريخيين المساحة للتعبير ، كل من جهته ، عن الحدث كما رآه هو ، لا كما يراه الآخرون ... وأعتقد أنه في المسرح الحديث شبيه لهذا ، أو كما هو الأمر في رواية الكرنك ، فيما أذكر ، لنجيب محفوظ ...
*زين الدين
20 - فبراير - 2009
تعقيب 2....    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
سأحاول العودة إلى موضوع البرزخ ، وشخصيتي المتوكل والفتح بن خاقان في قراءة لاحقة إن شاء الله ...
كما أود تنبيه الأستاذ معتصم إلى خطأين تقنيين في موضوع البرزخ :
الأول : يخص الجزء الثاني ، وبتعلق بتنظيم البيت :
وقد  قلت للمعلي إلى المجد طرفه   دع   المجد   فالفتح   بن  iiخاقان
شاغله أطل بنعماه فمن ذا يطاوله   وعم   بجدواه  فمن  ذا  iiيساجله
والأصح كما هو واضح ، جعل شاغله في عجز البيت الأول ...
الثاني : يخص الجزء الرابع ، حيث ورد :
ومن شعري في أبي نوح:
***** ويبدو أن هذا المقطع سقط من النص ...
من جهة أخرى حاولت استعمال محرك البحث لقراءة السياقات المختلفة التي وردت فيها كلمة برزخ ، غير أنّه يتعذّر الاطلاع على النصوص من صفحة النتائج ، فالرجاء مراجعة هذا الخلل الفني ...
مع التحية
*زين الدين
20 - فبراير - 2009
فكرة البرزخ جليلة الفائدة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أقول الصدق : لقد فاجأتني الفكرة هذه وسررت بفحواها ليس لأنها اعتمدت البرزخ محلا لسماع أصوات من صارت عظامهم إلى البلى فحسب ؛ وإنما النباهة التي يتمتع بها أستاذنا السويدي في سيره الفكري نحو النظر في التاريخ وكيف نفيد منه وفي أثناء سطور كتب التراث الكثير الكثير مما هو بحاجة إلى أن نظهره ونجليه ؛ آخذين بالاعتبار أمرين هامين :
الأمر الأول : التحقق من صحة ما ذكر في كتب التراث بدقة ، وهذا من عمل محققيه ، والذين يجب ان تتوفر فيهم سعة المعرفة العامة ، وملكة النقد المرتكز على المنطق دون العاطفة ، وهؤلاء موجودون ولله الحمد . والأمر الثاني : الحث على استقراء أحداث التاريخ لاستخلاص العبرة منها ، وهذا ما أظن أن أستاذنا السويدي يهدف إليه وهو يبدأ هذا الهدف بالسعي إلى تحقيق بداياته بهذا العمل الأدبي الممتاز ، الذي اسمه ( البرزخ) .
والبرزخ ، وهو الحاجز بين الحياة الأولى الفانية ، والحياة الأخرى الخالدة ، تكمن أهميته في الاعترافات التي يعترف بها ساكنوه ؛ فهو ، إذن ، الدلائل التي تدل على الصراحة والمصارحة ، وهو الشهادات التي يشهد بها الأموات على أنفسهم ، أما الحساب ؛ ثوابا او عقابا او مغفرة وشفاعة...فمتروك أمرها إلى الله سبحانه ؛ فهو العليم الخبير بما وراء تلك الاعترافات من مسببات ، وهو سبحانه يعلم من يستحق العقاب ومقدار ذلك العقاب ، ويعلم من يستحق الرحمة والثواب ومقدار تلك الرحمة وذلك الثواب . إن الأولى بالصراحة والمصارحة هم الأحياء منا بطبيعة الحال ؛ نتصارح قبل ان يأتي يوم لا مرد فيه ولا معاد ، ولن ينفع نفسا أن ترجو الله بان يؤخر لها في اجلها ، الذي إذا جاء لن يؤخر .
إن ما كتبه أديبنا السويدي يحثنا على التفكر وإمعان النظر في الذي نقرؤه من التاريخ ؛ خرجنا بأحكام نحسبها قاطعة الصحة على ما نقرأ، أو بأحكام تحتمل الصحة وتحتمل الخطأ ‘ فالمهم أن نفكر ، والمهم ان نعتبر ونتعظ ، ولا نبقى متخذين من سطور التاريخ مجرد نوادر نتندر بها ، او مجرد متعة لغوية نستمتع بها من اطلاعنا على كتب التراث الأدبية . والأهم من ذلك كله عندي هو تراثنا الذي نسميه دينيا وكأنه هو الدين ، ونربط كل علوم الفقه ، واللغة والأدب والشعر ، والفلسفة وكل أنواع العلوم الإنسانية الفكرية به ؛ متخذين من معلوماتنا المسماة بالدينية عبر العصور حكما على هذا التراث دون ان ندرك في كثير من الأحايين أن ديننا الحنيف يوجهنا إلى التفكر بما قيل ويقال ، في عصور سبقت وأخرى لحقت ، ويروح بنا إلى وجوب التفريق بين الدين الذي هو من لدن الله تعالى ، وبين ما قلناه او كتبناه نحن البشر باسم الدين .  إن من لا ينعم النظر في ماضيه بتأن وتؤدة ، وبنية خالصة لوجه الحق وحده ، لن يتمكن من تصحيح أخطاء حاضره ، ولن يتمكن من الخلاص مما يحيط به من تخلف ثقافي ومادي ، بل إنه ربما يزداد تخلفا ، ويظل يهوي في مهاوي الجهل والجهالة حتى يندثر ذكره من التاريخ كله . والقرءان الكريم كم حدثنا عن أحوال الأمم الغابرة كيف آل أمرها إلى الهلاك ، ولنا في كتاب الله من العبر ما لا يقدر بثمن .
ومن الأصوات التي يمكن ان يسمعها أديبنا السويدي بعد ان منح القدرة على سماع أصوات أهل البرزخ، صوت المعتصم وهو يقول ( إن صح ما قيل في ذلك) : بلى ، كنت لمّا وردني خبر عمورية أعاقر بنت الكرم ؛ ولكني قذفت بالكأس بعيدا ؛ فحطمتها ، وجهزت جيشا عرمرما استرجعت به عمورية ونكلت ببني الأصفر أي تنكيل...ولم لا! هل أظل أقبل على شرب الخمر ويبلغني صراخ الشريفة الأسيرة : وامعتصماه! وامعتصماه!..
وبهذه المناسبة التي تحدثنا فيها عن العبرة والاعتبار ‘ فلا بأس بمثال تطبيقي ولو بالكلام وحده :
يا أيها المتنفذون فينا ، شربتم الخمر في سركم أم لم تشربوها ؛ فأمركم فيها إلى بارئكم ؛ ولكن إياكم أن تظهروا لأمتكم خلاف ما تضمروا ؛ فتخدعوها ، وإياكم أن تشربوا دماء أبنائها ، سرا أو علانية ؛ فهذه تخلدكم إن ارتكبتموها ، في نار جهنم أبدا . وإن ابتغيتم الخير للأمة ؛ فاجعلوها سندا لكم وكونوا سندا لها ، ولا يتم ذلك إلا بأن تحسنوا رعايتها وتقوموا على شؤونها بأن تنشروا بين افرادها حرية القول المنضبط بما أمر الله تعالى به ، وان تقوموا بتربية الأجيال المتعاقبة على الحق والخير والرفعة والسؤدد .
 
*ياسين الشيخ سليمان
22 - يناير - 2009

 
   أضف تعليقك