حديث الرويبضة     ( من قبل 3 أعضاء ) قيّم
أليس هذا زمانه؟ " سيأتي على الناس سنوات خداعات ، يُصَدَّق فيها الكاذب ، ويُكَذّبُ فيها الصادق ، ويؤتَمَن فيها الخائن ، ويُخَوَّن فيها الأمين ، ويَنطِق فيها الرويبضة . قيل : وما الرويبضة ؟ قال : الرجل التافه ؛ يتكلم في أمر العامة ". أخرجه ابن ماجه (4042) والحاكم (4/465 ،512) وأحمد (2/291) والخرائطي في ( مكارم الأخلاق ، ص 30) من طريق عبد الملك بن قدامة الجمحي عن إسحاق بن أبي الفرات عن المقبري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . وقال الحاكم : ( صحيح الإسناد ) ووافقه الذهبي . كذا قالا ، وهو عجب ، لاسيما من الذهبي ، فإنه أورد ابن قدامة هذا في ( الميزان)، ونقل تضعيفه عن جمع ، وقال في ( الضعفاء) : " قال أبو حاتم وغيره : ليس بالقوي " . وإسحاق بن الفرات قال الحافظ : " مجهول " . لكنْ للحديث طريق أخرى يتقوى بها ، يرويه فليح عن سعيد بن عبيد بن السباق عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ : " قبل الساعة سنون خدّاعة ..." الحديث دون قوله : " وما الرويبضة ..." أخرجه أحمد ( 2/338). قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن السباق ، وهو ثقة . لكن فليح وهو ابن سليمان الخزاعي فيه كلام من قبل حفظه ، حتى قال الحافظ : " صدوق يخطئ كثيراً " . فالحديث بمجموع الطرقين حسن . وله شاهد يزداد به قوة ، يرويه محمد بن إسحاق عن محمد بن المنكدر عن أنس بن مالك مرفوعاً بلفظ : " إن أمام الدجال سنين خداعة ...." الحديث مثله ، إلا أنه قال : " الفويسق يتكلم في أمر العامة " . أخرجه أحمد (3/220) . ورجاله ثقات لولا عنعنة ابن إسحاق. ( سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها ) ، للمحدث المرحوم إن شاء الله تعالى : محمد ناصر الدين الألباني ، المجلد الرابع ، ص 508 و509، طبعة مكتبة المعارف : الرياض ) . |